أكناف بيت المقدس

المأساة في مخيم اليرموك (RAMI AL-SAYED / AFP)
المأساة في مخيم اليرموك (RAMI AL-SAYED / AFP)

المأساة في اليرموك: ذريعة أخرى لمهاجمة عباس

حماس تتنصّل من "أكناف بيت المقدس" وتستغلّ مأساة اليرموك من أجل إبراز اتهام محمود عباس وياسر عبد ربه بالمعالجة غير الكافية للأزمة الخطيرة في مخيّم اللاجئين

تؤجّج المأساة الإنسانية الخطيرة التي حلّت بعد سيطرة عناصر داعش على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في ضواحي دمشق النزاع الداخلي أيضًا بين الفلسطينيين. على ضوء الحالة الصعبة أيضًا لسكان المخيّم، والتي تؤذي الفلسطينيين أينما كانوا، لا تتجنّب حماس توجيه الاتهامات ضدّ القيادة الفلسطينية.

وهناك من الفلسطينيين من يتّهم حماس، التي تُحسب على اتجاه الإخوان المسلمين، بخطيئة إدخال التنظيمات الجهادية وعلى رأسها جبهة النصرة إلى المخيّم، ممّا ولّد في نهاية المطاف ظهور الهيجان الإرهابي لداعش في المنطقة. ذكرت التقارير، في الأسبوع الماضي، أنّ داعش قطعت رأس اثنين من مسؤولي حماس في مخيّم اليرموك. ووفقا للتقارير، يقاتل فصيل أكناف بيت المقدس، المنتمي لحماس، مقاتلي داعش.

وتحاول حماس اليوم أن تستعيد الحياد لنفسها في كلّ ما يتعلّق بالقضية. كتب أحد مسؤولي حماس، مشير المصري، في صفحته على الفيس بوك أنّ ‏‎”‎حركة حماس موقفها ثابت، يتمثل في عدم التدخل في أي شأن داخلي عربي، ونحن على مسافة واحدة من جميع الأطراف‎”.‎‏ وأضاف المصري، أنه لا علاقة لحركة حماس بتنظيم “أكناف بيت المقدس”، أو أي تنظيم مسلح آخر‎.

في المقابل، تحاول حماس أيضًا استغلال هذه الفرصة المأساوية من أجل تسويد وجه السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية. كان العنوان الرئيسي لموقع “الرسالة” التابع لحركة حماس هذا الصباح هو “غضب داخل “اليرموك” من أداء منظمة التحرير”.

وقد نقل المقال انتقادات على لسان خالد عبد المجيد أمين سرّ لجنة المتابعة العليا للفصائل الفلسطينية والذي اتّهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والسكرتير العام لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه بالعجز والتهرّب من الاتفاق الذي تمّ توقيعه في الضفة الغربية لحلّ أزمة اليرموك. لا يُعتبر عبد المجيد مسؤولا كبيرا أو إحدى الشخصيات المهمّة من بين القيادات الفلسطينية، ولكن يبدو أنّ انتقاداته ضدّ عباس قفزت به إلى مكانة ذات أهمية، من وجهة نظر محرّري “الرسالة”.

اقرأوا المزيد: 270 كلمة
عرض أقل
مخيم اليرموك بعد القصف (AFP PHOTO / STR)
مخيم اليرموك بعد القصف (AFP PHOTO / STR)

اليرموك: الأمم المتحدة قلقة من هجوم فلسطيني- سوري ضد تنظيم الدولة الإسلامية

بان كي مون: حان الوقت للقيام بعمل ملموس لإنقاذ الأرواح (..) لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي والسماح بحدوث مجزرة، لا يجب التخلي عن سكان اليرموك

دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أمس الخميس، إلى العمل على تفادي “مجزرة” في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق، وذلك بعد قبول الفصائل الفلسطينية تنفيذ عملية عسكرية مشتركة مع الجيش السوري لإخراج متطرفي تنظيم “الدولة الإسلامية” من المخيم.

وقال بان في تصريحات صحافية “حان الوقت للقيام بعمل ملموس لإنقاذ الأرواح (..) لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي والسماح بحدوث مجزرة، لا يجب التخلي عن سكان اليرموك”.

وشدد بان “ان ما يجري في اليرموك غير مقبول” مشيرا إلى أن “سكان اليرموك وبينهم 3500 طفل، اضحوا دروعا بشرية”.

وأضاف “هذا المخيم للاجئين بدا يشبه مخيما للموت” مشبها مخيم اليرموك ب “آخر حلقات الجحيم”.

وتابع “نحن نسمع الآن حديثا عن هجوم مكثف على المخيم والمدنيين الموجودين فيه، سيشكل ذلك جريمة حرب جديدة افظع من سابقاتها”.

وقبلت فصائل فلسطينية تنفيذ عمليات مشتركة مع الجيش السوري ما أثار مخاوف من هجوم وشيك على متطرفي الدولة الإسلامية الذين هجموا على المخيم في الأول من نيسان/أبريل.

واعتبر بان انه من العاجل “ان يستقر الوضع في المخيم” الذي يؤوي 16 الف لاجئ.

وذكر بطلب مجلس الأمن مؤخرا “وضع حد للمعارك” وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية وإتاحة اجلاء من يرغبون في مغادرة المخيم.

ووجه نداء “للدول التي لديها نفوذ لدى الحكومة (السورية) وكافة الأطراف على الأرض” بهدف إقناع المتحاربين بتفادي المدنيين.

وقال “إن هذه الكارثة الإنسانية في اليرموك هي اختبار كبير لتصميم المجتمع الدولي”.

وجاءت تصريحات بان بعد ان أعلن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني الخميس توافق أبرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لإخراج تنظيم الدولة الإسلامية من هذا المخيم بعد سيطرته على أجزاء واسعة منه.

وقال مجدلاني في مؤتمر صحافي عقده في دمشق إن دخول التنظيم المتطرف أطاح بالحل السياسي، و”وضعنا أمام خيارات أخرى لحل أمني نراعي فيه الشراكة مع الدولة السورية صاحبة القرار الأول والأخير في الحفاظ على أمن المواطنين”، مشيرا إلى ان “الجهد الفلسطيني هو جهد تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الإرهاب”.

وكان مجدلاني يتحدث بعد اجتماع عقد مساء الأربعاء وشارك فيه ممثلون عن 14 فصيلا فلسطينيا في سوريا، وغابت عنه كتائب أكناف بيت المقدس، الحركة التي نشأت أخيرا في مخيم اليرموك والتي تعتبر قريبة من حركة حماس الفلسطينية ومعارضة للنظام السوري. ومنذ دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى مخيم اليرموك في الأول من نيسان/أبريل، تقاتل كتائب أكناف بيت المقدس التنظيم الجهادي، ما أسفر عن مقتل 45 شخصا بينهم ستة مدنيين.

وقال المسؤول الفلسطيني القادم من رام الله والذي شارك في اجتماع الفصائل “اتفقنا على أن يبقى (الاجتماع) مفتوحا للتنسيق الدائم مع القيادة السورية، وان تُشكل غرفة عمليات مشتركة من القوات السورية والفصائل الفلسطينية التي ترغب والتي لها تواجد ملموس داخل المخيم أو في محيطه لاستكمال هذه العملية النظيفة عسكريا”.

وأوضح ان “أي عمل (عسكري) يجب ان يراعي حياة المدنيين السوريين والفلسطينيين في اليرموك، والا تكون هناك حالة من التدمير الشامل للمخيم، وان تتم العملية بشكل تدريجي في الأحياء”.

وأكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي لوكالة “فرانس برس” أن الفصائل الفلسطينية توافقت في الاجتماع “على دعم الحل العسكري لإخراج داعش من المخيم”.

وفيما لم يكن في الإمكان الاتصال بممثلين عن كتائب أكناف بيت المقدس لتبين موقفها من العملية العسكرية، قال عبد الهادي إن “90 مقاتلا من أكناف بيت المقدس باتوا ينسقون مع غرفة العمليات المشتركة ويقاتلون إلى جانب النظام”.

وأشار مجدلاني من جهته إلى ان “جزءا من مقاتلي أكناف بيت المقدس انشقوا عنه وباتوا يقاتلون إلى جانب تنظيمي داعش والنصرة”.

وتنفي حركة حماس أي علاقة لها بكتائب أكناف بيت المقدس التي تقدم نفسها على انها مؤلفة من (أبناء المخيم). وقال ممثل حركة حماس في لبنان أسامة حمدان ل “فرانس برس” إن الحركة لم تطلع على تفاصيل ما اتفق عليه في اجتماع الفصائل في دمشق، رافضا في الوقت نفسه “مسألة التورط الفلسطيني العسكري في المخيم بالكامل”.

وشددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تقاتل إلى جانب قوات النظام من جهتها على “ضرورة ترجمة الموقف الفلسطيني الموحد السياسي والميداني بهدف تحرير مخيم اليرموك وطرد العصابات الإرهابية”، مقترحة تشكيل “قوة مشتركة” من الفصائل الفلسطينية لتحقيق ذلك.

اقرأوا المزيد: 617 كلمة
عرض أقل
مقاتلون من جبهة النصرة يجوبون مخيم اليرموك قرب دمشق (AFP)
مقاتلون من جبهة النصرة يجوبون مخيم اليرموك قرب دمشق (AFP)

تنظيم داعش يسيطر على جزء كبير من مخيم اليرموك

ناشط فلسطيني داخل المخيم يشير إلى "معارك اندلعت صباح اليوم مع كتائب اكناف بيت المقدس ومقاتلي التنظيم الذين تقدموا من حي الحجر الاسود المجاور"

سيطر مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية على جزء كبير من مخيم اليرموك للاجئين الفسطينيين الواقع جنوب دمشق بعد اقتحامه صباح اليوم الاربعاء، وفق ما اعلن مصدر فلسطيني.

وقال مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا انور عبد الهادي لوكالة فرانس برس “اقتحم مقاتلو داعش صباح اليوم مخيم اليرموك واستولوا على غالبيته” مشيرا الى ان “القتال لا يزال مستمرا بين عناصر التنظيم والمسلحين داخله”.

واشار ناشط فلسطيني داخل المخيم لفرانس برس رافضا الكشف عن هويته الى “معارك اندلعت صباح اليوم مع كتائب اكناف بيت المقدس ومقاتلي التنظيم الذين تقدموا من حي الحجر الاسود المجاور”.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن “اشتباكات عنيفة بين عناصر التنظيم من طرف، ومقاتلي فصيل إسلامي من طرف اخر في الشوارع الواقعة عند اطراف المخيم” لافتا الى “معلومات مؤكدة عن تقدم للتنظيم في المخيم”.

وتتزامن الاشتباكات وفق المرصد “مع قصف لقوات النظام على مناطق في مخيم اليرموك والحجر الاسود في جنوب دمشق”.

ويعاني المخيم الذي تحاصره القوات النظامية منذ اكثر من عام من نقص فادح في المواد الغذائية والادوية تسبب بحوالى مئتي وفاة. وتراجع عدد سكانه من نحو 160 الفا قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد الى حوالى 18 الفا.

وفي حزيران/يونيو 2014، تم التوصل الى هدنة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة داخل المخيم، ما سمح بتراجع وتيرة المعارك في محيط المخيم، وتخفيف اجراءات الحصار.

اقرأوا المزيد: 207 كلمة
عرض أقل