أسلحة كيميائية في سوريا

(Amos Ben Gershom / GPO)
(Amos Ben Gershom / GPO)

إسرائيل لم تعد تتابع الحرب السورية عن بعد وتعمل ضد إيران مباشرةً

يرفض الجيش الإسرائيلي التطرق إلى الادعاءات أنه شن هجوما هذه الليلة في سوريا، ولكنه اعترف في الماضي بأنه هاجم قواعد عسكرية بالقرب من حمص. قد يشجع الضوء الأخضر الذي حصلت عليه طهران للتمركز في سوريا التوجه القتالي الإسرائيلي

شهد الشرق الأوسط ليلة مليئة بالعمليات العسكرية. فوفق الادعاءات الروسية، منذ منتصف الليل شنت طائرات إسرائيليّة هجوما ضد قاعدة عسكرية جوية سورية “T-4‎” الواقعة بالقرب من حمص. وبعد وقت قصير من ذلك، وردت تقارير من غزة حول شن هجمات جوية إسرائيلية على شمال قطاع غزة، ضد أهداف لحماس. ما زالت الهزة الإقليمية مستمرة ويبدو أن إسرائيل لم تعد تترقب الأحداث فحسب، بل أصبحت فعالة أكثر بما يدور من حولها.

لقد وضعت إسرائيل خطا أحمر منذ بداية الحرب الأهلية السورية. وأعلنت أنها ستعمل على إحباط عمليات لتهريب الأسلحة المتطورة من سوريا إلى حزب الله في لبنان، ومنذ ذلك الحين نسبت إليها وسائل إعلام أجنبية عشرات الهجمات الجوية ضد قوافل أسلحة ومخازن ذخيرة في سوريا. في السنة الماضية، وضعت إسرائيل خطا أحمر إضافيا لمنع التمركز الإيراني في سوريا. في ظل الهجوم الذي وقع هذه الليلة، هناك تطورات: شن هجوم كيميائي لنظام الأسد ضد الثوار في عشية يوم السبت، تعزز التأثير الروسي – الإيراني في سوريا، وتحذير من قبل إدارة ترامب فيما يتعلق بالتخطيط لإخراج الجنود الأمريكيين من سوريا. إذا شنت إسرائيل هجوما، فيجب اعتباره أنه جاء في ظل الأوضاع الاستراتيجية الشاملة.

إسرائيليا، هناك عدة تأثيرات للأحداث الأخيرة. فهي تعزز التقديرات حول وضع الأسد الأمني والمخطط للعمل بكل الوسائل للسيطرة مجددا على أجزاء واسعة في سوريا، ما قد يؤثر في الأوضاع في جنوب سوريا أيضا. تعزز هذه التقديرات أيضا الشكوك فيما يتعلق بالقرار لوقف إنتاج الحزم الواقية في إسرائيل وتوزيعها على الإسرائيليين.

في نظرة شاملة أكثر، يبدو أن طهرن حظيت في مؤتمر أنقرة بدعم لمتابعة جهودها للتمركز في سوريا، وفي المنطقة القريبة من الحدود مع إسرائيل أيضا. قد تسرّع هذه الخطوات التطورات التي بدأت تظهر منذ بضعة أشهر: ممارسة نشاطات إسرائيلية نشطة ضد القوات الإيرانية، وفق ما جاء في تهديدات رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع، ليبرمان. يحظى هذا التوجه القتالي بدعم رؤساء المنظومة الأمنية، ولكن قد تكون له تأثيرات، بدءا من إرجاء انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وانتهاء بتورط إسرائيل في سوريا. أصبح الحبل الذي تسير عليه إسرائيل الآن دقيقا جدا.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس‎”

اقرأوا المزيد: 322 كلمة
عرض أقل
الحاخام الرئيسي الإسرائيلي، يتسحاق يوسف (Miriam Alster / Flash90)
الحاخام الرئيسي الإسرائيلي، يتسحاق يوسف (Miriam Alster / Flash90)

الحاخام الرئيسي الإسرائيلي: “من المهم العمل ضد الإبادة الجماعية السورية”

تطرق الحاخام الرئيسي الإسرائيلي إلى التقارير حول الهجوم الكيميائي في سوريا مشددا على الواجب الأخلاقي للتصدي لهذه المجزرة

في ظل التقارير حول الهجوم الكيميائي لنظام الأسد في مدينة دوما السورية، الذي أسفر عن مقتل نحو 150 شخصا، ناشد الحاخام الرئيسي الإسرائيلي، يتسحاق يوسف، اليوم صباحا (الأحد) العمل لوقف هذه المجزرة الرهيبة في سوريا. وكتب في بيان نشره: “ذكرت في الماضي وأذكر الآن أيضًا أنه ترتكب إبادة جماعية وحشية في سوريا بحق النساء والأطفال باستخدام أسلحة الدمار الشامل”.

وقال الحاخام أيضا: “هناك واجب أخلاقي للعمل والتصدي لهذه الجرائم”. وأضاف: “بصفتنا يهودا اجتزنا إبادة جماعية، واجبنا هو العمل لكي يسود النور في قلوب البشر، وأخلاقيا، علينا التعرض لهذه المجزرة، وهذا الواجب هام مثل واجبنا الأخلاقي الذي عملنا بموجبه لإبادة المُفاعِل النووي في سوريا”.

وتطرق رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلي سابقا، عاموس يدلين، اليوم صباحا إلى الهجوم الكيميائي في دوما قائلا: “على إسرائيل أن تلحق ضررا بطائرات الهيلوكوبتر السورية التي تلقي براميل متفجرة”. غرد يدلين في حسابه على تويتر لافتا إلى أن على إسرائيل ودول الغرب العمل لإيقاف هذه المذبحة. “من المهم أن تتخذ الإدارة الأمريكية الخطوة ذاتها التي اتبعتها قبل سنة وأن تلحق ضررا بالمنظومة السورية لإنشاء المواد الكيميائية وإطلاقها”، كتب يدلين.

رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلي سابقا، عاموس يدلين (Gideon Markowicz / Flash 90)

عند تطرقه إلى دور إسرائيل، قال يدلين: “في التوقيت الحساس، الذي يصادف قبل الهولوكوست، من المهم أن تعرب إسرائيل عن موقفها الأخلاقي ضد الطاغي الذي لا يتردد في استخدام أسلحة إبادة جماعية”. وغرد في النهاية، “من المهم المس كليا بطائرات الهيلوكوبتر السورية التي تلقي براميل متفجرة. حتى إذا لم تتضمن هذه الطائرات غازا ساما، فهي أسلحة إرهابية تلحق ضررا بالمواطنين تحديدا.”‎

اقرأوا المزيد: 230 كلمة
عرض أقل
أطفال مصابون في مدينة دوما السورية (تصوير: نشطاء معارضة سوريون)
أطفال مصابون في مدينة دوما السورية (تصوير: نشطاء معارضة سوريون)

الإسرائيليون يردون على الهجوم الكيميائي السوري على دوما

أعرب وزراء وأعضاء كنيست إسرائيليون عن صدمتهم إزاء الهجوم الكيميائي لنظام الأسد: "آن الأوان لعدم الصمت"

منذ الساعات الماضية، ثارت ضجة في الشبكات الاجتماعية الإسرائيلية في ظل الهجوم الكيميائي للنظام على دوما الشرقية في دمشق، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 سوريا حتى الآن وفق الأنباء. رغم أن الحادثة الخطيرة وقعت وراء الحدود الإسرائيلية، يعرب إسرائيليون كثيرون عن تعاطفهم مع معاناة الشعب السوري، وعن غضبهم إزاء عدم تغطية هذه الأحداث مقارنة بالتغطية الشاملة التي حظيت بها “مسيرة العودة الكبرة في غزة”.

قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، في محطة الإذاعة “آمل بزيادة عدد القوات الدولية في سوريا، وإلا ستتعزز الإبادة الجماعية”. غردت عضوة الكنيست، كاسنيا سبتلوفا، التي عملت صحفية سابقا: “يتسبب نظام الأسد بقتل المواطنين مستخدما الغازات السامة تحت أنظار العالم”، مضيفة “على الولايات المتحدة أن تبلور سياسة واضحة في سوريا في أسرع وقت”. وكتبت عضوة الكنيست، من حزب المعسكر الصهيوني: “مفزع، محزن، ولا يمكن وصف هذه الجريمة، فقد آن الأوان للكف عن الصمت، وعلى إسرائيل أن تطلب من الولايات المتحدة والعالم العمل”.

قارن متصفحون كثيرون بين التغطية الإعلامية الواسعة لـ “مسيرة العودة الكبرى” في غزة، وبين التغطية القليلة نسبيًّا ضد الهجوم الكيميائي لنظام الأسد بحق المواطنين في دوما، الذي أسفر عن مقتل 150 سوريا على الأقل.غرد متصفح إسرائيلي: “لن تتدخل الأمم المتحدة بعد الهجوم الكيميائي لأن الحديث لا يجري عن إسرائيل”. كتب إسرائيلي آخر: “يوم أمس، كانت وسائل الإعلام الدولية ما زالت مشغولة في غزة وفي برج ترامب. استنتاجاتي هي أن دم الفلسطينيين في غزة أغلى من دم السوريين”.

غرد الصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان في تويتر: “يشجب العالم المتملق إسرائيل على استخدامها المتزايد للقوة في فض التظاهُرات في غزة، ولكن هناك شك إذا كان سيعرب عن اهتمامه إزاء المجزرة التي يرتكبها الأسد بحق شعبه، الذي شن هجوما كيميائيا ثانية مستخدما غاز الكلور”. ردا على ذلك، كتب أحد المتصفِّحين: “قُبَيل يوم الهولوكوست نعرف أن العالم لم يتعلم أي شيء مما حدث وهذه الحقيقة مثيرة للقلق. أين الولايات المتحدة؟ أين الاتحاد الأوروبي؟ أين الأمم المتحدة؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين أعضاء الكنيست العرب؟ كلهم لا يتدخلون”.

وناشد متصفح آخر إسرائيلي للتدخل في سوريا ضد نظام الأسد، كاتبا: “قد تصل المواد التي تُنشر في سوريا إلى إسرائيل أيضا”. وكتب متصفح آخر: “سوريا،  سوريا فقط. سوريا هي الموضوع الوحيد الذي على وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تتحدث عنه باستمرار حتى يوم الهولوكوست. وكتب متصفح آخر في الفيس بوك: “شُنَ هجوم كيميائيّ على بعد 100 كيلومتر من إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 100 قتيل، وبدأت تُرى مشاهد فظيعة وتسمع أصوات رهيبة، وبالمقابل، نحن نتذمر من أمور تافهة يومية”.

اقرأوا المزيد: 386 كلمة
عرض أقل
وزير الدفاع الإسرائيلي ونظيره الأمريكي في الوسط ورئيس الأركان الإسرائيلي (Flash90)
وزير الدفاع الإسرائيلي ونظيره الأمريكي في الوسط ورئيس الأركان الإسرائيلي (Flash90)

وزير الدفاع الأمريكي: إيران ما زالت تشكل تهديدا لإسرائيل

قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، خلال زيارته في إسرائيل، إن سوريا ما زالت تملك أسلحة كيماوية وأنها بلا شك انتهكت الاتفاق بشأن هذه السلاح، محذرا النظام السوري من استخدام هذا السلاح مرة ثانية

21 أبريل 2017 | 12:42

قال وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، اليوم الجمعة، في أول زيارة له لإسرائيل منذ دخوله منصب وزير الدفاع، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، في تل أبيب، إن النظام السوري ما زال يملك أسلحة كيماوية، منتهكا بذلك قرار مجلس الأمن. وأضاف ماتيس “لقد أوضحنا للنظام بأنه من المستحسن ألا يستخدم هذا السلاح مرة ثانية”.

واستقبل ماتيس في القاعدة العسكرية المركزية في تل أبيب، حيث أجرى لقاء مع نظيره الإسرائيلي. وحضر اللقاء بين الوزيرين، الإسرائيلي والأمريكي، رئيس الأركان، جادي أيزنكوت، ورئيس شعبة الاستخبارات الجنرال هرتسي هليفي. وتناول اللقاء قضيتين مركزيتين: الوضع في سوريا على خلفية استخدام النظام السوري والهجمة الأمريكية ضده، والثانية إيران ونشاطاتها في المنطقة، واتفاق النووي.

وقال ماتيس في شأن إيران إن الجمهورية الإسلامية ملتزمة بالاتفاق لكن إيران ما زالت تواصل نشاطاتها التوسعية في المنطقة، والدليل على ذلك اليمن وسوريا. وأضاف “ما زالت إيران تهدد إسرائيل ودول الجوار بصواريخ بالستية”.

وقال ليبرمان في تطرقه إلى اتقاف النووي، إنه ليس بصدد تقديم المشورة للإدارة الأمريكية، لكن إسرائيل راضية من وجود توجهات جديد في الإدارة الأمريكية، وأوضح ليبرمان “سنتحلى بصبر إلى أن نرى خطوات فعلية”.

واتفق المسؤولان على أن الأسد هو المسؤول عن استخدام السلاح الكيماوي. وقال ماتيس “لا شك في أن سوريا تنتهك الاتفاق الكيماوي الموقع معها. إنها ما زالت تملك أسلحة كيماوية” وأوضح “لا أنصحهم في استخدام السلاح الكيماوية مرة ثانية”. وفي هذا الشأن، أعرب الوزير الإسرائيلي عن تأييد إسرائيل للضربة الأمريكية.
وهذه أول زيارة لوزير الدفاع الأمريكي منذ انتخب للمنصب على يد ترامب، ومن المتوقع أن يلتقي اليوم مع رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة، روؤفين ريفلين، في القدس. ومن ثم سيواصل جولته في الشرق الأوسط متجها إلى قطر وجيبوتي.

اقرأوا المزيد: 260 كلمة
عرض أقل
الرئيس الأمريكي، فلادمير بوتين (AFP)
الرئيس الأمريكي، فلادمير بوتين (AFP)

أمريكا: على روسيا الاختيار بين الأسد وحزب الله وبيننا

وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، للرئيس الروسي بوتين: نهاية الأسد قريبة وعلى روسيا الاختيار كيف تريد أن تنهي هذه المرحلة. دعم الأسد لا يخدم المصلحة الروسية في المستقبل

11 أبريل 2017 | 16:12

الولايات المتحدة تواصل في حربها ضد عائلة الأسد والمرة تواجه حلفيها الأقوى، روسيا: شددّ وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر مجموعة الدول السبع، على أن نظام الأسد فقد شريعته في نظر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب والعالم كافة، مشيرا إلى أن روسيا تملك دورا هاما في المرحلة بعد ما بعد الأسد وعليها الاختيار بين الأسد وحزب الله والولايات المتحدة.

وقال تيلرسون “نظام عائلة الأسد يقترب من نهايته، وللسؤال كيف ستنتهي مرحلة الأسد وكيف ستكون المرحلة الانتقالية، أهمية كبرى لصمود واستقرار سوريا موحدة”. وأضاف وزير الخارجية الذي سيصل إلى موسكو بعد قليل، أن روسيا لم تتطرق إلى قضية الكيماوي بالجدية اللازمة ولم تقم بواجبها التخلص من السلاح الكيماوي في سوريا. وأضاف “لا يمكننا أن نسمح لهذا أن يحدث مرة ثانية” في تطرقه إلى الهجوم الكيماوي الذي شنه النظام على إدلب.

“إننا نقدر أن نخفّف معاناة الشعب السوري، وروسيا تقدر أن تلعب دورا هاما في المستقبل، أو أنها ستواصل التحالف مع نظام الأسد وحلفائه” قال تيلرسون وحذر “إننا نؤمن أن قرار الحفاظ على الوضع الراهن لا يخدم المصلحة الروسية في نهاية المطاف”.

اقرأوا المزيد: 170 كلمة
عرض أقل
مُتظاهرون عرب في تل أبيب ضدّ بشار الأسد والقتل في حلب  (Flash90/Amir Levy)
مُتظاهرون عرب في تل أبيب ضدّ بشار الأسد والقتل في حلب (Flash90/Amir Levy)

لماذا لا تدين القيادة العربية في إسرائيل الأسد؟

بعد الهجوم على إدلب، حاول أيمن عودة نشر استنكار، ولكن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عارضت. بالمقابل، في نهاية الأسبوع، شجب قائد الجبهة الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة على سوريا

إن الشرخ داخل المجتمع العربي في إسرائيل حول الحرب في سوريا ليس جديدا، ولكن في كل مرة تظهر فيها مشاهد قاسية من الحرب، يثور جدلا بين مؤيدي نظام الأسد وبين مؤيدي المعارضة السورية.

ظهر هذا الخلاف في الرأي في الأسبوع الماضي أيضا، عندما شُن الهجوم الكيميائي على إدلب الذي نُسب إلى نظام الأسد وراح ضحيته عشرات القتلى ومن ثم ظهر الجدل ثانية بعد هجوم شنته الولايات المتحدة على قاعدة جوية في سوريا. نشرت صحيفة “هآرتس” في عددها الوارد اليوم صباحا (الأحد) أن بعد الهجوم الكيميائي حاولت القائمة المشتركة برئاسة عضو الكنيست أيمن عودة نشر استنكار إلا أنه لم يُنشر بسبب معارضة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ولكن بالنسبة للهجوم الذي شنته الولايات المتحدة فلم ينشر أي خبر. نشر نشطاء ومسؤولون كبار من الأحزاب التي تشكل القائمة المشتركة استنكارا شخصيا ومنفردا.

متظاهرون عرب في إسرائيل يدعمون بشار الأسد ويعارضون الهجوم الأمريكي (Flash90/Isam Rimawi)
متظاهرون عرب في إسرائيل يدعمون بشار الأسد ويعارضون الهجوم الأمريكي (Flash90/Isam Rimawi)

منذ وقت طويل تشكل الحرب الأهلية السورية محط الخلاف الأكبر في المجتمَع العربي في إسرائيل. يعرّف مناصرو مليشيات الثوار في سوريا، غالبا هم من الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية في إسرائيل، الحركة العربية للتغيير (برئاسة أحمد الطيبي)، وجزء من التجمع الوطني الديمقراطي (برئاسة جمال زحالقة) الأسد بصفته طاغيا، لا يخاف من تدمير بلاده بهدف الحفاظ على حكمه.

بالتباين، يحتفل مناصرو الأسد وحليفتيه، إيران وروسيا، غالبا هم نشطاء من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (بزعامة محمد بركة)، وجزء منهم من التجمع الوطني الديمقراطي، بالنجاحات العسكرية التي حققها نظام الأسد. يعتقد داعمو نظام الأسد أن النجاحات الأخيرة مثل السيطرة على حلب والقضاء على أوكار المقاومة الإسلامية، تشكل انتصارا على الولايات المتحدة وحلفائها من دول الخليج وتركيا. وقد أشادوا ببوتين في الماضي بسبب تدخله.

وتزداد حدة هذه النقاشات أحيانا في شبكات التواصل الاجتماعي. ينعت داعمو الأسد معارضيه بعملاء إسرائيل، السعودية وقطر، بينما ينعت معارضوه داعميه بالفاشيين. ولكن تبقى التنظيمات الاجتماعيّة والسياسية في المجتمع العربي في إسرائيل صامتة رغم أن الموضوع يتصدر أحداث الساعة. تفضل لجنة المتابعة الخاصة بعرب إسرائيل وكذلك الأحزاب التي تمثل الجمهور العربي، بما في ذلك القائمة المشتركة ألا تحاول الاستجابة للتحدي.

اقرأوا المزيد: 304 كلمة
عرض أقل
وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان (Flash90)
وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان (Flash90)

ليبرمان: من المؤكد %100 أن الأسد مسؤول عن الهجوم الكيميائي”

بعد الهجوم الكيميائي في إدلب الذي حصد أرواح 100 سوري، وزير الدفاع الإسرائيلي في مقابلة خاصة يدعي أن الأسد مسؤول عن إصدار أوامر شن الهجوم

“شُن الهجومان الكيميائيان الفتاكان على المواطنين في ريف إدلب في سوريا وعلى مستشفى محلي بأمر مباشر ومخطط له من الرئيس السوري، بشار الأسد، من خلال طائرات سورية”، هذا وفق أقوال وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، لصحيفة “يديعوت أحرونوت”. “هذا مؤكدا %100″، أضاف.

“الأفظع” أضاف ليبرمان، “أن المصابين الذين تم إخلاؤهم من منطقة الهجوم إلى المستشفى تعرضوا ثانية إلى سلاح كيميائي عندما شنت طائرات الجيش السوري هجوما على المستشفى أيضا”. قال وزير الأمن، ليبرمان ردا عن السؤال هل شاركت روسيا في الهجوم الكيميائي: “ليس معروفا. نحن نعرف أن الهجوم كان سوريا منذ البداية حتى النهاية”.

وأدان ليبرمان كثيرا اللامبالاة في العالم تجاه الهجوم الكيميائي، مدعيا أنه في ظل هذه اللامبالاة حول المأساة في سوريا، على إسرائيل أن تعتمد على نفسها فقط. “حاول الأسد سابقا الحصول على سلاح نووي عبر كوريا الشمالية، وكذلك يعمل القادة المسؤولون في المنطقة مثل حزب الله ونصرالله بهذه الطريقة”.

وأضاف: “هناك أكلو لحوم البشر. عندما يسألونني لماذا لا يعم السلام في الشرق الأوسط فأشعر أن هذا السؤال شبيه بالسؤال هل يمكن أن يصبح أكلو البشر نباتيين. كلمة السلام لم تعد ذات صلة بالشرق الأوسط. يمكن أن نتوصل إلى تسويات سياسية ولكن ليس إلى سلام”.

السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن، نيكي هالي،  تعرض  صور أطفال سوريين تضرروا أثناء الهجوم (AFP)
السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن، نيكي هالي، تعرض صور أطفال سوريين تضرروا أثناء الهجوم (AFP)

إلى ذلك، عقد مجلس الأمن في الأمم المتحدة اجتماعا خاصا أمس (الأربعاء) للبحث في هجوم النظام السوري على إدلب. هاجم ممثلو دول مختلفة أثناء النقاش سوريا وحليفتها روسيا. وهاجمت السفيرة نيكي هالي، السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن روسيا أيضًا.عرضت هالي صور أطفال سوريين تضرروا أثناء الهجوم، قائلة إن الأسد لن يكف عن استخدام السلاح الكيميائي طالما لا تتوقف روسيا عن حمايته.

وما زالت إسرائيل تستنكر الهجوم الفظيع. اليوم صباحا، أجرى الحاخام الرئيسي الإسرائيلي سابقا، الحاخام لاو، مقابلة مع محطة الإذاعة قائلا: ” لا شك أن الأحداث التي يمر بها الشعب السوري هي بمثابة الهولوكوست. مَن سيقرع الأجراس التي تطالب بوقف هذا القتل؟ علينا أن نُسمع صوتنا هذا”.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
طفل سوري يتلقى علاجا طبيا في أعقاب الهجوم الكيماوي الذي شنه الأسد على حي خان شيخون في إدلب (AFP)
طفل سوري يتلقى علاجا طبيا في أعقاب الهجوم الكيماوي الذي شنه الأسد على حي خان شيخون في إدلب (AFP)

تقديرات إسرائيلية: أوامر الهجوم الكيماوي صدرت من القيادات العليا للنظام السوري

وفق التقديرات، من المحتمل جدا أنه استُخدم غاز السارين أثناء الهجوم، وصودق على استخدامه بسبب الأمان المتزايد لدى النظام من حيث اسقراره. على ما يبدو، فقد استُخدم غاز كان في مستودعات قديمة احتفظ بها نظام الأسد

تصادق المعلومات لدى المنظومة الأمنية الإسرائيلية إلى حد كبير على التقارير الواردة من مدينة إدلب، شمال غرب سوريا، التي تشير إلى أن نظام الأسد استخدم غاز السارين في الهجوم الذي راح ضحيته أمس (الثلاثاء) نحو مئة مواطن سوري وجُرح المئات. ركز الهجوم على الجزء الجنوبي من مدينة خان شيخون، الواقع تحت سيطرة منظمات الثوار.

يعيش المواطنون الذين أصيبوا في منطقة مدينية، تبعد نحو 15 كيلومترًا عن خطوط التماس بين الجهات المقاتلة، في عمق المناطق التي تسيطر عليها الثوار. إن رفض نظام الأسد الذي ادعى، من بين ادعاءات أخرى، أن طائراته شنت هجوما مستخدمة وسائل قتالية عادية وأنه في إحدى الهجمات تضررت حاوية تضمنت سلاحا كيميائيا كانت تابعا للثوار، لا تبدو حقيقية في إسرائيل.

تقدر إسرائيل أن الهجوم صادقت عليه النخب العليا في النظام السوري، إلا أنه لا يمكن المعرفة بشكل مؤكد إذا شاركت راعيتا بشار الأسد، روسيا وإيران، في الهجوم أيضا. في الأشهر الماضية، في ظل تعلق الرئيس بشار الأسد إلى حد بعيد بالمساعدات العسكرية والاقتصادية الخارجية، حافظ الأسد على إمكانية اتخاذ قرارات بشكل مستقل، فيما يتعلق بترتيبات وقف إطلاق النار في محادثات استانة وفيما يتعلق بشن عمليات عملياتية أثناء الحرب.

وفق التقديرات في إسرائيل، يهدف الهجوم أمس إلى نقل رسالة تهديدية إلى بعض تنظيمات الثوار، التي لم تعمل في الأسبوعين الماضيَين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. من المفترض أن الأسد أو قيادين بارزين في نظامه صادقوا على استخدام سلاح كيميائي على خلفية الأمان المتزايد في الحكم من حيث استقراراه وقدراته، في أعقاب إنجازات عسكريّة حققها في القتال منذ إكمال السيطرة على مدينة حلب في كانون الأول الماضي.

وتقدر المنظومة الأمنية الإسرائيلية أن النظام السوري قد احتفظ أيضا منذ اتفاق تفكيك مستودعات الأسلحة الكيميائية، منذ صيف 2013، بكمية ضئيلة من السلاح الكيميائي تتضمن غاز الأعصاب سارين. لقد دُمرت غالبية البنى التحتيّة للسلاح الكيميائي في إطار الاتّفاق، ولكن ما زال من المحتمل أن النظام السوري عمل على إعادة حيازة سلاح بيولوجي من نوع “سارس”، وكذلك على إنتاج سلاح كيميائي مجددا.

رغم ذلك، من المحتمل أن الغاز الذي استُخدم أمس هو جزء من بقايا مستودعات قديمة احتفظ بها نظام الأسد. منذ الاتفاق، استخدم النظام السوري في حالات كثيرة، سلاحا كيميائيا مختلفا، ولكن هذه هي المرة الأولى منذ أربع سنوات التي يُستخدم فيها غاز السارين، وهو غاز قاتل بشكل خاصّ.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في صحيفة هآرتس

اقرأوا المزيد: 359 كلمة
عرض أقل
أطفال سوريون يتلقون علاجا بعد شن هجوم كيميائي في إدلب (AFP )
أطفال سوريون يتلقون علاجا بعد شن هجوم كيميائي في إدلب (AFP )

لماذا يموت الكثير من الأطفال في الهجمات الكيميائية في سوريا؟

الباحثة الخبيرة في شؤون سوريا، أليزابيث تسوركوف، في مقابلة خاصة لموقع "المصدر" في أعقاب الهجوم الكيميائي على إدلب: "أصيب أصدقائي الذين وصلوا لالتقاط الصور ولتقديم المساعدة من الغاز. ثمة تقديرات تشير إلى غاز السارين"

على خلفية الصور القاسية لجثث الأطفال الذين تضرروا إثر الهجوم الكيميائي الذي شنه جيش الأسد في ريف إدلب في سوريا، وأذهلت العالم، اليوم الثلاثاء، تحدثنا مع الباحثة أليزابيت تسوركوف، الخبيرة في شؤون سوريا، بهدف تلقي معلومات.

يرد الكثير من التقارير من سوريا. كيف يمكن أن نعرف إذا كانت التقارير حقيقية أم لا؟

“من الصعب أن أتطرق إلى التقارير بصفتها كاذبة، فهناك أشخاص ينكرون الهولوكوست في يومنا هذا أيضا. لدي أصدقاء في سوريا يبلغون عن الأعمال الفظيعة التي يشاهدونها. كيف يمكن أن نوضح ظاهرة قتل كافة العصافير، والأطفال الذين لا يتحركون بعد استنشاق الغاز؟”

الباحثة الخبيرة في شؤون سوريا، أليزابيث تسوركوف (Facebook)
الباحثة الخبيرة في شؤون سوريا، أليزابيث تسوركوف (Facebook)

هل نوع الغاز الذي استخدم معروف؟

ليست هناك إمكانية لمعرفة ذلك طالما لا تؤخذ عينات من المصابين وتُفحص مخبريا. يتطلب ذلك أسبوعين على الأقل. وفق الشهادات، يبدو أن الغاز المستخدم هو غاز سارين أو غاز تابون، والغازان هما غازا أعصاب استخدمهما نظام الأسد سابقا. من المؤكد أن الحديث لا يدور عن غاز “الكلور”، أولا لأنه لم تكن هناك رائحة الكلور وهي رائحة قوية ومعروفة، ثانيا لأن حجم الوفاة أكبر بكثير من حجم الضرر الذي يحدثه عادة غاز الكلور، وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين لم يكونوا في المنطقة أثناء شن الهجوم ووصلوا إليها لاحقا لتقديم المساعدة أو التقاط الصور تضرروا عندما اقتربوا من المصابين.

وصل صديق شخصي لي، وهو مصور، لالتقاط الصور فأصيب جراء استنشاق الغاز. في هذه الأثناء انقطع الاتصال بيننا، ولا أعرف في أي مستشفى هو الآن أو إذا كان ما زال على قيد الحياة. وكذلك لا أعرف معلومات عن صحفيَين آخرَين أيضا. وصل أطباء، ومساعدون آخرون، وعمال إنقاذ من منظمة “الخوذ البيضاء” لتقديم المساعدة للمصابين، وكل من لمس الجرحى أو القتلى دون أن يستخدم قفازات تضرر أيضا.

ماذا يحدث الآن في أرض الواقع؟ ما هو عدد المصابين؟

وفق الصور والتقارير الواردة من سوريا هناك بعض عشرات القتلى، ما لا يقل عن 50 قتيلا، وهناك تقارير تتحدث عن أكثر من 100 قتيل. وبالإضافة إلى ذلك هناك مئات الجرحى والمصابين، وعلى ما يبدو، قد تضرروا بعد الهجوم أيضا. ما زالت البلدة تتعرض إلى هجوم جوي مكثف وإلى إطلاق نيران “تقليدي” مكثف جدا. أطلِقت النيران على بعض مراكز المساعدة، وعلى عيادة كبيرة عالجت الجرحى إثر الهجوم الكيميائي، وتضرر مركزان تابعان لمنظمة “الخوذ البيضاء”. ما زال الأشخاص يتعرضون للأذى وحال المدينة صعب جدا.

كيف يمكن تفسير أن الأطفال قد تضرروا أكثر من الآخرين نسبيا؟ هل كان الهجوم موجها ضدهم؟

يتضرر الأطفال من الهجوم الكيميائي لأن النظام يستخدم غازا ثقيلا يترسب، وعندها يستنشقونه بكمية أكبر. أما الكبار، فلأنهم أطول، نسبة الغاز التي تصل مستوى وجههم منخفضة أكثر. أمر مشابه حدث خلال الهجوم الكيميائي السابق الذي شنه نظام الأسد في الضواحي الشرقية من دمشق بتاريخ 31.8.2013، الذي قُتِل فيه 1400 مواطن، فقد مات الكثير من الأطفال للسبب ذاته.

لماذا شُن الهجوم على إدلب تحديدًا؟ هل هذه منطقة استراتيجية؟

ليس واضحا. هذه المنطقة بعيدة نسبيًّا عن خط الجبهة، تقع في مركز منطقة سيطرة المعارضة. كان هناك الكثير من المظاهرات في هذه المنطقة، ولم تكن ضد نظام الأسد فحسب مثل ما حدث في كل مدينة، بل ضد منظمات الثوار مثل جبهة النصرة أيضا. ففيها نسبة دعم واسعة للجيش السوري الحر، ولكن ليس هناك في المنطقة ثكنة أو مواقع استراتيجية. جرى الهجوم على المدينة على منطقة مأهولة بالمدنيين.

إلى ماذا يشير توقيت الهجوم حول الأسد ووضعه؟ هل يحاول الأسد نقل رسالة إلى العالم؟

في الأسبوعين الماضيَين نشهد زيادة تدريجية في استخدام نظام الأسد للسلاح الكيميائي. يمكن أن نفترض أن هذا مرتبط بتصريحات الإدارة الأمريكية، مثلا، وزير الخارجية وسفيرة الولايات المتحدة في الأمم، اللذين قالا إن الولايات المتحدة لا تعتزم إسقاط الأسد. وهناك شعور عام أن الرئيس ترامب يقترب من بوتين.

اقرأوا المزيد: 554 كلمة
عرض أقل
الوزير نفتالي بينيت يعقب على المجزرة الكيميائية في سوريا (تويتر)
الوزير نفتالي بينيت يعقب على المجزرة الكيميائية في سوريا (تويتر)

وزراء إسرائيليون: نطالب أمريكا بالتحرك لإنهاء المجزرة في سوريا

توالت ردود الأفعال السياسية في إسرائيل في أعقاب المجزرة الكيميائية التي شنها نظام الأسد في أدلب، إذ ناشد وزراء بارزون في الحكومة الرئيس الأمريكي ترامب التحرك

04 أبريل 2017 | 15:09

ردود الفعل الإسرائيلية على مشاهد جثث الأطفال من إدلب جرّاء الهجوم بالسلاح الكيميائي الذي شنه نظام الأسد على أحياء في المدينة، توالت على شبكات التواصل الاجتماعي على نحو غير مسبوق، فقد علّق وزراء وسياسيون على ما يجري في سوريا مجتمعين على أن الصمت لم يعد خيار ممكن إزاء الوضع الإنساني في الدولة المحاذية لإسرائيل.

فقد كتب زعيم حزب “البيت اليهودي”، نفتالي بينت، على تويتر باللغة الإنجليزية “أطفال سوريا يموتون خنقا. يجب على العالم التحرك ضد المجزرة الكيميائية في سوريا. أناشد الرئيس ترامب قيادة هذا المجهود”.

وكتب وزير الداخلية ورئيس حزب “شاس”، أريه درعي، على تويتر: “مأساة تقطع القلوب تحدث في سوريا. عشرات الأطفال يقتلون بسلاح كيميائي. إسرائيل، الدولة الأقوى في المنطقة والديموقراطية الوحيدة فيها، ملزمة بقيادة العالم لإنهاء هذه المجزرة الشنيعة”.

وكتب رئيس المعارضة وزعيم حزب “العمل”، يتسحاق هرتسوغ، “ما يحدث في سوريا جريمة ضد الإنسانية يقودها حكم وحشي فقد إنسانيته. لا يمكن أن تقف الولايات المتحدة والعالم موقف المتفرج على هذه المجازر”.

وكتبت السياسية الإسرائيلية البارزة، ووزيرة الخارجية في الماضي، تسيبي ليفني، “استخدام الكيميائي والهجوم على مستشفى في سوريا يلزمان العالم على التحرك. الصمت والتسليم هما رسالة هدامة”.

اقرأوا المزيد: 175 كلمة
عرض أقل