انكشفت لإسرائيل أمس القصة المذهلة لأفشين جاويد، الذي كان في الماضي أحد العناصر الوحشيين في الحرس الثوري الإيراني، ولكنه مرّ بانقلاب كبير في حياته، تنصّر خلاله وبدأ حياة جديدة.
وكجزء من الانقلاب الذي مر به جاويد، قرر زيارة إسرائيل، التي سمع عنها كلاما سيئا في إيران، وليرى كيف تبدو الحياة في البلاد المثيرة للاهتمام والواقعة في قلب الشرق الأوسط. خلال زيارته قدّم مقابلة حصرية للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، تحدث خلالها عن قصة حياته الرائعة، وسعى أيضًا للاعتذار عن الموقف الذي اتخذه من إسرائيل.
انضمّ جاويد إلى ميليشيات الحرس الثوري في سنّ صغيرة، بعد أن كان والده من المناصرين الكبار لثورة آية الله الخميني. وداخل ميليشيات الثورة كان جاويد عضوا في ميليشيا الباسيج، وكان جزءًا لا يتجزأ من النظام الاستبدادي الإيراني.
قال جاويد إنّ رجال الميليشيا اعتادوا على فرض قوانين الشريعة في الشوارع “إذا كنا نرى رجلا يتحدث مع امرأة أو امرأة تتحدث مع رجل، كنا نلقي القبض عليهما، نعتقلهما ونضربهما” كما يقول. “بالفارسية، أسمونا “رجال حزب الله”، وسمّانا الخميني “أبناء الإسلام””.
لم تقتصر مشاركة جاويد الفعالة على فرض الشريعة “شاركت في ستة إعدامات” كما يقول لمراسل القناة الثانية، “ولكني لم أتساءل أبدا لماذا يتم إعدام هؤلاء الناس، وفي الواقع لم أفهم أن ما يحدث أمام عيني هو قتل”. يتحدث جاويد عن التعامل المهين مع حياة الإنسان، والذي تمثّل بتصرّفاته تجاه المحكوم عليهم بالإعدام “لقد سخرت منهم ببساطة. حين قمنا بلف الحبل حول أعناقهم، كنت أهمس لهم في أذنيهم “باي باي”.
بالنسبة لجاويد، كانت إسرائيل عدوّا وحشيّا يجب كراهيته، دون أن يعلم شيئا وراء ذلك “لم ألتق بيهودي أبدا ولكني كرهتهم”، كما يقول، “أذكر جيدا الأيام التي مشيت فيها بشوارع إيران وصرخت “الموت لإسرائيل”. قمنا بذلك مرات عديدة وأحرقنا أيضًا علم إسرائيل الكثير من المرات”.
غادر جاويد، الذي تنصّر قبل عدة سنوات كما ذكرنا، إيران وترك خلفه أسرته وأصدقاءه، وينتقد بشدّة النظام الإيراني ويتحدث كيف تتغير الكثير من القضايا داخل إيران نفسها. على سبيل المثال، يقول جاويد إنّ ظواهر مثل حرق علم إسرائيل ودعوات “الموت لإسرائيل” اختفت بشكل تامّ تقريبًا من الشوارع.
يمكننا أن نفهم من كلام جاويد أنّ لدى الجيل الشاب كمّ غير قليل من الانتقادات تجاه النظام “الشباب يشعرون أن النظام لا يقدّم لهم شيئا”. هذا ليس صدفة، وفقا لجاويد، لأنّ هناك ظواهر سلبية كثيرة في أوساط الجيل الشاب في إيران “مستوى الإدمان على المخدّرات في إيران جنوني، وهكذا أيضا معدّلات الانتحار والطلاق”.
ويقول جاويد بأنّ ردود فعل الجيل الشاب لما يجري في إيران تختلف من شخص لآخر: “بعضهم يغيّر دينه، وبعضهم يترك البلاد والآخرون يمرّون بتغييرات داخلية. هناك الكثير من الإيرانيين الذين يحرصون على البقاء داخل حدود الإسلام، ولكنهم يحاولون جعلها أكثر اعتدالا قدر الإمكان”.