إفرايم هليفي

"صنع في الصين" (Roni Schutzer/Flash90)
"صنع في الصين" (Roni Schutzer/Flash90)

عاصفة في إسرائيل في أعقاب بيع شركة الأغذية الكبرى في البلاد للصين

مخاوف متزايدة في إسرائيل حول مصير قطاع الأغذية الأكبر في إسرائيل بيد الصين. رئيس الموساد السابق يحذّر من العواقب، والشركة الصينية تبعث برسالة مطمئنة

صفقة ضخمة في إسرائيل: شركة “برايتفود” المملوكة من قبل الحكومة الصينية قامت بشراء تنوفا، وهي أكبر شركة للمواد الغذائية في إسرائيل، والتي تُقدّر قيمتها بـ 2.5 مليار دولار. ستكسب كيرن آيفكس، التي تملك تنوفا، أرباحًا صافية بقيمة 1.2 مليار دولار، دون دفع ضرائب. لم تنضمّ شركة “مشكي غرانوت” الإسرائيلية التي تملك 23% من الشركة إلى الصفقة، وقد وقّعت مع الصينيين على الاتفاق الذي يسوّي الإدارة المشتركة للشركة.

إنّ تاريخ “تنوفا”، عملاقة المواد الغذائية الإسرائيلية، متداخل مع تاريخ دولة إسرائيل كلّه. فقد تأسّست عام 1926 كشركة تعاونية من 13 مزرعة لكيبوتسات وقرى تعاونية إسرائيلية. إن المبدأ التوجيهي للشركة هو العمل المنظّم والعبرية، كجزء من النظرة الصهيونية.

مع مرور السنوات، لاءمت تنوفا نفسها مع النموّ في الاقتصاد الإسرائيلي والعالمي، وتتعامل في العشرين سنة الأخيرة  كشركة قابضة ماليًّا. بالإضافة إلى ذلك، تملك تنوفا عقد احتكار لمجال الألبان في إسرائيل. في السنوات الأخيرة، يصل متوسّط الأرباح ربع السنوي إلى نحو 30 مليون دولار؛ معظمها من مبيعاتها في سوق الألبان.

يحذّر الكثيرون في إسرائيل من أنّ بيع الشركة للأيدي الصينية قد يضرّ بالمصالح القومية الإسرائيلية، حيث أنّ شركة “برايتفود” مملوكة للحكومة الصينية نفسها، والآن سيكون معظم سوق المواد الغذائية الإسرائيلي خاضعًا للمصالح الصينية. حذّر رئيس الموساد الإسرائيلي، إفرايم هليفي، قائلا: “تنوفا هي أكبر شركة مواد غذائية في البلاد، ومن الصواب أن تكون شركات المواد الغذائية الكبرى في كلّ البلاد تحت سيطرة جهات محلّية، وليس تحت سيطرة حكومة أجنبية”. أضاف هليفي: “منذ هذه اللحظة لدى الصين ممتلكاتها الخاصة بها، وستستغل هذه الممتلكات لأهدافها الاقتصادية والأمنية”.

وعبّرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المحسوبة سياسيّا على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، عن دعمها للصفقة. يطمح نتنياهو إلى توسيع العلاقات التجارية بين إسرائيل والصين، ومن المرجّح أنّ هذه الصفقة قد سبّبت له ارتياحًا كبيرًا. كتب المعلّق الاقتصادي للصحيفة، حازي شطرنليخت: “يشكل الاستعداد لدفع المليارات مقابل شركة تنوفا إطراء للاقتصاد الإسرائيلي”. ومع ذلك، فقد انتقد حقيقة أنّ هذه المناورات المالية أدّت إلى عدم جني إسرائيل للأرباح من الضرائب على الصفقة.

اقرأوا المزيد: 305 كلمة
عرض أقل
نتنياهو يزور الصين عام 2013
نتنياهو يزور الصين عام 2013

هل يُسيّطر الصينيون على الاقتصاد الإسرائيلي؟

رئيس الموساد الأسبق، يحذر من بيع شركة الأغذية الإسرائيلية الكبيرة، "تنوفا" إلى مستثمرين صينيين: "الصين تدعم المتطرفين من أعدائنا"

أدت الاتصالات بهدف بيع شركة الأغذية الإسرائيلية الكبيرة، “تنوفا” إلى مجموعة مستثمرين صينيين إلى نقاس محتدم حول انخراط الدولة الأسيوية الآخذ في الازدياد في الاقتصاد الإسرائيلي.

في الأيام القريبة، سيُعقد في الكنيست نقاش طارئ حول بيع شركة “تنوفا”، اتحاد الأغذية الأكبر في إسرائيل إلى شركة “بريت فود” الصينية.

سيشارك أيضًا في النقاش رئيس الموساد الأسبق، إفرايم هليفي، الذي يحذر من الصفقة: “على إسرائيل أن تكون حذرة من حالة تسيّطر فيها جهة أجنبية على ممتلكات استراتيجية مثل شركة “تنوفا”، شركة الأغذية الإسرائيلية الكبيرة، التي توفر ما يزيد عن 60% من منتوجات الحليب الطازجة”.

لم يتطرق هليفي إلى هذه الصفقة الخاصة فقط، التي تثير جدلا في إسرائيل (تنوفا هي شركة قديمة جدًا، تعمل منذ عام 1926، وفي ذلك الحين، قرّر مزارعون من الكيبوتسات والبلدات الأخرى توحيد نشاطهم في جمعية مشتركة. ثمة أهمية مركزية لشركة “تنوفا” في دولة إسرائيل، ويستهلك معظم الإسرائيليين، منتجاتها يوميًا). بل تطرق إلى الاتصالات لبيع شركة “تنوفا” للصينين، التي طرحت على جدول الأعمال، سلسلة من العمليات التي تدفع برئيس الحكومة نتنياهو، ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت، للعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والصين.

يستثمر الصينيون في إسرائيل في كافة المجالات مثل العقارات، الشركات التكنولوجيا، الأغذية والشركات المالية. “هنالك شعور لدى مسؤولين صينيين كبار أن إسرائيل واليهود، لديهم أفضليات وقدرات، ولذلك يمكننا تعلم الكثير منهم”، قال الدكتور يورام عفرون، باحث كبير في معهد أبحاث الأمن القومي.

‎قال وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت: “هذه بركة لدولة إسرائيل”، ولكن، بالمقابل، يقول عضو الكنيست أفيشاي برافرمان من حزب العمل، وهو بروفيسور في الاقتصاد، إلى صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “علينا أن نهتم بأن تكون السيّطرة بالشركات الإسرائيلية الكبيرة سيطرة إسرائيلية وليست سيطرة من قبل شركات غريبة لا تربطها صلة بإسرائيل. تشكل شركة “تنوفا” مثالا على أن الحديث لا يجري عن مشتريات في مجال التقنية العالية فحسب، بل عن صناعة تقليدية، ترتكز على الزراعة المتطورة، وستُباع للصين. ما الذي سيبقى؟ يسيّطر الصينيون في أفريقيا على كافة المعادن. وقد امتلكوا في أمريكا الجنوبية الكثير من الممتلكات الزراعية ليضمنوا لأنفسهم خزان الحبوب والصويا. يفهمون في أكثرية دول العالم الخطر المحدّق ويوقفون العملية”.

رغم ذلك، يقدّر آخرون أن الحديث يجري عن تطور إيجابي في الاقتصاد الإسرائيلي، من شأنه أن يزيد من المنافسة وأن يقلل من التعلّق بالولايات المتحدة وأروبا.

اقرأوا المزيد: 343 كلمة
عرض أقل
محطة تنصت امريكية في جنوب المانيا (AFP)
محطة تنصت امريكية في جنوب المانيا (AFP)

الجميع يتنصّتون واحدهم على الآخر

في أعقاب الأنباء عن أنّ الولايات المتحدة تنصّتت على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تُطرَح أسئلة عديدة تختصّ بالانكشاف الاستخباري لزعماء العالم

تقول الصحف الألمانية إنّه رغم كلمات أوباما لميركل، فقد علم أنّ وكالة الأمن القومي (NSA) تتنصّت عليها منذ 2010. إضافةً إلى ذلك، تخبر صحيفة لوموند أنّ الولايات المتحدة ألمحت إلى فرنسا أنّ إسرائيل تنصّتت على الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي.

في أيار 2012، قُبيل الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي خسر فيها الرئيس نيكولا ساركوزي أمام فرانسوا هولاند، كانت منظومة الحوسبة في قصر الإليزيه، مقر الرئاسة الفرنسية، تتعرض لـ “هجوم إلكتروني” مِن قِبل عناصر مجهولة حاولت جمع المعلومات. كان الفرنسيون مقتنِعين بأنّ الأمر ذو صلة بالاستخبارات الأمريكية، وأرسلوا مسؤولين لإجراء محادثات في واشنطن.‎ ‎

وتشمل وثيقةٌ سرّبها سنودن، نُشرت في “لوموند”، تقريرًا عن هذا اللقاء، الذي نفى فيه الأمريكيون ما نُسب إليهم، وشدّدوا على أنهم لم يتوجهوا بالسؤال للموساد والوحدة 8200 العاملة في الاستخبارات الإلكترونية لأنّ فرنسا ليست هدفًا مشتركًا للولايات المتحدة وإسرائيل. استنتج الفرنسيون أنّ الحديث عن إشارة إلى مسؤولية محتمَلة لإسرائيل.‎ ‎

وفي وثيقة أخرى كُشف النقاب عنها، من عام 2008، تحدّث أحد رؤساء الوكالة الأمريكية عن “عدائيّة” الخدمات الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة. “من جهة، الإسرائيليون هم شركاء في المعلومات، ومن جهة ثانية وضعونا هدفًا لمعرفة مواقفنا في الشرق الأوسط”.‎ ‎

وقالت مصادر استخباريّة فرنسية أنّ ثمة تعاونًا وثيقًا بين خدمات فرنسا وإسرائيل في شأن الشرق الأوسط، ومؤخرًا في الشأن السوري، لكنّ ثمة نشاطًا مكثّفًا للإسرائيليين على الأراضي الفرنسية في مسائل عربية وإفريقية. ووفقًا لصحيفة “لوموند”، أبلغ الفرنسيون شكواهم للموساد بعد اكتشافهم أنّ فندقًا فرنسيًّا جرى استخدامه قاعدةً لعملية اغتيال الحمساوي محمود المبحوح في دبي في كانون الثاني 2010.‎ ‎

وردًّا على “لوموند”، قيل في مكتب رئيس الحكومة: “إسرائيل حليفة وشريكة لفرنسا، وليست متورّطة في أيّ نشاط قد يمسّ بأمنها”.‎ ‎

وقال رئيس الموساد الأسبق داني ياتوم إنّ الولايات المتحدة أيضًا تتنصت على مسؤولين إسرائيليّين. ويؤكّد أقوالَه رئيس الموساد الأسبق، إفرايم هليفي، الذي تطرق اليوم إلى الفضيحة المزلزِلة. ففي مقابلة للمحطة الإذاعية الإسرائيلية، “إذاعة الجيش”، قال هليفي: “من المعلوم أنّ التجسّس هو ثاني أقدم مهنة في العالم، وليست له قوانين وقواعد. في الواقع، على الزعماء التحدث بهواتف مشفَّرة، لكنهم يتجاهلون ذلك، لكون تلك الهواتف بطيئة واستخدامها مقيَّدًا، وهم يؤثرون استخدام هواتفهم العاديّة للمحادثات الخاصّة”.

وقال هليفي إنّ كلّ رئيس دولة يسافر في أنحاء العالم مزوَّد بوسائل تتيح له التحادث مع الأشخاص المقرّبين منه بطريقة لا يمكن الاستماع إليها، ويكشف النقاب عن قصتَين تُظهران أنّ هاتفه، كرئيس للموساد، كان معرّضًا للتنصّت من قِبل الأمريكيين لسنوات طويلة. فحسب هليفي: “في بداية حرب تشرين، كان مهمًّا جدًّا للأمريكيين أن يعرفوا ما كانت الأمور عليه في الجبهة بالضبط، لأنّ الأمور لم تكُن واضحة. كنتُ حينذاك ممثّل الموساد في الولايات المتحدة، ودُعيتُ للقاء هناك، وطُرح عليّ عدد من الأسئلة لنقلها إلى القدس. نقلتُ المعلومات وانتظرتُ إرشادات. مَن تحدّث إليّ كان رئيس الموساد الذي تحدّث عن وقاحة الأمريكيين. مضى بعض الوقت قبل أن أدرك أنه افترض أنّ الأمريكيين يتنصتون علينا وأراد نقل رسالة لهم”.

أمّا القصة الأخرى التي شارك هليفي المستمعين فيها، فهي من فترة متأخرة أكثر: “عام 2000، كان إيهود باراك في محادثات كامب ديفيد مع الفلسطينيين – بعد أن فشلت العملية اتّصل بي، رغم أنّني لم أكن معنيَّا، وقال: “إفرايم، اصمُت واسمع”. فهمتُ أنه يريد أن يسمع من يتنصت على المحادثة روايتَه هو لفشل المحادثات”.

وأوجز هليفي: الأمر الأكثر أهمية هو ألّا تُكتشَف.

اقرأوا المزيد: 501 كلمة
عرض أقل