طالبو لجوء إرتيريون يتظاهرون أمام السفارة الإرتيرية في تل أبيب (Nicky Kelvin/FLASH90)
طالبو لجوء إرتيريون يتظاهرون أمام السفارة الإرتيرية في تل أبيب (Nicky Kelvin/FLASH90)

النزاع الإريتري يصل إلى تل أبيب

وقع شجار بين عشرات الإريتريين في تل أبيب لأسباب سياسية، وأثار الحدث فزعا | "يتساءل الإسرائيليون إذا ما زالوا يعيشون في دولة إسرائيل"

06 يونيو 2018 | 11:48

في الأيام الماضية، وقعت في تل أبيب شجارات عنيفة بين مواطنين إريتريين يدعمون النظام الدكتاتوري في إرتيريا وبين إرتيريين يعارضونه. تطرح تلك الشجارات النقاش العام في إسرائيل مجددا حول العنف في المناطق التي يعيش فيها عدد كبير من المهاجرين وقضية عشرات آلاف اللاجئين طالبي اللجوء التي لم تضع إسرائيل سياسة موحدة بشأنها.

وقعت أحداث الشغب في يوم استقلال إريتريا، الذي صادف بتاريخ 3 حزيران. في ذلك اليوم، أجرت السفارة الإرتيرية احتفالا كبيرا شارك فيه نحو ألفي مواطن إرتيري يعيشون في إسرائيل. بعد أن عاد هؤلاء الإرتيريون، داعمو النظام في إرتيريا، من الحفل، وقعت خلافات بينهم وبين طالبي اللجوء الإرتيريين معارضي النظام، والذي يعمل الكثير منه ضد نظام الحكم في إرتيريا وقد تهربوا من السجن الطويل دون محاكمتهم ومن الخدمة العسكرية الإجبارية التي تصل مدتها إلى عشرات السنوات.

https://www.facebook.com/noa.peer1/videos/1736287606418834/?t=131

وفق التقارير تم تدمير مصلحة تجارية بملكية إرتيري يدعم النظام في إرتيريا، وأصيب بعض الإرتيريين الآخرين، ومن بينهم تعرض شخص لإصابة خطيرة بعد طعنه لهذا نُقِل إلى المستشفى. بعد يوم من ذلك، أمس (الثلاثاء)، وقعت خلافات ثانية، وألقيت حجارة، وحتى أنه دُمّرت نافذة حافلة.

غردت ماي غولان، وهي ناشطة بارزة من أجل طرد الإرتيريين والسودانيين من إسرائيل، في تويتر: “تشهد المحطّة المركزية القديمة في تل أبيب أعمال عنف ووحشية،  حالات طعن، وإلقاء حجارة. أسفرت هذه الحالات عن جرحى، تدمير مصلحة بملكية إرتيري، واضطرت قوات الشرطة إلى الانشغال بحالات الفوضى هذه، لا سيما أن الكثير من المواطنين الإسرائيليين يتساءلون إذا كانوا يعيشون في دولة إسرائيل”.

اقرأوا المزيد: 228 كلمة
عرض أقل
خطاب الكراهية في شبكات التواصل الاجتماعي يخرج عن السيطرة (Yonatan Sindel/Flash90)
خطاب الكراهية في شبكات التواصل الاجتماعي يخرج عن السيطرة (Yonatan Sindel/Flash90)

قلق في إسرائيل: خطاب الكراهية في شبكات التواصل الاجتماعي يخرج عن السيطرة

زيادة مُقلقة وخطيرة في عبارات التشهير، العنصرية، والعنف ضد فئات مُختلفة في المُجتمع الإسرائيلي. الإسرائيليون يشتمون العرب، المثليّين، اللاجئين الأفارقة وغيرهم

خطاب الكراهية، في وسائل التواصل الاجتماعي، منتشر كانتشار النار في الهشيم. وقد أظهر بحث أجراه صندوق بيرل كاتسنلسون، حول ظاهرة العنصرية والتحريض، أن في العام 2015 قد طرأت زيادة نسبتها 20% على التفوّهات العنصرية في وسائل التواصل الاجتماعي. وزيادة على ذلك، طرأت زيادة بنسبة 40% على عبارات العنف الجسدي. وسُجل الملايين من هذه العبارات في العام الماضي.

ووُجد، وبشكل يدعو إلى القلق، أن مُعظم عبارات الكراهية كانت موجهة إلى فئات الأقليات في المُجتمع الإسرائيلي وعلى رأسها العرب الإسرائيليين. المواطنون الإسرائيليون العرب ومواطنو الضفة الغربية وغزة هم الفئة الأكثر تعرضا إلى موجة الكراهية، فتعرضت إلى 263 الف عبارة نابية من قبل إسرائيليين.

والمجموعة الثانية التي تتعرض إلى كيل الشتائم هي فئة المثليّين والسحاقيات في إسرائيل، التي تعرضت إلى 76.5 ألف عبارة نابية في العام المُنصرم. وقد قُتلت في إسرائيل، في العام الماضي، الشابة شيري بانكي التي شاركت في مسيرة الفخر في مدينة القدس، بسبب تحريض كهذا.

والفئة الثالثة الأكثر تعرضًا إلى الشتائم هي فئة داعمي اليسار في إسرائيل، الذين يعتبرهم الكثير من الإسرائيليين أشخاصًا يضرون بالمصلحة الوطنية لدولة إسرائيل، ويقفون إلى جانب العدو. وفي المكان الرابع حل وسط المتدينين الحريديم، وهو الوسط الأكثر تديّنًا في إسرائيل والذي يتم الاستهزأ منها لأن أبناءه يحصلون على إعفاء من الخدمة في الجيش الإسرائيلي.

وتأتي في المرتبة الخامسة فئة اللاجئين الأفارقة الذين يعيشون في إسرائيل، القادمين، تحديدًا، من أريتريا والسودان.

لقد تطرق رئيس المُعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ، إلى الموضوع اليوم في مقابلة أُجريت معه قائلا إن هناك حاجة إلى مُعالجة ظاهرة العنف الكلامي في مواقع التواصل الاجتماعي ومُحاكمة من يفعل ذلك. قال هرتسوغ أقواله هذه إثر موجة التحريض ضد رئيس الدولة رؤوفين ريفلين، الذي يعتبره الكثيرون في إسرائيل أنه “خائن”. وقد ألمح إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مسؤول عن تعاظم خطاب الكراهية وقال: “هنالك حملة جنونية لا تُتيح المجال لأي حوار، كجزء من حملة التخويف التي يُمارسها نتنياهو القائل يوميًّا إن  علينا العيش دائما وسلاحنا في يدنا”.

اقرأوا المزيد: 299 كلمة
عرض أقل
مسرح الحادث
مسرح الحادث

لائحة اتّهام ستُقدّم ضدّ الإسرائيليين الذين هاجموا المواطن الإفريقي

قبل نحو شهر، بعد أن طعن فلسطيني جنديا إسرائيليًّا حتى الموت في المحطّة المركزية في بئر السبع، فرّغ مواطنون إسرائيليون غضبهم على مواطن آخر ظنّوا خطأ أنه شريك من نفذ عملية الطعن

استدعى الادّعاء الإسرائيلي خمسة إسرائيليين لجلسة استماع قبيل تقديم لائحة اتّهام في أعقاب مشاركتهم بقتل مواطن إريتري اعتُبر خطأ أنه منفذ عملية الطعن في مدينة بئر السبع. سيتم اتهام الخمسة كما يبدو بالإصابة بنيّة مشدّدة.

قبل نحو شهر، في 18 تشرين الأول، دخل مهند العقبي، مواطن إسرائيلي من قرية حورة البدوية، إلى المحطة المركزية في بئر السبع، ومن ثم طعن حتى الموت الجندي الإسرائيلي عمري ليفي. وخلال الفوضى التي خيّمت في المكان، اعتقد إسرائيليون في المكان أنّ العقبي لم يعمل لوحده، وإنما مع عامل أجنبي إريتري. تم إطلاق النار على الإريتري، هفطوم زرهوم، فورا.

هفطوم زرهوم
هفطوم زرهوم

بدأ المواطنون الإسرائيليون الذين تجمعوا حول زرهوم وظنوا أنه حاول طعن إسرائيليين، بركله وضربه. في الوقت الذي استلقى فيه زرهوم على الأرض مضرجا بدمائه، وعندما كان واضحا للجميع أنّه عاجز، وحوله الكثير من الناس، اقترب المشتبه بهم إلى المتوفي، ضربوه، ركلوه في رأسه وضربوه عدة مرات بمقعد، وُضع قريبا منه بهدف إصابته إصابة خطيرة، إعاقته أو تشويهه.

وبعد الهجوم تُوفي زرهوم من جراء جراحه في المستشفى.

قال أحد الشهود لموقع ynet الإسرائيلي: “فرّغ الناس الذين كانوا هناك غضبهم على الإريتري الجريح واعتدوا عليه لأنهم ظنوا أنه احد الإرهابيين. إذ تم إطلاق النار عليه في رجليه بينما فرّ الإرهابي الحقيقي إلى الخارج. حاول رجال الشرطة إبعاد المواطنين عن الإريتري الجريح، كما وحاول مواطنون آخرون الدفاع عنه أيضًا”.

كان من بين الخمسة المشتبه بهم حارسان يخدمان في السجون الإسرائيلية، وجندي من الجيش الإسرائيلي.

اقرأوا المزيد: 220 كلمة
عرض أقل