استغلال جنسي

صورة توضيحية (Hadas Parush / Flash90)
صورة توضيحية (Hadas Parush / Flash90)

تعويض شابة ضحية اعتداء جنسي لفقدانها الرغبة الجنسية

في قرار غير مسبوق، اعترفت المحكمة الإسرائيلية بعدم قدرة شابة تعرضت لتحرشات جنسية على التمتع جنسيا، وأمرت بدفع تعويضات لها حجمها آلاف الدولارات

ستحصل شابة متدينة إسرائيلية تحرش بها مشغلها جنسيا لمدة نصفت سنة على 600 ألف شاقل (نحو 170 ألف دولار)، هذا وفق قرار أصدرته المحكمة في تل أبيب هذا الأسبوع. أخذت القاضية، ياعيل هنيغ، من بين اعتبارات أخرى، بعين الاعتبار أن الشابة المدعية لم تعد قادرة على التمتع جنسيا بعد أن تعرضت لتحرشات جنسية، ولأن عائلتها ابتعدت عنها بسبب الشكوى التي قدمتها.

“بسبب تصرفات المدعى عليه، تعاني المدعية وستعاني لاحقا أيضا من عدم القدرة على التمتع بالحياة ومن أضرار عاطفية تؤثر فيها جسمانيا وجنسيا”، كتبت القاضية في قرارها. “إنها تعاني من جرح مفتوح. لقد ازداد الضرر بعد أن تخلت العائلة عن الشابة بعد أن عرفت قصتها، وهكذا حُكِم على الشابة أن تعيش يتيمة وبعيدة عن المجتمع الذي ترعرعت فيه”.

تطرقت القاضية في قرارها إلى الصعوبات التي نشأت عند الكشف عن القضية، لأن الشابة ترعرعت في بيت حاريدي. “الاحتمال أن الشابة قدمت شكوى كاذبة وكانت مستعدة لأن تواجه التأثيرات المستقبلية لهذه الشكوى، بهدف الانتقام من المدعى عليه الذي لم يستجب إلى طلباتها المادية منخفض إذا كان هناك احتمال كهذا أصلا”، كتبت القاضية في قرارها.

كتبت محامية الشابة، روني ألوني سدوبنيك، أمس (الإثنين) في صفحتها على الفيس بوك: “يمنح قرار المحكمة الإسرائيلي الأول من نوعه دفع تعويضات للمتضررة جنسيا بسبب عدم قدرتها على التمتع جنسيا في المستقبل. ذكرتُ، من بين أمور أخرى، في المحكمة بصفتي وكيلة الشابة أن حقوق الإنسان الجنسية هي جزء من حقوق الأساس لاحترام الإنسان وحريته. يصبح التحرش الجنسي في أحيان كثيرة ‘محفزا’ يذكر المتضررة بالحادثة واستعادة أحداثها التي لا تُنسى”.

اقرأوا المزيد: 238 كلمة
عرض أقل
الشرطة الإسرائيلية تعمل ضد الابتزاز الجنسي في الوسط العربي (لقطة شاشة)
الشرطة الإسرائيلية تعمل ضد الابتزاز الجنسي في الوسط العربي (لقطة شاشة)

الشرطة الإسرائيلية تحارب الابتزاز الجنسي في النت

أصبح الابتزاز الجنسي في النت ظاهرة مقلقة جدا لدى عرب إسرائيل. ففي كل عام، تصل إلى الشرطة عشرات الشكاوى ولهذا تطلق الشرطة حملة توعية للتغلب عليها

أضحى الابتزاز الجنسي في النت ظاهرة جديدة تحاول جهات إنفاذ القانون في إسرائيل العمل ضدها. يأتي انتشار هذه الظاهرة كثيرا في الوسط العربي الإسرائيلي بسبب، من بين أسباب أخرى، كثرة العلاقات الغرامية في شبكتي التواصل الاجتماعي فيس بوك وإنستجرام. فقد تصبح محادثة تعارف عادية بين شاب وشابة ظاهرة مقلقة سريعا يحاول فيها المُبتز رفع صور تعري للضحية بهدف ابتزاز الأموال منها.

وفي شهر أيار هذا العام، كشفت عملاقة شبكات التواصل الاجتماعي، شركة فيس بوك، أنها تلقت أكثر من 54000 شكوى في العالم ضد الابتزاز الجنسي.

والابتزاز الجنيس هو طبعا محاولة لاستغلال صورة حميمة للحصول على المال أو المكاسب. يُعرّف الفيس بوك “الإباحية الانتقامية” في يومنا هذا بصفتها عملية تتم فيها “مشاركة صور تعري أو تعري جزئي لتحقير أو إحراج المصوَّرين”. لا يجري الحديث عن مشاركة الصور فحسب، بل عن تهديدات لمشاركتها أو الإعلان عن نية استخدامها. وتصرح شركة فيس بوك أنه من الصعب عليها كشف ومراقبة هذه الظاهرة في الفيس بوك.

وأصبحت هذه الظاهرة الخطيرة، شائعة جدا في الآونة الأخيرة لدى عرب إسرائيل إذ تصل عشرات الشكاوى حول الابتزاز الجنسي إلى الشرطة الإسرائيلية وشركة فيس بوك. رغم عدد الشكاوى الكبير نسبيًّا تخشى الشرطة أن هناك عشرات الضحايا العرب الذين لم يبلغوها بشكاواهم لأن المجتمع محافظ جدا وقد تشكل هذه الشكاوى خطرا على القيم العائلية الممأسسة في المجتمَع العربي.

وبهدف محاربة هذه الظاهرة أطلقت شرطة إسرائيل مقطع فيديو قصيرا توضح فيه ما هو الابتزاز الجنسي مقدمة مثالا حول محادثة دردشة عادية بين شابة وشابة. تصل المكالمة في غضون وقت قصير إلى لحظة حاسمة من تحرّك المشاعر تشجع فيها الشابة الشاب في الفيديو على خلع ملابسه. وبعد أن يستجيب الشاب لهذا الطلب يكتشف أن وراء الشابة يقف شاب يهدد بأن صوره التعري ستُنشر في حال لم يدفع مبلغ مالي باهظ.

وفي هذه الأثناء، تأمل الشرطة الإسرائيلية أن يتصفح المزيد من الشبان العرب في النت بشكل آمن، وأن يقدم المتضررون شكاوى ضد الابتزاز بهدف التغلب على الظاهرة.

اقرأوا المزيد: 299 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور (AFP;Flash90)
الأسبوع في 5 صور (AFP;Flash90)

الأسبوع في 5 صور

ما هو السبب الحقيقي الذي جعل أبو مازن يتنازل عن قصره الفاخر، ومتى رفض الأمين العام للأمم المتحدة الالتقاء بممثلي حماس، ولمَ قالت نجمة الإباحة إن داعش يعمل ضدها؟

01 سبتمبر 2017 | 11:13

كما في كل أسبوع، نلخص لكم قراءنا الأعزاء، أخبار الأسبوع الماضي بـ ‏5‏ صور فقط:

القصر الرئاسي الفلسطيني (ABBAS MOMANI / AFP)
القصر الرئاسي الفلسطيني (ABBAS MOMANI / AFP)

لمَ تنازل أبو مازن عن قصره؟

في خطوة مفاجئة، أعلن أبو مازن أن قصره الفاخر الذي كان مُعدا لاستقبال الدبلوماسيين الأجانب سيُستخدم مكتبة وطنية. وقد بُني القصر كمقر الرئاسة لعباس ومقر ضيافة للضيوف المحترمين الأغنياء، وهو يتضمن مهبط مروحيّات، بركة، حدائق، وساحات.

ولكن سيُستخدم جناح السكن المعد للدبلوماسيين في القصر مكتبة وطنية لخدمة عامة الجمهور. يبدو أن عباس لم يتنازل عن قصره بسهولة، ولكن قام بهذه الخطوة كبادرة حسن نية للجمهور لتهدئة الانتقادات اللاذعة التي يتعرض لها بشأن القصر الفاخر في الفترة التي تمر فيها السلطة الفلسطينية بضائقة مالية. رغم ذلك، لم يُذكر بعد متى ستبدأ المكتبة عملها وما هي الخدمات التي ستقدمها. وقد أقيم المبنى من أموال التبرعات العالمية، بإشراف  المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار.

نساء يتظاهرن ضد نوادي التعري في تل أبيب (Flash90)
نساء يتظاهرن ضد نوادي التعري في تل أبيب (Flash90)

نهاية نوادي التعري في تل أبيب

أقرت المحكمة في تل أبيب هذا الأسبوع، في قرار غير مسبوق، أنه لا يمكن السماح بعمل نوادي التعري في أحد المواقع المركزية في المدينة.

وقالت القاضية التي نظرت في قضية هذه النوادي: “لا يشكل تشيء النساء “ترفيها” أبدا”، قالت القاضية. “تعمل عروض الجنس على تشيء النساء واحتقارهن والمس باحترامهن كبشر. يعمل القانون الإسرائيلي على حظر كل هذه الانتهاكات. على المحكمة أن تحرس على منع واقع يسمح بالترفيه الجنسي”.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش (AFP)
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش (AFP)

الأمين العام للأمم المتحدة يزور إسرائيل وغزّة

هذا الأسبوع، زار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إسرائيل والأراضي الفلسطينية. والتقى جهات إسرائيلية رسمية ومواطنين إسرائيليين، وكذلك أبو مازن ومسؤولين فلسطينيين. إلا أنه رفض الالتقاء بقادة حماس.

ولكنه، كرس جزءا كبيرا من لقائه مع أبو مازن للأزمة الإنسانية في غزة موضحا أن الأمم المتحدة ستنقل 2.5 مليون دولار للتغلب على أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

وزار أيضا الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة والتقى سكان التفافي غزة. “نحن نعرف أن أموالا هائلة تصل إلى قطاع غزة ولكن حماس تستخدمها لبناء أنفاق الإرهاب والصواريخ بدلا من بناء قطاع غزة مجددا”، قالت مواطنة إسرائيلية من المنطقة الحدودية مع قطاع غزة لغوتيريش. وكما زار أيضا مدرسة تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة.

في خطابه عند نهاية زيارته قال غوتيريش: “تنتشر معادة السامية وعدم التسامح في كل العالم. هناك أغبياء ينكرون حدوث الهولوكوست. النت مليء بمظاهر الكراهية. علينا عمل الكثير لاجتثاثها”. وكما أكد دعمه لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني.

ميا خليفة (Instagram/notthefakemiakhalifa)
ميا خليفة (Instagram/notthefakemiakhalifa)

هدف داعش الجديد.. ميا خليفة

نشر نشطاء داعش صور نجمة الإباحية ميا خليفة وهي تنزف دما ورأسها مقطوع في شبكات التواصل الاجتماعي وحتى أنهم أرسلوا لها رسائل تهديد وكراهية. ولكن ترفض خليفة أن تظهر ضعيفة في ظل التهديدات لهذا تعارض ذلك.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها خليفة لتهديدات وشتائم رغم أنها لم تعمل في مجال الإباحية حاليا. عندما اشتهرت خليفة في عالم الإباحية أصبحت رغما عنها تمثل موطنها، لبنان، مما أثار غضب المتصفحين اللبنانيين. غرد أحد اللبنانيين في تويتر في تغريدة عادية لها: “سيصل حزب الله إليك يا ميا خليفة”.

الأطبّاء الإسرائيليون ينقذون يد "رجل الشجرة" من غزة
الأطبّاء الإسرائيليون ينقذون يد “رجل الشجرة” من غزة

الأطبّاء الإسرائيليون ينقذون يد رجل الشجرةمن غزة

بعد أن تنقل محمد التلولي بين الأطباء في دول مختلفة وبعد أن أصيب باليأس، نجح طاقم الأطباء في مستشفى “هداسا” الإسرائيلي في القدس في إنقاذ كف يده. وفق أقوال دكتور ميخائيل تشرنوفسكي الذي عالج التلولي فإن المرض النادر الذي يعاني منه لم يُذكر في الأدبيات الطبية.

ونجح الأطبّاء الإسرائيليون في إنجاز عملية جراحية معقدة وخطيرة لتالولي رغم أنهم كانوا معرضين للإصابة بعدوى فيروسية منه بسبب الفيروس مسبب المشكلة الطبية في كف يده.

وأعرب التلولي عن فرحته بعد نجاح العملية وعن رغبته في العودة إلى أحضان أسرته وإعالة أطفال الستة. وشكر أيضا الطاقم الطبي ومستشفى هداسا قائلا: “بعد سنوات جلست فيها في المنزل من شدة خجلي وعدم قدرتي على العمل بسبب المشاكل في يدي وخوفي من السرطان، كان الخبراء في مستشفى هداسا الوحيدين الذين منحوني الأمل في الشفاء. حظيت بمعاملة جيدة جدا ويمكن أن أقول إن كل شيء يسير على ما يرام”.

اقرأوا المزيد: 583 كلمة
عرض أقل
إباحية على النت، صورة توضيحية (Thinkstock)
إباحية على النت، صورة توضيحية (Thinkstock)

كيف تنوي إسرائيل حظر مشاهدة الإباحية؟

اقتراح قانون لمنع مشاهدة الإباحية يعصف بالإسرائيليين: المعارضون يدعون أنه يشكل تدخلا في الخصوصية والمؤيدون يطالبون حماية الأطفال والتوقف عن استغلال النساء

صوّتت اللجنة الوزارية لشؤون التشريع في إسرائيل، أمس (الأحد)، لصالح تعزيز قانون حزب “البيت اليهودي” (حزب اليمين الديني)، والذي بحسبه سيُلزم مقدّمو خدمات الإنترنت بتصفية المحتويات غير اللائقة – إلا لو طلب الزبون غير ذلك.

القضية هي أنّ القانون يطرح أسئلة كثيرة: خصوصية الفرد؟ هل سيكون قابل للتطبيق؟ من سيحدّد ما يعتبر محتوى جنسيا وما يعتبر غير ذلك؟ والعديد من الأسئلة الأخرى.

وجاء في تفسير اقتراح القانون أنّه يهدف إلى “حماية الأطفال من الوصول إلى الإباحية في الإنترنت”. ولكن المسألة معقّدة وليست بسيطة لأنّ القانون لا يجيب عن الكثير من الأسئلة. إذا كيف تنوي إسرائيل إنفاذ القانون وماذا يشمل تحديدا؟ قمنا بتلخيص مشروع القانون في عدة أسئلة وإجابات سريعة.

هل يعمل قانون الإباحية ضدّ الإباحية حقّا؟

كلا إطلاقا. فهو يسعى إلى حجب “المواقع والمحتويات الضارّة في الإنترنت”. لا تظهر كلمة إباحية ولا حتى مرة واحدة في اقتراح القانون.

ماذا ينص القانون؟

وفقا لمشروع القانون، فإنّ التصفية ستتم “وفقا لتعليمات يحدّدها وزير الاتصالات”. وزير الاتّصالات في إسرائيل اليوم هو أيضًا رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو. سيكون قادرا على تحديد معايير لحجب موقع ما أو آخر بسبب محتوياته الضارّة.

هل سيحجب وزير الاتّصالات الإباحية فقط؟

نظريا يمكن للوزير أن يحجب كل موقع يعتقد أنّه يحتوي على “محتويات ضارّة”، ليست جنسية أو إباحية.

هل هذا هو اقتراح القانون الأول في حجب مواقع الإباحية في إسرائيل؟

كلا. كانت هناك محاولة لتمرير قانون عام 2007، وفي عام 2013، وطُرِحَ مجددا في 2015، ولكن دون نجاح. يبدو أن هذا العام هناك احتمال أكبر بأن ينجح المشرّعون في إسرائيل بجعل القانون قانونا حقيقيا.

في أية دول هناك قانون لحجب المواقع الإباحية؟

الصين، كوريا الشمالية، وإيران. في بريطانيا وأستراليا هناك صيغ قانون أكثر تعقيدا.

ما هي المشكلة الأكبر في قانون تصفية الإباحية؟

المشكلة الكبرى في هذا القانون هي أنّه لا يهمّ رأي الإسرائيليين، سواء كانوا يؤيدونه أو يعارضونه، فليس هناك احتمال أن يكون موقفهم صحيحا.

من يؤيّد القانون سينضمّ بشكل تلقائي إلى التعدّي على الخصوصية ويتعاون عن وعي مع “رقابة الدولة”. ومن يعارضه، فهو بالضرورة يؤيّد استغلال النساء وإفساد نفوس الأطفال البريئة.

وهنا نطرح سؤالا آخر والذي لا يبدو أن هناك إجابة عليه: ما هو الاحتمال أن يزيد حجب المواقع فقط من وتيرة الأفلام الإباحية وشعبيتها التي يتم نقلها بكل الأحوال عبر وسائل مختلفة مثل الواتس آب؟

اقرأوا المزيد: 343 كلمة
عرض أقل
قصّتا اعتداء جنسي كل دقيقة (Wikipedia, Twitter)
قصّتا اعتداء جنسي كل دقيقة (Wikipedia, Twitter)

قصّتا اعتداء جنسي كل دقيقة

كاتبة تقرر الكشف علنيا عن قصة الاعتداء الجنسي التي مرت بها. ومن ثم تشارك عشرة ملايين امرأة قصصهن الشخصية، من أجل الكشف عن حجم الظاهرة

قررت الكاتبة الكندية كلي أوكسفورد عدم الصمت على ضوء تصريحات ترامب المُؤذية ضد النساء، والمُشجعة على ممارسة الاعتداء الجنسي. فنشرت قصتها في تويتر خائفة بهدف تشجيع نساء أخريات على عدم الصمت والبدء بالكشف عن العنف الجنسي الذي مررن به، قائلة في نفسها إذا لم تلحظ أي تعليق فستمحو المنشور ببساطة. بعد أن ورد 10 ملايين تعليق على منشورها، أدركت أنّه كما يبدو ليست هناك امرأة لم تتعرض للتحرشات الجنسية.

إن التصريحات المُقززة لترامب، المرشح الرئاسي، التي تفاخر بها، من بين أمور أخرى، معربا عن أن كونه مشهورا، فيمكنه أن يفعل بالنساء كل ما يحلو له – تجاوزت الخطوط الحمر كثيرا جدا، وأدت إلى طرح موضوع العنف الجنسي الذي لا يتم التحدث عنه غالبا.

وفقا لملايين قصص الاغتصاب والاعتداء الجنسي التي تم الكشف عنها في أعقاب النشر للصحفيّة كلي أوكسفورد في تويتر، يمكن أن نفهم لماذا هناك من يصر على تعريف الثقافة التي نعيش فيها على أنها “ثقافة الاغتصاب” – ثقافة فيها كل امرأة تقريبا تمر بتجربة تحرش جنسي، على الأقل، مرة واحدة في حياتها. الملايين من القصص الشخصية التي تمت مشاركتها في تويتر تشير إلى أن النساء معرّضات للاعتداء الجنسي في كل مكان – في الشارع، الحافلة، المنزل، الجامعة أو في العمل، ومن  كل شخص – سواء كان غريبا تماما، أو كان قريبا منهن.

“أتلقى قصتين من الاعتداء الجنسي في كل دقيقة. كل من ينكر ثقافة الاغتصاب – الرجاء أن ينظر إلى صفحتي الشخصية الآن”، كما كتبت أوكسفورد. لمن يريد الاستجابة لندائها، يمكنه الاطلاع على القصص التي تمت مشاركتها بعدها في تويتر، يظهر بعضها تحت هاشتاغ #notokay – “هذا ليس جيدا”.

إحدى القصص التي تمت مشاركتها في تويتر إثر نشر كلي أوكسفورد:
“كنت في الثانية عشرة، وللتور أنهيت مشاهدة فيلم “عودة الرجل الوطواط”. كانت هناك 57 بلاطة على أرضية المراحيض. عددتها في الوقت الذي كنت أتعرض فيه لعملية اغتصاب”.

اقرأوا المزيد: 313 كلمة
عرض أقل

حاخام إسرائيل الأكبر يناضل ضد العنف الجنسي

في ظل الكشف عن قضايا اعتداءات جنسية متزايدة في مدرسة دينية في تل أبيب، يتوجه حاخام إسرائيل الأكبر إلى المعلمين قائلا "افتحوا أعينكم جيدًا وساعدوا"

ناشد حاخام إسرائيل الأكبر، دافيد لاو، وسط المتدينين قائلا “لا تكنسوا موضوع الاعتداءات الجنسية تحت السجادة”. جاء كلام الحاخام لاو هذا في رسالة مفتوحة نشرها البارحة (الأحد)، موجهة إلى الأهل، المعلمين، والمربين المتدينين في إسرائيل. “على كل من يعمل في هذه المهنة المقدسة، التعليم، أن يفتح أعينه جيدًا وأن يساعد من يحتاج إلى المساعدة قدر الإمكان. لا يُشكّل دفن الرأس في الرمال حلا لهذه المواضيع المؤلمة والصعبة أبدًا، وعلى كل واحد منا أن يعرف أنه يتحمل مسؤولية، حتى وإن كانت تلك الأمور لا تمسه به شخصيا”، كتب الحاخام يقول.

وجاءت رسالة الحاخام تلك، بعد سلسلة من قضايا التحرش والاعتداءات الجنسية التي كُشف النقاب عنها مؤخرا في أوساط المتدينين، بينما نلاحظ أن مستوى الوعي حول الموضوع آخذ بالازدياد. تركّز أيضًا مواقع الإنترنت، التابعة للمتدينين، على هذه القضية بشكل أكبر وتستعرض حالات تحرش واعتداءات جنسية استعراضا موسعا. تُمثل، الى جانب ذلك، مجموعات الـ “واتس آب” منصة لنقل المعلومات.

ليست هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها الحاخام لاو، الحاريدي، بالتطرق إلى مواضيع حساسة في الوسط الحاريدي، بشكل علني. تُلزم وظيفة الحاخام الحكومية أن يتطرق علانية إلى مواضيع يتفادى الحديث عنها الكثير من الحاخامات الحاريديم.

لا يذكر الحاخام لاو، على الرغم من ذلك، بشكل واضح مصطلحات التحرش الجنسي أو الاعتداء الجنسي، وبدل ذلك يسميها “حالات يتم فيها التعرّض للأطفال والفتيات في بيوتهم أو في المؤسسات التعليمية”. يتحدث الحاخام بشكل علني عن تفادي ذكر تلك المصطلحات بشكل واضح قائلا: “لا أريد توضيح كلامي بالتفصيل احتشامًا وأشعر بالاشمئزاز من حقيقة أن علينا التطرق إلى هذه الأمور أساسًا”.

“لا يجب، في أي حال من الأحوال، كنس هذه الأشياء تحت السجادة، والتهرّب من مواجهة تلك الظواهر الصعبة، والتي في حال لم تتوقف قد يتضرر المزيد من الأشخاص الآخرين. يُحظر علينا أن نقف جانبا”، كتب الحاخام لاو.

ويدعي باحثون قاموا بإجراء أبحاث على المجتمع الحاريدي أن موقف حاخام إسرائيل الأكبر مفرح ومشجع جدًا وهذه مرحلة أخرى من مراحل التطور الإيجابية فيما يخص هذا الموضوع في الوسط الحاريدي المنغلق.

اقرأوا المزيد: 305 كلمة
عرض أقل
عالم النساء العراقيات مهمش (AFP)
عالم النساء العراقيات مهمش (AFP)

رحلة في عالم الدعارة العراقي

تقييدات فرص العمل، فقر وقوّادون ينتظرون لحظة الأزمة - النساء في العراق يتدهورن إلى الدعارة ويحاولن البقاء على قيد الحياة في واقع الحرب التي لا تتوقف

“يبدأ ذلك بشابة تأتي وحدها إلى المحطّة المركزية”، كما توضح دلال الروبعيل من “منظمة حرية المرأة في العراق” (OWFI) والتي تساعد النساء اللواتي يمارسن الدعارة. في تلك الدولة الشرق أوسطية، لا تذهب المرأة إلى مدينة غريبة وحدها، عبثا، من دون أن تُحجز لها مسبقا غرفة في فندق أو ينتظرها أحد الأقارب. في دولة كالعراق، فالشابة التي تنزل وحدها من الحافلة وتبدو تائهة تجذب الانتباه. هناك أشخاص ينتظرون تماما مثل هذا النوع من الفتيات: سائق أجرة أو امرأة ودّية، وأحيانا زوجان متزوجان مع نظرة بريئة تعرض عليها مكانا للإقامة.

في دولة كالعراق، فالشابة التي تنزل وحدها من الحافلة وتبدو تائهة، تجذب الانتباه

في هذه اللحظة تقف أمام الفتاة عدة خيارات. الأول هو أن ترفض أن تستقل إحدى سيارات الأجرة باهظة التكلفة في بغداد والبحث عن غرفة في فندق رخيص (والذي تصل تكلفته في حيّ مشتبه به إلى نحو 19 دولاراً في الليلة). ولكن كم من المال تملك الفتاة التي هربت من البيت؟ القليل. كم من الوقت ستستغرق للعثور على عمل؟ الكثير، إذا عثرت أصلا. وصلت نسبة البطالة في العراق إلى 15%، وفقا لأكثر التقديرات تحفّظا، وتعاني النساء بشكل خاص من فرص عمل محدودة. كما تشرح أمينة (اسم مستعار)، التي تقطن في بغداد، “المرأة لا تمشي ببساطة في الشارع وتبحث عن عمل”. وفقا لكلامها، فإذا أرادت العمل هناك أعمال يُسمح لها بممارستها: أعمال بنيكة، أعمال حكومية أو في الأكاديميا. “إذا كانت تفتقد إلى المؤهلات الملائمة يمكنها أن تنظف منازل الجيران”، كما تضيف أمينة، “ولكنها لن تذهب وتطرق أبواب الغرباء”.

حانة في بغداد (تصوير تمار برس، صحيفة هآرتس)
حانة في بغداد (تصوير تمار برس، صحيفة هآرتس)

الخيار الثاني بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من ضائقة مالية هو المبيت في الشارع، ومن الواضح أن هذا ليس حلّا جيّدا. عندما تيأس المرأة قد تستجيب إلى دعوة الغرباء، كما فعلت ريما (اسم مستعار) قبل سنوات، عندما وصلت إلى المحطّة المركزية في بغداد، وحدها وهي حامل. بدأت قصتها عام 1991، فترة حكم صدام حسين، حينها كان البشر يختفون أو يُلقون في السجن من دون محاكمة، ومن بينهم كان كلا أخويّ ريما. عندما ذهبت إلى زيارتهما أوضح لها قائد السجن بشكل لا لبس فيه: سيُطلق سراحهما فقط إذا مارست الجنس معه. وإذا رفضت، فسوف يقضيان بقية حياتهما في السجن، وربما يحصلان على حكم الإعدام. كان هذا الطلب بعيدا عن عالم ريما المحافِظ، ولكنها كانت الطريقة الوحيدة أماما لإنقاذ أخويها. ولكن لم تخبر أحدا بذلك بعد أن استجابت إلى طلب القائد. “كانا سيقتلاني”، كما أوضحت، “كانا سيسألان: لماذا مارستِ الجنس معه؟! كنّا مستعدّين للبقاء في السجن وألا تفعلي ذلك!”. فبعد أن جمعها ذلك اللقاء بالقائد تلبية لطلبه، أطلق سراح الأخوين، ولكن ريما أصبحت حاملا بعد أن مارسة العلاقة الجنسية معه. ومن أجل إنقاذ نفسها وألا يقتلها إخوانها، سافرت من البصرة، المدينة التي تقطن فيها، إلى بغداد. التقت في محطة الحافلات في العاصمة بـ “مطربة” دعتها للاستضافة في منزلها. “لقد رتّبت من أجلي عملية الإجهاض”، كما قالت ريما. ولكن بعد فترة قصيرة من ذلك قالت “المطربة” إنّ توفير الطعام والسكن ليسا مجانا، وإذا أرادت البقاء في شقّتها فعليها أن “تعمل” – أن تغني أو ترقص أمام الرجال، وأن تبيع جسدها. فاستجابت لذلك الطلب، لأنه لم يكن أمامها مناص.

وقد أعجبتْ ريما أحد الزبائن، والذي تزوّجها مع مرور الأيام، وبفضله استطاعت ترك عالم الزنا والبقاء في المنزل. في أحد الأيام، بعد عدة أشهر من زواجهما، لم يعد إلى منزله، وحينها فقط كشفت لها أسرته أنّه كان عضوا في الدولة الإسلامية (داعش)، قبل فترة طويلة من تصدّر التنظيم المتطرف العناوين. وقد اعتقلت السلطات زوجها وأُعدمته، وبقيت ريما لوحدها مجدّدا ومن دون القدرة على كسب الرزق، فعادت إلى حياتها السابقة في منزل “المطربة”. “كنت امرأة أخرى في تلك الفترة”، كما تقول ريما، “ضعيفة، ميتة”.

ريما، امرأة عملت بالدعارة في الماضي (تصوير تمار برس، صحيفة هآرتس)
ريما، امرأة عملت بالدعارة في الماضي (تصوير تمار برس، صحيفة هآرتس)

بعد نحو عقد من ممارسة ريما للدعارة اعتقلتها الشرطة. في العراق، تعتبر الدعارة جريمة عقوبتها القصوى هي ستّ سنوات من السجن، وقد قضت ريما خمس سنوات في السجن. بعد إطلاق سراحها وجدت شقّة في أحد الأحياء مع حضور كبير لإحدى الميليشيات الشيعية. لاحظ المقاتلون أن هناك امرأة غريبة تعيش وحدها، وافترضوا أنّها “امرأة سيئة السمعة”. فبدأوا بالذهاب إلى منزلها، لمضايقتها وعرضوا عروض متنوعة عليها. وعندها أخبرت ريما سائق أجرة التقته في الشارع بضائقتها. ولذلك عدها أنه سيساعدها في العثور على شقة بديلة، وأوفى بوعده. وبدأ يغازلها وبعد مرور شهرين عرض عليها الزواج. وهما اليوم متزوجان منذ عشر سنوات.

والآن تكرّس ريما كل وقتها من أجل مساعدة النساء والفتيات اللواتي يمارسن الدعارة. يقلّها زوجها إلى النوادي الليلية في بغداد، حيث يفترضون أنها قوّادة جاءت “لفحص البضاعة” و “شراء الفتيات”. “إذا اكتشفوا الحقيقة سيقتلونني”، كما تقول ريما. عندما تقدّم لها الفتيات في النوادي المشروبات، تُظهر لهنّ رقم هاتف مكتوب على كفّ يدها. لاحقا يتواصلن معها، ويحدّدن معها وقتا ومكانا للقاء، ويقتنصن من أجل ذلك الوقت القليل الحر الذي يُعطى لهنّ “لشراء الملابس الداخلية والأشياء الأخرى”. فتهرّب ريما هؤلاء النساء وتوجّههن إلى أحد الملاجئ في المدينة. هذه الملاجئ ليست قانونية، لأنّه وفقا لرأي الحكومة فإنّ مثل هذه الأماكن تشجّع التصرّفات غير الأخلاقية، لـ “فتيات سيّئات” هربنَ من المنزل وخرجنَ لممارسة الأعمال غير الأخلاقية. تناضل ناشطات جمعية OWFI في هذه الأيام للحصول على رخصة لإقامة ملاجئ من هذا النوع.

صعود الميليشيات

https://www.youtube.com/watch?v=Ro1LR6INzDw

القليل من الميليشيات التي كانت تلاحق ريما كانت موجودة منذ فترة صدام، والذي تميّز حكمه السنّي بقمع الشيعة. قاتلت الميليشيات لأجل حقوق الأقلية الشيعية، وبعد الغزو الأمريكي عام 2003 وسقوط نظام صدام، قامت حكومة مثّلت الغالبية الشيعية. في فترة لاحقة لذلك ازدهرت الميليشيات الشيعية وبلغ عددها نحو 50. عمل بعضها مع الحكومة، وقد أعدم عناصرها أشخاصا من السنة، وفي بعض الأحيان بشكل عشوائي، وأصبحت عمليات الخطف، الاعتداءات، السطو، والنهب شائعة. أصبح السنة أقلية، وأقاموا مجموعات مقاتلة نفذت عمليات في أماكن عامة، حفلات زفاف، جنازات، ومساجد شيعية. انضم بعض تلك المجموعات مع الوقت إلى مظلّة أوسع، والتي شكلت مع الأيام الدولة الإسلامية. في تلك الأيام أصبح العراق ساحة حرب، وباستثناء الاستخدام الكبير للعنف، كان هناك أمر إضافي مشترك بين كلا فريقي المقاتلين: استغلال أجساد النساء كمصدر تمويل.

في موازاة الحرب توسّعت الدعارة على جميع أشكالها، مع عدد لا حصر له من الملاهي الليلية، شقق الدعارة والحانات. تركت المعارك والعمليات الكثير من الأرامل، ووسعت من نطاق الفقر، وعلى هذه الخلفية اضطرّت النساء أحيانا إلى التوجّه بمبادرتهنّ إلى الدعارة. في حالات أخرى زوّج الأهل بناتهم الفتيات من رجال أثرياء من دول الخليج، لأنهم لم يكونوا قادرين على تمويل معيشتهنّ. كانت تلك زيجات “متعة”. استغلّ الرجال زواج المتعة من أجل أخذ نسائهنّ الجديدات إلى ما وراء الحدود الكويتية وبعد فترة قصيرة من ذلك باعوهنّ لبيوت الدعارة في الخليج. بالإضافة إلى ذلك، فقد هرب الكثير من اللاجئين العراقيين إلى الحدود السورية حتى عام 2011، حيث كان المهرّبون هناك يأخذون بعض الفتيات إلى الملاهي الليلية في دمشق. حدث الأمر نفسه مع اللاجئين الذين ذهبوا إلى كردستان العراق.

في موازاة الحرب توسّعت الدعارة على جميع أشكالها، مع عدد لا حصر له من الملاهي الليلية، شقق الدعارة والحانات. تركت المعارك والعمليات الكثير من الأرامل، ووسعت من نطاق الفقر، وعلى هذه الخلفية اضطرّت النساء أحيانا إلى التوجّه بمبادرتهنّ إلى الدعارة

مع الوقت بدأت الميليشيات بالسيطرة على عالم الدعارة، الذي كان يدار في الماضي من قبل نساء مستقلّات استدرجن النساء للدعارة وباعوهنّ لبعضهنّ البعض. ولا تزال تدار الدعارة بشكل أساسيّ من قبل النساء، ولكن في أكثر من مرة يُجبر عناصر الميليشيات مديرات بيوت الدعارة على “إعطائهم فتيات”، ويهدّدون بالإضرار بهنّ وبأسرهنّ إذا لم يفعلوا ذلك. وإذا كان ذلك لا يكفي، ففي بعض الأحيان تختطف الميليشيات نساء وفتيات من أماكن عامة في بغداد، مباشرة إلى بيوت الدعارة، والتي يدفع بعضها للمقاتلين رسوم رعاية مقابل الدفاع عنهم ضدّ الشرطة. بالإضافة إلى ذلك، فرغم أن بعض الميليشيات تكسب من الدعارة، إلا أنّ ميليشيات أخرى تتميّز بالتعصّب الديني، تعمل بعنف ضدّ النساء. في تموز عام 2014، عُثر على نحو 30 امرأة ميّتة في شقة استُخدمت للدعارة في بغداد، مستلقيات على بعضهنّ البعض داخل بركة من الدماء. ترك المهاجمون رسالة على باب الشقة: “هذا هو مصير كل زانية”. حتى اليوم لا يعلم أحد من هو المسؤول عن القتل، والذي نُشرت صوره في الإنترنت وفي وسائل الإعلام حول العالم.

في العراق، تعتبر الدعارة جريمة عقوبتها القصوى هي ستّ سنوات من السجن

بالإضافة إلى الميليشيات، فقد أثّر التطوّر التكنولوجي أيضًا في الدعارة بالعراق. “هناك اليوم أيضًا رجال يجرون اتصالا مع الفتيات عن طريق الفيس بوك”، كما تقول الروبعيل من منظمة OWFI‎. وفقا لكلامها، يقيم الرجال علاقة غرامية افتراضية مع نساء ويقنعوهنّ بالهرب من البيت والزواج منهم. “وهكذا يأتين إلى بغداد وينتقلن للسكن مع رجل”، كما توضح الروبعيل، “مع الوقت يوضح الرجل لـ “صديقته” أنّها إنْ لم “تعمل” من أجله بالدعارة، فسوف يلقيها في الشارع، أو أنّه يؤذيها بطريقة أخرى”. في حالات أخرى، عندما تكون المرأة لا تزال تعيش في منزل أهلها وتخفي عنهم تلك العلاقة، يصوّر الرجل سرّا الممارسات الجنسية التي يقوم بها الاثنان، وبعد ذلك يهدّدها بأنّها لو لم تمارس الدعارة فسوف ينشر مقطع الفيديو.

على هامش عالم الدعارة

عالم النساء العراقيات مهمش (AFP)
عالم النساء العراقيات مهمش (AFP)

في الهوامش الغامضة لعالم الدعارة توجد “الملاهي” – وهي حانات تُستخدم فيها النراجيل. يقع واحد منها في الطابق السفلي من مبنى في بغداد يُستخدم كله للدعارة. “يعلم الجميع ماذا يحدث هنا”، يقول نجيب (اسم مستعار)، “ولكن الشرطة لا تقترب”. السبب هو أنّ الميليشيات تسيطر على المبنى وتأخذ من سكانه رسوم حماية. يعمل نجيب، الحائز على اللقب الأول ولديه ماض في شركة تكنولوجيا فائقة، في ذلك المكان منذ نحو عام. ويقول لزوجته إنّه يعمل في مقهى عادي، ولكن عندما يدخل المرء إلى المكان يكون واضحا لماذا يُستخدم مكان العمل ذلك. فالقاعة مليئة بالرجال الذين يدخّنون النرجيلة، برفقة نادلات يرتدين بناطيل جينز ضيقة وممزقة، أو يكن عاريات ويضعن الكثير من الماكياج. صوت الموسيقى السيء يجعلها مزعجة، ولكن لا يهتم بذلك أحد. “الهدف من وجود الفتيات في الملهى هو أن يشتري الرجال المزيد من المشروب. إنهنّ فتيات يعملن في مجال المبيعات”، كما يقول نجيب ويضيف: “وهناك أيضا فتيات لسنَ جيدات، ويأخذن أرقام الهواتف من الزبائن ويبعنَ أجسادهنّ”.

زُوّجتْ ميساء (اسم مستعار) في سنّ الخامسة عشرة وبدأت بالعمل في ذلك الملهى بعد أن طُلّقت. وهي واحدة من بين الكثير من النساء في العراق اللواتي زُوّجنَ في سنّ صغيرة، واضررنَ إلى الهرب من زوج عنيف وبعد ذلك وجدنَ أنفسهنّ من دون مساعدة. يمكننا أن نعرف عن ظاهرة تزويج الفتيات من دائرة إحصاءات السكان (PRB) وبحسبها فإنّ نحو 25% من النساء في العراق يتزوّجنَ قبل سنّ الثامنة عشرة. وفي الماضي كان هذا الرقم أقل بكثير: وفقا لمنظمة الإحصاءات العالمية، ففي عام 1997، فإن 15% فقط من النساء في العراق تزوّجنَ قبل سنّ الثامنة عشرة. قيل كثيرا عن زيادة نسبة تزويج الفتيات بعد الغزو الأمريكي – وهي نتيجة لانعدام الاستقرار وتزايد الفقر.

تعمل ميساء كمضيفة (تصوير تمار برس، صحيفة هآرتس)
تعمل ميساء كمضيفة (تصوير تمار برس، صحيفة هآرتس)

وفقا لأقوال ميساء، فقد كان زوجها عنيفا واعتاد على تناول المخدّرات، وعندما اشتد الحال في المنزل قررت مغادرته. “قلت لزوجي: “نحن لم نعد بحاجة إلى نقودك، دعني آخذ بناتي وأذهب من هنا فقط”، كما تقول. وافق الزوج على الطلاق وعادت ميساء إلى منزل والدتها. وتوفي والدها قبل زمن طويل، فلم يكن هناك أحد يعيل الأسرة، ومع انعدام مصادر الإعالة، لجأت ميساء للعمل في الملهى. “لا أحبّ العمل هنا”، كما تقول، “الرجال هناك ثملون ومثيرون للاشمئزاز. أريد مستقبلا أفضل من أجل بناتي”. وهي في الوقت الراهن تداعب الرجال في ذلك المكان، تجعلهم يشترون المشروبات وتحلم بفتح صالون تجميل خاص بها. “هناك فتيات يمارسنَ الجنس مع الزبائن بعد العمل، ولكني أحافظ على نفسي”، كما تصرّح.

عملت جينا (اسم مستعار) في الملهى بالماضي. وهي تقول إنّها لم تمارس الجنس مع أي رجل في المكان أبدا، وقد قدّمت المشروبات أثناء العمل فقط. ولكن خلال المحادثة تنهار: “مارست الجنس مع صاحب العمل”، كما تعترف، “لقد ضغط علي ولم يكن لدي مناص. لم يكن عندي مكان أذهب إليه”. لدى تطرقها إلى ذلك، تقول الروبعيل من منظمة OWFI إنّ “ذلك شائع جدا في الملاهي”. وتضيف قائلة “ظاهريًّا، لن تكن الدعارة هدف عملهن، ولكن هناك اسم سيّء لتلك الأماكن، ويحدث فيها الكثير من استغلال الفتيات”. وتقول الناشطة الاجتماعية أيضًا إنّه في أحيان كثيرا يُجبر أصحاب الملاهي النساء على ممارسة الجنس مع أصدقائهم أو زبائنهم، كشرط لاستمرار العمل.

طُلّقت جينا، مثل ميساء، من زوجها قبل أن تبدأ بالعمل في الملهى. وبسبب الطلاق نبذتها أسرتها في ذلك الحين وحتى اليوم، وقد اكتشف إخوتها أنّها حامل وتعمل في ملهى، وسلّموها إلى أيدي السلطات، رغم أنه لم يكن أساس التُهم واضحا. مكثت جينا في السجن وبعد أن أطلق سراحها انتقلت للعيش في ملجأ. وهي تعمل اليوم في عمل مكتبي، وتربّي ابنها. “لقد أصبحت هذه الحادثة المؤلمة شيئا من الماضي”، كما تقول جينا، “لم أعد مرتبطة بالحياة السابقة. كنت أريد أن ألتقي بأمي فقط. لم أرها منذ سنوات طويلة”.

تم نشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 1934 كلمة
عرض أقل
الحاخام مردخاي ألون (David Vaaknin/Flash 90)
الحاخام مردخاي ألون (David Vaaknin/Flash 90)

المتدينون في إسرائيل يواجهون فضائح جنسية مخجلة

فضيحتان جنسيتان تعصفان بالوسط المتدين، وتسببان إحراجا كبيرا للمجموعة التي تتظاهر بأنها أخلاقية وصاحبة القيم الأسمى على الإطلاق في المجتمع الإسرائيلي

يفخر المجتمع المتديّن في إسرائيل بكونه الأفضل من حيث القيم، الأخلاق وبكونه الأكثر كفاءة في البلاد. إذ يُعتبر شبانه وأبناؤه نخبة المجتمَع الإسرائيلي، وهناك من سيقول إنهم البوصلة الأخلاقية لإسرائيل. لقد قال نفتالي بينيت، رئيس حزب “البيت اليهودي” الذي يُعتبر حزب الوسط المتدين القومي في إسرائيل، في يوم الانتخابات الأخير: “أنا فخور بالصهيونية المتدينة، وبرجالها لأنّهم مجتمع مثالي حقيقي”.

هكذا يتم تصور الأمر في إسرائيل، أو على الأقل هكذا يريد المتدينون أن يتصوروا الوضع: في حين أن الإسرائيلي الذي يعيش في تل أبيب يهتم فقط بملذات الحياة: المال، المشتريات، السيارات، العلاقات الجنسية، يهتم المتدين بالنواحي النبيلة والسامية. إنه يصلي لإلهه بحرارة تامة، ويشكل العالم المادي أقل اهتماما بالنسبة إليه، وفي حين أن صديقه التل أبيبي يفكر كيف يجذب الفتيات، فهو يعمل من أجل مستقبل المجتمع كله.

حركة الشبيبة الدينية "بني عكيفا" (Flash90Kobi Gideon)
حركة الشبيبة الدينية “بني عكيفا” (Flash90Kobi Gideon)

إلا أنّ هناك دوافع جنسية لدى هؤلاء الأشخاص المتدينين، ومن الصعب عليهم كبح جماح أنفسهم. لقد اشتُبه بالحاخام مردخاي ألون، أحد زعماء الصهيونية المتدينة الروحيين، وتم التحقيق معه وأدين بأفعال جنسية غير لائقة مارسها مع شبان جاؤوا لطلب مشورته. كما وشهد أشخاص عرفوا أفعال ألون أنّ الأفعال التي أدين بارتكابها هي جزء صغير فقط من شبكة من الاعتداءات الجنسية على الشبان.

بل إن فضيحة ألون أكثر تعقيدا، لأنّ الاشتباهات في قضية هذا الحاخام الكبير ظهرت منذ العام 2005، ولكنها نوقشت في منتديات مغلقة تابعة للوسط المتدين في إسرائيل، ولم يتم التحقيق فيها لفترة طويلة من قبل الشرطة. لقد حكم منتدى الحاخامات على ألون بترك مدينة القدس والانتقال إلى شمال إسرائيل، في أعقاب شكوى قدّمها ثلاثة شبان اشتكوا أنّ ألون مارس معهم أفعالا جنسية غير لائقة. لقد علمت السلطات القانونية في إسرائيل بالموضوع بعد سنوات من ذلك فقط.

وقد رفض حاخامات كبار في الوسط الديني في إسرائيل قبول هذا الحكم على الحاخام ألون، وأضافوا أنهم يعتبرونه حاخاما محترما ومهما. ففي يوم السبت فقط، دعت حركة “بني عكيفا”، وهي حركة شبيبة دينية في إسرائيل، ألون ليلقي خطابا في مؤتمر الحركة.

لقد غضب الصحفي المتدين كلمان ليبيسكيند من دعوة ألون ليتحدث أمام الشبيبة، وقال: “أولئك الذين يحترمون الحاخام ألون في موقف كهذا ينقلون إلى هؤلاء الشبيبة رسالة واضحة. وتتطرق الرسالة إلى التزامهم بمكافحة الاعتداءات الجنسية من قبل الحاخامات وذوي السلطة”.

ينون مجال (فيس بوك)
ينون مجال (فيس بوك)

وعندما يتم الاشتباه بحاخام كبير جدا في الوسط بممارسة أفعال غير لائقة وخطيرة جدا، ماذا سيقول عضو كنيست بسيط من حزب البيت اليهودي؟ لقد تم أمس الكشف عن شكاوى لنساء عملنَ في الماضي مع عضو الكنيست ينون مجال، واللواتي قلنَ إنّ مجال تحرّش بهنّ جنسيا، وعبّر أمامهنّ عن رغبته بممارسة الجنس معهنّ، وحاول تقبيلهنّ بالقوة بل وأمسك بمؤخراتهنّ. إن ينون مجال ليس شخصا متديّنا ولكنه تقليدي، وهو عضو في حزب البيت اليهودي.

ولم ينفِ مجال التهم التي نُسبت إليه، وإنما قال إنه يعتذر عن الكلام الذي قاله قبل أن يكون عضو كنيست، في محادثات بين الأصدقاء.

وهكذا يتّضح أن العنف ضد النساء والاعتداءات الجنسية هي مرض مجتمعي، ولا يوجد أي وسط في المجتمع، مهما كان أخلاقيا وقيميّا، محصّن منها. سيضطر المجتمع المتدين في إسرائيل إلى تعلّم مواجهة ذلك، ولا يمكنه استخدام صورته كنخبة أخلاقية للتهرّب من المسؤولية.

اقرأوا المزيد: 472 كلمة
عرض أقل
لا تذهبي معه الى الشقة
لا تذهبي معه الى الشقة

هاشتاغ لا تذهبي معه إلى الشقة يكتسح النت العربي

شبان وشابات عربيات يوجهون انتقادات لاذعة ضد العادات الجنسية واللقاءات الزوجية العشوائية التي تطورت مؤخرا في العالم العربي إثر ثورة شبكات التواصل الاجتماعي

أصبح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي منذ زمن وسيلة موثوقة يمكن خلالها مشاهدة أية قضايا تُشغل الشبان والشابات في الدول الإسلامية.

مواقع التواصل الاجتماعي: لقد قلب الفيس بوك، الإنستجرام وتويتر منذ زمن أنظمة الحكم الاستبدادية وفي جزء من الحالات أدت جميعها إلى تفكيك أنظمة الحكم السلطوية وحتى إلى تفكيك عدد من الدول القومية.

يتيح تويتر في هذه الأيام فحص المجتمع العربي والإسلامي وعادات المغازلة للجيل الجديد.

يقترح هاشتاغ لا تذهبي معه إلى الشقة على القراء والشبان العرب إلقاء نظرة خاطفة على السلوكيات الجنسية في العالم العربي ويحاول رسم خطوط ماذا يعتبر ممنوعا أو مسموحا عند إقامة علاقة بين رجل وامرأة، خارج إطار الزواج طبعاً.

ينصح مغردو هذا الهاشتاغ وخاصة البنات الشابات كيف عليهن الامتناع عن الاقتراحات الجنسية من قبل الرجال العشوائيين الذين يقابلونهم في مواقع التواصل الاجتماعي.

جمعنا لكم جزءا من الاقتراحات الهامة والتي تتضمن – من بين أمور أخرى – حظرا دينيًّا واجتماعيًّا:

https://twitter.com/mo7mad_ils3od/status/622922417032171520

https://twitter.com/mba13200/status/622924391182041088

https://twitter.com/b7orf2/status/622925934073516032

https://twitter.com/codrad07/status/622953705562746880

https://twitter.com/A_14_41/status/622988734594707457

https://twitter.com/__qjjL__/status/622990234968555520

https://twitter.com/Mhamdkhalil/status/622907941440634882

https://twitter.com/alsoultah_5/status/622916297542668289

اقرأوا المزيد: 141 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية: Thinkstock
صورة توضيحية: Thinkstock

الجندي يصوّر الجنديات وهن في غرفة الاستحمام، لذلك سيُسجن

حكمت المحكمة العسكرية الإسرائيلية على مقاتل إسرائيلي بالسجن ودفع غرامة مالية بعد أن صور جنديات في وحدته ونشر صورهن

01 يوليو 2015 | 19:13

يواصل الجيش الإسرائيلي مكافحة التحرش الجنسي في صفوفه. حكمت المحكمة العسكرية، اليوم، بالسجن لمدة خمسة أشهر على جندي مقاتل لأنه قام بتصوير جنديات في وحدته وهن يستحممن عاريات ونشر صورهن. قام الجندي بذلك بواسطة هاتفه الخلوي ونشر الصور على “الواتس أب”.

أدانت المحكمة العسكرية في يافا الجندي بتهمة التحرش الجنسي. كما وكان جنديان آخران  متورطين معه في القضية. تمت إدانتهما بالتورط في الأمر ونشر الفيديوهات حيث تظهر فيها جنديتان عاريتان. بالإضافة لعقوبة السجن الفعلي، حكمت المحكمة العسكرية أن على كل جندي أن يدفع تعويضًا ماليًا للمتضررات بما يقارب 3000 شاقل.

إن الوعي لمشكلة التحرش الجنسي والجرائم الجنسية في الجيش الإسرائيلي آخذ في الازدياد في العام الأخير. قبل عدة أشهر، ذُكر في إسرائيل أنه في السنوات الأخيرة قد شُوهدت قفزة بنسبة كبيرة في عدد الشكاوى المتعلقة بالتحرش الجنسي التي قُدمت في الجيش. في عام 2014، تم تقديم 1073 شكوى كهذه، أي ما يقارب ثلاث شكاوى يوميًّا.

ليس واضحًا إن كانت تشير الزيادة في عدد الشكاوي إلى زيادة التحرشات الجنسية، أو أن الجنديات أصبحن أكثر استعدادا لتقديم الشكاوى ضد من ألحق ضررا بهن. ووفق البيانات أيضًا، ففي السنوات الثلاث الأخيرة، ترك 21 جنديًّا في الخدمة العسكرية الجيش وذلك بعد تقديم شكاوى ضدهم بتهمة التحرش الجنسي.

اقرأوا المزيد: 190 كلمة
عرض أقل