بعد أن تساءلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن سبب اختفاء سارة نتنياهو، نشرت عائلة نتنياهو صورا لسارة، التي انضمت إلى ابنها في رحلته إلى أستراليا ونيوزيلندا
عادت زوجة رئيس الحكومة، سارة نتنياهو، إلى إسرائيل بعد انتهاء رحلتها إلى أستراليا ونيوزيلندا مع ابنها أفنير الذي يتابع رحلته الطويلة. بسبب غياب سارة الطويل، نشرت عائلة رئيس الحكومة بعد عودتها إلى البلاد صورتين من رحلتها مع ابنها أفنير. أشارت عائلة نتنياهو إلى أن العائلة دفعت تكاليف الرحلة. رغم هذا، تجدر الإشارة إلى أن الدولة خصصت حماية متواصلة لزوجة رئيس الحكومة، وابنه وفق توصيات جهات أمنية، وقد تحملت الدولة هذه التكاليف.
بعد أن التقى أفنير مع والدته، كتب في الإنستجرام: “عشنا أسبوعين لن أنساهما. إذا كان يمكنكم التنزه مع والديكم، فتنزهوا. تنزهوا في بحيرة طبريا، اليونان، تايلاند أو نيوزيلندا. الموقع ليس مهم، بل الوقت الذي تقضونه معا”.
تطرق رئيس الحكومة إلى الرحلة التي قامت بها زوجته وابنه، والتقيا فيها مع وزير الدفاع في نيوزيلندا، رون مارك، الذي يزور البلاد. “يتنزه ابني أفنير حاليا في نيوزيلندا. تحدثت معه أمس ليلا، وأخبرني بمدى إعجابه بالدولة. كانت زوجتي مع ابني في رحلته إلى نيوزيلندا أيضا، وقد أخبرتني بمدى إعجابها بها”، قال نتنياهو لمارك.
تعرفوا إلى أوريين جولي، عارضة من نوع آخر، تبلغ من العمر 24 عاما، بات اسمها يتردد على الألسنة في إسرائيل منذ أيام بعد رصدها تغادر مقهى مع نجل نتنياهو البكر، أفنير.
ويبدو أن نجل نتنياهو لا يبحث عن فتاة عادية ليكون في علاقة غرامية معها، وإنما يحب الفتيات المميزات، لأن جولي ليست عارضة عادية للأزياء وإنما عارضة قطع سلاح، مسدسات وبنادق، وهي ربما الوحيدة في إسرائيل التي تقوم بذلك.
https://www.instagram.com/p/Bd0LUb2ly4c/?taken-by=orin_julie
وتروي جولي التي تكبر ابن نتنياهو بعام أنها حملت السلاح لأول مرة، تحديدا “إم 16″، خلال خدمتها العسكرية في الجيش الإسرائيلي، فباتت مغرمة بقطع السلاح والأزياء العسكرية.
فراحت تنشر صورا لها على إنستجرام تحمل الأسلحة وأثناء وضعيات قتالية، فلفتت انتباه شرك انتاج السلاح في إسرائيل والعالم، وتلقت عروضا لتصبح عارضة أسلحة بعد انهائها الخدمة الإلزامية. واليوم يتابع حساب الشابة الإسرائيلية مئات آلاف الأشخاص حول العالم، نحو 277 ألف متابع على إنستجرام.
أفنير نتنياهو (Flash90 / Marc Israel Sellem)
وتقول الشابة إنها تدربت على تفكيك قطع السلاح وتركيبها، والتصويب في أنواع أسلحة عديدة في إطار عملها. وعن قطعة السلاح الأحب لديها فتقول إنها تعشق ال M4.
طبعا صور الشابة تعرض الأسلحة النارية يذكرنا بأغنية عبد الحليم: نار يا حبيبي نار.. لا شك أن مشاعر نجل نتنياهو تجري بهذا الاتجاه.
في الفترة الأخيرة، كشف الموقع الإخباري Mako، عن صور حصرية لأفنير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو يعمل نادلا في مقهى في حي في القدس. شوهد أفنير نتنياهو في مقهى، يقع بالقرب من بيت الرئيس ومن مسكن رئيس الحكومة في القدس، وإلى جانبه حارسا أمن.
قال رواد المقهى إن أفنير يقدم خدمة لائقة ويتعامل جيدا مع الزبائن، وفيما عدا وجود الحارسين، ليس هناك أي شيء يشهد على أنه نجل رئيس الحكومة. قال المصوّر الذي وصل إلى المقهى لالتقاط صور لأفنير، إن الحارسين تأكدا من هويته وسأله مَن سيحصل على هذه الصور. وبعد استيضاح قصير، سمحا للمصور بالتقاط الصور.
نجل نتنياهو الشاب، معروف بصفته هادئ ومنطويا على نفسه، يحاول الحفاظ على خصوصيته والبقاء بعيدا عن الأضواء. في الفترة الأخيرة، عاد من نزهة بعد أن أنهى خدمته العسكرية. من جهته، رد أفنير على النشر في صفحة الفيس بوك التابعة لـ Mako، وكتب: “من الأفضل أن تهتموا بأموركم”.
بعد حوالي أسبوع من تسريحه من الخدمة المنتظمة في الجيش الإسرائيلي (بداية كانون الأول 2017)، خرج الابن الأصغر لرئيس الحكومة الإسرائيلية، أفنير نتنياهو، في رحلة لمدة ستة أشهر إلى أستراليا ونيوزيلندا، وهو يحظى بحراسة رجال أمن كل الوقت.
الحراس هم من “وحدة مغين”، وهي وحدة الأمن لحراسات الشخصيات في مكتب رئيس الوزراء، ومسؤولة عن أمن الوزراء، وعن أمن زوجة رئيس الوزراء وأولاده. كما رافق حراس الأمن يائير نتنياهو في رحلاته إلى الخارج، بما في ذلك أثناء رحلته في إيبيزا، إجازات التزلج، الرحلات إلى الولايات المتحدة، ورحلات أخرى.
عائلة نتنياهو، من اليمين الى اليسار: يائير، سارة أفنير وبنيامين نتنياهو (GPO)
وتحدث أفنير نتنياهو مرات عديدة عن حلمه لزيارة أستراليا ونيوزيلندا. وقد انهى أفنير خدمته العسكرية بتاريخ 30 تشرين الثاني 2017 وبعد بضعة أيام سافر جوا إلى الشرق برفقة حراس أمن.
ولكن اتضح الآن أن الشاباك المسؤول عن وحدة الأمن الخاصة بالشخصيات عارض بشدة تأمين حراسة لأفنير نتنياهو في رحلته الطويلة إلى الخارج لأن التكاليف أعلى من المعتاد ويأتي تمويلها على حساب أموال الجمهور الإسرائيلي.
وقال رئيس الشاباك سابقا، يورام كوهين، صباح اليوم الخميس، إنه لا يعتقد أن أبناء رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يحتاجون إلى حراسة ثابتة. “أثناء شغلي منصبي، اعتقدنا أن لا حاجة إلى حراستهم بشكل ثابت. ولكن لاقى هذا الرأي معارضة”، قال كوهين.
رئيس الشاباك الاسبق، يورام كوهين (Flash90/Miriam Alster)
يائير وأفنير نتنياهو هما الوحيدان من أولاد رؤساء الحكومة الإسرائيليين الذين يتمتعون بحراسة مكثّفة. نتيجة لذلك، يحصلان أيضا على سيارة وسائق على حساب دافعي الضرائب الإسرائيليين، ويتم تأمينهما في الخارج أيضا، على غرار حراسة وزير في الحكومة الإسرائيلية.
رفض مكتب رئيس الحكومة حتى الآن نقل البيانات المتعلقة بتكاليف حراسة ابني نتنياهو وزوجته، وأكد أن الترتيبات الأمنية منسقة مع الشاباك.
للمرة الأولى منذ الانتخابات يُجبَر نتنياهو على الإجابة عن أسئلة أعضاء المعارضة فيما يتعلق بالشبهات ضده والحرم القدسي الشريف والصراع الإسرائيلي الفلسطيني
تُسمع انتقادات كبيرة موجهة ضد رئيس الحكومة الإسرائيلي نتنياهو لأنه لم يُشارك في أية مقابلة للإعلام منذ الانتخابات، بحسب زعم كثيرين، السبب هو تجنب مواجهة الأسئلة الصعبة حول خطواته. للمرة الأولى، يُجبر نتنياهو أمس منذ زمن طويل، أمام الهيئة العامة للكنيست، على الإجابة عن أسئلة أعضاء الكنيست، ويتلقى وابل من الأسئلة من اليمين واليسار على حد سواء. صمد نتنياهو بكرامة في هذا التحدي، وأجاب ببراعة وانسياب عن الأسئلة، وكان يبدو أن الجهود المكرسة لإحراجه قد باءت بالفشل.
أحد الأسئلة التي أجاب عنها نتنياهو كان يمسّ بالشبهات الأخيرة التي نُشرت ضده، باشتباه أنه قد تم إصدار جواز سفر باسم مزور لابنه، من أجل فتح حساب بنكي في بنما. سألت عضو الكنيست من حزب “المعسكر الصهيوني” مبتسمة “متى يمكن أن يتوجه سائر المواطنين من أجل استصدار جواز سفر مزور؟”. رد نتنياهو غاضبا أنّ “هذا القول ليس صحيحا. وأضاف قائلا: يسود طوفان من اختراع الأكاذيب. لم ولن يتوصلوا إلى ما هو قد يكون صحيحا”.
وعن السؤال حول خطته السياسية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أجاب نتنياهو، “الحل المطلوب في نظرنا هو إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل كدولة يهودية”، وأضاف إنه يعتقد أنه “لا يمكن للمبادرة العربية بصيغتها الحالية أن تشكّل مرسومًا يجب العمل بموجبه. تتحدث المبادرة عن أننا سنسلّم الجولان. من سيتسلّمه؟ داعش؟ إذا كان هذا مرسومًا فهو غير قابل للتطبيق. أما إذا كان يشكل أساسا لبدء المحادثات، فأنا مستعد لذلك، بعد إذنكم”.
عرض نتنياهو (Flash90)
وفي رده عن سؤال عضو الكنيست اليمينية إذا ما كان الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف سيتغيّر، قال نتنياهو “نحن نواجه حروب دينية عالمية ومحاولات تحريضية بشكل عام، وضدّ دولة إسرائيل بشكل خاص. لقد كان الحرم القدسي الشريف مركز التحريض وما زال. يقولون إننا نريد أن نغيّر الوضع الراهن”، وأضاف مؤكّدا تمسّكه بالوضع الراهن الحالي. “لقد وضعتُ سياسية، أنا متمسّك بها وأعتقد أنّها صحيحة”.
وردّا عن كلام الحاخام الإسرائيلي الذي وصف المثليين بـ “المنحرفين” وأثار عاصفة كبيرة، قال نتنياهو “هذا الكلام ليس لائقا ولا مقبولا، بالتأكيد لا يرضى به أحد. المجتمع المثلي هو جزء منّا”، ولكن عن السؤال لماذا لم يشجب أقوال الحاخام أجاب “لست آلة إدانات”.
وقد طُرحت الأسئلة على نتنياهو في إطار تنسيق جديد في الكنيست يلزم وزراء الحكومة بالإجابة عن أسئلة أعضاء الكنيست في الهيئة العامة للكنيست، بحيث لا يتلقونها مسبقا ولا يمكنهم تحضير إجابات، حيث يتمتع أعضاء المعارضة بإمكانية طرح عدد من الأسئلة – على الأقل ثلاثة أرباع مجموع الأسئلة. ويدعى التنسيق الجديد “ساعة الأسئلة”، وهي ساعة واحدة، تضاف إليها عشر دقائق لكل حقيبة يحملها الوزير. ولأنّ نتنياهو يحمل أربع حقائب هي الخارجية، الاقتصاد، الإعلام والتعاون الإقليمي، فإنّ ساعة أسئلته طالت بأربعين دقيقة إضافية.
في هذه المنطقة من العالم، لا يتحوّل الدم إلى ماء. ورغم أنّ الموهبة أمر مهمّ، فإنّ النسب العائلي لا يقل أهمية. إليكم نظرة إلى بعض "الخلفاء" لزعماء الشرق الأوسط
هناك دول في العالم إذا وُلدتَ فيها في الأسرة المالكة؛ فطريقك نحو تولي منصب الملك مقرّرة مسبقًا. وهناك دول أخرى ليس مهما من هما والداك، لأنّك إذا أردت أن تحكم فستضطرّ إلى القيام بذلك بقواك الذاتية فحسب. بينما في الشرق الأوسط فالصورة ليست واضحة: فحتى لو وُلدت كأمير، سيأتي يوم ستضطرّ فيه إلى أن تثبت لشعبك بأنّك مناسب للحكم، وحتى لو عملت بنفسك من أجل الوصول إلى السلطة، فإنّ الشعب سيهتم دائما بجذورك العائلية.
سنعرض عليكم بعض “الخلفاء” البارزين بشكل خاص والذين يعيشون في منطقتنا، وهم أبناء عبد الله ملك الأردن، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
الأمير حسين بن عبد الله
الأمير حسين (Instagram)
الأمير الأردنيّ الهاشمي ابن الثانية والعشرين عاما هو وريث عرش المملكة منذ أن كان في العاشرة من عمره. وفقا للسجلّات، فإنّ الأمير حسين هو حفيد للنبي محمد من الجيل الـ 42. وقد سمّي بطبيعة الحال على اسم جدّه، الملك الحسين بن طلال. في هذه الأيام يدرس الأمير في جامعة جورجتاون في مدينة واشنطن في الولايات المتحدة، في مجال التاريخ الدولي. وهو يخدم أيضًا كضابط بدرجة ملازم أول في الجيش الأردني. وكما يليق بفرد في الأسرة الهاشمية، يتحدث الأمير الإنجليزية والعربية بمستوى لغة الأم، وذلك بالإضافة إلى إتقانه الفرنسية شفهيّا. عندما كان في العشرين من عمره كان الأمير حسين الشخص الأصغر سنّا ممن ترأسوا جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك عندما ترأس جلسة تناولت منع انضمام الشباب إلى التنظيمات الإرهابية.
جواد نصر الله
حسن نصر الله ونجله جواد نصر الله (Twitter)
تصدّر محمد جواد نصر الله، نجل حسن نصر الله، مؤخرا عناوين الأخبار عندما نشر الجيش الإسرائيلي خبر أنّه تزعّم خلية مسلّحين فلسطينية، شغلها حزب الله. فاجأ هذا الخبر الكثيرين، حيث إنّه حتى ذلك الوقت كان جواد معروفا بشكل أساسيّ باعتباره ناشطا في تويتر وهو موقع التواصل الاجتماعي، حيث يُكثر هناك من نشر التغريدات والصور التي يهاجم فيها السعودية وإسرائيل. وفقا للشائعات المنتشرة حوله من فترة صباه، فقد أكثر نصر الله الصغير من التجوّل في الضاحية الجنوبية من بيروت بسيارته، بل وتورّط في الماضي بالتحرّش بفتاة كانت تقطن في تلك المنطقة. ولكن في عام 2007 اشتهر للمرة الأولى عندما نشر ديوانه تحت اسم “حروف المقاومة”. من غير الواضح من هو جواد نصر الله الحقيقي؛ هل هو وحش عديم الرحمة، أم شاعر واضح اللسان مضى في طريقه والده الصعبة؟
يائير وأفنير نتنياهو
يائير في جنازة جده المفضل (Flash90Avi Ohayon)
في الزاوية الإسرائيلية في الشرق الأوسط، يبرز الشقيقان الشابان يائير وأفنير نتنياهو، ابنا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. يائير هو الابن الأكبر من بينهما، وقد وُلد عام 1991، بينما يصغره أفنير بأربع سنوات. وفقا للشائعات في إسرائيل، فإن كلا الابنين يؤثران كثيرا على طريق والدهما السياسي. يائير هو في الواقع المستشار السياسي الأكثر قربا من رئيس الحكومة، وهو مسؤول عن جزء كبير من حملة رئيس الحكومة الإعلامية. في فترة دراسته في الجامعة بدأ ينشط سياسيًّا في حزب الليكود. وأما أفنير، المعروف بقربه من الديانة اليهودية، يقدّم لوالده نتنياهو دعما أيديولوجيًّا في طريقه السياسي.
ياسر وطارق عباس
طارق وياسرعباس
ياسر وطارق عباس هما أكبر بسنوات عديدة من الأبناء الذين ذُكروا أعلاه، ولكن تأثيرهما على والدهما الرئيس الفلسطيني ليس سرّا. في الوقت الذي اختفى فيه أبناء الزعماء من جيل أبناء عباس عن الخارطة، مثل عدي وقصي حسين، جمال وعلاء مبارك وسيف الإسلام القذافي، فإنّ ياسر وطارق يحافظان على أهميّتهما. وذلك لأنّهما لم يقفا أبدا في دائرة الضوء السياسي تماما. والأمر صحيح بشكل خاصّ بالنسبة لطارق، الذي عرف كيف يستغلّ مكانة والده طوال السنين من أجل النجاح في عالم الأعمال.
حافظ الأسد الابن
حافظ الأسد
سُمّيَ حافظ الأسد ابن الخامسة عشرة على اسم جدّه تماما مثل الأمير حسين بن عبد الله، وقد تصدّر العناوين مؤخرا بسبب إنجازاته المشكوك فيها في إطار مسابقات الرياضيات، والتي أنهى فيها في المركز السابع فقط. سخر موقع “العربية” منه وكتب “لعلها المرة الأولى التي لا يكون فيها واحدٌ من آل الأسد رابحاً في أية مباراة يخوضها”. وكتب مراسل العربية عهد فاضل أيضًا: “فللمرة الأولى يجرؤ أحدٌ على الفوز قبالة واحد من “تلك العائلة الرئاسية” التي تخصصت بالفوز، “حتى لو مسابقة في اللغة الصينية”، كما يقول ظرفاء سوريون، هنا وهناك”. كالعديد من الزعماء الآخرين في المنطقة، فإنّ والد حافظ لم يكن يفترض أنه سيصبح رئيسا، وحظي بهذا المنصب فقط إثر وفاة شقيقه الأكبر باسل. في كل ما يتعلق بمستقبل سوريا، فإنّ المخفيّ أعظم. لا يمكن لأحد أن يراهن ويخمّن احتمال أن يرث حافظ والده، حيث من غير المؤكد أبدا بأنّ يبقى والده الرئيس السوري حتى آخر حياته. ولكن لأنّ كلّ شيء محتم، فمن غير المستبعد بأن يلتقي حافظ الأسد الابن يومًا ما بالملك حسين بن عبد الله وبرئيس الحكومة الإسرائيلي يائير نتنياهو، ليناقش معهما اتفاق السلام بين سوريا وإسرائيل.
تحتفل اليوم سارة نتنياهو، عقيلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بعيد ميلادها الـ 57. نشر رئيس الوزراء الإسرائيلي على صفحته في الفيس بوك، احتفالا بالحدث، صورة برفقتها وكتب: “زوجتي العزيزة، عيد ميلاد سعيد، شكرا لك لأجل كل ما تقومين به من أجل شعب إسرائيل، من أجل عائلتنا، من أجلي”.
كانت ردود المتصفحين متباينة، بين تبريكات قلبية وردود من قبل إسرائيليين تمنوا للسيدة نتنياهو الخير فقط، ولكن من جهة أخرى استغل آخرون هذا الحدث للتعبير عن معارضتهم للزوج نتنياهو ولعملهما الجمهوري. كتب قسم من المتصفحين في ردهم: “ماذا فعلتْ من أجل دولة إسرائيل؟”.
صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلي (فيس بوك)
حظيت زوجة رئيس الوزراء على مر السنين باهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام في إسرائيل، كان على الأغلب بلهجة سلبية. تتعلق الادعاءات ضدها غالبا بالعلاقات الشخصية التي تمييزها على ما يبدو. قدّم في شهر كانون الثاني من هذه السنة ميني نفتالي، وهو إسرائيلي عمل في الماضي مسؤولا عن صيانة مسكن رئيس الوزراء، تصريحا شمل شهادات ادّعت أن السيدة نتنياهو تعيش حالات نوبات غضب شديدة كثيرا، على الأغلب، بعد شرب الكحول. تدعي السيدة نتنياهو في ردها، مرارا وتكرار، أن دمها سًفك.
هناك ولدان للزوج نتنياهو ، أفنير ويئير. تسكن العائلة في المسكن الرسمي لرئيس الوزراء في أورشليم القدس. وهي تملك بيتا آخر في القدس وفيلا في قيساريا، وتمكث فيه في الأساس في نهاية الأسبوع.
سارة هي زوجة نتنياهو الثالثة، تزوج الاثنان في سنة 1991. يوجد لبنيامين نتنياهو بنت أخرى من زواجه الأول وهو أيضا جد لأحفاد من تلك البنت.
تعرفوا هذه هي “كايا نتنياهو”، الكلبة الجديدة في منزل رئيس الحكومة الإسرائيلي. نشر بنيامين نتنياهو، البارحة، على صفحته في الفيس بوك الخبر التالي:
“أقدم لكم كايا، في العاشرة من العمر، كلبة لطيفة ولذيذة واندمجت مُباشرة مع عائلتنا. عندما عرف ابني آفنر أنه سيتم تخديرها، طلب منا جميعًا الموافقة على تبنيها وإنقاذ حياتها. في نهاية الأسبوع الماضي، استقبلناها بحرارة ومحبة. أسبوع مُبهج”!
הכירו את קאיה, בת עשר, כלבה עדינה ונעימת מזג שהשתלבה מיד במשפחתנו. כשבני אבנר שמע שהיא עומדת בפני הרדמה, הוא ביקש מכולנו לאמץ אותה ובכך להציל את חייה. בסוף השבוע האחרון קיבלנו אותה בחום ובאהבה. שבוע טוב!
تحوّلت أقوال نتنياهو هذه وصورته، هو وسارة، وأبناؤهما وهما يداعبان الكلبة، خلال وقت قصير جدًا إلى البوستات الأكثر شعبية التي شاركها نتنياهو على الفيس بوك. حصد هذا الخبر خلال ساعات معدودة 30،0000 “لايك” وأكثر من 1000 مُشاركة وكانت غالبية الردود إيجابية. نال تصريح واحد فقط لنتنياهو، خلال العام الأخير، شعبية كبيرة كهذه.
أمتدح الكثير من المُتصفحين عائلة نتنياهو بخصوص تبني الكلبة، وخاصة أن الحديث عن كلبة عمرها عشر سنوات، أي توشك على الموت.
وكان أكثر الردود شعبية هو رد إحدى المُتصفحات التي ناشدت نتنياهو بأن يتخذ خطوات سياسية تُناسب تعامل عائلته مع الحيوانات. كتبت المُتصفحة، وتُدعى شلوميت: “لعلك بسبب هذه الكلبة الرائعة قد تُبادر لطرح مشروع قانون يحمي الحيوانات، قانون ضد التعذيب. آن الأوان لأننا سئمنا ذلك”. وأضافت قائلة: “لقد أدخلت هذه الكلبة الرائعة الفرح والمودة إلى بيتك”.
وهناك من اختاروا انتقاد نتنياهو وكتبوا: “آن الأوان، هذا أول عمل خير قمت به منذ أن تسلمت رئاسة الحكومة. سألت نفسي فعلاً متى سيحدث ذلك”.
النجاة من الموت غرقا في قناة السويس، الشقيق الذي قُتل، الاتهامات المتكررة بالميل للهلع والهستيريا، الزيجتان اللتان تم فضّهما، والزواج الثالث الذي كاد أن ينفجر على الهواء مباشرة - تلك هي القصة الكاملة لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو
عام 2012، عندما ترأس الحكومة الإسرائيلية، وقف بنيامين نتنياهو أمام قبر والده المفتوح، المؤرخ بن تسيون نتنياهو، والذي توفي في سنّ 102، وتحدّث عن اليوم الأصعب في حياة والده، وفي حياته، 4 تموز عام 1976، يوم وفاة شقيقه الأكبر يوناتان.
“انقسمت حياتنا إلى نصفين: قبل وبعد ذلك اليوم الفظيع الذي سقط فيه يوني”، قال نتنياهو. كان حينذاك طالبا لإدارة الأعمال في معهد ماساتشوستس للتقنية في بوسطون، الولايات المتحدة.
“انقسمت حياتنا إلى نصفين: قبل وبعد ذلك اليوم الفظيع الذي سقط فيه يوني. لن أنسى هذه الصرخات حتى أموت”
كان شقيقه الأكبر يوناتان قائدا لوحدة النخبة في الجيش الإسرائيلي، وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة. حين تمّ اختطاف طائرة إير فرانس إلى إنتيبي من قبل عناصر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كان يوناتان أول من قفز من على متن طائرة هرقل وهاجم الخاطفين في مطار إنتيبي. قُتل من نيران أطلِقتْ باتجاهه من برج المراقبة.
تابع بنيامين نتنياهو قضية الاختطاف حينذاك قلقًا بواسطة وسائل الإعلام الأمريكية. لقد علم أنّ شقيقه يوني سيشارك بالتأكيد في عملية الإنقاذ، وفهم المخاطر التي تنطوي على ذلك. حين اتصل شقيق نتنياهو ويوناتان الأصغر، عيدو، إليه في ساعات الليل، علم بنيامين نتنياهو بأنّ شقيقه الأكبر قد قُتل.
“علمتُ حتى قبل أن أمسك بالسماعة بأنّ يوني لم يعد بيننا”، هذا ما قاله نتنياهو في جنازة والده. وأضاف: “ظننت حينذاك بأنّه ينبغي الوصول إليك، أبي، وإلى أمي، بأسرع وقت ممكن، إلى مكان إقامتكما في نيويورك، قبل أن يصل الخبر إليكما عن طريق آخر. وحينها سافرنا، سبع ساعات في جهنّم، ووصلنا إلى الجادة التي تؤدي إلى المنزل الذي أقمتما فيه حينذاك”.
رأيتك، أبي، تمشي من خلال النافذة الزجاجية الكبيرة. رأيتك تمشي وتفكر، ويداك كعادتك متشابكتان خلف ظهرك. وفجأة حوّلْتَ رأسك ورأيتَني، فامتدت على وجهك نظرة دهشة وقلت لي: “بيبي، ماذا تفعل هنا”؟ وفي لحظة تغيّرتْ نظرتك بفهم رهيب، صرخت صرخةً مريرة وصرختْ أمي بعدك كذلك، ولن أنسى هذه الصرخات حتى أموت”.
بنيامين نتنياهو مع أخيه يوني نتنياهو (YEDIOTH AHARONOTH/AFP)
ابن المؤرّخ
أحسن رئيس دولة إسرائيل، شمعون بيريس عندما صاغ الأمر كالتالي: “بيبي، والدك كتب التاريخ، وأنت تصنعه”. وفعلا، من يريد أن يفهم من هو بنيامين نتنياهو عليه أن يفهم من كان والده.
أحسن رئيس دولة إسرائيل، شمعون بيريس عندما صاغ الأمر كالتالي: “بيبي، والدك كتب التاريخ، وأنت تصنعه”
كانت دراسة وبحث التاريخ مركز حياة البروفيسور بن تسيون، وأسرة نتنياهو بأسرها. كرّست زوجة بن تسيون ووالده بنيامين نتنياهو، تسيلا، كلّ حياتها لدعم عمل زوجها الأكاديمي. ولهذه الغاية انتقلت أسرة نتنياهو بين القدس والولايات المتحدة، ذهابا وإيابا، طوال فترة طفولة بنيامين نتنياهو. قضت الأسرة معظم سنوات الستينيات من القرن العشرين في مدينة فيلادلفيا.
طوال فترة مراهقته – وربما حتى اليوم – رأى بنيامين نتنياهو نفسه مرتبطا بشكل وثيق بأسلوب الحياة الأمريكي. الإنجليزية الجميلة التي يطقنها حتى يومنا هذا هي نتيجة تلك السنوات الدراسية التي قضاها في المدارس الأمريكية.
طوال فترة مراهقته – وربما حتى اليوم – رأى بنيامين نتنياهو نفسه مرتبطا بشكل وثيق بأسلوب الحياة الأمريكي.
حين تجنّد الابنان يوناتان وبنيامين نتنياهو للجيش الإسرائيلي، بقي الوالدان في الولايات المتحدة، وفي الواقع قرّرا الهجرة بشكل نهائي إلى نيويورك في أعقاب تعيين بن تسيون بروفيسورًا في جامعة كورنيل. وقد اتُّخذ قرار العودة للبلاد بعد ذلك بعدة سنوات فقط، عندما قُتل يوناتان.
كان بن تسيون، كاسمه تماما، وفيّا طوال حياته للصهيونية. كان والده، جدّ نتنياهو، حاخامًا صهيونيا شهيرا بحدّ ذاته. ولدى قراءتنا لمقابلة قدّمها لصحيفة “هآرتس” بعد وقت قصير من انتخاب ابنه لرئاسة الحكومة، يمكننا أن نرى نهجه المتطرّف في الصهيونية، ومعارضته الهائلة للتسوية مع الفلسطينيين:
“علينا أن نفهم بأنّ بيننا وبين العرب تعارض ثقافي عميق”، هذا ما قاله البروفيسور نتنياهو وأضاف: “الصهيونية منذ تأسيسها هي حركة غربية. إنها حركة عاشت على حدود الشرق ولكن وجهها كان دائما للغرب. كانت الصهيونية دائما قاعدة أمامية للغرب في الشرق، وهكذا هي حتى اليوم. لهذا السبب، يعتبرنا العرب كائنا غريبًا. حتى لو لم نشعر بذلك، حتى لو كنّا نخدع أنفسنا بأنّ السلام سيسود هنا، فإنّنا نعتبر هدفا لهجومهم والذي هو ليس هجوما نشطا ولكنه هجوم يتشكّل”.
بنيامين نتنياهو ووالده بينتسيون (Facebook)
هذه الرؤية التاريخية، التي استوعبها بنيامين نتنياهو من والده، هي إلى حدّ كبير برنامج عمله الاستراتيجي.
المقاتل الذي شاهد الموت بعينيه
في تشرين الأول عام 1967، بعد أشهر قليلة من الانتصار الإسرائيلي الهائل على الدول العربيّة، تجنّد نتنياهو للجيش الإسرائيلي. ومثل شقيقه الأكبر يوني وشقيقه الأصغر عيدو، تجنّد لوحدة النخبة، وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة.
برز كأحد المقاتلين الموهوبين والشجعان، وتقدّم بسرعة في سلّم الرتب، بعد أن شارك في سلسلة من العمليات السرية. وقد شارك نتنياهو من بين أمور أخرى في عملية تدمير 14 طائرة في مطار بيروت، وفي عملية “الكرامة” الشهيرة.
نتنياهو وباراك أصدقاء (Flash90/Avi Ohayon)
وتعرّف هناك في وحدة النخبة على خصمه وشريكه لاحقا في قيادة دولة إسرائيل، إيهود باراك. قاتل نتنياهو وباراك في سنوات الستينيات والسبعينيات كتفًا إلى كتف بزيّ الجيش الإسرائيلي. عام 1999، تنافس الاثنان وجها لوجه على رئاسة الحكومة الإسرائيلية، وهزم باراك نتنياهو بفارق كبير. بينما في عام 2011، عندما كان باراك يتولى منصب وزير الدفاع في ظلّ رئيس الحكومة نتنياهو، قاد الاثنان سويّة العملية الاستراتيجية التي كادت أن تنتهي بقصف المنشآت النووية الإيرانية.
وفجأة فُتحت نيران مصرية على المقاتلين الإسرائيليين. سقط نتنياهو في مياه القناة وهو يرتدي معدّات عسكرية ثقيلة، وبدأ بالغرق والاختناق
كاد نتنياهو أن يخسر حياته في سنوات وجوده في الوحدة، أكثر من مرة. في شهر أيار عام 1969، شارك نتنياهو بعبور سرّي لقناة السويس على متن قوارب مطاطية. وفجأة فُتحت نيران مصرية على المقاتلين الإسرائيليين، وقُتل على الفور رفيقه في السلاح، حاييم بن يونا. سقط نتنياهو في مياه القناة وهو يرتدي معدّات عسكرية ثقيلة، وبدأ بالغرق والاختناق. وفي اللحظة الأخيرة امتدّت إليه يدّ لتنقذه، وتمّ إنقاذ نتنياهو بسلام.
حادثة أخرى جرت عندما أصبح قائدا لفرقة في الوحدة. واجه نتنياهو وجنوده عاصفة ثلجية قوية عبر الحدود السورية، في مهمّة بقيتْ تفاصيلها سرّية، وكاد الاتصال معهم أن يُقطع. انضمّ المقاتل الدرزي الشجاع سليم شوفي إلى قوة نتنياهو من أجل إنقاذه بسلام ونقله إلى داخل الحدود الإسرائيلية. ذكر نتنياهو كيف أرشده شوفي للاستمرار في المسير، وعدم التوقف في الثلج المتجمّد رغم الإرهاق الكبير، لأنّ توقّفا كهذا سيجمّدهم حتى الموت.
قبل وقت قصير من تسريحه من الجيش، في صيف عام 1972، كان نتنياهو أحد القادة الميدانيين في عملية إنقاذ الرهائن من طائرة شركة “سابينا” التي اختطفها الفلسطينيين. في الوقت الذي تصارع نتنياهو مع إحدى الخاطفات، وهي فلسطينية اسمها تيريز هلسة، جاء مقاتل آخر وضرب رأس هلسة بمسدّسه. ونتيجة لذلك خرجت رصاصة من مسدّسه كادت أن تقتل نتنياهو، ولكنها أصابت كوعه.
نتنياهو يلتقي الرئيس زلمان شازار بعد عملية إنقاذ الرهائن من طائرة شركة “سابينا” (Flah90)
تم تسريح نتنياهو بعد هذه الحادثة من الجيش كجندي ممتاز، وعاد إلى الولايات المتحدة من أجل إكمال اللقب الأول في الهندسة المعمارية واللقب الثاني في إدارة الأعمال من معهد ماساتشوستس للتقنية، وبالإضافة إلى التخصّص في العلوم السياسية من جامعة هارفرد. وفي هذه الأثناء، عندما اندلعت حرب تشرين عام 1973 عاد وشارك في المعارك ضدّ سوريا، وعاد إلى استكمال دراسته.
أمِل أبناء أسرة نتنياهو طوال تلك الفترة بأنّ يتم تعيين الأخ الأكبر يوناتان، الذي بقي في الخدمة الدائمة في الجيش وتم تعيينه برتبة مقدّم، أن يتم تعيينه في نهاية المطاف رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي. وضعت وفاة يوني في عملية إنقاذ الرهائن في إنتيبي في صيف عام 1976 كلّ التوقعات على أكتاف الأخ بنيامين.
صوت إسرائيل بالإنجليزية
بعد وفاة يوني كرّس بنيامين نتنياهو نفسه للعمل العام، وبشكل أساسي لإقناع شعوب العالم بخطر الإرهاب الفلسطيني. حين كان خريجا شابا في دراسات إدارة الأعمال في الولايات المتحدة أجرى نتنياهو مقابلة مع محطّة تلفزيون أمريكية محلية، وتحدث عن الموقف الإسرائيلي.
قام بذلك أولا عندما عُيّن من قبل سفير إسرائيل في الولايات المتحدة موشيه أرنس مبعوثا للسفارة، وبعد ذلك عندما عُيّن سفيرا لإسرائيل في الأمم المتحدة بين السنوات 1984 – 1988.
مرة تلوَ الأخرى، صعد نتنياهو إلى المنصّة وأدان بكل قوة السياسة العربية، ودافع عن حقّ إسرائيل في الوجود. وفي وقت لاحق، كرئيس للحكومة، يعود نتنياهو كلّ عام إلى ذات المنصّة في نفس القاعة من أجل إلقاء خطاباته الهجومية.
في تلك الفترة تم الكشف عن ماضي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، كورت فالدهايم، كضابط في جيش ألمانيا النازي، من قبل المؤتمر اليهودي العالمي بعد الكشف الأول طالب نتنياهو من الأمم المتحدة، بنجاح، فتح الأرشيف والكشف عن وثائق متعلّقة بماضي فالدهايم ومجرمي الحرب النازيين الآخرين. وهكذا أصبح نتنياهو اسما معروفا في النظام السياسي الإسرائيلي والعالمي، نجمًا حقيقيّا. حين عاد إلى البلاد وترشّح عام 1988 للانتخابات الداخلية لحزب الليكود، فاز بسهولة بغالبية الأصوات، وتمّ تعيينه في مكان عال في قائمة الليكود.
إن خبرته الدبلوماسية ومهاراته الممتازة في الاتصال باللغة الإنجليزية، كل ذلك قاده إلى أن يُعيّن عضو الكنيست الشاب نائبا لوزير الخارجية فورا بعد الانتخابات عام 1988. تصادم في هذه الوظيفة كثيرا مع وزير الخارجية، دافيد ليفي، الذي لم يكن يعرف التحدّث بالإنجليزية وكان يفتقد إلى الخبرة الدبلوماسية.
عندما اندلعت حرب الخليج عام 1991، حضر نتنياهو في جميع إستوديوهات التلفزيون العالمية وشرح الموقف الإسرائيلي. وعندما عُقد مؤتمر السلام في مدريد في نفس العام، فضّل رئيس الحكومة شمير اصطحاب نتنياهو مع الوفد الإسرائيلي، وتنازل عن سفر ليفي. عادت تلك الخصومة مع دافيد ليفي وأزعجته لاحقا.
نتنياهو مع رئيس الحكومة شمير في مؤتمر مدريد (AFP)
النساء والخيانة
الجانب الأكثر خفاء من حياة نتنياهو هو علاقاته مع النساء، وخصوصا مع زوجته الحالية سارة. انتهى زواجه الأول لميكي وايزمان، التي وُلدت له منها ابنته الكبرى نوعا، بعد سنوات قليلة بالطلاق. والزواج الثاني، من امرأة مسيحية اسمها فلايير كيتس، والتي حوّلت دينها خصّيصا من أجل الزواج منه، انتهى هو أيضًا بالطلاق. أما الزواج الثالث من سارة، والدة يائير وأفنير، فكاد أن ينفجر هو الآخر.
هناك عدة روايات، من نمط القيل والقال إلى حدّ كبير، عن الحياة الزوجية للزوجين نتنياهو. هناك من يقول إنّه لم يكن حبّا من النظرة الأولى، وإنّ نتنياهو الذي كان عضوا في الكنيست، وافق على الزواج من سارة فقط عندما أخبرته بأنّها حامل.
الزوجان نتنياهو (MENAHEM KAHANA / AFP)
ولكن عام 1993، وقف نتنياهو أمام الكاميرات واعترف بأنّه أقام علاقة غرامية خارج الزواج مع سارة. انفجرت القضية بشكل غريب. ترشّح نتنياهو في تلك الأيام ضدّ خصمه دافيد ليفي على رئاسة حزب الليكود، الذي كان في المعارضة. في تلك السنوات أقام علاقة حميمية مع روت بار، مستشارته الاستراتيجية، التي كانت متزوجة. لم تعلم سارة شيئا عن ذلك.
في أحد الأيام، عندما كانت سارة وحدها في المنزل، رنّ جرس الهاتف، وأعلمها رجل مجهول الهوية بأنّه سيتمّ نشر شريط يظهر فيه زوجها وهو يقيم علاقة جنسية مع امرأة غريبة. كانت سارة مصدومة، وطلبت من نتنياهو الطلاق
في أحد الأيام، عندما كانت سارة وحدها في المنزل، رنّ جرس الهاتف، وأعلمها رجل مجهول الهوية بأنّه فيما لو لم ينسحب زوجها من الترشح على رئاسة الليكود، فسيتمّ نشر شريط يظهر فيه زوجها وهو يقيم علاقة جنسية مع امرأة غريبة. كانت سارة مصدومة، وطلبت من نتنياهو الطلاق.
وبجهد هائل فقط نجح في مصالحتها، واعترف في مقابلة تلفزيونية بأنّه أقام علاقة غرامية خارج الزواج. وقد ألمح إلى أنّ دافيد ليفي هو من يقف وراء محاولة الابتزاز. ولكن رغم الإحراج، فاز نتنياهو بسهولة برئاسة الحزب.
وخلال سنوات طويلة بعد ذلك ظلّت تظهر شائعات حول سلوك السيدة نتنياهو تجاه زوجها. في إحدى المرات، عندما أجرى مقابلة في برنامج استضافة مع المطربة عوفرا حازا، وقفت حازا بجانبه وداعبته. ذُكر حينها أنّ سارة غضبت كثيرا وصاحت في وجهه: “لماذا تسمح لها بلمسك”؟
شائعة أخرى تقول إنّه عندما جاءت ابنه نتنياهو الكبرى من زواجه الأول، نوعا، لزيارة أسرة نتنياهو في منزلهم وقالت “مرحبا أبي”، انقضّت سارة عليها وأخبرتها بألا تناديه هكذا أمام الأطفال الصغار، يائير وأفنير، الذين لا يعرفون بأنّ لديهم أخت غير شقيقة.
أسرة نتنياهو في الطائرة في طريقها إلى زيارة رسمية للولايات المتحدة (Moshe Milner, GPO)
ومع مرور السنين، وخصوصا عندما تولّى نتنياهو منصب رئيس الحكومة، ظهرت تقارير عن إهانة الموظفين في بيت رئيس الحكومة من قبل السيدة نتنياهو. بل إنّ بعضها وصل إلى التوضيحات القانونية.
زعم في إحدى الحالات مدبّر المنزل في بيت رئيس الحكومة، ماني نفتالي، أنّ سارة اتصلت به في الساعة الثالثة ليلا لتوبّخه لأنه اشترى الحليب بالكيس وليس بالكرتون، اغتاظت منه حتى اضطرّ رئيس الحكومة بنفسه إلى التدخّل وأمره بـ “أن يفعل كلّ ما تطلبه”. في حادثة أخرى وبّخته لأنّ الأزهار في المزهرية لم تكن جديدة، وقالت له: “في قصر الإليزيه لم يكن ذلك ليحدث”.
من رئيس الحكومة الأصغر سنّا، إلى السياسي الأقدم
عندما انتُخب نتنياهو لرئاسة الحكومة للمرة الأولى عام 1996 وفاز على شمعون بيريس المخضرَم، كان الأصغر من بين رؤساء الحكومة في التاريخ الإسرائيلي – بلغ من العمر حينذاك 47 عاما فقط.
كانت فترة توليه الأولى فاشلة جدّا، واتّسمت بفقدان الاستقرار وانعدام الثقة مع سائر الجهات السياسية والأمنية.
كانت المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، عام 1997 نقطة متدنية في رئاسة حكومة نتنياهو. أفاد لاحقا أريئيل شارون، الذي كان وزيرا في حكومته، بأنّ نتنياهو أصيب بالذعر والافتقار الحادّ إلى رباطة الجأش في تلك القضية، ممّا أجبر الحكومة الإسرائيلية على إرسال الترياق إلى مشعل والذي أنقذ حياته، وإلى إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين من سجنه.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو (GPO / AFP)
أثارت القضية غضب الحسين ملك الأردن، وأيضا غضب رئيس الولايات المتحدة حينذاك بيل كلينتون، الذي قال لحسين: “هذا الرجل (نتنياهو) مستحيل”.
سخر منه أريئيل شارون علنًا قائلا: “سأسعد بمساعدتك، ولكنني لا أعلم هل أساعد يدك اليمنى أم اليسرى”
غضب معارضو نتنياهو اليساريّون منه على كونه لم يتقدّم في عملية السلام الذي بدأها سابقاه، إسحاق رابين وشمعون بيريس. بينما غضب معارضوه من اليمين منه لأنّه اضطرّ إلى استمرار تلك العملية مع ذلك، بل وصافح رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات. وغضب الجميع بسبب فقدان الاتساق في قيادته. سخر منه أريئيل شارون علنًا قائلا: “سأسعد بمساعدتك، ولكنني لا أعلم هل أساعد يدك اليمنى أم اليسرى”. هُزم نتنياهو عام 1999 في الانتخابات من قبل إيهود باراك، وأعلن نتنياهو للمرة الأولى عن استراحة من الحياة السياسية.
نتنياهو يصافح عرفات (AFP)
ولكن سرعان ما دُعي نتنياهو للقيادة مرة أخرى. عيّنه أريئيل شارون، الذي هزَم باراك، عام 2002 وزيرا للخارجية، وعيّنه بعد ذلك فورًا وزيرا للمالية. وهكذا حظي نتنياهو بسمعة “سيّد الاقتصاد”، الذي أجرى سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية. وبحسب أقوال مؤيديه، في تلك الفترة “أنقذ نتنياهو الاقتصاد الإسرائيلي” عندما خفّض فوائد الفقر والعجز وأدى إلى خصخصة صناديق التقاعد في إسرائيل.
وبحسب أقوال معارضيه، فقد ساهم نتنياهو بذلك في تدمير دولة الرفاه الإسرائيلية. وفي الانتخابات التي أجريت بعد ذلك عام 2006، غضب كثيرون من الليكود بقيادة نتنياهو بسبب تلك السياسات الاقتصادية، وأورثوه هزيمة أخرى في الانتخابات. ولكن بعد 3 سنوات، في عام 2009، عاد نتنياهو وانتُخب رئيسا للحكومة.
كانت فترة ولاية نتنياهو الثانية مختلفة عن الفترة الأولى. أفرغ الشك وعدم الاستقرار في فترة الولاية الأولى مكانه للتعاون المتناغم مع سائر الوزراء، وعلى رأسهم صديقه وخصمه القديم، إيهود باراك. والموضوع الأكثر بروزا في فترة الولاية تلك كان: النووي الإيراني. مرّة تلوَ أخرى، حين حاول خصوم نتنياهو السياسيون مهاجمته، أجاب بأنّ المهمة الوحيدة على جدول الأعمال هي إيقاف البرنامج النووي الإيراني.
نتنياهو يخاطب الجمعية العامة للامم المتحدة (Flash90)
كانت فترة نتنياهو في الساحة الفلسطينية راكدة. على الرغم من رضوخه لضغوط رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما وموافقته عام 2009 على تجميد البناء في المستوطنات، فلم يثق أبدا برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ولم يقصد أبدا التوصّل معه إلى تسوية.
بدلا من ذلك، حاول نتنياهو مرّة تلوَ الأخرى إيجاد نماذج بديلة لتحقيق التقدّم السياسي – فقد حاول في بداية فترة ولايته طرح “السلام الاقتصادي” بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي سيستند إلى الشراكات التجارية. وقد حاول مؤخرا اعتماد فكرة جديدة بتعزيز العلاقات مع الدول المعارضة لإيران في العالم العربي، وعلى رأسها السعودية، فيقفز بذلك فوق رؤوس الفلسطينيين.
قال الرئيس الفرنسي حينذاك نيكولا ساركوزي في مكالمة تمّ تسريبها في الصحافة لأوباما: “نتنياهو كاذب”. “لا بدّ لي من التعامل معه يوميّا”، أجاب أوباما
ولكن خبرته السياسية الكبيرة لم تسعفه. مرة تلو أخرى، اتضح بأنّه خلال ستّة أعوام في فترة ولايته كرئيس للحكومة كانت العلاقات الخاصّة جدّا مع الولايات المتحدة تقع في مسار تصادمي. كان انعدام الثقة البارز بين نتنياهو وأوباما هو خلفية ما لا يحصى من الحوادث المحرجة، التي ضربت مكانة إسرائيل الدولية. قال الرئيس الفرنسي حينذاك نيكولا ساركوزي في مكالمة تمّ تسريبها في الصحافة لأوباما: “نتنياهو كاذب”. “لا بدّ لي من التعامل معه يوميّا”، أجاب أوباما.
بنيامين نتنياهو وباراك أوباما (Avi Ohayon/GPO)
وحلّق فوق كلّ ذلك اتهام بارز واحد تجاه نتنياهو: بأنّ هدفه الوحيد هو البقاء سياسيّا. سوى السياسة وسوى الاقتصاد وسوى الأيديولوجية، فإنّ نتنياهو مهتمّ بشيء واحد فقط – الحفاظ على منصبه كرئيس لحكومة إسرائيل.
ولكن في المقابل، يروج في السنوات الأخيرة في صفوف الشعب الإسرائيلي بأنّه لن يكون هناك شخص آخر بمثل مكانة بنيامين نتنياهو، القادر على قيادة دولة إسرائيل وتوجيهها.
عندما انتُخب للمرة الثالثة رئيسا للحكومة عام 2013، تحوّل نتنياهو من رئيس الحكومة الأصغر سنّا إلى رئيس الحكومة الأقدم فيما عدا رئيس الحكومة الأول، دافيد بن غوريون. ولكن رغم الخبرة والتجربة، لم يكن الائتلاف الأخيرة لنتنياهو مستقرّا مثل سابقه، وذكّرنا أكثر بفترة ولايته الأولى كرئيس للحكومة.
خلال كل أسبوع فرض شركاءه السياسيين الجدد – يائير لبيد، تسيبي ليفني، نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان شروطا جديدة عليه. ووصل الأمر إلى الذروة عندما توحد جميع هؤلاء ضدّه من أجل تشريع قانون لإغلاق صحيفة “إسرائيل اليوم” – وهي الصحيفة الوحيدة التي تقف على يمين نتنياهو، وتتبع لصديقه، الداعم الأكبر له، الملياردير الأمريكي شيلدون أدلسون.
إنّ سجلّ نتنياهو ليس واضح المعالم. لقد فاز بشكل كبير في المعارك الانتخابية الثلاث التي قادها، عام 1996، 2009 و 2013، ونجح في تشكيل حكومة وفي القيادة. ولكن في معركتين انتخابيتين أخريين، عام 1999 و 2006، ضُرب مرة أخرى من قبل الناخبين. وقبيل الانتخابات المقبلة، يبقى السؤال مفتوحا: هل سيثبت نتنياهو بأنّه قادر على البقاء مرّة أخرى، أم سيُهزم؟
نجلا رئيس الحكومة الإسرائيلي مستهدفان من قبل إيران (لقطة شاشة)
نجلا رئيس الحكومة الإسرائيلي مستهدفان من قبل إيران
كرد على اغتيال نجل مسؤول حزب الله عماد مُغنية هناك دعوات في إيران للانتقام من نتنياهو من خلال اغتيال نجليه، بالإضافة إلى اغتيال أبناء قادة إسرائيليين سابقين
في مقال خاص نُشر في الصحيفة الإيرانية “مشرق نيوز” نُشرت “قائمة اغتيالات” خاصة وفيها أسماء وصور أبناء قادة إسرائيليين، في الحاضر والماضي، وذلك كانتقام لاغتيال جهاد مُغنية، نجل مسؤول حزب الله عماد مُغنية، والذي اغتيل هو أيضا من قبل إسرائيل عام 2008.
ويظهر في القائمة من بين آخرين أفنير ويائير نتنياهو، نجلا رئيس الحكومة الإسرائيلي، إلى جانب صورة يظهران فيها بجانب والديهما، مع التصويب على وجهيهما. وبالإضافة إلى ذلك، يظهر في القائمة أيضًا جلعاد وعمري شارون، نجلا رئيس الحكومة الراحل أريئيل شارون وشاؤول أولمرت، نجل رئيس الحكومة الأسبق إيهود أولمرت.
وقد أشير في المقال في الموقع الإيراني أيضًا إلى أنّ جميع هؤلاء الأبناء قد خدموا في الجيش الإسرائيلي، وظهر إلى جانب أسمائهم أيضًا تفصيل حولهم وشرح عن سبب اختيارهم كأهداف.
وفقا للمقال، فإنّ أفنير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة ابن العشرين عاما هو الهدف رقم 1 لطهران. كُتب عنه بأنّه شارك في مسابقة الكتاب المقدّس وفاز بالمركز الثالث وأنّه انضمّ هذا العام إلى الجيش الإسرائيلي للخدمة الإجبارية بل وأصيب خلال التدريبات. وكُتب أيضًا أنّه فضّل الذهاب إلى الخدمة القتالية، رغم أنه كان بإمكانه الخدمة في دور لا يتضمّن القتال، وهو دور الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي.
وعن يائير نتنياهو، نجل نتنياهو ابن الخامسة والعشرين، كُتب أنّه يدرس اليوم في المركز متعدّد المجالات في هرتسليا. وبالإضافة إلى ذلك تحدّثوا عن العلاقة مع ابنة الدبلوماسي النرويجي وعن الزيارة التي أجراها مع والده إلى الولايات المتحدة.