مصممو الشرق الأوسط: مراد، إلباز وطهاري (AFP)
مصممو الشرق الأوسط: مراد، إلباز وطهاري (AFP)

4 مصممي أزياء شرق أوسطيين واعدين

مصمّمو أزياء كبار ترعرعوا في الشرق الأوسط في تل أبيب، بيروت والرباط يقتحمون أسواق الأزياء العالمية ويصممون الملابس للعديد من النجوم والنجمات الهوليووديين والعرب

يرتبط الشرق الأوسط غالبا بتصدير النفط والغاز، بالبلدان التي تشهد صراعات وانقسامات، الحروب الأهلية، خلايا الإرهاب وما لا يُحصى من الكوارث الطبيعية.

ولكن مؤخرًا تم أيضًا تسجيل إنجازات في مجالات أخرى وأقلّ ذكرا في الإعلام الدولي مثل مجال تصدير الأزياء ومصممي الأزياء الذين نجحوا في اقتحام السوق الأوروبية والغربية وأن يعرضوا الأزياء من تصميمهم في عواصم الأزياء العالمية: باريس، ميلانو، نيويورك وميامي.

ففي فيلم “Sex anf the City 2” تقضي كاري برادشو وصديقاتها وقتهنّ في أبو ظبي، بما يتم عرضه كعطلة من الأحلام، تتضمن خَدما، سيارات ليموزين، برك سباحة فخمة وأطعمة مُذهلة. وفي أحد المشاهد التي لا تُنسى من الفيلم يقمنَ بالاحتماء في ذروة مطاردة بالسوق في غرفة خلفية فيها نساء محليّات، يتغطين عادة من أخمص الأقدام حتى الرأس، خلعن ملابسهنّ وكنّ يقارنّ ملابس المصممين التي يرتدينها تحت العباءة. “واو”، يتفاجأن، “إنهنّ مثلنا تماما”.

وقد بلغت قيمة سوق الأزياء الإسلامي 96 مليار دولار وهو مستمرّ في النموّ بسرعة، وفقا لتقديرات شركة Souq Strategies، والتي تقدّم الاستشارة للشركات الأوروبية التي تسعى إلى العمل في العالم العربي.

ونحن في هذه المقالة لا نرغب بالحديث عن النموّ الكبير في أسواق الأزياء في العالم العربي بقدر ما نودّ التركيز على 4 مصمّمي أزياء كبار ترعرعوا في دول الشرق الأوسط. لقد نجح هؤلاء المصمّمون في اقتحام الأسواق الأوروبية والأمريكية بل والآسيوية وفي تقديم أناقة شرق أوسطية خاصة. فنجحوا ليس في افتتاح فروع في عواصم العالم فحسب، بل في إلباس عدد غير قليل من نجمات هوليوود العمالقة أيضا.

إيلي صعب

المصمم اللبناني إبلي صعب وزوجته (AFP)
المصمم اللبناني إبلي صعب وزوجته (AFP)

في عام 2002، فازت الممثلة هالي بيري بالأوسكار. لقد كان ذلك فوزا تاريخيا، لأنّه قبل ذلك لم تفز أبدا ممثلة سمراء البشرة بجائزة الممثلة الرئيسية بالتمثال الذهبي. ولكن كان هناك تطوّر آخر تم تسجيله: فقد أصبح مصمّم الأزياء اللبناني، إيلي صعب، الذي ألبس بيري لذلك الحفل، أشهر من نار على علم في أوساط نجمات هوليوود. من الصعب أن نتذكر منذ ذلك الحين حفل سجادة حمراء هوليوودي دون مشاركة ذلك المصمم من بلاد الأرز. ولكن ليس من الصعب أبدا أن نفهم نجاحه هذا. لقد أسر السحر الكلاسيكي، الحياكة الراقية، القصات المغرية والدمج بين الشرق والغرب قلوب نجمات مثل بيونسيه، كاثرين زيتا جونس، الملكة رانيا وغيرهنّ.

لقد بدأ صعب، الذي وُلد لأسرة مسيحية في بيروت، بالاهتمام بالأزياء منذ سنّ صغيرة (التاسعة من عمره). فسافر عام 1981 إلى باريس لدراسة التصميم وعاد إلى لبنان بعد عام. ولقد افتتح الأستوديو الخاص به عام 1982، عندما كان في الثامنة عشرة من عمره وفي ذروة أيام الحرب الأهلية اللبنانية، مع عشرة عاملين، في بيروت. في بداية حياته المهنية، صمّم صعب فساتين عرائس وسهرات فقط.

الممثلة هالي بيري وفستان من تصميم إيلي صعب (AFP)
الممثلة هالي بيري وفستان من تصميم إيلي صعب (AFP)

وقد بدأ نجاحه في لبنان بعد عرض أزياء ناجح في الكازينو المعروف “Casino du Liban” في بيروت. بعد هذا العرض، بدأ بتصميم الملابس للنساء اللبنانيات العاملات في مجال الإعلام والترفيه، ومن بينهنّ المطربة فيروز. في تلك الفترة، كان معروفا في أنحاء العالم العربي، ومن بين زبائنه يمكن أن نعدّ الكثير من العربيات المشهورات، ومن بينهنّ ملكة الأردن رانيا.

لقد اشتهر صعب خارج لبنان عام 1997 عندما عرض للمرة الأولى مجموعته في روما، إيطاليا.‎ ‎في نفس العام، انضم إلى Camera Nazionale della Moda‏ وأصبح العضو غير الإيطالي الأول، والوحيد حتى الآن. بعد سنة من ذلك، عام 1998، عرض مجموعة أزياء من تصميمه في عرض أزياء في موناكو.‎ ‎في ذلك العام، عرض مجموعته في ميلانو أيضًا. ومنذ ذلك الحين أصبح كل شيء تاريخًا، فلقد أصبح إيلي صعب شخصية أزياء مطلوبة في الصالونات الأفخم حول العالم.

تصميمات إيلي صعب (AFP)
تصميمات إيلي صعب (AFP)

في عام 2007، شارك كقاضٍ رئيسي في برنامج الواقع اللبناني “Mission Fashion” الذي تنافست فيه عارضات أزياء ومصمّمون عرب شباب على جائزة مالية. يعيش صعب في باريس وبيروت بالتناوب، وهو متزوج من كلودين وأب لثلاثة أبناء.

زهير مراد

المصمم زهير مراد (AFP)
المصمم زهير مراد (AFP)

تصدّر زهير مراد هذا الأسبوع العناوين بعد أن نُشرت صور فستان العروس الهوليوودية، صوفيا فرغارا، من تصميمه.

بعد الثانوية مباشرة، انتقل مراد من بيروت إلى باريس، حيث درس تصميم الأزياء هناك. عام 1999، وظهر للمرة الأولى في مسارات الأزياء في روما وحظي بردود فعل إيجابية. عام 1995، افتتح متجره الثالث في بيروت.

Sofia Vergara (Instagram)
Sofia Vergara (Instagram)

تشمل خطوط الإنتاج التابعة له ملابس هوت كوتور، ملابس جاهزة للارتداء، وملحقات ونظارات شمسية. لديه متاجر ملابس في بيروت في جادة شارل

حلو، وفي باريس أيضًا، في شارع فراسوا الأول. بالإضافة إلى ذلك لديه قاعة عرض في ميلانو.

تصميمات زهير مراد (AFP)
تصميمات زهير مراد (AFP)

ترتدي فساتينه العديد من النجمات من جميع أنحاء العالم، ومن بينهنّ المطربات العمالقة تايلور سويفت، بيونسيه، مايلي سايرس وكريستينا أغيليرا.

ألبير إلباز

المصمم ألبير إلباز (AFP)
المصمم ألبير إلباز (AFP)

عصف عالم الأزياء في الشهر الماضي حول الخبر التالي: المصمم الإسرائيلي الناجح في العالم، ألبير إلباز، يترك دار الأزياء الفرنسية لانفين (‏Lanvin‏) بعد 14 عاما كان قد ترأس وقاد خلالها الشركة التي أصحبت في مقدمة عالم الأزياء.‎ ‎وفقا للتقرير، فقد جاءت الاستقالة بعد خلافات مع مالكيها والمدير العام للعلامة التجارية. وذُكر أيضًا أن إلباز قد أخلى أغراضه من مكتبه في باريس، وتم إخطار الموظفين. ومع ذلك، لم يرد ردّ رسمي من العلامة التجارية أو من المصمم. هناك أيضًا من شكّ في توقيت استقالة إلباز بعد أن خلتْ في نفس الوقت تماما وظيفة المصمم الرئيسي في دار الأزياء Dior.

وُيعتبر إلباز أحد المصممين اللامعين في هذا العصر. وُلد في المغرب عام 1961، ووصل مع أسرته إلى إسرائيل وهو لا يزال رضيعا. وقد تخرج من كلية تصميم معروفة جدا في إسرائيل. ويُعتبر أحد المصممين الرواد في العالم، وهو معروف، من بين أمور أخرى، بفضل أسلوبه الفضفاض والرشيق. قبل بدء وظيفته في دار الأزياء الفرنسية Lanvin، صمّم ملابس نسائية لدار الأزياء الفرنسية، إيف سان لوران. عام 2007، حصل على وسام الشرف الفرنسي بفضل عمله.

تصميمات ألبير إلباز (AFP)
تصميمات ألبير إلباز (AFP)

عام 2005، حصل إلباز على جائزة مصمم الأزياء العالمي لذلك العام، من قبل رابطة مصممي الأزياء في الولايات المتحدة، واختارته مجلة التايم عام 2007 كواحد من أكثر 100 شخص مؤثرين في العالم.‎ ‎

نجمات هوليوود اللواتي يحبّ إلباز إلباسهنّ هنّ الممثلّة الأسطورية ميريل ستريب، إيما ستون.

في الوقت الراهن، يمكن البدء بالتكهّن حول مستقبل إلباز المهني، هل سيرث مكان المصمم الرئيسي لدار الأزياء ديور؟ هل سيؤسس شركة مستقلة تعتمد على السمعة الجيدة والموهوبة التي بناها لنفسه خلال السنين؟ أم إنه سيرغب في العودة إلى إسرائيل وإقامة متجر فيها؟

إيلي طهاري

المصمم إيلي طهاري (AFP)
المصمم إيلي طهاري (AFP)

تتضمن قائمة المصمّمين الشرق أوسطيين إيلي طهاري. لقد تصدّر إيلي أيضًا في بداية كانون الثاني العناوين التي هزّت عالم الأزياء. هذه المرة لم تكن الأخبار سارة. لقد نفى طهاري الاتهامات التي تقول إنه تحرّش جنسيا بموظفة عملت معه. وقد جاء هذا النفي في أعقاب ما نُشر، حيث تم الكشف عن أنّ امرأة عملت معه قدّمت دعوى بتهمة التحرّش الجنسي وكتعويض رفعت دعوة لمقاضاته بقيمة 12 مليون دولار.

وفي إطار هذه الاتهامات الخطيرة التي نُشرت، تدّعي المدّعية أنّ مصمّم الأزياء الإسرائيلي – الأمريكي قد لمسها عندما عرضت أمامه تنورة من تصميمه. ولم تصل القصّة بعد إلى نهايتها، ولكننا سنركّز على أعمال طهاري.

دار أزياء إيلي طهاري (AFP)
دار أزياء إيلي طهاري (AFP)

تنجح دائما القصص عن الأغنياء التي تبدأ بالقول “لقد وصل إلى نيويورك وبحوزته 100 دولار” في إثارة الخيال. ولكن عندما تبدأ القصة في القدس، وتنتقل في أرجاء إسرائيل، وتنتهي في إمبراطورية أزياء نيويوركية – وتحظى بالنجاح وبالملايين فتكون نهايتها أجمل. وخصوصا عندما يكون الحديث عن مصمم أزياء إسرائيلي لم تطأ قدمه أبدا مدرسة للأزياء أو مدرسة لإدارة الأعمال.

طهاري هو أحد مصممي الأزياء الراقية الأشهر في العالم. وهو يهيمن على علامتين تجاريتين وعلى استثمارات عقارية في نيويورك وإسرائيل، بقيمة تقدّر بـ 400-500 مليون دولار.

ورغم أن طهاري ناشط في عالم الأزياء منذ نحو 30 عاما، فقد قفز قفزة كبيرة في السنوات الأخيرة، وافتتح 20 متجرا رئيسيا في الولايات المتحدة. بالإضافة إلى ذلك، فهو يبيع في نحو 600 محلّ ومتجر كبير في البلاد بالإضافة إلى 300 متحر خارجها.

يعرف الإسرائيليون دونا كاران، جورجو أرماني بل وحتى فيرا فانج، ولكن اسم طهاري، الذي يظهر في المتاجر الكبرى في نيويورك إلى جانب أسماء المصممين المعروفين، لا يعني لهم الكثير. ويعود السبب الأساسي لذلك أنه لا يمكن في إسرائيل شراء ملابسه. وعندما يسألونه لماذا، فهو لا يقدّم تفسيرا مقنعا. ويقول “أنا أريد الشخص الملائم الذي يطوّر المتجر ويحقق العدالة مع العلامة التجارية”.

اقرأوا المزيد: 1206 كلمة
عرض أقل
المصمم الإسرائيلي جدعون أوبرزون (AFP)
المصمم الإسرائيلي جدعون أوبرزون (AFP)

الأزياء المتألقة: أنجح خمسة مصمّمين إسرائيليين

‎‎إيلي طهاري يعيش حلمًا أمريكيًّا، وألبير إلباز هو محبوب عالم الأزياء. إليكم على لمحة عن خمسة مصمّمي الأزياء الإسرائيليين الأكثر تألّقًا ونجاحًا في العالم

عالم الأزياء يتجدّد ولا يتوقف للحظة: كل عام، نحصل على لمحة خاطفة لمجموعات مذهلة، موسميّة (الخريف-الشتاء، الربيع-الصيف)، ابتكارات، أقمشة خاصّة، تشكيلة من الأنماط والتصاميم وما لا يُحصى من عروض الأزياء والأناقة بمستوى دولي.

من المعروف أنّ أوروبا والولايات المتحدة تقودان منذ عدّة عقود صناعة الأزياء وتمليان النغمة الريادية في الأزياء العالمية. بالإضافة إلى ذلك، فنجد في العصر الحديث الكثير من عشّاق الأزياء الراقية (‏Haute Couture‏) الذين يبحثون عن شيء مميّز، “الشيء القادم” الذي يشكل تحديًّا في عالم الأزياء.

يسعى المصمّمون وقادة الرأي في العالم كلّه دائمًا لتحديث خزانة الملابس ولتلبية الأذواق المرموقة بشكل خاصّ للكثير من النساء والرجال الذين لا يخافون من استثمار الكثير من الأموال والاهتمام بملابسهم.

http://instagram.com/p/pGO18THJdY/

ومؤخرًا، تدلّ استطلاعات الرأي للبيع بالتجزئة على أنّ الشرق الأوسط لديه أيضًّا الكثير ممّا يساهم فيه في مجال تصميم الملابس والأزياء الراقية. ولقد فّرت إسرائيل على مدى عدّة سنوات عددًا من سفراء الأزياء الراقية للعالم وضمنت مكان الكثير من المصمّمين الإسرائيليين في بانتيون المصمّمين الأكبر في التاريخ، حيث يقفون في صفّ واحد مع مصمّمين ثوريين مثل ‏Dior‏، ‏Chanel‏، ‏Versace‏، ‏Prada‏، ‏Calvin Klein‏ وكثر جيّدون غيرهم.

نهدف في هذه المقالة إلى عرض بعض النماذج لمصمّمين إسرائيليين نجحوا في القيام بذلك نجاحًا كبيرًا، وفي الريادة في مجال أزياء الشباب، والأزياء الراقية والمتطوّرة وأيضًا في تصميم ملابس الكثير من مشاهير العالم.

Alber Elbaz

المصمم الإسرائيلي ألبير إلباز (AFP)
المصمم الإسرائيلي ألبير إلباز (AFP)

لا شكّ أن ألبير إلباز هو المصمم الإسرائيلي الأكثر نجاحًا في كل الأوقات. ويعمل إلباز كمدير إبداعي لشركة Lanvin‏، دار الأزياء الفرنسية، منذ نحو عقد من الزمان، ونجح في إعادة دار الأزياء إلى صدارة الموضة.

عرض أزياء للمصصم ألبير إلباز (AFP)
عرض أزياء للمصصم ألبير إلباز (AFP)

قدم المصمّم إلباز الذي يفخر دائمًا بربطة العنق البابيون إلى البلاد من المغرب وهو في سنّ ثمانية أشهر وسكن مع عائلته في مدينة حولون (وسط إسرائيل). عند انتهائه من الخدمة العسكرية المنتظمة، سُجّل للالتحاق بكلية الأزياء الراقية “شانكار” في تل أبيب، واعتُبر منذ ذلك الحين واعدًا. بعد إنهائه دراسته عام 1986، وبحوزته مبلغ زهيد، قرّر السفر إلى نيويورك لتحقيق الحلم. بعد عامين من ذلك، عُيّنَ مساعد للمصمّم ‏Geoffrey Beene، وفي عام 1996، عُيّنَ مدير إبداعيّ لدار الأزياء Guy Laroush. وخلال حياته المهنية الخيالية، عُرضت عليه وظائف رئيسية في دور أزياء مثل ‏Ives Saint Laurent ‎‏ وسحرتْ تصميماته الكثير من الزبائن الأثرياء جدّا حول العالم. تلقّى إلباز عرضًا خياليّا: أن يستلم دار أزياء Lanvin وأن يُحدث فيها تغييرًا. استطاع خلال أربعة أعوام فقط أن يضاعف مبيعات الماركة بعشر مرات وأن يجعلها محبوبة من قبل الممثّلات كيت موس، ناتالي بورتمان، غوينيث بالترو، سارة جيسيكا باركر وغيرهم من المشاهير.

Dorin Frankfurt

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=762788517094416&set=a.174018855971388.38704.173028706070403&type=1&permPage=1

رغم أن دورين فرانكفورت تقف قوية في سوق المصمّمين المحلّيّين في إسرائيل منذ بداية سنوات السبعينات، فلا زالت حتى الآن مستمرّة في إظهار حيوية الشباب، وتجهيز تشكيلة تصميمية ذكية وتحوّيل إيحاءات متأصّلة إلى سلع نسائية وحديثة.

درست فرانكفورت الفنّ في لندن وتصميم الأزياء في باريس، وحين عادت إلى إسرائيل افتتحت متجرًا صغيرًا في إحدى بنايات تل أبيب الفخمة. وبعد عدّة سنوات أنشأت مصنعًا، والذي يمرّ بتغييرات طفيفة حتى اليوم ويدلّ على حكمتها في التصميم والتصنيع المحلّي. يمكننا القول إنّ فرانكفورت سبقت عصرها دائمًا: وقد بدأت مع قمصان سترابلس والتي أصبحت شائعة، صنعت كتالوج فيديو منذ سنوات الثمانينات وافتتحت متجرًا ذا علامة تجارية في لندن قبل فترة طويلة من أن يحلم المصمّمون المحلّيّون بذلك.

في منتصف سنوات التسعينات، بدأت في التصميم للرجال أيضًا، وفي فترة الذروة ارتدى ماركتها تقريبًا كلّ عريس في إسرائيل الملابس الكتّانية الشبابية من صنعها. تم إغلاق خطّ الرجال مؤخرًا، ولكنّ فرانكفورت مستمرّة في تصميم ثلاث مجموعات نسائية تحظى باهتمام وإجماع إسرائيلي مع عشرات الفروع في أرجاء البلاد.

Gideon Oberson

المصمم الإسرائيلي جدعون أوبرزون (AFP)
المصمم الإسرائيلي جدعون أوبرزون (AFP)

يبرز جدعون أوبرزون في المشهد التصميمي الإسرائيلي منذ خمسة عقود، واعتُبر منذ بداية طريقه مميّزًا وحاز على لقب “الفتى الذي يُلبِس النساء”. في عام 1961، عاد إلى البلاد من باريس، وخلال كلّ السنوات التي مرّت منذ ذلك الحين، مرورًا بفترات الركود، الحروب، انهيار البورصة والتحوّلات الثقافية، كان دائمًا قائمًا، مجهّزًا بخطّه الفريد وتخصّصه في خياطة الأزياء الراقية ‏Haute Couture‏.

وُلد في إيطاليا لأبوين من يوغوسلافيا (أمه مغنية أوبرا ووالده عازف تشيلو)، ودرس تصميم الأزياء في مدرسة اتحاد الأزياء الراقية في باريس وغرس روحًا جديدة حين عاد إلى إسرائيل. افتتح عام 1968، دار الأزياء الأولى الخاصة به، وفاز في ذلك العام بمسابقة تصميم ملابس مضيفات شركة الطيران الإسرائيلية إل – عال. وتم تتويجه فورًا تقريبًا باعتباره الطفل المعجزة المحلّي، ودُعي ليقدّم عروض كثيرة وبالتوازي وصمّم لماركات ملابس كثيرة.

عرض أزياء للمصمم الإسرائيلي جدعون أوبرزون (AFP)
عرض أزياء للمصمم الإسرائيلي جدعون أوبرزون (AFP)

توسّع في بداية سنوات الثمانينات في أعماله إلى مجال ملابس السباحة، وجعله نجاحه الكبير علامة تجارية باعتباره اسمًا مرادفًا للمجال. عمل في السنوات 2004-2009 كمصمّم لدار ‏Gotte x‏ (شركة أزياء إسرائيلية متخصّصة في تصميم ملابس السباحة)، ممّا أكد أخيرًا سيطرته على مجال ملابس السباحية المحلّي. يستمر أوبرزون اليوم أيضًا في إنتاج مجموعات ذات جودة عالية وتصميم الملابس النسائية لذوات الذوق الرفيع.

Elie Tahari

المصمم الإسرائيلي إيلي طهاري (AFP)
المصمم الإسرائيلي إيلي طهاري (AFP)

يعتبر إيلي طهاري تجسيدًا حيًّا لقصّة سندريلا: فهو إسرائيلي، واضطرّ بعد طلاق والديه حين كان مراهقًا أن يكبر كطفل منعزل في أحد الكيبوتسات. حين تخرّج من الجيش تلقّى كهدية من شقيقه تذكرة طيران، وسافر إلى الولايات المتحدة وبحوزته مبلغ 100 دولار فقط.

أزياء إيلي طهاري (AFP)
أزياء إيلي طهاري (AFP)

لقد قضى ليالٍ طويلة على مقاعد حديقة سنترال بارك وفي صالات النوم المشتركة للنزلاء التابعة لجمعية الشبّان المسيحيين YMCA، وبدأ ببطء يشقّ طريقه في مجال العمل. عمل في البداية كهربائيًّا في النهار، وبائعًا في متجر ملابس في المساء. وبدأ في سنوات السبعينات بتصميم الملابس بأسلوبه الخاص، وافتتح البوتيك الأول عام 1974 في شارع ماديسون. وتُباع ملابسه اليوم في 600 متجر في أنحاء الولايات المتحدة وغيرها من نقاط البيع في أوروبا، بل ويملك سبعة متاجر رئيسية في الولايات المتحدة.

Alon Livne

http://instagram.com/p/kP2rv8nJTQ/

ألون ليفين هو النموذج الحيّ والبارز للشاب الواعد، الخارج من برنامج الرياليتي الذي نجح في كسر التقاليد والوصول إلى رُتب لم يكن يحلم بها في بداية طريقه. رغم سنّه الصغير (29) فقد استطاع المصمّم أن يصوغ سيرة مهنية ناجحة ومشبعة بالأحداث في البلاد والخارج.

وهو محبوب من قبل عدد من النساء المشهورات المعروفات هنا وفي العالم، فقد صمم ملابس المغنية الإفريقية الأمريكية، بيونسي (Beyonce)، في جولة حفلاتها الأخيرة، وأمضى فترة ليست بالقصيرة في قسم الأزياء في كلية الأزياء الراقية “شانكار” وعمل في دار الأزياء الإيطالية ‏Roberto cavalli‏.

http://instagram.com/p/kuRvXdHJXV/

اختارته أفضل المغنّيات المعروفات ونساء المجتمع الراقيات في إسرائيل لتصميم فستان العرس لحفلات زفافهنّ، وتمكّن أثناء ذلك من الفوز في المركز الأول في برنامج رياليتي الأزياء “مشروع المدرّج” (‏Project Runway‏) الإسرائيلي، والذي كان فيه المرشّح الأوفر حظّا عند حكّام البرنامج والجمهور في المنازل.

وقد بدأت المغامرة في أسبوع الأزياء في نيويورك بعد عرض مثير للإعجاب في أسبوع الأزياء الإسرائيلي في كانون الأول عام 2012. حينها شعر ليفين أنّه مستعدّ لفحص الساحة الدولية. بعد عرض ناجح في نيويورك في شباط عام 2013، قرّر أن يرتفع مرتبة وأن يعرض للمرّة الأولى مسارًا في لوحة العروض الرسميّة لأسبوع الأزياء في مدينة نيويورك (تشرين الأول 2013). كان العرض ناجحًا واعتبر الإعلام العالمي ليفين أحد المصمّمين الشباب الذين يستحقّون المتابعة.

اقرأوا المزيد: 1044 كلمة
عرض أقل