“يملك سلاح الجو اليوم القدرة على مهاجمة آلاف الأهداف في اليوم مهاجمة دقيقة. فضاعفنا قدرتنا مرتين في السنتَين الماضيتَين. وهذا ليس مجرّد أمر كمّي، بل له صلة بالجودة الاستخباراتية. ففي نهاية 2014، يستطيع سلاح الجو أن يهاجم في أقلّ من 24 ساعة ما قام به في 33 يومًا خلال حرب لبنان الثانية (حرب تموز، صيف 2006). وتحسّنت الجودة على نطاق واسع جدّا أيضًا. فيستطيع سلاح الجوّ أن يقوم في 12 ساعة ما كان يقوم به في ثمانية أيام خلال عملية عمود السحاب في غزة (تشرين الثاني 2012)”.
هذا ما قاله قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء أمير إيشل، في مؤتمر أقيم في معهد الدراسات الاستراتيجية الجوية والفضائية. كشف المؤتمر عن الميزة الكبرى لسلاح الجوّ الإسرائيلي مقابل الأعداء، وهي ميزة تتمثّل بكلام إيشل.
طائرات الأباتشي (IDF Flickr)
ولكن ما هي حقّا ميزات سلاح الجو الإسرائيلي الكبرى. فقد اخترنا أن نعرض عليكم خمس ميزات تزيد زيادة ملحوظة الميزة العسكرية لسلاح الجوّ الإسرائيلي:
1 طائرات حربية متطوّرة ومعدّلة للقتال
يرتكز سلاح الجو الإسرائيلي، كما هو معلوم، على طائرات أمريكية وكجزء من التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، تم بيع طائرات إلى إسرائيل تمنحها أفضلية عن سائر دول الصراع.
وتُعتبر طائرة F-15 بأنواعها المختلفة خير مثال لتوضيح هذه الميزة التكنولوجية. رغم جيلها القديم، ولكنّها ما زالت تعتبر الطائرة المقاتلة الأفضل في العالم. إن F-15 العادية، هي المقاتلة الأفضل من حيث القدرة على إطلاق النار فيما وراء الأفق، والقدرة على حمل الصواريخ ونطاق التشغيل. إذ، تعكس القدرة على النشاط مساء وفي كلّ حالات الطقس، تطوّرًا كبيرًا جدّا، إنْ لم يكن ثورة حقيقية.
يستطيع سلاح الجو أن يهاجم في أقلّ من 24 ساعة ما قام به في 33 يومًا خلال حرب لبنان الثانية
يزيد الدمج بين طائرات F-15 وطائرة F-16، والتي تُسمّى في سلاح الجو الإسرائيلي “العاصفة”؛ من قدراته بالإضافة إلى براعته. تعتبر “العاصفة” تكنولوجيًّا أكثر إحكامًا من الـ “F-15″، ولكنّهما معًا تمنحان سلاح الجوّ قدرة جوّ – جوّ مستوى والقدرة على مهاجمة الأهداف مهاجمة دقيقة. وقريبًا ستنضمّ إلى طائرات الـ F طائرة “الشبح”، F-35، وسيزيد ذلك من الفجوة أمام دول العدوّ زيادة ملحوظة. إلى جانب الطائرات المقاتلة، يشغّل سلاح الجوّ أيضًا مروحيّات هجوم من طراز أباتشي، والتي تعتبر اليوم الأكثر تقدّمًا.
2 وسائل قتاليّة متطوّرة
ثمة مجال آخر يتفوق به سلاح الجوّ وهو مجال الوسائل القتالية، والذي جعل الطائرات والمروحيّات المقاتلة فتّاكة حقّا. في مجال جوّ – جوّ يقف بفخر صاروخ “بايثون 5” وهو من صناعة السلاح الإسرائيلية “رفائيل”. ويستطيع الصاروخ مع مدى 20 كيلومترًا وسرعة تصل إلى 4 ماخ، أن يقفل على أي هدف، بغضّ النظر عن موقع الطائرة المهاجمة النسبي حتى لو كانت خلفه تمامًا. وهكذا يزيد هذا الصاروخ من مجال القتل وهي قدرة فريدة لـ “بايثون 5 ” وهي إحدى أكبر ميزاته.
في مجال جوّ – أرض يشغّل سلاح الجوّ مجموعة متنوعة كبيرة من القنابل المختلفة التي تُوجّه بواسطة الليزر ونظام التموضع العالمي (GPS). يمكن إطلاق تلك القنابل من مدى بعيد ممّا يقلّل من الخطر على الطيّار والطائرة تقليلا ملحوظًا. يلعب الحجم أيضًا دورًا هامًا، فهناك في سلاح الجوّ عشرات القنابل من نوع GBU-28 والتي تزن 2.2 طنّ وهي مليئة بـ 300 كيلوغرام من المواد المتفجّرة. وتستطيع جزّارة الملاجئ هذه اختراق ستة أمتار من الخرسانة المسلّحة قبل تشغيل آلية الانفجار.
طائرة ال- F15
تمّ الكشف عن مجال آخر يحسّن من قدرات سلاح الجوّ في حرب لبنان الثانية (حرب تموز) حيث أطلقت حينها طائرة F-16D التابعة لسلاح الجوّ “دليلة” ودُمّرت بواسطتها شاحنة ذخيرة خرجت من سوريا متّجهة إلى حزب الله. يمكن إطلاق هذا الصاروخ الذي المُصنع عسكريًّا في كلّ ساعات اليوم وحالات الطقس، من مدى 250 كيلومترًا، ولديه القدرة على الإصابة الدقيقة بفضل منظومة التوجيه التي ترتكز على نظام التموضع العالمي (GPS).
3 التزوّد بالوقود جوًّا
يُعتبر سلاح الجوّ الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلي وهو يقوم بذلك بفضل القدرة على التزوّد بالوقود جوًا. تتطلّب هذه القدرة الفريدة، والتي قامت بفضل طائرات الـ “رام” التابعة لسرب “عمالقة الصحراء”، تدريبات كثيرة وانتباهًا مستمرّا بأدقّ التفاصيل. إضافة إلى المدى الطويل، فإنّ القدرة على التزوّد بالوقود جوّا تمكّن سلاح الجوّ من مضاعفة قوّته ومدّة عمله جوًّا.
ليس لدى إسرائيل استراتيجية أمنية دائمة، ولكن تشكّل قوّتها الجوّية لاعبًا رئيسيًّا في الردع، القرار والدفاع
4 القدرات على جمع المعلومات الاستخباراتية
حتى تستطيع الطائرات أن تعرف أين ومن يجب أن تُهاجم، يشغّل سلاح الجوّ “تشكيل الاستخبارات”، الذي راكَمَ على مدى السنين خبرة عملية غنية تمثّلت بمجموعة متنوّعة من الهجمات، بما في ذلك تلك التي يحبّ الإعلام الإسرائيلي أن يُطلق عليها اسم “وفقًا لمنشورات أجنبية”.
طائرات F-16 اسرائيلية، صورة توضيحية (Ofer Zidon/Flash90)
بفضل هذه القدرات العالية لتشكيل الاستخبارات، بما في ذلك التعاون مع سائر الأذرع الاستخباراتية، يستطيع سلاح الجوّ الكشف عن بيت “مؤطّر” يتواجد في قلب حيّ مدني، أو تحديد موقع مستودعات الصواريخ لحزب الله أو تلك التي في قطاع غزة ويستطيع أن يهاجم بدقّة كبيرة قوافل الأسلحة المرسلة لحزب الله.
إلى جانب ذلك يجمع سلاح الجوّ بشكل مستمرّ المعلومات حول أدوات العدوّ، ويحدث هذا بفضل تشكيل الاستخبارات ويتمّ بطرق خاصّة جدّا.
5 الإنقاذ في مرمى النيران
يعتبر مجال مروحيّات الـ “ساعر” إلى جانب مجال الطبّ الجوّي من أهمّ المجالات في سلاح الجوّ. يعلم كلّ جندي وكل طيّار يخرج للمعركة أنّه سيتم العمل من أجل إنقاذهما في حالة الطوارئ. ولا يهمّ موقع المعركة. من أجل ذلك يشغّل سلاح الجوّ أربعة أسراب من مروحيّات ساعر من طراز “ينشوف” و “يسعور” المسؤولة من بين أمور أخرى عن مجال الإنقاذ. ويقود هذه المروحيّات مقاتلو الوحدة 669، وهي وحدة الإنقاذ والإخلاء جوّا، وهم يجتازون تدريبًا معقّدًا وطويلا لتلبية متطلّبات المهمّة.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني