شاحنة محمّلة بالإسمنت في طريقها إلى قطاع غزة
شاحنة محمّلة بالإسمنت في طريقها إلى قطاع غزة

إسرائيل تنقل الإسمنت مجددا إلى غزة

قبل نحو شهر ونصف تم إيقاف نقل الإسمنت من إسرائيل لصالح إعادة إعمار القطاع بعد أن اكتُشف أنّه نُقل إلى حماس لبناء الأنفاق

شقّت اليوم (الإثنين) 90 شاحنة محمّلة بالإسمنت طريقها إلى قطاع غزة لإعادة إعماره وهذا للمرة الأولى منذ شهر ونصف، منذ أن تقرر تجميد نقل الإسمنت، وذلك بعد أن كشفت آلية الرقابة التابعة للأمم المتحدة عن عدم استخدام الإسمنت لصالح السكان، وإنما لأغراض حماس.

وقد جاءت هذه الخطوة بعد نقاشات أجرتها إسرائيل مع الأمم المتحدة ومع حماس، والتي تقرر فيها تعزيز إشراف الأمم المتحدة في القطاع من أجل التأكد من أن الإسمنت يُستخدم لأهدافه الأصلية أي إعادة إعمار القطاع بالإضافة إلى الاهتمام بإقالة نائب وزير الاقتصاد في غزة، عماد الباز، المسؤول عن نقل الإسمنت إلى حماس.

في نهاية المطاف حرصت آلية الرقابة التابعة للأمم المتحدة على إعادة الإسمنت الذي صادرته حماس بشكل غير قانوني لصالح بناء الأنفاق تحت الأرض إلى مالكيه واستخدامه هو أيضًا للبناء وإعادة إعمار القطاع لصالح السكان.

شاحنات محمّلة بالإسمنت في طريقها إلى قطاع غزة
شاحنات محمّلة بالإسمنت في طريقها إلى قطاع غزة

مؤخرا نُشر أنّ عبور الناس من القطاع إلى الخارج أصبح صعبا بل مستحيلا أيضًا، وذلك بعد أن بدأ الأردن يصعب تدريجيا على الغزيّين السفر عبر حدوده إلى الخارج بدءًا من آب عام 2015. “تُرفض طلبات المواطنين لعبور حدود المملكة الأردنية الهاشمية من دون توضيح ونحن لا نعلم ما هي الأسباب”، كما قال وزير الإعلام الفلسطيني الأسبق مشهور أبو دقة.

بعد أن كان المعبر الذي يؤدي من رفح إلى مصر مغلقا معظم الوقت، من ثم كان في الأشهر الأخيرة مفتوحا لثلاثة أيام فقط، فإنّ الخيار الوحيد تقريبا أمام الغزيين للخروج خارج البلاد هو الخروج عبر معبر إيرز شمال القطاع، ثم الوصول إلى الأردن عبر معبر جسر الملك حسين، ومن هناك إلى عمان، ومن مطار عمان إلى وجهتهم، ولكن من دون الحصول على تصريح تظهر فيه “عدم ممانعة” من الأردن لا يمكن الخروج من القطاع.

قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، يوسف المحمود، إنّه “تُجرى مؤخرا محادثات واستشارات مع الحكومة الأردنية من أجل التوصل إلى تغيير في الوضع والتخفيف عن ضائقة المواطنين الفلسطينيين”.

اقرأوا المزيد: 284 كلمة
عرض أقل
الشتاء والدمار في غزة (AFP)
الشتاء والدمار في غزة (AFP)

فنان غزي يطلق اغنية ساخرة “وضع البلد تمام”

"يا سلام يا سلام وضع البلد تمام"، بهذه الكلمات البسيطة يعبر الفنان الغزي الساخر عن معاناة الغزيين في القطاع المدمر وتأخر عمليات الإعمار

كلمات الأغنية والفيديو البسيط الذي تمّ تصويره في شوارع قطاع غزّة يرويان المأساة متعددة الأشكال التي حلت بالقطاع، بعد أن اكتسى بالدمار والركام، في ظل سوء الأحوال الجوية التي أدت إلى غرق عدد من البيوت والشوارع.

قلة إمكانات الفنان إسلام أيوب لم تمنع الفيديو كليب من إيصال فكرة الألم الذي يعاني منه مئات آلاف المواطنين في غزّة بعد الحرب الأخيرة التي دارت بين حماس وإسرائيل، تأخر الإعمار وتنكر المسؤولين والمعنيين لمعاناة مليون وثمانمائة ألف فلسطيني يعيشون في القطاع.

ويقول الفنان إسلام أيوب للإعلام الفلسطيني إنه يحاول من خلال أعماله لفت انتباه المسؤولين وبالذات حكومة حماس لأوضاع الناس المأساوية بعد الحرب الأخيرة على القطاع، خاصة النازحين الذين تمّ تدمير بيوتهم وأصبحوا يبيتون في المدارس، لافتاً إلى أن المواطن بات حائراً بين المسؤولين.

أغنية صرخة الإعمار للفنان الفلسطيني اسلام أيوب:

ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينتج من خلالها الفنان المعروف، أعمال فنية يحكي للعالم من خلالها على الأوضاع المأسوية للقطاع. يعرفه الفلسطينيون مع كل أزمة، يحاكي همومهم، وينقل مشاكلهم، ويتحدث عن أزماتهم المتتالية بطريقته الخاصة التي اعتادوا عليها. الفنان الشعبي إسلام أيوب هو صاحب أغاني الأزمات التي تسخر من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها المواطنون في القطاع.

فأيوب غنى لبابور الكاز، والحوار الوطني وانفلونزا الخنازير، وجدول الكهرباء، والجدار الفولاذي على الحدود مع مصر، وحاول ايضاً بأغنيته الساخرة “مشتاق أشوفك” أن يعبر عن معاناة العمال الذين يعانون جراء وقف إدخال الاسمنت الى القطاع.

اغنية مشتاق لك يا أسمنت:

https://www.youtube.com/watch?v=DAokpPN9yw4

وقدّم أيوب عدداً من المسرحيات والبرامج الإذاعية الفكاهية والمقاطع الساخرة والأفلام القصيرة، والتي تحدى خلالها عن أنماط وعادات المجتمع الفلسطيني، إضافة إلى المشاكل والمعيقات التي يواجهها الشارع الغزي والتي يتسبب بها الحصار المتواصل على القطاع.

اقرأوا المزيد: 255 كلمة
عرض أقل
معبر كارم أبو سالم (Flash90Abed Rahim Khatib)
معبر كارم أبو سالم (Flash90Abed Rahim Khatib)

مسؤول فلسطيني: “ابتداء من يوم الأحد سنسيطر على معابر غزة”

أكّد المسؤول أمام موقع "الرسالة" بأنّها "خطوة مهمّة" قبيل التسهيلات في إدخال مواد البناء إلى القطاع، والتي ستساهم في إعادة إعمار دمار الجولة الأخيرة من القتال

16 أكتوبر 2014 | 10:10

صرّح مسؤول فلسطيني أمس (الأربعاء) لموقع “الرسالة” أنّ حكومة الوحدة الفلسطينية ستتولّى السيطرة على معابر غزة يوم الأحد. وهي خطوة رسمية، ترى فيها الحكومة “خطوة مهمّة” قبيل التسهيلات في إدخال مواد البناء إلى قطاع غزة.

ويظهر من تصريح المسؤول أنّ هناك محادثات حثيثة تجري بين قطاع غزة والضفة الغربية، بهدف التوصّل إلى اتفاق في قضية تحمّل المسؤولية الحكومية على معابر القطاع. ومن المفترض أن يسري مفعول قضايا “كثيرة ومهمّة” مما تم نقاشها في إطار تلك المحادثات منذ بداية الأسبوع المقبل. من بينها، كما ذكرنا، السيطرة على معابر غزة.

وقد نُشر يوم الثلاثاء الأخير (14 تشرين الأول) أنّه ولأول مرة منذ صعود حماس للسلطة عام 2007، تسمح إسرائيل بتصدير السلع الزراعية من غزة إلى الضفة الغربية. بالإضافة إلى ذلك، سمحت إسرائيل أمس بإدخال 600 طنّ من الإسمنت و 400 طنّ من الحديد ومواد البناء الأخرى إلى غزة عن طريق معبر كارم أبو سالم. ستحتوي 15 شاحنة على الإسمنت، و 10 شاحنات على الحديد بالإضافة إلى 50 شاحنة وفيها حصى ستدخل هي أيضًا. وهناك شاحنتان، تحملان التمر والبطاطا، في معبر كارم أبو سالم في طريقهما إلى الضفة.

اقرأوا المزيد: 173 كلمة
عرض أقل
الإسمنت الرخيص إلى البيوت في القطاع وأمّا الأسمنت الجيد فاستخدمته حماس للأنفاق (AFP)
الإسمنت الرخيص إلى البيوت في القطاع وأمّا الأسمنت الجيد فاستخدمته حماس للأنفاق (AFP)

من أين حصلت حماس على الإسمنت لبناء الأنفاق وغزةَ السُفلى؟

كي تستطيع حماس بناء الأنفاق استخدمت الإسمنت الأفضل واضطر سكان غزة للاكتفاء بالإسمنت الرخيص بثمن باهظ

في كل مرة يُكتشف نفق آخر من بين أنفاق الهجوم التي بنتها حماس في السنوات الأخيرة، يمكن أخذ انطباع من الجهد المستثمر في بنائها، وذلك حتى من قبل أن نعرف عن أنفاق الإدارة والسيطرة التي تمتلكها حماس من تحت غزة. أحد الأسئلة المقلقة هي من أين حصل رجال الذراع العسكرية لحماس على الإسمنت لبناء جدران الأنفاق، وذلك في ظل ظروف الحصار والنقص في الإسمنت والمواد عامة.

يبدو أن حماس أقامت لأجل ذلك آلية ضخمة كل هدفها أن تدخل ما أمكنها من إسمنت للقطاع، ومن الحديد ومواد البناء وباقي المواد المطلوبة لعملها تحت الأرض.

ظاهريًّا، عانى السكان في القطاع من نقص في نفس المواد كلها، وخاصة مواد البناء، لكن كما يتجلى يومًا بعد يوم منذ أن بدأت عملية “الجرف الصامد”، لم تعانِ الذراع العسكرية لحماس من نقص في العتاد أو الأموال وقد استعدت للمعركة جيدًا.

يبدو أن قسمًا من الإسمنت الذي سمحت إسرائيل في إدخاله للقطاع لدواعٍ إنسانية (مثلا بعد الفيضانات آخرَ 2013) قد صَبّ في النهاية بين يدي حماس. لكن، هذا ليس المصدر الوحيد، وكانت للحركة مصادر أخرى من الإسمنت.

أجرى الملحق الاقتصادي (كلكليست) لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، الصحيفة الإسرائيلية الأكثر قراءة، استطلاعات حول مصادر الإسمنت المعروفة منذ سنوات عديدة، وحاول الحصول على إجابة كيف نجحت وحدة الأنفاق لحماس في حصولها على الإسمنت الذي يعد بضاعة مطلوبة ونادرة في القطاع، بسبب الظروف التي تخيّم عليه.

إدخال مواد البناء والإسمنت الى القطاع عبر معبر رفح (AFP)
إدخال مواد البناء والإسمنت الى القطاع عبر معبر رفح (AFP)

حسب الدلائل التي نشرت في الصحيفة فإن قسطًا وفيرًا من الإسمنت الفاخر، مخبّأ في أنفاق التهريب في غزة. لقد ازدهر قطاع التهريب عبر الأنفاق في رفح خلال السنوات، لكن لا شك أن ذروة النشاط كان سنة حكم الإخوان المسلمين في مصر (تموز 2012 حتى حزيران 2013). في نفس الفترة، تسربت لوسائل الإعلام العربية معطيات لافتة عما يحدث هنالك.

حسبما يقول مهربون في نفس الفترة، في كل يوم هُرّب 3000-4000 طن من الإسمنت، الحديد وحجارة البناء. كانت حماس تعبئ جيوبها بـ 75 شاقلا من كل طن أدخل للقطاع عبر الأنفاق، ولذلك كان من مصلحتها أن تُدخل أكبر كمية من الإسمنت.

كانت أسعار الإسمنت ولا تزال مرتفعة في القطاع على طول السنين الأخيرة، بل وصل السعر الرسمي لطن من الإسمنت إلى 520 شاقلا. للمقارنة، يتراوح ثمن طن الإسمنت في إسرائيل حول 320 شاقلا. في السوق الغزية السوداء، وصل سعر طن الإسمنت إلى 1200 شاقل. وأما السوق السوداء فقد كان رجال حماس يديرونها.

كان مصدر الإسمنت المهرب “الفائق الجودة” من تركيا. حسب المهربين، كانت تصل شاحنات الإسمنت إلى ميناء العريش المصري، وكان يخزّن هناك. ومن هناك كان يهرب عبر الأنفاق إلى القطاع.

منذ 2011 بدأت تصل شكاوى أكثر فأكثر من مواطنين في القطاع عن جودة الإسمنت الذي يصل من الأنفاق. أعربت مقالات كثيرة، خُصصت عن الموضوع، في الصحافة الفلسطينية عن تخوّف بعض الغزيين من أن تنهار بيوتهم بسبب جودة الإسمنت المنخفضة.

الإسمنت الرخيص إلى البيوت في القطاع وأمّا الأسمنت الجيد فاستخدمته حماس للأنفاق (AFP)
الإسمنت الرخيص إلى البيوت في القطاع وأمّا الأسمنت الجيد فاستخدمته حماس للأنفاق (AFP)

تبيّن أن المقربين من حماس أصحاب الأنفاق استخدموا عدة طرق لرشوة عامة الزبائن في غزة: مثلا، أدخل إسمنت غير معروف مصدره (يبدو أنه من إنتاج مصري) إلى أكياس إسمنت من شركة ذات ماركة معروفة بجودتها العالية، أو أن أكياس الإسمنت مجهولة المصدر حظيت “بترقية” عبر إرفاق تفاصيل كاذبة على الغلاف حول الجودة. وصل الإسمنت الأجود من تركيا إلى رجال حماس الذين كانوا مشغولين كلّ تلك الفترة ببناء غزة السُفلى.

ولقد أقلق موضوع الإسمنت المغشوش الكثيرين في القطاع. لقد قصّ بعضهم للصحافة أنهم قد توقفوا عن بناء البيوت تخوفًا من انهيار البيوت مع الزمن بسبب الإسمنت الضعيف.

يتم حفر الأنفاق غالبًا تحت الأرض ببضعة أمتار وعلى شكل مناوبات (Flash90/Abed Rahim Khatib)
يتم حفر الأنفاق غالبًا تحت الأرض ببضعة أمتار وعلى شكل مناوبات (Flash90/Abed Rahim Khatib)

يدعي أسامة كحيل، رئيس رابطة المقاولين في القطاع، أنه قدّم في الماضي طلبًا رسميًّا إلى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) كي تموّل اقتناء أجهزة لفحص جودة الإسمنت الذي استُعمل في غزة، وذلك على ضوء كثرة الشكاوى والمخاوف. ولكن، لم يُستجب للطلب.

وطُرح السؤال إن كانت قطر وحماس قد خدعتا إسرائيل ومصر في موضوع الإسمنت ؟ قبل سنتين، صادقت إسرائيل لقطر على تمويل مشاريع لترميم القطاع بمبلغ قدره 400 مليون دولار. حسب الاتفاق، من أجل تنفيذ المشروع القطري، أُدخِل لغزة بصورة منظمة ومكشوفة عبر معبر رفح الإسمنت “عسكري”، لأن الجيش المصري نقله من أحد مخازن شركات المقاولة الكبيرة في مصر.

حسب شهادة الصحفيين الغزّيين، في اللحظة التي دخل فيها لقطاع غزة أصبح الإسمنت ملكًا حصريًّا لرجال حماس. جُمعت كل حمولة الإسمنت في مكان واحد، وتم تأمينها من مسلحي حماس وكان نشطاء الحركة مسؤولين عن توزيعها. لم يهتمّ القطريون كثيرًا إلى أين يذهب الإسمنت، وكذلك الأمر بالنسبة لباقي مواد البناء التي موّلوها.

اقرأوا المزيد: 664 كلمة
عرض أقل