التوتر بين العلمانيين والمتديّنين في إسرائيل آخذ بالتوسع خلال السنوات، وفي مجتمع يتهم فيه العلمانيون الحاريديين بعدم المساواة بتحمل العبء الاجتماعي، والإكراه الديني في مواضيع مثل الزواج وحفظ يوم السبت، يأخذ الطرفان بالانعزال أكثر فأكثر. وبين حين وآخر، نسمع ما يفكر به كل طرف عن الآخر حقًا.
بعد مضي أسبوع ونصف على وفاة الحاخام عوفاديا يوسف، يعبّر الكاتب المسرحي والأديب الإسرائيلي أ. ب يهوشواع (أبراهام جبريئيل يهوشواع) عن تعجب وقلق حيال تحويل مسيرة الجنازة إلى حدث كبير، تم تعريفه في وسائل الإعلام الإسرائيلية على أنه أحد أكبر الأحداث الجماعية التي جرت منذ قيام الدولة.
يجدر الذكر إلى أن الكاتب يحظى باعتراف على نطاق واسع إسرائيليًّا وعالميًّا. وقد فاز بجوائز أدبية كثيرة على إبداعاته المتنوعة. ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه أشبه بـ “فوكنر الإسرائيلي”، نظرًا لقدرته المميزة على نقل “المزاج العام” الإسرائيلي الحالي إلى الصفحة المكتوبة.
وظهرت أقوال يهوشواع في مقال، تحت عنوان “عندما تتحوّل جنازة الحاخام يوسف إلى حادثة”، في الصحيفة الفرنسية المنتشرة “ليبراسيون”، التي تُعتبر ذات خط يساري واضح، وقد نشرت سابقًا مقالات من أعمال يهوشواع الأدبية.
“عدد المشاركين في جنازة الحاخام يوسف يثير بي القلق، لماذا؟ ذلك لأنني أعتقد أنه على المدى البعيد، شخصية الحاخام عوفاديا يوسف وأعماله ألحقا ضررًا بالمجتمع الإسرائيلي أكثر من الفائدة”، كتب يهوشواع في مستهل المقالة. “أنا لا أعرف كافة أعمال الحاخام فعلا، ولكن من بين كل ما قرأته وسمعته منه، لم يتفوه بمقولة جامعة ملهِمة”.
وتطرق يهوشواع في المقال إلى أقوال الحاخام المثيرة للجدل، يعرفّها على أنها “تصريحات عنصرية وحقيرة، من بينها شتائم وتهديدات، ضد النساء، وضدّ غير اليهود”.
فيما بعد، تطرق الكاتب والأديب الذي يحظى بمكانة جيدة إلى الانقسام الطائفي وكتب “شجع الحاخام الشرقيين على الانعزال والتطرّف، رغم أنهم كانوا على وشك الانخراط في المجتمع. ودعم المدارس التي انتهجت التفرقة بين البنين والبنات، ولم تدرّس المواضيع الأساسية (العلمانية). قاد حركته السياسية مثل “آية الله” إيراني، دون أن يتيح أي نقاش أيديولوجي حر. وكان حزبه، شاس، الحزب الأكثر فسادًا في الجهاز السياسي”.
كتب يهوشواع في مجمل أقواله أن “عوفاديا يوسف كان شخصية كاريزمية ولكن سلبية أيضًا، وكلي أمل أن يؤدي غيابه إلى تغيير إيجابي في المجتمع الديموقراطي الإسرائيلي”.