أشرف العجرمي

أشرف العجرمي خلال مناظرة في تل أبيب إلى جانب داني ديان رئيس المستوطنات في السابق (تال شنايدر)
أشرف العجرمي خلال مناظرة في تل أبيب إلى جانب داني ديان رئيس المستوطنات في السابق (تال شنايدر)

رئيس المستوطنات في السابق وأشرف العجرمي “يتجادلان” في حانة في تل أبيب

مندوب حزب "البيت اليهودي" يدعو أشرف العجرمي إلى مناظرة سياسية في حانة في تل أبيب وكاد الأخير أن يغادر بعد أن أدرك أنه يشارك في حملة سياسية تابعة للحزب اليهودي. عمّ تحدثا في الحانة؟

وقع يومَ الأحد الأخير في ساعة متأخرة، أمام جمهور أغلبه من الشباب، حدث سياسي غير تقليدي في تل أبيب، حيث دعا المرشح لانتخابات الكنيست من قبل “البيت اليهودي” المستوطنات في الضفة الغربية في السابق، داني ديان، أشرفَ العجرمي، وزير شؤون الفلسطينيين السابق في السلطة الفلسطينية، إلى مناظرة سياسية حول القضية الفلسطينية.

أشرف العجرمي خلال مناظرة في تل أبيب إلى جانب داني ديان رئيس المستوطنات في السابق (تال شنايدر)
أشرف العجرمي خلال مناظرة في تل أبيب إلى جانب داني ديان رئيس المستوطنات في السابق (تال شنايدر)

وكاد الوضع ينفجر حين أدرك العجرمي أنه دعي إلى مناسبة تشكل جزءا من حملة سياسية لحزب “البيت اليهودي”، لكنه بقي في نهاية المطاف. وأوضح العجرمي لمراسلة موقع “المصدر”، طال شنايدر، أنه لم يكن يعرف أن الحديث يدور عن حدث انتخابي. فقد ظن أنه حضر إلى اجتماع بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ وقف مقابله طاقم داني ديان مع كاميرات، أضواء، هواتف ذكية بل خططوا للتسجيل والرفع على الفيس بوك.

وأدرك العجرمي في اللحظة الأخيرة نية مقيمي المناسبة، وأبلغ أن الأمر لا يلائمه إن كان كذلك وشرع يريد الخروج من الحانة نحو الباب، حين حاول القائمون على حملة ديان إصلاح الوضع ووعدوه بألا يستخدموا المناظرة لأهداف انتخابية، بما في ذلك تسجيلات الفيديو.

يجدر بالذكر أن العجرمي، وهذا ما أوضحه لمراسلتنا، يحضر لكل مكان في إسرائيل يريدون فيه سماعه. إنه يُكثر من المقابلات في الإذاعة، فقد حضر مؤتمرا في بار إيلان مؤخرا كي يعرض وجهة نظر الجانب الفلسطيني. إذن عمّ تحدث كلاهما في اللقاء الذي تم في نهاية الأمر؟

حاول ديان من جانبه أن يجذب الحديث إلى ما يريحه. طبعا إنه يعارض قيام دولة فلسطينية، ويظهر حقيقة أن الفلسطينيين لا يريدون الحديث عن دولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي، وعندما سُئل عما إذا كان سيوافق على منح العجرمي حقوقا كاملة، ومنها التصويت للكنيست، جواز سفر وحرية تنقل كاملة، تملص ديان من الإجابة وفضل تعداد كل الفرص التي أضاعها الفلسطينيون على مدى السنوات السابقة “لقد عارض الفلسطينيون كل فرصة سنحت لتوقيع معاهدة سلام. بدلا من التوقيع سنة 1967 أنشأوا حركة فتح. سنة 2000 عرضت إسرائيل عليهم ورفضوا. والآن يبكون على الاحتلال إذن؟ هذه دموع التماسيح” هذا ما أجابه.

إسرائيليون يستمعون إلى مناظرة بين أشرف العجرمي وداني ديان رئيس المستوطنات في السابق في تل أبيب (تال شنايدر)
إسرائيليون يستمعون إلى مناظرة بين أشرف العجرمي وداني ديان رئيس المستوطنات في السابق في تل أبيب (تال شنايدر)

لقد اعترف العجرمي بالأخطاء: “يصح القول إننا أخطأنا أخطاء تاريخية صعبة أننا لم نوافق ولم نحصل. لكن من يعود على نفس أخطائنا الآن هو أنتم لأنكم لا تقبلون الاقتراحات المعروضة على الطاولة. كل العالم يمضي ضدكم وأنتم تعودون على نفس خطأنا”.

لكن الجزء الأكثر إثارة في المساء جرى عندما سُئل العجرمي عن حكم حماس لغزة. أمام جمهور يميني، لم يعتد ربما على سماع أطياف متنوعة من الجمهور الفلسطيني، فأجاب إنه كان يود أن يرى حماس خارج الحكم. “الواقع القائل إن حماس ما زالت تسيطر على غزة هو قرار إسرائيلي. حكومتكم تريدها هناك. لا أريد أن تحكم حماس غزة. لكن من يُبقي حماس في غزة حتى بعد عملية “الجرف الصامد” هي حكومة إسرائيل. وحتى إن عدنا للانسحاب: لا نريد أن يكون هذا من جانب واحد. أردنا أن يكون ذلك بالتنسيق معنا. لم يتح شارون لذلك أن يحدث”.

اقرأوا المزيد: 434 كلمة
عرض أقل
عضو الكنيست حيليك بار من حزب العمل (Flash90/Miriam Alster )
عضو الكنيست حيليك بار من حزب العمل (Flash90/Miriam Alster )

الرجل الذي لوّح بعلم فلسطين في الكنيست

تحوّل النائب حيليك بار (حزب العمل) خلال فترة قصيرة إلى حامل شُعلة الشأن الإسرائيلي - الفلسطيني في الكنيست، التي يقلّ انشغالها بالموضوع في السنوات الأخيرة. فرغم كونه نائبًا جديدًا، نجح بار في إثارة عاصفة إثر إصراره على استضافة مسؤولين فلسطينيين في البرلمان الإسرائيلي

الأسبوع الماضي، قبل يوم واحد من انتهاء دورة الكنيست، نجح عضو كنيست من المعارضة، جديد نسبيًّا، أن يصنع حدثًا تاريخيًّا في البرلمان الإسرائيلي. فكرئيس للوبي دعم حلّ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، استضاف النائب حيليك بار وفدًا رسميًّا من قِبل رئيس السلطة الفلسطينية أبي مازن، حتّى إنه لوّح بعلمي إسرائيل وفلسطين، واحدهما إلى جانب الآخر، خلال جلسة اللوبي.

وترأس الوفد الرسمي رئيس لجنة التواصل في السلطة محمد مدني، وانضم إليه نائب وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله، وزير شؤون الأسرى السابق أشرف العجرمي، والناشطَين الفلسطينيَين وليد سالم وإلياس زنانيري. وأتى نحو 40 عضو كنيست، بينهم وزيران: وزيرة الصحة ياعيل جرمان (هناك مستقبل)، ووزير جودة البيئة عمير بيرتس (الحركة) للمشاركة في اللقاء، إذ تحوّل مجرد عقده إلى عامل جذب.

وفيما يزور مسؤولون إسرائيليون رئيس السلطة في رام الله على مدى السنوات الماضية، فإنّ دخول مسؤولين فلسطينيين إلى إسرائيل أعقد بكثير. فلم يسبق على الإطلاق أن رُفع علم فلسطين في مقر الكنيست (رغم أنّ العلم وُضع في بيت رئيس الحكومة أثناء لقاءات رسمية).

صائب عريقات وحيليك بار (Miriam Alster/ FLASH90)
صائب عريقات وحيليك بار (Miriam Alster/ FLASH90)

بار هو أحد أعضاء الكنيست الجدد الذين انتُخبوا مؤخرا لعضوية الكنيست الـ 19. ففي سن مبكرة، 38 عاما، دخل الكنيست بفضل كونه الأمين العام لحزب العمل، وهو ما أمّن له المكان السابع على لائحة الحزب للكنيست.

وقد أجرينا اللقاء هاتفيًّا، حيث إنّ بار موجود في تايوان، التي سافر إليها برفقة وفد رسمي للكنيست بعد بضعة أيّام من انتهاء الدورة الصيفية، وبدء العطلة.

هل تشعر هناك، في تايوان، كما قال وزير الاقتصاد نفتالي بينيت أثناء زيارته الأخيرة إلى الصين، أن لا أحد في العالم، بما فيه الشرق الأقصى، مهتم بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني؟

“كلا على الإطلاق. فهم يسألوننا كل الوقت عن الموضوع الإسرائيلي – الفلسطيني، وكل من نتحدث إليه يهنئنا ببدء المحادثات بين الطرفَين. والمذهل أنّ ثمة إجماعًا واسعًا حول قضية حل الدولتَين. فكل الحديث في إسرائيل، لمتطرفين من اليمين أو من اليسار، يدور حول دولة ثنائية القومية، لا أثرَ لها خارج البلاد. فمن الواضح للجميع أنّ حل الدولتَين وحده سينهي الصراع”.

أنتَ برلماني مبتدئ وقليل الخبرة، وقد انتهت للتو معركة انتخابية لم يرفع فيها حزبك الراية السياسية، حتى إنه عبّر عن دعم صريح لعملية الاستيطان. لماذا كانت إقامة لوبي حل الصراع أول أمر اخترتَ التركيز عليه؟

“أنا نشيط جدًّا في الإعلام في الشأن السياسي منذ عام 2003. كل الوقت، ترأستُ وبادرت إلى حلقات دراسية بين إسرائيليين وفلسطينيين. وللأسف، تم إهمال ذلك خلال الحملة الانتخابية. لكنني أظن أنّ حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش قد نحّى جانبًا هذا الموضوع لإعادة رفع الراية الاجتماعية. لطالما رفع حزب العمل كلتا الرايتَين، السياسية والاجتماعية. لكن بعد اغتيال رابين، ركّز الحزب كثيرًا على الشأن السياسي، وأرى أنّ الحملة الأخيرة كانت محاولة للتصويب. انشغال مكثّف بالشأن الاقتصادي – الاجتماعي، لأنّ هذا أيضًا عكس طابع يحيموفيتش وعملها”.

وهل ألحق ذلك الضرر بكم؟ ليس بالضرورة الضرر الانتخابي، بل أي ضرر؟

“ربّما ألحق ذلك الأذى، سواء من ناحية عدد المقاعد أو من ناحية السياسة. ربما خسرنا مقعدَين أو ثلاثة لهذا السبب، حصدتهما “حركة” تسيبي ليفني وميرتس. لكنني أعتقد أنه إذا سألتِ أي مواطن إسرائيلي عن موقف حزب العمل في الشأن السياسي، فسيجيبكِ وعيناه مغمضتان: دولتان لشعبَين، ومفاوضات على أساس حدود 1967. من الصعب، وربما من المستحيل، محو هذا من إرث حزب العمل”.

ألم يزعجك ذلك شخصيا خلال الحملة؟

“نعم، أزعجني ذلك. لكن الحملة كانت بقيادة يحيموفيتش، وهي ملكة الاقتصاد والمجتمع، ولذلك اتفقنا على أنّ الوقت حان لخوض معركة اجتماعية أكثر. خططتُ أن أعيد رفع الراية السياسية فورَ دخولي الكنيست”.

حينما تنشط وتقيم اللوبي من أجل حل الدولتَين، ويعود حزب العمل طوال سنوات على الشعارات نفسها، وبالمقابل يذهب اليمين إلى المزيد من التطرف ويدّعي أنه لم ولن تقوم دولة فلسطينية، أنّ الشعب الفلسطيني اختراع، وما شابه ذلك – فألا يحتاج توجهكم إلى تعديل؟

“حزب العمل هو في وسط اليسار. لسنا بحاجة إلى الذهاب إلى أقصى اليسار فقط لأنّ الليكود أصبح أكثر تشدّدا. قيمنا واضحة، ونحن ملتزمون بموقف رابين، وهو الدفاع عن إسرائيل كأنه لا سلام، والتقدم في السلام كأنه لا أعداء. إنها بوصلتنا وضميرنا، على نقيض اليسار المتطرف، الذي يقود عمليات تؤذي إسرائيل أحيانا”.

اللوبي لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني (Flash90/Miriam Alster)
اللوبي لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني (Flash90/Miriam Alster)

لكن لماذا لا تتحدون الخطاب؟ فقد الناس اهتمامهم حقًّا

“لاحظي أنها المرة الأولى التي يدخل فيها علم فلسطين إلى الكنيست. وهذا عمل اللوبي الذي أترأسه، وساعدتني منظمتا “صوت واحد” و”معهد النقب”. أنا أستضيف وفدًا فلسطينيًّا رسميًّا، ولا أخجل بعلمهم، وهذا أمر يتحفظ عنه اليمين بشدة. ففي كل وفد سياسي آخر، نضع علم الدولة الضيفة، وهنا فقط ثمة صعوبة. نحن لسنا مع اليمين الذي يتصرف كأن الفلسطينيين غير موجودين، بل حزب يريد التفاوض، ومن الطبيعي أن نرى علمهم لدينا”.

هل كانت خشية قبل اجتماع اللوبي بألا ينجح ذلك؟

“أعترف أنني خشيتُ، ولذلك في الأيام التي سبقت الاجتماع، حاولتُ تجنب الحديث عن ذلك، لخشيتي من أن تحاول أوساط يمينية عرقلة الحدث. خفتُ من طرق وصول الفلسطينيين إلى الكنيست، أن يصعّبوا عليهم في الطريق، وخفتُ من الحدث بحد ذاته. لكنهم وصلوا، وتطلّب ذلك شجاعة منهم، وقد جذب الحدث 36 عضوًا في الكنيست، ووزيرَين، وجلس جميعهم في قاعة الاجتماع إلى جانب علم فلسطين”.

كيف نجحتَ في تمرير قضية إدخال العلم إلى الكنيست؟

“توجهتُ مسبقًا إلى المستشار القضائي للكنيست لنيل الموافقة على ذلك، وقلتُ له إنني لا أريد عروضًا مسرحيّة بخصوص ذلك. لم يجرِ إعلام رئيس الكنيست، يولي إيدلشتاين، بذلك مسبقًا، لعدم الحاجة إلى ذلك. لم أرِد أن يدخل مكانًا يشعر فيه بالإحراج. لم يفرض المستشار القضائي للكنيست أي حظر أو تقييد عليّ، ولم يقل شيئًا. في نهاية اليوم نفسه، قال رئيس الكنيست من على المنصة إنّ هذا لم يكن استقبالًا رسميًّا للكنيست، بل للوبي الخاص بنا فقط. وأضاف أمرًا آخر، مثيرًا للاهتمام أكثر بنظري، وهو أنّ الكنيست دعت وفودًا فلسطينية في السابق، لم تستجب لها حتى الآن. آمل أن يكون ضيوفنا من السلطة قد رأوا النوايا الحسنة للّوبي الخاص بنا وللكنيست أيضًا”.

كيف تخطط للتقدم في عمل اللوبي؟ هل تخططون لعلاقات دائمة بين برلمانيين من القدس ورام الله؟

“تلقينا دعوة رسمية من الرئيس عباس لحضور اجتماع في المقاطعة، وأخطط للذهاب خلال العطلة. هدف اللوبي هو إبقاء الموضوع على جدول الأعمال العام. وسنحاول أن نقود كل نشاط، بما فيه الحديث في هذا الاتجاه. أشعر أنه رغم السنوات القاسية للانتفاضة، فإنّ الفترة الحالية ليست سهلة على الإطلاق. إن كان إرهاب فإنه يأتي من غزة، وفي السنوات الأخيرة كان الصراع مع رام الله غير عنيف. لكن النقص في الثقة بين الطرفَين كبير جدا. فقد فقدا الثقة، ولا يظنان أنه يمكن التوصل إلى حل، ويصعب جدا عليّ قبول ذلك. لأنه حينما انتهج قادة فلسطينيون مسلكًا عنيفًا، لم يتحدثوا إليهم. في السنوات الأخيرة، حماس هي من يتحدثون إليه، في قضية جلعاد شاليط، في قضية وقف إطلاق النار. أمّا أبو مازن، الذي يسير في طريق اللاعنف طوال السنوات العشرين الماضية، فتوقفوا عن التحدث إليه منذ 4 سنوات. هذا ليس حكيمًا. إنها حماقة كبرى”.

هل تفهم أنّ الضغوط الاقتصادية التي مارسوها، سواء عبر الاتحاد الأوروبي أو عبر حركة BDS تجدي نفعًا؟

“لستُ متأكّدًا. جاء قرار الاتحاد الأوروبي بخصوص الاتفاقات بين إسرائيل والاتحاد بعد أن اتخذ نتنياهو القرارات، وبعد أن زار جون كيري المنطقة مرارًا، وذلك لم تسهم هذه المفاجأة من الاتحاد في تقدّم المحادثات. فالضغوط الاقتصادية تحديدًا تدفع إسرائيل إلى الانعزال. أومن أنّ سياسة ليّ اليدَين لا تجدي نفعًا”.

ما رأيك في المقاطعة؟

“أعارض بشدة. لن تفيد المقاطعة، أقول ذلك بصدق”.

ما هي جملتك الختامية؟

“أظنّ أن عناصر متشددة جدا، بعضها في مواقع رسمية، تحاول إعاقة العملية. يمكن أن نذكر بينها نائب وزير الأمن داني دانون، أو وزير الاقتصاد نفتالي بينيت. فالأخير يصرّح، خلال المفاوضات، ضدّ الحكومة وضدّ الدولة. يهدّد الاتحاد الأوروبي. أخشى أنه يحاول تعطيل مساعي كيري وأعماله، فهي نفاق تامّ من جهته. إذا كنتَ مشاركًا في الحكومة، فلا يمكنك أن تتحدث هكذا. إذا لم تناسبك الإجراءات، استقِل.

هل تريد أن ترى حزب العمل داخل الحكومة، بدلًا من البيت اليهودي؟

ليس في هذه المرحلة. سيدخل العمل فقط في حال لم يكن هناك خيار آخر، وكانوا محتاجين إلينا لدعم الليكود ورئيس الحكومة عشية توقيع اتفاق. لن نأخذ مناصب ولا حقائب، بل ندخل للدعم فقط”.

اقرأوا المزيد: 1217 كلمة
عرض أقل
اللوبي لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني (Flash90/Miriam Alster)
اللوبي لحل النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني (Flash90/Miriam Alster)

علم فلسطين يُرفَع في البرلمان الإسرائيلي

التاريخ يُصنَع في الكنيست هذا الصباح، حين أجرى وفد من المسؤولين الفلسطينيين لقاءً مع وزراء ونوّاب إسرائيليين في البرلمان الإسرائيلي.

وجرى اللقاء بمبادرة مشتركة لكل من منظمة “صوت واحد” و “معهد النقب”. وتأثر الحاضرون في اللقاء، ومن ضمنهم وزيرة الصحة ياعيل جرمان (حزب هناك مستقبل)، وزير شؤون جودة البيئة، عمير بيرتس (حزب الحركة)، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، محمد مدني، ورئيس لوبي حلّ النزاع النائب حيليك بار (حزب العمل)، من وضع علم فلسطين إلى جانب علم إسرائيل.

وحظي اللقاء المعيّن مسبقًا باهتمام زائد مع انتهاء جولة المحادثات الأولى في واشنطن. وأثنى جميعُ الحاضرين – بمن فيهم الوزراء وأعضاء الكنيست الثلاثة والثلاثون – على استئناف المفاوضات بين الطرفَين. وشدد محمد مدني، من فتح، في اللقاء على أنّ مبادرة إنشاء هيئة تتبنى خيار الدولتَين هامّة جدًّا. وذكر أنّ هدف تشكيل وفد فلسطيني يأتي للّقاء مع إسرائيليين هو كشف وجهة النظر الفلسطينية أمام الجمهور الإسرائيلي بشكل مباشر.

وتطرّق مدني إلى المحادثات في واشنطن، وقال إنّ الفلسطينيين متفائلون لاستئنافها. وعبّر عن رغبة الوفد الفلسطيني، الذي ضمّ قياديين في فتح ورجال أعمال، في إيجاد آفاق جديدة لدعم هذا الهدف، ولبلوغ قلب المجتمع الإسرائيلي.

وذكر وزير الأسرى السابق، أشرف عجرمي، الذي كثيرًا ما يشارك في مناسبات عامّة مختلفة في إسرائيل، أنّ لأبي مازن رغبة صادقة في السلام، رغم المعارضة والمشاكل داخل منظمة التحرير الفلسطينية وخارجها، في كل ما يتعلق بالعملية السياسية مع إسرائيل.

ووضعت العلمَ الفلسطيني، الذي وُضع إلى جانب العلم الإسرائيلي، أماني حيادري، المساعدة البرلمانية لعضو الكنيست العربي أحمد الطيبي في السنتَين الأخيرتَين. فقد وصلت صباحًا إلى قاعة “جليل” في الكنيست، ووضعت العلم، بعد توجه يمينيين إلى إدارة الكنيست طالبين منع وضع العلم، ولكن دون جدوى. وخلال اللقاء، رفعت حيادري علم فلسطين داخل قاعة المناقشات، وقالت: “أنا أحب العلم الفلسطيني، وأحب أن أرفعه في كل مكان. هنا، ثمة أهمية خاصة وقيمة مضافة لرفعه، في الكنيست تحديدًا، مكان يتنكّر فيه الكثيرون لحقوق الشعب الفلسطيني ويدعمون استمرار الاحتلال”.

وقال عضو الكنيست حيليك بار، من مؤسسي اللوبي لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني، إنّ “هدف اللقاء الهام وغير المسبوق هو الإثبات أنّ ثمة دعمًا حقيقيًّا في كلا الجانبَين لاستئناف المفاوضات وتعزيزها نحو حل دولتين لشعبَين”. وحسب تعبيره، “اللقاء اليوم هو واحد من لقاءات عديدة، نعتزم إجراءها بين عناصر سياسية، مدنية، واجتماعية بين الطرفَين. هذا اللقاء هو إشارة وإرسال رسالة تعزيز ودعم واضحة للمتفاوضين من الجانبَين، في مواجهة كل الذين حاولوا ويحاولون إفشال المفاوضات وحلّ الدولتَين”.

أقام اللوبي لحل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني عضوُ الكنيست حيليك بار، وهو أكبر لوبي في الكنيست، حيث يضم أكثر من 40 عضو كنيست، من كُتل متعددة.

اقرأوا المزيد: 376 كلمة
عرض أقل
أشرف العجرمي، الوزير السابق لشؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية، في الكنيست الإسرائيلي (Mati Milstein, Flash90)
أشرف العجرمي، الوزير السابق لشؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية، في الكنيست الإسرائيلي (Mati Milstein, Flash90)

استعراض قوة لمعسكر السلام في الكنيست

أشرف العجرمي خلال نقاش في الكنيست: "دارت مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في منزل نتنياهو". سارع مكتب نتنياهو إلى إنكار الخبر.

08 يوليو 2013 | 17:35

في اجتماع خاص تناول دفع المفاوضات قدمًا بين إسرائيليين وفلسطينيين، قامت بتنظيمه اليوم مبادرة جنيف في مقر الكنيست، برز حضور أعضاء البعثة الفلسطينية. وقد برزت في النقاش أيضا شخصيات إسرائيلية إذ تطرقوا مؤخرًا إلى جهود كيري على الحلبة الإسرائيلية-الفلسطينية. وقد وعدت رئيسة المعارضة، شيلي يحيموفيتش، بدعم نتنياهو في حال قرر الشروع بمفاوضات، وادعى رئيس حزب كاديما، شاؤول موفاز، من جهته أنه “يوجد شريك”.

حيال دعم يحيموفيتش وموفاز غير المتحفظ للإصرار على دفع العملية السياسية قدما، اتهم وزير العلوم ، يعكوف بيري من حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل) الطرف الفلسطيني وقال: “يتحمل كل طرف من الطرفين مسؤولية ما عن جمود المفاوضات. أصبح الوضع اليوم دقيقًا، حساسًا وقابلا للانفجار. يتعين علينا أن نقول باستقامة أن العائق في تجديد المفاوضات موجود في الطرف الفلسطيني”.

وقد تطرقت يحيموفيتش أيضا إلى مبادرة الجامعة العربية التي تم تعديلها لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وقالت: “خطوط عام 67 على أساس تبادل الأراضي هي اللغة التي يتحدث بها الإجماع. يجب أن نحتضن هذه اللغة بكل ما أوتينا من قوة. سوف تنشأ أمور جيدة فقط من ذلك. إن الصمت الذي تتعامل الحكومة به ما يحدث ليس جيدًا”. وأضافت يحيموفيتش أن التدخل الأمريكي في دفع عجلة المفاوضات في فترة تولي إدارة أوباما، هي أكثر كثافة من الفترة السابقة.

يعقوب بيري وشيلي يحيموفيتش في نقاش في الكنيست (Mati Milshtein)
يعقوب بيري وشيلي يحيموفيتش في نقاش في الكنيست (Mati Milshtein)

وقد شاركت في الاجتماع أيضا وزيرة العدل تسيبي ليفنيه، عضو الكنيست شاؤول موفاز (كاديما) وأعضاء كنيست كثيرون آخرون. وقد ادعى موفاز أن نتنياهو غير معني بالفعل بالتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، على الرغم من تصريحاته حول هذا الموضوع. وجاء في معرض أقوال موفاز: “ربما سيذهب نتنياهو إلى مفاوضات مع الفلسطينيين، ولكنه لا يرغب بالتوصل إلى اتفاق”. وأضاف “يوجد شريك في الطرف الفلسطيني”. واستدرك قائلا “عرفات لم يكن شريكًا، ولكن أبا مازن هو شريك كامل”.

وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في وقت سابق أن من كان يتقلد منصب الوزير الفلسطيني لشؤون الأسرى، أشرف العجرمي، قال خلال النقاش في الكنيست: “لقد دارت مفاوضات في الآونة الأخيرة في منزل رئيس الحكومة بين نتنياهو وممثلية عن السلطة الفلسطينية”. وأضاف: “أنا أريد أن أكشف سرًا. نحن أجرينا مفاوضات مع بيبي نتنياهو، في بيته، وجلسنا معًا لساعات طويلة. وكان من أدار المفاوضات أمام بيبي بشكل مباشر ياسر عبد ربه”. أما في ديوان رئيس الحكومة فقد أنكروا أقوال الوزير السابق العجرمي، وقالوا في ردهم أن “الأقوال غير صحيحة”.

في غضون ذلك، التقى عشرات النشطاء من الليكود وشاس مع الزعامة الفلسطينية في رام الله في إطار بعثة قامت مبادرة جينيف بتنظيمها. وشارك في البعثة أعضاء سكرتارية الليكود، أعضاء من مركز الليكود، رؤساء دوائر وفروع، أعضاء في المجالس البلدية، حاخامون ومستشارون سياسيون، كانوا قد شاركوا في الماضي في نشاطات أقامتها مبادرة جينيف، وقد تعلموا خلالها عن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والحلول المقترحة لإنهائه.‎

وشارك من الجانب الفلسطيني في لقاء أمس ياسر عبد ربه، سكرتير اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس مبادرة جينيف الفلسطينية، نبيل شعث، عضو طاقم المفاوضات الفلسطيني، محمد مصري عضو اللجنة المركزية في منظمة التحرير الفلسطينية ووزير شؤون الأسرى سابقا أشرف العجرمي.

وقال شلومو مدمون، عضو سكرتارية الليكود، في اللقاء: “كنت عضو الليكود الوحيد حين زرت رام الله قبل سنتين. يوجد اليوم قرابة خمسين شخصا من الليكود. لقد تحدثنا معكم ذات مرة عبر عدسة البندقية. يجب علينا ألا ننقل النزاع إلى أولادنا وأحفادنا، لن نكف عن التطلع إلى السلام”. وأضاف مدمون، الذي يُعتبر شخصية بارزة في مؤسسات الليكود: “حين أعلن رئيس الحكومة عن دولتين، أدركت أنه قد حدث تغيّر في المنطقة. لقد قام زعيم لديكم أيضا، أبو مازن، الذي لا يدعو إلى إبادة إسرائيل بل يعترف بها”.

ياسر عبد ربه والحاخام منشيه زليخا من شاس في رام الله (Mati Milshtein)
ياسر عبد ربه والحاخام منشيه زليخا من شاس في رام الله (Mati Milshtein)

وقال المحامي دافيد غلس، وهو مستشار كبير في شاس: “لقد تحول السلام إلى كلمة مرادفة لتطلعات لن تتحقق. أريد أن أذكركم أن شاس قد بدأت نشاطاتها من أجل السلام قبل سنوات طويلة، والمتمثلة بفتوى الحاخام عوفاديا يوسف أنه من أجل السلام يمكن إرجاع الأراضي”.

وردًا على أقوال رئيس البعثة الإسرائيلية، قال ياسر عبد ربه، سكرتير اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أن “الفلسطينيين يفحصون خطاهم في هذه الأيام حيال جهود الوسيط الأمريكي. لقد غادر كيري بإحساس أن هناك ما يجب فعله لإعادة الطرفين إلى طاولة المفاوضات”.

وقال نبيل شعث، عضو طاقم المفاوضات الفلسطيني، أنه منفعل لمشاهدة الجمهور ولسماع الأقوال التي قيلت: “أنا أومن أن السلام بواسطة حل الدولتين هو أمر ممكن. لم نفقد أملنا في التوصل إلى تسوية”.

اقرأوا المزيد: 658 كلمة
عرض أقل