دور العبادة تشكل هدفا للهجمات الإرهابية الفتاكة (Flash90/AFP)
مجازر في دور العبادة
أصبحت دور العبادة في الولايات المتحدة، مصر، إسرائيل، العراق، وفي أماكن كثيرة حول العالم، هدفا مفضّلا لدى الإرهابيين والمهوسين لتنفيذ "المجازر الدموية". هل هناك تفسير لهذه الظاهرة؟
تحدثت وسائل الإعلام في العالم اليوم (الإثنين) صباحا عن المجزرة البشعة التي حدثت أمس (الأحد) بحق المصلين المسيحيين أثناء صلاة يوم الأحد في تكساس، الولايات الأمريكية.
قُتِل 26 شخصا أثناء هذه الحادثة في الكنيسة، تراوحت أعمار الضحايا بين 5 حتى 72 عاما، ومن بينهم ابنة الكاهن وعمرها 14 عاما. وأصيب 20 شخصا آخر أيضا. لم يتضح الدافع وراء هذه الهجمة البغيضة، لكن قالت الشرطة إن الحديث يجري عن إطلاق نار الأكثر فتكا في الكنيسة في الولايات المتحدة بشكل عام وفي تكساس بشكل خاص.
وأوضحت الجهات الأمريكية المسؤولة عن إنفاذ القانون أن مطلق النار هو رجل عمره 26 عاما يُدعى دوين بطريك كالي، من سكان مدينة مجاورة. ما زالت الأسباب والدوافع (حتى لحظة كتابة هذا المقال) لدى كالي للوصول إلى الكنيسة وهو يرتدي ثوبا أسود ويقرر إطلاق النار، قيد الفحص. رغم هذا، يبدو أنه من السهل في الولايات المتحدة، التي يمكن فيها شراء الأسلحة بسهولة ودون تقييد، على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أن يشنوا عملية قتل بسهولة ويلحقوا ضررا بالكثير من العائلات، المدن الصغيرة والكبيرة على حد سواء.
من الجدير بالذكر أنه في الأول من تشرين الأول هذا العام، حدثت المجزرة الأفظع في تاريخ الولايات المتحدة بعد أن أطلق رجل عمره 64 عاما يدعى سيتفان بادوك، كان مسلحا بأسلحة أوتوماتيكية، النيران من الطابق 32 في الفندق الذي نزل فيه في لاس فيغاس، نحو 22.000 شخص متسببا بقتل 59 شخصا وجرح نحو 600 شخص آخر.
ومقارنة بالحادثة الرهيبة التي حدثت أمس (الأحد)، لم يكن إطلاق النار في لاس فيغاس موجها نحو أي دار عبادة. يتضح من تحقيقات المسؤولين القانونيين في الولايات المتحدة وفي دول أخرى في العالم أن دور العبادة أصبحت هدفا محتملا جدا لعمليات القتل والمجازر. يعرف القتلة سواء كانوا يعانون من مشاكل نفسية أو كانوا إرهابيين ينتمون إلى تيارات ومجموعات إرهابية متطرفة، أن دور العبادة هي نقطة الضعف لدى الكثيرين في العالم، لهذا هم يعملون ضد هذه الأهداف لزيادة حجم الصدمة والإضرار بأكبر عدد من الأشخاص أثناء الصلاة.
ولمزيد الأسف، وقعت أحداث قتل خطيرة ومروعة في دور العبادة في الشرق الأوسط. مؤخرا، في شهر نيسان، غمرت مصر موجة من الإرهاب ضد الكنائس القبطية. يتذكر العالم جيدا كيف نجح منتحر في تفجير نفسه عند مدخل الكاتدرائية القبطية في الإسكندرية، وقتل 18 شخصا وجرح 40 مصليا. في شهر أيار هذا العام، قُتِل 28 مسيحيًّا، على الأقل، أثناء عملية إطلاق النيران على حافلة كانت تنقل مسافرين مسيحيين أقباط من جنوب القاهرة، عشية شهر رمضان. وقد أعلنت داعش مسؤوليتها عن كلا العمليتين الخطيرتين.
مرت إسرائيل أيضا بتجارب صعبة: بتاريخ 18 تشرين الثاني عام 2014 أثناء صلاة الصباح، في إحدى الكنس المركزية في القدس، قتل مسلحان فلسطينيان 6 أشخاص وجرحا 7 آخرين في عملية رهيبة. كان منفذا العملية فلسطينيان من حي جبل المكبّر، وقد دخلا إلى قاعة صلاة مركزية وهما يحملان فؤوسا وبنادق وبدآ بمهاجمة المصلين. لقد توفي الفلسطينيان بعد معركة طويلة دارت بينهما وبين قوات الشرطة التي هرعت إلى المكان.
إحدى الحالات الصادمة التي شهدتها العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية في التسعينيات، هي المجزرة الكبيرة ضد المسلمين في المسجد الإبراهيمي في الخليل، التي أسفرت عن مقتل 29 مصليا مسلما على يد المستوطن القاتل باروخ جولدشطاين، طبيب يهودي من سكان كريات أربع المجاورة للخليل. تعتبر هذه المجزرة، العملية الإرهابية اليهودية الأكبر منذ عام 1948. أدت هذه الحادثة إلى ردود فعل جماهيرية صعبة في الشارع الإسرائيلي والفلسطيني على حدِّ سواء، وإلى زيادة العنف، الذي دام عدة أشهر.
هناك الكثير من الحالات في الشرق الأوسط التي يشكل فيها المصلين في المساجد، الكنائس، والكُنس، ودور عبادة أخرى، هدفا للإرهابيين لتنفيذ عمليات تسفر عن وفاة آلاف الأشخاص، وتحدث هذه العمليات لدوافع دينية أو أخرى من خلال تجاهل قدسية هذه الأماكن.
ليس سرّا أن شركات الإعلان تجمع المعلومات عنّا وترصدها، من صفحاتنا الشخصية في فيسبوك وإنستجرام. لاحظوا على سبيل المثال، الإعلانات التي تظهر لكم في كل مرة على صفحات الفيسبوك وافهموا كيف تنشر شركات التأمين، المصالح التجارية، وشركات البيع بالتجزئة المنتجات والخدمات التي قد تهتمّون بها تحديدا.
ولكن إلى جانب التعبير عن آرائنا السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية في مواقع التواصل الاجتماعي، نحن لا نعرف حقّا ماذا نكشف. أظهرت دراسات نفسية أجريت في السنوات الأخيرة أنّه عدا المعلومات المعلنة، فإنّ السلوك الرقمي لنا يكشف عن صفات شخصية تميّزنا مثل الميل إلى الاكتئاب، الضغط، القلق، الاعتمادية بل وحتى الاضطرابات الشخصية.
أحد الأدلة على أننا، بصفتنا مستخدمين رقميين، نكشف الكثير جدا من سلوكياتنا النفسية، دون أن نلاحظ ذلك أبدا، هو أنّنا قرارنا الأساسي حول مع من نتواصل، متى نتواصل، وكم من الوقت نمنح هذا التواصل. ولأنّ هذا الاتصال يجري في المجال الافتراضي وليس في لقاءات حميمية، وجها لوجه، فنحن معرّضون للكشف بسهولة أكبر عن معلوماتنا الشخصية ونسمح لأنفسنا بأن نكشف “الأنا الحقيقي”.
الشعور بالسيطرة وحقيقة أننا موجودون “خلف الشاشة” يؤديا إلى الكشف الذاتي المتزايد للمحتوى الشخصي والحميمي. بالإضافة إلى ذلك، فهو يسمح بتحقيق خيالات لا نستطيع تحقيقها في حياتنا اليومية بسبب الخوف من ردّ فعل الجانب الآخر. في بعض الحالات يسمح الإنترنت لنا التعبير عن تلك الأجزاء السلبية التي توجد لدى كل واحد منا، التي لا تحظى بمشروعية لدى معظمنا في الحياة اليومية وفي الغالب لا تكون مقبولة اجتماعيا. يقول الناس أقوال في الشبكة ويفعلون أمورا لا يتجرأون على القيام بها أبدا، “مباشرة”.
على سبيل المثال، فالوتيرة التي يحدّث فيها “الستاتوس” Status)) قد تدلّ على انعدام الاستقرار، قد تدل كثرة تغيير الصورة الشخصية والتحديثات اليومية على شخصية منفتحة، قد تدل كثرة “الإعجاب” بمنشورات الآخرين على محاولات إثارة الإعجاب في نظر الآخرين أو على الاعتمادية. فضلا عن ذلك، فإنّ قرار عدم مشاركة المعلومات مثل ما هو التفضيل الجنسي أو هل أنا الآن في علاقة من شأنه أن يكشف أكثر عن المستخدم مما لو اختار نفس المستخدم الكشف عنها.
العصابية والفيس بوك
يمكن في الإنترنت أن نعكس الكثير من مشاعرنا الخفية، دون أن نكون واعين لها (Canva)
هناك علاقة بين اضطراب الذهان والعصابية وبين الرغبة الكبيرة في قضاء الوقت في الفضاء الرقمي. وذلك لأنه يوفر للمستخدمين منصّة مريحة للتعبير عن الجوانب الداخلية لديهم والتي لا تنعكس في البيئة الواقعية اليومية. بالنسبة للعصبيين الذين يتميّزون بالخجل والقلق، فإنّ الكشف عن الأفكار والمشاعر الشخصية قد يكون غير محتمل، ولكن يسمح الإنترنت بالشعور بتعرّض أقلّ للتهديد. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الذهان والذين يجدون صعوبة في الاندماج بالمجتمع، يوفّر الإنترنت خيارات مختلفة لـ “الاندماج”.
وإلى جانب التنبّؤ بالصفات الشخصية، فقد استطاعت دراسة أجريت مؤخرا في قسم علم النفس في جامعة هارفرد توقّع علامات الاكتئاب في أوساط مستخدمي إنستجرام من خلال تحليل إحصائي لسلوكهم في تلك المنصّة بعد تحليل المنشورات التي نشروها. وُجد أنّ الصور التي نشرها مستخدمون يعانون من الاكتئاب كانت أكثر ضبابية، رمادية، وداكنة (من خلال استخدام الفلاتر)، وكذلك فإن المستخدمين الذين كانوا يعانون من اكتئاب كانوا يميلون إلى نشر عدد أكبر من الصور التي يظهر فيها وجههم ولكن مع عدد أقل من الأشخاص في كل صورة. كما يبدو يحدث ذلك لأنّ الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يميلون إلى قضاء الوقت في مجتمع مصغّر.
للإجمال، نوضح أنه يمكن في الإنترنت أن نعكس الكثير من المشاعر الخفية لدينا، دون أن نكون واعين لذلك. فهكذا تجد المشاعر المخبأة لدينا والتي نسيطر عليها في العالم المادي، حريتها في الإنترنت. وبالإضافة إلى ذلك فإنّ الإنترنت يجعلنا نتخلى عن مسؤولية كلامنا ويسمح، من بين أمور أخرى، لنا بتجاهل الأجزاء الأخلاقية لـ “لأنا”. ولذلك، فإنّ مراقبة السلوك الرقمي للأشخاص تسمح بالكشف عن معلومات شخصية تساوي وأحيانا تفوق التعرف الشخصي بين البشر.
للمرة الأولى، نُشرت دراسات كثيرة تم اقتباسها في المقال، في موقع هآرتس
مقرّ السينتولوجيا في الولايات المتحدة لوس أنجلوس (تصوير Wikipedia، بعد أن تمت معالجتها من قبل موقع "المصدر")
السينتولوجيا ديانة، طائفة أو صناعة مال ضخمة؟
أملاك تكلفتها ثلاثة مليارات دولار، أجر مالي بمبلغ 40 سنتا في الساعة للمؤمن، الكثير من التلاعبات العاطفية، توم كروز وجون ترافولتا. كل ما تريدون معرفته عن السينتولوجيا
على مدى سنوات كانت كنيسة السينتولوجيا (الكنيسة العلموية) محاطة بغطاء كامل من السرية. بل حظي أعضاؤها بالتعرّف على قصة الخلق، الكامنة في أساسها، فقط بعد سنوات من انضمامهم إليها وبعد أن رهنوا لها كل ممتلكاتهم.
بدأ اهتمامي الأول بهذا الدين/ الطائفة يوما ما، قبل 6 سنوات (2010) عندما رأيت رويدا رويدا كيف أنّ مبنى قديما ومذهلا في يافا، المدينة التي وُلدت فيها، قد بدأ حظر استخدامه وإغلاقه بهدف الترميم.
أثارت اللافتة الأولى التي وُضعت في المبنى وأعلنت عن افتتاح مركز السينتولوجيا الأكثر فخامة في أنحاء الشرق الأوسط، دهشة الكثيرين. لم يكن أحد يعلم ما هي السينتولوجيا وكيف نجح أتباع هذه الديانة (أو الطائفة) الصغيرة بشراء مسرح الحمراء (مبنى قديم أقيم عام 1936، وكان يعتبر أحد المسارح الأكثر فخامة في الشرق الاوسط) بقيمة ملايين الدولارات بل وإقامة مركزهم الأكبر في الشرق الأوسط به، بعد صراع قانوني مستمر.
مؤسس الكنيسة، ل. رون هوبارد (Wikipedia)
كلما مرّت السنين، ظهرت علامات سؤال، وتم افتتاح المركز الجديد لاحقا. ألقى المارّة نظرة، من وراء النوافذ العرض الكبيرة للمبنى الرائع، إلى كتب مؤسس الكنيسة، ل. رون هوبارد. نجح ما لا يحصى من الدعوات للمشاركة في محاضرات مجانية في موضوعات الأمومة والأبوة الجيدة، معارضة إباحة المخدّرات، حقوق الإنسان، واستشارات تجارية، في إثارة اهتمام عدد غير قليل من الناس. أثارت تجمعات سنوية شارك فيها عشرات الأشخاص، لديّ رغبة قوية لفهم ماذا يفعلون في المبنى. أضاءت لدي محادثة صغيرة مع صاحب كشك مجاور للمبنى ضوءًا أحمر. “من يأتي إلى هنا تؤخذ منه كل ممتلكاته. فينظر إلى الأشخاص وكأنهم مصدر مال فقط”.
تسببت لي تلك المحادثة الجانبية بالرغبة في البحث عما كُتب عن هذه المؤسسة ومحاولة فهم ما الذي يجعل البشر يؤمنون بدين يُعتقد أنه قبل 75 ألف عام قد وصل إلى الكرة الأرضية كائن فضائي شرير وزرع في البراكين أرواحا من الكائنات الفضائية؟
نظرة إلى السينتولوجيا
مقرّ السينتولوجيا في الولايات المتحدة لوس أنجلوس (تصوير Wikipedia)
السينتولوجيا هي فلسفة ديانة روحية نظرية وعملية (تم تعريفها من قبل الكثيرين كطائفة)، وتأسست عام 1954، وتم تطويرها من قبل كاتب الخيال العلمي الأمريكي، ل. رون هوبارد. يُستخدم الاسم “كنيسة السينتولوجيا” أيضا كاسم عام لشبكة عالمية من المؤسسات الدينية التي أسسها هوبارد من أجل نشر التعاليم، التي عرّفها كدين.
تقترح السينتولوجيا طرق علاج مختلفة، تهدف إلى تحسين قدرات الإنسان ككيان روحي. بذلك، وفقا لادعائها، ترفع أيضا من قدرته على معالجة جسمه عبر مواجهة الأمراض النفسية والوصول إلى مستوى وعي أعلى. لا تستند هذه الادعاءات إلى أساس علمي. عرفت تحقيقات وإعلانات عبر وسائل الإعلام وتحرّيات أجرتها لجان تحقيق في دول مختلفة السينتولوجيا باعتبارها طائفة.
الممثل توم كروز، من أتباع السينتولوجيا (AFP)
تهدف السينتولوجيا، في مراحل متأخرة من التدريب، إلى تخلّص الدماغ والنفس من بقايا تلك الكائنات الفضائية، وجعلها “نقية” (Clear) وهي درجة حققها هوبارد نفسه، وكبار المؤسسة فقط. وفقا للسينتولوجيا فإنّ جميع الأمراض، وخصوصا الأمراض النفسية، هي بقايا من تلك الكائنات الفضائية. ولذلك تشنّ المؤسسة الرسمية والمنظمات المختلفة التابعة لها حربا شاملة ضدّ علماء النفس والأطبّاء النفسيين والأطباء بشكل عام وهي تعتمد طرق علاج خاصة بها، وهناك على الأقل حالة واحدة معروف أنها قد أدت إلى الموت.
بل أشارت لجان تحقيق وبعض التحرّيات إلى استخدام طرق التلاعب النفسي في السينتولوجيا. في ألمانيا، أعلِنَ عن السينتولوجيا باعتبارها “مؤسسة شمولية” وتجري ضدّها حملة عامة واسعة. في إسرائيل، كانت السينتولوجيا إحدى المجموعات التي تم فحصها بعناية لجان عديدة على الرغم من أنه لم تكن ضدّها تعريفات قانونية، مما سمح في نهاية المطاف بإقامة المركز الكبير في يافا.
أساس الاعتقاد
قبل 75 مليون عام قدِم كائن فضائي كبير واسمه زينو (Xenu) إلى الكرة الأرضية. زرع زينو، وفقا لهوبارد، مؤسس الديانة، والذي هو بالصدفة أيضا مؤلف كتب خيال علمي، في البراكين كائنات فضائية وفجّر الجبال بقنابل هيدروجينية. فقُتلت الكائنات الفضائية والتصقت أرواحها حينها بالبشر وما زالت حتى يومنا هذا، ولذلك ينشغل أعضاء السينتولوجيا بطردها في مرحلة متقدّمة من عضويّتهم في الكنيسة.
يعرض هذه النتائج المنتج الأمريكي، جيبني في فيلمه عن السينتولوجيا (Going Clear: Scientology and the prison of Belief )، الذي أثار ضجة في العالم عام 2015 وكشف عن الأسرار الأكثر عمقا لدى السينتولوجيين. استند الفيلم إلى مقابلات أجراها المنتج مع عشرات الأشخاص الذين كانوا من أتباع تلك الطائفة لسنوات ولكنهم هربوا منها بعد أن اكتشفوا أسرارا مظلمة.
الفيلم الذي كشف كل الأسرار
على مدى أشهر عديدة حاولت الكنيسة السينتولوجية منع عرض الفيلم “السينتولوجيا وسجن الإيمان” ولكن رغم التهديدات بالمقاضاة القضائية والإعلانات السلبية في الإعلام، فقد بُثّ الفيلم (من إنتاج HBO).
ويستند الفيلم، من بين أمور أخرى، إلى تحقيق أجراه الكاتب، لورانس رايت، الذي تحدث مع أكثر من 200 عضو في الكنيسة واستمع إلى شهادات عن الطرق الوحشية الممارسة في معسكر السينتولوجيا المغلق في كاليفورنيا، المسمى “Gold Base”، وعن حياة قادة الكنيسة، ومن بينهم أيضا الممثّلان توم كروز وجون ترافولتا.
يتحدث أعضاء سابقون في الكنيسة في الفيلم كيف يعمل الرجال، النساء وحتى الأطفال في ظروف عبودية في المبنى الموجود على مسافة نحو 160 كيلومترا من لوس أنجلوس ويتعرّضون للإساءة الجسدية والعاطفية، هكذا ذكرت صحف كثيرة مثلما ورد في هذا التقرير في الهافينغتون بوست.
الممثل حون ترافولتا، من أتباع السينتولوجيا (AFP)
زُعم في الماضي ضدّ قادة المنظمة، ومن بينهم زعيم الكنيسة في هذه الأيام، ديفيد ميسكافيدج، أنّه هو الوحيد الذي يمكنه أن يأمر بسجن أو إطلاق سراح الأشخاص من الاعتقال في المبنى.
ويكشف الفيلم تفاصيل عديدة حول هذه الديانة/ الطائفة والتي معظم من سمع عنها يربطها ببساطة بتوم كروز وجون ترافولتا، واللذين هما من ممثّلي السينتولوجيا البارزين. إحدى المعلومات المذهلة التي يكشف عنها الفيلم هي عدد أتباع الكنيسة، التي تقدّر ثروتها بثلاثة مليارات دولار وتمتلك أملاكا ثمينة في العالم كله (بما في ذلك إسرائيل)، تعداد أتباعها هو 50 ألف شخص بالمجمل، في جميع أنحاء العالم، رغم أنّ مؤيّدي هذه الديانة/الطائفة يزعمون أنّ عددهم يصل إلى الملايين.
المقابلة التي قدمها توم كروز لأوبرا وينفري وزعم فيها أنّه كان مسحورا بعد علاج سينتولوجي
نشاط واسع في إسرائيل
في منتصف شهر تشرين الأول نُشر في موقع MAKO الإسرائيلي تحقيق شامل حول نشاط المؤسسة في أنحاء إسرائيل. من غير الواضح حتى اليوم كم هو عدد الأتباع الإسرائيليين للكنيسة ولكن التقديرات تتحدث عن نحو 2000 إلى 3000 مؤمنا.
استطلع التحقيق كيف أنّه بواسطة نشاط اجتماعي أو اقتصادي عادي، كما يبدو، تحاول المؤسسة غرس تعاليم السينتولوجيا. قيل في التقرير إنّ المحاضرات المخصصصة للأهالي أو المبادرين الشباب أو الكفاح ضدّ إباحة المخدرات الخفيفة، تموّلها المؤسسة.
“تتميز هذه المؤسسات بأسماء مثل “الطريق إلى السعادة”، “أكاديمية الأبوين”، “إسرائيل تقول لا للمخدرات” وغيرها. إنها تهتم بموضوعات متنوعة، بدءا من التعليم وحتى الاستشارة الاقتصادية، ولكن أهدافها مماثلة: نشر تعاليم السينتولوجيا، تعزيز أهداف الكنيسة، وتقريب أشخاص آخرين إلى صفوفها. هكذا يعمل في إسرائيل مؤيّدو تلك الطائفة المثيرة للجدل، التي تعمل في العالم منذ عشرات السنين وتقدم نفسها كفلسفة دينية، ولكنها معرّفة من قبل كثيرين كطائفة، بما في ذلك “المركز الإسرائيلي لمتضرري الطوائف”. يعمل بعض تلك المؤسسات بصفتها مؤسسات ليست لأهداف ربحية، فهي تعتمد على التبرعات، وتقدم مؤسسات أخرى للكنيسة نسبة من أرباحها”، هذا ما جاء في التقرير.
مقر السينتولوجيا في مدينة يافا (Wikipedia, Ilan Costica)
في إسرائيل أيضا تحاول كنيسة السينتولوجيا تمثيل قوة ذات نفوذ في الجهاز التربوي، الصحي وفي مجال الأعمال. ذكرتها الشرطة الإسرائيلية في وثيقة كتبتها حول موضوع الطوائف منذ عام 1982، وبعد خمس سنوات من ذلك حذّر تقرير آخر من كونها قد تعزل أعضاءها عن أفراد أسرهم. في السنوات الأخيرة، كلما تعززت الادعاءات في العالم ضدّها، أصبحت تواجه معارضة قوية أكثر في إسرائيل.
أحد الموضوعات التي تحاول المؤسسة أن تكون فاعلة فيها هو موضوع العلاج النفسي والأدوية النفسية التي تقدمها المستشفيات والخدمات الطبية في إسرائيل للأطفال الذين شُخصوا بأنهم يعانون من اضطراب نقص الانتباه. في إسرائيل من الشائع اليوم استخدام الدواء المسمى “ريتالين” وهو دواء يتناوله، بموجب وصفة طبية، الأطفال أو البالغين الذين شُخصوا من قبل أطباء نفسيين مؤهّلين، باعتبارهم يعانون من اضطراب نقص الانتباه.
بالنسبة لأتباع السينتولوجيا، فإنّ الطب النفسي في إسرائيل والعالم هو جذر كل الشرور وأنّه من خلال الأدوية والعلاجات التقليدية، تحاول الدولة إرشاد الوالدين حول كيفية قمع غريزة الحياة لدى الأطفال.
ريتالين (Wikipedia)
“إذا كانت هناك شريحة مجتمعية تحاول السينتولوجيا أن تخترقها بشكل حازم، فهي شريحة رجال الأعمال، والسبب واضح. كتب هوبارد نفسه أنّه من أجل زيادة أرباح الكنيسة عليها أن تبحث عن أعمال تحتاج إلى المساعدة، أن تعرض عليها ورشات مجانية، ومن ثم تلزمها بتخصيص جزء من دخلها للكنيسة. تعمل هذه الطريقة بواسطة “شبكة WISE” (في إسرائيل)، وهي مؤسسة فرعية أخرى للسينتولوجيا” كما كتبت المحققة في التقرير.
صناعة المال
المؤمنون هم مصدر المال. الخلاص، وفقا لهوبارد، لا يأتي مجانا. كان هناك دائما ثمن للتنظيف الداخلي. نقل الكثير من الناس للكنيسة جميع توفيراتهم، فقد أتباعها منازلهم وضحّوا بمستقبل أولادهم تحت اسم الوعد بحياة أفضل.
يقول باحثون خصصوا حياتهم لكشف ما يحدث في السينتولوجيا مثل الباحث، ريك روس، إنّها صناعة تنتج مليارات الدولارات. تشير التقديرات إلى أنّه من أجل الوصول إلى الدرجة ثلاثة من بين ثماني درجات، فعلى المؤمن أن يدفع نحو 400 ألف دولار.
زعيم الكنيسة في هذه الأيام، ديفيد ميسكافيدج (AFP)
من جهة أخرى، هناك آلاف الأشخاص الذين لا يملكون تلك المبالغ ويرغبون في أن يصبحوا جزءًا من الكنيسة. لذلك يوافقون على العمل بوظيفة كاملة، وتخصيص وقتهم للكنيسة آملين أن يتمكّنوا من التقدّم دون دفع تلك المبالغ. فهذه المؤسسة تعمل طوال الوقت على تجنيد الأموال، وتجبي الأموال مقابل كل شيء، وتمتلك عقارات بقيمة مئات ملايين الدولارات.
ولا يسمح المجال هنا بالتوسّع أكثر حول ظاهرة السينتولوجيا والهوس الذي التصق بالكثيرين في العالم في محاولة الكشف عنها والعمل على تقليصها أو اختفائها من العالم. ومع ذلك فهي ديانة/ طائفة نشأت قبل أكثر بقليل من 60 عاما في العقل المحمود لكاتب قصص الخيال العلمي ونجحت رغم صغر حجمها في إثارة العالم وإذهال الكثيرين الذين لا يدركون كيف، رغم كل الشهادات والخفايا الداخلية، كما يبدو، تنجح هذه الديانة/ الطائفة في سحر الآلاف وإبقاء الكثيرين في مؤسساتها.
المحظورات الأخطر في المجتمع الحاريدي في إسرائيل تنكشف
كتاب تركته امرأة حاريدية سابقا قبل أن تنتحر يكشف عن المحظورات في المجتمع الأكثر حاريديا في إسرائيل: تعفّف جنسي متطرف، سيطرة تامة على حياة الفرد، والعيش حياة مزدوجة
في نهاية شهر حزيران هذا العام هزت الأنباء حول انتحار أم إسرائيلية أسس المجتمع الإسرائيلي. ظاهريا يدور الحديث عن أمّ، عمرها نحو 50 عاما، ارتدّت عن دينها، وقررت وضع حدّ لحياتها بعد أن فشلت في التواصل مع بناتها اللواتي بقين متديّنات، وكان ينبغي أن تكون قصتها شخصية.
إستي فاينشطين
بدأت هذه القصة المأساوية جدّا قبل نحو ثماني سنوات عندما غادرت امرأة اسمها إستي فاينشطاين، أم لسبع بنات، بشكل مفاجئ المجتمع المتديّن – الحاريدي، والذي تربّت فيه – “حسيدية غور” وارتدّت عن دينها.
قطعت فاينشطاين علاقتها مع بناتها الستّ اللواتي كنّ قد أصبحن بالغات وبقين في الحسيدوت، وبقيت على علاقة قريبة مع ابنة واحدة فقط – كانت قد ارتدّت عن دينها هي أيضًا، كما فعلت والدتها. كانت هذه الخطوة، ولا سيّما الانقطاع الأسري، صعبة جدا لفاينشطاين التي بدأت تحاضر في مختلف المناسبات حول حياتها، وفي المقابل، ألّفت كتابا تحدثت فيه عن قصّة حياتها في الحسيدوت، علاقتها المعقّدة مع زوجها، الابتعاد عن الدين و “الانتهاكات” في العلاقات الجنسية التي ارتبكها الزوج محاولة لتحسين العلاقة بينهما، محاولة الانتحار، المكوث في مستشفى الأمراض النفسية ولاحقا – انقطاع علاقتها مع بناتها.
مع وفاتها، نُشر الكتاب في مواقع التواصل الاجتماعي وأثار منذ ذلك الحين عاصفة في المجتمع الحاريدي، في أعقاب الكشف عن القوانين المعمول بها فيه والرقابة الصارمة على العلاقات الجنسية في حسيدية غور.
“حسيدية غور”: حسيدية ألترا- حاريدية
غور، حسيدية ألترا- حاريدية (AFP)
نوضح للأشخاص الذين لا يعرفون العالم الحاريدي في إسرائيل، أن مجمتع “حسيدية غور” يعتبر المجتمع الأكثر سرية، تديّنا، الأكبر، والأكثر توحّدا في إسرائيل. كانت بداية هذا المجتمع الديني في الأساس في بولندا بمدينة قريبة من وارسو. انتقل مركز نشاط الحسيدية من بولندا إلى إسرائيل مع انتهاء الحرب العالمية الثانية، بعد أن نجا أتباع الحسيدية من كارثة الهولوكوست الصعبة، التي أنزلها بهم الرايخ الثالث.
تتميّز حسيدية غور اليوم بتأثير سياسي، إعلامي، وتربوي كبير في إسرائيل. يُعرف أتباع حسيدية غور بالقوانين والعادات الاجتماعية الصارمة للغاية. بدءًا من الأنظمة والقوانين في شؤون المناسبات السعيدة، السكن، الزوجية وصولا إلى شؤون الفصل بين كلا الجنسين والحياة الجنسية.
هناك مميزات أخرى لهذه الحسيدية وهي الثقة والانضباط التنظيمي للحسيديم لأوامر زعيم الحسيدية الشبيهة “بالأسلوب العسكري”، النشاط العام الواسع، المؤسسات الاجتماعية الكثيرة، والرفاهية الاقتصادية نسبيا. القيمة التي تقود الحسيدية هي قيمة “القداسة”، والتي تعني التعفف الجنسي.
الكتاب الذي فتح صندوق باندورا وكشف عن كل شيء
تجهيزعروس حاريدي ونقلها الى بيت زوجها (AFP)
قصة إستي فاينشطاين، لا تكّف عن زعزعة الوسط الحاريدي. هزّ الكتاب الذي كتبته ورُفع إلى الإنترنت بعد وفاتها – المجتمع الحاريدي، زعزعه، وأثار طلبا ثاقبا لمراجعة النفس حول النظرة إلى المرتدّين في هذا الوسط – إلى جانب النقاش الداخلي حول ما حدث في هذه الحسيدية.
فُتح صندوق باندورا فوق الحاسيدية وسُمعت قصص صعبة حول ما يحدث في هذا المجتمع: عن الزهد والتعفف الجنسي المتطرّف، السيطرة بيد من حديد على الناس حتى في التفاصيل الصغيرة في حياتهم، تناول أقراص معدّة لعلاج الأمراض النفسية – ولا سيّما حزن كثير.
تروي إستي فاينشطاين في كتابها، الذي تركته كإرث للشعب الإسرائيلي، قصة حياتها المأساوية. في سنّ الثامنة عشرة تزوّجت حسيد غور وانتقلت للسكن في المدينة الجنوبية، أشدود. ولاحقا أنجبت بناتها. بعد مرور عدة سنوات انتقلت الأسرة للعيش في القدس. قبل نحو ثماني سنوات ارتدّت عن دينها، ومن ثم تطلقت وانتقلت للعيش مع شريكها. بقيت ابنتها الثالثة، التي ارتدّت عن دينها أيضا، على علاقة معها فقط. قطعت بناتها الأخريات، كمعظم عائلتها الموسعة، علاقتهن معها، مما عرّضها إلى ضائقة شديدة. كانت ناشطة في جمعية تُقدّم العون للمرتدين عن الدين وساعدت الناس كثيرا، ورغم أنّها تعتبر قوية، لم تصمد نفسها الهشّة أمام قطع علاقتها مع بناتها وأحفادها.
يمكننا أن نفهم من خلال قراءة مقاطع من كتابها الصعوبة الكبيرة التي تواجهها النساء الحاريديات. ربما تكون قصتها شخصية، ولكنها في الواقع قصة الكثير من الأسر في حسيدية غور. تستخدم روت في كتابها اسم “داسي” وتمكث في المستشفى بعد محاولة الانتحار الفاشلة.
“رفعتُ ببطء المنديل عن عينيّ وقلت للمرة الأولى في حياتي، في قرارة نفسي، ولكل مَن حولي: “لا أريد أن أكون حاريدية بعد”! أثأرت هذه الكلمات التي تفوّهت بها الأدرينالين في الدماغ، انطلاقا من الشعور بالقوة، أنّ هذه هي الجملة الصحيحة! نهضتُ من سريري قليلا وأكملت صراخي مرارا وتكرارا، كانت الجملة الوحيدة التي أثارت فيّ شعور التماهي معها في تلك اللحظة: “أريد أن أكون علمانية! لقد بقيت على قيد، وأريد أن أكون علمانية! لا أريد هذا الدين الملعون. لا أريد الاستمرار في عيش حياة الكذب. لا أريد هذه الطائفة الدينية!”.
حدوث أمور أعظم من مجرّد السماح بإقامة علاقة جنسية مرّتين شهريّا فقط
نساء طالبنا اليهوديات (Flash90/Nati Shohat)
انتظرت فاينشطاين لحظة زواجها بعد أن تعرّفت إلى زوجها المسقتبلي، وهو طالب في الحسيدوت. ولكن عانت من إهانات في حياتها الزوجية أيضا حيث إنّ زوجها لم يذكر حتى اسمها، وإنما كان يناديها قائلا “أنتِ” أو أمرها قائلا: “اذهبي” أو “تعالي”، الأمر الذي آذاها جدا وفاقم العلاقات الزوجية بين كلا الزوجين.
“في ذلك الوقت لم أكن أعلم ما معنى كلمة رومانسية، ولكن شعرتُ بقوة أنّني كنت أريد سماع زوجي ينطق اسمي. كنت أسير خلفه في المنزل، أحيانا، كالظلّ وأتخيّل كيف سيلتفت فجأة ويقول هذه الكلمة العجيبة، أو العار والإهانة عندما طلبت منه ممارسة الجنس لأكثر من مرّتين في الشهر كما حدد ذلك الحاخام. نزل إلى الشارع للاتصال عبر الهاتف العمومي ليسأل الحاخام، ومن ثم عاد بعد نحو ساعتين معربا عن إجابة سلبية. توقف للحظة عند مدخل غرفة الجلوس، لم ينظر حتى إليّ مباشرة، وأطلق في فضاء الغرفة جملة كانت تتراود في ذهني لسنوات طويلة بعد ذلك، وحتى اليوم: “قال الحاخام إنه لا ينبغي إضافة أيام زيادة على ما قد قرّره لممارسة العلاقة الجنسية، أي مرتين في الشهر وقد كنا مارسنها مرّتين هذا الشهر”! لذلك فقد قال الحاخام إن علينا أن نكتفي بذلك أثناء هذا الشهر، وأضاف آمرًا، عليك أن تقبل كلامي، وسيكون هذا حسن! وإنْ لم تقبلي – فسأنام في غرفة الجلوس، وإنْ كان هذا أيضًا لا يساعد وبقيتِ مصرّة على رغبتك، فقد قضى الحاخام أن أنام في الخارج!. ليلة سعيدة!”، أنهى كأب يأمر ابنه بالذهاب إلى النوم فورا لأنّ الوقت كان متأخرا (…). دخل إلى غرفة النوم ونام فورا وأما أنا فقضيتُ الليلة بالبكاء والنحيب الرهيب”.
ويشكل كل ذلك جزءا من القوانين: إذا كان الفقه اليهوي يطلب من الزوجين التعامل عن بعد لأسبوعين كل شهر، فإنّ أتباع حسيدية غور يطبّقون هذا النظام طوال العمر وفي كل الحالات. فعلى سبيل المثال لا يعطي الرجل لزوجته أغراضا عبر النقل من اليد إلى اليد مباشرة، ولا يجلس كلاهما على نفس المقعد.
ومن بين القوانين هناك أيضًا: تقييد شديد على عدد المرات التي يجوز فيها ممارسة علاقات جنسية في الشهر (مرتين فقط كما قالت فاينشطاين في كتابها)، حظر أية ملامسة بين الزوج والمرأة (بما في ذلك لمسات الحنان)، قضاء فترة طويلة جدّا من التعفف الجنسي بعد كل ولادة، بل والحرص على عدم مناداة النساء باسمهنّ الشخصي.
ولا يمكن العثور على هذه الأنظمة في وثيقة رسمية للحسيدية. يتم الهمس بها من “مرشد” في أذني الزوجين الشابين قبل الزواج وبعده. تأتي الرقابة بصورة “المرشدين” الذين يوجّهون الزوجين حول طرق التصرّف “المناسبة” في الأنظمة الحسيدية، حيث إنّ كل تجاوز من أحد الزوجين – يتم الإبلاغ عنه وعلاجه من خلال المرشد. في الواقع، فإنّ كل التواصل بين الزوجين في الفترة الأولى من الحياة الزوجية يجري بواسطة ذلك “المرشد” الذي يوجّه الزوجين حول كيفية التصرّف، وكيفية الاستجابة لكلّ طلب أو توجّه.
المرأة هي أداة لإنجاب الأطفال
المرأة هي أداة لإنجاب الأطفال (AFP)
تحدّثت فاينشطاين بصراحة في كتابها عن الحياة الزوجية في الحسيدوت التي تسير وفق نظام صارم يعمل على قمع الرغبة الجنسية:
” لايمارس حسيدي غور العلاقات الجنسية في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، لأن الحاخامات يوضحون أن ذلك ليس صحّيا للجنين. يقرّر الحاخام عدد المرات التي تتم فيها ممارسة الجنس والأوقات… لا يكفي أنّه طوال فترة الدورة الشهرية يجب التقليل قدر الإمكان من الحديث مع الزوج، يحظر على الزوج النظر إليه في عينيه مباشرة بنظرات قد تثير لديه شهوة لـ “أمور محرّمة” ناهيك عن أنها قد تبدو “جميلة” في محيطه… يجب عليها توخي الحذر جدا من ألا تتجمّل أمام زوجها في الفترة التي يكونان فيها “محرّمين على بعضهما البعض”، أي أثناء الدورة الشهرية وطيلة أسبوعين حتى يمرّ أسبوع الدورة الشهرية وأسبوع آخر تفحص فيه المرأة إذا انتهى الطمث لديها مستخدمة قطعة قماش بيضاء تدفعها إلى داخل المهبل بعد أن تنتهي الدورة، تبقيها فيه نحو 40 دقيقة، بدءا من قبل غروب الشمس وحتى ما بعد ظهور النجوم ومن ثم تفحص إذا كانت القطعة بيضاء نقية كالثلج وتتأكد من أنه لم يبقَ في المهبل، معاذ الله، أثر من دم…”.
يبدو أن اللحظات السعيدة التي عاشتها فاينشطاين هي عندما أصبحت حاملا وأنجبت بناتها. تتحدث في الكتاب عن مكوثها في المستشفى في أعقاب محاولة انتحار وعن حديثها مع الطبيبة النفسية حول ضائقتها. توضح لها أن بناتها هن أفضل شيء في حياتها “بناتي رائعات، لم أنسهن ولن أنساهن للحظة، كل ما فعلت كان لصالحهن فقط. ظننت أن الأمور تتحسن مع مرور الوقت، ولكن السنين تمرّ ولا تنجح في تحسين الوضع وإيقاف الألم”.
تناول أقراص معدّة لعلاج الأمراض النفسية
سُمعت ادعاءات خطيرة ضدّ الحسيدوت في السنوات الأخيرة، يتعلق أبرزها بالادعاءات حول الاستخدام غير المراقب للأقراص المعدّة لعلاج الأمراض النفسية، ولا سيما لعلاج الأمراض النفسية الخطيرة جدا، وذلك فقط من أجل قمع الرغبة الجنسية في أوساط الأشخاص الذين لا يستطيعون الالتزام بالزهد والتعفف الجنسي المتبع في الحسيدوت.
تحدث أتباع الحسيدية الذين ارتدّوا عن دينهم، كثيرا إلى وسائل الإعلام موضحين أن الحديث يدور عن واقع جديد، لا تزيد مدتة عن خمسة عشر عاما الأخيرة وأنّه سرّي جدا. وأوضحوا أن هناك اتجاه خطير من الحاخامات نحو توفير حلّ لم يكن معمولا به في الماضي، للأشخاص الذين لا يستيطعون التغلّب على انتهاكاتهم.
وتُنهي فاينشطاين كتابها موضحة أن حياتها تنقسم إلى قسمي حياة – حياة امرأة مستقلّة كانت قد اختارتها، و “حياة أمومتي، المؤلمة، المهشّمة إلى شظايا، حياة جريحة ومصابة”. بل تصف فاينشطاين اغتراب بناتها وعدم استعدادهن لتجديد علاقتهن معها: “ظننت أن الأمور تتحسن مع مرور الوقت، ولكن تمر السنين ولا تنجح في معالجة الأمور وإيقاف الألم”.
تشعرون بضائقة نفسية؟ تتساءلون إذا ما كنتم بحاجة إلى أخصائي نفسي؟ من الممكن جدا أن تكون الإجابة عن ذلك موجودة في حسابكم في إنستجرام. دراسة جديدة في جامعة هارفارد تكشف أنّ أنواع الفلاتر (مرشحات التصوير الافتراضية والإطارات المميزة) التي يختارها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي لصورهم من شأنها أن تشير إلى أنهم يعانون من الكآبة.
في إطار الدراسة اختبر الباحثون نحو 44 ألف صورة نشرها 166 مستخدما في إنستجرام من الولايات المتحدة – لقد شخص خبراء مسبقا بعض الأشخاص أنهم يعانون من الكآبة، وبينما لم يعاني الآخرون من اضطرابات في الحالة النفسية. أدخل الباحثون الصور إلى برنامج حاسوب، وعرف البرنامج مميزاتها واكتشف أنّ كل مجموعة اختارت أنواعا مختلفة من الفلاتر.
وفقا لنتائج الدراسة، فإنّ مجموعة المستخدمين الذين عانوا من الكآبة كانوا يميلون إلى نشر عدد أكبر من الصور في فلاتر مظلمة – كأولئك الذين أضفوا على صورهم ظلالا زرقاء، رمادية، وغامقة. وكان الفلتر الأكثر شعبية عند المصابين بالكآبة هو Inkwell، والذي هو في الواقع فلتر باللونين الأسود والأبيض، ويليه Crema، Willow، Reyes و־Stinson.
فلتر Inkwell
فلتر Crema
في المقابل، مال المختَبَرون الذين لم يعانوا من الكآبة إلى نشر صور أكثر إضاءة وذات ظلال فاتحة أكثر. وكان الفلتر الأكثر شعبية الذي استخدموه هو Valencia الفوسفورية، ومعه أيضا الفلاتر X-pro II Hefe، Amaro، Rise و־Lo-fi.
فلتر Amaro
فلتر Rise
ولم يكتف ِالباحثون بمعاينة الفلاتر بل فحصوا أيضا إذا كانت هناك علاقة بين الحالة النفسية ومحتوى الصورة. وكانت الإجابة؟ مركّبة. “إذا كنت تبتسم أو لا في الصورة فهذا لا يدل على إذا كنت كئيبا أم لا”، كما قالوا. “ولكنّنا اكتشفنا أنّ الأشخاص المصابين بالكآبة يميلون إلى وضع صور أكثر لأنفسهم وأقل للأشخاص آخرين. ونحن نقدّر أنّ سبب ذلك ينبع من حقيقة أنّ الأشخاص المصابين بالكآبة يعملون أقل على التفاعل مع الآخرين ويفضّلون البقاء وحدهم”.
وأشار الباحثون إلى أنّ البرنامج الذي طوّروه يمكنه فحص حسابات الإنستجرام بشكل تلقائي، وأن يقرر بذلك إذا ما كان مستخدمون معيّنون ينتمون إلى المجموعة المعرّضة لخطر الإصابة بالكآبة – حتى قبل الخضوع للتشخيص المهني. بالإضافة إلى ذلك، فقد أكّدوا على أنّ التشخيص بواسطة فلاتر إنستجرام يمكنه أن يُستخدم فقط كأداة إضافية، ولكن لا يمكنه أن يكون بديلا عن المشخّص البشري – الأخصائي النفسي أو الطبيب النفسي.
استند البحث على 1.7 مليون مريض تم علاجهم في مُستشفى نيويورك بين عاميّ 1985-2013 وبشكل عام تم فحص 1688 مرضًا مُختلفًا. من بين الـ 1600 مرض لم يتم إيجاد علاقة واضحة فيها بين المرض ويوم الميلاد، ولكن، فيما يخص 39 مرضًا وُجد أن هناك تأثير لشهر الولادة على الوضع الصحي. كانت تسعة أمراض من الأمراض التي لها علاقة بتاريخ الميلاد أمراض القلب.
العلاقة بين وضعكم الصحي وتاريخ ميلادكم
حسابات رياضية مُعقّدة، أدت بالعلماء لاختراع القائمة التالية. أنتم مدعوون لتروا احتمالات إصابتكم بالأمراض:
كانون الثاني: ضغط دم مُرتفع، أمراض قلبية
شباط: اختناق، أورام في الرئة وأورام في الشعب الرئوية
آذار: عمل قلب غير منتظم، أمراض قلب ومشاكل بتدفق الدم
نيسان: آلام صدر، مشاكل قلبية
أيار: لا توجد أمراض
حزيران: ربو، مشاكل قلبية
تموز: لا توجد أمراض
آب: التهابات عيون
أيلول: التهابات في المجاري التنفسية، التهابات في الأدنين، الحمى والتقيؤ، الربو، صعوبة في التأقلم ومشاكل نفسية، تعقيدات بالحمل ومشاكل خصوبة
تشرين الأول: التهابات في المجاري التنفسية والرئتين، آلام حلق حادة، فيروسات، لدغ بعوض، آلام بطن، اكتئاب
تشرين الثاني: فيروسات، مشاكل تركيز وإصغاء، مشاكل خصوبة، الإدمان على استخدام مُسكنات الآلام، إسهال، صعوبة في التعلم.
كانون الأول: خطر التعرّض لنزيف
ما هو التفسير العلمي؟
يقول العلُماء إن كل شيء مُتعلق بتأثيرات بيئية تتعلق بالموسم الذي أصبحت فيه والدتكم حاملا بكم، الأمر الذي يؤثر على جهازكم المناعي.
انتبهوا أن الحديث هنا يدور عن بحث وليس عن توصيات طبية من أي نوع!!!
وفقًا للتقارير البريطانية، صديقة الطيار المساعد أندرياس لوبيتس، الذي حطم الطائرة الألمانية في جنوب فرنسا الأسبوع الماضي، كانت حاملا. بحسب التقارير، كاترين جولدباخ، والتي تعمل كمدرسة، اكتشفت حملها قبل عدة أسابيع.
وذكر في الأيام الأخيرة أن جولدباخ قد تركت لوبيتس قبل وقت قليل من حدوث الكارثة، وكان من المقرر أن يتزوجا.
هذا وقد عثرت الشرطة الألمانية على “عدد كبير من الأدوية” لعلاج اضطرابات نفسية في منزل لوبيتس مساعد الطيار الذي يرجح أنه أسقط عمداً طائرة الإيرباص التابعة لشركة “جيرمان وينغز” الألمانية.
وإثر مداهمة شقة الشاب في دوسلدورف (غرباً) عثر المحققون على “عدد كبير من أدوية معالجة الأمراض النفسية”، بحسب الإعلام الأوروبي. ورداً على أسئلة وكالة فرانس برس رفض محققون فرنسيون وألمان تأكيد أو نفي هذه المعلومات.
تحطُم طائرة German Wings (AFP)
وأضافت الصحف الأجنبية أن “العديد من أطباء الأعصاب والأطباء النفسيين” كانوا يتابعون الشاب، وذلك نقلاً عن “محقق رفيع المستوى”، وبحسب الوثائق الشخصية التي حصل عليها المحققون فمن المحتمل أنه كان يعاني من إرهاق شديد واكتئاب خطير.
وكشف القضاء الألماني الجمعة أن لوبيتس كان لديه تقرير من طبيب يطلب منه التوقف عن العمل في يوم الرحلة، عثر عليه في منزله في دوسلدورف.
وبحسب المعلومات التي كشفت من الصندوق الأسود الأول الذي عثر عليه في موقع تحطم الطائرة فإن لوبيتس كان لوحده في قمرة القيادة عند وقوع الكارثة مستغلا فرصة ذهاب قائد الطائرة إلى المرحاض لكي يغلق الباب، ويشتبه في أنه أسقط عمدا الطائرة التي كانت تقوم برحلة بين برشلونة ودوسلدورف، في منطقة الألب الفرنسية ما أدى إلى مصرع الركاب الـ149 الآخرين.
يناضل الناس منذ فجر التاريخ ليعرفوا لماذا وُلدوا كما وُلدوا. هناك من يعتقدون أنّهم سعداء، تعساء أو عصبيّون بطبعهم، والآن، دراسة جديدة تزعم أنها تشرح – على الأقل إلى حدّ ما – لماذا يكون بعضنا محبطا أكثر من الآخرين.
يقول علماء من بودابست، قاموا بفحص 400 شخص وطابقوا بين نوع شخصيتهم والموسم الذي وُلدوا فيه، إنّ للأشخاص الذين وُلدوا في فترة معيّنة من العام احتمال أكبر لتطوير شخصية من نوع معيّن. هذا ما نُشر في موقع “التيلغراف” البريطاني.
وفقًا للدراسة، التي ستُعرض في الأسبوع القادم في برلين، فإنّ للمواسم تأثير على النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تتحكّم بمزاج الإنسان.
وهكذا، فالأطفال الذين وُلدوا في الصيف يميلون على ما يبدو لدى بلوغهم إلى المعاناة من تقلّبات المزاج، مقابل من وُلدوا في الشتاء، والذين سيكونون على الأرجح أشخاصًا أكثر راحة.
ومن بين أمور أخرى، وجد الباحثون أنّ عدد الذين يعانون من مزاج متقلّب، والذين يتّسمون بالتحوّلات السريعة والمتكرّرة من الحزن للفرح، كان كبيرًا بشكل ملحوظ لدى من وُلدوا في الصيف.
بالإضافة إلى ذلك، فلدى مواليد الصيف والربيع وُجد أنّ هناك عددًا أكبر من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في إنزال البسمة من على وجوههم، فهم ذوي ميول – مبالغ بها أحيانا – للمزاج الإيجابي. وعلى الرغم من أن الناس يميلون للتعامل مع الخريف باعتباره فصلا قاتمًا، فإنّ مواليد هذا الفصل الانتقالي يميلون بشكل أقل للاكتئاب، ومن وُلدوا في الشتاء نادرًا ما يغضبون ويميلون إلى الغضب أقل من الآخرين.
على الرغم من النتائج التي اكتشفتْ، فقد أوضح العلماء أنّه ينبغي الاستمرار في الدراسة لاكتشاف السبب الذي يقف وراء تأثير المواسم على النواقل العصبية.
للاكتئاب أعراض مختلفة وكثيرة. يمكن أن يشير تكرّر عدد من الأعراض معًا لفترة زمنية متواصلة، إلى حالة اكتئاب تستدعي العلاج، لكن ما هو مرض الاكتئاب في الحقيقة؟
من يصدّق؟ لكن، هناك لمرض الاكتئاب يوم محدد في التقويم السنوي الدولي والمسمى “يوم التعريف العالمي بالاكتئاب والقلق”، ويقام كل سنة في أول شهر تشرين الثاني وهو مخصص لزيادة الوعي لظاهرة الاكتئاب التي تعتبر المرض النفسي الأكثر انتشارًا في العالم.
أصابت الأخبار عن موت الممثل الهوليوودي الأمريكي روبين ويليامز أمس، مجال السينما والعالم بصدمة كبيرة. وُجد الممثل الرابح للأوسكار روبين ويليامز متوفيًّا في بيته في كاليفورنيا. صارع ويليامز ابن 63 سنة على مدى سنوات إدمان المخدرات والكحول وكذلك الاكتئاب.
الممثل الأمريكي الراحل روبين ويليامز (AFP)
نعتقد أن هذه فرصة مواتية لنحاول ونشرح بعض المواضيع المتعلقة بهذا المرض النفسي العسير. إليكم بعض الحقائق عن الاكتئاب:
حسب التقديرات، يعاني حوالي 14% من سكان إسرائيل والعالم، من الاكتئاب.
تقدّر منظمة الصحة العالمية، أنه حتى سنة 2020 سيدرج مرض الاكتئاب في المرتبة الثانية من بين الأمراض الأكثر صعوبة في العالم بعد أمراض القلب، من ناحية الوطأة العالمية على الإنسانية، بسبب خسارة أيام عمل وتكلفة العلاج الباهظة.
لكن ما هو الاكتئاب حقًا؟ الاكتئاب المرَضي، هو اضطراب نفسي يتميّز بنمط واسع ومستمر من مزاج نفسي متدنٍّ، يرافقه تقدير ذاتي متدنٍّ، وفقدان الاهتمام والمتعة التي تعتبر عادة سارّة للنفس. حظي مجمل الأعراض باسمه المهني، وُصف وُصنف كاضطراب في المزاج بإضافته سنة 1980 لكتاب التشخيص التابع لمنظمة العلاج النفسي الأمريكية.
هناك لظاهرة الاكتئاب عدة أسباب، وما زال قسم منها ليس معروفًا. على ما يبدو، هنالك عدة عوامل بيولوجية وعاطفية يمكنها أن تزيد من احتمال إصابة أحد ما بالاكتئاب خلال حياته. في العقد الأخيرة تشير الشواهد العلمية على ارتباط وراثي بالاكتئاب، الذي يمكن أن ينتقل وراثيًّا. تجارب الحياة الصعبة، أنماط شخصيات معيًنة، توتر زائد، تقدير ذاتي متدنٍّ أو تشاؤم مفرط، كل ذلك يمكنه أن يزيد من خطر الوقوع في الاكتئاب.
تطوَّر فهم الاكتئاب وعوامله كثيرًا خلال السنوات، ومع ذلك ليس هنالك من فهم كامل وبعض جوانب معينة من الاكتئاب تشكل موضوعًا للنقاش والبحث. من بينها اقتراح تفسيرات من مجال علم النفس، التطور والبيولوجيا. العلاجات النفسية للاكتئاب مبنية على نظرياتِ الشخصية، التواصل بين الإنساني، والتعلم. تتمحور النظريات البيولوجية بالأساس حول العلاقة بين الاكتئاب والنواقل العصبية مثل السيروتونين، نورأدرينالين ودوبامين: مواد كيميائية موجودة في الدماغ طبيعيًّا وتساعد على التواصل بين الخلايا العصبية.
كذلك يمكن للناس الأقوياء وأصحاب القوة النفسية العالية، أن يعانوا من الاكتئاب.
تعاني النساء من الاكتئاب أكثر من الرجال. سيعاني حوالي ربع مجموع النساء وثمن الرجال، من نوبة واحدة على الأقل أو حالة من الاكتئاب خلال الحياة.
حوالي 3% حتى 5% من الفتيان يعانون من الاكتئاب المرَضي كل سنة. يعاني واحد من بين 25 فتى من الاكتئاب في فترة البلوغ.
الخطوة الأولى نحو العلاج هي تحديد الظاهرة. للأسف الشديد، من الصعب على مَنْ وقعَ في الاكتئاب التفكير الصافي أو معرفة الأعراض التي يعانونها. يمكن لإظهار الاهتمام والدعم من جانب العائلة والأصدقاء، أن يساهم في طلب المساعدة المهنية.
حوالي 80%-90% ممن يعانون من ظاهرة الاكتئاب (حتى في الحالة الأصعب منه)، يمكن لهم أن يطلبوا المساعدة بواسطة الدعم النفسي، العلاج الدوائي، أو دمج كليهما معًا.
هل يوجد بينكم من لم يعاني يومًا من آلام الرأس؟ لا، على ما يبدو. تشير العديد من الأبحاث بأن 80% من الناس في العالم يعانون؛ لمرة واحدة على الأقل؛ في حياتهم من آلام الرأس وأن شيوع هذه المشكلة لدى النساء أكثر مما هي لدى الرجال بكثير.
آلام الرأس هي أحد الأعراض الجانبية في العالم المعاصر، التنافسي، الذي يدور بسرعة كبيرة، يخلق مراكز ضغط ويطالب بنتائج “الآن وحالاً” أقرت منظمة الصحة العالمية بأن آلام الرأس هي ظاهرة جسدية تسبب للإنسان أشد المعاناة.
في رمضان أيضًا بسبب الحر الشديد والصوم ونقص السوائل يعاني الكثير من الناس وتحديدًا النساء من آلام رأس متكررة وقوية.
اتضح من خلال أبحاث أجريت في الماضي بأن التوجه في إسرائيل في البداية هو الحل الكيميائي المتوفر دائمًا – يأخذ واحد من كل ستة أشخاص أقراص دواء مخففة للألم يوميًّا، ويشتري ربع المواطنين، تقريبًا، مثل تلك الأقراص مرة شهريًا.
أسباب آلام الرأس؟
أسباب بدنية: نقص السوائل (الجفاف)، سوء التغذية، حساسية، مشاكل رؤية، ضغط على العامود الفقري العنقي، عضلات منكمشة، سوء نوم أو عدم نوم، تقلبات الطقس، مرض فيروسي، التهاب السحايا، نزيف دماغي، نقص الأكسجين وغيرها.
أسباب ليست بدنية: التوتر الفكري، القلق، الإحباط، الخوف، عدم الثقة، العناد، سوء إدارة الوقت، مشاكل السيطرة على النفس وغيرها.
ما من شيء يحدث صدفة، ومصدر كل مشكلة صحية ليس فقط بدني. هناك بالطبع إمكانية أخذ الدواء ومواد كيميائية للعلاج الآني للألم القوي. الإمكانيات الأخرى هي العلاجات الطبيعية ويمكن أن تساعد بالسيطرة على الألم وتخفيفه مستقبلاً أيضًا.
هاكم بعض الطرق التي يمكنها أن تساعدكم على تخفيف الألم الحاد:
1. التنفس: نستنشق الهواء ونملأ الرئتين، نحتفظ بأنفاسنا لبضع ثوانٍ – ومن ثم نزفره بدفعة واحدة. افعلوا ذلك عشر مرات متتالية، بضع مرات في اليوم.
كيف سيخفف ذلك الألم؟ تنبع أحيانًا آلام الرأس من نقص الأكسجين الذي سببه هو التنفس السطحي والتعب.
2. التغيير بالغذاء: الانتقال إلى تغذية فيها المركب الحامضي مهمل: تنازلوا عن اللحم الأحمر، الطماطم، الباذنجان والفواكه الحامضة. وأيضًا، الابتعاد عن السكر، الطحين الأبيض، المواد الحافظة والغذاء المصنّع، يساعد كل ذلك على تخفيف الألم، وأحيانًا من المهم الابتعاد عن استهلاك الكافيين عمومًا والقهوة تحديدًا.
يستحسن شرب شاي أعشاب مهدئ مثال البابونج. الصفات العلاجية التي في شاي الأعشاب معروفة منذ آلاف السنين: تساعد على تهدئة الأعصاب، تخفف الألم، تمنع الأرق، تخفف ضغط الدم، تقاوم الالتهاب وتساعد على استرخاء العضلات.
كيف من شأن ذلك تخفيف الألم؟ عملية هضم مركبات الغذاء الأساسية أمر أسهل، ويبدو أن الغذاء الرئيسي يثير حساسية أقل في الجسم.
3. نقاط ضغط: نعالج ألم الرأس بالضغط على نقاط الضغط التالية مدة 10 ثوانٍ، ونكرر العملية أربع مرات. يمكن معاودة الضغط على تلك النقاط أربع – خمس مرات يوميًا، ولمن يعانون من آلام رأس مزمنة يُفضل القيام بهذا كعلاج وقائي لتعزيز الصحة:
• نبحث عن تجويفين في مقدمة الجمجمة، في الجانب الخارجي من الحاجبين، وندلكهما بلطف.
• نضع الإبهام على النقطة الموجودة فوق جسر الأنف بين الحاجبين، وندلك بلطف مع اتجاه عقارب الساعة.
• نضغط على بطانة الإبهامين، ونقرص شحمتي الأذنين.
• ندلك بضغط متوسط تلك المساحة على ظهر كف اليد وهي الواصلة بين الإبهام والسبابة.
• نبحث عن أسفل الرأس، في منطقة الواصل بالعامود الفقري العنقي، عظم بارز من كل جهة. ندخل الإبهامين تحت العظمتين البارزتين ونضغط أو نشد الرأس مباشرة نحو الأعلى. وخلال عملية الضغط نقوم بتدليك المكان.
كيف من شأن ذلك تخفيف الألم؟ تتوزع نقاط الضغط على طول الـ “مرديانات”، قنوات الطاقة حسب الطب الصيني. يفتح الضغط على هذه النقاط الحواجز التي تعيق تدفق الطاقة وتتيح للعضو أو الجهاز الشفاء. قد تكون آلام الرأس أيضًا نتيجة اختلال بالطاقة، وعملية الضغط تساعد على تخفيف آلام الرأس واستعادة التوزان للجسم.
إنما، يجب أن نتذكر بأن هذه النصائح لا تشكل بديلاً للتشخيص الطبي ولا يمكن أن تعطي مسوغًا للتوقف عن متابعة أي علاج دوائي كان. في حالة وجود آلم متواصل يجب التوجه للطبيب.