بثت هيئة البث الإسرائيلي، مكان، هذا الأسبوع، سلسة حلقات تروي قصة اللاجئين السوريين الذين تركوا بلادهم إبان الحرب الأهلية، واتجهوا نحو أوروبا بحثا عن واقع آمن ومستقبل أفضل. وتتناول حلقات المسلسل المسمى “درب الهروب”، والتي صوّرت في اليونان وألمانيا معاناة اللاجئين في مخيمات اللجوء، وتهديد العودة إلى الوطن الذي تركوه بحثا عن حياة شريفة وآمنة.
فركزت الحلقة الأولى والثانية على وضع اللاجئين في اليونان، في مخيم اللاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية، وآخر بالقرب من سلانيك، وروى هناك اللاجئون عن الظروف الإنسانية القاسية التي يعيشونها منذ وصولهم إلى هذه المخيمات من تركيا. فمن ظن أنه وصل إلى “محطة عبور” من أجل العبور إلى دول أوروبية ثانية، اكتشف حقيقة صعبة، فظل عالقا في هذه المخيمات يعاني ظروف حياتية قاسية، في بعض الأحيان أكثر من وطنه الذي غادره. والأصعب أن مصيرهم ما زال مجهولا ومهددا بالرجوع بعد أن تنهي منظمات العون الدولية مهامها الإنسانية هناك.
وفي الحلقة الثانية، سلط الضوء على مصير الأطفال السوريين في هذه المخيمات، وفقدان ملايين الأطفال الطفولة الآمنة. فجاء أن نحو 2.6 مليون طفل سوري تحوّلوا إلى لاجئين في أعقاب الحرب الدامية، ونحو 1.7 مليون موجودون خارج إي إطار تربوي. وروى أولياء أمور لاجئون ونشطاء مطلعون على أوضاع الأطفال لمعدي التقرير الإسرائيليين أن مستقبل الأطفال مجهول على ضوء السياسات القاسية التي تنتهجها دول أوروبا بخصوص الهجرة. وتحدث التقرير عن مدرسة في اليونان يتطوع فيها إسرائيليون، تقدم حصص تعليمية للأطفال اللاجئين.
أما الحلقة الثالثة من التقرير المتلفز، فانتقلت إلى ألمانيا، حيث تحطم أمل كثيرين من اللاجئين السوريين بالعثور على حياة شريفة. فسلطت الحلقة على الجوانب المظلمة لحياة اللاجئين السوريين في ألمانيا، فجاء في التقرير أن بعضهم، خاصة الشباب، يضطرون إلى العمل في الدعارة من أجل توفير لقمة العيش، وغيرهم وجدوا أنفسهم خارج مخيمات اللجوء يعشون في الشوارع. وحتى اللاجئين الذين اعترفت بحقهم ألمانيا، يعانون حياة قاسية في ظل تغيّر سياسة الهجرة في ألمانيا، التي تحولت من سياسة مرحبة باللاجئين إلى سياسة تشجعهم على العودة ومغادرة ألمانيا، عدا عن العنصرية التي يواجهونها من فئات في المجتمع الألماني.
وخلافا للحلقة الثالثة التي روت عن الأحلام التي بددتها مخيمات اللجوء ودول أوروبا التي غلقت أبوابها في وجه اللاجئين، تحدثت الحلقة الرابعة عن قصص نجاح للاجئين سوريين في ألمانيا، خاصة في مجالات لم يكونوا يحلمون بتحقيقها في سوريا. واحدة منها قصة لاجئ سوري فرّ من بلاده بعد أن استدعاه جيش الأسد للخدمة، وأصبح “دي جي” معروفا في ألمانيا، يرقص الألمانيين على وقع الألحان العربية المدموجة بالأجنبية. وقصة أخرى عن لاجئ سوري يشارك في عروض للرقص الشرقي في نادٍ للرقص، والملفت أن شريكته في الرقص هي إسرائيلية متحولة جنسيا. وختمت الحلقة بقصة سورية محجبة وجدت السلوان من مشقات اللجوء بدروس اليوجا، فأصبحت أول معلمة عربية لتمارين اليوغا في ألمانيا.