أثارت حادثة إسحاق خليل حسان، الشاب الفلسطيني الذي أطلق الجنود المصريون النار عليه عندما حاول اجتياز حدود غزة عن طريق البحر، غضبا وتساؤلات عديدة. فبحسب التقارير الفلسطينية فقد كان إسحاق خليل مصابا عقليا وأطلِقت النار عليه دون أي تحذير مسبق من قبل القوات المصرية.
وقد امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالهاشتاج “#ليش_قتلوه” تعبيرا عن الغضب على قتل شخص بريء وصل إلى منطقة لا ينتمي إليها. ولكن حوادث الماضي تدل على أن هذه الحالة أكثر تعقيدا.
على سبيل المثال، فإنّ أسرة أبرهام مانغيستو، الإسرائيلي المريض نفسيا والذي اجتاز الحدود إلى قطاع غزة قبل نحو عام وثلاثة أشهر واعتُقلته، كما يبدو، حماس، غاضبة ممّا تسمّيه “نفاق حماس”. وتقول أسرته إنّه تماما كما كان يتوجب على المصريين ألا يلحقوا الضرر بإسحاق خليل حسان ويقتلوه، فكذلك كان يحظر على حماس اعتقال منغيستو.
وأضاف أبناء عائلة منغيستو: “قبل عام وثلاثة أشهر اجتاز أبرهام منغيستو الحدود إلى غزة للأسباب ذاتها ولكن بدلا من إعادته إلى أسرته كما هو متوقع من كل إنسان أو هيئة سلطوية أخرى، فإنّ حماس تحتجزه دون أن تكون مستعدة لنقل أية معلومات عن حالته”.
إنّ ظاهرة الأشخاص المرضى النفسيين، الأطفال والنساء الذين ترسلهم حماس إلى المناطق الحدودية أو إلى تجمعات القوات العسكرية معروفة لدى الإسرائيليين جيّدا. قال الكثير من الجنود الإسرائيليين الذين عملوا في حدود غزة إنّهم اعتادوا على رؤية أطفال أو بالغين غير مسلّحين ترسلهم عناصر حماس إلى المناطق الحدودية في مهامّ المراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية.
ولن نعلم أبدا ما الذي دفع إسحاق خليل حسان إلى محاولة اجتياز الحدود البحرية من غزة، حتى تُطلق النار عليه ويُقتل. ولكن محاولة جهات معينة بإدارة حملة إعلامية نتيجة طريقة موته الفظيعة هي حقيقة قائمة. إن كان فعلا يجري الحديث عن شخص يعاني من مرض نفسي، فمن الواضح أنه دفع الثمن الأكبر في حرب المصالح التي لا تتعلق به أبدا.