أسطول المرمرة

"الأزمات الدبلوماسية الـ 5 التي مرت بها إسرائيل في الشرق الأوسط" (AFP, Flash90)
"الأزمات الدبلوماسية الـ 5 التي مرت بها إسرائيل في الشرق الأوسط" (AFP, Flash90)

5 أزمات دبلوماسية وتّرت العلاقات بين إسرائيل وجيرانها

عملية قَتِل في القاهرة، محاولة اغتيال في الأردن - شهدت إسرائيل طيلة سنوات أزمة شكلت خطرا على علاقاتها مع جاراتها وزعزعت وضعها الأمني في المنطقة بأسرها

شهدت بداية هذا الأسبوع أزمة دبلوماسيّة بين إسرائيل والأردن، بعد أن طعن شاب أردنيّ حارس أمن إسرائيلي مُستخدما مفكا أدى إلى إصابته، لهذا أطلق الحارس النيران التي أسفرت عن مقتل المعتدي عليه ومواطن أردنيّ آخر.

طالب الأردن التحقيق مع الحارس، لهذا حُظرت عليه مغادرة الدولة، إلا أن إسرائيل رفضت التحقيق معه، لأنه يتمتع بحصانة دبلوماسيّة. وتظاهر مواطنون أردنيون غاضبون أمام السفارة الإسرائيلية التي كان محاصرا فيها الدبلوماسيون الإسرائيليون، ووصل التوتر إلى الذروة، لا سيما على خلفية الأوضاع المُستعرة في المسجد الأقصى.

وقد نجح المسؤولون في حل الأزمة، وذلك بعد أن تحدث بنيامين نتنياهو هاتفيا مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، وبعد أن سافر رجال أمن إسرائيليون رفيعو المستوى إلى الأردن لجسر الهوة في الأمور الشائكة. بعد استجواب قصير أجرته الشرطة الأردنيّة مع الحارس، عاد الحارس، السفيرة، والدبلوماسيون الإسرائيليون الآخرون إلى إسرائيل بسلام، وتوصل البلدين إلى تفاهمات.

إلا أن هذه الحادثة الدبلوماسية لم تكن الأولى من نوعها التي تتعرض فيها إسرائيل إلى مشاكل مع جاراتها في الشرق الأوسط. فقبل ذلك، شهدت إسرائيل أزمات دبلوماسيّة شكلت خطرا على علاقاتها مع جاراتها، وحتى أن جزءا منها زعزع وضعها الأمني في المنطقة بأسرها.

1985‏ – مقتل الإسرائليين في مصر

الدبلوماسي الإسرائيلي، ألبرت أتراكشي
الدبلوماسي الإسرائيلي، ألبرت أتراكشي

تعرضت اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل لعدم استقرار بعد اغتيال الرئيس المصري، أنور السادات، عام 1981، وبعد اندلاع حرب لبنان عام 1982، فأعادت مصر سفيرها من إسرائيل في أعقابها. ولكن لحقت الضربة القاضية بإسرائيل بين عامي 1985-1986، عندما شهدت محاولات اغتيال مواطنيها في مصر. حدثت الواقعة الأولى عند اغتيال الدبلوماسي الإسرائيلي، ألبرت أتراكشي، الذي قُتِل في القاهرة في آب 1985. بعد مرور شهر على قتله، في تشرين الأول عام 1985، قُتِل 7 إسرائيليّين، ومن بينهم 4 أطفال في عملية في شاطئ رأس برقة. في بداية عام 1986، قُتِلت دبلوماسيّة إسرائيلية أخرى، وهي اتي طال أور، وجُرح ثلاثة آخرون، أثناء عملية ضد الإسرائيليين في القاهرة.

وأدت سلسلة الاغتيالات هذه إلى احتجاج في إسرائيل، ودعوات لإلغاء معاهدة السلام مع مصر، ولكن توصل البلدين إلى حل الأزمة بوساطة أمريكية، تضمنت جسر الهوة فيما يتعلق بإعادة السيطرة الإسرائيلية على طابا إلى مصر، وفي النهاية، عاد السفير المصري إلى تل أبيب وعادت العلاقات إلى طبيعتها.

1997‏ – مجزرة الفتيات في الباقورة

في آذار عام 1997، قتل مواطن أردنيّ، يدعى أحمد دقامسة 7 فتيات في عمر 14 عاما كن في نزهة مدرسية في “متنزه السلام” في الباقورة: وهو موقع أردني كان رمزا للسلام بين البلدين، وخاضعا للأردن إلا أنه كان في وسع الإسرائيليين أن يزوروه بحرية.

الملك حسين يزور عائلات الفتيات القتيلات (GPO)
الملك حسين يزور عائلات الفتيات القتيلات (GPO)

وأثارت عملية القتل غضبا عارما في إسرائيل، وشكلت خطرا على اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن، التي مرت سنوات قليلة على توقيعها. ولكن نجح الملك الحسين في “إنقاذ الوضع” بعد أن قطع زيارته في إسبانيا ووصل إلى إسرائيل بشكل خاص، وزار عائلات الفتيات القتيلات، وركع على ركبتيه، وتقدم بتعازيه للعائلات، وطلب المغفرة بشكل شخصيّ، بينما كان يرافقه رئيس الحكومة، نتنياهو، حينذاك.

1997‏ – محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان

بتاريخ 25 أيلول عام 1997، بعد مرور ثلاثة أشهر فقط من المجزرة في الباقورة، نفذ الموساد الإسرائيلي حملة لاغتيال القيادي الحمساوي، خالد مشعل، في عمان، خلافا لاتفاقية السلام، ودون معرفة السلطات الأردنية. وفق المخطط، كان من المفترض أن يقترب عنصرين من الموساد من مشعل في الشارع، وبينما يفتح أحدهما علبة مشروب غازية بعد هزها جيدا، ينثر الآخر مادة سامة على جسم مشعل. إلا أنه في صباح اليوم المخطط لتنفيذ العمليّة لم ينجح المُخطط لأن أولاد مشعل كانوا معه، ونادته ابنته فأدار رأسه تماما في اللحظة التي نُثرت مادة سامة باتجاهه. فركض مشعل للاختباء في السيارة، وبدأت عناصر حماس التي كانت قريبة من مشعل بالركض وراء عناصر الموساد. بعد مطاردة، وتدخل الشرطة الأردنيّة، اعتُقِل كلا عنصرَي الموساد (ونجح أربعة آخرون شاركوا في العملية في الهرب ولجأوا إلى السفارة الإسرائيلية).

خالد مشعل وقيادة حماس في عمان في نهاية التسعينيات (AFP)
خالد مشعل وقيادة حماس في عمان في نهاية التسعينيات (AFP)

وفي التحقيق مع منفذي العملية في الشرطة الأردنيّة ادعى اثنان أنهما سائحان من كندا وأنهما اعتُقلا دون سبب، ولكن القنصل الكندي الذي أجرى تحقيقا معهما أشار إلى أنهما ليسا كنديين أبدا. في ظل عدم وجود خيار آخر، وبأمر من رئيس الحكومة نتنياهو، أُرسِل رئيس الموساد إلى الأردن للالتقاء بالملك الحسين شخصيا والكشف أمامه عن القصة الكاملة. أوضح الملك أنه إذا مات مشعل، فعليه أن يقضي بعقوبة الموت على كلا عنصري الموساد. في أعقاب هذا القرار نقلت إسرائيل إلى الأردن المادة المضادة للسم التي أنقذت حياة مشعل، وعندها أطلق سراح الإسرائيليَين وعادا إلى إسرائيل.

2010 – اغتيال محمود المبحوح في دبي

محمود المبحوح
محمود المبحوح

بتاريخ 19 كانون الثاني عام 2010، قُتِل محمود المبحوح، أحد قيادي كتائب عز الدين القسّام، التابعة للجناح العسكري لحركة حماس، في غرفة فندق في دبي. فنشرت الحكومة المحلية صورا لـ 26 مشتبها. وفق التقارير، كان من بين المشتبه بهم ستة مواطنين بريطانيين تقريبا، وخمسة آخرون يحملون جوازات سفر أوروبية أخرى. ولكن اتضح بعد الفحص، أن كل الجوازات كانت مُزيّفة، وجزء منها لمواطنين إسرائيليّين لديهم جنسية أوروبية أخرى تابعة لأشخاص ماتوا قبل الحادثة بوقت كثير.

ورغم أن دولة إسرائيل لم تعلق على الموضوع حتى وقتنا هذا، أشارت كل التقديرات في وسائل الإعلام والحكومات الأجنبية إلى أن الموساد الإسرائيلي مسؤول عن عملية الاغتيال. جرّاء القضية لم تحدث أزمة في العلاقات بين إسرائيل ودبي، وبين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، التي بدأت تشهد دفئا غير رسمي في تلك الفترة فحسب، بل حدثت أزمة دبلوماسيّة مع بريطانيا أيضًا، لأنه استُخدِمت جوازات سفر لمواطنيها على يد منفذي العملية.

2010‏ – السيطرة على أسطول مرمرة

في أيار عام 2010، كان أسطول مرمرة في طريقه من تركيا نحو شواطئ غزة لكسر الحصار في القطاع. وبتاريخ 31 أيار، وصل الأسطول إلى الحدود المائية الإقليمية مع إسرائيل، وسيطرت قوات الكوماندوز الإسرائيلية على سفينة “ماوي مرمرة” التي كانت ضمن سفن الأسطول. أثناء السيطرة على السفينة، هاجم المسافرون الجنود الإسرائيليين. فقُتل أثناء المواجهات تسعة مسافرين، وكان ثمانية منهم مواطنون أتراك. ومات مُصاب آخر متأثرًا بجراحه بعد مرور ثلاث سنوات من الحادثة.

السفينة "مافي مرمرة" (Free Gaza movement)
السفينة “مافي مرمرة” (Free Gaza movement)

وفي ظل قتل المواطنين الأتراك أثناء السيطر على السفينة، طرأت أزمة دبلوماسيّة هي الأخطر منذ إقامة العلاقات بين إسرائيل وتركيا إذ أعادت الأخيرة سفيرها إلى أنقرة.

وفي عام 2013، في ظل الضغط الأمريكي، نشرت إسرائيل اعتذارا رسميا عن الحادثة، وفي عام 2016 وُقّع اتفاق تسوية بين البلدين، التزمت إسرائيل في إطاره بدفع تعويضات بما معدله 20 مليون دولار للمسافرين الأتراك وعائلات القتلى الذين كانوا على متن السفينة. في أعقاب الاتّفاق، تُوقّفت الإجراءات القانونية ضد الضباط الإسرائيليين، وعُين سفراء جدد في كل من الدولتين.

اقرأوا المزيد: 965 كلمة
عرض أقل
الأسواق التركية (AFP)
الأسواق التركية (AFP)

المصالحة التجارية بين تركيا وإسرائيل تشهد ازدهارا

رغم الانقطاع الدبلوماسي أصبحت تشهد الصفقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل تقدما. ما هي البضائع التي تصدرها إسرائيل إلى تركيا وتستوردها منها وما هو حجمها؟

في شهر نيسان من هذا العام، وصلت إلى إسرائيل أكبر بعثة مصالح تجارية عرفتها إسرائيل مؤخرا. فهذه البعثة التجارية التركية الرسمية هي أكبر بعثة تصل إلى إسرائيل منذ اتفاق المصالحة الإسرائيلية التركية عام 2016. شارك زهاء 100 ممثل عن شركات تركية من قطاعات أعمال مختلفة في منتدى المصالح التجارية حول العلاقات التجارية الإسرائيلية – التركية، وأجروا لقاءات تجارية مع شركات إسرائيلية، بهدف إنشاء تعاون اقتصادي واسع.

وشارك في البعثة ممثلون كبار عن عدة اتحادات تصدير حيث يمثلون عشرات آلاف شركات التصدير في أنحاء تركيا.

من بين ممثلي البعثات ممثلون عن شركات: أطعمة ومشروبات، نسيج وموضة، حديد، مواد بناء، أثاث، كهرباء وإلكترونيكا، معدّات طبية، تصنيع كيماويات، محاماة، مجال المصارف، وغيرها.

ويُذكر أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل شهدت صعودًا وهبوطا في السنوات الأخيرة. يهاجم الرئيس التركي، أردوغان، إسرائيل في كل مناسبة، إلا أن إسرائيل لا تعلق آمالا على العلاقات الدبلوماسية مع تركيا وتحاول الحفاظ على المصالح المشتركة بين كلا البلدين، قدر الإمكان.

بضائع في ميناء أسدود في طريقها الى تركيا (Flash90/Moshe Shai)
بضائع في ميناء أسدود في طريقها الى تركيا (Flash90/Moshe Shai)

وقال إيتان نائيه، سفير إسرائيل في تركيا، إنه لا يعتمد على استقرار العلاقات السياسية، ولكنه أكد أن واقع العلاقات التجارية مختلف تماما. فحسب ادعائه، يصل حجم التجارة بين كلا البلدين في وقتنا هذا إلى 4 مليارات دولار سنويا تقريبا، ويدعي أن هناك احتمال كبير أن يتضاعف. وهكذا رغم أن الأزمة التي حدثت في أعقاب أسطول مرمرة كانت من المفترض أن تؤثر في إسرائيل اقتصاديا، فإن العلاقات بين إسرائيل وتركيا، في السنوات الماضية، آخذة بالازدهار.

وتصل نسبة الشركات الناشئة في مجال التصدير إلى تركيا إلى 3% على الأكثر. تركيا مشهورة بشكل أساسيّ في تصدير مواد النسيج، الحديد، والأطعمة إلى القارة الأوروبية، وهذا بفضل الأراضي الزراعية اللا نهائية، أجر العمال المنخفض، ومبلغ الضرائب المنخفض مقابل التصدير. يعمل الشبّان الأتراك في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى على التركيز على مجال الشركات الناشئة لذا يطمحون إلى التعاون مع إسرائيل بشكل أساسي.

ومن الواضح، أن رجال الأعمال الأتراك والإسرائيليين معنيون الآن أكثر من الماضي بتحقيق الربح من العلاقات التجارية والتعاون، لا سيما في مجالَي التكنولوجيا والشركات الناشئة وقد تنجح هذه الطموحات المشتركة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في المستقبَل.

ويجدر التأكيد على أن العلاقات الاقتصادية الواسعة بين إسرائيل وتركيا شهدت تحسنا بعد حادثة أسطول مرمرة وقطع العلاقات الطويل بينهما. ففي عام 2012 (العام الذي شهد بدء الأزمة بسبب أسطول مرمرة)، وصل حجم تصدير البضائع الإسرائيلية إلى تركيا إلى 1.3 مليار دولار. بالمقابل، في عام 2011، بينما شهدت العلاقة بين البلدين توترا، ازداد التصدير الإسرائيلي إلى تركيا بنسبة %40 ووصل إلى 1.84 مليار دولار. يبدو أنه رغم الأزمات، تحتل تركيا المرتبة السادسة في قائمة التصدير الإسرائيلي بمبلغ نحو 4 مليار دولار سنويا. تصدر إسرائيل إلى تركيا مواد خام، مواد كيميائية (%67)، معادن (%5)، وآلات (%4). وماذا تستورد إسرائيل من تركيا؟ إنها تستورد بشكل أساسيّ سيارات (‏19%‏)، حديد (‏16%‏)، آلات (‏10%‏)، وملابس.

اقرأوا المزيد: 431 كلمة
عرض أقل
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (AFP)
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (AFP)

المقابلة مع أردوغان تخيب آمال الإسرائيليين

الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يكشف في مقابلة مع الإعلام الإسرائيلي أنّه عمل وسيطا للتنازل الإسرائيلي عن هضبة الجولان وتوقيع اتفاق سلام مع سوريا

بعد تعويض الملايين الذي حصل عليه من الحكومة الإسرائيلية واتفاق المصالحة بين البلدين، يهاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إسرائيل وذلك في مقابلة حصرية للإعلام الإسرائيلي مع الصحفية الإسرائيلية الكبيرة، إيلانا ديان، مدعيا أنّ إسرائيل تحاول السيطرة على المسجد الأقصى وأنّ حماس ليست تنظيمًا إرهابيًّا.

خلال المقابلة كشف أردوغان أيضًا أنّ إسرائيل كادت تنسحب من الجولان السوري وأنّه كان مشاركا في إجراءات تمت خلف الكواليس وقال: “توصلنا إلى توقيع اتفاق مع سوريا وكنت وسيطا”. وأضاف “أتممنا تفاصيل الاتفاق وحينها بدأ القصف على غزة أثناء المحادثات. كان يفترض أن نستمر في العمل، ولكن في النهاية بقي إيهود أولمرت خارج الساحة السياسية وكفّ عن القيادة”.

وسُئل الرئيس التركي أيضا، الذي نجا من محاولة انقلاب عسكري قبل عدة أشهر، هل هو نادم على أقواله إنّ العمليات الإسرائيلية في الحرب الأخيرة مع حماس (صيف 2014) كانت أكثر وحشية من أعمال أدولف هتلر. فأجاب “هذا يتغير وفقا للفترة”. “تبذل إسرائيل جهدا للسيطرة على المسجد الأقصى، وهذا غير معقول”، كما قال أردوغان. “قبل كل شيء يجب أن نكون حذرين، بألا تستطيع إسرائيل السيطرة على المنطقة بواسطة الحفر والحفريات الأثرية. القدس مقدسة في الأديان الثلاث، وعلى الجميع أن يحترم ذلك”. ومع ذلك، أضاف الرئيس التركي قائلا: “هناك الآن عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل. لذلك لا أرغب في مناقشة هذه المواضيع بعد”.

الصحفية الإسرائيلية الكبيرة، إيلانا ديان (Flash90/Moshe Shai)
الصحفية الإسرائيلية الكبيرة، إيلانا ديان (Flash90/Moshe Shai)

وعلى السؤال إذا ما فُتحت صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا وإسرائيل أجاب أردوغان: “قد جاء ذلك بعد تلبية ثلاثة شروط وضعتها: الاعتذار في أعقاب أحداث مرمرة، دفع التعويضات، ورفع الحصار عن غزة. في محادثة مع نتنياهو اعتذر عن أحداث مرمرة، بعد ذلك تم التوصل إلى اتفاق دفع التعويضات، وبخصوص الحصار أعرب أنه يعمل على ذلك ويبدو أن هناك احتمال كبير لرفع الحصار. في الواقع، نجري فعليا محادثات ذات طابع إيجابي وأعتقد أن التقدّم الذي مررنا به جيّد من أجل تطبيع العلاقات”.

في النهاية، سُئل أردوغان عن فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية وإذا كان متفاجئا من النتيجة: “لم أتفاجأ. يبدو لي أن الأمريكيين هم الذين تفاجأوا. أؤمن بنتائج الانتخابات. فاز دونالد ترامب بفضل قواه الذاتية. فهو لم يكن جزءا من أعضاء الإدارة، ولم يمارس أية سيرة مهنية سياسية, وفي المقابل فإنّ خصمه كانت واثقة جدا من نفسها”.

طرحت المقابلة تساؤلات في أوساط خبراء إسرائيليين حول علاقة إسرائيل وتركيا وحول مستقبل العلاقات بين القوتين الإقليميّتين. أوضح بعض الخبراء أنّه رغم الكلام القاسي الذي قاله أردوغان في المقابلة، كان يهدف إلى التوجه مباشرة إلى الإسرائيليين وتجديد العلاقات معهم.

رغم ذلك، أكد آخرون على رغبة أردوغان في مغازلة إسرائيل لأن الدولتين بينهما مصالح جيوسياسية مشتركة في قضية الحرب في سوريا وعلاقات شراكة مع روسيا والولايات المتحدة، وأكد آخرون ببساطة الاهتمام بالمصالح الاقتصادية المتطوّرة بين البلدين وخصوصا حول صفقات الغاز (الذي ستوفّره إسرائيل لتركيا) التي تتبلور في هذه الأيام.

اقرأوا المزيد: 425 كلمة
عرض أقل
قوات الكوماندوز التركية (Flickr)
قوات الكوماندوز التركية (Flickr)

السلاح الإسرائيلي الذي سيقضي على داعش؟

رغم العلاقات المتوترة التي تحسّنت مؤخرًا بين إسرائيل وتركيا، ازدهر التعاوُن الأمني بين البلدَين، ويُحتمَل أن يُستخدَم قريبًا لتدمير أوكار الدولة الإسلامية في تركيا

بعد أيام معدودة من التفجير الدامي الذي ضرب الأتراكَ في مطار إسطنبول، يُطرَح السؤال: هل يستهلّ أردوغان هجومًا ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية ومتى؟

يُعتبَر الجيش التركي قوة إقليمية، وهو ذو أهمية على المستوى العالمي أيضًا. للجيش التركي منظومات قتالية عدّة من صِناعة إسرائيلية. حين يبدأ الأتراك بمحاربة الدولة الإسلامية، سيُطلقون على مقاتليها صواريخ إسرائيلية، ويقذفون قنابل من طائرات ودبّابات طوّرتها شركات إسرائيلية، كما أنّ لديهم منظومات قيادة واستخبارات من صناعة إسرائيلية.

يُعتبَر الجيش التركي هيئة ضخمة، مسلّحة، وحسنة التدريب. منح موقع ‏GlobalFire‏ الجيشَ التركي المرتبة الثامنة في تصنيف الجيوش القوية في العالم. تضمّ القوّات المسلّحة نحو مليون جندي، لديها أكثر من 200 طائرة F-16‎‏، عشرات طائرات الفانتوم، ويُخطَّط مستقبلًا لحيازة مئة طائرة مراوِغة F-35.

للأتراك أحد أكبر الجيوش المُدرَّعة في المنطقة مع نحو ألف دبّابة متقدّمة من نوع ليوبارد من صناعة ألمانية، وألف دبّابة أخرى من طراز M-60‎‏، حسّنت إسرائيل بعضها. وإلى جانب كلّ هذا، تعمل قوّة كبيرة من المشاة والمظليين.

سيجد مقاتِلو داعش جيشًا يستخدم منظومات تكنولوجية متقدّمة، ذا خبرة كبيرة في العمليّات، تشمل خبرة قتالية في الأراضي العراقية، وكذلك في حملات الأمم المتحدة في الصومال، البوسنة، ألبانيا، أفغانستان، وجنوب لبنان.

العلاقات الأمنية بين إسرائيل وتركيا قويّة رغم المرمرة

قوات الكوماندوز التركية (Flickr)
قوات الكوماندوز التركية (Flickr)

رغم أنّ الدولتَين، اللتَين شابَت الخلافات علاقتهما حتى قبل وقت قصير، لم تُجريا تدريبات عسكرية مشترَكة، يكشف فحص البيانات أنّ مدى التصدير العسكري من إسرائيل إلى تركيا كبير. عام 2011، ازداد مدى التجارة بين الدولتَين بمقدار 13 بالمئة، ليبلغ 3.5 مليارات دولار عام 2012، قسم كبير منها في المجال الأمنيّ.

واصلت إسرائيل تزويد الأتراك بطائرات دون طيّار، دبّابات متطوّرة، أنظمة مراقبة للحريق، أنظمة لجمع المعلومات، والكثير جدًّا من الوسائل القتالية الأخرى.

منذ عام 2013، اقتُبس عن رؤساء أجهزة أمنية بارزين في إسرائيل قولهم: “حتّى في أكثر السنوات تعقيدًا، لم تكن تركيا الدولة الأقلّ شأنًا من حيث الصادرات العسكرية الإسرائيلية إليها. من جانب تركيا هناك طلَب على صفقات عسكرية مع إسرائيل، ونحن ندرس الأمر”.

قتال داعش باستخدام وسائل قتالية إسرائيلية

سلاح البحرية التركي (Flickr)
سلاح البحرية التركي (Flickr)

يُرجَّح جدًّا أن يكون سلاح الجوّ التركي أوّل من يبادِر إلى الهجوم على داعش. وضمن مسعاهم هذا، سيستخدمون عشرات طائرات F-4‎ فانتوم قامت بتحسينها إسرائيل، إذ إنّ الصناعة الجوية الإسرائيلية حسّنت 54 طائرة فانتوم تابعة لسلاح الجوّ التركي بكلفة نحو 700 مليون دولار. في إطار ذلك التحسين، أطالت الصناعة الجوية حياة طائرات سلاح الجوّ التركي حتى عام 2020 على الأقلّ، كما ركّبت عليها أنظمة إنذار من الحريق وأنظمة للقتال الإلكتروني.

لدى سلاح الجوّ التركي أيضًا صواريخ من طراز “بوباي”، صاروخ أرض – جوّ مُوجَّه ودقيق للمدى البعيد. لهذا الصاروخ رأس متفجّر يزِن 340 كيلوغرامًا، وهو يُعتبَر رياديًّا في مجاله، إذ يمكن إطلاقه من تنوّع واسع من الطائرات. حصل الأتراك من إسرائيل على “بوباي 2″، الذي يبلغ مداه 150 كيلومترًا، ويمكن التحكُّم به عبر مُشغِّل ليس في طائرة الإطلاق. وقد دفع الأتراك نحو نصف مليار دولار مقابل هذه الصفقة، وهم يشغِّلون بوباي من طائرات ‏F-16 الخاصة بهم ومن الفانتومات.‎‏

زوّدت إسرائيلُ الأتراكَ أيضًا بأنظمة مراقبة جويّة، كما ركّبت شركة “إلتا” الإسرائيلية هذه الأنظمة بكلفة 200 مليون دولار. وقد جرى تركيب هذه الأنظمة على أربع طائرات استخبارات من طراز بوينغ 737، كما رُكّبت عليها أنظمة للقتال الإلكتروني.

فضلًا عن ذلك، اشترى الأتراك من إسرائيل 10 طائرات دون طيّار دفعوا مقابلها 185 مليون دولار. تطير هذه الطائرة دون طيّار بارتفاع يُعرَّف كمتوسّط، ولديها قدرة على المُكوث المستمرّ في الجوّ. تحمل الطائرة أيضًا مجسّات وأنظمة رادار، معدّات لجمع معلومات إشارات، معدّات للإبدال، وغيرها. ووفق منشورات أجنبية، يمكن إطلاق صواريخ وقنابل منها أيضًا.

تصدّر تحسينٌ إسرائيليّ العناوين مؤخرًا حين تلقّت دبّابة تركية إصابة من صاروخ كورنِت. ورغم أنّ الدبابة تضررت، فقد بقي أفراد الطاقم على قيد الحياة. حدث ذلك في 19 نيسان من هذا العام، وجرى توثيق الحادثة في فيديو نشره تنظيم داعش.

عدا ذلك، حصل الأتراك من إسرائيل على أنظمة اتّصالات متقدّمة لأمدية عديدة، أنظمة للقتال الإلكتروني، ومئات الأسلحة من طراز تابور. تُشغّل هذه خصوصًا وحداتٌ خاصّة ومظليّون أتراك.

نُشرت هذه النتائج المذكورة في التقرير مؤخرًا في موقع ‏MAKO‏ الإسرائيلي

اقرأوا المزيد: 609 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور
الأسبوع في 5 صور

الأسبوع في 5 صور

إسرائيل وتركيا تُطبعان العلاقة بينهما، إفطار الأسد مع جنوده يثير ضجة في العالم العربي، وتنفيذ عملية مروعة في إسطنبول يهز البلاد

01 يوليو 2016 | 09:46

كان العالم خلال هذا الأسبوع مستعرا بشكل خاص ومليئا بالأحداث الصعبة والمعقدة. نعرض عليكم ملخص الأسبوع في 5 صور فقط.

استراقة نظر إلى داخل عالم النساء الحاريديات في إسرائيل

الحريديات - عالم مغلق ومنعزل (Flah90/Yossi Zelinger)
الحريديات – عالم مغلق ومنعزل (Flah90/Yossi Zelinger)

انتهى البحث، في هذا الأسبوع، عن امرأة كانت قد تركت الحياة في العالم الحاريدي وعاشت طوال الكثير من السنوات حياة علمانية ولكنها لم تكن على علاقة أبدا مع عائلتها وأولادها. هذه المرأة التي عُثر عليها ميتة، تركت وراءها كتاب مذكرات تذكر فيه حياتها كامرأة حاريدية، الاحتقار الذي كان يكنه لها زوجها، العبء الثقيل في إعالة كافة أفراد العائلة وعدد أولادها الكبير الذين ربتهم من دون أن تحصل على أي دعم من المجتمع الذي كانت تنتمي إليه. نظرة خاطفة تقشعر لها الأبدان على حياة النساء الحاريديات في إسرائيل.

إسرائيل وتركيا تُطبعان العلاقات بينهما

إسرائيل وتركيا توقعان رسميا اتفاق المصالحة بينهما
إسرائيل وتركيا توقعان رسميا اتفاق المصالحة بينهما

بعد انقطاع دام 6 سنوات كاملة، كانت تركيا وإسرائيل على خلاف في الحلبة الدولية والإقليمية، توصل البلدان أخيرا إلى اتفاق سيعمل قريبا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما إلى العهد الذهبي، كما كان الحال قبل أسطول مرمرة.

التزمت إسرائيل بدفع تعويضات لعائلات 9 من القتلى، وسيعود سفراء كلا البلدين لشغل منصبهم، ووافقت إسرائيل على إدخال بضاعة تركية إلى قطاع غزة، وبناء مستشفى، واستثمار تركي ألماني لبناء محطة توليد كهرباء جديدة لخدمة سكان غزة.

وقد وصلت الانتقادات ضد الاتفاق في إسرائيل، والذي صادقت عليه الحكومة الإسرائيلية بأغلبية كبيرة، عن يمين الخارطة السياسية وذلك لأن إسرائيل ستدفع بموجبه تعويضات لعائلات المهاجمين الأتراك ولأن هناك شعور أن نتنياهو قد تسرع في التوقيع على الاتفاق لخفض الضغط الدولي الممارس تجاهه وليس من أجل مصالح دولية واضحة، تخدم إسرائيل.

الأسد يتناول وجبة الإفطار مع جنوده

الأسد يفطر مع جنود الجيش السوري (إنستجرام)
الأسد يفطر مع جنود الجيش السوري (إنستجرام)

تناول الرئيس السوري بشار الأسد، هذا الأسبوع، وجبة إفطار رمضان مع جنوده وذلك في ثكنة في ضواحي دمشق، القريبة من جبهة المواجهة مع الثوار.

وفق بيان رسمي، تناول الأسد وجبة الإفطار في ثكنة في مرج السلطان، الواقع في الغوطة الشرقية والذي احتلته قوات النظام مجددا. “أشعر أن هذا الأكل هو أفضل أكل تناولته ذات مرة”، وفق اقتباس لأقوال الأسد. وفق البيان، استطلع الرئيس بعض المواقع العسكرية المجاورة لثكنة سلاح الجو.

تهدف زيارته الاستثنائية إلى التعبير عن ثقته بقواته التي تحارب في عدة جبهات في أرجاء الدولة. وتحارب أهمها في حلب، حيث أن الجيش السوري المدعوم من حزب الله برا وجوا، يحاول السيطرة على المناطق المتبقية الواقعة بين أيدي المعارضة في البلدة.
أثارت صور الأسد ضجة في العالم العربي وشتم الكثيرون “الجزار من دمشق” وتمنوا له موتا قريبا.

ميسي يعتزل بعد الخسارة

ليونيل ميسي (AFP)
ليونيل ميسي (AFP)

كانت نهاية مسيرة ميسي في منتخب الأرجنتين حزينة: هذا الأسبوع، أعلن ليونيل ميسي، أسطورة كرة القدم والذي يعتبر اليوم اللاعب رقم 1 في العالم، عن اعتزاله من المنتخب الأرجنتيني وذلك بعد خسارته في اللعبة النهائية لكوبا أمريكا التي جرت في نيو جيرسي. وصل الخبر المأسوي بعد أن قاد ميسي للمرة الرابعة المنتخب الأرجنتيني إلى اللعبة النهائية في الدوري الكبير التي تكللت بالخسارة.

عملية هجومية في إسطنبول

تفجيرات تهز مطار أتاتورك وتقتل العشرات (AFP)
تفجيرات تهز مطار أتاتورك وتقتل العشرات (AFP)

نشر توثيق للإرهابيين وهم في مطار أتاتورك في إسطنبول في اللحظات التي سبقت العملية، في نهاية الأسبوع، في الصحيفة التركية “هابرتورك”. يمكن مشاهدة الإرهابيين الثلاثة وهم في المطار، وعلى ما يبدو، كانوا يمسكون ببنادق كلاشنيكوف وحقيبة ظهر، وذلك عبر كاميرات الأمن المنصوبة في المطار المركزي.

كما ويمكن مشاهدة أحدهم والذي كان أول من أطلق النيران يوم الثلاثاء مساء بتاريخ 28.06.16 وفق الشهادات. قال شهود عيان إنه كان يرتدي “ملابس سوداء” من الرأس حتى أخمص القدمين، ويمكن عبر الصور التي نُشرت رؤيته وهو يرتدي ملابس سوداء، وهو بعيد عن الإرهابيَين الآخرَين، واللذين كما يبدو استغلا الضجة التي سادت، للدخول إلى داخل قاعة المسافرين في المطار ومن ثم تفجير نفسيهما.

قُتل في العملية 42 شخصا، وكانت غالبيتهم من الأتراك، وجُرح نحو 250 شخصا آخر.‎ ‎‏كما وأعلِن عن حداد وطني في أنحاء تركيا.

اقرأوا المزيد: 573 كلمة
عرض أقل
النائبة حنين الزعبي قبل صعودها على متن أسطول المرمرة (Facebook)
النائبة حنين الزعبي قبل صعودها على متن أسطول المرمرة (Facebook)

ردود فعل شديدة في إسرائيل على اتفاق المصالحة مع تركيا

أسر الجنود المفقودين في غزة تعارض الاتفاق بين تركيا وإسرائيل لأنّه لم يتضمن إعادة جثث أحبائها. حنين زعبي، التي كانت على متن أسطول المرمرة، تدعي أن إسرائيل اعترفت بخطئها

سيتم اليوم (الإثنين) الإعلان عن اتفاق المصالحة بين إسرائيل وتركيا في روما، وفي إطاره ستُدفع تعويضات بقيمة نحو 21 مليون دولار لأسر قتلى وجرحى أسطول المرمرة. في هذه الأثناء فإنّ المنظومة السياسية سواء من اليسار أو من اليمين تردّ بشدّة ضدّ الاتّفاق الذي سيتم التوقيع عليه كما يبدو يوم الأربعاء القريب.

وقالت عضو الكنيست حنين زعبي (القائمة المشتركة)، والتي كانت على متن أسطول المرمرة، إنّ موافقة إسرائيل على نقل ملايين الأموال إلى الأتراك يمثّل “اعترافا واضحا بخطئها. حتى لو لم تعترف إسرائيل بذلك، فهذا اعتراف بتهمة قتل تسعة أشخاص، جرح العشرات، اختطاف وقرصنة في قلب البحر”.

أثناء أحداث المرمرة: متظاهر تركي يهاجم جندي في الجيش الإسرائيلي بعصا (IDF)
أثناء أحداث المرمرة: متظاهر تركي يهاجم جندي في الجيش الإسرائيلي بعصا (IDF)

ووجّهت زعبي أيضا انتقادات شديدة لأن الاتفاق “لم يذكر وقف الحصار على غزة”. وفقا لكلام عضو الكنيست، “هذا الحصار مهلك، قاتل، ويجب إيقافه. ويجب ملاحقة مجرمي الحصار في لاهاي وفي كل الساحات الدولية”.

وقد جاءت معظم الردود الشديدة بشكل أساسيّ بسبب دفع المال للأتراك. وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية، النائب يتسحاك هرتسوغ، رداً على الاتفاق المتبلور بين البلدين: “إعادة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل الى سابق عهدها، هي هدف سياسي مهم ولكن دفع التعويضات لمن هاجموا قوات الجيش الإسرائيلي هو أمر خيالي وغير مفهوم”.

وهاجم الوزير السابق جدعون ساعر، الذي يخطّط للمنافسة على قلوب الناخبين الإسرائيليين في مواجهة نتنياهو، بشدّة في حسابه على تويتر هذه الصفقة الناشئة وكتب إنّه إذا كانت التفاصيل صحيحة، “فهذا إذلال قومي ودعوة إلى أساطيل إضافية ومؤامرات إضافية لكارهي إسرائيل”.

وقد احتجّت أسر المفقودين في قطاع غزة أيضًا ضدّ اتفاق المصالحة مع تركيا، والذي لا يتضمّن إعادة الجنديين آرون شاؤول وهدار غولدين، والشاب الإثيوبي أبراه منغيستو.

وكانت أسرة الجندي أورون شاؤول قد أقامت خيمة احتجاج أمام بيت رئيس الحكومة. وعقد والدا الرقيب أول شاؤول، الذي قاتل في عملية “الجرف الصامد” ويعرّف كشهيد ومكان دفنه غير معروف بمكانة أسير أو متغيّب، مؤتمرا صحفيا في منزلهما واحتجا لأن إسرائيل تجري محادثات اتفاق مصالحة مع تركيا من دون أن تشمل إعادة شاؤول كشرط للاتفاق.

أثناء أحداث المرمرة: سيطرة الجيش الإسرائيلي على السفينة (IDF)
أثناء أحداث المرمرة: سيطرة الجيش الإسرائيلي على السفينة (IDF)

وادعى مسؤول إسرائيلي كبير ردا على الهجمات السياسية ضدّ الاتفاق أنّ لبّ اتفاق المصالحة مع تركيا هو إعفاء جنود الجيش الإسرائيلي وقادته من الشكاوى في محكمة العدل الدولية في لاهاي. على حدّ قوله، في إطار الاتفاق التزمت تركيا ألا تنفّذ حماس أية عملية إرهابية أو عملية عسكرية ضدّ إسرائيل من أراضيها. في إطار المفاوضات، طرحت إسرائيل قضية إعادة جثث الجنود ومع ذلك، فقد قال المسؤول أنّ اتفاق المصالحة هو بين إسرائيل وتركيا وحماس ليست طرفا. وفق مصدر مسؤول آخر، فقد طالبت إسرائيل وحصلت على رسالة يأمر فيها الرئيس التركي الوكالات في تركيا العمل على إنهاء موضوع الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، وهذه الوثيقة موجودة في أيدي إسرائيل.

وتتوجّه الأنظار الآن باتجاه رئيس حزب البيت اليهودي، نفتالي بينيت الذي ادعى صباح اليوم أنّه سيصوّت ضدّ كل اتفاق لا يلبّي احتياجات إسرائيل ولكنه رفض التعبير عن رأيه حول الاتّفاق مع تركيا لأنّه، على حدّ قوله، لم يدرسه حتى الآن.

اقرأوا المزيد: 437 كلمة
عرض أقل
حماس حجر العثرة الأخير في مفاوضات المصالحة مع تُركيا (AFP)
حماس حجر العثرة الأخير في مفاوضات المصالحة مع تُركيا (AFP)

غزة في قلب اتفاق المصالحة التركية الإسرائيلية

موقع "حرييت": إسرائيل وتركيا وَجَدتا حلًّا للطلب التركي برفع الحصار عن غزّة. تركيا ستبني مستشفى جديدًا لسكّان القطاع، وتزوّده بمعدّات وأفراد طاقم علاج

يُتوقَّع التوقيع على اتّفاق المصالحة مع تركيا يوم الأحد القادم، 26 حزيران، وفق ما نشره صباح اليوم (الثلاثاء) موقع “حرييت” التركيّ نقلًا عن مصادر في الدولة.

وفق الصحيفة، ذكرت مصادر مسؤولة في أنقرة أنّ وفدَي البلدَين سيلتقيان يوم الأحد للإعلان عن التوصّل إلى الصفقة التي ستضع حدًّا لنزاع دام ستّ سنوات بين تركيا وإسرائيل.

بعد هذا الإعلان، توضح المصادر أنّ الاتفاق سيبلوره بصيغته النهائية الشهر القادم نائبا وزيرَي خارجية البلدَين. ويعني هذا أنه بحلول نهاية تموز، يُفترَض أن تعود العلاقات التركية – الإسرائيلية إلى سابق عهدها من التطبيع التامّ، ما ستُجسّده إعادة تعيين السفيرَين.

مياه الشرب في غزة في خطر النفاد (AFP)
مياه الشرب في غزة في خطر النفاد (AFP)

وادّعى التقرير أنه بخصوص الطلب التركي الأخير، الذي لم يُحَلّ بعد، نجحت الدولتان في الوصول إلى حلّ وسط – فبدل الاستجابة الكاملة للطلب التركي برفع الحصار عن غزّة، وافقت إسرائيل على إجراء لبناء مستشفى في القطاع، مُلتزمةً بذلك بعدم إعاقة نقل الأدوية وأفراد الطاقم من تركيا إلى المستشفى. فضلًا عن ذلك، ستبني أنقرة وبرلين معًا مصنعًا لإنتاج الطاقة يخدم القطاع، حتّى إنّ تركيا قد تبني مُنشأة لتحلية المياه.

وكان الشرط الوحيد الذي وضعته إسرائيل لنقل البضاعة التركية إلى القطاع هو مرورها عبر ميناء أشدود وتفتيشها هناك.

وكانت إسرائيل قد وافقت على إبداء الأسف على الحادثة التي أثارت العداء بين الجانبَين، وهي اقتحام السرية 13 لمتن سفينة “مرمرة”، كما اتُّفِق على إنشاء صندوق تودع فيه تعويضات لعائلات الضحايا والمُصابين في الحادثة.

اقرأوا المزيد: 209 كلمة
عرض أقل
حماس حجر العثرة الأخير في مفاوضات المصالحة مع تُركيا (AFP)
حماس حجر العثرة الأخير في مفاوضات المصالحة مع تُركيا (AFP)

نتنياهو: “اتفاق المصالحة مع تركيا أصبح قريبا جدا”

المتطلبات المتبادلة بين الدولتين اتُفق عليها ولكن ستُناقش نقاط خلافات أخيرة في اللقاء الحاسم في الأسبوع القادم

أعرب نتنياهو أمس في لقاء مع أعضاء الكونغرس الأمريكي عن تفاؤل كبير حول توقيع اتفاق المصالحة مع تركيا وقال إنه سيُعقد “قريبا جدا”. وأوضح أن العلاقات بين كلا البلدين لن تعود كما كانت قبل نحو عقد، ولكن شدد على أن اتفاق مصالحة بارد ضروري لدفع المصالح المشتركة لكلا البلدين في الشرق الأوسط قدما.

وسيُحدد لقاء حاسم بين طاقمي المفاوضات لحل الخلافات الأخيرة حول اتفاق المصالحة. كان من المتوقع أن يُعقد اللقاء قبل نحو أسبوعين ولكن تم تأجيله بسبب استبدال رئيس الوزراء في تركيا، وعلى ما يبدو، سيُعقد في الأسبوع القادم في إحدى العواصم الاوروبية.‎

وفق جهة إسرائيلية مطلعة فإن الخلافات المتبقية بين إسرائيل وتركيا تدور حول القيادة العسكرية لحماس والتي تعمل في إسطنبول وتطالب إسرائيل بإغلاقها. قال نائب رئيس حكومة تركيا بعد جلسة الحكومة في أنقرة إن إسرائيل قد استجابت لمطلبين من بين ثلاثة مطالب تركية بأكملهما، الأول أنها اعتذرت على قتل المواطنين التركيين أثناء حادثة أسطول الحرية إلى غزة في أيار 2010، والثاني أنها مستعدة لدفع التعويضات بمبلغ 20 مليون دولار للمصابين وعائلات القتلى الأتراك. تطرق مسؤولون في الدولتين إلى التعاون لإعادة إعمار قطاع غزة، على ضوء أزمة المياه والكهرباء والمستشفيات، والمدارس فيه.

اقرأوا المزيد: 182 كلمة
عرض أقل
حماس حجر العثرة الأخير في مفاوضات المصالحة مع تُركيا (AFP)
حماس حجر العثرة الأخير في مفاوضات المصالحة مع تُركيا (AFP)

تركيا: “سيُعقد اتفاق مع إسرائيل في اللقاء القادم”

في نهاية لقاء المفاوضات بين البعثة الإسرائيلية والتركية في لندن، قال وزير الخارجية التركي إنه طرأ تقدم فعلي واتفق طاقما المفاوضات على إنهاء نسخة الاتفاق "قريبا"

قال وزير الخارجية التركي، اليوم صباحا (الجمعة) إن هناك تقدم فعلي في المحادثات التي جرت بين البعثتين من كلا الدولتين في لندن، وقال إن هناك احتمال لتوقيع اتفاق تسوية بين الدولتين في اللقاء القادم، والذي سيُعقد قريبا. “حقق الطاقمان تقدما ملحوظا في التوصل إلى تفاصيل الاتفاق وهما يعملان على سد الفجوة المتبقية”، قال الوزير في بيان له. “لقد اتفقا على التوصل إلى تفاهمات حول الأمور الأخيرة في اللقاء القادم، والذي سيُعقد قريبا”.

وقد تم تسريع محادثات التسوية بين الدولتين على خلفية التعاون بينهما بعد الهجوم الإرهابي في إسطنبول، والذي قُتل فيه ثلاثة مواطنين إسرائيليين.

صالح العاروري (AFP)
صالح العاروري (AFP)

لم يُفصّل الوزير التركي النقاط حول بنود الاتفاق، ولكن صرحت أنقرة في الماضي أنه لن يتم تطبيع العلاقات بين البلدين في حال لم تعوّض إسرائيل مصابي أسطول مرمرة إلى غزة عام 2010، والتي تعرضت فيه إسرائيل للمقاتلين في قلب البحر. بالمقابل، صرحت الحكومة الإسرائيلية أن العائق الأساسي، من جهتها، هو وجود حماس في تركيا.

لقد حلت تركيا في الواقع مكان مصر وسوريا وأصبحت مقرا أساسيا لحماس، لذلك تطالب إسرائيل بتفكيك المقر بأكلمه. يؤكد مسؤولون في إسرائيل أنهم لن يكونوا مستعدين للاكتفاء بخطوة رمزية، مثل طرد المسؤول الكبير في حماس، صالح العاروري، بل يطالبون باجتثاث تام لنشاط حماس في تركيا.

اقرأوا المزيد: 190 كلمة
عرض أقل
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يرفع شارة "رابعة" تضامنا مع حركة الإخوان المسملين (AFP)
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يرفع شارة "رابعة" تضامنا مع حركة الإخوان المسملين (AFP)

تقرير: إسرائيل وتركيا على حافة اتفاق مصالحة

تقارير في تركيا وإسرائيل تقول إنّ إعادة السفراء إلى أنقرة وتل أبيب أصبحت قريبة أكثر من أيّ وقت مضى. وفي الاتفاق هناك بندان قد يُغضبان القاهرة جدّا

هل هناك اتفاق مصالحة تاريخي وشيك بين إسرائيل وتركيا؟ وفقا لتقرير في الصحيفة التركية “حريات” فإنّ الاتفاق جاهز في معظمه، وعلى وشك التوقيع. وقد قال مسؤول كبير في الحكومة التركية إنّه سيتم قريبا التوقيع على اتفاق سيتضمّن تبادل السفراء بين البلدين.

ووفقا للتقرير فقد وافقت إسرائيل على دفع التعويضات لمتضرّري أسطول الحرية لغزة عام 2010، وعلى إزالة الحصار عن قطاع غزة بطريقة أو بأخرى.

وستلغي تركيا، من جانبها، الإجراءات القانونية التي اتُخذت ضدّ مسؤولين إسرائيليّين بسبب أعمال القتل في أسطول الحرية عام 2010 ومن بينهم رئيس الأركان حينذاك جابي أشكنازي وقائد سلاح البحريّة إليعيزر مروم. ‏‎ ‎بالإضافة إلى ذلك، فستلتزم “بعدم الاستسلام للعمليات الإرهابية” في أراضيها، بل وستطرد صالح العاروري، وهو أحد كبار مسؤولي حماس الذي طُرد إلى تركيا.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد يتضمّن الاتفاق تطوّرا اقتصاديا ملحوظا لصفقة الغاز بين كلا البلدين. وفقا للتقارير، فإنّ إسرائيل وتركيا ستبدآن بمفاوضات تصدير الغاز الإسرائيلي إلى تركيا. وكما هو معلوم، فهناك نقاش عام مكثّف في إسرائيل بخصوص مستقبل احتياطيات الغاز الهائلة التي تم اكتشافها على شواطئ البلاد.

والسؤال المثير للاهتمام الآن هو كيف ستنظر عدوة تركيا الإقليمية، مصر، إلى التطوّر الحالي. إذا تم فعلا التوقيع على الاتفاق بين إسرائيل وتركيا قريبا، فسيتضمن نقطتين قد تُغضبان المسؤولين في القاهرة: الأولى هي تخفيف الحصار عن غزة، وهو أمر يتعارض مع المصالح العسكرية للنظام المصري، والثانية هي التعاون الاقتصادي الذي سيتسبّب بالضرر بمكانة مصر كقوة عظمى في مجال الطاقة.

منذ اكتشاف احتياطي الغاز الضخم في الأشهر الماضية، أصبحت إسرائيل ومصر عدوتين محتملتين في مجال الطاقة. من الممكن تماما أن تسارع إسرائيل إلى التوقيع على الاتفاق بشأن الغاز مع تركيا من أجل ضمان ميزة اقتصادية على مصر.

اقرأوا المزيد: 255 كلمة
عرض أقل