كرّر الرئيس الفلسطيني أمام حضور المجلس الوطني الفلسطيني ادعاءات منسوبة لمفكرين معروفين بإنكار الهولوكوست ومعاداة السامية، محملا اليهود مسؤولية ملاحقتهم وقتلهم في أوروبا
ردّد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمس الاثنين، في خطاب مطوّل خلال انطلاق أعمال الدورة الـ 23 للمجلس الوطني، ادعاءات معادية للسامية متعلقة بتاريخ اليهود في أوروبا، وبأسباب ملاحقتهم وقتلهم، لا سيما إبان الهولوكوست، محملا اليهود مسؤولية ما جرى لهم من مجازر بدل توجيه الاتهام لمرتكبي الجرائم.
وقال الرئيس الفلسطيني في كلمة بثت على الهواء مباشرة في إطار حديثه عن الرواية التاريخية اليهودية: “الكراهية لليهود ليست بسبب دينهم. وإنما بسبب وظيفتهم الاجتماعية.. والتي تتعلق بالربا والبنوك وإلى ذلك” مرددا بذلك ادعاءات منسوبة لناكري الهولوكوست على مر التاريخ.
وأضاف عباس أن اليهود لم يتعرضوا إلى المجازر في الدول العربية يوما بسبب دينهم، قائلا: “لم تحصل قضية واحدة ضد اليهود لأنهم يهود.. أتحدى أن تكون هناك قضية واحدة ضد اليهود على مدى 1400 سنة”.
https://youtu.be/FWDB8Ex8X9o?t=3389
وكان الرئيس الفلسطيني قد تورّط في السابق في إنكار الهولوكوست في رسالة الدكتوراه التي بحثها في جامعة موسكو، حيث كتب عن العلاقات بين القيادة الصهيونية في فلسطين وبين النظام النازي في ثلاثينيات القرن الماضي. واستند الرئيس الفلسطيني في بحثه إلى المفكر الفرنسي المتهم بإنكار الهولوكوست، روجيه غارودي، مشككا في أعداد ضحايا الهولوكوست.
وكانت إسرائيل قد اتهمت عباس بإنكار الهولوكوست على خلفية بحثه الجامعي لكنه رفض ذلك قائلا إنه ليس “منكرا للهولوكوست”. إلا أن الرئيس الفلسطيني يواصل في إطلاق تصريحات تتسم بالكراهية ضد اليهود ومنسوبة لمفكرين معروفين بأنهم ينتمون إلى مدرسة إنكار الهولوكوسـت”.
وأشار مراقبون إسرائيليون إلى أن تصريحات عباس الأخيرة لم تثر ضجة كبيرة في إسرائيل لأنها كانت مشغولة في الملف النووي الإيراني وفي المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة الإسرائيلي في هذا الشأن.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (Yonatan Sindel/Flash90)
“أبو مازن الناكر الأكبر للمحرقة”
رغم أن أبو مازن تحدث كثيرا عن الجرائم التاريخية التي ارتُكِبت بحق يهود أوروبا، إلا أن هناك في إسرائيل من يدعي وجود إثباتات جديدة تؤكد أنه ما زال يُعتبر الناكر الأكبر للمحرقة في التاريخ
لا يمكن ذكر المرات الكثيرة التي سمعتُ فيها دمج الجملتين “إنكار المحرقة” و “أبو مازن”، فقد كُتِب الكثير من المقالات الأكاديمية والصحفية الإسرائيلية حول الموضوع، محاولة للإجابة عن السؤال “هل أبو مازن هو الناكر الأكبر للمحرقة؟”.
منذ أكثر من 11 عاما، يشغل محمود عباس، أبو مازن، منصب رئيس السلطة الفلسطينية وما زال الرأي العام حول آرائه عن الصهيونية، في إسرائيل على الأقل، يتعرض لحالات من المد والجزر. إن الجدال والنقاش حول النظريات التي دعمها أبو مازن في الثمانينيات، أثارت جدلا بين اليمين واليسار في السياسة الإسرائيلية والأكاديمية الإسرائيلية.
الدكتور إيدي كوهين
تجدر الإشارة إلى أن أبو مازن، عارض الكارثة بتاريخ 27 نيسان 2014 قائلا إن “المحرقة هي أبشع جريمة في العصر الحديث”، وموضحا أيضا أن الهولوكوست هو نتيجة التمييز العرقي والعنصري، وإن الفلسطينيين يرفضونه.
حدثت حادثة أخرى قبل ذلك بعشرة أيام، عندما سافرت بعثة من طلّاب جامعيّين للالتقاء بأبو مازن في المقاطعة في رام الله. إذ تطرق عباس في خطابه إلى الاتهامات الموجهة ضده قائلا: “هناك من يقول أن أبو مازن ينكر المحرقة؟ أنا، هيك بقولوا، أنكر المحرقة. كيف ينكر المحرقة؟ كتب كتابا وأنكر المحرقة. قرأت الكتاب يا سيدي؟” وأضاف متهكما ومجيبا بنفسه: “لا والله، سمعت”.
خطاب الرئيس محمود عباس أمام الطلاب الجامعيين الإسرائيليين: يبدأ تطرقه إلى المحرقة في الدقيقة 32:25
حتى أن متحف “ياد فاشيم” قد نشر ردا على أقوال أبو مازن حول الموضوع: “لمزيد الأسف، فإن إنكار الهولوكوست وتشويه الحقائق حولها شائعان في العالم العربي بما في ذلك بين الفلسطينيين. لذلك، فإن تصريح محمود عباس أن “المحرقة هي أبشع جريمة في العصر الحديث”، ربما يشير إلى تغيير نتوقع حدوثه في مواقع الإنترنت، البرامج التعليمية، وحديث السلطة الفلسطينية”.
ورغم تصريحات أبو مازن، يحاول باحثون إسرائيليّون معرفة إذا تراجع أبو مازن عن مواقفه حول الصهيونية والمحرقة حقا، منذ الثمانينيات أو أنها لم تتغير؟
أحد الباحثين هو دكتور إيدي كوهين، من قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بار إيلان، ورئيس منتدى “كيديم” لدراسات الشرق الأوسط. في حديث معه حول كتابه الجديد “المحرقة النازية في عيون محمود عباس” (مجموعة مترجمة ومحررة ألفها أبو مازن) حاول دكتور كوهين أن يوضح لماذا يعتقد أن أبو مازن “ما زال الناكر الأكبر للمحرقة” وفق ادعائه.
يعتبر دكتور إيدي كوهين نفسه لاجئا يهوديا. كانت عائلته (الجيل الثالث في لبنان) جزءًا لا يتجزأ من وادي أبو الجميل في حارة اليهود في لبنان، ولم ترغب في مغادرة لبنان والقدوم إلى إسرائيل. ولكن في التسعينيات، اضطر دكتور كوهين إضافة إلى معظم أفراد الجالية اليهودية، إلى أن يصبح لاجئا ويغادر لبنان إثر ملاحقة حزب الله واضطهاده. كان حزب الله مسؤولا عن خطف وقتل وحشي لـ 12 شخصا من الجالية اليهودية، ومن بينهم والده.
“تجدر الإشارة إلى أن إنكار المحرقة لا يشكل نفيا بحد ذاته فحسب، بل تقليصا لحجم هذه الكارثة، إخفاء الحقائق، إنكار المسؤولين الحقيقيين وإخفاء آثارهم. ويرتكب أبو مازن كل هذه الأعمال”، وفق ادعاء دكتور كوهين ردا عن السؤال لماذا ما زال هناك انشغال قهري حول التساؤلات فيما يتعلق بإنكار أبو مازن للمحرقة رغم أنه شجب هذه الكارثة كثيرا.
من جهته، يعتقد دكتور كوهين أن هناك تلميحات مبطّنة تشهد على إنكار أبو مازن للمحرقة في عنوان كتابه: “الوجه الآخر: العلاقات السرية بين النازية والصهيونية”. تظهر في كل صفحات كتابه ادعاءات لاساميّة ووصفا للحركة الصهيونية بصفتها مسؤولة عن إبادة اليهود في أوروبا، وهذه نظرية كأن النازيين قد صرحوا بها. يتطرق عباس في كتابه إلى قضية يهود الدول العربية، متجاهلا معاناتهم واصفا واقعا خياليا. يعرف كل مثقف مُطلع على التاريخ إلى حد ما أن كتاب عباس دعائي، ومليء بالرسائل المعادية للسامية العلنية والخفية على حد سواء”.
ما هي معلومات البحث الجديدة التي تقدمها في كتابك الجديد، غير معروفة حول النظرية التي حاول أبو مازن في الثمانينيات بحسبها دفع العلاقة بين الصهيونية والنازية قدما؟
“في مقدمة الكتاب، (صدرت الطبعة الأولى منه في عمان عام 1984، وتستند إلى رسالة الدكتواره التي تقدم بها عباس لنيل درجة الدكتوراه في الجامعة الروسية) يتطرق عباس إلى قضية عدد ضحايا المحرقة، مشيرا إلى أن “هناك ادعاءات” أن عدد الضحايا كان ستة ملايين، ولكن وفق أقواله ليس في وسع أحد تأكيد هذه الأقوال أو دحضها: “قد يكون عدد ضحايا اليهود ستة ملايين، أقل منه بكثير، وربما أقل من مليون”. في هذه المرحلة، يشدد عباس على أن “الجدل الذي يدور حول عدد الضحايا اليهود، لا يحد من الأعمال الفظيعة التي ارتُكِبت بحقهم أبدا، موضحا أن حقيقة قتل الإنسان – شخص واحد فقط – هي جريمة لا يمكن قبولها في العالم الحضاري، وهذا عمل غير إنساني”. ولكن بعد أن أدى واجب الشجب، بدأ بشن هجوم: “بحث الكثير من الباحثين في عدد الضحايا – ستة ملايين – متوصلين إلى استنتاجات مدهشة، تشير إلى أن عدد الضحايا اليهود هو مئات الآلاف”. ويقتبس عباس في الصفحة ذاتها أقوال المؤلف الكندي، ناكر المحرقة، روجيه ديلورم.
في الدول العربية اهتمام متزايد في الفرضيات المعادية للسامية الخاصة بهتلر
ويدعي دكتور كوهين أثناء المقابلة بأكملها أنه طرأت حالة أشبه “بصمت مؤسسي متعمد. لا يتم التطرق إلى هذا الموضوع إطلاقا. لم يجرأ أحد على الكشف عن نظرية عباس. فلم يرغب أحد في تشويه صورته بصفته “معتدلا وداعما للسلام”. في الوقت ذاته، يتهم “متحف ياد فاشيم بسبب عدم نشره مقالا واحدا حول نظرية عباس أو كتابه. اختارت مؤسسات أكاديمية أخرى تجاهل الموضوع، ويثبت هذا عدم الحرية الأكاديمية الحقيقية في إسرائيل”.
كيف تفسّر حقيقة أنه لم ترغب أية دار نشر تحمل مسؤولية نشر كتابك؟ هل من الممكن أنك تعمل بدوافع سياسية تهدف إلى “تشهير أبو مازن”؟
“في السنوات الماضية، نشرت مقالات كثيرة حول الموضوع في الإعلام الإسرائيلي والعالمي. فاقترح علي الكثير من زملائي التوقف عن الكتابة، لئلا تتضرر سيرتي الأكاديمية. رغم ذلك، كان لدي دافع الكشف عن أيديولوجيّة عباس وفق ما تظهر في كتابه. رفض الكثير من دور النشر ومدراء الأقسام مساعدتي. أوضح لي الكثير منهم، في محادثات مغلقة، أن نشر كتاب كهذا، قد يؤثر في المساعدات المالية من الصناديق الأوربية. في متحف “ياد فاشيم” هناك قلق أيضا من رسم صورة عباس المتطرفة حول موضوع المحرقة”.
هل حاولت معرفة ردة فعل عباس حول كتابك؟
غلاف الكتاب الجديد للدكتور إيدي كوهين: “المحرقة النازية في عيون محمود عباس”
“لقد حاولت كثيرا، ولكن لم يرغب أحد في الإجابة. يعرفني الكثيرون في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وحاولت الحصول على رد فعل عبر الكثير من زملائي، ولكن دون جدوى”.
كما ذُكر آنفًا، تستند غالبية ادعاءات دكتور كوهين ضد عباس على الكتاب الذي كتبه إذ يدعي فيه أن المحرقة هي مؤامرة صهيونية – نازيّة. يصف عباس الحركة الصهيونية وقادتها، أمثال دافيد بن غوريون، بصفتهم “متعاونين” تسببوا في إبادة يهود أوروبا. ادعى عباس أيضا أن القادة الصهاينة اعتقدوا أن في وسع كارثة تاريخية كهذه تهجير اليهود إلى أرض فلسطين، وهو أمر يكون مُبررا من قِبل المجتمع الدولي لاحقا”.
أكثر ما أثار دهشة الدكتور كوهين هو ادعاءات أبو مازن أن اليهود تجاهلوا تماما أقوال هتلر وتعاونوا معه، حتى أنهم شجعوا اللاسامية أيضا. “ادعى عباس أيضا أن الصهاينة ألحقوا ضررا عمدا بجهود الإنقاذ التي بذلتها المجتمعات اليهودية في رومانيا، هنغاريا، سلوفاكيا، ودول البلطيق، بما في ذلك الحملة لإنقاذ 3.000 يهودي في هنغاريا”.
لا يتطرق كفاح دكتور كوهين إلى إنكار المحرقة من قِبل أبو مازن فحسب، بل إلى من تعاون وفق رأيه بشكل فعال مع النظام النازي والقصد هو الحاج أمين الحسيني
الحاج أمين الحسيني وأدولف هتلر، برلين 1941
“هناك أهمية لمعرفة الدافع لدى عباس باتهام الصهيونية بالمحرقة. فمن المرجح أنه يرغب في ذلك إخفاء أعمال وجرائم من تعاون حقا مع النازيين وكان مخلصا لهم؛ هؤلاء الذين دفعوا قدما مصالح النازيين في كل مكان، لا سيّما في الشرق الأوسط؛ الذين حرضوا ضد اليهود بإشراف النازيين، ومنعوا هجرة الأطفال اليهود إلى فلسطين. إن المسؤولين بشكل مباشر وغير مباشر عن وفاة آلاف الأطفال اليهود أثناء الكارثة، ليس سوى زعيم الحركة الوطنية الفلسطينية، مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني وحاشيته، الذين عاشوا في ألمانيا النازية بين عامي 1945-1941. بعد الحرب، وُجه نقد ثاقب حول التعاون والتحالف الذي قطعهما المفتي مع النازيين، وتجنبا لذلك، اختار عباس التركيز بشكل خاص على اتهام الضحايا – اليهود – بالجرائم النازية، متجاهلا تماما كافة النشاطات السياسية والمعادية للسامية للمفتي في كتابه”.
يعارض الكثير من الباحثين الإسرائيليين والعالميين آراء دكتور كوهين. إذ يدعي معظمهم أن الانشغال القهري والاقتباسات المتكررة في الدراسة التي أجراها أبو مازن في الثمانينيات لا تعكس آراءه بشكل صادق حاليا.
كتب أبو مازن خلافا لخلفه، أبو عمار الذي لم يترك وصية مكتوبة، كثيرا عن آرائه السياسية وطموحاته الوطنية الفلسطينية. فقد كتب كثيرا عن الأعمال الأكاديمية التي قام بها، حتّى الآن، في مقالات، كتيّبات وكتب، إذ تُرجِم القليل منها إلى الإنجليزية. في موقع السلطة الفلسطينية، هناك نسخات لنحو 16 كتابا وكتيّبات نُشرت بين عامي 1977—2003، وهي الفترة التي استقال فيها عباس من منصب رئيس الحكومة الفلسطينية في عهد عرفات، ونُشرت مجددا في رام الله عام 2011. هناك حتى من يدعي، أن دراسة المواد الجديدة بما في ذلك تصريحات أبو مازن في السنوات الماضية ضد المحرقة تثبت أن آرائه حولها قد تغيّرت، وتغير تعامله مع الصهيونية وأصبح معتدلا أكثر.
امرأة إيرانية تنظر إلى رسومات معروضة في معرض الرسوم الكاريكاتيرية ضدّ الهولوكوست وضدّ داعش (AFP)
مسابقة رسومات كاريكاتيرية إيرانية في موضوع إنكار الهولوكوست وداعش
إسرائيل تدين المسابقة الإيرانية، التي تمنح جائزة قيمتها 50,000$ للرسمة الأكثر نجاحا في السخرية من الهولوكوست. هذا العام، أضيفَت داعش كفئة إضافية في المسابقة
كما في كل عام، الآن أيضًا تقام في طهران مسابقة دولية لأفضل رسومات كاريكاتيرية تسخر من الهولوكوست. بدأت المسابقة عام 2006، حينذاك نظمت جريدة همشهري الإيرانية الواسعة الانتشار في إيران مسابقة دولية للرسومات الكاريكاتيرية التي تسخر من الهولوكوست، ردّا على المسابقة الكاريكاتيرية التي أجريت في الدنمارك في موضوع النبي محمد.
ومنذ ذلك الحين تجري في طهران مسابقات حول هذا الموضوع، ويحظى الفائزون بها بمبالغ مالية باهظة، ولكن هذا العام، للمرة الأولى، تجرى المسابقة برعاية الدولة تماما، حيث إنّ السلطة البلدية في إيران هي التي تستضيف المسابقة، وتمنح جائزة بقيمة سخية تبلغ 50,000 دولار لرسام الكاريكاتير الذي ستحظى لوحته بالمركز الأول. ووفقا للتخطيط فسيتم عرض الرسومات الكاريكاتيرية الفائزة في معرض “فلسطين” في طهران.
وحذّرت منظمات يهودية في العالم كله من إقامة هذه المسابقة، وعرضت أمام العالم كيف يسخر الإيرانيون من الإبادة الجماعية الأكثر فظاعة مما تم في التاريخ البشري، وأعربت عن صدمتها من أن العالم مستمر في الصمت أمام مظهر خطير جدا لمعاداة السامية.
وتوجه أيضًا سفير إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مطالبا بإدانة هذه المسابقة، ولكن حتى الآن لم يتم الحصول على أي ردّ من الأمم المتحدة. كتب دانون في توجهه: “إنها خطوة معادية للسامية وتمثّل الشرّ في تجسّده… إنكار الهولوكوست؟ هو التعبير الأقوى لمعاداة السامية والذي يمنح الشرعية لقتل 6 ملايين يهودي”. وأعرب دانون أيضا عن استيائه من توقيت المسابقة، قبل نحو أسبوعين من إحياء العالم كله ذكرى يوم الهولوكوست العالمي.
وهذا العام، بشكل استثنائي، أضيفت فئة جديدة للمسابقة، وتُعرض فيها رسومات كاريكاتيرية ضدّ تنظيم “الدولة الإسلامية”، داعش، حيث على ضوء التوترات الحالية يبدو أنّها ستتضمن أيضًا عددا غير قليل من الرسومات ضدّ الجارة السعودية.
أطفال يهود في معسكرات الإعتقال خلال فترة احرب العالمية الثانية (AFP)
هولاند: تعطيل تعليم الهولوكوست إثر ضغط الطلاب المسلمين
خلال نقاش في البرلمان الهولندي كُشف النقاب عن أن: على إثر ضغط طلاب مُسلمين تم إلغاء الدروس التي تتناول قضية هولوكوست يهود أوروبا، والناجين من الكارثة لم يأتوا ليُحاضروا عن ماضيهم
كشف عدد من المعلمين، خلال جلسة عٌقدت البارحة في البرلمان الهولندي، أنهم لا يستطيعون تعليم مواد عن الكارثة بسبب ضغط يمارسه طلاب مُسلمين. دعا حزب الوسط الهولندي إلى هذه الجلسة والتي ناقشت مسألة برامج تعليم قضية الهولوكوست في المدارس.
وقال رئيس الحزب في البرلمان، آري سلوف: “هنالك ناجية من الكارثة لا تجرؤ حتى على تقديم محاضرات في مدارس مُعيّنة”. وأضاف: “أنا قلق من ذلك. لا يُعقل أبدًا بأن رغم مرور 70 عامًا على الكارثة نجد بأن معاداة السامية تتنامى في هولندا مرة أخرى.
من بين المعلمين الذين حضروا الجلسة، كان هناك وسام فرياني، مُدرس علوم اجتماعية من ثانوية في أمستردام، حيث نصف عدد الطلاب فيها هم من المُسلمين. تحدث المُدرس خلال لقائه مع أعضاء البرلمان، وهو شخص مُسلم، وقال: “يستحضر اليهود والطلاب المُسلمون غزة لدينا”. وقال المعلم بخصوص الكارثة، الطلاب يقولون إن ذلك محض هُراء”.
وأضاف فرياني قائلاً: “دائمًا ما يقول الطلاب إن ذلك كان بسبب اليهود. هنالك طلاب يقولون إنهم لا ينتمون لذلك. هذا صعب”.
تم احتلال هولندا، من قبل ألمانيا النازية، في شهر أيار من العام 1940 وكان حينها يسكن فيها نحو 140،000 يهودي، والذين تم طرد غالبيتهم إلى معسكرات الاعتقال وتم قتلهم على يد النازيين. تعاون الكثير من الهولنديين مع السلطات النازية وقاموا بتسليم اليهود والتسبب بسجنهم، وفقط قلائل هم من عمدوا إلى إخفاء يهود لديهم وإنقاذهم من الموت. بقي في هولندا اليوم نحو 40،000 يهودي فقط، كان جزء كبير منهم مواطنين إسرائيليين سابقًا. يصل عدد المُسلمين، غالبيتهم من الأتراك أو المغاربة، إلى المليون، تقريبًا.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (www.flickr.com/photos/home_of_chaos)
باحث إسرائيلي يدعو عباس: “توقف عن إنكار الهولوكوست”
الباحث، الذي لم يُعجب بتصريحات عباس في العام الماضي، والتي بحسبها فإنّ "المحرقة أبشع جريمة بالتاريخ الحديث"، يترجم كتاب عباس الذي زعم فيه أنّ الصهيونية تعاونت مع النازيين، ودعا عباس إلى التخلي عن كتابه
كتاب الرئيس الفلسطيني “الوجه الآخر: العلاقات السرية بين النازية والصهيونية”، الذي زعم فيه أنّ القيادة الصهيونية تعاونت مع القيادة النازية لعرض إقامة دولة يهودية، سيُترجم إلى اللغة العبرية. سيترجم الكتاب الباحث المستشرق الإسرائيلي إيدي كوهين، الذي يسعى بمساعدة الترجمة أن يثبت بأنّ عباس كان وما زال معاديا للسامية.
في كتابه، الذي يستند إلى أطروحة الدكتوراة الخاصة به، يقول عباس إنّ هناك قادة صهاينة تعاونوا مع ألمانيا النازية بهدف إقامة دولة يهودية في فلسطين. وفضلا عن ذلك فقد زعم عباس بخلاف زعم إسرائيل، أنّ عدد اليهود الذين قُتلوا في الهولوكوست ليس ستّة ملايين، وأنّ الصهاينة هم من قرّروا هذا الرقم في الوعي من أجل الحصول على دعم دول العالم. وزعم عباس أيضًا أنّه لا يمكن تحديد العدد الحقيقي بالضبط.
بحسب كوهين، فإنّ كتاب عباس هو “كتاب دعائي مليء بإنكار الهولوكوست وبالرسائل المعادية للسامية المحبوكة بين السطور، وأيضًا بشكل صريح”. وهو يعتقد بأنّ كتاب عباس يُقرأ من قبل “عشرات آلاف المسلمين كلّ شهر”.
فقد قال عباس: “ما حدث لليهود في الهولوكوست هو أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث”
ولم يفلت تصريح عباس الذي يدين الهولوكوست في شهر نيسان عام 2014 من عيني كوهين. وكما ذكرنا، فقد قال عباس: “ما حدث لليهود في الهولوكوست هو أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث”، معربًا عن تعاطفه مع عائلات الضحايا والعديد من الأبرياء الآخرين الذين سقطوا على أيدي النازيين. وقد نقلت وسائل الإعلام الفلسطينية هذه التصريحات بشكل واسع.
كتاب “الوجه الاخر” لعباس
يعتقد كوهين أن تصريحات عباس هذه كانت موجّهة للجمهور الإسرائيلي من أجل إخفاء كونه يكره إسرائيل علنًا، وهو متجاهلا أن هذه التصريحات هي إدانة حادّة للهولوكوست وقد نُشرت في الأصل بالعربية.
في المقابل، فقد بادر كوهين مع مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين لنشر صفحة فيس بوك بعنوان “أبو مازن – كفى إنكارا للهولوكوست”، والتي يدعون فيها عباس إلى إزالة النسخة الإلكترونية لكتابه من موقع السلطة الفلسطينية، والذي يظهر فيه الكتاب كاملا. في إطار هذه المبادرة، تمّ رفع فيديو باللغة العربية، دُعي فيه عباس إلى التراجع عن كتابه، وإزالته من موقع الإنترنت الخاص بالسلطة الفلسطينية وإدخال موضوع الهولوكوست إلى البرنامج الدراسي التابع للسلطة الفلسطينية.
الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد أنكر الهولوكوست مرارا وتكرارا (AFP)
خمسة ادعاءات رئيسية لمنكري الهولوكوست
"ليس هناك ما هو أكثر غباء ولا أخلاقية من إنكار الهولوكوست"، هكذا وصف أحمد الطيبي، النائب العربي في إسرائيل، ظاهرة إنكار الهولوكوست. ما هي الادعاءات الرئيسية لمنكري الهولوكوست وما هي دوافعهم؟
إن إنكار الهولوكوست هو ظاهرة واسعة وتعتبر جريمة جنائية في دول كثيرة في العالم، وخصوصا في إسرائيل والدول الأوروبية. ينقسم أولئك الذين ينكرون الهولوكوست إلى مجموعتَين، إحداهما تزعم أنّ الهولوكوست لم يحدث إطلاقا، وتشكّك الثانية في حجمها، وبمسؤولية النازيين عن الفعل. ورغم هذا التقسيم، فالمشترك بين كلتا المجموعتين هو أنّ منكري الهولوكوست مستمرّون في التمسّك بادعاءاتهم رغم كل الأدلة والشواهد المعروفة سواء من قبل ألمانيا نفسها والأسرى النازيين، أو من قبل دول الحلفاء والناجين اليهود الذين مرّوا بفظائع الهولوكوست. إذن، فما هي ادعاءاتهم الرئيسية؟
من المثير للاهتمام في نفس السياق عرض الادعاءات المضادّة، وخصوصا أنّه في حالات كثيرة يكون إنكار الهولوكوست لخدمة مصالح سياسية وبعيدا عن أن يكون “إعادة نظر في التاريخ” كما يعرضه الكثيرون. ومن الجدير ذكره أنّ ظاهرة إنكار الهولوكوست منتشرة بشكل أساسيّ في أوساط المجموعات المؤيدة للنازية والتنظيمات الغربية المعادية للسامية، بالإضافة إلى الدول العربيّة وفي أوساط الجهات الإسلامية وخصوصا المتطرّفة منها.
ما هي ادعاءات منكري الهولوكوست؟
الادعاء رقم 1: حجم الهولوكوست كان أصغر بكثير
يشكّك قسم كبير من منكري الهولوكوست بحجم الهولوكوست كما تم ذكرها وتوثيقها من قبل غالبية المؤرخين في العالم. يدّعي أولئك، على سبيل المثال، أنّ العدد 6 مليون يهودي تمّ قتلهم في الهولوكوست هو مبالغة جامحة. بالإضافة إلى ذلك، يقول هؤلاء إنّ الكثير من الذين قُتلوا لم يكونوا يهودا، وتمّ تضخيم عدد اليهود بشكل كبير في وسائل الإعلام.
نساء وأطفال على “الرامبا” بجوار القطار الذي نقلوا فيه. و”الرامبا” هي الرصيف الذي كانت قطارات الترحيل تتوقف عنده حين وصلت إلى معسكر الإبادة، حيث كان اليهود يؤمرون بالترجل من القطار لتتم عملية الفرز الأولية بين من سيتم إبادته فورا ومن سيتم استغلاله في العمل القسري. (صور: ياد فاشيم)
إحدى الحالات الشهيرة لإنكار كهذا هي حالة رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الذي كتب في عمل بحثيّ قام به: “إنّ مصلحة الحركة الصهيونية في تضخيم أعداد القتلى في الحرب يهدف إلى [ضمان] إنجازات كبيرة. أدى الأمر إلى تأكيد العدد، وتقريره في الرأي العام العالمي وبذلك إثارة المزيد من تأنيب الضمير والمزيد من التعاطف تجاه الصهيونية بشكل عامّ”. من الجدير بالذكر أنّه في مقابلات صحفية لاحقة تراجع عباس عن أقواله وقال إنّه لا ينكر الهولوكوست.
وبالإضافة إلى ذلك، وكجزء من تقليص حجم الهولوكوست، هناك من يحاول مقارنة الهولوكوست بأحداث أخرى قُتل فيها الكثير من الناس، رغبةً في إظهار أنّ الهولوكوست كان حدثا هامشيًا ولا ينبغي التطرق إليه باعتباره إبادة منهجية جماعية هي الأكبر ممّا عرفته البشرية.
إنّ الأدلة على قيام الهولوكوست والعدد 6 مليون تأتي من عدّة مصادر: أولا من ألمانيا نفسها، إذ لا تزال حتى اليوم تدفع تعويضات لإسرائيل على أفعالها، وممّا لا يحصى من الوثائق التي تم تحريرها بدقّة وأوصلت إلى العدد 6 مليون، ومن شهادات للقادة النازيين الذين تمّ أسرهم، وشهادات شخصية للناجين من الهولوكوست. مصدر آخر للأدلة هو جيوش الحلفاء التي قامت بتحرير معسكرات الاعتقال والإبادة ووثّقت النتائج من خلال الأفلام والصور.
الادعاء رقم 2: الشهادات على وجود الهولوكوست ليست موثوقة
هناك ادعاء رئيسي عند أولئك الذين يهاجمون وجود الهولوكوست وهو أنّ النازيين لم يستخدموا غرف الغاز لقتل الجموع اليهودية. إحدى الحالات الشهيرة هي “تقرير لوشتر” الذي كُتب من قبل المهندس الأمريكي فريد لوشتر. وهي وثيقة تظهر أنّه لا يوجد بقايا لغاز السيانيد في جدران غرف الغاز في أوشفيتس، وذلك وفقا لعيّنات تمّ أخذها عام 1999. الإخفاق الرئيسي في عمل لوشتر هو أنّه ليس هناك أي تفسير حول سبب افتراض وجود بقايا الغاز في الجدران وحتى بعد أكثر من 50 عاما من التعرّض للطقس الشرق أوروبي.
يدّعي البعض أيضًا أنّ الأفلام والأدلة التي تُقدّم فيها نتائج الإبادة والتي تمّ عرضها بعد الحرب تمّ إنتاجها خلال الحرب كدعاية ضدّ النازيين من قبل الحلفاء. ادعاء آخر في هذا التيار من منكري الهولوكوست هو أنّ عددا كبيرا من الأكاديميين والمؤرّخين يخاف من الاعتراف بأنّ الهولوكوست أسطورة، خوفًا من فقدان أماكن عملهم.
عملية فرز يقوم بها أفراد الإس إس على الرصيف. والناس في الخلفية في طريقهم إلى غرفة الغاز رقم 2 التي يظهر في وسط الصورة وأعلاها جزء من مبنى فرن حرق الجثث التابع لها. (صور: ياد فاشيم)
ومن الجدير ذكره أنّه بالإضافة إلى شهادات جيوش الحلفاء التي حرّرت معسكرات الاعتقال والإبادة ووثّقت النتائج بأفلام وصور، فقد تراكمت أطنان من الوثائق والصور من مصادر مختلفة توثّق الهولوكوست، وفي إسرائيل، أوروبا، الولايات المتحدة، هناك متاحف مجالها هو الحفاظ على المواد التاريخية والأدلة على الهولوكوست.
الادعاء رقم 3: تمّ اختراع الهولوكوست من قبل اليهود والأمريكيين
يدّعي الكثير من منكري الهولوكوست أنّ ثمّة مؤامرة يهودية أمريكية أو بريطانية ترغب في أن يظهر اليهود كضحايا من أجل شيطنة للشعب الألماني. عادة ما يكون أولئك الذين يتمسّكون بادعاءات كهذه هم أشخاص يؤمنون بنظريات المؤامرة. وهناك ادعاء آخر وهو أنّ الولايات المتحدة شجعت قصّة المظالم التي قام بها الألمان ضدّ اليهود من أجل السماح بإنشاء دولة إسرائيل.
وراج هذا الادعاء الأخير في العالم العربي والإسلامي الذي يُكثر من الادعاء بأنّ الهولوكوست كان تزييفا صهيونيا اخترعه الصهاينة من أجل تبرير إقامة دولة إسرائيل وتجريد الفلسطينيين من حقوقهم في كامل أراضي فلسطين.
البابا فرنسيس الأول يزور “ياد فاشيم” (Noam Moskowitz)
أحد منكري الهولوكوست ممّن يحملون هذا الادعاء هو الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، الذي وصف الهولوكوست بصفته “أسطورة” اخترعها الصهاينة، وقام بتأسيس لجنة لدراسة الهولوكوست كحدث تاريخي، “دون القيود التي تمّ فرضها على الباحثين في أوروبا” في إيران في 11 كانون الأول عام 2006.
بالإضافة إلى أطنان الوثائق التي توثّق خطّة الإبادة التي دبّر لها الألمان ونفّذوها، والتي سُمّيت “الحلّ النهائي”، فإنّ الدافع الرئيسي في أوساط الإسلام المتطرّف والفلسطينيين لطرح هذا الادعاء هو الهجوم السياسي ونزع الشرعية عن دولة إسرائيل والصهيونية ولا يتعلّق بحقائق تاريخية.
الادعاء رقم 4: الألمان ليسوا مسؤولين عن الهولوكوست
يركّز جانب آخر من إنكار الهولوكوست على مسؤولية الألمان عن هذا الفعل. هناك من يدّعي أنّه على الرغم من حقيقة تنفيذ الجرائم، فلم تكن هناك قيادة رئيسية أمرت بتنفيذها، ولذلك فليس هناك أية مسؤولية على القيادة النازية في تنفيذ هذه السياسة ضدّ اليهود. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن هناك أوامر محدّدة من أدولف هتلر أو من أي شخص آخر في قيادة الحزب النازي لإبادة اليهود، رغم أنّ تركيز اليهود في معسكرات الاعتقال واستخدامهم في أعمال السخرة قد تسبّب في الواقع بوفاتهم.
نساء قادرات على العمل بعد تطهيرهن من القمل، حيث كان تطهير المعتقلين الذين لم يحكم عليهم بالموت الفوري وحلق شعرهم جزءا من عملية القبول في المعسكر، ومن ثم أعطوا الزي الخاص بالمعسكر. ويظهر في الصورة الزي الخاص بالنساء. (صور: ياد فاشيم)
ومع ذلك، فقد ألقى هتلر خطابا عام 1939 يتعلّق بإبادة اليهود بشكل مباشر، وقال الآتي: “اليوم أريد أن أكون نبيّا هذه المرة أيضًا. إذا استطاع المال اليهودي الأوروبي خارج وداخل أوروبا مرة أخرى على زجّ دول العالم في أتون حرب عالمية، فلن تكون النتيجة بلشفة الكرة الأرضية وانتصار اليهودية، وإنما إبادة الجنس اليهودي في أوروبا”. وتم توزيع ملصق يحمل هذا النصّ عام 1941 مع التوجيه أنّه يجب تعليقه في كلّ دائرة حكومية.
الادعاء رقم 5: اليهود هم المسؤولون عن الهولوكوست
يحمّل الكثير من منكري الهولوكوست اليهود مسؤولية مصيرهم، حيث يقولون إنّ اليهود قد مثّلوا نخبة في معسكرات الاعتقال، وأداروا تلك المعسكرات في الواقع، وأنّ “كافوس” (مديرو العمل من الأسرى أنفسهم) كانوا مسؤولين عن قتل ونهب الأسرى الآخرين، وأنّ حدوث الهولوكوست كان تحت مسؤولية اليهود وحتى أنها عادت على الشعب اليهودي بالمنفعة.
يحاول هؤلاء أن يقولوا إنّ الهولوكوست كانت ردّة فعل مبرّرة أو مبرّرة جزئيًّا للأفعال التي قام بها اليهود. يحاول أولئك الذين يستخدمون هذه الادعاءات في ألمانيا بشكل أساسيّ أن ينقّوا الضمير الشخصي والجماعي لألمانيا وأوروبا، وأن يبرّروا – من بين أمور أخرى – التراخي في مواجهة مثل هذا العمل الفظيع.
ونشير أيضًا إلى وجود دوافع اقتصادية أيضًا لإنكار الهولوكوست، وخصوصا في أوساط أبناء بلدان أوروبا الشرقية الذين يخشون من مطالبات التعويض من قبل اليهود، وهي مطالبات موجّهة إلى دولهم أو أسرهم التي تحتفظ بممتلكات يهودية سُرقت في فترة الهولوكوست. ولذلك فهم يحاولون إنكار وجود الهولوكوست في مناطقهم أو تبريرها.
نشير في النهاية إلى الوصف الشهير للسياسي العربي البارز في إسرائيل، أحمد الطيبي، الذي قال التالي عن ظاهرة إنكار الهولوكوست: “ليس هناك ما هو أكثر غباء ولا أخلاقية من إنكار الهولوكوست. لماذا؟ لأي هدف بالضبط يفعل ذلك من يفعله؟”
ويضيف قائلا: “يجب الوقوف بشجاعة ضدّ ظواهر إنكار الآخر، قمعه، وإنكار الهولوكوست. أنا، أحمد الطيبي، عربي منتصب القامة، فرح وفخور بأنّني في نفس الجانب الذي فيه مفكّرون عرب بارزون، والذين خرجوا بقوة ضدّ ظواهر إنكار الهولوكوست في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى من العالم”.
عشية يوم ذكرى الكارثة، يُحتمل أن يعلن رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، على أن “المحرقة هي أكثر الجرائم كرهًا ضد الإنسانية في العصر الحديث”. مع ذلك، بخلاف أبي مازن الذي أجرى تحولا في موقفه بالنسبة للموضوع بعد تاريخ من إنكار المحرقة، عبّر قادة آخرون عدة مرات عن مواقف واضحة من إنكار الكارثة.
قال رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل أيضًّا، في الماضي إن إسرائيل تبالغ في وصف الكارثة من أجل تحويلها إلى مأساوية للغاية. أضاف المتحدث باسم حماس في قطاع غزة، فوزي برهوم، مدعيًّا أن “المحرقة هي كذبة كبيرة”.
بالإضافة إلى الفلسطينيين، لا ينكر الرئيس السوري بشار الأسد إبادة الشعب في بلاده فحسب، وإنما أيضًا إبادة الشعب اليهودي. في مقابلة له عام 2006 مع شبكة تلفزة أمريكية، قلل من عدد قتلى المحرقة وقارن كذلك بين الضحايا اليهود فيها وبين الفلسطينيين.
كذلك قائد حزب الله في لبنان، حسن نصر الله، قد شكك في حقيقة حدوث الكارثة. في خطاب ألقاه في جنوب لبنان بمناسبة افتتاح متحف “مقاومة إسرائيل حتى النصر”، قال نصر الله: “يجب تعليم هذا التراث فيما يتعلق بهذه الأحداث كما تفعل إسرائيل بالنسبة للكارثة، سواء حدثت أم لا”.
إن أحد أبرز منكري الهولوكوست في الشرق الأوسط هو الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، الذي ادعى مرة تلو الأخرى أنه لا يقبل الفكرة بأن النازيين قد حرقوا ملايين اليهود وسجنوهم في معسكرات الإبادة. عندما لخص السنوات الثماني من ولايته، عرّف أحمدي نجاد إنكار الكارثة على أنه أحد إنجازاته. “كانت الكارثة حظرًا لم يوافق أي أحد في الغرب على سماعه”، صرح قائلا.
صحيح أن أحمدي نجاد قد أفل نجمه، لكن القائد الروحاني لإيران، آية الله على خامنئي، استمر في إنكار الكارثة. في احتفالات الذكرى السنوية الفارسية قبل شهر، قال إن المصداقية التاريخية للكارثة ليست معروفة، وشكك فيما إذا كانت الأحداث قد جرت أصلا.
لم يظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأحد (27 أبريل) اهتماما يذكر بقبول التعاطف الذي أبداه الرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاه إبادة النازي لليهود وذلك بعد ثلاثة أيام من تعليق إسرائيل المحادثات مع الفلسطينيين بسبب اتفاق المصالحة الذي توصلت إليه حركته فتح مع حركة حماس المنافسة.
ووصف عباس في تصريحات نشرت اليوم محرقة النازي بأنها “أبشع جريمة” في حق البشرية في العصر الحديث فيما يبدو أنه مسعى لبناء جسور مع إسرائيل بعد أيام من انهيار محادثات السلام المتعثرة.
وتزامنت الرسالة التي نشرت باللغتين العربية والانجليزية مع إحياء إسرائيل الذكرى السنوية للمحرقة وشملت تعبيرا عن التعاطف مع أهالي الضحايا.
وفي حين لم يذكر نتنياهو بيان عباس بشكل مباشر اتهم الزعيم الفلسطيني بالتحالف مع منكري المحرقة.
وأضاف في تصريحات علنية في الاجتماع الأسبوعي لحكومته “حماس تنكر المحرقة بينما تحاول تنفيذ محرقة جديدة بتدمير إسرائيل. ومع حماس هذه اختار أبو مازن أن يكون تحالفا الأسبوع الماضي. وبدلا من الإدلاء ببيانات تصالحية تستهدف تهدئة الرأي العام الدولي يتعين على أبو مازن أن يختار بين تحالفه مع حماس الجماعة الإرهابية التي تدعو إلى تدمير إسرائيل وتنكر المحرقة وبين السلام الحقيقي مع إسرائيل. نأمل أن يتخلى عن هذا الاتفاق ويعود إلى المسار الحقيقي للسلام.”
وقال متحدث إن تصريحات نتنياهو ليست ردا مباشرا على بيان عباس لكنه ذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان على علم بما قاله الرئيس الفلسطيني.
وقال عباس خلال اجتماع مع الحاخام الأمريكي مارك شناير رئيس مؤسسة التفاهم العرقي “ما حدث لليهود في الهولوكوست هو أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث.”
وأضاف أن الشعب الفلسطيني “هو أول من يطالب برفع الظلم والعنصرية عن أي شعب يتعرض لمثل هذه الجرائم.”
وأدان عباس المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية ورفض مزاعم أطلقت بسبب كتاب ألفه عام 1983 بأنه ينفي حدوثها.
وتوصلت حماس وفتح في السنوات الأخيرة إلى اتفاقات مصالحة مماثلة لم تنفذ في آخر الأمر. وقالت كبيرة المفاوضين الإسرائيليين تسيبي ليفني اليوم إن إسرائيل قررت أن تنتظر لترى “ما يحدث في الجانب الفلسطيني.”
وأضافت قبل اجتماع الحكومة “القرار الإسرائيلي هو الانتظار حتى نرى ماذا يحدث في الجانب الفلسطيني. نحتاج أن نفهم أن اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين هو مصلحة إسرائيلية لكن لا يمكننا مع ذلك التفاوض مع حماس بصفتها منظمة إرهابية ليست مستعدة لقبول شروط اللجنة الرباعية. وبالتالي نحتاج لإيجاد حل ومخرج من هذا الوضع المعقد لذلك فإننا نعلق هذه العملية مؤقتا. لكنني أعتقد مع ذلك أنهم ما داموا هنا ونحن هنا فإننا نحتاج إلى إيجاد حل وللمضي قدما في النهاية.”
ولم تظهر المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية تقدما يذكر منذ بدأت في يوليو تموز وسعت الولايات المتحدة جاهدة في الأسابيع القليلة الماضية لتمديد المفاوضات لما بعد الموعد النهائي الأصلي الخاص بالتوصل لاتفاق سلام والذي ينقضي في 29 أبريل نيسان.
بعض الصور الأيقونية المرتبطة بالهولوكوست محفورة في الذاكرة الجماعة في إسرائيل. يظهر في إحداها الحاج أمين الحسيني، مفتي القدس، وأدولف هتلر، الزعيم النازي المعروف، حين كانا يجلسان بجانب بعضهما في لقاء هادئ ومريح. في صورة أخرى، أقلّ شهرة، يظهر الحاج أمين وهو يشير بالتحيّة النازية بين صفوف الجنود النازيين.
بصرف النظر عن منصب الحاج محمد أمين الحسيني كمفتي للقدس، فقد كان أيضًا من القيادة الوطنية الفلسطينية الأولى وقاد الثورة العربية الكبرى في سنوات الثلاثينات، كان من أبرز المعارضين للصهيونية، بل وربّما هو مسؤولا عن تحويل كلمة “الصهيوني”، يهودي له صلة بأرض إسرائيل، إلى كلمة سيّئة السمعة في اللغة العربية (في حين أنّها تقال في اللغة العبرية في سياق إيجابي). إحدى الطرق التي سعى من خلالها إلى منع هجرة اليهود إلى إسرائيل في إطار تلك الصهيونية، كانت التعاون مع النازيين، وتشجيع هتلر وحلفائه على إتمام إبادتهم لليهود حتى في أوروبا.
الحاج أمين الحسيني وهو يشير بالتحيّة النازية بين صفوف الجنود النازيين
كثيرًا ما يتمّ سماع إنكار الهولوكوست من قبل الفلسطينيين، وأحيانًا الاعتراف بها ولكن فقط بأرقام أقلّ من البيانات المؤكّدة، والتي قُتل حسبها نحو ستّة ملايين يهودي بين السنوات 1939 – 1945 في أوروبا (حتى محمود عباس، والذي هو رئيس السلطة الفلسطينية اليوم، ادعى في السابق أنّه قد قُتل في المحرقة عشرات الآلاف من اليهود فقط، وهو ادعاء لا أساس له وثبت أنّه خاطئ). ومع ذلك، فإنّ اشتراك الحسيني في “الحلّ النهائي”، كما سمّيت الخطّة النازية لإبادة كلّ يهود أوروبا، لا يمكن إنكاره. الحاج بنفسه لم يحاول أن يخفي ذلك، بل إنّه تفاخر فيه.
في 6 تشرين الثاني عام 1941 وصل الحسيني إلى برلين والتقى يواكيم فون ريبنتروب، أحد زعماء النظام النازي في ألمانيا. في وقت لاحق، اصطحب الحسيني بشكل شخصيّ إلى جولة تفقدية ولمتابعة عملية الإبادة في غرف الغاز في أوشفيتس، جنبًا إلى جنب مع أدولف إيخمان، والذي أعدم بعد سنوات في إسرائيل على جرائمه النازية ومسؤوليته المباشرة عن مقتل ما يقرب نصف مليون يهودي.
في 28 من نفس الشهر التقى مع هتلر نفسه، وبعد ذلك قال إنّه كان هناك توافق في الآراء بينهما، وإنّ هتلر قال له ينبغي حلّ المشكلة اليهودية “خطوة وراء خطوة”. تلقّى الحسيني وعدًا بأنّه حين يتم احتلال الشرق الأوسط فإنّ “هدف ألمانيا الوحيد سيكون إبادة العنصر اليهودي المقيم في المجال العربي تحت الحماية البريطانيّة”. لم يتطرّق لا هتلر ولا الحسيني للملاحقات وقتل المسلمين الذي مارسه النازيّون في أوروبا.
الحاج أمين الحسيني في زيارة إلى الفيلق العربي الحرّ، الوحدة العربية التي عملت في إطار الجيش الألماني. برلين، 1942
توقّع الحسيني أن يتقدّم الجيش الألماني، الذي حقّق انتصارات كبيرة خلال حملته في الشمال الأفريقي من هناك، بعد انتصاره، شرقًا نحو مصر وأرض إسرائيل. انضمّ إلى وحدة إس إس في البلقان، وهناك ساهم في تجنيد الجنود لشعبة الإس إس من المسلمين في البوسنة، وكذلك في تأسيس الفيلق العربي الحرّ، وهو وحدة عربية عملت في إطار الجيش الألماني (جيش دائم لألمانيا النازية).
بالإضافة إلى ذلك، تعاون الحسيني مع العمليات النازية داخل أراضي إسرائيل، وكان من مخطّطي “عملية أطلس”، تسميم خزّانات المياه من أجل إبادة يهود تل أبيب من قبل مظليّين ألمان وعرب هبطوا في منطقة أريحا. ووفقًا للتقديرات، كانت كمية السمّ قادرة على إبادة نحو ربع مليون شخص، ولكن في تشرين الأول عام 1944 قبضت الشرطة السرّية البريطانية على بعض المشتركين في العملية في منطقة أريحا، ولم يتمّ تنفيذها.
بين السنوات 1941 – 1945 كان الحسيني ناشطا في خدمة النازيين، بل وتلقّى منهم راتبًا شهريّا يقدّر بـ 50,000 مارك (ضعف راتب المشير في الجيش الألماني). في هذا الإطار، توجه الحسيني إلى حكومات إيطاليا، بلغاريا وهنجاريا طالبًا إلغاء التصاريح التي أعطوها لليهود في حين طالبهم بالتعجيل لطرد اليهود إلى بولندا، وهي خطوة تعني تسليمهم للنازيين.
جنود مسلمين من البوسنة خدموا في الإس إس
كتب الحاج أمين في مذكّراته التي نشرت في صحيفة “الأخبار اليوم” القاهرية بعد الحرب: “كان أحد شروطنا للتعاون العسكري بين العرب وألمانيا، إعطاء الحرية في إبادة اليهود في فلسطين والدول العربية الأخرى. في رسالة بعثتُ بها إلى أدولف هتلر طالبت بإعلان صريح من قبل ألمانيا وإيطاليا بأنّ تعترفان بحقّ الدول العربية في حلّ مشكلة الأقليات اليهودية بشكل يلبّي تطلّعاتها العرقية والقومية، ووفقًا للطرق العلمية التي اتّخذتها ألمانيا وإيطاليا تجاه اليهود في بلدانهم”.
في تصريح أدلى به في تموز عام 1946 تطرّق مساعد أدولف إيخمان إلى مشاركة الحسيني في عملية إبادة اليهود: “أعتقد أنه كان للمفتي، المتواجد منذ 1941 في برلين، دورًا حاسمًا في قرار الحكومة الألمانية بإبادة يهود أوروبا. في جميع لقاءاته مع هتلر، ريبنتروب وهيملر، عاد وعرض إبادة اليهود. لقد رأى في ذلك حلّا مريحًا لمشكلة أرض إسرائيل. في بثّه بإذاعة برلين، تفوّق حتّى علينا في هجماته المعادية للسامية”.
في الواقع، فقد حقًّق الحسيني نتائج معاكسة لطموحاته، حيث إنّ ملاحقة اليهود في أوروبا زادت فحسب من الهجرة إلى أرض إسرائيل، والتي هي بالنسبة لليهود وطنهم التاريخي. بعد هزيمة الألمان عند انتهاء الحرب زادت هجرة اليهود الفارّين من أوروبا إلى إسرائيل، وفي نهاية الأمر، يمكننا أن نقول إنّه كان للنازيّين مساهمة كبيرة، حتى لو كانت فظيعة، في إقامة دولة إسرائيل عام 1948.
الحاج أمين الحسيني وهاينريش هينلر، برلين 1941
هناك جوانب كثيرة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وفي أكثر من مرّة يدخل النقاش حول الكارثة إلى دائرة الجدل. في الكثير من الأحيان تهدف محاولات إنكار المحرقة أو التقليل من مدى قتل “الآلة النازية” إلى إخفاء ارتباط اليهود بإسرائيل باعتبارها “أرض لجوء” للشعب اليهودي، وحتى اليوم فإنّ الفلسطينيين غير مستعدّين للاعتراف بيهودية الدولة. ولكن طريقة عمل الحاج أمين الحسيني حتى سنوات الأربعينات من القرن الماضي، تُظهر أنّه فهم بالفعل قوّة هذا الارتباط، وحاول منع حدوثه من خلال التعاون والمساهمة في إحدى أكثر الجرائم بشاعة في تاريخ البشرية.
لا عجب إذن أنّ العديد من الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يُكثرون من ذكر عمل الحاج أمين الحسيني مع النازيين في محاولة منهم أن يعرضوا للعالم “الوجه الحقيقي” للفلسطينيين الذين يطمحون، بحسب ادّعائه، إلى القضاء على دولة إسرائيل واليهود. يذكر نتنياهو هذه الأمور على قدم المساواة مع ادّعاءات منكري الكارثة والمحاولات المعاصرة للقضاء على إسرائيل.
لا نخطأ إذا افترضنا أن نشاط الحاج وآراءه قد ساهمت، أيضًا في تغذية الكراهية بين الفلسطينيين واليهود والتي كما نعلم ازدادت أكثر فأكثر مع السنين، وربّما، بخلاف مقصده الأساسي، أثر البطل القومي الفلسطيني إلى تأجيل إقامة الدولة الفلسطينية لسنوات طويلة كان بالإمكان أن تكون أقصر بكثير؟
هل سينشر عباس رسالة تعزية بخصوص قتل اليهود في الهولوكوست ؟
قال الحاخام مارك شناير، نائب رئيس الكونغرس اليهودي الذي التقى بالرئيس الفلسطيني، إنّه قد أطلعه على الإعلان المخطّط له وأعرب عن إحباطه إزاء المأزق المسدود في المفاوضات
نشرت صحيفة “هآرتس” اليوم (الإثنين) بأنّه من المرتقب الأسبوع القادم أن ينشر رئيس السلطة الفلسطينية، أبو مازن، رسالة تعزية خاصّة حول قتل الأبرياء، ومن بينهم اليهود، الذين قُتلوا خلال الحرب العالمية الثانية على يد النازيين.
هذا ما قاله الحاخام مارك شناير لصحيفة “هآرتس”، وهو نائب رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ورئيس مؤسسة التفاهم العرقي. إذا حدث ذلك، ستكون هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها القيادة الفلسطينية رسالة من هذا النوع.
التقى الحاخام شناير مع عباس في المقاطعة برام الله أمس (الأحد) في ساعات الظهيرة. وقد أخبره بأنّ هدف اللقاء لم يكن الحديث عن عملية السلام أو القضايا السياسية، وإنما عن نشاطات التقارب بين المسلمين واليهود، والتي تهتم بها مؤسسة التفاهم العرقي.
قال شناير لعباس خلال اللقاء بأنّه ستحلّ في الأسبوع القادم ذكرى يوم الهولوكوست في إسرائيل، ومن المهمّ أن يسمع الناس في إسرائيل وحول العالم ما لديه ليقوله في الموضوع. قال شناير: “قاطع الرئيس عباس كلامي وقال لي إنّ المحرقة كانت المأساة الأكبر في التاريخ الحديث”. “بعد ذلك فورًا أضاف بأنّه ينوي نشر رسالة خاصّة للتعزية بقتل الضحايا الأبرياء على يد النازيين”.
قال شناير إنّ عباس أخبره بأنّه أعطى تعليمات منذ عدّة سنوات للسفراء الفلسطينيين في روسيا، بولندا ودول أخرى للمشاركة في كلّ مناسبة لذكرى الكارثة تتمّ دعوتهم إليها.