اغتيال رابين

الإسرائيليون يحتجون ضد بث اقتباسات من أقوال قاتل رابين

يغئال عمير (Flash90)
يغئال عمير (Flash90)

تشهد إسرائيل ضجة جماهيرية لأن قناة تلفزيونية إسرائيلية تخطط لبث أقوال يغئال عمير، قاتل رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاق رابين

02 ديسمبر 2018 | 10:12

تثير القناة العشرين المتماهية مع اليمين الإسرائيلي جدلا بعد أن أعلنت أنها تخطط هذا المساء (الاحد) لبث اقتباسات من أقوال يغئال عمير، قاتل رئيس الحكومة الأسبق، يتسحاق رابين. حُظر على عمير أن يشارك في مقابلات وهو في السجن، لهذا سيقرأ مقدمو البرنامج اقتباسات من أقواله، ولكن سيعرضونها كأقوال ذكرها عمير “لمقربيه”. ربما الهدف من هذه الخطوة هو منع عمير من التعرض لعقوبة بسبب خرق الأنظمة الإدارية.

وفق النشر في موقع الإنترنت للقناة العشرين، قال عمير لمقربيه: “أنا لست نادما. لو أعربت عن ندمي كنت سأحظى بالكثير. اقتُرِح عليّ: ‘أعرب عن ندمك وستتزوج’، ‘ستحصل على لقاء حميم مع شريكة حياة’. الأسهل أن أقول: ‘هذا حرضني’، و ‘هذا أرسلني’، ولكني لم أستشر أحدا. لم أستشر الحاخامات، الضباط، ولا أفيشاي رفيف”. وقال أيضا: “يلحق اليسار بصمة باليمين الضعيف. قلت دائما: أنا الذي قتلت رابين، وفعلت ذلك وحدي ولم يطلب مني أحد أن أقتله. فعلت ذلك بسبب الصمت الذي ساد، احتجاجا على اتفاقية أوسلو”.

منذ أمس (السبت)، بدأ مجلس الكوابل والقناة الثانية بفحص الخطوات المحتملة والطريقة لمنع بث أقوال عمير إذا كان ممكنا أصلا. أرسلت عضو الكنيست أييلت نحمياس ورابين (المعسكر الصهيوني) رسالة إلى مجلس الكوابل والأقمار الاصطناعية طلبت فيها منع البث ومنع نقل أقوال قاتل رابين. من بين أمور أخرى كتبت: “القناة العشرين التي أقيمت كقناة التراث، ووصلت إلى الكنيست بهدف زيادة برامجها، قد تلحق ضررا خطيرا الآن بسائر الجمهور، كل هذا بسبب استخدام حرية التعبير بشكل خاطئ”.

في الشهر الماضي، بثت القناة العشرين مقابلة مع الإرهابي اليهودي الذي أشعل مدرسة ثنائية القومية في القدس، قال فيها: “أنا لست نادما على إشعال المدرسة. أنا نادم لأنني سُجِنت، وقد دفعت الثمن”.‎ ‎بعد انتقادات جماهيرية خطيرة، اضطر المسؤولون عن القناة إلى تقديم اعتذار حول بث المقابلة.

اقرأوا المزيد: 271 كلمة
عرض أقل
"الرصاصات التي أطلقها زوجي لم تتسبب بمقتل رابين" (Flash90)
"الرصاصات التي أطلقها زوجي لم تتسبب بمقتل رابين" (Flash90)

“الرصاصات التي أطلقها زوجي لم تقتل رابين”

تطالب زوجة قاتل رئيس الحكومة الإسرائيلي، رابين، بإعادة محاكمة زوجها "لقد جمعت أكثر من 18 إثباتا" يشهد جميعها على أن يغئال عمير لم يقتل رابين

بعد أن أعلنت عن تشكيل فريق دفاع جديد لإعادة محاكمة يغئال عمير، قاتل رئيس الحكومة السابق، اسحاق رابين، نشرت زوجته لاريسا تريمبوبلر اليوم صباحا (الأحد) أن المحامين القائمين على هذه القضية لديهم أدلة تشهد على أن عمير لم يتسبب بوفاة رابين.

نشرت تريمبوبلر على صفحتها في الفيس بوك رسالة إلكترونية وصلتها من فريق الدفاع السويسري. “يسعدني أن أبلغكِ بأن لدينا أكثر من 18 دليلا قاطعا على أن الرصاصات التي أطلقها يغئال عمير على رئيس الوزراء، إسحاق رابين، بتاريخ 4 تشرين الثاني 1995 لم تتسبب بوفاته”، هذا ما كُتب في الرسالة.

زوجة قاتل رئيس الحكومة الإسرائيلي، رابين، لاريسا تريمبوبلر (Flash90/Kobi Gideon)

ووفقا للرسالة الإلكترونية، يعتزم فريق الدفاع تسليم هذه الأدلة إلى الصحافة ووسائل الإعلام الدولية، ولكن لن يعمل بالتعاون مع جهات إسرائيلية كهذه. ومع ذلك، فإن المحامين معنيون بأدلة إضافية، ويطلبون من الجمهور المساعدة في “كشف الحقيقة”.

أمس مساء (السبت)، أعلنت زوجة عمير عن خطة عمل لتقديم طلب لإعادة النظر في قضية زوجها. وأوضحت قائلة: “جاءت هذه الخطوة بناء على إذن عمير وموافقته”. وقالت زوجة عمير الذي حُكِم عليه بالسجن المؤبد إن “هناك شركة سويسرية مسؤولة عن إدارة القضية من ناحية إعلامية ولن تُقدّم أية تفاصيل إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية”.

في الأسابيع الأخيرة، بالقرب من الذكرى الثانية والعشرين لمقتل رابين، أدارت تريمبوبلر مناقشات في الفيس بوك، دحضت فيها بعض نظريات المؤامرة حول القتل مدعية أن زوجها ارتكب جريمة القتل حقا: “ضحى بنفسه من أجل هذا الشعب ولكنه أصبح العدو والمجرم الأكبر في التاريخ اليهودي” .

“لم يكن زوجي عضوا في الشاباك ولم يتعاون معه. على أولئك الذين يدعون خلاف ذلك أن يثبتوا ادعاءاتهم” أضافت. “من السهل جدا ذكر الأقوال دون الحاجة إلى إثباتها. أراد زوجي منع الكارثة، ورأى أن هناك وسيلة واحدة لإنقاذ الأبرياء، ضحايا السلام المستقبليين”. وفي هذه المناقشات قالت تريمبوبلر أيضا إن رابين “قاد سياسة يعتقد نصف الشعب على الأقل أنها كادت تؤدي إلى الكارثة”.

وقد رد قاضيان من القضاة الذين حكموا على يغئال عمير بالسجن المؤبد على نية زوجته للمطالبة بإعادة المحاكمة، ورفضا نظريات المؤامرة “لقد نظرت محكمتان في الادعاءات فى القضية ونفتا كل الشكوك. وأشارا إلى أنه سيكون من الصعب جدا الحصول على تصريح لإعادة المحاكمة”.

اقرأوا المزيد: 323 كلمة
عرض أقل
مراسم إحياء الذكرى 22 لرحيل إسحاق رابين (Yonatan Sindel/Flash90)
مراسم إحياء الذكرى 22 لرحيل إسحاق رابين (Yonatan Sindel/Flash90)

هل ذكرى إسحاق رابين تمزق المجتمع الإسرائيلي مجددا؟

للمرة الأولى منذ اثني وعشرين عاما ينظم اليمين الإسرائيلي مراسم لإحياء ذكرى إسحاق رابين ولذلك تشتد حدة التوتر بين اليمين واليسار الإسرائيلي. هل يلحق ضرر بذكرى رابين؟

بدأت المشاكل بعد حادثة محرجة واحدة: أبلغ منظمو الذكرى المركزية الـ 22 لاغتيال رئيس الحكومة الراحل إسحاق رابين المنظمات والحركات اليسارية أنه لن يُسمح لها بوضع أكشاك في ميدان رابين أثناء مراسم الذكرى، كما سُمح في الماضي. ولكن بعد نشر الخبر عدل المنظمون عن رأيهم وأعلنوا أنه يُسمح بوضع الأكشاك. من المتوقع أن تُجرى الذكرى عشية يوم السبت القادم الذي يصادف بتاريخ 04.11.17، في ميدان رابين، في تل أبيب في المكان الذي قُتِل فيه. خلافا للشعار الذي اختيرَ هذا العالم “كلنا معا” يبدو أن هناك خلافات خطيرة حول المراسم بين اليسار واليمين.

أحد الأسباب الرئيسية  لهذه الخلافات الحادة هو رغبة المنظمين في أن يشارك يمينيين، معظمهم من المستوطنات وقد شارك  جزء منهم في حملة التحريض الخطيرة قبل وفاة رابين. قرر منظمو الذكرى عمدا تجنب نقل رسائل تضامن مع المعسكر اليساري وأعلنوا أن السياسيين الحاليين لن يلقوا خطابات.

حدثت حالة حرجة أخرى وهي الإعلانات التسويقية التي نُشرت قبل مراسم الذكرى التي كُتب فيها “ستُجرى المراسم لذكرى رابين” وفي يوم الإثنين الماضي فقط أضيفت كلمة “اغتيال” وذلك بعد الانتقادات الحادة التي أعرب عنها الجمهور الإسرائيلي. علاوة على ذلك، لا تظهر كلمة “السلام” في هذه الحملات.

كلمة ؤئسي الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مراسم إحياء الذكرى 22 لرحيل إسحاق رابين (Marc Israel Sellem/POOL)
كلمة ؤئسي الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مراسم إحياء الذكرى 22 لرحيل إسحاق رابين (Marc Israel Sellem/POOL)

للمرة الأولى، من المتوقع أن يشارك في مراسم الذكرى رؤساء مستوطنات. من بين المشاركين الآخرين، يلقي رئيس مجلس مستوطنة إفرات، الواقعة جنوب بيت لحم،  الذي أعرب في أحيان كثيرة عن معارضته لحل الدولتين لشعبين، وهو الحل الذي كانت ترتكز عليه عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينية في التسعينيات، خطابا أيضا.

ستُلقي مستوطنة تدعى إستر بروت، من مستوطنة عوفرا الواقعة شمال القدس كان قد تم إخلاء  منزلها هذا العام لأنه كان مبنيا على أرض فلسطينية خاصة، خطابا أيضا. في مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية ادعت بروت إن الحوار المستعر ضد اليمين واتهامه بقتل إسحاق رابين، ليس مناسبا وعادلا موضحة: “أعتقد أن اليمين لديه ضمير حي وقد اتُهم كثيرا دون سبب. كان يغئال عمير يمنيا لهذا يمكن اتهام اليمنيين في اغتيال رابين أيضا. لكن العلاقة  بين المستوطِنين ويغئال عمير غير وطيدة. علينا جميعا بما في ذلك اليمين واليسار توخي الحذر”.

في هذه الأثناء، يسعى المنظمون إلى إبعاد التأثيرات السياسية قدر المستطاع عن مراسم الذكرى، والتذكير بأعمال رابين من أجل السلام، ولكن الأجواء المتوترة بين اليسار واليمين تتغلب على هذا الهدف وستكون النتيجة عكسية: لن توحّد ذكرى اغتيال رابين الجمهور الإسرائيلي لهذا سيُلحق ضرر بذكرى رابين.

اقرأوا المزيد: 359 كلمة
عرض أقل
إسحاق رابين وياسر عرفات (AFP PHOTO / SVEN NACKSTRAND)
إسحاق رابين وياسر عرفات (AFP PHOTO / SVEN NACKSTRAND)

في الميدان الذي قُتل فيه رابين لا يزال السلام حيا

دعا نواب المعارضة إلى التسامح وانتقدوا نتنياهو، خلال وقفة لإحياء ذكرى إسحاق رابين. "بعد مرور العقود من الحرب والكراهية، نستحق العيش بسلام ومحبة،" قال رئيس بلدية الناصرة

أقيمت أمس (السبت) مراسم في الميدان على اسم رابين وسط تل أبيب لإحياء ذكرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، إسحاق رابين، الذي أغتيل فيها قبل 21 عاما. كما في كل سنة، كانت المراسم مكرّسة للدعوة إلى توّحد الشعب والتسامح السياسي والاجتماعي. وقام العديد من الجهات المسؤولة التابعة للمعارضة بإلقاء خطابات، بينما غاب عن منصة الخطاب ممثلو الحزب الحاكم، الليكود.

كانت علامات الاستفهام تحوم حول إجراء هذه المراسم هذه السنة. قبل عدة أيام، تم إعلام الجمهور عن إلغاء المراسم لإحياء ذكرى رابين بسبب نقص التمويل. وبعد إلغائها، تولى المواطنون وحزب المعارضة “المعسكر الصهيوني” زمام مبادرة مستقلة ودعوا المواطنين إلى الحضور إلى ميدان رابين كما في كل عام من أجل إقامة المراسم لإحياء الذكرى. وفي أعقاب المبادرات المستقلة، حقق عدد المشاركين في المراسم رقما قياسيا مقارنة بعددهم في السنوات السابقة.

في الميدان الذي قُتل فيه رابين لا يزال السلام حيا (Tomer Neuberg/Flash90)
في الميدان الذي قُتل فيه رابين لا يزال السلام حيا (Tomer Neuberg/Flash90)

في يوم إحياء المراسم، خرجت تصريحات مثيرة للجدل من شخصية مقربة من نتنياهو، عضو الكنيست دافيد بيتان من حزب الليكود، والذي زعم أن اغتيال رابين “لم يكن اغتيالًا سياسيًا”. وتطرقت الخطابات في المراسم إلى هذا التصريح بحدة. قالت رئيسة حزب “ميرتس” الإسرائيلي المعارض: يفضل بيتان ألا يكون اغتيال رابين اغتيالا سياسيًا لأنه في هذه الحالة لن يكون رئيسه، رئيس الوزراء، جزءا من القضية”. ووفقًا لادعاء زعماء المعارضة، فإن نتنياهو قد شارك في التحريض ضد رابين في وقت قريب من اغتياله.

قالت عضو الكنيست تسيبي ليفني من حزب “المعسكر الصهيوني: “وصلنا إلى هنا هذا المساء منعا لاستهداف الصحفيين، الضباط، والقضاة واضطهادهم. نقف هنا منعا لحدوث الاغتيال السياسي القادم”. كما وألقى رئيس المعارضة، يتسحاق هرتسوغ، خطابًا خلال المراسم ووجه سهامه نحو رئيس الحكومة نتنياهو قائلًا: “تطل الكراهية رأسها بعد 21 عامًا ثانية، وما زال التحريض يظهر مرة أخرى. فالكراهية ما زالت ذاتها، والتحريض ذاته، والزعيم ذاته”.

ودعا علي سلام رئيس بلدية الناصرة إلى تحقيق رؤية رابين للسلام ومواصلة طريقه: “نختلف عن بعضنا ولكننا جميعًا بشر ويجب علينا أن نمشي في طريق رابين للسلام وأن نحقق رؤيته. بعد عشرات سنوات من الحرب والكراهية، نستحق العيش بسلام ومحبة علينا أن نضع حدًا للحرب قبل أن الحرب تضع حدًا لحياتنا.

اقرأوا المزيد: 317 كلمة
عرض أقل
نجلة رابين في ذكرى اغتياله ال21: أشعر أن التحريض الذي كان ما زال قائما (Yonatan Sindel/Flash90)
نجلة رابين في ذكرى اغتياله ال21: أشعر أن التحريض الذي كان ما زال قائما (Yonatan Sindel/Flash90)

نجلة رابين في ذكرى اغتياله ال21: أشعر أن التحريض الذي كان ما زال قائما

في مثل هذا اليوم، الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1995، قام يهودي متطرف بإطلاق النار على رئيس الوزراء آنذاك يتسحاق رابين، مسفرا عن مقتله، ومغيّرا بذلك تاريخ دولة إسرائيل

04 نوفمبر 2016 | 15:53

بعد مرور 21 عاما على اغتيال رئيس الوزراء، يتسحاق رابين، مؤسس اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين، وموقع اتفاق السلام مع الأردن، بنيران يهودي متطرف، يدعى يغئال عمير، أحيت عائلته وسياسيون إسرائيليون ذكراه في جبل هرتسيل في القدس، حيث يوجد قبره.

وقالت انبته داليا رابين في المناسبة، إنها تشعر أن التحريض التي كان قبل وفاة والدها، وسبب في اغتياله ما زالت قائما. وأضافت “ثمة أجزاء كبيرة في الشعب الإسرائيلي ما زالت تتخندق وتدافع عما جرى، كأنما قتله كان أمرًا جيدا”.

وتابعت أن الأمر يصعب كثيرا على العائلة مواجهة فقدان والدهم، رغم الزمن الطويل الذي مرّ. وأضافت “مقتل والدي ما زال جرحا مفتوحا، بالنسبة للعائلة، ولكثيرين في الدولة. وأنا أسال نفسي اليوم لماذا؟ في دولة خبرت الموت والفقدان، هذا الجرح ما يندمل بعد 21 عاما”.

وشكرت داليا الحاضرين من معسكر اليسار والسلام الإسرائيلي، معربة عن تقديرها الكبير لهم قائلة “ما زال هذا المعسكر الذي انبثق من السياسة يجمعكم. هذا يدل كثيرا على شخصية والدي.. روحه ما زالت تربطكم”.

وفي نفس السياق، كانت هذه المرة الأولى التي يعلن فيها منظمو مظاهرة التضامن السنوية التي تحمل اسم “رابين”، إلغاء الاحتفال المركزي في ميدان رابين. وقد أثار القرار انتقادات واسعة في إسرائيل، خاصة تجاه معسكر اليسار الذي تخلى عن المناسبة قبل أن يقرر حزب العمل، أو باسمه الجديد المعسكر الصهيوني، تبني الحفل، تحت شعر “مكافحة التحريض الكراهية”.

اقرأوا المزيد: 207 كلمة
عرض أقل
تمثال رابين في مركز تل أبيب (AFP)
تمثال رابين في مركز تل أبيب (AFP)

100,000 إسرائيلي يؤيدون السلام ويعارضون العنف في تل أبيب

مسيرة الذكرى السنوية العشرين على اغتيال إسحاق رابين تميّزت بسلسلة من الخطابات المتنوعة، بدءا من والدة شاب مستوطن قُتل من قبل فلسطيني وصلا إلى الرئيس الأمريكي الأسبق كلينتون، الذي قال: "لم يرد رابين أن تختار إسرائيل بين كونها دولة يهودية أو ديمقراطية"

أقيمت المسيرة السنوية لإحياء ذكرى اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلي، إسحاق رابين، أمس، في تل أبيب شارك فيها نحو مائة ألف متظاهر. كان ضيف شرف المسيرة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، الذي رعى اتفاقيات أوسلو التي وقّع عليها كلّ من رابين ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في التسعينيات.

وقال كلينتون: “الأمر الأهم مما تعلمته من رابين هو أنه رفض التنازل عن حلم السلام على إثر العنف. لقد قال رابين: “سنحارب الإرهاب كما لو لم تكن هناك مفاوضات، وسنتفاوض كما لو لم يكن هناك إرهاب”. وأضاف كلينتون: “قال رابين إنه لم يكن يرغب بأنّ تصل إسرائيل إلى مفترق طرق تضطر فيه أن تختار بين كونها دولة يهودية أو دولة ديموقراطية. قال إنه يعتقد أنّه يجب مشاركة المستقبل مع الفلسطينيين”.

كلينتون: "الأمر الأهم مما تعلمته من رابين هو أنه رفض التنازل عن حلم السلام على إثر العنف" (Flash90/Tomer Neuberg)
كلينتون: “الأمر الأهم مما تعلمته من رابين هو أنه رفض التنازل عن حلم السلام على إثر العنف” (Flash90/Tomer Neuberg)

في السنوات الأخيرة، هناك جدل حادّ حول المسيرة السنوية في إحياء ذكرى رابين، وذلك حول الشكل الذي تُقام فيه

في السنوات الأخيرة، هناك جدل حادّ حول المسيرة السنوية في إحياء ذكرى رابين، وذلك حول الشكل الذي تُقام فيه. من جهة، فإنّ معسكر اليسار الإسرائيلي الذي يؤيد التسوية مع الفلسطينيين يسعى إلى التأكيد على قضية السلام، والذي اغتيل رابين بسبب سعيه نحوه. ومن جهة أخرى، فإنّ معسكر اليمين يريد هو أيضًا المشاركة في إحياء ذكرى رابين بسبب معارضته لقتله وانطلاقا من تأييد الديموقراطية الإسرائيلية.

وبسبب الخلافات، فإنّ خطابات أمس لم تكن فقط لمن ساروا على طريق إسحاق رابين السياسي. فقد كان من بين ملقي الخطابات سارة روزنفيلد، وهي مواطنة في إحدى مستوطنات الضفة الغربية والتي قُتل ابنها من قبل فلسطينيين قبل أربعة أشهر. قالت روزنفيلد: “في هذه الفترة العاصفة نحن بحاجة إلى الرحمة، نحتاج أن نجتمع مع بعضنا وبرحمة كبيرة”.

ريفلين: "لن تسقط دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ضحية عنفكم وترهيبكم" (Flash90/Tomer Neuberg)
ريفلين: “لن تسقط دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ضحية عنفكم وترهيبكم” (Flash90/Tomer Neuberg)

وشارك رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، أيضا وهو ليس من رجال اليسار ولا يؤيد إقامة دولة فلسطينية، ولكنه كان أحد الخطباء الرئيسيين في المسيرة. ولكن منذ اختياره لمنصب الرئيس، يواجه ريفلين موجة من الاحتجاجات والعنف الكلامي من قبل اليمين الإسرائيلي بسبب المواقف التي يعبّر عنها حول حقّ المساواة بين اليهود والعرب.

قال ريفلين: “نحن نقف أمام مرمى نفس القاتل والمتطرّفين من أجل أن نقول: لن تهزمونا. لن تسقط دولة إسرائيل اليهودية والديمقراطية ضحية عنفكم وترهيبكم”.‎ ‎

100,000 إسرائيلي يؤيدون السلام ويعارضون العنف في تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)
100,000 إسرائيلي يؤيدون السلام ويعارضون العنف في تل أبيب (Flash90/Tomer Neuberg)
اقرأوا المزيد: 326 كلمة
عرض أقل
رئيس دولة إسرائيلن رؤوفين ريفلين (Flash90/Yonatan Sidel)
رئيس دولة إسرائيلن رؤوفين ريفلين (Flash90/Yonatan Sidel)

شقيق قاتل رابين، يُهدّد رئيس دولة إسرائيل ريفلين

"سيأتي الوقت الذي سيرحل فيه الرئيس ريفلين من العالم": كتب هذه العبارة شقيق قاتل رئيس الحكومة الإسرائيلي، إسحاق رابين، في صفحته على الفيس بوك فاعتُقل للتحقيق

احتجزت شرطة إسرائيل للتحقيق أمس حاجي عمير، شقيق يغئال عمير، قاتل رئيس الحكومة إسحاق رابين.

وجاء التحقيق، الذي أجري بعد يوم من الذكرى العشرين لاغتيال رابين، في أعقاب منشور كتبه في الفيس بوك عن رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بعد تصريحاته التي بحسبها فإنه لن يعفُو أبدا عن يغئال عمير. بعد التحقيق، تقرّر اعتقال عمير.

 

تم التحقيق معه على مدى نحو ساعتين وتقرر إبقاؤه طوال الليلة رهن الاعتقال. وسيتم اليوم إحضاره لجلسة استماع، حيث سيتقرّر هناك إذا ما كان سيتم تمديد اعتقاله.

“ريفلين سياسي متملّق. فهو لن يقرّر إذا ما كان سيُطلق سراح أخي أم لا – فقط الله يقرر كما قرّر أن رابين سيموت. رغم أن ريفلين وأصدقاءه لم يوافقوا تماما – فقد قرّر أن يكون ريفلين رئيسا وسيأتي الوقت بأن يقرر أنّ ريفلين مع الدولة الصهيونية ويجب أن يرحلوا من هذا العالم”، هذا ما كتبه حاجي عمير.

ومن الجدير ذكره أنه قبل ثلاثة أعوام ونصف تمّ إطلاق سراح عمير من السجن الذي استمر لستّة عشر عاما، بعد أن أُدين بأنّه ساعد شقيقه يغئال على التخطيط والإعداد لاغتيال رابين.

اقرأوا المزيد: 165 كلمة
عرض أقل
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب مؤيدين للمبادرة العربية (Flash90/Tomer Neuberg)
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب مؤيدين للمبادرة العربية (Flash90/Tomer Neuberg)

آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب مؤيدين للمبادرة العربية

الرئيس السابق شمعون بيريس، في تجمع لذكرى إسحاق رابين: "اليائس من السلام واهم"

أقيم في ميدان رابين في تل أبيب، في المكان الذي أُطلقتْ فيه قبل 19 عاما الرصاصات التي اخترقت جسد إسحاق رابين، رئيس الحكومة الراحل، التجمّع السنوي لذكراه.

أرسل المتحدّث الرئيسي في الحفل، رئيس الدولة السابق شمعون بيريس، رسالة إلى رئيس حكومة إسرائيل نتنياهو ودعا إلى إيجاد حلّ سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. “لن يكون أمن دائم لإسرائيل دون سلام، ولا اقتصاد مستقرّ ومزدهر”، هكذا قال بيريس أمام الآلاف الذين جاؤوا الى الميدان.

“لدينا من أولئك الذين حوّلوا كلمة “سلام” إلى كلمة سيئة. وهناك من بالنسبة لهم عبارة “مؤيد للسلام” هي اسم للأشخاص الواهمين، الساذجين، غير الوطنيين. مقابل جميع هؤلاء، أقول هنا وبصوت عالٍ: اليائس من السلام واهم! من خضع وتوقف عن البحث عن السلام هو الساذج، وهو الذي ليس وطنيا!”، صاح بيريس.

شمعون بيريس في تل ابيب: "اليائس من السلام واهم" (Flash90/Tomer Neuberg)
شمعون بيريس في تل ابيب: “اليائس من السلام واهم” (Flash90/Tomer Neuberg)

وهاجم يوفال رابين، نجل رئيس الحكومة الراحل، الحكومة الإسرائيلية على غياب الرؤية وتجاهلها لمبادرة السلام العربية قائلا: “بدلا من الجرأة والمبادرة السياسية، نُضطرّ مجدّدا إلى سماع التهديد الإيراني القريب وعن داعش، حماس وحزب الله الذين يهدّدون بتدميرنا. منذ متى ودولة إسرائيل، التي تملك أحد أفضل الجيوش في العالم، تخاف على وجودها”؟

وتوجه رابين الابن إلى رئيس الحكومة قائلا: “ليس لديّ قوة لأصمت ولذلك جئت لأقول لرئيس الحكومة: سيّدي، الترهيب ليس سياسة، التقاعس عن العمل ليس جدول أعمال. سيّدي رئيس الحكومة، حتى لو لم أختارك فأنا أحترم قرار الناخبين الذي جعلك قائدا لنا جميعا ولذلك فمن حقّنا أن نطلب منك؛ ابدأ بإحداث التغيير، هذا هو الدور الذي تلقّيته وهذه هي المسؤولية الملقاة على كتفيك. سيتحقّق الأمن الحقيقي فقط في حالة سلام”.

آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب مؤيدين للمبادرة العربية (Flash90/Tomer Neuberg)
آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب مؤيدين للمبادرة العربية (Flash90/Tomer Neuberg)

وقد حضر التجمّع الذي أطلقه عدد من منظمات اليسار الإسرائيلية وفقا لتقديرات الشرطة نحو 10000 مشارك، ولوّح الجمهور بلافتات كُتب عليها “بيبي رائد الحرب القادمة”، “الاتفاق، أنت مفقود”، “نعم للديمقراطية، لا للتحريض”، و”حين لا يكون هناك سلام تأتي الحرب”.

وسيُعقد في يوم السبت القادم في ميدان رابين تجمّع آخر لذكرى رئيس الحكومة الراحل، بقيادة حركات شبابية واتحادات الطلبة. وسيركّز ذلك التجمّع على تداعيات عمليات القتل على الديمقراطية الإسرائيلية، وسيستضيف رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين.

اقرأوا المزيد: 308 كلمة
عرض أقل
  • بنيامين نتنياهو يستقبل جلعاد شاليط بعد اطلاق صراحه (IDF)
    بنيامين نتنياهو يستقبل جلعاد شاليط بعد اطلاق صراحه (IDF)
  • ‫مظاهرة ضخمة ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2011  (Dimai Vazinovich / Flash90)
    ‫مظاهرة ضخمة ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2011 (Dimai Vazinovich / Flash90)
  • مُقاتِلين من لواء "المظلّيّين" في حائط المبكى في القدس (AFP)
    مُقاتِلين من لواء "المظلّيّين" في حائط المبكى في القدس (AFP)
  • فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)
    فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)
  • الملك حسين ملك الأردن الراحل ورئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين (ويكيبيديا)
    الملك حسين ملك الأردن الراحل ورئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين (ويكيبيديا)

عشرُ لحظاتٍ لا تُنسى في تاريخ دولة إسرائيل

دولة إسرائيل تحيي اليوم الذكرى السادسة والستّين لتأسيسها. إليكم عشر لحظاتٍ سعيدة، حزينة، مؤثّرة، وتاريخية مطبوعة في ذاكرة كلّ إسرائيلي

06 مايو 2014 | 10:04

تحيي دولة إسرائيل اليوم الذكرى السادسة والستّين لاستقلالها. منذ 1948 حتّى اليوم، مرّت هذه الدولة الصغيرة في قلب الشرق الأوسط بالكثير من اللحظات التي لا ينساها أحد. بينها لحظات تاريخيّة مثّلت تغييرات هائلة، لحظات انكسار، ولحظات تحوّل، فضلًا عن لحظاتٍ صغيرة تكاد لا تُحَسّ من الألم والفرح. إليكم عشر لحظاتٍ لا تُنسى في السنوات الستّ والستّين من تاريخ دولة إسرائيل.

1.       “نُعلن”

التاريخ هو 14 أيار 1948، يوم الجمعة ظُهرًا، في مدينة تل أبيب. دافيد بن غوريون، رئيس النقابة الصهيونية، يقف على المنبر، ويقرأ من وثيقة الاستقلال، الإعلان الذي غيّر تاريخ الشعب اليهودي والعالم كلّه: “وعليه فقد اجتمعنا نحن أعضاء مجلس الشعب، ممثلي المجتمع اليهودي في البلاد والحركة الصهيونية، في يوم انتهاء الانتداب البريطاني على أرض إسرائيل، وبحُكم حقنا الطبيعي والتاريخي بموجب قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة، نعلن عن إقامة دولة يهودية في أرض إسرائيل هي (دولة إسرائيل)”.

إعلان الاستقلال الإسرائيلي، 14.5.1948
إعلان الاستقلال الإسرائيلي، 14.5.1948

2.       دُموع مُقاتِلين

عام 1948، اضطُرّ الإسرائيليون إلى التنازل عن قسمٍ من المدينة الأهمّ بالنسبة للشعب اليهوديّ، القُدس. بعد ذلك بتسع عشرة سنة فقط، في حرب 1967 التي فرضها جمال عبد الناصر على دولة إسرائيل باسم جميع الدول العربية، وصل جنود الجيش الإسرائيلي إلى حائط المبكى في القدس، الأثر الوحيد المتبقي من منطقة الهيكل اليهوديّ. تأثرت الأمّة كلّها بمشهد المظليّين الإسرائيليين في حائط المبكى. التُقطت الصورة بتاريخ 6 تموز 1967.

دُموع المُقاتِلين في حائط المبكى في القدس (AFP)
دُموع المُقاتِلين في حائط المبكى في القدس (AFP)

3.       إرهاب في الألعاب الأولمبية

كان يُفترَض أن تكون الألعاب الأولمبيّة في ميونيخ 1972 احتفالًا رياضيًّا. فمنذ فجر التاريخ، كانت الألعاب الأولمبية وقتًا تتوقف فيه جميع الأطراف المقاتِلة من أجل المنافسة، وبدل الحرب وسفك الدماء، كانت تبذل جهودها للتنافس على الملاعب الرياضية. لكنّ الأمورَ جرت بطريقة أخرى. فقد خطف التنظيم الفلسطيني “أيلول الأسود” أحد عشر مِن أعضاء الوفد الإسرائيلي، وتحصّن معهم في القرية الأولمبية. طالب الخاطِفون بتحرير أسراهم مقابل تحرير الرياضيين. فشلت محاولة إنقاذ القوّات الألمانية، فيما عادت إسرائيل من ميونيخ مع أحد عشر تابوتًا وحزنٍ كبيرٍ مستمرّ حتّى اليوم.

حفل تأبين قتلى عملية ميونخ (AFP)
حفل تأبين قتلى عملية ميونخ (AFP)

4.        ما أجمل عودتكم!

في 4 تموز 1976، وقف العالم كلّه مذهولًا حين حرّرت وحدة نخبة من الجيش الإسرائيلي 105 ركّاب إسرائيليين ويهود اختُطفوا من رحلة “إير فرانس” إلى إنتيبي من قِبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. جسّدت العملية التي جرت على بُعد نحو 3800 كيلومتر عن إسرائيل لكثيرين في العالم أنّ إسرائيل ستفعل كلّ ما في وسعها من أجل مواطنيها ولن تخضعَ للإرهاب. قُتل أربعة من الرهائن في عمليّة الإنقاذ، إضافةً إلى قائد قوّة الإنقاذ يوناتان نتنياهو – شقيق رئيس الحكومة الحاليّ.

عودة المخطوفين من إنتيبي، 1976 (AFP)
عودة المخطوفين من إنتيبي، 1976 (AFP)

5.       “لا حربَ بعد، لا سفكَ دماء بعد”

كُتب الكثير عن تلك اللحظة التاريخية، التي اعترفت فيها دولة عربية أولى بإسرائيل، وقرّرت إنجاز سلام كامل معها. لولا الشجاعة الاستثنائيّة لأنور السادات، مناحيم بيجن، وجيمي كارتر، ما كانت لتحدث تلك اللحظة التاريخية في 26 آذار 1978.

حفل توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلة المصرية (AFP)
حفل توقيع اتفاقية السلام الإسرائيلة المصرية (AFP)

6.       حميميّة زعيمَين

لا يمكن تلفيق هذه الصورة، التي التُقطت عام 1994، أو إخراجها سينمائيًّا. فهي تعكس القُرب المتبادل بين القائدَين الشجاعَين الراحلَين، الملك الحسين وإسحاق رابين. إنها لحظة راحة وصداقة تلقائية بين القبطانَين الشجاعَين اللذَين غيّرا وجه المنطقة كلّها.

الملك حسين ملك الأردن الراحل ورئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين (ويكيبيديا)
الملك حسين ملك الأردن الراحل ورئيس الوزراء الراحل اسحاق رابين (ويكيبيديا)

7.       إغتيال الزعيم

كانت طريق إسحاق رابين في سنواته الأخيرة مثار جدَل. فقد اختلف كثيرون حول خطوات المصالحة التي قام بها مع الفلسطينيين، ولا سيّما حول الاتّفاقات التي وقّعها مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عرفات. لم ينحرف رابين، الذي تميّز بالتصميم، عن مساره، ودفع ثمنًا باهظًا في المقابل. ففي نهاية تظاهرة الدعم له ولحكومته بعنوان “نعم للسلام – لا للعُنف” التي جرت في 4 تشرين الثاني 1995، أطلق إرهابي ثلاث رصاصات على رئيس الحكومة، وأرداه قتيلًا. لبست الدولة كلها لباس الحُزن، ولا يمكننا اليوم سوى تخمين ما كان سيحدث لو لم تودِ رصاصات القتل برئيس الحكومة.

إغتيال  إسحاق رابين في تل أبيب، 4.11.1995
إغتيال إسحاق رابين في تل أبيب، 4.11.1995

8.       الألم والشجاعة

“بتصميم وتأثّر” – هذا هو الشعار الذي أُعطي لخطّة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، التي أُخلي خلالها 8600 شخص من بيوتهم. كان رئيس الحكومة حينذاك، أريئيل شارون، معروفًا بصفته الداعم والمؤسس الأكبر للاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة. أثارت الخطّة التي قادها لإخلاء يهود كثيرين آمالًا كبيرة في إسرائيل والعالَم، لكنها تسبّبت بألمٍ كبير.

فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)
فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)

9.       الشعب يُريد عدالة اجتماعيّة

في إسرائيل، التي عرفت الكثير من الحروب والتفجيرات، طالما كان الشأن الأمني والسياسي على رأس جدول الأعمال. لكن في صيف 2011، بدا أنّ جدول الأعمال الإسرائيلي تغيّر كلّيًّا، ولوقتٍ طويل. أخرجت أسعار الشقق المتصاعدة، غياب فرص العمل الجيّدة للشبّان، أسعار الطعام، وغلاء المعيشة العامّ، الجماهيرَ إلى الشوارع. فقد تظاهر عشرات آلاف الأشخاص أسبوعيًّا صارخين صرخةً بسيطة: “الشعب يُريد عدالة اجتماعيّة”. امتلأ وسط تل أبيب بمئات خيام الشبّان الذين افترشوا الشوارع، داعين إلى التغيير.

‫مظاهرة ضخمة ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2011  (Dimai Vazinovich / Flash90)
‫مظاهرة ضخمة ضد غلاء المعيشة وحكومة نتنياهو في تل أبيب عام 2011 (Dimai Vazinovich / Flash90)

10.   ابن الجميع يعود

لا أحد في الشرق الأوسط لم يسمع باسم جلعاد شاليط. فسرعان ما تحوّل الجندي الذي خُطف في قطاع غزة عام 2006 “ابنًا للجميع”. وأصبح تحرير شاليط، الجنديّ في سلاح المدرَّعات الإسرائيلي، الأمنية المعلَنة لإسرائيليين كثيرين كانوا مستعدّين لدفع ثمن باهظ مقابل ذلك. فبعد سنواتٍ من الانتظار المُرهق للأعصاب، في 18 تشرين الأول 2011، عاد شاليط إلى ذراعَي أبيه وأمه، اللذَين انتظراه طويلًا جدًّا، وإلى ذراعَي دولة إسرائيل بأسرها. أدّى الثمن الباهظ، تحرير 1027 أسيرًا فلسطينيًّا، بكثيرين آخرين إلى معارضة الصفقة، لكنّ الدولة كلّها تأثّرت بمشهد “الطفل” الذي عاد إلى موطنه.

بنيامين نتنياهو يستقبل جلعاد شاليط بعد اطلاق صراحه (IDF)
بنيامين نتنياهو يستقبل جلعاد شاليط بعد اطلاق صراحه (IDF)
اقرأوا المزيد: 773 كلمة
عرض أقل
الهجوم على مركز التجارة العالمي، 11/9 (AFP)
الهجوم على مركز التجارة العالمي، 11/9 (AFP)

نظرية المؤامرة – أربع مؤامَرات إسرائيليّة

يؤمن النّاس أنّ خلف الأحداث الكبيرة قوىً كبرى. وفي العصر الحديث، ليس هناك أسهل من اتّهام إسرائيل

ثمّة مَن يعتقد أنّ مَن قتل رئيس الولايات المتحدة جون كينيدي هي وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏) أو المافيا الأمريكيّة. ثمّة مَن يؤمن أنّ الإنسان لم يهبط مُطلقًا على القمر، وأنّ هذا مجرّد عرض مسرحيّ. سمعنا أيضًا عن أشخاص يدّعون أنّ الاتّحاد السوفياتي اخترع فيروس الإيدز كجزء من الحرب الباردة، وثمة طبعًا من يؤمِن أنّ هناك كائنات غريبة تهبط على الأرض يوميًّا وتخطف البشر.

للإسرائيليين أيضًا نظريات المؤامرة المرتبطة بهم. حتّى تستمتعوا بها أنتم أيضًا، جمعنا لكم أربع نظريّات مؤامَرة من صناعةٍ إسرائيلية. مَن يريد أن يصدّقها، فليفعل ذلك على مسؤوليته.

فيروس أبي عمّار السريّ

“يجب التخلّص منه … ثمة فرصة الآن. لم ولن تكونَ هناك فرصة أخرى”، هكذا جرى القبض على رئيس أركان الجيش حينذاك، شاؤول موفاز، يقول لرئيس الحكومة أريئيل شارون عام 2002، دون أن ينتبه إلى أنّ الميكروفونات تسجّل كلامه. بعد نحو عامَين، حين توفي ياسر عرفات في مستشفى عسكريّ في ضواحي باريس عام 2004، تذكّر كثيرون هذا التصريح كدليل على الرغبة الإسرائيلية بقتله.

لدى الفلسطينيين والعالم العربي عامّةً، الافتراض الرئيسي هو أنّ إسرائيل مسؤولة عن الوفاة، وأنه لا داعي لفحص ذلك مُطلقًا. إسرائيل، بالطبع، لا تعترف بذلك. الادّعاء السائد هو أنّ عرفات مات متسمّمًا من البولونيوم، مادّة سامّة جدًّا لا تُخلّف آثارًا.

منذ موته، لدى كلّ طرف اختصاصيّون يشهدون لصالحه. ففي تشرين الثاني 2013، ادّعى طاقم علماء سويسريّ أنّ ثمة احتمالًا كبيرًا أن يكون عرفات قد سُمّم، وبعد ذلك بشهر ردّ طاقم فرنسي أنّ أمرًا كهذا لم يحدث أبدًا، وأنّ الاحتمال الأكبر هو أنّ عرفات مات موتًا طبيعيًّا.

الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (AFP)
الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (AFP)

“إسرائيل هي المتهم الأول والأساسي والوحيد في قضية اغتيال ياسر عرفات”، هكذا أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي. لكنّ في إسرائيل نفسها مَن هو مقتنع بمؤامرة أخرى: أصيب عرفات خلال حياته بفيروس الإيدز، وأُخفي هذا خوفًا من العار.

موت الأميرة

ديانا أميرة ويلز (Wikipedia)
ديانا أميرة ويلز (Wikipedia)

كُتب الكثير حول وفاة الأميرة البريطانيّة ديانا، “ليدي دي”، قبل الأوان، وهي التي لاقت حتفها في حادث طرق غامض، وإلى جانبها عشيقها عماد “دودي” الفايد في الشارع السريع في باريس. عام 2008، قرّر محقّق خاصّ في القضيّة أنّ ديانا، عشيقها، وسائقهما قُتلوا بسبب “إهمال خطير” لسائق السيّارة التي سافروا بها وقت الحادث، حين حاولوا الهروب من مصوّري باباراتزي في العاصمة الفرنسيّة.

أثيرت شائعات لا تُحصى حول ملابسات الوفاة. شخص يُعرَف بلقب “الجندي N”، قنّاص سابق في وحدة النخبة في القوّات الخاصّة البريطانيّة، تباهى أمام أسرته بأنه يعرف أنّ وحدته شاركت في “اغتيال” الأميرة. إلى جانب ذلك، ثمّة مَن يعتقد أنّ الأمير تشارلز، زوج ديانا السابق، هو المسؤول عن وفاتها، لأنها كانت حاملًا بطفل من الفايد، ما أثار سخط تشارلز.

وحتّى في هذه الحالة طبعًا، ثمّة مَن وجد مؤامرة يهودية، مهما كان مشكوكًا فيها، مشيرين إلى أنّ إسرائيل خشيت من العلاقة الرومنطيقية بين الأميرة وبين مليونير من أصل عربي، فحرصت على إنهائها في ذروتها. طبعًا، ليس ثمة أيّ دليل على صحّة هذه الرواية.

مكان وقوع الحادث الذي أسفر عن موت ديانا أميرة ويلز (Wikipedia)
مكان وقوع الحادث الذي أسفر عن موت ديانا أميرة ويلز (Wikipedia)

رابين وتورُّط الشاباك

في إسرائيل نفسِها، لا موضوعَ يُثير خيال محبّي المؤامَرات أكثر مران اغتيال رئيس الحكومة الإسرائيلية، إسحاق رابين، في 4 تشرين الثاني 1995، في نهاية اجتماعٍ لدعم حكومته في تل أبيب، وفي ذروة عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. نظريّات عديدة، مختلفة، ومتناقضة طُرحت خلال السنين. ثمّة مَن يدّعي أنّ الشاباك عرف بنوايا يغآل عمير لاغتيال رابين، وهناك مَن يدّعي أيضًا أنّ عمير ليس القاتل إطلاقًا. هناك مَن يقدِّر أنّ شمعون بيريس، شريك رابين وغريمه، هو مَن يقف خلفَ العمل، وثمّة مَن يتذاكَون أكثر مدَّعين أنّ رابين نفسه أخرَج موتَه.

تجمع مركزي لإحياء ذكرى اغتيال اسحاق رابين (Miriam Alster FLASH90)
تجمع مركزي لإحياء ذكرى اغتيال اسحاق رابين (Miriam Alster FLASH90)

وفق إحدى النظريّات، خطّط الشاباك الإسرائيلي لمحاولة اغتيال موجَّهة تجاه قيادة اليسار، من أجل جعل الشعب يتعاطف مع عملية السلام مع الفلسطينيين. بالتباين، ثمّة مَن يدّعي أنّ الشاباك نفسَه سيطرت عليه عناصر يمينيّة أرادت اغتيال رابين بأيّ ثمن. ويستنِد أشخاص كهؤلاء إلى ما تجلّى بعد الاغتيال، حيث إنّ أحد ناشطي اليمين البارزين في فترة ما قبل الاغتيال، أفيشاي رفيف، كان في الواقع رجل شاباك. هناك مَن نسج نظريّة أكثر إحكامًا، تُفيد أنّ الأمن العامّ (الشاباك) زوّد عمير بعيارات فارغة، وأوعز إليه بإطلاقها تجاه رابين. حين أطلق عمير النار، أدخل رجال الشاباك رابين إلى سيّارة، وهناك أطلقوا النار عليه واغتالوه.

ورقة "أغنية للسلام"  ومُلَطَّخة بدم إسحاق رابين
ورقة “أغنية للسلام” ومُلَطَّخة بدم إسحاق رابين

قبل دقائق قليلة من اغتيال رابين، وقف على المنصّة مع المطربة ميري ألوني، وغنّى معها “أغنية للسلام”. بعد الاغتيال، عُرضت الورقة التي كُتبت عليها كلمات الأغنية، التي طواها رابين وأدخلها إلى جيبه، مثقوبةً من رصاصة القاتل، ومُلَطَّخة بدم رابين. يعرض هواة المؤامَرات الورقة الملطَّخة بالدم كدليلٍ آخر – طُويت الورقة إلى أربعة أقسام في جيب رابين، لكنّ رصاصة القاتل أحدثت فيها ثقبًا واحدًا فقط. وكانت المحاكم الإسرائيلية قد رفضت كلّ الالتماسات التي قدّمها هواة المؤامرات في هذا الشأن.

“دعونا نسمح لهم بتفجير البرجَين التوأمَين”

يبدو أنّ هذه هي أمّ جميع نظريّات المؤامَرة – نظريات تفجيرات 11 أيلول 2001. تتضمّن أكثرية النظريّات ادّعاءات بأنّ الإدارة الأمريكية أو قادتها عرفوا بالهجمات المستقبليّة، ولكنهم رفضوا فعل شيء، أو حتّى شاركوا في التخطيط والتنفيذ. هنا أيضًا يمكن إيجاد ادّعاءات لا أساسَ لها من الصحّة: لم تصطدم الطائرتان بالبرجَين إطلاقًا، بل حدث الانفجار نتيجةً عبوات ناسفة، لم تصطدم أية طائرة بالبنتاغون، فيما الرحلة 93 التي تحطّمت في بنسلفانيا لم تتحطّم مُطلقًا، بل اختفت. بين الاختصاصيّين في النظريات، التقسيم هو لنوعَين: نَوع “دعونا نسمح لذلك يحدث”، أي أنّ الأمريكيين سمحوا للقاعدة بتنفيذ التفجيرات، و”دعونا نفعل ذلك عمدًا”، أي أنّ الأمريكيين شاركوا مشاركةً فعّالة في التفجيرات.

مركز التجارة العالمي (Wikipedia)
مركز التجارة العالمي (Wikipedia)

 أحد الادّعاءات الأكثر شُيوعًا في هذا السياق هو أنّ إدارة بوش كانت معنيّة بكارثة تبرّر الردّ المُكثَّف الذي يؤدي إلى تواجُد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، لا سيّما في أفغانستان والعراق، للسيطرة على مصادر النفط في تلك المنطقة من العالم. ويرتكز داعمو هذه النظريّة بشكل أساسيّ إلى وثيقةٍ رسميّة بعنوان “إعادة بناء منظومة الدفاع الأمريكية”، كُتبت في التسعينات، وشملت استراتيجية كاملة لزيادة قوّة الولايات المتّحدة. حسب هذا الادّعاء، تصف الوثيقةُ الاستراتيجيّةَ التي انتهجها رئيس الولايات المتحدة، جورج و. بوش بعد التفجيرات.

أثارت جملة واحدة في الوثيقة اهتمامًا خاصَّا: “من المرجّح أن تكون عمليّة التحويل، حتّى لو أدّت إلى تغيير ثوريّ، طويلةً جدَّا، إلّا إذا جرى حدث كارثيّ يكون محفزًا أشبه ببيرل هاربر”. كان قصد الكتبة ما يلي: لتحقيق استراتيجيتنا، نحتاج إلى كارثة بحجمٍ هائل، مثل الهجوم الياباني على القوات الأمريكية، الذي أدخل الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية. من هنا، يُطرح الشكّ في أنّ الأمريكيين ضحّوا بحياة نحو 3 آلاف شخص للشروع في “حملة صليبيّة” في الشرق الأوسط.

 هل ظننتم أن لا أحد اتّهم اليهود في هذه الحالة؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد أخطأتم. ثمّة مَن يدّعي أنه بطريقةٍ أو بأخرى، قرّر العمّال اليهود والإسرائيليون الذي كانوا في مبنيَي مركز التجارة العالمي التغيّب عن العمل بسبب إنذارٍ تلقَّوه مُسبقًا. من الصّعب على مَن يروّج لذلك أن يشرح كيف لقي بين 250 و500 يهوديّ حتفهم في هذه الكارثة، رغم “الإنذار المسبق”. أمّا النسخة الأخرى الأكثر تواضعًا في الرواية فتفيد بأنّ إسرائيل أرادت إحداث الفتنة بين الولايات المتحدة والعالم العربي، وأنّ “الموساد” وحده كان قادرًا على اختراق الترتيبات الأمنيّة المشدّدة للإدارة الأمريكية.

 لماذا يؤمن الناس بهذه النظريّات؟ يُنظَر إلى الأحداث الكبرى وغير المعقولة كوفاة زعيم، تفجير ضخم، أو حرب، على أنّ قوى كبرى تحرّكها. يبدو أنّ الناس يميلون إلى التصديق أنّ ثمة قوالب معيّنة، رغم الفوضى التي نعيش فيها. داخل تعقيد المصالح والقوى المتناقضة التي تميّز حياتنا، يسهل علينا أن نصدّق أنّ ثمة قوّة كبرى، سريّة، وغير منظورة تُدير حياتنا في الواقع. فهل هذا صحيح؟ بإمكانكم أن تختاروا قناعاتكم، لكننا شخصيًّا لم نقتنِعْ.

اقرأوا المزيد: 1125 كلمة
عرض أقل