لماذا يثير التطبيع مشاعر الإسرائيليين لهذا الحد؟

الوزيرة الإسرائيلية ميري ريغيف تتأثر أثناء عزف النشيد الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي (لقطة شاشة)
الوزيرة الإسرائيلية ميري ريغيف تتأثر أثناء عزف النشيد الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي (لقطة شاشة)

المظاهر الأخيرة للتطبيع مع إسرائيل في المنطقة تثير مشاعر الجمهور الإسرائيلي إلى حد كبير، لا سيما التطبيع العلني. فبعد عقود من رفض إسرائيل واتهامها بأنها مصدر المتاعب في المنطقة، التطبيع يعني أن المنطقة دخلت عصرا جديدا

29 أكتوبر 2018 | 16:12

لماذا أجهشت الوزيرة الإسرائيلية، ميري ريغيف، بالبكاء حين عُزف النشيد الوطني الإسرائيلي في العاصمة الإماراتية؟ ماذا كان في تلك اللحظة التاريخية ليبكي الوزيرة كما لم يرها أحد من قبل لمجرد سماع النشيد الوطني في قاعة رياضية في عاصمة عربية؟

ففي حين تعارض أغلبية العرب التطبيع مع إسرائيل، وتثير مظاهرها في العالم العربي سخط الملايين، يشعر الإسرائيليون بنشوة النصر كلما رأوا وفدا إسرائيليا أو مسؤولا حطّ في عاصمة عربية. ما هي أسباب هذه الفرحة وماذا يعني التطبيع بالنسبة للإسرائيليين؟

اعتراف وقبول

بالنسبة للإسرائيليين، التطبيع يعني الاعتراف بوجود إسرائيل وقبول حقيقة كونها جزءا لا يتجزأ من الشرق الأوسط. فبعد سنوات طويلة من الصراع، والرفض العربي لوجود إسرائيل، مظاهر التطبيع تبعث إلى الارتياح في نفوس الإسرائيليين لأن الصراع قد ينتهي، فبعد التطبيع ربما يأتي السلام.

ومشهد الوزيرة ميري ريغيف وهي تذرف الدموع في العاصمة الإماراتية خير دليل على ذلك، فهي إسرائيلية تقف في قاعة رياضية في عاصمة عربية وتسمع نشيدها الوطني وليست بحاجة إلى إخفاء هويتها أو إبقاء زيارتها سرية.

ريغيف شعرت أنها شخصية مرحب بها ودولة إسرائيل شعرت أنها دولة مرحب بها في عاصمة عربية، وهذا يدل على تغيير كبير في العالم العربي بعد أن كانت إسرائيل مرفوضة ومنبوذة.

الاقتصاد الإسرائيلي

التطبيع يعني أن العلاقات الإسرائيلية العربية تجاوزت السياسة وبدأت تتوسع لمجالات أخرى مثل الاقتصادية والرياضية. فمن ناحية، هناك علاقات اقتصادية بين إسرائيل ودول عربية تساهم في الاقتصاد الإسرائيلي وتقويه رغم الحديث عن عزلة إسرائيل في المنطقة.

التكنولوجيا الإسرائيلية والتقدم الإسرائيلي مرغوب فيهما جدا في المنطقة في الراهن. فمن جهة، دول المنطقة بحاجة إلى مشاريع اقتصادية تنقذ اقتصادها، وهناك طلب على الخبرة العلمية والتقنية الإسرائيلية.

التطبيع دليل على تقدم إسرائيل، والعديد من الشرك العربية تُبدي رغبتها في التعرف أكثر إلى أسباب النجاح الاقتصادي الإسرائيلي. وفي نظر إسرائيليين كثيرين، التطبيع سيكون المفتاح للسلام بين إسرائيل والدول العربية في المستقبل.

السلطان قابوس ونتنياهو في مسقط

دور إسرائيل في المنطقة

التطبيع يعني أن إسرائيل قوية وذات نفوذ من الناحية الاستراتيجية في المنطقة، فهي دولة تؤخذ بالحسبان في مواجهة الدول العربية لإيران، وهي تؤخذ بالحسبان حين يدور الحديث عن مستقبل سوريا بعد الحرب.

“إسرائيل دولة مهمة للأمن الإقليمي.. تحقق التوازن العسكري في المنطقة” وصفها محلل سعودي بارز على صحيفة الشرق الأوسط. فبعد أن كانت إسرائيل لاعبا سياسيا غير مرغوب فيه، ومتهمة بأنها “مصدر المتاعب” في الشرق الأوسط، هناك تحول كبير في هذه الفرضية، وإعادة قراءة للمشاكل الحقيقية في هذه المنطقة.

التطبيع بالنسبة للإسرائيليين يعني أن دول المنطقة بدأت تقيم حساباتها على قاعدة منطقية وبراغماتية، وليس على الثقافة العربية الرافضة البعيدة عن هذه الحسابات. والمفرح في إسرائيل هو أن الدول العربية بدأت ترى دورا بناءً لإسرائيل في المنطقة وليس العكس.

“ما فعلته إسرائيل من أجل وقف إيران في سوريا لم تفعله أي دولة عربية رافضة” يشهد محللون عرب على دور إسرائيل في المنطقة.

اقرأوا المزيد: 417 كلمة
عرض أقل
يهود يجتمعون في كنيس جربة، تونس (AFP)
يهود يجتمعون في كنيس جربة، تونس (AFP)

كم عدد اليهود في الدول العربية والإسلامية؟

يتضح من البيانات التي نُشرت قبيل عيد رأس السنة اليهودية أن نحو 6.6 مليون يهودي يعيشون في إسرائيل، ونحو 8.1 مليون يعيشون خارجها

مع بداية السنة العبريّة الجديدة، يعيش نحو 14.7 يهودي في العام، مقارنة بـ 14.6 في السنة الماضية. نقدم لكم بعض الحقائق الهامة عن اليهود في العالم:

01
5.7 مليون يهودي يعيشون في الولايات المتحدة

من بين إجمالي اليهود في العالم، يعيش نحو 6.6 مليون في إسرائيل، ونحو 8.1 مليون خارجها، إذ إن 5.7 من بينهم يعيشون في الولايات المتحدة

02
180 ألف يهودي يعيشون في الأرجنتين

إضافة إلى الولايات المتحدة، يعيش في فرنسا 453 ألف يهودي؛ كندا 391 ألف يهودي، بريطانيا 290 ألف يهودي، والأرجنتين 180 ألف يهودي

03
27 ألف يهودي يعيشون في الدول العربية والإسلامية

يعيش في الدول العربية والإسلامية نحو 27 ألف يهودي، ونحو 15 ألف منهم في تركيا، نحو 8500 في إيران، نحو 2.000 في المغرب، وألف يهودي تقريبا في تونس. كما يصل تعداد اليهود في دول أخرى مثل كوبا، جامايكا، تايلاند، سوريّا، ومصر إلى نحو 500 يهودي وربما أقل

04
يهود الفلاشا يناضلون من أجل الهجرة إلى إسرائيل

في 98 دولة في العالم، يعيش أكثر من 100 يهودي. يعيش في إثيوبيا نحو 100 يهودي معترف بهم في الشريعة اليهودية، ونحو 8000 من يهود الفلاشا الذين يناضلون من أجل حقهم في الهجرة إلى إسرائيل. وفق معطيات سلطة السكّان والهجرة الإسرائيلية، هناك لدى أكثر من %70 من الذين ينتظرون الهجرة إلى إسرائيل أقرباء عائلة من الدرجة الأولى في إسرائيل

05
"قانون العودة" ويهود العالم

يصل عدد اليهود في العالم الذين يستحقون الهجرة إلى إسرائيل في إطار “قانون العودة” إلى نحو 23.5 ألف شخص

اقرأوا المزيد: 206 كلمة
عرض أقل
يوغا جماعية في تل أبيب (Miriam Alster/FLASH90)
يوغا جماعية في تل أبيب (Miriam Alster/FLASH90)

5 حقائق عن سكان إسرائيل عشية السنة العبرية الجديدة

دائرة الإحصاء الإسرائيلية تنشر آخر المعطيات عن سكان إسرائيل.. كم تعدادهم؟ وهل هم راضون عن الحياة في إسرائيل

04 سبتمبر 2018 | 15:48
01
تعداد سكان إسرائيل عشية السنة العبرية

يعيش في إسرائيل في الراهن 8.907.000 مليون شخص. وحسب دائرة الإحصاء، إذا استمر نمو السكان على هذا النحو، فمن المتوقع أن يبلغ عدد سكان إسرائيل في أقل من عام 9 مليون. ومن المتوقع أن يكون عدد سكان إسرائيل في عام 2024 10 مليون.

02
يعيش في إسرائيل 1.864 مليون عربي

في حين يبلغ عدد السكان اليهود في إسرائيل 6.625 مليون، يعيش في إسرائيل 1.864 عربي. ويعيش كذلك في إسرائيل نحو 166 ألف أجنبي

03
معظم سكان إسرائيل يعيشون في المركز

24.5% من سكان إسرائيل يعيشون في مركز إسرائيل، منهم 16.1% يعيشون في تل أبيب. وكثافة السكان تعد عالية في هذه المنطقة، في تل أبيب يعيش 8.072 ألف مواطن في كل كيلومتر واحد. وفي شمال إسرائيل يعيش 16.2% من السكان، وكثافة السكان هناك أقل بكثير، إذ يعيش 313 مواطنا في كل كيلومتر.

04
معظم الإسرائيليين راضون عن الحياة

قال 89% من الإسرائيليين إنهم راضون عن الحياة. و37% قالوا إنهم غير راضين عن الوضع الاقتصادي. وقدّر 84% من الإسرائيليين إن صحتهم تعد “جيدة جدا” و “جيدة”. وقال 51% إنهم يمارسون الرياضة. وأكثر من 52% قالوا إنهم يرغبون في تخفيف الوزن.

05
25 ألف قادم جديد

عدد الولادات في إسرائيل بلغ 175، وعدد الوفيات كان 43 ألف. قدم إلى إسرائيل نحو 29 ألف مهاجر، منهم 25 ألف قادم جديد. نسبة الولادة في إسرائيل تعد من الأعلى في العالم الغربي ونسبة الشباب من سكان إسرائيل عالية.

اقرأوا المزيد: 225 كلمة
عرض أقل

هل سيتعاون الكابتن الإسرائيلي والإيراني على أرض الملعب؟

لاعب المنتخب الإسرائيلي بيبراس ناتخو (توتير)
لاعب المنتخب الإسرائيلي بيبراس ناتخو (توتير)

انتقال اللاعب الإسرائيلي بيبرس ناتخو إلى الفريق اليوناني العريق أولمبياكوس يعني أنه سيلعب إلى جانب اللاعب الإيراني إحسان حاج صافي.. هل سيتعاون اللاعبان في الوسط رغم العداوة بين بلديهما؟

07 أغسطس 2018 | 16:05

في الوقت الذي يتبادل فيه قادة إيران وقادة إسرائيل التهديدات وتسود العداوة بين البلدين، شاء القدر أن يلعب كابتن منتخب إسرائيل وكابتن منتخب إيران في نفس النادي وعلى نفس الملعب هذا العام في الدوري اليوناني.
فقد تعاقد نادي أولمبياكوس العريق، أمس الاثنين، مع اللاعب الإسرائيلي، بيبراس ناتخو، لعامين، لينضم إلى صفوف الفريق إلى جانب اللاعب الإيراني الموهوب، إحسان حاج صافي، الذي كان تعاقد مع النادي العام الماضي.

فرغم الأجواء المعادية التي تسود العلاقات بين نتنياهو وروحاني، والحديث عن حرب محتملة بين البلدين على ضوء سعي إيران وراء الحصول على قنبلة نووية، سيضطر اللاعبان إلى التعاون بينهما، لا سيما أنهما لاعبا وسط، من أجل نجاح الفريق اليوناني.

وكان ناتخو الذي يبلغ من العمر 30 عاما لعب في العامين الماضيتين في النادي الروسي سيسكا موسكو، ينحدر من عائلة شركسية تسكن في قرية “كفر كما” الواقعة غربي بحيرة طبريا، أما حاج صافي، فكان انضم إلى أولمبياكوس العام الماضي، في نهايته احتل الفريق المرتبة الأولى في الدوري الممتاز في اليونان.

اللاعب الإيراني إحسان حاج صافي (تويتر)

والملفت أن حاج صافي كان قد تورط مع النظام الإيراني في الماضي بعدما شارك في مباراة مع فريقه السابق، بنيونيوس اليوناني، في إطار الدوري الأوروبي، ضد الفريق الإسرائيلي، مكابي تل أبيب. فقامت السلطات الإيرانية بإبعاده عن المنتخب الوطني بتهمة “إقامة علاقات مع إسرائيل وإهانة الشهداء واللاجئين”.

لكن الكابتن الإيراني اعتذر عن فعلته عن طريق انستجرام، فغفر له النظام الإيراني وأعاده إلى المباراة، ليشارك في مباريات كأس العالم في روسيا، حيث كان المنتخب من المفاجآت السارة في المونديال لأدائه القوي.

اقرأوا المزيد: 230 كلمة
عرض أقل

“الانتفاضة المهذبة” التي يخوضها دروز إسرائيل

نتنياهو يلتقي زعيم الطائفة  الدرزية في مقره (GPO)
نتنياهو يلتقي زعيم الطائفة الدرزية في مقره (GPO)

هذا الأسبوع، أثبت الدروز أنهم الأقليّة الأقوى في إسرائيل، وذلك بعد أن أجبروا حكومة نتنياهو على التفكير مجددا في "قانون القومية" المثير للجدل

27 يوليو 2018 | 23:57

منذ وقت طويل، لم نشهد تراجعا كهذا في المنظومة السياسية الإسرائيلية، الذي حدث بعد عدة أيام فقط أعلن فيها أعضاء الحكومة، بما في ذلك رئيس الحكومة، عن “يوم تاريخي” بعد أن صادق الكنيست الإسرائيلي على “قانون القومية” المثير للجدل، الذي ينص على أن إسرائيل هي البيت القومي للشعب اليهودي ويعرّف اللغة العربية بصفتها اللغة الرسمية في الدولة فقط (حتى يومنا هذا كانت تعتبر العربية لغة رسمية أيضا).

اعترف رؤساء أحزاب المعارضة أن القانون يشكل خطأ ويجب العمل على تغييره لتجنب إلحاق الضرر بالدروز. غرد وزير التربية والتعليم بينيت الذي دفع سن القانون قدما وحافظ عليه علنا: “بعد محادثات مع الكثير من إخوتنا الدروز، يتضح أن قانون القومية يلحق ضررا كبيرا بهم تحديدًا، وبمن له علاقة بمصير الدولة اليهودية. وطبعا، هذا ليس هدف الحكومة الإسرائيلية. فالدروز إخوتنا، وهناك تعاون بيننا في ساحة المعركة، وتحالف. على الحكومة الإسرائيلية تحمّل مسؤولية التوصل إلى طريق لرأب الصدع”. واعترف وزير المالية كحلون الذي طلب من النائب الدرزي في حزبه “كلنا”، أكرم حسون، تقديم التماس إلى المحكمة العليا ضد القانون، رغم أنه كان قد أيده.

وجهاء من الطائفة الدرزية ووزيرة العدل في مقر رئيس الدولة Mark Neyman/GPO)

فسارع رئيس الحكومة نتنياهو إلى الالتقاء بالممثلين الدروز، وهكذا عمل ممثلو المعارضة أيضا. في الواقع، يمكن القول إن معارضة الدروز، رغم أنها كانت معتدلة نسبيا ودارت بشكل خاصّ في مواقع التواصل الاجتماعي والحلبة السياسية، من خلال التأكيد على رسائل إيجابية، قد تؤدي إلى تغيير في قانون تولي له الحكومة أهمية.
في نهاية لقاء نتنياهو مع رؤساء الطائفة الدرزية، قيل: “سيوضع برنامج يؤكد التزام دولة إسرائيل تجاه الدروز”، إذ ربما تُمنح رزمة مساعدات خاصة للدروز بدل الإقدام على تغيير في نص القانون نفسه.

بدأ الاحتجاج الدرزي أثناء مراحل سن القانون، ولكنه لم يحظَ بأهمية كبيرة. فبعد المصادقة عليه، وبعد أن صرح أعضاء الائتلاف تصريحات قومية، دارت محادثات بين الدروز، عبّروا عنها في منشورات كثيرة في الفيس بوك. فكتب مواطن درزي شاب من الشمال: “خدمت في الجيش كمقاتل وضابط طيلة 26 عاما. وخدم جنود شبان دروز قبلي وبعدي في كل حروب إسرائيل في كل الجبهات. يمكن أن أقول إننا نفعل ذلك لأننا نتجند من أجل الحفاظ على موطننا وبلادنا. تربطنا علاقة وطيدة بهذه البلاد كسائر مواطني إسرائيل اليهود لأنها بلادنا وموطننا منذ مئات السنوات. تتبدل الحكومات، وهي لا تحدد انتماءنا لهذه البلاد. الحكومة التي تعرفنا كمواطنين من الدرجة الثانية، تعرّف نفسها كحكومة من الدرجة الثالثة أو أسوأ”.

الوزير بينت وزعيم الطائفة الدرزية في إسرائيل الشيخ موفق طريف (FLASH90)

من الجدير بالذكر أن الدروز في إسرائيل يعدّون طائفة قوية جدا وذات نفوذ ويعود ذلك لعدة أسباب أبرزها: يخدم دروز كثيرون في الجيش ومنهم من يتبوأ مراتب رفيعة. كما أنهم يؤدون دورا هاما في الدولة، وتتصدر البلدات الدرزية قائمة النجاحات في مجال التربية في كل عام.

وهناك نقطة هامة جدا أخرى مرتبطة بنشاطات الدروز السياسية – الكثير من الدروز هم أعضاء في أحزاب إسرائيلية، بما في ذلك أحزاب يمينية مثل الليكود والبيت اليهودي. في هذه الحال، للدروز تأثير كبير على صانعي القرار.

هل سيُلغى قانون القومية؟ علينا الانتظار لأن الكنيست الإسرائيلي في عطلة. لكن، ليس هناك شك أن احتجاج الدروز فتح النقاش العامّ الأهم الذي تشهده إسرائيل فيما يتعلق بهم.

اقرأوا المزيد: 467 كلمة
عرض أقل

اليوم في إسرائيل: صيام دمار الهيكل

صلاة اليهود في حائط البراق في القدس (FLASH 90)
صلاة اليهود في حائط البراق في القدس (FLASH 90)

يحيي يهود كثيرون مرور 1948 سانة لدمار الهيكل بصيام، هو صيام التاسع من آب، الذي ينتهي بعد غروب الشمس

يُدعى صوم التاسع من آب على اسم التاريخ العبري الذي وقع فيه، وهو يشير إلى اليوم الذي دُمّر به الهيكلان اليهوديان، بفارق نحو 550 سنة. خلال الصيام، الذي يستمر 25 ساعة، لا يأكلون ولا يشربون، ويمارسون طقوس الحداد: لا يغتسلون، لا يحلقون، ولا يشترون وسائل رفاهية. حتى إن الصارمين معتادون على النوم على الأرض، وليس على أسرّتهم. كذلك، من عادة الكثيرين الذهاب إلى القدس وقراءة المراثي والصلوات لذكرى الهيكل المدمَّر.

تبدأ طقوس الحداد لذكرى خراب الهيكل، أقدس الأماكن بالنسبة لليهود، قبل نحو ثلاثة أسابيع من هذا اليوم، في الفترة التي تُدعى “بين هميتسريم” (بين الضيقَين)، التي تشير إلى تشقق أسوار القدس في 17 تموز، والذي أعقبه تدمير الرومان للهيكل الثاني. كذلك في أيام “بين الضيقَين”، تُجرى طقوس حداد، تتكاثف كلما اقترب التاسع من آب. في الأيام التسعة بين بداية الشهر والصيام، من المعتاد الامتناع عن أكل اللحوم وشرب الخمر (وهما من مأكولات الرفاهية والاحتفال).

يعتبر تاريخ 9 آب، في التقاليد اليهودية، يومًا “سيء الطالع”، يكون لليهود فيه حظ سيّء، حيث دُمّر كلا الهيكلَين في اليوم نفسه بفارق زمني هائل. ووفقًا للتقاليد، حدثت في التاريخ نفسه كوارث ومصائب أخرى للشعب اليهودي. وفقًا للتقاليد، بعد مجيء المسيح المنتظر وبناء الهيكل الثالث، سيصبح يوم التاسع من آب يوم عيد وفرح.

اقرأوا المزيد: 194 كلمة
عرض أقل

“هجمة” مبادرات إسرائيلية لترميم غزة

حقل طاقة شمسية في النقب (Miriam Alster/FLASh90)
حقل طاقة شمسية في النقب (Miriam Alster/FLASh90)

محطة توليد كهرباء بالطقة الشمسية لتزويد غزة بالكهرباء، ورصيف بحري على الشواطئ القبرصية لنقل البضائع إلى غزة وبعد.. ماذا سيكون رد حماس على هذه المبادرات؟

نشرت اليوم، الثلاثاء، صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن إسرائيل صادقت على إقامة محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية في أراضيها، لتوفير الكهرباء لغزة. ستموّل المشروع جهات خاصة إسرائيلية وأجنبية، معنية بتحسين الوضع في القطاع، وستقام المحطة عند معبر كرم أبو سالم “إيرز”.

وأكّدت جهات إسرائيلية أن الحديث يجري عن خطوة إنسانية أحادية الجانب، ليست في إطار أي اتفاق مع حماس. في الحقيقة، طُرحت الفكرة بدايةً في مصر، ولكن المصريين يعارضونها، طالما تسيطر حماس على القطاع. بناء على طلب الأمريكيين، كان يفترض أن يزيد المصريون كمية الكهرباء التي يحصل عليها القطاع من 27 إلى 55 ميغا واط، ولكن بدلا من ذلك أوقفوا إمداده بالكهرباء كليا، وذلك بعد أن أتلفت داعش الخطوط الكهربائية في شمال سيناء.

وبشأن المبادرات الإنسانية، كشفت القناة الإخبارية الثانية أمس الاثنين عن برنامج لوزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بموافقة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لإقامة رصيف بحري على الشواطئ القبرصية لنقل البضائع إلى قطاع غزة، ولكن هذا البرنامج يشترط إعادة المفقودين وجثامين الجنود الإسرائيليين.

من الواضح أن الإدارة الأمريكية تركز جدا على غزة وتمارس ضغطا على كل الجهات ذات الصلة لبذل قصارى جهودها للتخفيف من الوضع في غزة. مثلا، منذ وقت، تترك مصر معبر رفح مفتوحا، وطُرح اقتراح في إسرائيل للسماح لما معدله 6000 فلسطيني من غزة للعمل في إسرائيل. تفحص إسرائيل في الوقت الراهن الاقتراح، ولكن تعارضه المنظومة الأمنية خشية من أن تستغل حماس العمال الفلسطينيين لجمع معلومات استخباراتية.

إحدى القضايا المركزية التي تمنع تقدم الموضوع هي المفقودون الإسرائيليون وجثامين الجنود التي تحتجزها حماس. خلافا للأسير شاليط الذي مارست عائلته ضغطا على الحكومة لإطلاق سراح الأسرى، عائلات الجنود المحتجزة جثامينهم في غزة تطالب الحكومة الضغط على حماس، واشتراط المساعدات الإنسانية بنقل جثامين الجنود والمفقودين. وبما أن إسرائيل لم تحزر تقدما في المحادثات مع حماس حول الموضوع، يصعب على الحكومة اتخاذ القرارات.

اقرأوا المزيد: 278 كلمة
عرض أقل

الحقيقة خلف “الطوشة” بين الإسرائيليين والمغربيين في المونديال

الـ"طوشة" المغربية الإسرائيلية في مباريات كأس العالم (لقطة شاشة)
الـ"طوشة" المغربية الإسرائيلية في مباريات كأس العالم (لقطة شاشة)

سارع صحافيون إسرائيليون إلى الحديث عن اشتباكات نشبت بين مشجعين إسرائيليين ومغربيين في المونديال في روسيا، دون التأكد من حقيقة الأمر.. ماذا حدث حقا؟

21 يونيو 2018 | 11:18

في صورة نُشِرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية من مدرج مباريات المونديال بين البرتغال والمغرب، يبدو المشجعون المغربيون وكأنهم يشدون العلم الإسرائيلي، للوهلة الأولى، ويتشاجرون مع المشجعين الإسرائيليين الذين وقفوا بالقرب منهم. يُقال رب صورة أفضل من ألف كلمة، ولكن يتضح أن ما حدث في الواقع في ذلك المدرج يختلف تماما عن العناوين التي تحدثت عن الصورة في البداية.

دُهِش المراسلون الذين أجروا مقابلات مع المشجعين الإسرائيليين الذين تمت مهاجمتهم، للوهلة الأولى، عندما سمعوا أن هؤلاء المشجعين لم يشعروا بأنهم تعرضوا لهجوم، وأنه لم يتعامل معهم أحد بعدوانية رغم أنهم جلسوا في مقاعد مليئة بأعلام إسرائيلية إلى جانب مشجعين رفعوا أعلام المغرب. وفق أقوالهم، شد مشجع مغربي علم إسرائيل عندما شعر أنه على وشك السقوط.

https://www.facebook.com/avner.benharush/videos/10212146393600525/

في الواقع، إذا نظرتم إلى مقطع الفيديو الكامل الذي يوثق الحادثة قبل وقوعها وأثناء حدوثها، يمكن أن تشاهدوا المشجعين المتحمسين وهم يحاولون الإمساك بالقميص الذي ألقاه اللاعبون باتجاه الجمهور. اضطر الصحفيون الذين أجروا مقابلات مع المشجعين الإسرائيليين إلى شكرهم لأنهم أوضحوا أن الأخبار الأولى كانت خاطئة ونجحوا بفضلهم في تعديلها.

في مجموعات الفيس بوك للإسرائيليين من أصل مغربي غضب أعضاؤها من التغطية الإعلامية الخاطئة، وهاجموا الخبر الذي يستند إلى معلومات خاطئة تشير إلى عدوانية بين إسرائيل والمغرب. كتب أحد أعضاء المجموعة بالعبرية: “في الأسبوع الماضي، التقيت جزءا من المشجعين المغاربة في مطار برشلونة وهم في طريقهم إلى روسيا، وقد دار حديث شيقي بيننا مبني على الاحترام المتبادل”. وكتبت امرأة أخرى ردا على ذلك: “الاحترام والسلام المغربي أفضل ما يكون”، وكتب متصفح آخرك “سنتعلم الكثير من العلاقة بين إسرائيل والمغرب، وحتى ذلك الحين اهتموا بوسائل الإعلام التي تعرب عن انتقاداتها ولا تصدقوا كل قصة تسمعونها”.

اقرأوا المزيد: 255 كلمة
عرض أقل
(لقطة شاشة)
(لقطة شاشة)

الخارجية الإسرائيلية ترد على تغريدة لخامنئي بنكتة

الخارجية الإسرائيلية تنشر صورة ساخرة في ردها على تغريدة لآية الله خامنئي قال فيها إن موقف إيران لم يتغير من إسرائيل وإنها "سرطان" ينبغي إزالته

05 يونيو 2018 | 12:41

“ما زال موقفنا تجاه إسرائيل دون تغيير”، كتب أمس خامنئي في حسابه على تويتر بالإنجليزية. “تشكل إسرائيل سرطانا خبيثا في غرب آسيا، ويجب استئصاله وتدميره، وهذا ممكن وسيحصل”، هذا ما غرده أمس خامنئي وذكر موقفه الذي صرح فيه في الماضي ثانية.

في الوقت ذاته، كان رئيس الحكومة الإسرائيلي، نتنياهو، في ألمانيا والتقى مع رئيسة الحكومة، أنجيلا ميركل. انتقدت ميركل التغريدة بشدة. “نشجب بشدة تصريحات القيادة الإيرانية”، قالت ميركل. وأضافت، مع ذلك، ما زالت ألمانيا تتسمك برأيها الذي يشير إلى أن الاتّفاق النوويّ الذي اختار رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب الانسحاب منه، كان الأفضل لمواجهة النووي الإيراني. كما هاجم نتنياهو الذي يجري حملة طويلة السنوات ضد إيران وجهودها لتطوير أسلحة نووية، السياسة الإيرانية أيضًا من على المنصة التي وقفت عليها ميركل أيضا.

ولكن غردت سفارة إسرائيل في الولايات المتحدة بشكل لاذع أكثر على تغريدة خامنئي، من حسابها في تويتر. لم تكتب أية كلمة في التغريدة، ولكنها تضمنت صورة من الكوميدية الأمريكية “فتيات لئيمات” (بالإنجليزية: Mean Girls)، وتظهر فيها الكتابة: “لماذا أنت مهووس بي إلى هذه الدرجة”؟ هكذا وصفت إسرائيل إيران بشكل غير مباشر بأنها تعاني من “الوسواس” وانتقدت الجهود الكبيرة التي تبذلها إيران، التي ليست لديها حدود مشتركة مع إسرائيل، وتتدخل في حروب بعيدة عن حدودها.

من الصعب أن نشير إلى أن الرد الإسرائيلي قد غيّر رأي أحد سواء كان يدعم إيران أو إسرائيل، ولكن حظي الرد اللاذع في صفوف المتصفِّحين في العالم بإعجاب.

اقرأوا المزيد: 220 كلمة
عرض أقل
Nati Shohat/Flash90
Nati Shohat/Flash90

نموذج العلمانية الفرنسي.. لماذا لن ينجح في إسرائيل؟

لماذا تمارس السلطات الفرنسية وسائل ضغط ضد كل رمز إسلامي في المجال العام، ولماذا لا يمكن أن يُمارس هذا الضغط في إسرائيل؟

تحدثت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية عن استخدام عدد من الأنظمة الإدارية المعادية للتقاليد الدينية في جهاز التربية والتعليم العام في فرنسا. يجري الحديث عن أنظمة إدارية شاملة تهدف إلى إبعاد النشاطات الدينية المختلفة من المدارس، ووفق ما صرح به أحد أعضاء اللجنة التي اقتُبست أقواله في صحيفة “لو فيغارو” الهدف هو “أن تكون المدارس خالية من التقاليد الدينية البارزة”.

من بين الأنظمة، يحظر ارتداء لباس خاص بديانة معينة، سواء كان حجابا أو قلنسوة يستخدمها المسلمون أو اليهود. ويحظر عدم مصافحة الأيدي لأسباب دينية، والتغيب عن المدرسة بسبب الاحتفال بالأعياد الدينية. في الأيام التي تكون فيها في وجبة الغداء وجبة لحم من لحم الخنزير لن تقدم وجبة بديلة للطلاب المسلمين واليهود. يحظر عدم الوصول إلى المدرسة بسبب عقائد ما. أي أنه يجب المشاركة في دروس الرياضة في شهر رمضان، ولن يُعفى الطلاب من المشاركة في دروس السباحة المختلطة، ويمكن تأدية الصلاة في غرفة خاصة فقط.

أثارت هذه الأنظمة الإدارية الفرنسية المعادية للتقاليد الدينية دهشة في إسرائيل وحتى أن جزءا من وسائل الإعلام أوضح أنها تهدف إلى “فرض الحياة العلمانية”. ولكن لم تثر هذه الأنظمة الإدارية دهشة لدى يهود فرنسا رغم أنها تفرض تقييدات على حريتهم الدينية. فمنذ سنوات، يخشى اليهود في فرنسا من التجوّل بينما يعتمرون قلنسوة أو رموز نجمة داود في الشارع، خوفا من التعرض لأعمال حقيرة أو تهجم لأسباب معادة السامية. وبالمقابل هناك جزء يعمل وفق الأنظمة الإدارية الجديدة، ويدعي أن المجتمع الفرنسي يختلف جدا عن المجتمع الإسرائيلي، ويجب فهم هذه الأنظمة قبل انتقادها.

تسعى المبادئ الفرنسية الأساسية إلى الفصل التام بين الدين والدولة، وهذا الفصل منصوص عليه في القوانين منذ عام 1905. يمكن فهم التوجه الفرنسي من أقوال رئيس الحكومة الفرنسية سابقا، مانويل فالس،الذي قال في خطابه في آب 2016، “على الشابات الفرنسيات أن يرتدين البيكيني” وإن “البرقع هو لباس العبودية”. وتطرق فالس إلى بطلة الثورة الفرنسية “مريان” التي لها تمثال في المدينة وفي مبنى عام في فرنسا قائلا: “لا تضع مريان الشالات على جسمها لأنها امرأة حرة وهذه هي فرنسا. تظهر مريان وصدرها عاريا لأنها تلهم الشعب الفرنسي”.

في الدولة التي فيها تماثيل فنية حتى وإن لنساء عاريات، ويعتبر فيها اللباس المتواضع رمزا للعبودية، فإن دخول أعداد كبيرة من المسلمين إلى فرنسا يعتبر مصدر تهديد مباشرا على الحضارة الفرنسية. عُرضت الأنظمة الإدارية الجديدة في وسائل الإعلام الفرنسية بصفتها وسيلة للحماية من “الهجمات ضد العلمانية”، والنزاعات الدينية في المدارس.

رغم ذلك، تُعرف إسرائيل كدولة يهودية أي ليس فيها فصل تام بين الدين والدولة. وهي تحترم التقاليد الدينية التي تُمارس فيها منذ إقامتها. تتجول النساء اليهوديات الكثيرات في إسرائيل وهن يضعن غطاء الرأس وكذلك يُسمح للنساء المسلمات أن يضعن الحجاب في المدارس والجامعات. إضافة إلى ذلك، هناك فصل في معظم المدارس في إسرائيل وهناك القليل جدا من المدارس اليهودية والإسلامية المختلطة. تُلاءم المدارس للفئة السكانية المتجانسة التي تدرس فيها وهكذا تكون “الصراعات الدينية” أقل في المدارس.

تحترم إسرائيل التقاليد الدينية، حتى في الحالات التي يجري فيها الحديث عن مظاهر العنصرية كما يجري في أماكن أخرى في العالم. لا يعتبر طرد شابة محجبة من جامعة فرنسية عملا رهيبا بل عملا كجزء من الأنظمة الإدارية الخاصة بالجامعة. ولكن الوضع في إسرائيل مختلف. يمكن عرض مثال استثنائي يشهد على معظم الحالات: عندما طرد محاضر من جامعة بار إيلان الإسرائيلية، ويمكن القول إنها الجامعة الأكثر يمينية في إسرائيل، طالبة محجبة فرضت عليه إدارة الجامعة عقوبات خطيرة، وصرحت: “تعارض أعمال المحاضر المرفوضة قيم الجامعة تماما. اعترف المحاضر بالخطأ الذي ارتكبه واعتذر من الطالبة. واعتذرت إدارة الجامعة أيضا من الطالبة ووبخت المحاضر جدا. كما وكتب الكادر الجامعي في القسم الذي يعمل فيه المحاضر رسالة ضده أعربوا فيها عن معارضتهم لأعماله التي تلحق ضررا بالجامعة وقيمها”. كما شجب اتحاد الطلاب الجامعيين المؤلف معظمه من اليهود المتدينين المحاضر مؤكدا في رسالته على “أهمية اتباع نمط حياة مشترك بين اليهود وغير اليهود، المتدينين وغير المتدينين، في الجامعة”.

اقرأوا المزيد: 593 كلمة
عرض أقل