يتبين من بحث جديد، نُشر هذا الأسبوع في مجلة “Nature Communications” ، وعرض تحليلا شاملا عن التاريخ الوراثي لمواطني أمريكا اللاتينية، أن 23% من مواطني أمريكا الجنوبية، هم من أصل يهودي.
ويتبين من البحث الذي أجري في خمس دول مركزية وشمل 6.500 مشارك كان قد هاجر أجدادهم من إسبانيا والبرتغال إلى أمريكا الجنوبية، أن هناك علاقة وراثية واضحة بينهم وبين عائلات الأنوسيم (Anusim- هي كلمة عبرية تعني “المكروهين”) – يهود إسبانيا والبرتغال الذين اضطروا إلى اعتناق الديانة المسيحية في فترة محاكم التفتيش الإسبانية في القرن الخامس عشر. تفاجأ الباحثون من نتائج البحث. حتى إجراء البحث الحالي، كان الرأي السائد أن %1 فقط من مواطني البرازيل ونحو %4 من مواطني تشيلي هم من أصل يهودي.
نجم فريق الأرجنتين ليونيل ميسي (AFP)
كانت إحدى النقاط الهامة هي فحص أسماء عائلات شائعة في أمريكا اللاتينية، ومنها أسماء لاعبي كرة قدم مشهورين. مثلا، يمكن ترجمة اسم عائلة “ميسي” كاسم عائلة يهودية “مشيّح” (المسيح في اليهودية)، واسم عائلة لويس سواريز وهو لاعب برشلونة وأحد أفضل المهاجمين في العالم – هو الاسم الإسباني للعائلة اليهودية “زوارتس”.
كما هو معروف اكتشف كريستوفر كولومبوس أمريكا، وكان ممثل ملك وملكة إسبانيا، وفي العام 1492 عندما أصدر الملك والملكة في إسبانيا “قرار الطرد”، أعلنا أن على كل يهود إسبانيا أن يعتنفوا المسيحية أو أن يتعرضوا للطرد. إذا ليس عجبا أن معظم المهاجرين إلى أمريكيا كانوا من “المكروهين” (أنوسيم) في إسبانيا، أي “المسيحيين الجدد” الذين تنازلوا عن ديانتهم اليهودية، وفضلوا الابتعاد عن محاكم التفتشي الإسبانية.
دول السفر تتغير بحسب الجيل ولكن "الرحلة الكبرى" تبقى للأبد. ما الذي يجعلها فريدة من نوعها؟ إنها تأتي تماما بعد الخدمة في الجيش وقبل فترة قصيرة من بدء الدراسة العليا
يدور الحديث عن الشباب الإسرائيلي الذي على وشك إنهاء خدمته العسكرية، ولا يهم إذا كان الحديث يجري عن فتاة على وشك إنهاء عامين شاقّين من الخدمة في الجيش أو عن شاب شارف على إنهاء ثلاثة أعوام. لا يهم إذا كان أساسا شخصا تسرّح من الجيش بعد أن خدم بشكل دائم في الجيش لخمس سنوات أخرى، فكل شاب إسرائيلي يعلم – بعد الخدمة في الجيش تأتي الرحلة الكبرى. ومن المفضّل البدء بالتخطيط لها في أقرب وقت ممكن.
منذ الأشهر الأخيرة من الخدمة العسكرية يحلم المسرّحون الجدد بزيارة دولة ما. ربما تايلاند؟ الهند؟ أمريكا الجنوبية؟ تتغيّر الأماكن طوال الوقت، ولكن الرحلة تبقى إلى الأبد. يختار بعضهم الرحلات الطويلة في الجبال الثلجية ويختار آخرون ببساطة الاستلقاء لأخذ حمام شمسي في البحر لعدة أشهر. ويختار بعضهم السفر مع الأصدقاء ويختار آخرون أن يجربوا إذا ما كانوا سيتولون أمورهم في الخارج للمرة الأولى وحدهم. يهتم بعضهم برحلة باهظة الثمن والنوم في الفنادق المرموقة ويفضّل آخرون الاكتفاء بنُزل بسيط. يسافر بعضهم لشهر، وآخرون لنصف عام بل وأكثر. المشترك بين الجميع – جميعهم يرغبون ببعض الحرية بعد الخدمة العسكرية المكثّفة.
“الرحلة الكبرى” (فيس بوك)
إذن فبعد اختيار الدولة التي سيتم السفر إليها، يختارون نوع الرحلة والصديق أو الأصدقاء الذين يكون احتمال البقاء معهم لأكثر من شهر هو الأعلى، وتبقى أسئلة أخرى عديدة لم تُحل بالنسبة للشاب الإسرائيلي. مثلا، ماذا يأخذ معه في حقيبة الظهر الكبيرة التي يحبّ كثيرا أن يضعها على ظهره؟ أية ملابس وأحذية يجب أخذها؟ هل يجب تلقي التطعيم قبل الذهاب إلى أماكن معينة أو تناول أقراص مضادّة لأمراض معيّنة؟
المعضلات كثيرة وصعبة ولذلك فإنّ مواقع التواصل الاجتماعي مكتظّة بالمجموعات التي تم تأسيسها تماما لهذا السبب. تمثّل هذه المجموعات نقاط جذب للمسرّحين الجدد من الجيش، وهناك يمكن لكل شخص أن يطرح السؤال الأهم لديه بخصوص الرحلة والحصول على الإجابات الأفضل – من أولئك الذين عادوا من هناك. أحيانا تربط المجموعات بين الأشخاص الذين يبحثون عن شركاء للرحلة أو توصي بنُزل مناسب في مختلف البلدان. إحدى المجموعات الرئيسية التي تقوم بذلك هي مجموعة “موتشيلر” التابعة لموقع إنترنت يحمل ذات الاسم ومتخصص بتقديم الاستشارات حول أمريكا الجنوبية. إن مجموعات الفيس بوك جيدة للحصول على أية استشارة تُطرح بخصوص الرحلة – قبل الرحلة، خلالها وحتى الاستنتاجات والانطباعات التي تُطرح بعدها.
“الرحلة الكبرى” (فيس بوك)
وما هو الجزء الأكثر صعوبة في الرحلة؟ العودة. نعم، في نهاية المطاف من الممتع دائما العودة إلى الحياة الاعتيادية والبيئة المألوفة، ولكن القليل من المسافرين ممن سيقولون إنّ ذلك سهل بعد نصف عام من الرحلات. هناك قصص عديدة عن إسرائيليين ظلّوا يعملون في المكان الذي سافروا إليه لسنوات بل واختاروا الاستقرار فيه لسنوات. ليس ذلك فحسب – تقريبا في كل دولة تعتبر وجهة جذّابة للرحلات يمكن العثور على إسرائيلي قرر أن يغادر إلى خارج البلاد، وأن يفتتح مطعما أو نُزلا في المكان وتحوّل إلى أسطورة بين المسافرين. وحول صعوبات العودة إلى البلاد تضاف عادة حقيقة واحدة مهمة – فبعد الرحلة الكبرى تأتي عادة الدراسات العليا.
وماذا عن الوالدين؟ إنهم بطبيعة الحال يشتاقون. ولذلك فإنّ بعضهم يذهبون للقاء ابنهم أو ابنتهم المحبوبين في وسط الرحلة أو في نهايتها. بل إن هناك من يخطّط لرحلة مشتركة مع الوالدين. وإذا لم ينضموا إلى الرحلة بطريقة ما – فإنّ الهدايا التي تعود معهم بعد نصف عام خارج البلاد ستنسي كل غضب واشتياق.
“الرحلة الكبرى” (فيس بوك)
فيما يلي أحد آخر المنشورات في المجموعة: “مرحبا، أبحث عن شريك/ة للسفر إلى بوينس آيرس في بداية شهر كانون الأول ومن هناك إلى أوشوايا، مع إمكانية إكمال الرحلة معا إلى البرازيل بوليفيا بيرو”.
وجد باحثو الآثار ومغرمو جمع الأثريات تشكيلة كبيرة من الأغراض الفنية، متحجرات وبقايا حضارات قديمة ومنسية قبل آلاف من السنين. مع تطور التكنولوجيا، يمكن اليوم تأريخ الأغراض بتأريخ مادة الكربون 14 والكشف متى صُنعت تقريبًا.
لكن رغم التكنولوجيا المتقدمة، ما زلنا لا نعرف بالضبط ما حدث في الماضي، ولهذا فإن بعض الأغراض العتيقة محاطة بهالة من الغموض الذي يحيّر الباحثين ويطلقون عشرات نظرياتِ المؤامرة بدءًا من الكائنات الغريبة وحتى المسافرين عبر الزمن.
ساعة يد؟ حاسوب متفوق من اليونان القديمة؟
“آلية أنتيكيتارا” (Wikipedia)
اكتشفت آلة الحساب التي حظيت بالاسم “آلية أنتيكيتارا” سنة 1900 في بقايا سفينة غارقة قريبة من إحدى الجزر اليونانية. أخرجت الآلة، وهي نوع من الحاسب التناظري، من الماء وأُرّخ لها في الفترة ما بين 150 إلى 100 قبل الميلاد. يشكل الجهاز، الذي يبدو كساعة كبيرة وفيه عدة عقارب وآليات ومسنّنات، لغزًا كبيرًا ويبدو أن فيه تقنية متقدمة جدًا مقارنة بالفترة التي صُنع فيها. حسب الفرضيات، استُخدم للحسابات الفلكية لكن لم يتضح لأي حسابات استعمل ولا من صنَعه.
جماجم كريستال يلفها الغموض
وُجدت حوالي 13 جمجمة مصنوعة من الكريستال أو الزجاج خلال سنوات في منطقة جنوب أمريكا، لكنّ أكثرها شهرة هي جمجمة ميتشل- هيدجس، التي اكتشفتها على ما يبدو سنة 1926 آنا لا – جيلون ميتشل -هيدجس، ابنة باحث آثار معروف.
جمجمة ميتشل- هيدجس (Wikipedia)
ادّعت ميتشل – هيدجس أنها وجَدت الجمجمة مدفونة تحت معبد منهار في مدينة قديمة للمايا في بليز. الجمجمة مصنوعة من كتلة واحدة من الكُوارتز الشفاف وهي تقريبًا بحجم جمجمة بشرية مع تفاصيل دقيقة تماما من الناحية التشريحية. خلال السنوات، ارتبطت الكثير من الصفات الأسطورية والاعتقادات التافهة بالجماجم البلورية التي وُجدت، وكثير من الناس نسبَ إليها قوى الشفاء.
جمجمة ميتشل- هيدجس (Wikipedia)
في السبعينات، بدأت الشكوك تحوم حول حقيقة الجمجمة وقصة العثور عليها. كشف بحث شامل أن ميتشل- هيدجس لم تجدها على ما يبدو في المعبد، بل اشترى والدها الجمجمة في مزاد علني في 1943. أظهر مسح بواسطة حاسوب إلكتروني أن الجمجمة صنعت وصقلت بأداة دائرية ما، مثل دولاب شحْذ حاد جدًا، وبما أنه لم يكن لبني المايا تقنية كهذه- أُعلن أن الجمجمة مزيّفة وصنعت حوالي عام 1930. رغم هذه النتائج، استمرت ميتشل هيدجس في التمسك بقصتها حتى يوم موتها وأصرت أنها وجدت الجمجمة في المعبد.
كرات كبيرة في وسط الحقل
الكرة الحجرية الضخمة من كوستاريكا (Wikipedia)
وُجدت في سنوات الثلاثين والأربعين حوالي 300 كرة حجرية ضخمة في وسط أمريكا، لكن على ما يبدو أن منها آلافا أخرى مدفونة في الأرض. تتراوح أقطار الكرات الكاملة ما بين سنتيمترات معدودة وحتى مترين، ويصل وزنُ أضخمها إلى 15 طنًّا.
يقدر الباحثون أن الكرات قد صنعت بين 200 قبل الميلاد وحتى سنة 1500. لكن رغم أنه قد عُثر على الكثير من هذه الكرات الغريبة، وحتى إنها تعرض كمنحوتات في أرجاء كوستاريكا، بقيت أغلب الأسئلة عنها دون إجابة: لماذا صنعوها واستخدموها؟ كيف أنتجت كرات بهذا الإتقان بأدوات بسيطة؟ لماذا وُجدت أغلب الكرات متروكة في وسط الأدغال؟ كيف نقلوا الكراتِ الضخمة من المكان الذي صُنعت به إلى قمم الجبال؟
نُسجت العديد من الأساطير حول الكرات، ومنها تفسير بأنها وصلت من الجزيرة المفقودة أطلانطس وحتى النظرية التي تدعي أن الكائنات العربية أمرت بصنعها كي توفر نقاط تحديد. حسب النظرية الأحدث للباحثين، كانت الكرات نوعًا من الطقوس الدينية الشرسة، خُصصت لحفظ المحاصيل في زعمهم من آلهة الشر والمطر. لكن لن نعرف يومًا من صنعها، ولماذا.
سيزور رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بعد شهرين كولومبيا والمكسيك، وهي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس حكومة إسرائيلي في السنوات الأخيرة. تحدّث نتنياهو في الأيام الأخيرة مع قادة المكسيك، كولومبيا، تشيلي والبيرو وحظي بتأييدهم لانضمام إسرائيل إلى “تحالف المحيط الهادئ” بصفة مراقب، وهي منظّمة للدول الموالية لأمريكا في أمريكا اللاتينية.
وتقف إيران مقابل إسرائيل والولايات المتحدة، والتي استثمرت في السنوات الأخيرة موارد كبيرة لتعزيز نفوذها في أمريكا الجنوبية. منذ العام 2005 الذي اختير فيه محمود أحمدي نجاد لرئاسة إيران، افتتحت إيران ستّ سفارات جديدة في أمريكا الجنوبية، وأسست 16 “مركزًا ثقافيًا” في البلدان المختلفة.
وهكذا حاولت إيران تشكيل محور مضاد لأمريكا، والذي كان رأس الحربة فيه الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز. ومن المبكّر الآن القول بأنّ موت شافيز قبل عام وانتهاء مدّة رئاسة أحمدي نجاد قد أضعفت بشكل من الأشكال المحور الإيراني – الفنزويلي الذي يشمل كذلك بوليفيا، نيكاراغوا والإكوادور.
هناك من رأى في مدّ اليد الإيرانية نحو أمريكا الجنوبية محاولة للهروب من الضائقة السياسية التي تكشفت في عهد أحمدي نجاد. وقد اعتمد التقارب بين إيران وفنزويلا على مصلحة اقتصادية واضحة: فكلا الدولتين هما منتجا النفط الرابع والخامس من حيث الحجم في العالم. فضلًا عن ذلك، فقد زادت العلاقات القريبة شبكة الإضرار بأهداف يهودية، وبشكل أساسيّ إزاء المجتمعات الكبيرة في أمريكا الجنوبية. في الماضي، كانت إيران بمساعدة حزب الله وراء عمليّتين إرهابيّتين في العاصمة الأرجنتينية بوينس أيرس، والتي قتل فيها أكثر من 100 شخص.
دولة أخرى، كانت في الماضي جزءًا مهمّا من المحور الإيراني – الفنزويلي والآن تميل أكثر تجاه الولايات المتحدة وهي البرازيل. فقد اعتبر الرئيس الأسبق، لويز دا سيلفا، أحد أبرز أصدقاء إيران وراء البحر على الإطلاق، بل وقد زار طهران. وقد أصبحت إيران في أيّامه المستورد الأكبر للّحوم من البرازيل، وتضاعفت تقريبًا الصادرات من البرازيل إلى إيران.
ومنذ أن اختيرت ديلما روسيف قبل أربع سنوات غيّرت البرازيل اتّجاهها، مما أدّى بالمسؤولين الإيرانيّين أن يزعموا بأنّ روسيف “دمّرت سنوات من العلاقات الجيّدة بين البلدين”، و”تجاهلت” إنجازات من سبقها في المنصب. والأمر يعكس معضلة روسيف: في السنوات الأخيرة تحاول البرازيل إيجاد توازن بين مصالحها الاقتصادية وبين الرغبة في الحفاظ على ضبط النفس السياسي.
وقد طلب نتنياهو خلال زيارته لكولومبيا والمكسيك إضعاف القبضة الإيرانية عن القارّة، وتحقيق هدف غير مباشر إضافي بصورة تعزيز العلاقات الإسرائيلية مع المجتمع من أصول إسبانية في الولايات المتحدة. وفي زيارته للولايات المتحدة أيضًا المقرّرة في بداية شهر آذار، سيعمل نتنياهو كثيرًا على تحقيق هذا الهدف حين يزور جنوب كاليفورنيا المأهولة بالكثير من الأمريكيين من أصول إسبانية، وسيعزّز علاقاته معهم.