شارك اليوم الأحد، زعماء من سعبين دولة في احتفال مركزي في باريس بمناسبة مرور مئة عام على الهدنة التي أدت إلى إنهاء الحرب العالمية الأولى. قدّم زعماء كثيرون التحية لملايين الجنود والمواطنين الذين قُتِلوا في الحرب الضارية، التي انتهت بتاريخ 11 تشرين الثاني 1918.
ترأس الاحتفال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وشارك فيه من بين زعماء آخرين، رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. أشار الرئيس الفرنسي، الذي كان الخطيب الرئيسي في الاحتفال، في خطابه إلى السلام الهش، والخطر الكامن في العنصرية. “لن تزول عواقب هذه الحرب أبدا، فالشياطين تخرج من الأرض ثانية”، قال ماكرون. كما حث الزعماء على العمل معا من أجل السلام، سعيا منهم لمواجهة التحديات مثل التغييرات الإقليمية، الفقر، الجوع، ونقص المساواة.
في وقت لاحق من اليوم، سيعقد ماكرون مؤتمرا في قصر الإليزيه، يشارك فيه زعماء العالم، وهو يهدف إلى تعزيز التعاون بين المشاركين، وإلى منع ارتكاب أخطاء الماضي ثانية، تلك التي أدت إلى نشوب الحرب العالمية الأولى.
قال بنيامين نتنياهو، أمس السبت، قبل أن يتجه إلى باريس “نحن في طريقنا للمشاركة في الاحتفال الهام للذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى. ذكرى الحرب الضارية التي أسفرت عن قتل الملايين. لقد أثرت هذه الحرب في شعبنا أيضا. أولا، لأنه شارك فيها آلاف المقاتلين اليهود، ما يشير إلى التغيير في قدرتنا على حماية أنفسنا، وطبعا لأن الحرب أدت إلى نهاية الإمبراطورية العثمانية التي سيطرت على بلادنا، وساهمت في شق طريق الصهيونية”.
قُتِل نحو عشرة ملايين جندي، وقُتِل ملايين المواطنين في الحرب العالمية الأولى، التي كانت أحد النزاعات المسلحة الأكثر فتكا في التاريخ، وأدت إلى تغييرات جذرية سياسية وديموغرافية في أوروبا. لقد استمر السلام بعدها لمدة قصيرة، نحو عقدين فقط، حتى اجتاح الألمان الدول الجارة وبدأت الحرب العالمية الثانية.