57 امرأة إسرائيلية فقط ينقصن مجموعة الفيس بوك الإسرائيلية “مامازون” كي تصل إلى رقم مميز وهو 90,000 عضوة. تأسست المجموعة قبل 5 سنوات وحظيت بنجاح منقطع النظير في إسرائيل.
ما هي “مامازون” أصلا؟
كل أم جديدة تواجه مليون معضلة وضغوط يومية. كيف تُطعم الطفل؟ كيف تضعه لينام؟ الفترة التي تلي الولادة هي ليست فترة سهلا إطلاقا، وليس بسبب الطفل أو الطفلة فحسب. تمر الأم أيضًا بتغييرات جسدية ونفسية وتحتاج إلى مجتمع داعم ومتفهّم حولها. وهنا تبدأ المشكلة.
لا يفكر الجميع دائما “ذات تفكير” الأم الشابة. ولا يهتم الجميع بتجربة الأبوة الجديدة. يحب الكثيرون من حولنا تقديم المشورة، أن يعطوا الملاحظات الجيدة أو غير الجيدة، ولكن ليس دائما يتواجد الناس هناك من أجلك في الأوقات الفعلية، في الساعات الأولى من الليل، حيث تنشأ الحاجة إلى المشورة المستعجلة أو الكلمة الطيبة.
أحيانا، يكون الزوج هو الحلّ لتلك الأزمات الليلية أو النهارية. ولكن ماذا نفعل عندما يفضل الزوج أن ينقلب إلى الجانب الآخر ويعود للنوم تماما عندما تكونين، تحديدًا، قد قررت أن يجن جنونك لأنّ حرارة طفلك قد ارتفعت؟
على كل أم جديدة أن تتذكر أنه عندما تفتقد إلى النصائح – يبدو أن هناك في مكان ما، أم أخرى تحتاج إلى المساعدة.
الأمومة الإسرائيلية في الإنترنت (ThinkStock)
أور ألترمان برنياع فهمت ذلك. فأسست هذه المجموعة قبل خمس سنوات من أجل أن تشارك بما يحدث معها كأم شعرت بأنّه ليس لديها من تشاركه. وسرعان ما اكتشفت أن هناك الكثير جدا من النساء اللواتي بحاجة إلى المشورة الصغيرة، إلى الدعم، إلى الكتابة حول كل ما تشعر به. تزايد عدد المشاركات في المجموعة بسرعة كبيرة. بدءا من مجموعة كانت معروفة في أوساط أمهات تل أبيب وصولا إلى مجموعة قطرية وتنضم إليها المشاركات من جميع مختلف شرائح المجتمع الإسرائيلي.
وهذه بطبيعة الحال ليست مجموعة الأمهات الإسرائيليات الوحيدة في الفيس بوك، ولكنها بالتأكيد مجموعة النساء الأكبر والأكثر شهرة. إلى جانب مجموعات أخرى تهتم بموضوعات مثل الرضاعة، أو شراء الملابس للأطفال، فإنّ “مامازون” تركز على كل شيء.
عندما ندخل إلى مجموعة الفيس بوك نرى ما تنقصه هذه المجموعة: الرجال. إنها مجموعة للنساء فقط. أمر آخر من الصعب تفويته وهو القواعد الواضحة التي تنطبق على المشاركات النساء في المجموعة. من تتجاوز هذه القواعد قد يتم استبعادها في نهاية المطاف من المجموعة، وهذا هو الأمر الأكثر إخافة لدى الأمهات بطبيعة الحال.
في العادة تكون الأجواء في المجموعة داعمة ومساندة، نوع من الشعور بالقوة النسائية، ولكن هناك حالات مختلفة. فهناك حالات تتلقّى فيها الأمهات انتقادات شديدة على المنشورات المثيرة للجدل التي يقمن بنشرها. وأحيانا يدخل أيضًا الوضع الأمني إلى النقاشات في المجموعة، ولكن في غالب الحالات تتناول الأسئلة الأمومة والأطفال.
الأمومة الإسرائيلية في الإنترنت (ThinkStock)
ليس واضحا كيف ربّت الأمهات أطفالهنّ قبل ذلك
هناك أمر لا أفهمه – وهي ماذا كانت تفعل النساء قبل ذلك؟ لا شكّ لديّ بأنّهنّ نجحن في تربية الأطفال ونجحن في تربيتهنّ جيّدا حتى دون الإنترنت، ولكن وجود عدد كبير جدا من الأمهات في مكان واحد، كل واحدة وقصة ولادتها، كل واحدة وطفلها، كل واحدة وتجربتها السابقة مع أسرتها – كل ذلك يجعل المعلومات متوفرة بشكل أكبر. إذا كان الطفل – على سبيل المثال – يستيقظ كثيرا في الليل، لا تعرفين ماذا تفعلين وزوجك يتمتم في نومه: “سيمرّ ذلك”. فباستطاعتك ببساطة أن تدخلي إلى المجموعة وأن تكتبي المشكلة. بشكل فوري تقريبًا سترد عليك إحداهنّ – والأهم – تكون الإجابة عن خبرة شخصية.
بطبيعة الحال، فإنّ نصائح مجموعة الأمهات لا تشكل بديلا لاستشارة الطبيب في حالات معينة، ولكن تم الإثبات بأنّ حكمة الجموع في غالب الحالات تكون صحيحة، ويمكن للأمهات في “مامازون” أن يهدّئنك وأن يجعلنك تنامين ساعتين إضافيتين في المساء – لأنّهن يجتزن تماما نفس العملية مثلك.
هناك لدى الأمهات ما يقلنه وينصحن به دائما. بدءًا من الأسئلة عن أدوية تخفيض الحرارة ووصولا إلى البحث عن روضة للطفلة أو للطفل. تتقبل الأمهات كل شيء. أنت غاضبة؟ عصبية؟ ترغبين بالحديث عن ذلك لأحد ما وليس لديك من تتحدثين إليه؟ يمكنك أن تنشري منشورا، أن تقرأي التعليقات وأن تفهمي بأنّك رغم ذلك، لم تعيدي اختراع العجلة، وأنّ إحداهنّ قد مرّت بذلك قبلك.
وماذا – مع ذلك – بالنسبة للرجال؟
بابازون (ThinkStock)
يحق للمرأة في إسرائيل أن تكون في إجازة ولادة مدفوعة لثلاثة أشهر. (في حال عملت قبل الولادة). ويحقّ لها أيضًا إطالة الإجازة لثلاثة أشهر إضافية ولكنها غير مدفوعة، وبالطبع فأحيانا تتغير الشروط اعتمادا على وضع الأم والطفل.
في الآونة الأخيرة، بدأت تظهر ظاهرة جديدة في المجتمَع الإسرائيلي. يرغب بعض الرجال بالخروج إلى إجازة ولادة، على حساب إجازة الأم. بحسب القانون الإسرائيلي هذا مسموح ويمكن للأمهات اللواتي يوافقن على “التنازل” للزوج عن هذا الجزء من إجازتهنّ أن يخترن ذلك.
ولكن – إذا بقي الزوج في المنزل وقام برعاية الطفل – فغالبا ما سيواجه نفس الحالات المعقّدة التي سيضطرّ فيها إلى المساعدة، فماذا سيحدث حينئذ؟ إذ لا يُسمح له الدخول إلى “مامازون”.
بابازون
بابازون (ThinkStock)
من أجل ذلك بالضبط تم تأسيس منذ وقت ليس بطويل مجموعة فيس بوك تدعى “بابازون”. وهي تهدف إلى أن تكون مثل “مامازون” للرجال – مكان يمكن للآباء فيه الحصول على الاستشارة وطرح الأسئلة في موضوعات تتعلق بالأطفال.
هناك في المجموعة نحو 10,000 رجل إسرائيلي. ورغم أن العدد ليس مشابها لعدد الأمهات في “مامازون”، ولكن يُرتقب أن يرتفع مع الوقت.
ربما في الماضي، في المجمعات القبلية لم تكن هناك حاجة لمجموعة “مامازون” – لأنّه كان دائما شخص بقربك يمكنه تقديم النصائح والمساعدة وقام الجميع بكل شيء معًا. واليوم، في الحياة العصرية فإنّ المعرفة مهمة لتربية الأطفال وحكمة الأمهات بشكل خاصّ. المنشور الذي لا يثير اهتمامك أبدا – يمكن أن يساعدك غدا. ومنشور قمتِ بنشره يمكنه أن يساعد 200 مشاركة مثلك.
بالنسبة لي فقد أطلعتني إحدى الصديقات على المجموعة للمرة الأولى، ويمكنني القول منذ ذلك الحين إنّني مدمنة. ونتمنى النجاح لجميع النساء اللواتي يخترن عن وعي ألا يشاركن ويقللن من حكمة الأمهات.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني