اشتباكات في القدس

مواجهات عنيفة في القدس (AFP)
مواجهات عنيفة في القدس (AFP)

إصابة 4 جنود من حرس الحدود الإسرائيلي خلال اشتباكات في القدس

تواصلت المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في القدس والقرى المجاورة لها. ولجنة حكومية تصادق على استدعاء الاحتياط في حرس الحدود لمواجهة التصعيد الأمني في القدس

18 سبتمبر 2015 | 17:53

أصيب، اليوم الجمعة، 4 جنود من قوات حرس الحدود الإسرائيلية، وصفت جروح أحدهم بين المتوسطة والخطيرة، خلال مواجهات في قرية جبل المكبر في شرقي القدس. ونقلت وسائل الإعلام أن الجنود أصيبوا حينما خرجوا من مركبتهم العسكرية وقاموا بملاحقة فلسطينيين قاموا بوضع إطارات مشتعلة لسد الطريق عليهم. وتم مهاجمة الجنود بزجاجات حارقة، ووفق بعض التقارير تم كذلك إطلاق النيران صوب الجنود.

وكانت لجنة الخارجية والأمن التابعة للحكومة الإسرائيلية، قد التأمت صباح اليوم، في جلسة طارئة للبحث في تدهور الأوضاع في القدس، وصادقت على استدعاء جنود الاحتياط في حرس الحدود للخدمة في القدس، من أجل مواجهة الاضطرابات في المدينة وجوراها.

اقرأوا المزيد: 96 كلمة
عرض أقل
"مسيرة الأعلام" في القدس (Nati Shohat / Flash90)
"مسيرة الأعلام" في القدس (Nati Shohat / Flash90)

اشتباكات في القدس بين الشرطة والفلسطينيين

إثر "مسيرة الأعلام" التي أجريت لذكرى "يوم القدس"، قام أفراد الشرطة بفض اشتباكات في باب العامود وواجهوا بأنفسهم اشتباكات مع البائعين الفلسطينيين

يسود توتر في القدس إثر “يوم القدس” لذكرى 48 عاما على “توحيد” البلدة الشرقية والغربية في عام 1967. نشأت اشتباكات بين المشاركين اليهود في المسيرة وبين البائعين العرب في باب العامود في أعقاب “مسيرة الأعلام” التي طافت في شوارع المدينة احتفالا بالذكرى.

فضت قوات الشرطة التي حافظت على أمان المسيرة الاشتباكات، ولكن الفلسطينيين المتواجدين في المكان قد بدأوا بإلقاء الحجارة والزجاجات باتجاه أفراد الشرطة، وما زالت الاشتباكات بين الجانبَين مستمرة. حتى اللحظة، أصيب شرطيان بإصابات طفيفة، وتم اعتقال فلسطيني.

تابعت “مسيرة الأعلام” التي تنظمها الصهيونية المتديّنة في إسرائيل، طريقها في أنحاء المدينة، متجهة نحو باحة البراق. يُخشى من تطور مواجهات أخرى، حيث من المتوقع أن يمر الرجال من الحي الإسلاميّ في المدينة القديمة.

بالمقابل، نُظم أمام المشاركين اليهود احتجاجا مضادا من قبل الفلسطينيين من سكان القدس، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ويصرخون بنداءات “تحرير فلسطين” و “الله وأكبر”.

بالمقابل، يُجري نشطاء السلام، في الوقت ذاته، في المدينة “مسيرة الورود” من أجل دفع التسامح قدما، ويوزعون على السكان ورودا ورسائل كُتبت عليها أغنية الصحراء حول الاحترام والأمل لكل شخص:

"مسيرة الورود"
“مسيرة الورود”
اقرأوا المزيد: 163 كلمة
عرض أقل
عائلة الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير (Flash90/Hadas Parush)
عائلة الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير (Flash90/Hadas Parush)

الكلمات التي تقلّل من إنسانيّتنا

اللغة التي يستخدمها الإسرائيليون والفلسطينيون من أجل وصف الأحداث المؤلمة في الأيام الأخيرة تدلّ على كمية استخدامنا للكلمات التي تقلّل من إنسانية الطرف الآخر. الاسم الشخصي للإنسان، العربي أو اليهودي، يعطيه وجهًا بأنّنا لسنا مستعدّين لرؤيته

اللغة التي يستخدمها الإسرائيليون والفلسطينيون من أجل وصف الأحداث المؤلمة التي تمرّ علينا في الأيام الأخيرة تدلّ على كم نميل إلى استخدام الكلمات لاستبعاد العدوّ وللتقليل من إنسانيّته.

تطرّقت وسائل الإعلام الفلسطينية – بلا استثناء تقريبًا – إلى الشبان الثلاثة المختطفين بوصفهم “مستوطنين” وأحيانًا “مجنّدين”. رغم أنّ واحدًا فقط من بين الشبان الثلاثة يعيش خارج الخط الأخضر، لم تجرؤ أي جهة من الإعلام الفلسطيني، كما يبدو، على الاختلاف مع الوصف التقليدي. وقد انتشر هذا التعريف أيضًا في وكالات الأنباء المعتدلة مثل “معًا” بل وحتى في النسخة العربية لعناوين وكالات أنباء عالمية مثل رويترز أو BBC بالعربية.

لم يهتمّ الإعلام الفلسطيني بأبي مازن الذي تطرّق في خطابه أمام مؤتمَر وزراء خارجية الدول المسلمة في الضفة في 18 حزيران لـ “الشبان الثلاثة” الذين “اختطفوا”. أنشأ التطرّق إليهم كمستوطنين تغريبًا واجتثاثًا وجعل القارئ الفلسطيني يشعر تجاههم بالعداء وتبرير اختطافهم باعتباره أمرًا مشروعًا. وأكثر من ذلك عندما تمّ تصنيفهم كجنود مقاتلين، كما أصرّ زعيم حماس خالد مشعل على وصفهم في مقابلة مع الجزيرة الأسبوع الماضي.

كانت الإشارة في وسائل الإعلام الفلسطينية للشبان اليهود، الذين بقوا غالبًا مجهولي الاسم، مغايرة بشكل محسوس لإشارتها لاختطاف وقتل الشاب الفلسطيني أبو خضير. لقد ذُكر الشاب في الإعلام الفلسطيني باسمه، مع إضافة اللقب “الفتى” أو “الطفل”. أما المخطوفون، الذين لم يتمّ التعرّف على هويّتهم أو القبض عليهم بعد حتى كتابة هذه السطور، حظوا بوصف “المستوطنين”.

امهات الشبان المخطوفيت (Flash90/Yossi Zeliger)
امهات الشبان المخطوفيت (Flash90/Yossi Zeliger)

إنّ عزو الأفراد المجهولين لمجتمع واسع أكثر لم يميّز الجانب الفلسطيني فقط. ظهرت الظاهرة ذاتها في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي – اليهودي، حتى وإنْ كانت بشكل أقلّ بروزًا.

يمكننا التخمين بدرجة ما من اليقين الموقف السياسي للمتحدّث الإسرائيلي وفقًا للكلمة التي يختار استخدامها في وصفه لأبناء الشعب الذين يعيشون بجوارنا. إنّ استخدام العنوان الشمولي “العرب” يميّز الخطاب اليميني، الذي يلغي بشكل قاطع تعريفهم كجماعة قومية منفصلة ضمن جماعة عربية أوسع. يميل اليساريّون الذين يحملون حساسية أكبر تجاه الموضوع إلى استخدام تعريفهم الذاتي كـ “فلسطينيين”، والذي تمّ استخدامه في معظم وسائل الإعلام في إسرائيل.

ولكن واقع التغريب قائم لدينا أيضًا. غالبًا ما يشير الإعلام الإسرائيلي إلى القتيل الفلسطيني (في التقارير عن حوادث الطرق، على سبيل المثال) فقط وفقًا لانتمائه القومي، دون ذكر اسمه. وحين يتمّ ذكر الاسم فغالبًا ما يكون مشوّهًا من قبل الصحفيّين والمذيعين من غير الناطقين بالعربية ولا يقمهون معنى الاسم أو الحاجة إلى التدقيق في التلفّظ به. تنشئ هذه الظاهرة أيضًا إقصاءً واغترابًا بين المجموعات السكانية.

في خطابه في اجتماع “تدفيع الثمن” في القدس في 2 تموز، تحدّث الحاخام بيني لاو عن المسافة النفسية التي تشكّلت في المجتمع اليهودي في إسرائيل لعدم استخدام اسم القتيل الفلسطيني. “كنت أريد أن أعرف اسم ذلك الشاب العربي الذي قُتل، كما حفظنا غيبًا أسماء إيال، جلعاد، نفتالي وأمهاتهم”.

“ماذا يوجد في الاسم؟” تسأل جولييت حبيبها روميو في مسرحية شكسبير الشهيرة، تحاول أن تشرح له بأنّ حبّها له سيسود ضدّ التسميات التعسّفية، رغم كلّ شيء. ولكن الأسماء، كما يتّضح، هي أداة نفسية مهمّة جدًا لإيجاد التقارب بين الناس. وهكذا أيضًا الكلمات التي نستخدمها لوصف صراعنا الدامي.

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع Canthink

اقرأوا المزيد: 466 كلمة
عرض أقل
صدامات عنيفة في شعفاط (Hadas Parush/FLASH90)
صدامات عنيفة في شعفاط (Hadas Parush/FLASH90)

ملثمون يهاجمون صحفيين إسرائيليين

أصيب مصوران وتم احتجاز مراسلين من قبل ملثمين قاموا بتهديدهم بالقتل البارحة في شعفاط؛ ثم تم إطلاق سراحهم بعد التأكد من أنهم صحفيون بالفعل ولا يحملون السلاح

03 يوليو 2014 | 14:09

تعدت الصدامات التي اندلعت البارحة (الأربعاء)، بعد العثور على جثة الشاب العربي محمد أبو خضر، نطاق جموع الغاضبين وقوات الشرطة. عايش عدد من الصحفيين الذين تواجدوا في المكان تلك الصدامات على جلدهم.

تعرض مصوران للإصابة برصاصتين مطاطيتين طائشتين، إحداهما هي مصوّرة موقع “والاه” الإخباري، التي تم نقلها إلى المستشفى وهي تنزف. تم احتجاز صحفيّين آخرين، وهما مراسلي الشؤون العربية غال برغر من صوت إسرائيل وإيليئور ليفي من موقع ynet ، على يد ملثمين وتعرضت حياتهما لخطر حقيقي.

تحدث برغر على صفحته على الفيس بوك عن تلك التجربة، والتي حسب رأيه كانت أخطر تجربة مر بها منذ عشر سنوات خلال عمله في الضفة الغربية. حاول بارغر وليفي الانتقال من جانب تواجد قوات الأمن والاقتراب من المتظاهرين، لكن تفاجأ الاثنان عند زقاق ضيق بعشرة أشخاص ملثمين.

إيليئور ليفي وغال برغر (صورة من فيس بوك)
إيليئور ليفي وغال برغر (صورة من فيس بوك)

“من أنتما، صرخ أحدهم بوجهنا بينما كان يحمل صخرة بيده.” كتب باغر في صفحته على  الفيس بوك.  “قمنا بالرد عليه مرتين بالعربية وقلنا “صحفيان”. لم يصدقوا واعتقدوا أننا من المستعربين. راح شخص آخر، كان يقف بجانبه، يصرخ قائلاً “يهود؟”، ومن ثم راح يصرخ “يهود”!!! خلال ثوانٍ، قاموا بفصلنا عن بعضنا، أنا وزميلي. أنا أدخلوني إلى باحة مجاورة. وأخذوا إيليانور إلى زاوية أخرى. وحينها انقطع التواصل البصري بيننا. “ارفع يديك”، قال لي بالعربية، ذلك الملثم الذي يحمل حجرًا بيده. بدأ هو ورفاقه بتفتيشي بشكل عدواني. من ثم قاموا بالتحقق من كل البطاقات التي معي. طلبوا بطريقة مخيفة جدًا أن أُثبت أنني لست مستعرباً، بل صحفي. وفقط حين أظهرت لهم بطاقة الصحافة التي أصدرتها لي السلطة الفلسطينية، قرروا “إطلاق سراحنا” وتركونا نمضي قدمًا. وعندها شعرت بارتياح شديد”.

قال الصحفي المتمرس بأن هذه هي أول مرة يشعر فيها بخطر حقيقي يهدد حياته وكان قد عايش العنف والغضب عن قرب. قال أيضًا “أن ذلك محبط. حيث أن وظيفته كمراسل للشؤون الفلسطينية تأتي من أجل إيصال صوت الطرف الآخر، وصورة الأوضاع في الطرف الآخر،  شيء محبط أن نواجه ردة فعل كهذه في الشارع. ربما لا يحدث هذا دائمًا، ولا غالبًا حتى. إنما هذا يحدث،  وهذا حدث، وهذا سيحدث، لا بد أنها تجربة مروّعة”. وفي الختام كتب: “في هذه المنطقة، لا توجد حصانة للصحفيين. ومن الطرفين. هذا أمر عرفته من قبل، اليوم اتضح لي الأمر أكثر وحسب”.

تعرّض قبل شهر ونصف، في شهر أيار الماضي، الصحفي المخضرم آفي ساخروف من موقع “والاه” لوضع مشابه في رام الله وقال إنه على الرغم من أنه قام في الماضي بتغطية مظاهرات في غزة وأجرى لقاءات مع مسلحين في قلب غزة، إلا أنه لم يسبق أن رأى أمرًا كهذا. “وجدت نفسي في لحظات بين عشرات الملثمين الذين لوحوا بقبضات أياديهم.” قال حينها.  “كاد الأمر أن ينتهي بعملية ضرب حتى الموت”. جدير بالذكر أنه فيما يخص تلك الحادثة تمت عملية الاعتداء رغم معرفتهم أنهم صحفيون، بينما في حالتنا هذه أخلوا سبيل الشخصين بعد التأكد من أنهما صحفيين فعلاً.

اقرأوا المزيد: 436 كلمة
عرض أقل