الأحزاب العربية

عضو الكنيست موشيه غفني (Miriam Alster / Flash90)
عضو الكنيست موشيه غفني (Miriam Alster / Flash90)

“قانون عديم الفائدة يثير غضبا فحسب”

رغم أن الجميع يعرف أنه لا يُفترض أن تتم المصادقة على "قانون المؤذن"، ما زال هذا القانون يثير خلافا بين أعضاء الكنيست: "أنتم عنصريون وفاشيون"

دار نقاش محتدم اليوم (الثلاثاء) في ساعات بعد الظهر، في لجنة التشريع التابعة للكنيست الإسرائيلي حول مشروع قانون المؤذن، الذي يحظر استخدام مكبّرات الصوت في دور العبادة بسبب الضجة. غضب عضو الكنيست جمال زحالقة، من حزب “القائمة المشتركة” أثناء النقاش صارخا: “أنتم عنصريون وفاشيون، تبحثون عن الموت فقط”. ردا على أقواله، هاجمه عضو الكنيست، موطي يوغيف، من حزب “البيت اليهودي” اليميني قائلا: “اذهب إلى البرلمان في سوريا، يا إرهابي”.

يبدو أنه رغم الضجة التي ثارت، يعرف الجميع أن ليس هناك احتمال للمصادقة على “قانون المؤذن” في القراءة الأولى. اليوم صباحا، أوضح عضو الكنيست، موشيه غفني، من الحزب الحاريدي “يهدوت هتوراه”، بناء على طلب عضو الكنيست، أحمد الطيبي من حزب “القائمة المشتركة”، أن الأحزاب الحاريدية تعارض قانون المؤذن وأنه لا تتوقع الموافقة على القانون.

تحدث غفني عن التعاون بين الأحزاب الحاريدية والعربية حول الموضوع موضحا: “اتفقنا على أن هذا القانون لن يتقدم. فهو قانون مثير للغضب ولا فائدة منه. هناك قانون لحظر إثارة الضجة ويمكن أن يقدم حلا، ولكن الشرطة لا تستخدم الوسائل للتصدي للضجيج. يؤدي مشروع القانون هذا بأن يفكر مثلا من يعيش في إندونيسا أن إسرائيل تريد حظر استخدام صوت المؤذن في المساجد”.

وأشار المستشار القضائي للجنة التشريع اليوم، في رسالته إلى أعضاء اللجنة أن مشروع القانون يضع صعوبات قانونية. بالإضافة إلى ذلك، ادعى في رسالته موضحا: “نعتقد أنه يمكن التوصل إلى حل لمسببات الضجيج التي يتطرق إليها مشروع القانون”.

اقرأوا المزيد: 220 كلمة
عرض أقل
عزمي بشارة ونواب التجمع (Yonatan Sindel/Flash90)
عزمي بشارة ونواب التجمع (Yonatan Sindel/Flash90)

حزب التجمع الوطني الديمقراطي يتجاوز حدود الصبر الإسرائيلية

تأثير عزمي بشارة يسري اليوم على السياسة الإسرائيلية حتى عندما يشرف عليها من مكان إقامته في الدوحة. ولكن في الوقت الذي نُسيَ فيه الفيلسوف بشارة، فإنّ إرثه الأساسي هو الاستفزاز

يقف ثلاثة أشخاص في قلب العاصفة في إسرائيل، في الأيام الأخيرة، وهم أعضاء الكنيست الثلاثة: جمال زحالقة، باسل غطاس وحنين زعبي، وهم أعضاء الكنيست العرب من حزب التجمع الوطني الديمقراطي. أثار لقاء الأعضاء الثلاثة بأهالي منفّذي عمليات الطعن الفلسطينيين الذين احتجزت إسرائيل جثثهم، وحقيقة أنهم قد وقفوا دقيقة صمت لذكراهم مع قراءة الفاتحة، غضب الكثير من الإسرائيليين.

وصل الغضب إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي قرّر ردا على ذلك مشروع قانون جديد يسمح بطرد أعضاء الكنيست الذين يدعمون الإرهاب. قال نتنياهو من على منصة الكنيست: “لسنا مستعدين لقبول وضع يدعم فيه أعضاء الكنيست أسرَ قتلة مواطني إسرائيل ويقفون دقيقة صمت لذكرى الإرهابيين الذين قتلوا أبناءنا. للصبر حدود! لدينا كرامة وطنية”!.

عضو الكنيست جمال زحالقة (Yonatan Sindel/Flash90)
عضو الكنيست جمال زحالقة (Yonatan Sindel/Flash90)

من الواضح، إذن، أنّ حزب التجمع هو الحزب الأكثر تحدّيا للخطاب السياسي في إسرائيل اليوم. والأكثر من ذلك، هو أن السبب يعود إلى المؤسس و “الأب الروحي” للحزب، الدكتور عزمي بشارة الذي طُرد من إسرائيل في أعقاب قضية تجسس خطيرة عام 2006. ورغم أنّ بشارة يقيم اليوم في قطر، ولكن الإرث الذي خلّفه يوجّه الممثّلين الثلاثة في الكنيست.

قبل دخول بشارة السياسة، كان يُعرف عنه أنه مثقف وبدأ دراسته في الجامعات الإسرائيلية في حيفا والقدس، وأنهى أطروحة الدكتوراة في فلسفة كارل ماركس في الجامعة الشيوعية هومبولت في برلين الشرقية.

كانت فلسفته المركّبة في قضايا العروبة، القومية والديمقراطية استثنائية في تعقيدها، وقد ابتعد عن الوطنية الفلسطينية وعن التطرف الديني على حد سواء. بل إنّ بشارة قال في مقابلة تلفزيونية إنّه يعتقد أنّه لا وجود للشعب الفلسطيني، وإنما فقط للأمة العربية. وأكّد قائلا: “رغم كفاحي الشديد ضدّ الاحتلال لم أتحوّل ذات مرة إلى وطني فلسطيني”.

عزمي بشارة (AFP)
عزمي بشارة (AFP)

ولكن يبدو أنّ أعضاء الكنيست الحاليين للتجمّع لم يرثوا من بشارة رؤيته الفلسفية، وإنما ميوله في إحداث استفزاز في كل فرصة ممكنة. ففي السنوات الأخيرة من نشاطه في إسرائيل كان يبدو أنّ طاقته مكرّسة لإغضاب الإسرائيليين: لقد زار سوريا وأعرب عن دعم نظام بشار الأسد، وزار الضاحية الجنوبية في بيروت للإعراب عن دعم حزب الله، بل وحتى تفوه بألفاظ نابية ضدّ أعضاء الكنيست الإسرائيليين.

يحاول كل واحد من الأعضاء الثلاثة الحاليين في حزب التجمع الوطني الديمقراطي محاكاة زعيمهم بشارة وإغضاب المؤسسة الإسرائيلية بالشكل الأكثر تطرّفا. يبدو أنّ عضوة الكنيست زعبي قد تفوّقت على الجميع، عندما شاركت في أسطول حركة IHH الإسلامية التركية لغزة أو عندما قالت إنّ اختطاف وقتل الشبان اليهود الثلاثة ليس عملا إرهابيا.

النائبة العربية في البرلمان الإسرائيلي حنين زعبي (Miriam Alster/Flash90)
النائبة العربية في البرلمان الإسرائيلي حنين زعبي (Miriam Alster/Flash90)

وقد تميّز عضو الكنيست زحالقة أيضًا بالصراخ واستخدام التعبير “فاشيّ” ضدّ أعضاء الكنيست اليمينيين الإسرائيليين. أحد استفزازات زحالقة الخالدة كثيرا في الذاكرة هو عندما غادر أستوديو مقابلة تلفزيونية إسرائيلية وصرّح بأنّ الأستوديو مقام على أرض قرية الشيخ مؤنس التي هُجرت عام 1948.

وأيا كان الأمر، فالتجمع هو حزب يتحدى بالشكل الأكثر تطرّفا دولة إسرائيل اليوم، ويفعل ذلك من داخل حدودها. والسؤال الذي بقي مفتوحا هو متى ستقرر المؤسسة الإسرائيلية بأنّها لم تعد تتحمل أكثر هذا الحزب المغروز كالشوكة في جلد إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 440 كلمة
عرض أقل
عنات بيركو (Miriam Alster/FLASH90)
عنات بيركو (Miriam Alster/FLASH90)

نائبة إسرائيلية تتحول إلى طرفة بعد ملاحظة عن الاسم “فلسطين”

النائبة عنات بيركو تثير غضب أعضاء الكنيست العرب وسخرية المعارضة، عندما عرضت تفسيرا لغويا لادعاءاتها السياسية

أثارت عضوة الكنيست الدكتورة عنات بيركو من حزب الليكود اليوم غضب أعضاء الكنيست العرب، خلال مناقشة عندما قالت إن غياب حرف  الـ “P”  من اللغة العربية يعني أن كلمة Palestine، التي معناها فلسطين، ليست حقيقية.

وقالت عضو الكنيست بيركو: “بالنسبة لكلمة فلسطين، كما قلنا، ليس هناك الحرف “P” في اللغة العربية، لذا يتوجب فحص هذا المصطلح المستعار”، ملمحة إلى أن كلمة فلسطين ليست كلمة عربية. فغضب أعضاء الكنيست العرب وخرجوا من القاعة غاضبين. وقال لها أحدهم: “أنت لا تفهمين العربية ولا العبرية”.

חברת הכנסת ענת ברקוחברת הכנסת ענת ברקו מהליכוד ציינה היום בדיון בכנסת שאין בשפה הערבית את האות “פ” ולכן אי אפשר להגיד פלסטין.חלק מחברי התא התחילו ללמוד ממש אתמול למבחן בקורס ב”יסודות השפה הערבית” והם רוצים למסור לענת שדווקא יש “פא” בשפה הערבית, ככה היא נראית ف וכך כותבים פלסטין فلسطين.תודה רבה לחה”כ ענת ברקו שדואגת ועוזרת לנו לעבור על החומר. מעניין מה אנה המרצה הייתה אומרת עליה.

Posted by ‎אופק בן גוריון‎ on Wednesday, February 10, 2016

وقد نظرت عضوة الكنيست تمار زاندبيرج من حزب ميرتس اليساري مندهشة إلى بيركو، وسألتها: “هل فقدت عقلك؟”. وردت عضوة الكنيست العربية عايدة توما- سليمان من القائمة المشتركة على بيركو قائلة: “راحت فلسطين”.

في الجلسة ذاتها، قال رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه  يؤيد إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح مقابل اعتراف الفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل. وأضاف أنه لا يرى أن تنفيذ حل الدولتين في المستقبل القريب محتمل. وأشار أيضا إلى أن أعضاء حزب العمل يوافقون على هذه الرؤيا، وكذلك هاجم رئيس المعارضة ورئيس حزب العمال يتسحاك “بوجي” هرتسوغ: “صباح الخير يابوجي ، من الجيد أنك استيقظت”.

اقرأوا المزيد: 250 كلمة
عرض أقل
أعضاء القائمة العربية المشتركة (Yonatan Sindel/Flash90)
أعضاء القائمة العربية المشتركة (Yonatan Sindel/Flash90)

استطلاع: زيادة ملحوظة متوقعة في نسبة التصويت في الوسط العربي

يتوقع بحث لجامعة تل أبيب أن نسبة المشاركين العرب في التصويت ستزداد بنحو 8%، مع أغلبية ساحقة للقائمة المشتركة

يُشير بحث نشره مركز موشيه ديان لعلوم الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب بمشاركة صندوق  كونرد أدناور في إسرائيل إلى أن نسبة المشاركين في الانتخابات للكنيست الإسرائيلي بين أوساط عرب إسرائيل قد تزداد زيادة ملحوظة، ويعود ذلك تحديدا إلى تشكيل القائمة العربية المشتركة.

74.9%‏ من المشاركين العرب قالوا إنهم يريدون المشاركة في الانتخابات القريبة. يشير مجرو الاستطلاع إلى أن هذا المعطى مبالغ به بشكل خاص، لأن معدل نسبة المشاركة في الوسط العربي أقل بكثير. ولإثبات ذلك، فهم يقولون إن  ‏%‏‎67.6‎‏ من المستطلعة آراؤهم قد قالوا إنهم صوتوا في الانتخابات السابقة، رغم أن نسبة التصويت في الوسط العربي وصلت إلى ‏56.5%‏ فقط.

يوافق الباحثون على أنه يبدو أن نسبة التصويت ستصل إلى ‏64.7%‏، وهي زيادة بنحو ‏8%‏ مقارنة بالانتخابات السابقة. القائمة العربية المشتركة هي المستفيدة الرئيسية من هذه القفزة بنسبة التصويت، حيث قال 69.1% إنهم سيصوتون لها.

زيادة على ذلك، قال 44.8% إن توحيد القوائم العربية هو ما أقنعهم بالتصويت لها. 36.8%‏ قالوا إنهم كانوا سيصوتون على أية حال، وبينما قال ‏15.7%‏ إنهم لن يصوتوا في كل الأحوال.

تحظى الأحزاب الأخرى بنسب تصويت أقل بشكل ملحوظ بين أوساط صاحبي حق الاقتراع العرب، ومن بينها حزب ميرتس والذي يحظى بنحو 2.9%، الليكود 2.2%‏، المعسكر الصهيوني 1.6%‏، ويبدو أن معظم الأصوات هي لصاحبي حق الاقتراع من الدروز. كذلك، قال 5.5% إنهم سيصوتون للقائمة العربية الموحّدة، وهي قائمة منفردة عن القائمة الموحدة. 15%‏ صرحوا أنهم لم يقرروا بعد إلى أي حزب سيصوتون.

معظم العرب يأملون كثيرا من الانتخابات القريبة. أجاب 79.4%‏ من المستطلعة آراؤهم بالإيجاب عندما تم سؤالهم “هل هناك فائدة من مشاركة الجمهور العربي في الانتخابات للكنيست”. 68.3%‏ منهم يعتقدون أن الكنيست سيتحوّل في أعقاب الانتخابات القادمة إلى حلبة نشاط فعالة بالنسبة للجمهور العربي.

ماذا بالنسبة للمواضيع على جدول أعمال الجمهور العربي في إسرائيل؟ 77.2%‏ قالوا إنه يجب التطرق إلى مشاكل المجتمع العربي الداخلية. تشكل المواضيع التالية سياسة الحكومة نحو السكان العرب (‏77.4%‏)، المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين (‏66.3%‏)، علاقة ثقافية ودينية مع العالم العربي  (‏47%‏),، وعلاقات العرب واليهود في دولة إسرائيل (‏34.7%‏).

اقرأوا المزيد: 313 كلمة
عرض أقل
نائب الكنيست جمال زحالقة (Flash90/Tomer Neuberg)
نائب الكنيست جمال زحالقة (Flash90/Tomer Neuberg)

زحالقة يصبح نجماً بعد استضافته في برنامج ساخر

نائب الكنيست العربي، جمال زحالقة، كان ضيف برنامج حواري إسرائيلي ساخر وناقش، بشكل ساخر، القضايا الهامة التي تهم المواطن العربي في دولة إسرائيل

“أجل، لا أخجل من قول هذا، سافرت إلى قطر وسوريا. يعتبرونهم الإسرائيليون أعداء لهم، ولكنهم إخوتي وأخواتي. حتى أنني التقيت عزمي بشارة في قطر، الذي يدير حاليًا أحد مراكز الأبحاث الهامة في العالم العربي، على الرغم من أنني أعرف أنه في إسرائيل يعتبرونه خائنًا يجب محاكمته”. كانت هذه القضايا وغيرها موضوع الاستضافة الفكاهية التي رافقت أمس البرنامج الساخر الأشهر في التلفزيون الإسرائيلي “غاف هئوما” (ظهر الأمة).

تحوّل البرنامج المعروف بفكاهيته وسخريته، والذي يتعرض بالتهكم على كل السياسيين الإسرائيليين من كافة الأطياف، إلى برنامج يتدفق إليه السياسيون بين الحين والآخر لتلقي فيض من النكات على حسابهم. سبق أن حل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ضيفًا على البرنامج وكذلك وزيرة العدل السابقة، تسيبي ليفني وقائمة طويلة من السياسيين الإسرائيليين، الذين لم يخشوا من التعرّض للنقد نتيجة نشاطهم الاجتماعي، برحابة صدر وحتى أنهم ساهموا وتعاونوا في جزء من النكات الموجهة ضدهم.

شاهدوا زحالقة خلال استضافته في البرنامج

https://www.youtube.com/watch?v=TBg4HppANo8

تجدر الإشارة إلى أن زحالقة ليس أول سياسي عربي يستضيفه البرنامج وأن زميله في الكنيست، أحمد طيبي، سبق أن حل ضيفًا على البرنامج وناقش مسائل تتعلق بالوضع السياسي، الاجتماعي والاقتصادي لعرب إسرائيل، وأيضًا المسائل المتعلقة بمعارضته لرئيس الحكومة نتنياهو ورغبته بتعزيز المساواة في دولة إسرائيل، بين العرب واليهود.

“أنت زرت بشارة في قطر، صحيح”، سأله أحد أعضاء فريق الممثلين الهزليين المشاركين ضمن الطاقم. “صحيح”، رد زحالقة. “زرته في فترة الحرب الأخيرة على غزة. بالمناسبة، كيف حاله اليوم؟ هل تحدثني قليلاً عنه؟ أين هو تمامًا؟ في أي شارع يعيش هناك؟” بهدف جمع أكبر قدر من المعلومات عن مكان تواجد بشارة، الذي، كما هو معروف، هرب من إسرائيل بعد أن بدأت تظهر اتهامات ضده بمساعدة جهة معادية لإسرائيل في حرب لبنان الثانية. الجمهور، بالطبع، انفجر ضاحكًا ولكن زحالقة لم يقف مكتوف اليدين وقال “التقيت بشارة في قطر. يدير واحدًا من أهم مراكز البحث في العالم العربي وحتى أنني قلت له إنني سأكون ضيفًا في برنامجكم وسألني عن البرنامج، تخيّلوا أن عزمي بشارة لا يعرف عنكم”، مُلمحًا بهذا إلى البرنامج ليس معروفًا جدًا كما يعتقد الإسرائيليون.

شاهِدوا أحمد طيبي حين استضافه البرنامج

ختم زحالقة قائلا “أعتقد أن إسرائيل يجب أن تكون دولة لكل مواطنيها. أنا إنسان يحمل أفكار منفتحة ولا أفرق بين دم ودم ولا بين إنسان وإنسان. ما أريده هو مُستقبل جيد للجميع فيه مساواة. المساواة أمر ضروري وجيد لمواطني دولة إسرائيل، العرب واليهود. لا يجب أن يربط الإسرائيليون وجودهم بالتعالي على المواطنين العرب. يتعيّن على المواطنين الإسرائيليين أن يربطوا وجودهم هنا بالحياة التي تسودها مساواة”.

اقرأوا المزيد: 381 كلمة
عرض أقل
صندوق الاقتراع في الانتخابات الاسرائيلية (FLASH 90)
صندوق الاقتراع في الانتخابات الاسرائيلية (FLASH 90)

الانتخابات الإسرائيلية والدولة الفلسطينية

يبدو أنّ الشأن السياسي اختفى عن جدول أعمال لانتخابات الإسرائيل. ما هي مواقف الأحزاب المختلفة بخصوص الدولة الفلسطينية؟

يغلي النظام السياسي في إسرائيل كالقدر قُبَيل الانتخابات، التي ستُقام في 17 مارس (آذار). شهد معظم الإسرائيليين أنّ الموضوع الرئيسي الذي من شأنه أن يؤثر على قرار تصويته هو غلاء المعيشة، بينما ينزعج آخرون من القضايا الأمنية. وفي الوقت الذي يهتم فيه رئيس الحكومة، نتنياهو، وأحزاب اليمين بالشأن الأمني، تسعى أحزاب اليسار والوسط إلى التأكيد على الشأن الاجتماعي – الاقتصادي.

وهكذا يحدث أنّ الشأن السياسي، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي شغل في الماضي مكانا رئيسيا في المعركة الانتخابية، يُدفع إلى هامش المعركة الانتخابية الحالية. ومع ذلك، فلا يزال هو الموضوع الأكثر تمييزا عن غيره بين الأحزاب المختلفة في إسرائيل.

إذن فكي نعلم قليلا ممّا يحدث في السياسة الإسرائيلية قمنا بتنظيم بعض الأمور من أجلكم: ما هو موقف كلّ واحد من الأحزاب بخصوص الدولة الفلسطينية والتوصل إلى اتفاق سلام؟ من يؤيّد إخلاء المستوطنات ومن يؤيّد تبادُل الأراضي؟ كلّ ما تريدون معرفته عن الانتخابات الإسرائيلية والدولة الفلسطينية:

الليكودحزب الليكود هو الحزب الحاكم اليوم في إسرائيل، وهو يمثّل اليمين التقليدي في السياسة الإسرائيلية، ويؤكّد بشكل أساسيّ تحت قيادة نتنياهو على التهديدات الأمنية. في كلّ ما يتعلّق بالمجال السياسي، يؤكّد برنامج الحزب بأنّ “الليكود على استعداد لتقديم التنازلات مقابل السلام، تنازلات مثل تلك التي قام بها مناحم بيجن في عهد السلام مع الرئيس المصري، أنور السادات؛ وهو تنازل ضمن اتفاق سلام حقيقي وموثوق”.

نتنياهو يدلي بصوته في النتخابات التمهيدية داخل حزب الليكود (Flash90/Miriam Alster )
نتنياهو يدلي بصوته في النتخابات التمهيدية داخل حزب الليكود (Flash90/Miriam Alster )

ومع ذلك، جاء بعد ذلك فورا “نحن لا نؤمن بأنّ الفلسطينيين على استعداد لتسوية تاريخية تنهي الصراع”، ويعرض “خطوطا حمراء واضحة” في كل عملية مفاوضات، والتي في أساسها “حقّ إسرائيل في الدفاع عن حدودها” (بوسائل عسكرية)، معارضة حقّ العودة والحفاظ على القدس الموحّدة.

ولا يتطرّق برنامج الحزب بشكل واضح ولو لمرة واحدة إلى “الدولة الفلسطينية” أو إلى حلّ “الدولتين”. يُذكَر بأنّه في عدة فرص في الشهر الأخير، منذ أن تمّ الإعلان عن الانتخابات، صرّح نتنياهو بالإضافة إلى مسؤولين آخرين في الليكود بشكل يُظهر أنّهم يتنصّلون من “خطاب بار إيلان” الذي اعترف فيه نتنياهو بحلّ “دولتَين لشعبَين”.

البيت اليهوديعلى النقيض من الليكود، يتطرّق حزب “البيت اليهودي” تحديدا، والذي هو متعاطف مع المستوطِنين، بشكل واضح إلى الدولة الفلسطينية، وهذا ما جاء في برنامجه: “نحن نعارض أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية من الغرب إلى الأردن… إنّ القيادة الفلسطينية لا تريد أراضي 67 وإنما كل دولة إسرائيل، ولذلك فليس هناك حلّ مثالي في جيلنا”.

رئيس حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت (Flash90)
رئيس حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت (Flash90)

يتضمّن البرنامج البديل لدى البيت اليهودي: فرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي الإسرائيلية في الضفة الغربية (المنطقة “ج”) من جانب واحد (أي: ضمّها)، منح المواطنة الكاملة إلى 50,000 عربي ممّن يعيشون في الأراضي الإسرائيلية التي سيتمّ ضمّها، حكم ذاتي كامل مع تواصل جغرافي للمواصلات في الأراضي التي تُسيطر عليها السلطة الفلسطينية. لا يدخل أي لاجئ فلسطيني من الدول العربية إلى داخل الضفة الغربية، الحاجة إلى وجود عسكري في الضفة الغربية بالإضافة إلى فكّ الارتباط الكامل بين غزة والضفة. وفضلا عن ذلك، يتضمّن البرنامج استثمارا اقتصاديا كثيفا للتعايش الحقيقي بين الإسرائيليين والعرب في تلك الأراضي المحتلّة. وغنيّ عن البيان بأنّ كلّ أجزاء هذا البرنامج غير مقبولة على الفلسطينيين، ولا على الغالبية في إسرائيل.

إسرائيل بيتناوهو حزب يمينيّ آخر يرأسه أفيغدور ليبرمان. جاء في برنامج الحزب بأنّ “السلام هو رغبة قلوبنا، ولكنه ليس قيمة أعلى من وجود دولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي ومن الأمن المستدام لجميع مواطنيها. إنّنا نمدّ يد السلام إلى أعدائنا، ولكن إذا ما اختاروا طريق الحرب، فعلينا أن نكون عازمين وأن نردّ بحرب ضروس”. يعارض الحزب إخلاء المستوطنات ويدعو إلى تبادُل الأراضي على أساس إعادة تجمّعات سكنية عربية داخل إسرائيل (مثل أم الفحم) إلى الفلسطينيين، ونقل السيادة الكاملة في المستوطنات إلى إسرائيل. تعارض هذه الأحزاب جميع المفاوضات على القدس.

وزير الخارجية  الإسرائيلي ورئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان  (Flash90)
وزير الخارجية الإسرائيلي ورئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان (Flash90)

أحزاب الوسطعلى النقيض من أحزاب اليمين واليسار، والتي تعبّر عن مواقف واضحة بخصوص الدولة الفلسطينية، وتخصّص مكانا بارزا لهذه القضية في برامجها، تؤكّد أحزاب الوسط على الشأن الاجتماعي – الاقتصادي وتستبعد الشأن السياسي إلى الهامش.

يتوسّع برنامج حزب “كلّنا” كثيرا، وهو حزب جديد برئاسة موشيه كحلون الذي انسحب من الليكود، في كلّ ما يتعلّق بغلاء المعيشة، ولكنّه يكرّس جزءًا صغيرًا جدّا وغامضًا جدّا للشأن السياسي – الأمني، وهذا ما جاء فيه: يهدف الحزب إلى “إنشاء أفق سياسي – أمني لدولة إسرائيل بواسطة العمل الذي لا هوادة فيه للحفاظ على أمن المواطنين الإسرائيليين، جنبًا إلى جنب مع الطموح بالتوصل إلى تسوية سياسية مع جيراننا”.

رئيس حزب "كلنا"، موشيه كحلون (Miriam Alster/FLASH90)
رئيس حزب “كلنا”، موشيه كحلون (Miriam Alster/FLASH90)

وقد جاء في موقع حزب هناك مستقبل، وهو حزب يائير لبيد، بأنّ “البرنامج ليس متاحا بعد”، ولكنّهم صرّحوا في الماضي بأنّهم دون شكّ مؤيّدون لحلّ الدولتين لشعبين، على أساس حدود عام 67 مع تبادُل الأراضي المتّفق عليه.

رئيس خزب "هناك مستقبل"، يائير لبيد (Flash90)
رئيس خزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد (Flash90)

حزب العمليخوض حزب “العمل”، وهو اليسار التقليدي في إسرائيل، الانتخابات الحالية في قائمة مشتركة مع حزب “الحركة” تحت قيادة تسيبي ليفني، وهي التي قادت المفاوضات في السنوات الأخيرة مع الفلسطينيين. وقد جاء في برنامج الحزب أن “حزب العمل سيعمل جاهدًا من أجل الاستقرار والسلام الإقليمي الشامل، من بين أمور أخرى، من خلال الاتصال بمبادرة السلام العربية، على أساس الاعتراف بحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، سيعمل حزب العمل على تأسيس اتفاق سلام مستقرّ بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

يؤيّد الحزب وجود دولتين قوميّتين ديمقراطيّتين لشعبين، “واللذين سيعيشان بسلام جنبا إلى جنب. سيتمّ تحديد الحدود النهائية بين الدولتين من خلال المفاوضات بين الطرفين في إطار تبادل الأراضي المتفق عليه. وهناك في البرنامج أيضًا حلّ مقترح لقضية القدس (الأحياء اليهودية لليهود، والعربية للعرب، مع اتفاق دولي في الأماكن المقدّسة). يعارض حزب العمل حقّ العودة إلى داخل دولة إسرائيل.‎ ‎

رئيس حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ مع محمود عباس في رام الله (FLASH90)
رئيس حزب العمل، يتسحاق هرتسوغ مع محمود عباس في رام الله (FLASH90)

حزب ميرتس، الذي يُعتبر الحزب اليهودي الأكثر يساريّة على الخارطة السياسية، بل وأكثر من ذلك بما لا لُبس فيه في هذا الموضوع: “في الشأن السياسي، يؤمن حزب  ميرتس بأنّ المصلحة الرئيسية لدولة إسرائيل هي إنهاء الاحتلال والتوصل إلى تسوية تقوم في إطارها دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، على أساس حدود عام 1967.ينبغي على إسرائيل اعتماد مبادرة السلام العربية التي دعت إلى المصالحة الشاملة بين العالم العربي وإسرائيل. وفضلا عن ذلك، يجب اتخاذ خطوات فورية لتجميد المشروع الاستيطاني.

رئيسة حزب "ميرتس" زهافا غلؤون (Flash90)
رئيسة حزب “ميرتس” زهافا غلؤون (Flash90)

وعندما نتحدث عن الأحزاب العربية (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، التجمع الوطني الديمقراطي، القائمة العربية الموحدة-العربية للتغيير، والتي ستترشّح في الانتخابات المقبلة ضمن قائمة مشتركة)، فمن الواضح بأنّها جميعًا تؤيّد إنهاء الاحتلال، إخلاء المستوطنات وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وعلى النقيض من الأحزاب اليهودية، فإنّ الأحزاب العربية تؤيّد أيضًا حقّ العودة الذي سيمكّن اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم أيضًا داخل حدود عام 1948.

أعضاء الكنيست من حزب القائمة الموحدة - العربية للتغييرمحمد بركة (يمين) ومسعود غنايم (Miriam Alster/FLASH90)
أعضاء الكنيست من حزب القائمة الموحدة – العربية للتغييرمحمد بركة
(يمين) ومسعود غنايم (Miriam Alster/FLASH90)

 

اقرأوا المزيد: 960 كلمة
عرض أقل
ناخب عربي في الانتخابات الإسرائيلية (Flash90/Issam Rimawi)
ناخب عربي في الانتخابات الإسرائيلية (Flash90/Issam Rimawi)

الصحافة الإسرائيلية تدعو عرب إسرائيل: اذهبوا للتصويت!

على خلفية الوحدة بين الأحزاب العربية في إسرائيل، تخصّص صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس" العبريّتان مقالات مع دعوات حماسية للمواطنين العرب لممارسة حقّهم الديمقراطي

رغم تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأنّه سيعمل على إلغاء القائمة العربية الموحّدة التي ستترشّح لانتخابات الكنيست القادمة، فليس جميع الإسرائيليين شركاء في الشعور العدائي تجاه الفرصة الجديدة التي تقف أمام مواطني إسرائيل العرب.

في حملة خاصّة، خصّصت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية صفحة كاملة لمقال ثنائي اللغة كتبه الصحفي نظير مجالي، والذي نشر بنسختين، العبرية والعربية معًا، من أجل تشجيع من يملكون حقّ الانتخاب من العرب لاستخدام حقّهم. وقد خصّصت الصحيفة العبرية بشكل غير مسبوق مساحة واسعة للمقال باللغة العربية، من أجل تشجيع تصويت مواطني إسرائيل العرب.

كتب مجالي: “المشاركة العربية في الانتخابات هي أمر جيد لإسرائيل عموما وللمواطنين العرب خصوصا وللمواطنين اليهود أيضا. جيدة لإسرائيل حتى تمون ديمقراطية حقيقية. وجيدة للعرب لآنها واجب وطني وأخلاقي. فنحن نطالب بالمساواة وبتكافؤ الفرص وبالحقوق. عدم المشاركة في التصويت يجعلنا كمن يطالب بالفوز باليانصيب ولكن لا يرسل النموذج. وجيدة للمواطنين اليهود، أولا لكونهم الشركاء وثانيا لكونهم يمثلون الأكثرية”. وبحسب كلام مجالي، فإنّ القائمة العربية الموحّدة هي بمثابة فرصة تاريخية لإصلاح أوضاع المواطنين من عرب إسرائيل.

وانضمّت صحيفة “هآرتس” أيضًا لهذه الدعوة، رغم أنها لم تدمج مقالا باللغة العربية في صفحاتها. في افتتاحيّتها، والتي كُتبت باللغة العبرية ولكنها كانت أكثر صرامة من مقال “يديعوت أحرونوت”، كانت هناك إشارة واضحة للوضع السيئ (نسبيّا) للمواطنين العرب في إسرائيل:

“على المواطنين العرب، الذين يعانون من الإقصاء والتمييز المؤسسي والمعياري، أن يفهموا بأنّ الطريقة الفعّالة لمكافحة هذه الاتجاهات، ولأخذ المكانة المناسبة لهم في المجتمع الإسرائيلي، هي التصويت للأحزاب التي تمثّلهم.

“القائمة العربية التي ستفوز بعدد كبير من المقاعد، ستموضع العرب كجسم سياسي لا يمكن تجاهله بعد. لن تكفي قوة كهذه  فقط لإيقاف تشريع عنصري وتمييزي، وإنما أيضا لجعل العرب لاعبين مهمّين في اللعبة السياسية ومشاركين في صنع سياسات إسرائيل، كما يليق بنسبتهم من السكان”.

عدد العرب ممّن يملكون حقّ التصويت في إسرائيل من بين مجموع من يملكون حقّ التصويت يصل إلى 15%، ممّا يمكن أن يؤدي نظريّا إلى انتخاب 18 عضو كنيست عربي.

ومع ذلك، فإنّ 11 عضوا فقط من أعضاء الكنيست الذين يتولّون اليوم في الكنيست وصلوا من القوائم العربية، وذلك لأنّ نسبة التصويت لكنيست في أوساط السكان العرب كانت نحو 56% ممن يملكون حقّ التصويت فقط، مقابل نحو 68% من مجموع السكان.

 

اقرأوا المزيد: 340 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان (Yonatan Sindel/Flash90)
وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان (Yonatan Sindel/Flash90)

ليبرمان ضدّ القائمة العربية المشتركة

سيعمل حزب وزير الخارجية الإسرائيلي على إلغاء القائمة بسبب "دعم التنظيمات الإرهابية والتعاون مع أعداء إسرائيل". يأمل العرب من جانبهم أن يبقى ليبرمان خارج الكنيست

وصل النزاع بين وزير خارجية دولة إسرائيل أفيغدور ليبرمان وبين العرب من مواطني إسرائيل إلى مستوى جديد. بعد أن أعلنت الأحزاب العربية في إسرائيل في نهاية الأسبوع عن ترشّحها في إطار قائمة موحدة في الانتخابات القريبة للكنيست.

قام ليبرمان بالتعليق في صفحة الفيس بوك الخاصة به قائلا: “إن توحد الأحزاب العربية يكشف علنا عمّا كان معروفا وحاولوا إخفاءه حتى اليوم: ليس هناك فارق عند الأحزاب العربية إذا كنت إسلاميا، شيوعيا أو جهاديا – الهدف المشترك لهم هو واحد: وضع حدّ لدولة إسرائيل كدولة يهودية. هذا هو الشيء الذي يوحّدهم وهذا هو هدفهم”

ليبرمان: “ليس هناك فارق عند الأحزاب العربية إذا كنت إسلاميا، شيوعيا أو جهاديا – الهدف المشترك لهم هو واحد: وضع حدّ لدولة إسرائيل كدولة يهودية”

وأضاف ليبرمان: “الآن، عندما أزيلت جميع الأقنعة فإنّ على الأحزاب اليهودية أيضًا، وخصوصا في اليمين، أن تكفّ عن النفاق وأن تنضم إلى حزب إسرائيل بيتنا للكفاح ضدّ أولئك الذين يريدون القضاء على الدولة اليهودية”.

ولم يكتف أعضاء حزب ليبرمان بتلك التصريحات. فبعد قرار الترشّح المشترك، أعلن حزب إسرائيل بيتنا بأنّه سيقدّم التماسا للجنة الانتخابات المركزية طالبا إلغاء القائمة الموحدة. جاء في البيان: “من يضع نفسه مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي والذي كل وجوده هو لدعم التنظيمات الإرهابية والتعاون مع أعداء إسرائيل ليس مناسبا لتولي العضوية في الكنيست الإسرائيلي”.

“إنّ الخوف يتحدث من حنجرة ليبرمان”

وقد ردّ مرشّحو القائمة الموحدة برفض هذه المبادرة قائلين: “إنّ الخوف يتحدث من حنجرة ليبرمان، على ضوء صعود القائمة الموحدة مقابل سقوط إسرائيل بيتنا في الاستطلاعات”.

وفعلا ففي استطلاعات الرأي العام الأخيرة التي أجريتْ في إسرائيل، ظهر أنّ حزب ليبرمان يعيش تراجعا خطيرا وقد يجد نفسه في نهاية المطاف خارج الكنيست. وممّا ينبغي التأكيد عليه أنّ الأمر سيحدث بسبب رفع نسبة الحسم في الكنيست، والذي بادر إليه ليبرمان نفسه.

يدعي السياسيون العرب بأنّ عملية رفع نسبة الحسم قد اتّخذتْ من قبل ليبرمان من أجل إلحاق الضرر بالأحزاب العربية وإبقائها خارج الكنيست، ولكن توحّدهم في قائمة موحدة سيزيل هذه العقبة. ويبقى الآن أن نرى إذا ما كان ليبرمان سيصادف عقبة وضعها هو بنفسه، من باب “الذي حفر حفرة يطيح فيها”.

اقرأوا المزيد: 322 كلمة
عرض أقل
أعضاء الكنيست من حزب القائمة الموحدة - العربية للتغييرمحمد بركة
(يمين) ومسعود غنايم (Miriam Alster/FLASH90)
أعضاء الكنيست من حزب القائمة الموحدة - العربية للتغييرمحمد بركة (يمين) ومسعود غنايم (Miriam Alster/FLASH90)

للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل: الأحزاب العربية ستتحد

بعد رفع نسبة الحسم وبعد استطلاعات رأي أظهرت أن نسبة التصويت سترتفع مع التوحيد، قررت الأحزاب العربية الثلاثة في إسرائيل خوض الانتخابات معا في انتخابات 2015

بعد فترة غير قصيرة من المفاوضات الداخلية، أعلِن أمس مساء رسميا ونهائيا: الأحزاب العربية الكبرى الثلاثة ستخوض الانتخابات معا في انتخابات 2015 في قائمة مشتركة.

اتخذت الأحزاب العربية قرارها بخوض الانتخابات معا بعد أن ارتفعت نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة من 2% من مجموع الأصوات إلى 3.5% والتي تشكل 3.9 مقاعد في الكنيست (من بين 120 مقعدًا). بعد رفع نسبة الحسم، خشيت الأحزاب أن كلا منها سيفشل في الحصول على 3.25% من الأصوات، مما سيحول بينها وبين الكنيست وسيؤدي عمليا لأن تذهب كل أصواتها سدى.

قصة الأحزاب العربية المثيرة في إسرائيل

سيتم التوحيد بين الأحزاب الثلاثة: التجمع الوطني الديمقراطي (لديه 3 مقاعد في الكنيست المنتهية ولايتها)، القائمة الموحدة – العربية للتغيير (4 مقاعد) والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (4 مقاعد). يعد حزب التجمع الوطني الديمقراطي حزبا يدعم الفلسطينيين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر من غيره، ويحاول كذلك إثارة الأصوات المطالبة بإلغاء كون دولة إسرائيل صهيونية ويهودية. يشتهر من بين أعضائه مؤسس الحزب، عزمي بشارة، الذي اتُهم بالتجسس لصالح حزب الله وفر من إسرائيل، وكذلك حنين زعبي، المعروفة بتصرفاتها الاستفزازية.

النواب جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس في الكنيسيت (Yonatan Sindel/Flash90)
النواب جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس في الكنيسيت (Yonatan Sindel/Flash90)

عمليا، القائمة الموحدة – العربية للتغيير هي توحيد لعدة حركات، وهي حزب يثابر على دفع مكانة عرب إسرائيل قدمًا، ومنح الدين الإسلامي مكانته. عضو الكنيست البارز والمعروف في الحزب هو أحمد الطيبي، الذي كان سابقا مستشار رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، والذي أثار كذلك غضب الكثير من الإسرائيليين في سلسلة من التصريحات والأفعال التي تعتبر ضد الإسرائيليين، ولكن من الناحية الأخرى، معروف عنه أنه ديمقراطي، وحظي خطابه في سنة 2010 ضد إنكار الهولوكوست بثناء عامةِ المؤسسة السياسية في إسرائيل.

أما حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عمليا ليس حزبا عربيا، بل جبهة يهودية عربية للتنظيمات اليسارية ذات رؤيا عالمية اجتماعية على حدود الشيوعية. تدعم الجبهة التوصل لاتفاق سلام والمطالبة بالعدل الاجتماعي بروح القيم الاشتراكية. لذلك، ترشح منها للانتخابات على التوالي مرشحون يهود وعرب أيضا، لكن الانطباع الرائج أن أغلب المصوّتين لها هم عرب إسرائيل، وتعد في أغلب أوساط الجماهير الإسرائيلية حزبا عربيا. يعد المرشح اليهودي للحزب، دوف حنين، وهو عضو كنيست منذ 2006، أحد أعضاء الكنيست الأكثر اجتماعية في إسرائيل.

عضو الكنيست دوف حنين من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (Hadas Parush/Flash90)
عضو الكنيست دوف حنين من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (Hadas Parush/Flash90)

بالطبع، رغم الفجوات الأيديولوجية بين الأحزاب الثلاثة، فستخوض الانتخابات معا بعد رفع نسبة الحسم، وطبعا بعد استطلاعات رأي تظهر أن هذا التوحيد يمكن له أن يرفع نسبة الحسم في الوسط العربي الإسرائيلي (66%) مقابل 56% فقط في الانتخابات الأخيرة. تتوقع الاستطلاعات الحالية أن تفوز القائمة الموحدة بنحو 11 مقعدا في الكنيست، لكن ينبغي انتظار استطلاعات أخرى من أجل معرفة إذا كان هذا ما يُتوقع. على أي حال، يُتوقع بعد الانتخابات أن تنفصل الأحزاب الثلاثة مجددا وأن يعمل كل منها على حدة في الكنيست.

أيمن عودة من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (Facebook)
أيمن عودة من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (Facebook)

يحتل أيمن عودة من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة المكان الأول في القائمة المشتركة، في المكان الثاني عضو الكنيست مسعود غنايم من القائمة الموحدة – العربية للتغيير، وفي المكان الثالث عضو الكنيست جمال زحالقة من حزب التجمّع الوطني الديمقراطي. لقد استغرقت المفاوضات لتوحيد الأحزاب زمنا طويلا بسبب اختلاف الآراء على المراتب 12-15، وتقرر أخيرا أن المراتب 12 و 15 سيتم التناوب عليها بين نواب داخليين من القائمة الموحّدة -العربية للتغيير، والمراتب 13 و 14 ستُبادل في تناوب بين مندوبي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وحزب التجمّع الوطني الديمقراطي.

القائمة الموحّدة:

1. أيمن عودة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

2. مسعود غنايم (القائمة الموحدة – العربية للتغيير)

3. جمال زحالقة (التجمع الوطني الديمقراطي)

4. أحمد الطيبي (القائمة الموحدة – العربية للتغيير)

5. عايدة توما (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

6. عبد الحكيم حاج يحيى (القائمة الموحدة – العربية للتغيير)

7. حنين زعبي (التجمع الوطني الديمقراطي)

8. دوف حنين (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

9. طالب أبو عرار (القائمة الموحدة – العربية للتغيير)

10. باسل غطاس (التجمع الوطني الديمقراطي)

11. يوسف جبارين (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

12. تناوب داخل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

13. تناوب بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي

14‏. تناوب بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي

15‏. تناوب داخل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

اقرأوا المزيد: 591 كلمة
عرض أقل
اعضاء القائمة العربية المشتركة
اعضاء القائمة العربية المشتركة

الأحزاب العربية في إسرائيل منذ 1948 حتى أيامنا

تولى سيف الدين الزعبي منصب نائب في الكنيست الأولى تحت رعاية الصهيونية، ولكن حنين زعبي هي المعارضة الأكثر حدّة للصهيونية ممّن تولوا في الكنيست. كيف مرّت الأحزاب العربية بتغيير حادّ كهذا على مدى السنين؟

إنّ قصة الأحزاب العربية في دولة إسرائيل هي دراما سياسية تمتدّ على مدى سبعة عقود مليئة بالتحوّلات. من شظايا المجتمع الفلسطيني الذي تبقى في أراضي دولة إسرائيل عقب حرب 1948، دون قيادة ثابتة أو ثقافة سياسية مستقرّة، نَمَتْ على مدى السنين منظومة أحزاب مشبعة بالتوتّرات وتضارب المصالح.

الأمر الذي بدأ في السنوات الأولى لدولة إسرائيل كمنظومة أحزاب كانت تحت رعاية الأحزاب الصهيونية الكبيرة – وعلى رأسها حزب مباي (حزب رئيس الحكومة الأول دافيد بن غوريون) – تدحرج مع الزمن لتصبح شريكة في الحركة الوطنية الفلسطينية داخل الكنيست الإسرائيلي. كان التغيير تدريجيّا، ولكنّه كان كبيرا.

في الواقع، كان أعضاء الكنيست الأوائل في تاريخ إسرائيل تحت رعاية المؤسسة الصهيونية

في الواقع، كان أعضاء الكنيست الأوائل في تاريخ إسرائيل تحت رعاية المؤسسة الصهيونية. تولّى ثلاثة أعضاء كنيست عرب في الكنيست الأولى لإسرائيل والتي انتُخبت عام 1949. كان اثنان منهما، سيف الدين الزعبي وأمين جرجورة، أعضاء في حزب “التكتل الديمقراطي في الناصرة”، والذي كان في الواقع حزبا برعاية الحزب الحاكم، مباي. كان عضو الكنيست الثالث توفيق طوبي من الحزب الشيوعي، والذي كان هو أيضًا شعبيّا بين العرب.

سيف الدين الزعبي
سيف الدين الزعبي

رغم أن الزعبي وجرجورة كانا تحت رعاية صهيونية، ولكنهما لم يتحدّثا العبرية إطلاقا، بخلاف طوبي الشاب. تم تكريم جرجورة بإلقاء خطابه الأول أمام الكنيست باللغة العربية. ولكن حظي الزعبي بوظيفة عضو كنيست بسبب حقيقة أنّه منذ الحرب بين الحركة الصهيونية والعالم العربي، اصطفّ بقوة إلى جانب الصهيونية، وتطوّع للتعاون مع شعبة الاستخبارات العسكرية لتنظيم “الهاغاناة” الإسرائيلي.

 

 

بذلت السلطات في دولة إسرائيل – والتي فرضت حكما عسكريا على السكان العرب حتى عام 1966 – كل ما بوسعها لتحويل القيادة التقليدية المحلية، الوجهاء والمخاتير، إلى عملاء لها. لقد سعت إلى تشجيع دعمهم، سواء بواسطة التصويت المباشر للحزب الحاكم أو بواسطة إقامة أحزاب راعية أخذت أسماء مختلفة: “التكتل الديمقراطي”، “التقدّم والعمل”، “الزراعة والتنمية”، “التعاون الأخوة”، وغيرها.

لدى وصولهم إلى الكنيست كان ممثّلو تلك الأحزاب فاقدين للاستقلالية، وتمّ إملاء كلّ تحرّكاتهم عليهم من قبل أسيادهم الإسرائيليين

استندت الأحزاب إلى التقسيم الطائفي بين المسلمين، المسيحيين، البدو والدروز من مواطني إسرائيل. لدى وصولهم إلى الكنيست كان ممثّلو تلك الأحزاب فاقدين للاستقلالية، وتمّ إملاء كلّ تحرّكاتهم عليهم من قبل أسيادهم الإسرائيليين. طوال هذا الوقت كلّه لم يكلّف أي حزبّ يهودي نفسه عناء دمج ممثّلين عرب في صفوفه.

كانت تلك الأحزاب تفتقد إلى الأيديولوجية السياسية والاجتماعية المتماسكة، وتركّز على ضمان الفوائد لناخبيها. ولا يعني ذلك أنّه لم يكن لدى عرب إسرائيل في تلك السنوات سببًا للنضال، حيث إنّ الحكم العسكري الذي فرضته إسرائيل على العرب كان في أوج قوّته.

وقف المتطرّفون الشيوعيّون ضدّ السلطات الإسرائيلية، وهم وحدهم رفعوا لواء القومية العربية حتى في تلك الأوقات العصيبة. حتى اليوم، لا يزال المواطنون العرب هم العمود الفقري للرؤيا الشيوعية في إسرائيل.

توفيق طوبي
توفيق طوبي

كان توفيق طوبي الممثّل العربي الأول للحركة الشيوعية في إسرائيل. ولكن وبخلاف كبير ممثّليها في الكنيست اليوم، عضو الكنيست محمد بركة، الذي قال مؤخرا في إحدى المقابلات إنّه لا يرى مشكلة في قتل الجنود الإسرائيليين، فقد عرّف طوبي عن نفسه، بالإضافة إلى كونه شيوعيّا، بأنّه “وطني إسرائيلي”. استمرّ وتولّى في الكنيست على مدى 44 سنة متواصلة، وكان آخر أعضاء الكنيست الأولى الذين ظلّوا على قيد الحياة حتى وفاته عام 2011.

 

كانت هناك مجموعة أخرى حملت بذور السياسة الوطنية الفلسطينية وهي مجموعة الأرض، والتي سعت وللمرة الأولى إلى إسماع صوت الفلسطينيين من غير الشيوعيين في إطار السياسة الإسرائيلية. فشل نضال الأرض، وتم إخراج الحركة عن القانون عام 60.

ركّزت مطالب السياسيين العرب على مجالين: ضمان المساواة للمواطنين العرب داخل دولة إسرائيل، وضمان استقلال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة

إن إلغاء الحكم العسكري على المواطنين العرب عام 1966 واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 قد وضع مواطني إسرائيل العرب في واقع مختلف تماما. منذ ذلك الحين، ركّزت مطالب السياسيين العرب على مجالين: ضمان المساواة للمواطنين العرب داخل دولة إسرائيل، وضمان استقلال الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة.

استمرّ الاحتكاك المتواصل بين المطالبة بالمساواة لمواطني إسرائيل العرب والمطالبة باستقلال إخوانهم الفلسطينيين في مضايقة الفلسطينيين من مواطني إسرائيل حتى اليوم، الممزّقين بين انتمائهم العرقي والتاريخي للشعب الفلسطيني، وبين مواطَنَتهم الإسرائيلية.

في السبعينيات، ظهرت حركة أبناء البلد، وهي مجموعة متطرّفة جديدة لم تكتسح الجماهير، ولكنها غيّرت الطريقة التي تعامل فيها مواطنو إسرائيل العرب مع السياسة. عزّز المزيد والمزيد من عرب إسرائيل هويّتهم الفلسطينية، والتي تضخّمت في أعقاب أحداث مثل يوم الأرض في 30 آذار عام 1976، والذي قُتل فيه ستّة مواطنين. تلك هي الأحداث التي صاغت جيل السياسيين العرب في الكنيست الحالية.

النصب التذكاري ليوم الارض في سخنين (ياسر شهانه)
النصب التذكاري ليوم الارض في سخنين (ياسر شهانه)

ذكّرت وفاة 13 مواطنًا عربيًّا في تشرين الأول 2000 من كان قد نسي الدروس الصعبة لعام 1976

بعد عقدين من ذلك، في التسعينيات، كان يبدو أنّ عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين ستقرّب مواطني إسرائيل العرب إلى حالة من التحسّن في حقوقهم وصقل هويّتهم. ولكن كان انهيار تلك العملية في نهاية عام 2000 بمثابة إعلان عن فشل هذا المسار. ذكّرت وفاة 13 مواطنًا عربيًّا في تشرين الأول 2000 من كان قد نسي الدروس الصعبة لعام 1976. إلى حدّ كبير، كان يوم الأرض قد صاغ جيلا كاملا من السياسيين الناشطين اليوم.

وخلال كلّ ذلك، غيّر صعود الحركة الإسلامية في أراضي الـ 48 كقوة سياسية رائدة داخل إسرائيل قواعد اللعبة. إن قرار الشقّ الجنوبي من الحركة في الترشّح لانتخابات الكنيست للمرة الأولى عام 1996 في إطار القائمة العربية الموحّدة قد ساهم كثيرا في صقل الخطاب الإسلامي كعامل حاسم وقويّ في سياسة الأحزاب العربية في إسرائيل.

اعضاء الكنيست حنين زعبي، أحمد الطيبي، محمد بركة وجمال زحالقة  (Flash90)
اعضاء الكنيست حنين زعبي، أحمد الطيبي، محمد بركة وجمال زحالقة (Flash90)

أصبحت القومية الفلسطينية المتطرّفة أكثر حدّة هي أيضًا في إطار حزب التجمّع الوطني الديمقراطي. وهكذا حصل أنّ خطاب الأحزاب العربية في إسرائيل، والذي تمّت السيطرة عليه تماما في البداية من قبل الأحزاب الصهيونية، تدحرج سريعا إلى خطاب قومي فلسطيني متطرّف من مدرسة الدكتور عزمي بشارة، متبّل بالخطاب الديني للحركة الإسلامية.

بقيت القوى الشيوعية، التي سيطرت على مدى معظم السبعينيات والثمانينيات على الشارع العربي، في الخلف، دون دعم الاتّحاد السوفياتي الذي انهار. منذ سقوط الاتّحاد السوفياتي، يتم سحب أعضاء الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة من قبل التطرّف القومي والديني ويُجبرون على إهمال قيم المساواة والأخوة الوطنية.

النائبة حنين زعبي (Kobi Gideon, Flash90)
النائبة حنين زعبي (Kobi Gideon, Flash90)

بعد نحو سبعة عقود من عهد سيف الدين الزعبي، فإنّ خطاب حنين زعبي هو الذي يسيطر على أرض الواقع. ومن المرجّح أنّ هذا الخطاب، أي الخطاب المتطرّف، هو الذي سيميّز الجريَ المشترك للقوميين، الإسلاميين والشيوعيين إلى الكنيست عام 2015.

اقرأوا المزيد: 947 كلمة
عرض أقل