قال دبلوماسيون ونشطاء إن هجوما نفذه مقاتلو المعارضة السورية بهدف تخفيف حصار الحكومة شرقي دمشق أسهم في تقريب القتال من آخر مخزون معلن من أسلحة الرئيس بشار الأسد الكيماوية.
وتعكف سوريا على إزالة 1300 طن من الأسلحة الكيماوية بموجب اتفاق أبرمته العام الماضي وجنبها ضربات عسكرية غربية بعد هجوم بغاز السارين على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في ريف دمشق في أغسطس آب الماضي.
لكن دمشق لم تلتزم بأكثر من مهلة لإخراج المواد السامة من البلاد وكان آخرها في 27 أبريل نيسان وقالت للبعثة الدولية المشرفة على العملية إنه لم يتبق سوى موقع كيماوي واحد يصعب الوصول إليه بسبب القتال.
ويشتبه خصوم الأسد الغربيون في أنه يطيل أمد العملية عن عمد لكن تقدم مقاتلي المعارضة إلى الشرق من دمشق يشير إلى أن هناك عقبات حقيقية في إخراج المواد الكيماوية من هناك.
وقال دبلوماسي “إنها منطقة محل صراع شرس.” وتشرف على عملية إزالة المواد الكيماوية بعثة مشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
ويقول نشطاء إن مقاتلي المعارضة اشتبكوا مع قوات الأسد بين قاعدة الضمير الجوية التي قالوا إنها تعرضت لقصف صاروخي عنيف من جانب المعارضين وبين قاعدة صيقل التي تقع على بعد نحو 40 كيلومترا إلى الشرق ويعتقد أنها تحوي أسلحة كيماوية.
وفي حين يبدو هجوم المعارضة أكثر تركيزا على الضمير وعلى اختراق المعقل العسكري الذي أقامته قوات الأسد بمنطقة أقرب إلى العاصمة زاد القتال من عزلة صيقل واقترب منها.
وقال نشطاء إن المقاتلين ينتمون للجبهة الإسلامية -وهي واحدة من أكبر وأقوى تحالفات المعارضة الإسلامية- وإلى فيلق الرحمن وألوية أحمد العبدو. وأضافوا أن الهجوم موله على ما يبدو داعمون خليجيون.
وقال الدبلوماسي إن مقاتلي المعارضة سيطروا على القاعدة الكيماوية المهجورة في خان أبو الشامات التي تقع بين الضمير وصيقل وقطعوا الطريق الواصل بينهما.
ووصف اقتراب القتال من صيقل بأنه مقلق وقال إنه من غير الواضح إن كانت هناك طرق بديلة لإخراج المواد الكيماوية غير الطريق الذي سده مقاتلو المعارضة.
كانت سيجريد كاج رئيسة بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية المشتركة قد قالت يوم الأحد الماضي إن 92 في المئة من مخزون الأسلحة الكيماوية السورية إما دمر أو نقل إلى سفن في ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط للتخلص منها في مكان آخر.
وقال الدبلوماسي إن الكيماويات المتبقية في صيقل سيتعين تعبئتها في حاويات لنقلها برا إلى اللاذقية.
وأضاف أن من غير المرجح أن يستخدمها مقاتلو المعارضة إن هم وضعوا أيديهم عليها لأنها ليست المنتج النهائي الممتزج. وقال “من المعتقد بقوة ألا تكون لدى مقاتلي المعارضة القدرة على فعل ذلك” أي مزج المواد الكيماوية. وتابع بقوله “الخطر الرئيسي قد يكون في نقلها إلى الخارج أو بيعها.”
وقال دبلوماسي غربي آخر إن مقاتلي المعارضة يدركون أنهم قد يواجهون عواقب إن هم بدلوا نقطة التركيز في هجومهم وحاولوا السيطرة على القاعدة الكيماوية. ولم يذكر تفاصيل.
وأكد كريستيان تشارتييه المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن كل المواد الكيماوية المتبقية مازالت في موقع واحد لم يحدده.
وقال “القتال مثير للقلق بالقطع لأنه منع سوريا -ويبدو أنه لايزال يمنع سوريا- من الوفاء بالتزاماتها في أسرع وقت ممكن.”
وأضاف “هذا شيء ليس بمقدورنا التحكم فيه. كل ما يمكننا أن نفعله هو أن نتمنى أن تبذل سوريا كل ما يمكنها فعله لنقل المواد الكيماوية حتى يمكننا أن نبدأ عملية التدمير الفعلية.”
وعلى الرغم من أن سوريا اقتربت من إخراج كل ترسانتها المعلنة من المواد الكيماوية من البلاد فإنها لم تتفق بعد مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على خطة لتدمير 12 منشأة كيماوية متبقية.