إضراب عن الطعام

مروان البرغوثي (Flash90)
مروان البرغوثي (Flash90)

وحيد، منغلق وكئيب.. البرغوثي بعد الإضراب

في اليوم التالي للإضراب عن الطعام، أصبح الأسرى الفلسطينيون غاضبين من البرغوثي، وإسرائيل تشكك في قدرته على أن يكون شريكا مستقبليا

مروان البرغوثي بعد انتهاء إضراب الأسرى عن الطعام لا يشبه مروان البرغوثي قبله. تشير التقارير من الجناح رقم 3 في سجن “هداريم” إلى أن من كان يطمح إلى أن يكون وريثا فلسطينيا، أصبح يدفع ثمنا باهظا إزاء تدهور الخطة التي كان من المفترض أن تضعه في صدارة السلطة الفلسطينية بعد أن دفعه أبو مازن والمقربين منه جانبا بعد أن شغل مناصب هامة في فتح، وبعد أن كان من المفترض أن يكون الرئيس الفلسطيني القادم.

الأسرى الفلسطينيون غاضبون بعد الإنجازات القليلة – تكاد تكون معدومة- التي حققها الإضراب (السماح للعائلات بإجراء الزيارة الثانية مُجددا، بتمويل السلطة الفلسطينية هو إنجاز هامشي، حتى أن الأسرى لم يقدموا بعد على تطبيق هذا الإنجاز). انضم خُمس الأسرى الفلسطينيين تقريبا إلى الإضراب عن الطعام بقيادة البرغوثي، في حين آثر الآخرون عدم المشاركة فيه ورفض أسرى حماس المشاركة في الإضراب أيضا معربين عن ذلك بشكل لائق. لقد غامر 700 أسير فقط مع البرغوثي، ليتبين أن مغامرتهم كانت فاشلة. إذ أصبح الأسرى وأبناء عائلاتهم محبطين بحق حيث كانت لديهم توقعات.

صحيح أن قضية حلوى “التورتيت” قد أثارت تضامنا تجاه الأسير في الرأي العام الفلسطيني، إلا أن أصدقاءه في السجن كانوا غاضبين: كيف يُعقل أن يقع البرغوثي في المصيدة الإسرائيلية ثانية، وأن يلحق سمعة سيئة بجميعنا؟

من الواضح أن الإحباط الخارجي يؤثر في البرغوثي وأن البرغوثي نفسه محبط من أعماله كثيرا: فهو يكثر من البقاء في زنزانته، يستحم في أحيان بعيدة، أصبح شعره طويلا جدا، لا يحلق ذقنه، ويشتكي بشكل ثابت من آلام مختلفة، أمام كل من يتحدث معه.

وأصبح يبتعد عنه أصدقاؤه الأسرى المقربين منه من رام الله أيضا، وبالمقابل يبتعد عنهم البرغوثي أيضا، ربما تأتي هذه الخطوة لأنهم أصبحوا محبطين منه. لا يخرج البرغوثي إلى النزهات في ساحة السجن تقريبا، وعندما يخرج يُفضل البقاء وحده.

بعد مرور عدة أيام وبعد سلسلة من العلاجات التي خضع لها البرغوثي أصبحت المشاكل الطبية ذات الصلة بالإضراب الطويل (لن نتطرق إليها حفاظا على خصوصية الفرد) مستقرة وأصبح يشعر أفضل، ولكن مزاجه ظل منخفضا بحيث عُرِض عليه التحدث مع خبير من مجال الصحة النفسية. لكنه رفض.

إن وضع البرغوثي بحد ذاته ليس هاما، لكنه يشكل دلالة على الفشل الذي تعلو أصداءه إزاء “إضراب الكرامة” من جهة الفلسطينيين ونجاح الخطوة الإسرائيلية في كسر الإضراب وإنهاك البرغوثي.

السياسة التي انتهجها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، إزاء الإضراب ومفادها عدم إبداء أية تنازلات، وتضمنت إجراءات نفسية وعملية إزاء الأسرى المضربين، كان الهدف منها إيصال الرسالة أن الوزير “مجنونا”، وأن إسرائيل هذه المرة تتصرف على نحو مختلف. وقد تماشيت هذه السياسة مع مصلحة أبو مازن الذي “استولى” على الإضراب بواسطة أقربائه وفي الواقع نجح في الانتصار على البرغوثي في مراحل الإضراب الأخيرة. بالمناسبة، كان من بين القادة الإسرائيليين، من اعتقد أنه يجب تلبية طلب هامشي للمضربين عن الطعام، وتجنب تعرّض البرغوثي إلى الاحتقار العلني، ربما انطلاقا من وجهة نظره أنه شريك محتمل. لقد تم رفض اقتراحهم مرة تلو الأخرى.

لقد استطاع البرغوثي طيلة سنوات أن يسحر فئة غير قليلة من الإسرائيليين: صحافيون، وسياسيون، ورجال قوات الأمن في الماضي والحاضِر. المنطق هو ذات المنطق الذي كان سائدا في بداية التسعينات: أيدي البرغوثي الملطخة بالدماء تمنحه شرعية في أوساط الشعب الفلسطيني وقدرة على إقناعه بـ “بلورة” صفقة مع إسرائيل. حتى إذا تجاهلنا المشاكل الأخلاقية هنا، وحتى إذا تجاهلنا حقيقة أن هذا المنطق قد فشل بشكل كامل عندما تم تطبيقه مع عرفات، فقد علمنا هذا الإضراب أن احتمال أن يصبح البرغوثي وريثا كان مبالغا أو أن لا أساس له من الصحة كليا. لم ينجح البرغوثي في كسب تأييد معظم الفلسطينيين، ولا يعتقد معظم الأسرى الفلسطينيين الذين يشكلون نقطة قوة بالنسبة له، أنه يمكن أن يكون قائدا، وبالمقابل، يواصل أبو مازن في التغلب عليه بسهولة في كل مناورات سياسية وتكتيكية. إذا، بقي أمامنا “بالون منفوخ”. يُستحسن البحث عن شركاء أقل عنفا وأكثر نجاعة.

اقرأوا المزيد: 586 كلمة
عرض أقل
وزير الداخلية الإسرائيلي، جلعاد أردان، يجري مؤتمرا صحفيا متعلقا بإضراب الأسرى بداية الشهر الجاري (Roy Alima/Flash90)
وزير الداخلية الإسرائيلي، جلعاد أردان، يجري مؤتمرا صحفيا متعلقا بإضراب الأسرى بداية الشهر الجاري (Roy Alima/Flash90)

انتهاء إضراب الأسرى الفلسطينيين.. ما هي الحقيقة؟

هل أنهى الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام الإضراب أم علقوه؟ مع من نقل الجانب الإسرائيلي الرسائل لقيادة الأسرى؟ التفاصيل من الجانب الإسرائيلي والفلسطيني عن "تعليق" إضراب الأسرى

27 مايو 2017 | 10:20

في اليوم الأول لشهر رمضان، استبشر الفلسطينيون بانتهاء إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية أن المطلب الوحيد الذي حصل عليه الأسرى هو إعادة الزيارة الإضافية لعائلات الأسرى، والتي كانت قد ألغيت في السابق بقرار من الصليب الأحمر لأسباب اقتصادية، وليس لإسرائيل علاقة بهذا القرار.

وتقول مصادر إسرائيلية إن مصلحة السجون وعدت الأسرى الاستماع إلى مطالب أخرى بعد التأكد من أن جميع الأسرى أنهوا الإضراب وعادوا لتناول الطعام. وتتعلق هذه المطالب بترتيبات الطعام في السجون الإسرائيلية، وإمكانية إعادة التعليم للأسرى.

وعلم موقع “المصدر” أن الاتصالات من الجانب الإسرائيلي تمت مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وزير الشؤون المدنية، حسين الشيخ، الذي نقل الرسائل من الجانب الإسرائيلي إلى قادة الإضراب، على رأسهم مروان البرغوثي، وإلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يجري اتصالات متواصلة مع الشيخ.

وفي الراهن، يحرص الجانب الإسرائيلي على التقليل من التعليقات على الإضراب، وذلك للتأكد أن الإضراب انتهى بالفعل والأسرى عادوا لتناول أكلهم، مع العلم أن الجانب الفلسطيني يتحدث عن “تعليق” الإضراب وانتصار الأسرى.

يجدر الذكر أن وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، تعهد في بداية الإضراب أن إسرائيل لن ترضخ للأسرى المضربين عن الطعام، كما في المرات السابقة.

ويبقى الانتظار للإجابة على السؤال: هل انتهى الإضراب بفشل ذريع من ناحية البرغوثي أم أن الانجازات التي حققها ستتضح لاحقا؟

اقرأوا المزيد: 198 كلمة
عرض أقل
  • مقطع الفيديو - ضابطات يتحرشن بجنودا (لقطة شاشة)
    مقطع الفيديو - ضابطات يتحرشن بجنودا (لقطة شاشة)
  • البرغوثي يتناول في السجن (لقطة شاشة)
    البرغوثي يتناول في السجن (لقطة شاشة)
  • الفائز في الانتخابات الرئاسية لفرنسا إيمانويل ماكرون (AFP)
    الفائز في الانتخابات الرئاسية لفرنسا إيمانويل ماكرون (AFP)
  • انطلاق موسم السباحة في إسرائيل (Flash90/Miriam Alster)
    انطلاق موسم السباحة في إسرائيل (Flash90/Miriam Alster)
  • العميد شارون أفيك، المدعي العسكري العام في الجيش الإسرائيلي (IDF)
    العميد شارون أفيك، المدعي العسكري العام في الجيش الإسرائيلي (IDF)

الأسبوع في 5 صور

الأحداث الخمسة الأهم في الأسبوع الماضي: البرغوثي يكسر الإضراب عن الطعام، فيديو تظهر فيها ضابطات إسرائيليات وهن يتحرشن بجنود، وماكرون يفوز على لوبان في فرنسا

12 مايو 2017 | 10:13

هذه هي المواضيع الأكثر سخونة في الأسبوع الماضي في إسرائيل والعالم

ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي “يخرج من الخزانة”

العميد شارون أفيك، المدعي العسكري العام في الجيش الإسرائيلي (IDF)
العميد شارون أفيك، المدعي العسكري العام في الجيش الإسرائيلي (IDF)

للمرة الأولى في تاريخ الجيش الإسرائيلي: كشف المدعي العام العسكري عن ميوله الجنسية متحدثا عنها علنا للمرة الأولى. “من المهم أن أكون قدوة يحتذى بها”، قال العميد جنرال شارون أفيك في مقابلة لمجلة دائرة شؤون المحامين الإسرائيلية.

“عندما كنت ضابط شابا كانت الأوضاع تختلف عن يومنا هذا، وخشيت أن تُلحق ميولي الجنسية ضررا وأن أواجه حاجز السقف الزجاجي”، قال أفيك في المقابلة، مضيفا: “منذ أن بدأت خدمتي في الجيش الإسرائيلي لم أواجه تعاملا سيئا بسبب ذلك. لمزيد فرحتي، لم يثر الموضوع ضجة كبيرة أبدا ولم أشعر أن ميولي الجنسية كانت تؤخذ بعين الاعتبار بكل ما يتعلق بي”.

البرغوثي يكسر الإضراب عن الطعام متناولا حلوى إسرائيلية

البرغوثي يتناول في السجن (لقطة شاشة)
البرغوثي يتناول في السجن (لقطة شاشة)

يقود الأسير الفلسطيني‎ ‎مروان البرغوثي‎ اضراب الأسرى الأمنيين عن الطعام منذ 25 يوما. في بداية الأسبوع، يوم الأحد، عرضت خدمة مصلحة السجون مقطع فيديو توثيقيا، من زنزانة البرغوثي المحكوم عليه بالسجن المؤبد، في سجن كيشون يظهر فيه البرغوثي وهو يتناول كعكات صغيرة، نقارش، وملح. تجدر الإشارة إلى أنه في الإضراب عن الطعام الذي خاضه الأسرى الفلسطينيين عام 2004، شوهد البرغوثي وهو يتناول الأكل رغم أنه كان مشاركا في الإضراب.

بعد أن بدأ البرغوثي الإضراب عن الطعام، نُقِل من سجن “هداريم” حيث كان معتقلا إلى سجن “كيشون”، وسُجن فيه في زنزانة في عزل انفرادي. في زنزانة البرغوثي كاميرات حراسة وبتاريخ 27 نيسان عام 2017، التُقطت مقاطع فيديو توثق البرغوثي وهو يتناول حلوتين صغيرتين. يوم الجمعة الماضي، بتاريخ 5 أيار عام 2017، تم توثيق البرغوثي للمرة الثانية وهو يتناول الأكل، وهذه المرة تناول حلوى “تورتيت”، وبعد ذلك حاول إخفاء غلافها في المرحاض.

لم تتأخر ردود الفعل وكذلك السخرية من الحدث الذي أثار ضجة في الشارع الإسرائيلي والفلسطيني.

بداية الصيف في شواطئ تل أبيب

انطلاق موسم السباحة في إسرائيل (Flash90/Miriam Alster)
انطلاق موسم السباحة في إسرائيل (Flash90/Miriam Alster)

مع حلول موسم الصيف، باتت شواطئ تل أبيب جاهزة لاستضافة ملايين المستحمين الإسرائيليين والأجانب الذين يزورون إسرائيل سنويا للتمتع بشواطئها الرائعة.

يمكن أن تحصلوا على نظرة شاملة أكثر في مقطع الفيديو التالي حول مواقع السياحة وقضاء الوقت في شواطئ “مدينة الخطئية”، تل أبيب.

ماكرون يفوز على لوبان

الفائز في الانتخابات الرئاسية لفرنسا إيمانويل ماكرون (AFP)
الفائز في الانتخابات الرئاسية لفرنسا إيمانويل ماكرون (AFP)

فاز مرشح تيار الوسط الفرنسي، إيمانويل ماكرون، (الأحد) في جولة الانتخابات الثانية للرئاسة في فرنسا، بعد أن تفوق بفارق ملحوظ على خصمه من حزب اليمين المتطرّف، مارين لوبان. وفق جزء من النتائج، فاز ماكرون بنسبة ‏66%‏ من الأصوات، بينما فازت لوبان على ‏34%‏ فقط، رغم نسب التصويت المنخفضة – كان من المتوقع أن يصوّت نحو ‏74%‏ – لصالحها. سيكون ماكرون ابن 39 عاما، الرئيس الأصغر سنا في فرنسا منذ عهد نابليون.

بالفيديو: ضابطات إسرائيليات يتحرشن بالجنود

مقطع الفيديو - ضابطات يتحرشن بجنودا (لقطة شاشة)
مقطع الفيديو – ضابطات يتحرشن بجنودا (لقطة شاشة)

يحاول مقطع فيديو جديد منتشر أن يجعل الرجال يعرفون شعور النساء اللواتي يتم التحرش بهن جنسيا. يمكن أن نشاهد في مقطع الفيديو ضابطة تجلس في مكتب دون قميص وبالمقابل تبدي ضابطات ملاحظات جنسيّة لموظف. أصبح مقطع الفيديو منتشرا جدا وحظي بنصف مليون مشاهدة، رغم أنه حُذِف من الفيس بوك.

قالت مُنتجات الفيلم إنهن أردن أن يصنعن من عمل فني عملا متطرفا لإظهار رد فعل الرجال عندما يمارس تحرش ضدهم وتتم مضايقتهم. يظهر مقطع الفيديو من خلال تبادل الأدوار الجندرية، كيف لا يفوّت المسؤولون في الجيش أية فرصة للتعامل مع الجنديات اللواتي يخدمن تحت إمرتهم من خلال التحرش الجنسي بهن، والتعامل معهن بصفتهن غرض مثير للجنس، مستغلين علاقة التبعية بينهم وبين الجنديات.

اقرأوا المزيد: 505 كلمة
عرض أقل
حلوى "تورتيت" - صورة توضيحية
حلوى "تورتيت" - صورة توضيحية

مبيعات حلوى “تورتيت” ترتفع بعد فيديو البرغوثي

ارتفاع معدل بيع حلوى "تورتيت" في أعقاب فيلم فيديو يظهر فيه البرغوثي وهو يتناول الحلوى خفية أثناء الإضراب عن الطعام

هل البرغوثي هو مسوّق جديد لشركة الحلويات الإسرائيلية مصنّعة حلوى “تورتيت”؟ يمكن أن نعتقد أن الإجابة نعم وذلك بسبب ارتفاع معدل بيع الحلوى في إسرائيل بعد نشر مقطع الفيديو الذي يظهر فيه البرغوثي وهو يتناول الحلوى خفية.

يظهر فحص في موقع خدمة google trends ارتفاعا في عدد البحث عن حلوى “تورتيت” في جوجل منذ نشر مقطع الفيديو الذي يظهر فيه البرغوثي وهو يكسر الإضراب عن الطعام من خلال تناول الحلوى. قال بائعون في حوانيت في تل أبيب إنهم شهدوا ارتفاعا في معدل شراء الحلوى. حتى أن جزءا منهم سارع لطلب إرسالية أخرى لأن الحلوى أصبحت على وشك الانتهاء سريعا.

البرغوثي يتناول في السجن (لقطة شاشة)
البرغوثي يتناول في السجن (لقطة شاشة)

تُعتبر حلوى “تورتيت” إحدى الحلويات الإسرائيلية الأقدم والأكثر مبيعا. فقد بدأ يتناولها الإسرائيليون عام 1975، وأصبحت تحتل في يومنا هذا المرتبة الثانية بين حلويات الشوكلاطة الأكثر مبيعا في إسرائيل. يُستهلك نحو ثلاثة مليون قطعة من هذه الحلوى سنويا.

تُعتبر حلوى “تورتيت” شعبية بشكل خاص في أوساط الخضريين، لأنها لا تحتوي على منتَجات حيوانية مثل الحليب والبيض. وهي مشهورة لدى اليهود المتديّنين بشكل خاصّ، لأنها لا تحتوي على حليب وهكذا يمكنهم تناولها في كل وقت. تحظر الديانة اليهودية تناول الحليب بعد تناول اللحم، لذلك هناك تقييد في استهلاك الشوكولاطة ومنتجات الحليب في أوساط اليهود المتدينين.

كما هو معروف، فإن القيادي الفلسطيني، مروان البرغوثي، الذي يقبع في السجون الإسرائيلية بتهمة تورطه في قتل مواطنين إسرائيليّين وتنفيذ عمليات إرهابية، أعلن عن الإضراب عن الطعام لتحسين ظروف الأسرى في السجون الإسرائيلية في الشهر الماضي. ولكن قبل بضعة أيام نشرت مصلحة السجون الإسرائيلية فيلم فيديو نجح في إثارة اهتمام كبير في إسرائيل وفي فلسطين، لأنه يُوثق البرغوثي وهو يكسر الإضراب عن الطعام ويتناول حلوى “تورتيت” وحلويات صغيرة أخرى خفية في زنزانته.

اقرأوا المزيد: 261 كلمة
عرض أقل
البرغوثي يتناول في السجن (لقطة شاشة)
البرغوثي يتناول في السجن (لقطة شاشة)

ردود فعل الإسرائيليين والفلسطينيين على فيديو البرغوثي

اعترفت مصلحة السجون الإسرائيلية اليوم صباحا أنها خبأت نقارش وملح في زنزانة السجين بهدف كسر معنوياته على أمل أن يكسر مقطع الفيديو معنويات الأسرى.. والفلسطينيون يقولون إن الفيديو مفبرك

ضجة في النت إثر مقطع الفيديو الذي نشرته أمس مصلحة السجون الإسرائيلية. في مقطع الفيديو الذي التُقط بعدسة كاميرا خفية كانت موضوعة في غرفة مروان البرغوثي، يبدو الأسير مروان الذي يترأس إضراب الأسرى الفلسطينيين عن الطعام وهو يدخل غرفة المرحاض خفية ويحمل حزمة مغطاة فيها قطعة من الشوكلاطة فيفتحها ويتناولها. في الوقت ذاته يتناول البرغوثي ملحا. بعد الانتهاء من الأكل، يغسل يديه في المرحاض ووجهه من بقايا فتات الأكل. في حالة أخرى، التُقطت صور للبرغوثي وهو يتناول كعكات صغيرة.

بعد أن وردت تخمينات حول كيف حصل البرغوثي على النقارش، اعترفت اليوم صباحا مصلحة السجون أنها خبأت الأكل في زنزانة البرغوثي أملا منها أن تكسر معنوياته، وقد نجحت حقا. شددت مصلحة السجون أيضا على أنه في أحداث الإضراب عن الطعام سابقا، في عام 2004، التُقِطت صور للبرغوثي وهو يكسر الإضراب في زنزانته ويتناول الأكل.

أعربت السلطات الإسرائيلية عن رضاها من مقطع الفيديو. فبعد نشره، قال وزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان: “كما قلنا كل الوقت، لا يتطرق إضراب الإرهابيين عن الطعام إلى ظروف السجن بل إلى مصالح البرغوثي السياسية. كما فعل بشكل استهتاري وسيء في الماضي، عندما استغل الفلسطينيين وأرسلهم لتنفيذ عمليات، فهو يستغل الإرهابيين هذه المرة أيضا بشكل ساخر، بينما لا يلتزم بمعايير الإضراب عن الطعام”.

تنتظر إسرائيل الآن معرفة إذا كان نشر مقطع الفيديو سيؤثر في 894 مضربا عن الطعام، الذين ليسهم لديهم إمكانية وصول إلى وسائل الإعلام، ولكن مصلحة السجون تهتم بأن يعرفوا بمقاطع الفيديو.

ولكن ينكر الفلسطينيون مقطع الفيديو إلى حد بعيد. فادعت “اللجنة الوطنية من أجل الإضراب” بعد نشر مقطع الفيديو أن الإعلام الإسرائيلي يدير حربا إعلامية للمضربين عن الطعام من خلال نشر تقارير كاذبة. طالبت اللجنة وسائل الإعلام الفلسطينية تحمل المسؤولية وعدم التعاون مع وسائل الإعلام الإسرائيلية حول الموضوع.

لقد تجنب الفلسطينيون نشر مقطع الفيديو في المواقع الفلسطينية، وهم يطالبون بمتابعة دعم الإضراب. في مؤتمر صحفي عقدته أمس فدوى البرغوثي، زوجة السجين، قالت إن مقطع الفيديو هو “مفبرك” ويشكل ‏‎”‎أحد أساليب الاحتلال الإسرائيلي الرخيصة والمنحطة والدنيئة، التي تعوّد عليها شعبنا الفلسطيني منذ ‏70‏ عاما‎”.‎‏

أصبح مقطع الفيديو في وسائل التواصل الاجتماعي حديث الساعة، وحظي بشجب من جهة، وبنكات وسخرية من جهة أخرى.”تنتهك مصلحة السجون خصوصية الأسرى الذين تحتجزهم لأهداف سياسيّة”، كتب أحد منتقدي إسرائيل. علق آخرون على التصرف القهري للمسؤولين في مصلحة السجون لإفشال البرغوثي معربين عن رضاهم لأنها “حطمت معنوياته” مرتين فقط.

في تغريدة أخرى كتب متصفح آخر مستهترا حول الإنجازات التي تنسبها إسرائيل إلى نفسها طيلة سنوات، كاتبا:

عام ‏1967‏- الانتصار على الجيوش العربية خلال 6 أيام
عام ‏1976‏- إطلاق سراح الرهائن في إنتيبي
عام ‏1981‏- تفجير المُفاعِل النووي في العراق
عام ‏2007‏- تفجير المُفاعِل النووي في سوريا
عام ‏2017‏- الإمساك بالبرغوثي وهو يتناول حلوى في السجن

سخر الكثير من المتصفِّحين من البرغوثي لأنه اختار التراجع عن الإضراب من خلال تناول شوكولاطة رخيصة تحديدًا و “مثيرة للأشمئزاز”، وفق أقوالهم، وقال آخرون إن مقطع الفيديو المُعالج بالفوتوشوب يشكل حملة تسويقية ينشر فيها البرغوثي الحلوى.

حملة تسويقية ينشر فيها البرغوثي الحلوى
حملة تسويقية ينشر فيها البرغوثي الحلوى
اقرأوا المزيد: 445 كلمة
عرض أقل
أسير في سجن إسرائيلي يتصل بالهاتف المراقب (Nati Shohat /Flash90)
أسير في سجن إسرائيلي يتصل بالهاتف المراقب (Nati Shohat /Flash90)

بسبب إضراب الأسرى.. تعطيل الاتصالات الخلوية للإسرائيليين

سكان إسرائيليّون يعيشون بالقرب من سجنيَن أمنيَين، اكتشفوا أنه تم قطع اتصالهم بشبكات الهواتف الخلوية، وبعد مرور ساعات فقط اكتشفوا السبب المفاجئ

ادعى سكان في جنوب إسرائيل بالقرب من الحدود الإسرائيلية – المصرية أمس (السبت) إنه تم قطع اتصال هواتفهم بالشبكات الخلوية في المنطقة. على ما يبدو، فإن الهدف من قطع الاتصال هو منع الأسرى الفلسطينيين في سجنين في المنطقة، سجن كتسيعوت، وسجن نفحة، من استخدام الهواتف الخلوية. دخل إضراب الأسرى الفلسطينيين بقيادة زعيم حركة فتح، مروان البرغوثي، يومه الـ 14، وذلك احتجاجا على ظروف السجناء في السجون الإسرائيلية.

توجه السكان الإسرائيليون إلى شركات الهواتف الخلوية، فتلقوا ردا منها أنها ليست مسؤولة عن الخلل لأنه “تمت السيطرة على أمواج البث”. وقيل للسكان إنه ستتم إزالة التعطيل وسيقتصر قطع الاتصال على السجون فقط.

زيارة عائلات السجناء الفلسطينيون (Abed Rahim Khatib / Flash 90)
زيارة عائلات السجناء الفلسطينيون (Abed Rahim Khatib / Flash 90)

أدى تعطيل شبكات الاتصال الخلوية إلى تعطيل أجهزة الري الزراعية في المنطقة أيضا تحديدًا في هذه الفترة من درجات الحرارة المتطرفة وحتى أنه عرض استعداد السكان لحالات الطوارئ إلى خطر، إضافة إلى تعطيل إمكانية إجراء مكالمات هاتفية. اشتكى رئيس المجلس الإقليمي مدعيا “أنه بسبب تقييد الأسرى الأمنيين، يتم إلحاق ضرر بكل سكان المنطقة، أمنهم ومصدر كسب رزقهم، دون أي إنذار مسبق”.

وفق قوانين السجن الإسرائيلي، يحظر على الأسرى الأمنيين الاتصال الهاتفي سوى في حالات استثنائية وفق مصادقة خاصة. رغم ذلك، تم في العقد الأخير تهريب أكثر من ألف هاتف خلوي إلى السجون الإسرائيلية لا سيّما للأسرى الأمنيين. هناك في معظم السجون في إسرائيل أجهزة لتشويش استقبال المكالمات الهاتفية، ولكن ينجح جزء من الأسرى في التغلب على هذه الصعوبات وإجراء اتصالات هاتفية غير مراقبة.

اقرأوا المزيد: 220 كلمة
عرض أقل
أسرى فلسطينيون (AFP)
أسرى فلسطينيون (AFP)

استعدادات للإضراب عن الطعام للأسرى الفلسطينيين

السبب الرئيس للإضراب هو المطالبة بتحسين الظروف، إلا أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن البرغوثي معني باستعادة قوته السياسية

بدأت مصلحة السجون والمنظومة الأمنية في إسرائيل تستعد لأنه منذ أمس (الأحد) واليوم صباحا (الاثنين) أعلن مئات الأسرى الفلسطينيين الإضراب عن الطعام، الذي يقوده مروان البرغوثي. ومن المتوقع أن يشمل الإضراب عن الطعام كل السجون تقريبا، التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيون، لا سيّما سجناء فتح ولكن سجناء من تنظيمات أخرى أيضا.

“هذا القرار هام جدا”، قال البرغوثي قبل نحو شهر، عندما أعلن للمرة الأولى عن نواياه لبدء الإضراب. ودعا كل السجناء لاحترام هذا القرار والمشاركة في الإضراب. “هذه فرصة لتوحيد كل الأسرى الفلسطينيين تحت سقف واحد، من أجل احترامهم واحترام الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية”.

السبب الرسمي للإضراب هو المطالبة بتحسين ظروف السجناء الأمنيين التي ترفض مصلحة السجون الإسرائيلية الاستجابة لها، إلا أن جهات استخباراتية في المنظومة الأمنية تقول إن السبب الرئيسي للإضراب هو رغبة البرغوثي في تعزيز قوته السياسية، بعد الانتخابات الأخيرة في ظل معرفته أن قوته آخذة بالتدهور.

مروان البرغوثي (Flash90)
مروان البرغوثي (Flash90)

وتستعد المنظومة الأمنية لإمكانية أن يؤثر الإضراب في الشارع الفلسطيني، لا سيّما بشن احتجاجات، مظاهرات، ومسيرات دعما للأسرى الفلسطينيين.

وأوعز وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، بإقامة مستشفى ميداني خارج جدران سجن كتسيعوت بهدف منع إخلاء الأسرى إلى المستشفيات العامة ولتوفير العلاج الطبي للأسرى المضربين عن الطعام عند الحاجة. بالإضافة إلى ذلك، تلقت قوات مصلحة السجون تعليمات لإجراء تفتيشات مكثفة في السجن للتأكد من عدم التواصل غير القانوني بين الأسرى. بالإضافة إلى ذلك، بوسع مصلحة السجون نقل الأسرى بين السجون المختلفة.

أعرب رئيس حكومة الوفاق الوطنيّ الفلسطيني، رامي الحمد الله، عن دعمه للإضراب وكذلك قياديو حماس في غزة. وادعى مدير نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، وهو من حركة فتح أن نادي الأسير والحركة الأسيرة وعائلات الأسرى، سيعملون في الأيام القريبة بهدف أن يتصدر الإضراب ونضال الأسرى لتحقيق حقوقهم، سلم الأفضليات. وفق أقوال قدورة، كان في وسع إسرائيل منع الإضراب، لو أجرت في الأسابيع الماضية حوارا حقيقيا مع الأسرى ولم تتخذ سياسة التجاهل.

وفق أقوال مصلحة السجون، بدأ نحو 1187 أسير فلسطيني متضامن مع حركة فتح بالإضراب المفتوح. وفق الأنظمة الإدارية الخاصة بمصلحة السجون، فإن السجين الذي لا يتناول وجبته يجتاز مخالفة قانونية ولذلك تفرض عليه عقوبة سحب حقوقه.

اقرأوا المزيد: 320 كلمة
عرض أقل
اسرى في سجن كتسيعوت (JACK GUEZ / AFP)
اسرى في سجن كتسيعوت (JACK GUEZ / AFP)

إسرائيل تُوزع سجناء حماس تفاديًا لحدوث أعمال عنف

قادة حماس المسجونين في إسرائيل يُنقلون من زنازينهم إثر معلومات استخباراتية تتحدث عن توجيه عمليات إرهابية من داخل السجن

تم توزيع المئات من سجناء حماس المعتقلين في سجن نفحة (جنوب إسرائيل) وسجن إيشل، جنوب مدينة بئر السبع، خلال اليومين الأخيرين على سجون في أنحاء البلاد إثر معلومات استخباراتية عن أنهم يوجهون عمليات إرهابية من داخل السجن. أعلن 300 سجينًا، بعد هذه الخطوة التي قامت بها إدارة السجون، عن البدء بإضراب عن الطعام وهناك خوف من حدوث أعمال عنف.

تم أول البارحة تفكيك قسم حماس في سجن نفحة وتم توزيع 116 سجينًا على سجون أخرى. يدور الحديث عن قادة حماس المعتقلين في السجون الإسرائيلية. تم إدخال سجناء آخرين غيرهم كانوا مسجونين في سجون أخرى. وتم تنفيذ عملية مشابهة البارحة في سجن إيشل، حيث تم إخراج 140 سجينًا من أماكنهم وتم نقلهم إلى سجن آخر، وذلك إثر معلومات استخباراتية تتحدث عن هواتف نقّالة تم إدخالها إلى السجن وعن مواد ذات قيمة استخباراتية جمعها السجناء. يُتوقع أن يعود السجناء إلى سجن إيشل بعد 7 – 10 أيام، بعد الانتهاء من عملية بحث دقيقة في الزنازين.

وتمت العمليتان في يوم واحد، من قبل وحدات خاصة تابعة لمصلحة السجون. ترافقت عملية إخلاء السجناء من زنازينهم بعمليات عنف ومحاولة السجناء أذية قوات الأمن الإسرائيلية. كما وأعلن نحو 300 سجين، إثر عملية الإخلاء تلك، إضرابًا عن الطعام.

اتضح من خلال المواد التي وُجدت على الهواتف المحمولة والمواد الأخرى التي عُثر عليها أنه تم إعطاء توجيهات لتنفيذ عمليات إرهابية من داخل جدران السجن. عبّر مسؤول كبير في مصلحة السجون عن خشيته من اندلاع احتجاجات عنيفة في أقسام حماس في السجون المختلفة. ويُطالب سجناء حماس الأمنيين الآن حتى قيادات حماس بالرد “في الشارع” على هذه الأعمال التعسفية في السجون.

اقرأوا المزيد: 248 كلمة
عرض أقل
محمد علان (AFP)
محمد علان (AFP)

علان يعود لعافيته ويهدد: إذا تم سجني سأعود للإضراب عن الطعام

عاد عضو الجهاد الإسلامي، الذي ما زال يتعالج في إسرائيل بعد أن أوقف إضرابه عن الطعام، إلى تناول الطعام بل وأشار إلى إطلاق سراحه قائلا "إذا اعتقلتني إسرائيل سأعود مجددا إلى الإضراب عن الطعام"

بعد أن أمرت محكمة العدل العليا بتجميد أمر اعتقاله الإداري تراجع عن الإضراب عن الطعام الذي بدأه قبل نحو شهرين، وقال عضو الجهاد الإسلامي، محمد علان، أمس (السبت) إنه إذا اعتقلته إسرائيل مجددا، فسيعود ويرفض تلقي الطعام.

وفي مقابلة مع صحيفة “الرسالة” قال علان: “الآن أنا معرّف كمحرّر. إذا اعتقلني الاحتلال الإسرائيلي مجددا سأعود للإضراب عن الطعام والذي سيضع حدا للكارثة التي أمر بها ومثلي مئات الأسرى الإداريين الذين يقبعون في سجونهم”.

وقد اتهم قائلا “إنّ الاعتقال الإداري يسلب حياة مئات الأسرى ويجعلهم يدفعون ثمنا باهظا، دون أي ذنب أو تهمة موجهة ضدّهم. يجب التوقف فورا عن هذه السياسة”. ووجه علان انتقاداته ضد إسرائيل التي تمنع الأسرى الإداريين من ممارسة جميع حقوقهم ومن بينها اللقاء بأسرهم ومحام بدعوى أنّ المعلومات الواردة في الملف القانوني سرية.

“حققتُ هدف الإضراب واستطعتُ التحرر”، كما قال علان. وأضاف في المقابلة معه إنّ حالته النفسية جيدة رغم ضعفه البدني، وإنه يدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل للتوقف عن الاعتقالات الإدارية.

وكما ذكرنا، ففي أعقاب حكم المحكمة العليا في الأسبوع الماضي بإطلاق سراحه من الاعتقال الإداريّ، أعلن علان أنّه سيتوقف عن الإضراب عن الطعام، بعد أكثر من 60 يوما. خرج أفراد أسرته من غرفة العناية المركزة في مستشفى برزيلاي في مدينة أشكلون، ومن بينهم أخوه، عماد، الذي قال إنّ محمد يعلم بأنّه لا يحتاج إلى الإضراب عن الطعام مجدّدا، وإنّه لم يعد معتقلا.

قال عماد لإذاعة الجيش الإسرائيلية: “محمد علان الآن لم يعد معتقلا ولم يعد مضربا عن الطعام. إنه إنسان حر يمكث في المستشفى من أجل العلاج”. بسبب حالته الصحية، سيستطيع تناول الطعام فقط بعد أسبوعين. حتى ذلك الحين يتواجد علان في خطر الموت.

اقرأوا المزيد: 255 كلمة
عرض أقل
مُظاهرات لتحرير علان (Hadas Parush/Flash90)
مُظاهرات لتحرير علان (Hadas Parush/Flash90)

غضب سياسي في إسرائيل إثر إلغاء أمر السجن الإداري بحق محمد علان

بعد 64 يومًا من الإضراب عن الطعام، حكمت المحكمة العُليا: إلغاء أمر الاعتقال ضد محمد علان. في يوم صدور القرار طرأ تدهور آخر على صحته ما يُهدد بتأجيج الأوضاع ميدانيَّا

يتابع الإسرائيليون، منذ أسابيع، الوضع الصحي للمعتقل الإداري محمد علان، المُضرب عن الطعام منذ 64 يومًا. حكم القضاة البارحة، على إثر مداولات في محكمة العدل العُليا، أن أمر الاعتقال الصادر ضد علان سيُلغى مؤقتًا نظرا لظروفه الصحية. لم يكن علان شاهدًا على هذه الأخبار السارة لأنه بعد دقائق من صدور هذا القرار حدث تدهور آخر على وضعه الصحي وتم تنويمه طبيًّا.

سيبقى علان، وفق ما جاء في القرار، في وحدة العلاج المُكثف في مُستشفى برزيلاي؛ في إسرائيل، ويمكن لأبناء عائلته الاستمرار بزيارته كالعادة وليس كسجين إداري. رغم ذلك، أقّر القضاة أيضًا أنه في حال تبين لاحقًا بأنه أُصيب بضرر دماغي سيتم إطلاق سراحه مُباشرة، وان حدث العكس وطرأ تحسن على صحته سيتم عقد مداولة أُخرى بخصوصه في المحكمة.

السؤال الذي تم تداوله في المحكمة هل السجن الإداري في هذه الظروف أمرًا مُبررًا وهل تم الإقرار أن علان لا يُشكل خطرًا بسبب وضعه الصحي.

ما تم تداوله مؤخرًا في إسرائيل أيضًا، في الأسابيع الأخيرة، هو حول مسألة إن كان يجب إطعام علان قسريَّا وتقديم علاج دوائي له، بخلاف رغبته. تم نقل علان من مُستشفى سوروكا، في بئر السبع؛ إسرائيل، إلى مُستشفى برزيلاي؛ في أشكلون، بعد أن رفض الأطباء في سوروكا أن يُطعموه قسريَّا أو أن يقدموا له علاجا بخلاف رغبته. تم تنظيم أعمال احتجاجية، على إثر نقله إلى أشكلون وبسبب وضعه المتردي، من قبل مؤيدي علان وتم تنظيم مُظاهرات، أمام المُستشفى، ترفض تقديم علاج دوائي له وترفض إطعامه قسريَّا.

أصبحت مدينة أشكلون التي يتعالج فيها علان ساحة للصراع بين متظاهرين فلسطينيين يؤيّدون إطلاق سراحه، وبين متظاهرين من اليمين الإسرائيلي (Hadas Parush/Flash90)
أصبحت مدينة أشكلون التي يتعالج فيها علان ساحة للصراع بين متظاهرين فلسطينيين يؤيّدون إطلاق سراحه، وبين متظاهرين من اليمين الإسرائيلي (Hadas Parush/Flash90)

سُمعت، في أوساط السياسيين الإسرائيليين، انتقادات قاسية، أمس، بعد إعلان قرار المحكمة العُليا بإلغاء السجن الإداري. حذّر وزير الداخلية الإسرائيلي جلعاد أردان من مسألة “الرضوخ” للمُضربين عن الطعام لأن ذلك يُعطي دافعًا لحالات جماعية من الإضراب عن الطعام لمُعتقلين إداريين الذين يُمكنهم ابتزاز إسرائيل بهذه الطريقة. وزيرة الثقافة الإسرائيلية، ميري ريغيف، ردّت أيضًا بدورها وقالت إن المحكمة العُليا رضخت لابتزاز علان بدل تطبيق قانون الإطعام القسري. هناك من قالوا أيضًا إن وضع علان الصحي الذي وصل إلى نقطة لا رجعة فيها يُشكل رادعًا بحد ذاته.

ادعى الوزير أوري أريئيل البارحة أن إطلاق سراح علان هو مقدمة خطيرة لاستمرار ابتزاز دولة إسرائيل. كتب على حسابه في الفيس بوك: “عندما يُحاول شخص ما الانتحار، يعمل الجميع من أجل منعه من فعل ذلك، بكل الطرق – لا توجد هنا فرصة للتفكير وعلى الجهات الطبية العمل لمنع محاولات الانتحار وإطعامه بشكل قسري كما جاء في نص القانون”.

تعرض وضع علان لتقلبات في الأيام الأخيرة. استعاد، قبل نحو ثلاثة أيام، وعيه وطلب أن يتم فصل التسريب الوريدي عنه وأن يُتابع بإضرابه الكامل عن الطعام، ولكن، مع صدور قرار المحكمة العُليا حدث تراجع بوضعه الصحي. رفض في الأيام الأخيرة أيضًا اقتراح الحكومة الإسرائيلية الذي ينص على إبعاده خارج البلاد.

اقرأوا المزيد: 415 كلمة
عرض أقل