نُشرت، البارحة (الأحد)، في إسرائيل معطيات دائرة الإحصاء المركزية بمناسبة عيد رأس السنة الذي يصادف يوم الأربعاء القريب. نُشرت أيضًا، إلى جانب نشر قوائم تشير إلى عدد المواليد هذا العام، عدد الأزواج وعدد المواطنين الدقيق، قوائم تضم الأسماء الأوسع انتشارًا والتي أُطلقت على مواليد هذا العام من الذكور والإناث.
تصدر قائمة الأسماء اسم يوسف، وهو الاسم المنتشر جدًا في أوساط اليهود الحاريديين. ومن ثم جاء اسم دانيئل، أوري، ايتي، عمر، آدم، نوعم، آريئيل، ايتان ودافيد. ليست هناك في القائمة أي جملة تُشير إلى أن القائمة تتطرق فقط لأسماء المواليد اليهود، لذا، ساد اعتقاد بأن هذه الأسماء هي الأسماء الأوسع انتشارًا في كل إسرائيل بكل فئاتها.
نُشرت القوائم في كل مواقع الإنترنت والصحف نقلاً عن التقرير الذي عممته دائرة الإحصاء والهجرة على الصحافة. ولكن، أظهر استطلاع قامت به صحيفة “هآرتس” أن أكثر الأسماء انتشارًا بين مواطني إسرائيل هو اسم “محمد”، وأنه تم شطب الاسم عمدًا من القائمة، تمامًا مثل اسم محمود، الذي جاء في المرتبة التاسعة. من الجدير بالذكر أن القائمة التي نُشرت لا تضم فقط الوسط اليهودي، حيث تضمنت أسماء لأطفال عرب يحملون اسم آدم ويوسف. يبدو أن السلطة شطبت من القائمة فقط الأسماء العربية الواضحة.
تبيّن أيضًا لصحيفة “هآرتس” أنه في العام الماضي عممت سلطة السكان والهجرة بيانًا مشابهًا قبل عيد رأس السنة وتم شطب اسم محمد من تلك القائمة أيضًا على ما يبدو. في تلك المرة أيضًا لم يتم ذكر أن القائمة تضم فقط أسماء جزء من المجتمع ولم يتم عرض قائمة منفصلة تخص الوسط العربي. تظهر، بالمقابل، في المعطيات التي تنشرها دائرة الإحصاء المركزية كل عام ثلاث قوائم منفصلة خاصة بالأسماء الأوسع انتشارًا – للأطفال اليهود، المسلمين والمسيحيين.
وجاء عن لسان المتحدثة باسم دائرة السكان والهجرة الرد بأن “المعطى المنشور هو المعطى المطلوب في السنوات الأخيرة من قبل كل من يتوجه لتلقي المعلومات ولهذا السبب تم نشر تلك القائمة، التي تتضمن الأسماء العبرية الأوسع انتشارًا. وليس هناك، بخلاف ما تدعيه صحيفة “هآرتس” أي نية مقصودة للتجاهل وكدليل على ذلك توجه مراسلكم إلينا للحصول على القائمة الكاملة وحصل عليها بعد دقائق”.
إلا أن أمنون باري سولتسيانو، المدير المشارك في جمعية صندوق أبراهام قال “يبدو أن التصريح العلني بأن الاسم الأوسع انتشارًا في إسرائيل هو اسم عربي مسلم هو أمر يسبب عدم راحة بالنسبة للمسؤولين في دائرة السكان والهجرة الذين يتناسون أن هذه السلطة هي جهة إحصائية إسرائيلية ولا تقتصر على الوسط اليهودي. عليهم أن يستوعبوا حقيقة أن إسرائيل هي دولة فيها أكثر من قومية واحدة. التجاهل المقصود لعدم ضم أسماء عربية ضمن الأسماء الأوسع انتشارًا هي خطوة تمييزية ومهينة والتي قد يفهم منها المواطنون العرب أن دائرة السكان لا تعتبرهم مواطنين كاملين في الدولة”.
نشرت نائبة الكنيست، عن حزب ميرتس، تمار زاندبرغ البارحة المعطيات على صفحتها الفيس بوك وكتبت: هذا الكذب العنصري يبدو وكأنه أسود على أبيض من خلال البيان الرسمي الذي نشرته دائرة السكان والهجرة، حيث أن هذه ليست المرة الأولى…هذا أمر مخجل جدًا…”هذا للأسف مثال دامغ على مكانة المواطنين العرب في إسرائيل”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني