يخاف الجميع من الشيخوخة ومن نتائجها، وتحديدًا إذا كانوا لا يُريدون أن يكونوا عبئًا على أفراد عائلاتهم بعد أن يفقدوا قدرتهم على العمل. لقد أثارت الجلسة المُخصصة لتأمين الرعاية التمريضية في إسرائيل؛ للأشخاص العاملين الذين قد يفقدون استقلاليتهم وقدرتهم على العمل، مشاعر قوية، حتى في نفوس الأشخاص الصبورين. تذكر كُل منهم جده أو جدته أو والداه ومسألة الرغبة في رعايتهم وحمايتهم حين تضعف قوتهم.
لقد ناقشت لجنة الرفاه، التابعة للكنيست، البارحة، مسألة الإصلاح الضرورية في سوق تأمين الرعاية التمريضية، الذي يهدف إلى حماية حقوق المسنين. لقد وقع الكثير من المسنين ضحية عقود مُفصّلة وتم خداعهم مما أدى إلى أن يخسروا الكثير من الأموال التي دأبوا على جمعها لسنوات طويلة. هناك نحو 150 ألف شخص، تقريبًا، ممن دفعوا الأموال؛ لسنوات طويلة، بهدف تأمين مُستقبلهم في حال كانوا محتاجين لها، ولكن بقوا دون أية تغطية تأمينية.
وقال نائب الكنيست ايتسيك شمولي، الذي تذكر جدته سعيدة؛ المولودة في العراق: “وقعت جدتي أيضًا في هذا الفخ ولم تحصل على ما تستحقه من شركة التأمين؛ رغم أنها ظلت تدفع لشركة التأمين طوال نحو 20 عامًا”. تحدث شمولي كيف عانت جدته، عندما ساءت صحتها، وخنقت الدموع حنجرته.
وأضاف باكيا: “كانت تدفع كل شهر، وجاء أبي إليّ وقال لي دأبنا على الدفع لشركة التأمين طوال نحو 20 عامًا، أين هذه الأموال؟. وفقًا لكلامه، أكثر ما كان يُخيف جدته هو ألا تُصبح عبئًا على أحد.
يُعتبر المسنين أحد أضعف الأوساط في المُجتمع الإسرائيلي، وهو وسط مُضطهد جدًا من ناحية اقتصادية. إن خدمات الرفاه في إسرائيل ليست قادرة على الاهتمام باحتياجات المواطنين القدامى، الآخذة بالازدياد، والكثير منهم هم من الناجين من الهولوكوست.
وقد بقي الاقتباس الوارد في مزامير داوود “لا تطرحني في زمن الشيخوخة”، في الكتب، لأنه ما زال العجزة يُعانون.