أسلحة الدمار الشامل

رئيس الولايات المتحدة بااراك أوباما (AFP)
رئيس الولايات المتحدة بااراك أوباما (AFP)

امريكا تسعى لتشكيل ائتلاف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية

حذر الرئيس السوري بشار الأسد من ان تنفيذ اي ضربات دون موافقة دمشق سيعتبر عملا عدوانيا وهو ما يحتمل أن يضع اي تحالف تقوده الولايات المتحدة في صراع أوسع نطاقا مع سوريا

قال مسؤولون بالإدارة الأمريكية أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة تكثف مساعيها لبناء حملة دولية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بما في ذلك تجنيد شركاء لاحتمال القيام بعمل عسكري مشترك.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن بريطانيا واستراليا مرشحتان محتملتان. وكانت ألمانيا قالت أمس الأربعاء إنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين اخرين بشأن عمل عسكري محتمل ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنها أوضحت أنها لن تشارك.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين “نعمل مع شركائنا ونسأل كيف سيكون بمقدورهم المساهمة. ثمة عدة وسائل للمساهمة: انسانية وعسكرية ومخابراتية ودبلوماسية.”

ولم يتضح عدد الدول التي ستنضم للحملة فبعض الحلفاء الموثوق بهم مثل بريطانيا لديهم ذكريات مريرة عن انضمامهم للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003 والذي ضم قوات من 38 دولة. وكانت فرنسا قد رفضت المشاركة في الغزو. وتبين كذب الادعاءات بوجود أسلحة دمار شامل لدى العراق وهي الادعاءات التي حفزت التحالف على التحرك.

مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق (AFP)
مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق (AFP)

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة قد تتحرك بمفردها اذا دعت الضرورة ضد المتشددين الذين استولوا على ثلث الأراضي في كل من العراق وسوريا واعلنوا عن حرب مفتوحة ضد الغرب ويرغبون في اقامة مركز للجهادية في قلب العالم العربي.

واجتمع مسؤولون كبار بالبيت الأبيض هذا الأسبوع لبحث استراتيجية لتوسيع الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك امكانية شن ضربات جوية على معقل المتشددين في سوريا وهو تصعيد من المؤكد ان يكون اكثر خطورة من الحملة الأمريكية الحالية في العراق.

وفي حين رحبت حكومة العراق بالدور الذي تقوم به الطائرات الحربية الأمريكية في الهجوم على المتشددين فإن الرئيس السوري بشار الأسد حذر من ان تنفيذ اي ضربات دون موافقة دمشق سيعتبر عملا عدوانيا وهو ما يحتمل أن يضع اي تحالف تقوده الولايات المتحدة في صراع أوسع نطاقا مع سوريا.

وقالت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انها لم تتلق اي طلب من الولايات المتحدة بخصوص شن ضربات جوية.

تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على تكريت (AFP)
تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على تكريت (AFP)

وقالت متحدثة باسم الحكومة “هذا الامر ليس موضع مناقشة في الوقت الراهن.”

وأضافت “مازال تركيزنا هو دعم حكومة العراق والقوات الكردية حتى يمكنهما مواجهة الخطر الذي تمثله الدولة الاسلامية وعلى سبيل المثال بزيارة مبعوثنا الامني للعراق هذا الاسبوع وتقديم امدادات للقوات الكردية.”

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت إن المساعدات الانسانية في العراق قد تتواصل لكنه رفض الافصاح عما اذا كانت استراليا ستنضم إلى اي عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة.

وذكر المتحدث باسم أبوت “ردنا على اي طلب من الولايات المتحدة أو من حلفاء وشركاء مقربين اخرين سيتوقف على ما اذا كان هناك غرض انساني شامل يمكن تحقيقه ووجود دور واضح ومتناسب لاستراليا بالاضافة إلى تقييم دقيق للأخطار.”

ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن يؤدي النجاح النسبي للمساعدات الانسانية والضربات التي نفذت في الآونة الأخيرة على أسلحة المتشددين في العراق إلى تبديد مخاوف الحلفاء فيما يتعلق بدعم عمل عسكري جديد.

اقرأوا المزيد: 423 كلمة
عرض أقل
Lockheed Martin F-35 Lightning (Wikipedia)
Lockheed Martin F-35 Lightning (Wikipedia)

هذه هي الأسلحة الأغلى في العالم

من حاملة الطائرات التي تكلف أكثر من جميع السفن والغواصات التابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي معًا إلى بطاريات الصواريخ المتطوّرة التي تهدّد إسرائيل

تعتبر آلة الحرب تجارة غالية الثمن، وخصوصًا المتطوّرة منها. بشكل غير مفاجئ، تحتلّ الولايات المتحدة رأس القائمة مع الطائرات الأكثر تطوّرًا، والسفن والصواريخ المتطوّرة. ولكنها ليست وحدها؛ فالروس أيضًا يدخلون إلى المنافسة وإلى جانبهم الصينيون بل والهنود. في المقالة التالية سنقدّم لكم بعض النماذج لآلات الحرب الأكثر فتكًا وتكلفةً:

حاملة الطائرات USS Gerald R Ford

التكلفة: 11.5 مليار دولار

USS Gerald R Ford (The United States Navy)
USS Gerald R Ford (The United States Navy)

الحديث دون شكّ عن آلة الحرب الأغلى في العالم، والتي كسرت الرقم القياسي للآلة السابقة، وهي حاملة الطائرات جورج بوش التي كلّفت سلاح البحرية الأمريكي 6.5 مليار دولار، “فقط”.

George Bush Aircraft Carrier (The United States Navy)
George Bush Aircraft Carrier (The United States Navy)

حاملة الطائرات الجديدة قيد الإنشاء في هذه الأيام، كجزء من تطوير وبناء أسطول من حاملات الطائرات، ومن المتوقع أن تدخل إلى الخدمة في العام المقبل. فقط لأخذ فكرة فنحن نتحدث عن أنّ تكلفة هذه السفينة هي تكلفة مضاعفة عن قيمة جميع سفن سلاح البحريّة الإسرائيلي بما في ذلك غواصات “الدولفين” المبتكرة.

ستكون “سفينة النار” مجهّزة بالتكنولوجيا الأكثر ابتكارًا، بما في ذلك أنظمة ضدّ الطائرات وضدّ الصواريخ. بالإضافة إلى ذلك فقد تمّ تثبيت نظم آلية عليها والتي تقلّل من عدد رجال الفريق ببضع مئات. على متن السفينة مولّد نووي لتوفير الكهرباء بشكل زائد بل وستكون لها قدرات في التخفي. سيكون على السفينة العشرات من الطائرات من أنواع مختلفة: قتالية، مروحيّات ونقل.

مشروع طائرات F35

التكلفة: 1.5 تريليون دولار

Lockheed Martin F-35 Lightning (Wikipedia)
Lockheed Martin F-35 Lightning (Wikipedia)

وفقًا للتقديرات فإنّ تكلفة مشروع الشبح الجديد تصل إلى 1.5 تريليون دولار ويشمل ذلك تطوير الطائرات، بناءها وصيانتها. سعر الطائرة أيضًا ليس قليلا ويرتفع في كلّ عام، ويُقدّر حاليّا بـ 150 مليون دولار لكلّ منها. أقل من B2 التي تقدّر بـ 2 مليار لكلّ منها، ولكن هناك فقط 20 منها.

ستوفّر شركة “لوكهيد مارتن” (Lockheed Martin) في إطار المشروع نحو 2,500 طائرة لسلاح الجوّ الأمريكي، لسلاح البحرية ولقوات المارينز بدلا من 3,100 طائرة F35 التي تمّ التخطيط لها في البداية. سيتمّ توفير الطائرة أيضًا لـ 11 عميلا دوليًّا: من بينهم بريطانيا، التي ستشتري أكثر من مائة منها، تركيا مع 100 طائرة، أستراليا، وإسرائيل التي طلبت 19 طائرة مع إمكانية لشراء ما مجموعه 75 طائرة.

تعتبر طائرة F35 شبحًا متعدّد المهامّ، جوّ-جوّ وجوّ-أرض، والتي تصل إلى سرعة 1.6 ماخ، وإلى مدى 2,200 كيلومتر، دون حاجة للتزوّد بالوقود جوّا. والطائرة مزوّدة أيضًا بصواريخ من أنواع مختلفة للقتال الجوّي والقنابل. تحمل طائرة الـ F35 الذخيرة في بطنها. ولدى الطائرة نظام فريد للتعرّف على التهديدات ودرجتها، رسم الخرائط بدقّة كبيرة ورادار متقدّم.

الطائرات القتالية الروسية ‏Sukhoi‎‏ ‏T-50

التكلفة: 10 مليار دولار

Sukhoi T-50 (Russavila)
Sukhoi T-50 (Russavila)

خُصص منافس طائرات الشبح الأمريكية ليكون بديلا متخفّيا أرخص بالنسبة لسلاح الجوّ الروسي وعملائه في الخارج. بلغت تكلفة تطوير المشروع للروس نحو 10 مليارات دولار ويُقدّر سعر كلّ طائرة اليوم بنحو 50 مليون دولار. هناك طراز أكثر تطوّرًا والذي يتم تطويره مع الهند ومن المتوقّع أن يصل سعره إلى 100 مليون دولار لكلّ طائرة.

تقريبًا ليست هناك معلومات عن الشبح الروسي الذي تمّ تطويره بسرّية، ولكن وفقًا لتصريحات الروس فسيكون بمدى 5,500 كيلومتر دون الحاجة للتزوّد بالوقود، وهو ما يقارب ضعف المنافس الأمريكي، قدرات مناورة متقدّمة وسرعة قصوى تصل إلى 2 ماخ. خُصصت طائرة Sukhoi‎‏ ‏T-50‎ لحمل ذخيرة تزن 7.5 طنّ بما في ذلك مدفعين 30 ملليمتر، قنابل ثقيلة وذكية وصواريخ موجّهة.‏

أعلن الروس أنّ هذه الطائرة ستدخل إلى الخدمة في عمليات سلاح الجو التابع لهم في العام 2015، وستُطرح للبيع للدول المختلفة في العالم.

بطاريات الصواريخ S300

التكلفة: 150 مليون دولار للبطارية

S300 (Wikipedia)
S300 (Wikipedia)

الصاروخ الذي تخرج إسرائيل من أجله لهجمات تحت عنوان “وفقًا لتقارير أجنبية” في سوريا، وتخرج عن طريقها من أجل منع دخوله إلى إيران، يعتبر الصاروخ الأكثر تقدّمًا. تعتبر المنظومة الروسية أيضًا واحدة من الأغلى في مجال الدفاع الجوّي، مع سعر يتراوح حول 150 مليون دولار للبطارية.

تمّ تطوير هذا الصاروخ مسبقًا خلال سنوات السبعينات وبيعَ لعدد كبير من الدول بما في ذلك تركيا، ليبيا، اليونان، وعلى ما يبدو أيضًا لسوريا. يمكنه اعتراض طائرات بل صواريخ ذات مدى يتراوح بين 40 إلى 400 كيلومتر، اعتمادًا على النموذج. هناك طراز أكثر تقدّمًا، وهو الـ S400، يمكن العثور عليه في روسيا والصين.

كلّ واحد من تلك الصواريخ مثبّت على مركبة عجلات، فالحديث عن بطارية متنقّلة تستطيع العمل من كلّ مكان تقريبًا.

المدمّرات ‏DDG-1000

التكلفة: 3.5 مليار دولار

DDG-1000 (Wikipedia)
DDG-1000 (Wikipedia)

تخطّط الولايات المتحدة بالمجموع لإنتاج ثلاث سفن صواريخ متخفية من هذه المجموعة ستكلّف الواحدة منها دافع الضرائب الأمريكي 3.5 مليار دولار، بينما يُقدّر إجمالي تكاليف التطوير بأكثر من 12 مليار دولار (وهو ما يقرب من كلّ ميزانية الدفاع لدولة إسرائيل).

ستدخل السفينة الأولى للخدمة خلال العام الحالي (2014) و”هي تبدو في صور الرادار كسفن الصيد”، كما أشار البنتاغون. صُنعت سفينة الصواريخ المتخفية من مواد تجعلها تبدو غير مرئية في الرادار.

اقرأوا المزيد: 695 كلمة
عرض أقل
مفاعل بوشهر النووي (AFP /ATTA KENARE)
مفاعل بوشهر النووي (AFP /ATTA KENARE)

الملف النّووي في الشّرق الأوسط على طاولة المفاوضات

سيتشاور ممثّلو دول عربيّة وإسرائيليّون في جينيف حول إمكانيّة نزع السّلاح النّوويّ من الشّرق الأوسط، ولكنّ إمكانيّات الوصول إلى اتفاقية بهذا الخصوص ضئيلة

ستُفتتح في جينيف في سويسرا اليوم جولة مناقشات حول موضوع نزع أسلحة الدمار الشامل في الشّرق الأوسط. سيشارك في المناقشات ممثّلو دول عربيّة وممثّل عن دولة إسرائيل، وكذلك دبلوماسيون غربيون. ستستمرّ جولة المداولات يومين وستتمحور حول محاولة عقد اجتماع دوليّ بهدف نزع إقليميّ حتّى قبل نهاية السّنة.

يعتقد المحلّلون الّذين يغطّون الحدث أنّ احتمال الوصول إلى اتّفاقيّة بهذا الشّأن قليل وهذا بسبب تضارب المصالح. هناك هدف خاص لكلّ حزب في المداولات، وتقريبًا ليس هناك إجماع على موضوع واحد من قبل الأطراف المعنيّة.

حتّى الآن، يتم بذل قصارى الجهود لعقد مؤتمر عالميّ لنزع سلاح الدمار الشامل في الشّرق الأوسط، ولكن، يعتبر احتمال الوصول إلى هذا الهدف ضئيلًا.

أشار الدبلوماسيّون الإسرائيليون أنّهم سيوافقون على عقد مؤتمر عالميّ بهذا الخصوص فقط إذا كان الأمر متعلّقًا بالشّرق الأوسط على المستوى الأوسع، وليس بمناقشة خاصّة حول دور إسرائيل الإقليميّ. حتّى الآن، لم تتعاون الدّول العربيّة وإيران مع اقتراح إسرائيل بهذا الخصوص.

من جهتهم، وافق الدبلوماسيّون الأمريكيون على الخوف الإسرائيليّ من أنّ اللجنة الإقليميّة سترتكز بشكل خاطئ بالشّأن الإسرائيليّ. وهذا بالرّغم من دعم الولايات المتّحدة لنزع السّلاح من منطقة الشّرق الأوسط.

على النّقيض، فالدّولة الّتي تدير مناقشات نزع السّلاح بشكل إقليميّ هي مصر، فهي تدفع إقامة لجنة دوليّة مختصّة بهذا الموضوع منذ سنة 2012. ولقد أشار رئيس مصر المنتخب، عبد الفتّاح السّيسي، بنفسه إلى رغبة بلاده في تجديد البرنامج النّوويّ. وتخطط السّعوديّة أيضًا لإقامة مفاعلات نووية لاحتياجات الطّاقة، وادّعى محلّلون أنّ الدّولة الإسلاميّة الأولى الّتي ستطوّر سلاحًا نوويًّا هي السّعوديّة السّنّيّة وليس  إيران الشّيعيّة.

المشكلة الأخرى هي الاستجابة المنخفضة للتوقيع على اتفاقيات حظر منع نشر سّلاح الدّمار الشّامل. ولم تصادق أي من إسرائيل، مصر، سوريا على عدم تطوير سلاح بيولوجيّ، إضافة إلى هذا  فلم تصادق مصر أيضًا على حظر تطوير سلاح كيميائيّ.

اقرأوا المزيد: 266 كلمة
عرض أقل
المؤتمر الدولي للقضايا الأمنية في موسكو (AFP)
المؤتمر الدولي للقضايا الأمنية في موسكو (AFP)

روسيا تربط ما يجري في أوكرانيا بالانقلابات في الشرق الأوسط

في أيار 2014، أُقيم في موسكو مؤتمر دولي للقضايا الأمنية. وكان موضوعه: الأمن في منطقة الشرق الأوسط، لكنه فعليًّا كان بخصوص ربط روسيا بين الأزمة الأوكرانية وبين الانقلابات في الشرق الأوسط

أُقيم في 20 حتى 23 أيار في موسكو مؤتمر دولي للقضايا الأمنية. كان موضوعه: أمن منطقة الشرق الأوسط، لكن المؤتمر تطرق فعليا إلى نظرة روسيا للعلاقات بين الأزمة الأوكرانية (أجريت انتخابات في أوكرانيا) وبين الانقلابات في الشرق الأوسط. اشتركت في المؤتمر النخبة الدولية الأمنية الروسية (وزير الدفاع ونائبه، وزير الخارجية ونائبه والقائد العسكري العام) وأُعطي منبر للدول التي رغبت روسيا في وجودها- إيران (وزير الدفاع)، سوريا (نائب القائد العام)، مصر (نائب القائد العام)، الصين، باكستان والهند.

لقد وجّه الروسيون حينما عرضوا وجهة نظرهم لتطور الأزمات في النظام الدولي، إصبع الاتهام للغرب، بقيادة الولايات المتحدة، الذي يبادر ويحرض “الانقلابات الملّونة”، الموجّهة لتغيير الأنظمة الحاكمة القائمة وتوسيع مناطق النفوذ الغربية التي تشمل فيما تشمل إحاطة روسيا بحزام من عدم الاستقرار.

حسب الرواية الروسية، فإن مجمل الانقلابات “للربيع العربي” قد حرّكها الغرب

عرض كبار المسؤولين الروس موقفًا موحدًا في الرابط الذي يربط بين الأحداث والمجريات في البلقان، العراق، أفغانستان، ليبيا، مصر وسوريا، إذ إن كلها نتيجة لأعمال “مدمّرة” للغرب في تلك الدول. والنتائج متساوية: (1) حرب أهلية تُراق فيها الدماء؛ (2) تبذير مليارات الدولارات من أجل حرب عبثية؛ (3) أزمة عامة؛ (4) إضعاف الدول حتى تفككها؛ (5) تسلل الجهات الإرهابية في الفراغ الذي تكوّن وتعاظمها. فلكل هذا تبعات سلبية على النظام العالمي من عدم الاستقرار، زيادة حدة الصرعات الجيوسياسية وتعميق الخلافات بين الدول، الطوائف والأديان.

يشخّص الروس ما يحدث في أوكرانيا كحلقة في سلسلة ستؤدي لتبديل الحكم، غليان الشعوب، تعاظم الصراعات الداخلية مع احتمال التدهور إلى حرب أهلية، وفقدان الاستقرار، وكل ذلك للإضرار بالتأثير الروسي. كذلك يفسرون الانسحاب المتوقع لقوات الناتو من أفغانستان بأنه حلقة تُضاف لهذه السلسلة، والتي ستؤدي إلى إسقاطات أمنية سلبية على روسيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (ALEXEI NIKOLSKY / RIA-NOVOSTI / AFP)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (ALEXEI NIKOLSKY / RIA-NOVOSTI / AFP)

عُرض التطرق للشرق الأوسط بما يتلاءم مع ذات النظرة للمجريات الدولية. حسب الرواية الروسية، فإن مجمل الانقلابات “للربيع العربي” قد حرّكها الغرب حسب نفس الدوافع التي ذُكرت أعلاه. في رأيهم، فإن النموذج الأمثل الوحيد للتعامل الجيد مع مجريات “الربيع العربي” هو الانقلاب المضاد المصري ومن هنا تُشتق المعادلة الصحيحة التي يجب أن تكون مؤسسة على تقوية الأطراف الدولية التقليدية. في إطار ذلك، ترى روسيا لنفسها مهمة ذات أهمية في تقوية هذه الأطراف الدولية، ولذا فهي تعزز علاقاتها مع مصر بعد الانقلاب، وتدعم الحكومة السورية وهي الوحيدة التي كانت قادرة على أن تحقق تفكيك الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ما يميّز هذا المؤتمر كان الربط بين كل المجريات، وعرض مفهوم استراتيجي موحّد، ويتوسطه توجه اتهام الولايات المتحدة والغرب

فيما يخص إسرائيل، عرضت في المؤتمر تلميحات متعارضة. من ناحية، ظهر تقدير لسياسة إسرائيل بخصوص أوكرانيا، لكن من ناحية أخرى، قد وُضعت في مركز المشاكل في المنطقة. لقد عرض كبار المتحدثين الروس مركزية الموضوع الفلسطيني وتأثيره المهم على المجريات في المنطقة. حسب ادعائهم، إن فشل المرحلة الأخيرة لعملية السلام (استمرار المفاوضات بالتنسيق مع الوزير كيري) ينبع من السيطرة الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية وتقرير معادلتها. لقد كرر المتحدثين الروس موقف روسيا التقليدي من العملية الإسرائيلية- الفلسطينية. فحسب المفهوم الروسي، يجب تحويل مسار العملية مع إعطاء روسيا دورًا مركزيًا يرتكز إلى إطار لجنة دولية.

في إطار هذه المباحثات، طُرح أيضًّا موضوع تسليح إسرائيل بالسلاح غير التقليدي، مع توجيه إصبع الاتهام نحوها، كما لو أنها لا تتيح جعل الشرق الأوسط منزوع من سلاح الدمار الشامل. لقد عُرض الموضوع بانسجام بين كبار المتحدثين وحظي بدعم من نائبين عن الشرق الأوسط وأسئلة المشاركين في المؤتمر. إضافة إلى موضوع العمليات السياسية مع الفلسطينيين، عرض الروس أيضًا موضوع اللجنة الدولية بخصوص “منطقة منزوعة سلاح الدمار الشامل”- الذي تقرر في استطلاع لهيئة الأمم لمنع انتشار السلاح النووي سنة 2010- كالنموذج الأمثل ولذلك فقد أكدوا على حيوية اجتماعها في السنة المقبلة.

تلخيص وتقييم

فلاديمير بوتين وباراك أوباما (AFP)
فلاديمير بوتين وباراك أوباما (AFP)

رغم أنه لا جديد في ادعاءات ومواقف روسيا، لكن ما يميّز هذا المؤتمر كان الربط بين كل المجريات، وعرض مفهوم استراتيجي موحّد، ويتوسطه توجه اتهام الولايات المتحدة والغرب، الذي انجر وراءها. واستُغل المؤتمر كمنبر للربط بين “الربيع العربي” والأزمة في أوكرانيا. لهذين الحدثين، بنظر الروس، تبعات سلبية على استقرار وأمن النظام الدولي.

بغضّ النظر عن صحة رأي الروس أو عدمها، يمكن رؤية رسالة فيه للغرب، وهي أن روسيا تفكر في تغيير سياستها، أي، عدا عن السياسية الفعالة في الساحة الدولية، كذلك خارج نطاق الاتحاد السوفيتي السابق. توضح روسيا، أن الشرق الأوسط يمكن أن يُستغل كميدان صراع مع الولايات المتحدة، كي تتحدى وتضر كذلك بالمصالح الأمريكية ولتأسيس أوتادها كدولة عالمية عظمى.

يهدف التهديد المُشار إليه والذي أساسه السياسة الفاعلة، من خلال الإضرار بالمصالح الأمريكية عامة، وفي الشرق الأوسط خاصة، إلى كبح تدخل الغرب فيما يحدث في أوكرانيا. لكن بالمقابل، أبدى الرئيس بوتين تلميحات عن استعداد للتروي أساسه الاتفاق بين الجانبين. لقد أبدى استعدادًا لقبول نتائج الانتخابات في أوكرانيا ولأي ترتيبات. الأساس الظاهر للاتفاق المستقبلي، هو التفاهمات التي طُرحت في مؤتمر جنيف بتاريخ 17/04/2014، التي اتفق حسبها على الحفاظ على استقلال أوكرانيا، وتغيير البنية الحكومية القائمة لبنية فيدرالية وتحقيق مبدأ الحيادية، مع عدم انضمام أوكرانيا للمنظمات الغربية (ناتو، والاتحاد الأوروبي).

توضح روسيا، أن الشرق الأوسط يمكن أن يُستغل كميدان صراع مع الولايات المتحدة، كي تتحدى وتضر كذلك بالمصالح الأمريكية ولتأسيس أوتادها كدولة عالمية عظمى

يبدو أن روسيا تفضّل أن تصل إلى تفاهمات مع الغرب فيما يخص أوكرانيا وذلك لأنها لا تملك القدرة على التعامل المتواصل- سياسيًّا واقتصاديًّا- مع الغرب، لذلك فهي معنية باتفاق يمكّنها من تحقيق تأثير ما في أوكرانيا، وستمنع انضمام أوكرانيا إلى دائرة التأثير الغربي. لكن، إن تم هذا الاتفاق، ستضطر روسيا إلى التنازل عن مكانة أوكرانيا المركزية في خططها الجيوسياسية لترميم العظمة والتأثير الروسي، على الأقل على المدى القريب والمتوسط. لكن، ثمة شك إذا كانت تستطيع روسيا الاستمرار لمدة طويلة على هذا الحال، لأنها ستبحث عن فرص أخرى لاسترجاع تأثيرها الكامل في أوكرانيا.

نشر المقال لأول مرة في موقع INSS

اقرأوا المزيد: 869 كلمة
عرض أقل
القوات البرية للولايات المتحدة (U.S. Army's flickr)
القوات البرية للولايات المتحدة (U.S. Army's flickr)

الجيوش الأقوى في العالم

هذا ما يقرّره موقع "‏Global Firepower‏"، الذي وضع القائمة من خلال ترجيح عناصر القوة العسكرية، الميزانية، الميدان والموارد الطبيعية. تتصدر الولايات المتحدة القائمة. وفي أي مكان إيران وإسرائيل؟‎ ‎

إنّ متلازمة “من الأقوى” لن تترك المجتمع البشري أبدًا، وفي حالات معيّنة، فالحجم أو القوة هو الذي يقرّر حقّا. يجري موقع “‏Global Firepower‏” كلّ عام قائمة بالجيوش الأقوى في العالم استنادًا إلى معايير وصيغ محدّدة مسبقا. يعطي الموقع لكل جيش علامة وفقا لمقاييس مختلفة (القوة البحرية، القوة البرية، القوة الجوية وغيرها) وفي النهاية يحدّد قائمة الجيوش العشرة الأقوى في العالم.

حتى عام 2013 فإنّ إسرائيل، وبشكل مفاجئ غير متواجدة في مرتبة العشرة جيوش الأقوى الأوائل؛ فقد وصل الجيش الإسرائيلي هذه المرة إلى المرتبة الثالثة عشر فحسب.

"السرية 13" (شايطيت 13) وحدة نخبة من سلاح البحرية الإسرائيلي  (Israel Defense Forces Flickr)
“السرية 13” (شايطيت 13) وحدة نخبة من سلاح البحرية الإسرائيلي (Israel Defense Forces Flickr)

أسباب ذلك قد تكون نابعة من أنّ امتلاك برنامج نووي ليس معيارًا في المقارنة التي يجريها الموقع، وذلك لأنّ الكثير من القوة العسكرية لإسرائيل تعتمد على التحالفات الدولية (وليس بالضرورة على الترسانة) وعلى كون إسرائيل تحافظ على الكثير من عناصر القوة التي تملكها خارج تغطية الرادارات.

البرازيل

وصلت البرازيل الى المرتبة العاشرة. تعتبر البرازيل إحدى أكبر الدول في أمريكا الجنوبية وكغيرها من الدول، فهي أيضًا تعرف الحروب وتحيط بها التهديدات. حتى قبل عدّة سنوات، كان جيش البرازيل من أضعف الجيوش في العالم، فقد عانى من النقص العددي ومن عتاد عفا عليه الزمن وغير صالح للاستعمال، ولكن في السنوات الأخيرة، ترقّى وكردّة فعل على التهديدات التي يواجهها، فقد عزّز من قوّته كثيرًا ولذلك وصل إلى المرتبة العاشرة. الجيش، كمعظم الجيوش المعيارية في العالم مكوّن من قوات برية، قوات جوية وقوات بحرية الخدمة فيه هي خدمة إلزامية للرجال، ولكن يأخذ معظم المجنّدين إعفاءً بعد ذلك فورًا.

الجيش البرازيلي (Wikipedia)
الجيش البرازيلي (Wikipedia)

تتعاون البرازيل مع جيوش كثيرة، من بينها جيش الدفاع الإسرائيلي وتجري صفقات أسلحة مع دول كثيرة وتعتبر اليوم القوة العسكرية الأكبر في القارة الأمريكية الجنوبية.

الجيش البرازيلي (Wikipedia)
الجيش البرازيلي (Wikipedia)

كوريا الجنوبية

في المرتبة الثامنة تقع كوريا الجنوبية. رغم أنّ كوريا الشمالية تطرح عناوين حول برامجها النووية التي ترفض التراجع عنها، يبدو أنّ الجيش الأقوى فعلا ينتمي إلى كوريا الجنوبيّة. ويبدو أنّ هذا هو السبب الذي تعبّر فيه سيئول عن لامبالاتها الكبيرة أمام حماسة جارتها في الشمال. وفقًا للبيانات التي يعرضها الموقع فلدى البلاد جيش كامل يتمتّع بقوة ذات جودة بحجم محترم. ومما يثير الإعجاب أنّ القوة الهادئة أيضًا تمثّل ميزة بالنسبة لهم.

جيوش كوريا الجنوبية (Wikipedia)
جيوش كوريا الجنوبية (Wikipedia)

فرنسا

في المرتبة السادسة وبشكل غير مفاجئ تقع فرنسا. رغم أنّ فرنسا تقع في المرتبة السادسة وفق التصنيف العالمي، ولكن من ناحية ترتيبات القوة الخاصة بها، فهي الجيش الأكبر في القارة الأوروبية. وفيما عدا ترتيبات القوة، تفخر فرنسا بالصناعة العسكرية الأكثر شمولا التي تهيّمن على صناعات الطيران، المدرّعات، أدوات المشاة، الأسلحة الخفيفة وغيرها.

القوات المسلحة الفرنسية (AFP)
القوات المسلحة الفرنسية (AFP)

لا يساوم الفرنسيون على أفرادهم ويؤهّلون في صفوفهم قوة بشرية ذات جودة بأيّ ثمن. الفيلق الأجنبي الفرنسي هو نموذج كلاسيكي لذلك: وهو وحدة عسكرية يقاتل فيها خريجّو جيوش من جميع العالم مقابل رواتب جذّابة بشكل خاصّ.

بريطانيا

يعتبر الجيش البريطاني، والذي أسّس النموذج الذي يستند إليه الجيش الإسرائيلي اليوم، أحد أقوى الجيوش وأجودها في العالم، ليس فقط بسبب أفضلية الكمّية، التكنولوجية أو المهنية، وإنّما بسبب التجربة التي تراكمت على مدى سنوات طويلة، حروب لا تعدّ ولا تحصى على جبهات في جميع أنحاء العالم؛ من الهند شرقًا مرورًا بالشرق الأوسط، مناطق في أوروبا وأفريقيا وحتى جزر فوكلاند المجاورة للأرجنتين. إحدى ميزات البريطانيين في كلّ ساحة معركة هي القوة الاستخباراتية التي يملكونها وقدراتهم المخابراتية.

القوات المسلحة البريطانية (UK Minisrty of Defence Flickr)
القوات المسلحة البريطانية (UK Minisrty of Defence Flickr)

الصين

والمراتب الثلاث الأولى: حلّت القوة العظمى النامية الصين في المرتبة الثالثة. في هذه الحالة، فإنّ الميزة الكمّية تلعب دورًا كبيرًا. مع جيش يبلغ أكثر من مليوني جنديّ وميزانية أمنية عالية بقيمة 129,272,000,000 دولار؛ فإنّ الصين تدخل بامتياز في أعظم الجيوش القوية في العالم. ومثل جارتها روسيا، تعمل الصين في العقدين الماضيَين بشكل محموم لزيادة قوتها العسكرية وتأثيرها العسكري على مياه المحيط الهادئ.

جيش التحرير الشعبي الصيني (Wikipedia)
جيش التحرير الشعبي الصيني (Wikipedia)

بالإضافة إلى أنّها تطوّر بشكل ملحوظ سلاحها الجوّي، قدرتها على المناورة الأرضية، قدراتها البالستية وقدرات السيبرانية التي أثبتت نفسها، ويعمل الصينيون على كل الأصعدة في المجال البحري. بدأ الصينيون في الأشهر الأخيرة في تطوير سلاحهم البحري من خلال صناعة حاملات طائرات، تطوير سفن الصواريخ إجراء تمارين لتمكين قدرات القوات البحرية.

جيش التحرير الشعبي الصيني (Wikipedia)
جيش التحرير الشعبي الصيني (Wikipedia)

روسيا

وقد وصل إلى المرتبة الثانية جيش بوتين. رغم أنّ الحرب الباردة قد انتهت، ولكن المنافسين الأقوياء على كأس أقوى جيش في العالم هما القوى العظمى الليبرالية التي تواجه القوة العظمى الشيوعية.

القوات البحرية للجيش الروسي (AFP)
القوات البحرية للجيش الروسي (AFP)

تستثمر روسيا في السنوات الأخيرة بشكل كبير في موارد الجيش بعد أن تفرّق جيشها لدى تفكّك الاتّحاد السوفياتي بين دول الكتلة الشيوعية. ولتصبح روسيا الجيش الأقوى في العالم، تستثمر في تطوير طائرات مقاتلة متطوّرة ومناورة، سفن الصواريخ، حاملات الطائرات، غوّاصات ذرّية، مدرّعات وغيرها. ترى صناعة السلاح الروسية عصرها الجديد في السنوات الأخيرة حيث إنّها تشكّل مصدرًا كبيرًا للدخل لدى الدولة التي تبيع الأسلحة لأعلى عارض ثمن (بما في ذلك دول في الشرق الأوسط كسوريا ومصر).

القوات المسلحة للفيدرالية الروسية (AFP)
القوات المسلحة للفيدرالية الروسية (AFP)

وبشكل شبيه للولايات المتحدة تعمل روسيا في كلّ العالم من أجل خدمة مصالحها الاستراتيجية من بين أمور أخرى. ومثل الولايات المتحدة فإنّ روسيا أيضًا تختار مراكز تطمح للوصول إليها وتوسيع تأثيرها عليها.

الولايات المتحدة

أقوى جيش في العالم دون شكّ هو جيش الولايات المتحدة. الميزانية التي يملكها تشتري القوة التي تفتخر بها كثيرًا أقوى قوّة عظمى في العالم. وصل الجيش الذي يدير مهامّ عسكرية في مواقع بجميع أنحاء العالم إلى هذا الحجم خلال العقود الستّة الماضية فقط. ففي غضون عملية اقتصادية – عسكرية جرت بعد الحرب العالمية الثانية، حوّلت الولايات المتحدة كلّ مصنع مدنيّ في أراضيها إلى مصنع عسكري.

القوات البرية للولايات المتحدة (U.S. Army's flickr)
القوات البرية للولايات المتحدة (U.S. Army’s flickr)

وتقاس قوة الجيش الأمريكي من خلال القوة الاستراتيجية في التأثير على نقاط مختلفة حول العالم ومن خلال القدرة على الوصول سريعًا إلى مسافات بعيدة خلال زمن قصير، وذلك بالتفوّق التكنولوجي وبالكفاءة في تغيير الواقع في مكان ما خلال زمن قصير؛ مثل ما قامت به في أفغانستان، العراق، فيتنام، وكما تتظاهر بالعمل في بحر الصين الجنوبي.

نحو نصف الأمريكيين (51%) يقول إنّ الولايات المتّحدة تفعل أكثر من اللازم لحلّ مشاكل العالم (U.S Army Flickr)
نحو نصف الأمريكيين (51%) يقول إنّ الولايات المتّحدة تفعل أكثر من اللازم لحلّ مشاكل العالم (U.S Army Flickr)

لشرح المزيد، حتى اليوم فإنّ الميزانية الدفاعية لجيش الولايات المتحدة تقف على 689,591,000,000 دولار.

جيوش الشرق الأوسط

ويُظهر تحقيق إقليمي أن إسرائيل تقف اليوم في المرتبة الأولى في ساحة الشرق الأوسط من ناحية القدرات العسكرية. بعد ذلك مباشرة تظهر إيران في المرتبة الثانية، المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة، سوريّا في المرتبة الرابعة رغم الحرب الأهلية الشديدة التي تجري هناك منذ ثلاث سنوات، وفي المرتبة الخامسة تقع الإمارات العربية المتحدة.

ولمن يتساءل أين الجيش المصري؟ فإنه يظهر في قائمة منطقة أفريقيا، متصدرا المرتبة الأولى.

اقرأوا المزيد: 925 كلمة
عرض أقل
المارينز الأمريكية في أفغانستان ( AFP  / DMITRY KOSTYUKOV)
المارينز الأمريكية في أفغانستان ( AFP / DMITRY KOSTYUKOV)

ما الذي يخيف الأمريكيون؟

قائدان في الاستخبارات الأمريكية يقدّمان تقريرًا لمجلس الشيوخ، يُظهر صورةً لخريطة التهديدات للولايات المتّحدة، بينها أسلحة الدمار الشامل، الإرهاب، وآثار الحرب الأهلية السورية

قدّم مدير الاستخبارات الوطنيّة جيمس ر. كلابر، ومدير وكالة الاستخبارات العسكريّة ‎ ‎الجنرال‎ ‎مايكل فلين، شهادتهما أمام لجنة الخدمات المسلّحة في مجلس الشيوخ الأمريكي حول محتويات تقدير المخاطر العالمية لمجتمَع‎ ‎الاستخبارات الأمريكي، الصادر في تاريخ 29 كانون الثاني،‎ ‎والمؤسَّس على معلومات متوفرة حتّى 15‎ ‎كانون الثاني.

“بالنظر إلى مسيرتي في الاستخبارات التي تزيد عن نصف قرن”، قال كلابر، “لم أشهد فترةً كانت تزعجنا فيها أزمات وتهديدات أكثر حول العالم”.

وتكوّنت لائحة كلابر للتهديدات من “وباء الإرهاب وتنوّعه، الذي يتمكّن من التواصل بحرّية والمنتشر حول العالم، … كما جرى تجسيده عبر قنبلة ماراثون بوسطن والحرب المذهبيّة في سوريا [و]جاذبيتها كمركز نامٍ للتطرّف الراديكالي والتهديد المحتمَل الذي يطرحه ذلك للوطن”.

ورغم اختلاف المهامّ والجمهور، وصف كلابر وفلين أولويات متشابهة، بينها الأخطار واسعة الانتشار التي تتضمّنها الحرب المذهبيّة في سوريا، الضرر الذي يواجه مجتمَع الاستخبارات جرّاء تسريبات إدوارد سنودن غير القانونيّة العام الماضي لوثاق وكالة الأمن القومي، وأثر التقليصات الكبيرة في الموازنة على مجتمَع الاستخبارات والقوّات المسلّحة.

في سوريا، قال كلابر، تُقدَّر قوة المتمردين بنحو 75 ألفًا إلى 115 ألفًا، مبعثَرين في أكثر من 1500 مجموعة ذات ميول سياسيّة متعدّدة إلى حدٍّ بعيد.

“ثلاث فئات من الأكثر فاعليّة هي جبهة النُّصرة، أحرار الشام، والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، التي يبلغ مجموع أعدادها أكثر من 20 ألفًا”، أضاف مدير الاستخبارات الوطنيّة.

جرى استقدام ما لا يقلّ عن 7500 مقاتل أجنبي من 50 دولة إلى سوريا، بينهم مجموعة صغيرة من المتمرّسين في القاعدة من أفغانستان وباكستان “لديهم طموحات بهجوم خارجيّ على أوروبا، إن لم يكن وطننا نفسه”، وفق كلابر.

وتشمل تهديداتٌ أخرى ذات صلة تدفّق الصراع السوري إلى البلدَين المجاورَين، لبنان والعراق، كما أضاف كلابر، والطوفان البشري المكوّن من نحو مليونَين ونصف مليون لاجئ تدفّقوا إلى الأردن، تركيا، ولبنان، ما يزعزع استقرار هذه البلدان.

بالنسبة لوكالة الاستخبارات العسكريّة، يندرج الوضع في سوريا في إطار واحد من ثلاثة تهديدات عالميّة هي مصدر قلق خاصّ للوكالة، وهي وفق فلين:

* تهديد وقوع أسلحة الدمار الشامل بين يدَي جهات غير حكوميّة وتوالُد الأسلحة لدى دول أخرى؛

* نشوء جيوش أجنبيّة ذات قدرات تقترب من قدرات الولايات المتّحدة وحلفائها؛

* التوتّرات المتزايدة في منطقة المحيط الهادئ.

“إنّ عدم الاستقرار الحاليّ في سوريا يمثّل فرصةً مثالية بالنسبة لتنظيم القاعدة والمجموعات المرتبطة به للحصول على تلك الأسلحة أو مكوّناتها”، أضاف.

ففيما يسيطر نظام الرئيس بشّار الأسد على مخزون سوريا من موادّ الأسلحة الكيميائيّة، فإنّ نقل الموادّ للتخلّص منها أو أسبابًا أخرى تزيد بشكلٍ ملحوظ من خطر وقوع مكوِّنات كهذه في الأيدي الخاطئة، أوضح فلين.

“هناك أيضًا الإمكانية الواقعية جدًّا أن يتمكّن المتشددون في المعارضة السورية من اجتياح واستخدام منشآت مخزون الأسلحة الكيميائيّة والبيولوجيّة قبل التخلُّص من جميع الموادّ”، قال الجنرال.

خارج سوريا، أضاف فلين، فإنّ تكاثُر أسلحة الدمار الشامل والتقنيات المرتبطة بها هو تحدٍّ مُتزايِد.

وبين الأولويات الأخرى لوكالة الاستخبارات العسكريّة، قال فلين إنّ القوات المسلَّحة لكلٍّ من الصين وروسيا تختبر منظومات أسلحة جديدة تتحدّى التفوّق العسكري التقليدي للولايات المتّحدة، وإنّ كلتَيهما تعيدان بناء جيشَيهما وتعزّزان القيادة والتحكُّم لتُديرا بشكلٍ أفضل بيئة صراع تتحكّم فيه المعلومات.

هذه المساعي هي انحراف ملحوظ للدولتَين، وتابع الجنرال: “رغم أنّ الوقت لازم لكلٍّ منهما لدمج هذه القدرات ومباني القوّة في جيشَيهما، لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بتجاهل هذه التطوُّرات”.

وفي مسألة زيادة التوتُّر في منطقة المحيط الهادئ، دعا فلين نظام كيم جونغ أون في كوريا الشمالية غير متوقَّع إلى حدٍّ بعيد، وربّما القوة الإقليمية الأكثر زعزعةً للاستقرار.

“إنّ المناطق المتنازَع عليها في بحرَي الصين الشرقي والجنوبي تبقى نقاطًا هامّة جدًّا، والإعلان في تشرين الثاني أنّ الصينيين يُنشئون منطقة تعريف بحريّة فوق أقسامٍ من بحر الصين الشرقي يثير توترات إقليمية، خصوصًا مع اليابان”، قال فلين.

وأضاف أنّ هذه التوترات “تزيد احتمالات حدوث حوادث أخرى يمكن أن تقود إلى تصعيدٍ يشمل قوّات عسكريّة”.

وفي شأن سرقة العام الماضي ونشر مستندات استخباريّة تابعة لوكالة الأمن القومي من قِبل المتعاقِد السابق إدوارد سنودن، دعا كلابر ذلك الجريمةَ الأكثر ضررًا على الأرجح في التاريخ الأمريكي.

وأشار كلابر، بصفته أعلى رسمي في الاستخبارات في البلد، إلى الضرر الشديد الذي أحدثه التسريب ولا يزال يحدثه.

“الأمة أقلّ أمانًا، وشعبها أقلّ أمنًا.‎ ‎ما سرقه سنودن وكشفه يتخطى كثيرًا قلقه المزعوم بشأن ما دعاه برامج التجسّس الداخلية”، قال كلابر مُضيفًا: “بالنظر إلى أنّ الأمة خسرت مصادر استخبارات بالغة الأهمية”.

وقال كلابر إنّ الإرهابيين والأعداء الآخَرين سيتعلمون مصادر، مناهج، ومهارات الاستخبارات الأمريكيّة.

“إنّ البصيرة التي يكتسبونها تجعل عملنا في مجتمَع الاستخبارات أصعب بكثير، ويشمل ذلك تعريض حياة ومدّخرات الذين في مجتمَع الاستخبارات للخطر، فضلًا عن أفراد قواتنا المسلحة، دبلوماسيينا، ومواطِنينا”.

وأردف قائلًا: “نبدأ بملاحظة تغييرات في تصرُّف الأعداء في الاتصالات، لا سيّما الإرهابيّين”.

ودعا كلابر وفلين كلًّا من سنودن وشركائه إلى إعادة ما تبقّى من الوثائق المسروقة لمنع إلحاق ضررٍ أكبر بالأمن الأمريكيّ.

“وفق حُكمي المهنيّ العسكريّ، ألحقت تسريبات‎ ‎السيّد سنودن ضررًا كبيرًا بوزارة الدفاع، وهي تتخطى كثيرًا عمل ما يُدعى المُبلغين”.

“لا ريبَ عندي في أنّه عرّض رجال ونساء قواتنا المسلّحة للخطر”، قال الجنرال مُضيفًا: “وأنّ كشوفاته ستكلّفنا أرواحًا في المعارك المستقبليّة”.

وأخبر كلابر لجنة مجلس الشيوخ أنّ التقليصات الجوهرية في الموازنة الأمريكية سوف تزيد من أثر الخسارة الناتجة عن تسريبات سنودن.‎ ‎”ستكون لمجتمَع الاستخبارات قدرة أقلّ على حماية أمتنا وحلفائها ممّا كانت لديه في الماضي”، وأردف: “لذلك، فنحن نواجه ذلك جماعيًّا … مع الحقيقة المحتومة لقبول المزيد من المخاطَرة”.

ودعا كلابر ذلك “حقيقة قاسية وواضحة وظرفًا على الاستخبارات أن تواجهها، وهي قادرة على ذلك، مع [الكونغرس] وأولئك الذين ندعمهم في الفرع التنفيذي”.

وقال فلين إنّه رغم وجود ضغطٍ متزايد لتقليص نفقات الدفاع، “أشير إلى أنّ المطالب من استخبارات الولايات المتّحدة قد تزايدت بشكلٍ كبير جدًّا في السنوات الأخيرة، وهذه المطالب يُتوقَّع أن تزداد في السنوات القادمة”.

“في حال حدثت هذه التقليصات، سيكون علينا أن نقبل بمخاطرةٍ أكبر … [لكنّ] الاستخبارات العسكرية عليها أن تستمرّ في إبداء القدرة على توفير استخبارات في حينها في كلّ مجالات طيف التهديدات”.

وقال الجنرال إنّ وكالته والكونغرس عليهما معًا أن “يواجها التوازن المرهَف جدًّا بين الحاجات الدفاعية الحيوية والصحّة المالية الطويلة الأمد لأمتنا”.

اقرأوا المزيد: 902 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (AFP)
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (AFP)

مطلوب لأردوغان شركاء جدد لإسقاط الأسد

خيبت بداية شهر أيلول آمال أردوغان: ففي السابع من أيلول، تبيّن أنّ إسطنبول لم يجرِ اختيارها لاستضافة الألعاب الأولمبية عام 2020، وبعد بضعة أيام، اتضّح أنّ الولايات المتحدة تراجعت عن نيّتها ضربَ سوريا

انتظر أردوغان، ترقّب، ووضع أمله في الهجوم الأمريكي. لأوّل مرة منذ فترة طويلة، ظهر مؤشر على أنّ خطاب أردوغان وحكومته المضادّ لسوريا سيحظى بدعم عسكري دولي هام، وهو دعم كان سيقلّص الفجوة بين التوق التركي الشديد لإسقاط الأسد والعجز عن فعل ذلك.

في الأيام التي بدا فيها الهجوم الأمريكي تحصيل حاصل، حرص المتحدثون باسم الحكومة التركية على نقل رسالة واضحة للأمريكيين. لا تكتفي تركيا بهجوم محدود أو موضعي. فهي معنيّة بعملية واسعة تؤدي إلى إسقاط الأسد.

ولكن في النهاية، لم يحدث أي هجوم، لا محدود، ولا واسع. تلقى الأتراك الاتفاق الأمريكي الروسي بمشاعر مختلطة. كانت خيبة الأمل واضحة، وعبّر عنها علنًا نائب رئيس الحكومة التركية، بولنت أرينتش، الذي عبّر عن أسفه للقرار الأمريكي بالامتناع عن الهجوم، داعيًا إيّاه خطأً.

بالإضافة إلى ذلك، تعبّر الحكومة التركية عن ارتيابها حيال جدية نوايا الأسد بتطبيق الاتفاق. وتدّعي تركيا أنّ الأسد لم ينفّذ التزاماتٍ سابقة طيلة فترة الحرب الأهلية السورية، لذا لا يجب توقّع انتهاجه سلوكًا مغايرًا هذه المرة. فضلًا عن ذلك، يقول الأتراك، مكّن الاتّفاق الأسد من ربح الوقت، مواصلة الإمساك بدفة القيادة، وذبح المزيد من أبناء شعبه.

وشدّد مسؤولون أتراك، على رأسهم أردوغان، أنّ الاتّفاق لا يحلّ الأزمة في سوريا ولا يوقف سفك الدماء فيها، الذي لا ينتج معظمه عن سلاح كيميائي. “على النظام السوري أن يدفع ثمن جرائمه ضدّ الإنسانية”، كرّر أردوغان في خطاب ألقاه في 11 أيلول.

لكنّ تركيا وجدت أيضًا بصيص أمل في الاتفاق الأمريكي – الروسي. فمنذ سنوات، تدعو تركيا إلى تجريد الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. لذا، رأت تركيا الاتفاق بخصوص تفكيك السلاح الكيميائي السوري خطوةً في الاتّجاه الصحيح، رغم أنها لا تحلّ الأزمة في سوريا، فهي تدعم سياسة تدعو إليها تركيا، كما تعزّز مصالح هامّةً لها.

لذلك، تطلب تركيا من الغرب بلورة برنامج واضح لاحتمال عدم تنفيذ الأسد الاتفاق الأمريكي – الروسي، وتوضيح ماهيّة العقوبات الجوهرية التي سيفرضها المجتمع الدولي على النظام السوري في حال خرق الاتفاق، من الآن. وقد تصدرت هذه المطالب اللقاءَ الذي عُقد في باريس في 16 أيلول بين وزراء خارجية الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وتركيا.

لكنّ الدبلوماسيةَ شيْءٌ، والواقعَ شيءٌ آخر. ففيما يجري القادة الأتراك محادثات مع نظرائهم الغربيين، فعلى أرض الواقع – يستمر الوضع بين سوريا وتركيا بالتدهوُر. فقد أسقط الجيش التركي مروحية سورية اخترقت الأجواء التركية. لم يمرّ يومان، حتى انفجرت سيارة مفخخة على معبر حدودي بين سوريا وتركيا، ما أدّى إلى مقتل سبعة أشخاص.

يؤدي تدهور العلاقات هذا إلى زيادة مأزق أردوغان حيال كيفية التصرف في الشأن السوري، إذ أزيحت إمكانية هجوم أمريكي عن الطاولة. يحظى أردوغان بدعم أمريكي للردود العسكرية التي يقوم بها على التحرش السوري. ربما ثمة من يأمل في الولايات المتحدة أن تقوم تركيا، في نهاية الأمر، بمهاجمة سوريا.

في هذا الشأن، الأتراك ثابتون. فمنذ بداية الأزمة السورية، أوضحت تركيا أنها ستدعم عملًا عسكريًّا دوليًّا ضدّ سوريا وتشارك فيه، لكنها لن تتصرف بمفردها. تدعم تركيا بثبات قوات المتمردين في سوريا، ويُتوقّع أن تزيد دعمها هذا في المستقبل، لكنها غير معنية بمغامرة عسكرية.

ليس هذا موقفَ أردوغان فحسب، بل معظم الشعب التركي أيضًا. ففي الاستطلاع الدولي السنوي الخاص بـ German Marshall Fund، والذي نُشرت نتائجه في 18 أيلول، يتبين أنّ 72 في المئة من الأتراك يعارضون تدخّل بلادهم عسكريًّا في تركيا. عام 2012، كان 57 في المئة يعارضون تدخلًا كهذا. فكلما تفاقمت الأزمة في سوريا، قلّت رغبة الأتراك في التدخل فيها.

وأظهر الاستطلاع أيضًا أنّ الأتراك يفضّلون الديمقراطية في الشرق الأوسط (57 في المئة) على الاستقرار (28 في المئة). وفيما سوريا بعيدة عن الديمقراطية والاستقرار على حدٍّ سواء، يستمرّ الشأن السوري في التحوّل إلى عامل مركزي أكثر فأكثر في السياسة الداخلية التركية. وهذا صحيح على الأخصّ مع اقتراب المعارك الانتخابية (الانتخابات المحلية، الرئاسية، والعامة) أكثر فأكثر.

وتزداد حدّة المواجهات الكلامية في هذا الشأن بين أردوغان والحزب الرئيسي في المعارضة (حزب الشعب الجمهوري). تدعو المعارضة أردوغان وحزبَه (العدالة والتنمية) محرضَين على الحرب، على ضوء دعمهما عملًا عسكريًّا أمريكيًّا. في العدالة والتنمية، بالمقابل، يتهمون المعارضة بدعم نظام الأسد والجرائم التي يرتكبها. “أين كُنتم حين قُتل 110،000 شخص؟”، هاجم أردوغان معارضيه، وشدّد على أنّ حزبه يدعم المعارضة السورية من صميم قلبه.

منذ مدة، يبحث أردوغان عن شركاء للسياسة التي ينتهجها ضدّ الأسد، ليس في الداخل فحسب، بل في الخارج أيضًا. فمنذ وقت طويل، يسعى إلى فهم هل إسرائيل حليف له في هذا الشأن أم لا. أرخى الغموض الإسرائيلي خلال السنتَين الماضيتَين ستارًا من الضباب، وصعّب ترميم العلاقات الإسرائيلية – التركية. لم تدرِ القيادة التركية إن كانت وإسرائيل تتشاطران مصلحة مشتركة في موضوع هامّ جدًّا هو الشأن السوري، أم إن كانت كلٌّ من الدولتَين على جانب مختلف من المتراس.

وإذا بسفير إسرائيل في الولايات المتحدة مايكل أورن، في مقابلة بمناسبة عيد المظال (سوكوت) مع صحيفة جيروزاليم بوست، يقول فجأةً، بكل وضوح، إنّ إسرائيل معنيّة بسقوط الأسد. وأضاف السفير أنّ إسرائيل كانت في الواقع معنية بذلك منذ بدء الحرب الأهلية السورية، وذلك بسبب علاقات الأسد بإيران.

لا بدّ أنّ أنقرة ستنظر إلى هذه التصريحات باستحسان، رغم النفي الذي سارع إلى نشره مكتبُ رئيس الحكومة. يمكن أن تُستبدَل خيبتا الأمل التركيتان بدايةَ هذا الشهر بآمال في تعاون استراتيجي قديم – جديد مع إسرائيل في مسعى لإسقاط الأسد. ربما يجري الآن دفع جهود إحداث خرق في المفاوضات بين إسرائيل وتركيا بشأن التعويضات لضحايا الأسطول قُدُمًا.

اقرأوا المزيد: 807 كلمة
عرض أقل