أسامة حمدان

استعراض عسكري لحركة حماس (Flash90/Abed Rahim Khatib)
استعراض عسكري لحركة حماس (Flash90/Abed Rahim Khatib)

تحديث ميثاق حماس: الاعتراف بضرورات الواقع

حماس تلمّح منذ سنوات أن ميثاقها، المتطرّف تجاه اليهود، ليس مستندا ملائما لإدارتها السياسية. باتت الحركة على وشك تحديث ميثاقها وقبول حل الدولتَين

باتت حركة حماس على وشك نشر ميثاق مبادئ جديد توضح فيه طبيعة نزاعها الوطني ضد إسرائيل بحيث لا يشمل معاداة السامية والتآمر ضد اليهود، هذا وفق ادعاء قيادي في الحركة، أسامة حمدان، في مقابلة أجراها مؤخرًا في قناة الجزيرة بالإنجليزية.

يُعرّف ميثاق حماس الذي تمت صياغته في آب 1988، الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني بصفته نزاعا أبديا بين اليهود والمسلمين. فهو يرسخ الجهاد في الحديث الشهير، الذي جاء فيه “نص عن الحجر والشجر“، الذي يعرض قتال المسلمين لليهود في آخر الزمان. يصف البند 22 من الميثاق سيطرة اليهود على وسائل الإعلام العالمية وإحداث انقلابات كبيرة – بما في ذلك الثورة الفرنسية وانقلاب شيوعي من خلال تأثير اقتصادي ومياثيق سرية. وفق الوصف التاريخي لحماس فإن اليهود هم المسؤولون عن الحرب العالمية الأولى بهدف قطع وعد بلفور، وشن حرب عالمية ثانية لإقامة دولة إسرائيل.

القيادي الحمساوي، أسامة حمدان (Wikipedia/Sebastian Baryli)
القيادي الحمساوي، أسامة حمدان (Wikipedia/Sebastian Baryli)

تأتي أقوال حمدان الثورية‏‎ ‎‏والتي حُذِفت من ‏‎ ‎‏المقابلة الكاملة‏‎ ‎‏التي نُشِرت في القناة القطرية بتاريخ 27 كانون الثاني على خلفية زيادة الدعم الإقليمي لحماس (في تركيا ومصر) ومحاولتها أن تظهر بصفتها لاعبا سياسيًّا شرعيا في الغرب. تعرف عناصر حماس جيدا موقف الرباعية الدولية لشؤون الشرق الأوسط (الأمم المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، والاتحاد الأوروبي) التي ترفض التحدث مع حماس طالما أنها لا تعترف بإسرائيل، لا تتخلى عن النزاع المُسلّح، ولم تعترف باتفاقيات أوسلو. هناك في موقف حماس الجديد والمُعقّد محاولة لتخطي هذه الظروف الصعبة بالنسبة للحركة.

رفض حمدان الذي يحفظ الأسرار، الكشف متى من الموقع نشر الميثاق الجديد وإذا كان سيتضمن التخلي كليا عن التصريحات المعادية للسامية المذكورة في ميثاق الحركة لعام 1988. “اطرح عليّ هذا السؤال ثانية بعد نشر الميثاق”، قال.

وفق ما قاله مُجري المقابلة، مهدي حسن، فقد كان من الواضح أثناء المقابلة أن حمدان يحاول المشي على حبل دقيق: الإشارة إلى تغيير سياسي، ولكن ألا يظهر كضعيف أو أنه يسير في طريق ملتو. فقد أنكر حمدان أن حركة حماس “تدعم حل الدولتين” ولكنه وافق على أنها تدعم “إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس، ودعم حق العودة للاجئين”. عندما أصر حسن أن هذا في الواقع يشكل اعترافا بحل الدولتين، رد حمدان قائلا: “يمكن أن تسمّي هذا ما تشاء […] وعلى هذا نتفق، لا أقل ولا أكثر”.

مُدركا لحديثه غير المباشر، لخص حمدان أقواله: “أود أن أوضح أن حماس تتحدث سياسيا في حين أن الآخرين لا يصغون. عليهم الإصغاء جيدا […] والعمل بموجب ذلك، وليس بموجب أفكار مقولبة يطلقها الإسرائيليون”.‎

إن حمدان ليس القيادي الأول في حركة حماس الذي يرمى قنبلة إعلامية في الآونة الأخيرة. فصرح في بداية شهر كانون الثاني نائب رئيس المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق عن تفضيلاته لحل فيدرالي للانقسام بين غزة والضفة الغربية بدلا من محاولة التسوية الفاشلة مع فتح. في مقابلة أدت إلى ردود فعل حادة في الشارع الفلسطيني، أعلن أبو مرزوق عن استقلاليّة حماس تماما عن حركة الإخوان المسلمين، وهي علاقة ينص عليها ميثاق الحركة لعام 1988 في بدايته.

هل تعترف حماس يوماً ما بحل الدولتين؟ (Flash90/Hadas Parush)
هل تعترف حماس يوماً ما بحل الدولتين؟ (Flash90/Hadas Parush)

كان بالإمكان ملاحظة تغيير توجه حماس منذ أيلول الماضي، في خطاب رئيس المكتب السياسي المنتهية ولايته، خالد مشعل. فتحدث مشعل عن ‏‎ ‎‏نوايا حماس في إبداء المرونة السياسية لمواجهة اضطرارات الواقع (‎‏ضرورات الواقع) طالما أن هذا لا يمس بمبادئها الأساسية. (يُستخدم المصطلح ‏‎ ‎‏ضرورة‏‎ ‎في الشريعة الإسلامية كوسيلة للتسوية العملية لصالح الأمة الإسلامية، لا سيّما لوقت محدود).

وفق ما كتبه الباحث الفلسطيني، ناصر خضور‏‎ ‎‏في ورقة موقف‏‎ ‎‏نشرها ‏‎ ‎‏‏‎ا‎لمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية – مسارات في تشرين الأول الماضي حول تغيير موقف حماس، فإن “الواقع والمنطق” الجديد لحماس يتجسدان في التقارب من مصر وإيران رغم الخلاف في الرأي السياسي والأيدولوجي بينهما، وقبول واقع التقارب بين تركيا وإسرائيل‏‎ ‎‏.‎

يمس ميثاق حماس الذي يتجاهل الحاجة إلى دولة الشعب الفلسطيني ولا يهتم أبدا في العلاقات الخارجية، في علاقات حماس الخارجية، وفق أقوال خضر. أدت هذه النقطة إلى أن يُعرّف نائب رئيس حكومة حماس، ناصر الدين الشاعر بين عامي 2006‏—‏2007، الميثاق بصفته “برنامجا دينيا من الدعوى” وليس ميثاقا سياسيًّا بمعناه التام”. جعلت هذه الحقيقة وفق أقواله الميثاق غير ذي صلة منذ التسعينيات، لذلك توقفت الحركة عن طباعته مجددا.

بقي الآن أن نرى ماذا سيتضمن الميثاق الجديد، وهل سيكون قادرا على أن يجعل المجتمع العالمي ينظر إلى حماس بصفتها منظمة تحرير وطنية وليست منظمة إرهابية.

نُشرت هذه المقالة للمرة الأولى في موقع منتدى التفكير الإقليمي

اقرأوا المزيد: 655 كلمة
عرض أقل
عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق (AFP)
عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق (AFP)

إزدياد المؤشرات لاحتمال توقيع اتفاقية تهدئة لخمس سنوات بين إسرائيل وحماس

أوردت صحيفة القدس، على لسان مصادر مُطّلعة في الحركة: حماس تضع اللمسات الأخيرة على اتفاق لتهدئة طويلة الأمد، وقيادي في الحركة اعترف: "تسلمنا أفكارًا مكتوبة تتعلق بملف التهدئة"

تُضاف بعض الدلالات الجديدة، هذا الصباح، إلى الصورة الآخذة بالتكامل والتي تُشير إلى أن إسرائيل وحركة حماس على وشك توقيع اتفاقية تهدئة طويلة الأمد فيما يتعلق بقطاع غزة.

وصرح مسؤول ملف العلاقات الدولية في حماس، أسامة حمدان، لصحيفة “فلسطين” أن حماس تلقت اقتراحًا مكتوبًا يتعلق بملف التهدئة، وأن القيادة تدرس الرد حاليًّا. ويتضمن الاقتراح، وفق التصريح، مسألة فتح المعابر وإنشاء الميناء البحري في قطاع غزة. تم توصيل هذا الاقتراح من خلال مسؤولين من الرباعية الدولية، وتقول التقارير إن من نقل هذا الاقتراح هو ممثل الأمم المُتحدة، نيكولاي مالدنوف.

وأوردت صحيفة القدس اليوم، على لسان مصادر مُطلعة في حماس، أن هناك إجماع لدى قيادة الحركة فيما يخص الاقتراح الذي تم تلقيه.

سافر عضو المكتب السياسي للحركة؛ موسى أبو مرزوق، وفق التقرير، بشكل مفاجئ إلى قطر، يوم السبت الماضي، لوضع “اللمسات الأخيرة” على الاتفاق. أجرى أبو مرزوق محادثات مُكثفة مع رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل.

وافقت إسرائيل، وفق التقارير الواردة، على إنشاء ميناء بحري “عائم”، في قطاع غزة، ولكنها رفضت رفضا قاطعًا إعادة إعمار المطار الفلسطيني الذي كان فعالاً في التسعينيات.

شدد الكثير من الجهات الإسرائيلية مؤخرًا على الضرورة الماسة لتوقيع اتفاق يُتيح إعادة إعمار غزة. وكان الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، قد صرّح أن إعادة إعمار قطاع غزة هي مصلحة إسرائيلية. وكان رئيس شعبة الأبحاث في المخابرات الإسرائيلية، العميد إيلي بن مائير، قد قال قبل أسبوع إن “إعادة إعمار غزة هو الأساس لضمان الهدوء”.

اقرأوا المزيد: 217 كلمة
عرض أقل
طفلة غزوية تستريح على أنقاض البيوت المدمرة (MOHAMMED ABED / AFP)
طفلة غزوية تستريح على أنقاض البيوت المدمرة (MOHAMMED ABED / AFP)

السياسة تُعيق إعادة إعمار غزة ثانية

في حماس يتهمون جهات داخل السلطة الفلسطينية وفتح بإفشال عملية إعادة الإعمار، وعباس يطلب من الدول المانحة تنفيذ التزاماتها تجاه غزة

لا تزال قضية إعادة إعمار غزة تشغل القيادات الفلسطينية المتشرذمة، ولا يتوقف تبادل الاتهامات على ضوء عدم حدوث أي تقدم بالعملية. طالب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، البارحة، من الدول المانحة تنفيذ التزاماتها بخصوص غزة للتخفيف من معاناة المتضررين من الحرب، التي انتهت قبل ستة أشهر.

وأدلى عباس بهذه التصريحات خلال لقائه، في مقر الرئاسة في رام الله، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة محمد العمادي، بحضور رئيس الوزراء رامي الحمد الله‎. أطلع العمادي عباس على تفاصيل زيارته الأخيرة إلى قطاع غزة التي تناولت المشاريع التي تموّلها قطر في غزة. من الجدير بالذكر أن عباس ذاته تحظر عليه زيارة غزة ولم يفعل ذلك منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007.

في هذه الأثناء، ألمح أسامة حمدان، رئيس العلاقات الخارجية بحركة حماس، إلى أن عباس وأتباعه هم من يحاولون إفشال جهود إعادة إعمار غزة. هنالك جهات في السلطة الفلسطينية، وفقًا لكلامه، وفي حكومة رامي الحمد الله تُعيق التعاون بين قطر وغزة. أُطلِقت تصريحات مُشابهة عن لسان الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، الذي ادعى أن الخلافات بين فتح وحماس تُعيق مسألة إعادة الإعمار.

ففي حماس يدعون بأن فتح تقوم بحملة دعائية شديدة اللهجة ضد قطر، ولا سيما على خلفية أعمال إعادة الإعمار، وهذا فقط لمنع حماس من تحقيق هذا الإنجاز. يعتقدون في فتح، وفقًا لهذه الاتهامات، أن فشل إعادة الإعمار أفضل من استقرار نظام حماس واستمرار انقسام الشعب الفلسطيني برعاية قطر. نفى محمد العمادي نفيًا جملةً وتفصيلًا بأن يكون لزيارته أي بُعد سياسي، بل هو إنساني فقط.

اقرأوا المزيد: 234 كلمة
عرض أقل
عباس وعريقات في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة (AFP)
عباس وعريقات في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة (AFP)

ما هي ردود الفعل الفلسطينية على فوز نتنياهو؟

بحسب الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية فإن السلطة ستتعامل مع إي حكومة إسرائيلية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وستواصل في سعيها الدولي، وحركة حماس تنادي إلى توافق وطني

18 مارس 2015 | 08:19

تباينت ردود الفعل الفلسطينية على فوز بنيامين نتنياهو، زعيم حزب “ليكود”، في الانتخابات الإسرائيلية، حيث قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إن السلطة الفلسطينية ستستمر في التعامل مع أي حكومة إسرائيلية تعترف بحل الدولتين وأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، فأعلن أن فوز نتنياهو معناه “دفن عملية السلام”.

وبالنسبة لحركة حماس، شدّد رئيس العلاقات الخارجية بالحركة، أسامة حمدان، في رده على فوز نتنياهو على أهمية تنفيذ المصالحة قائلا إن فوز نتنياهو الذي لا يؤمن بأي حل مع الفلسطينيين يحتّم على السلطة وقيادة فتح اتخاذ قرار استراتيجي بتطبيق عملي للمصالحة وقطع كل العلاقات مع إسرائيل.

رئيس العلاقات الخارجية بحركة حماس أسامة حمدان (AFP)
رئيس العلاقات الخارجية بحركة حماس أسامة حمدان (AFP)

وقال صائب عريقات في حديث له مع إذاعة “صوت فلسطين” الرسمية، صباح اليوم: “انتخاب الشارع الإسرائيلي لـ (بنيامين) نتنياهو الذي أكد أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، هو انتخاب لدفن عملية السلام، واستمرار للاستيطان”. وأضاف “النتائج تشير إلى عدم وجود شريك للسلام”.

وتابع: “استمرار اليمين الإسرائيلي في الحكم يدفعنا إلى الاستمرار في برنامجنا الوطني بالتوجه إلى المؤسسات الدولية، بما فيها المحكمة الجنائية الدولية (التي ستنضم فلسطين لها رسمياً مطلع الشهر المقبل”.

وفي هذا الصدد، دعا عريقات، المجتمع الدولي لـ”الكف عن دعم إسرائيل وتوفير الحماية لها”.

اقرأوا المزيد: 188 كلمة
عرض أقل
نتائج قصف الطيران الإسرائيلي في غزة (MAHMUD HAMS / AFP)
نتائج قصف الطيران الإسرائيلي في غزة (MAHMUD HAMS / AFP)

غزة: أموال إعادة الإعمار لا تصل، وحماس تفقد السيطرة

مع مرور الوقت على حرب غزة، يزداد وضع سكان غزة سوءًا وعلى ضوء الوضع الخطير، يعترف أسامة حمدان بأن حماس ترغب بمواصلة المفاوضات مع إسرائيل بدلا من الهدنة في غزة

مع مرور الوقت على حرب غزة، يزداد وضع سكان غزة سوءًا، ويبدو أن إعادة الإعمار بعيدة عن التحقيق. أعلنت وكالة الإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الأونروا، التابعة للأمم المتحدة اليوم (الثلاثاء)، أنها ستوقف أعمال إعمار البيوت المدمرة في غزة خلال عملية “الجرف الصامد”، وذلك لأن المتبرعين لم ينقلوا الأموال المخصصة لذلك.

وجاء في بيان الوكالة: “استنفدت الأونروا كل التمويل الذي تملكه لدعم الإعمار وتكلفة الإيجار”، وتم منح ما يقارب 5.4 مليار دولار بمؤتمر الدول المانحة في القاهرة في تشرين الأول الماضي، ولم يصل من هذا المبلغ إلا القليل جدًا. إنه لأمر محزن ومزعج، من غير الواضح لماذا لم يتم نقل التبرعات”.

وفقًا لبيانات الأونروا، تم هدم منازل لأكثر من 96 ألف لاجئ فلسطيني في الصيف الماضي، وقد شكلت غالبية البيوت التي تضررت خلال خمسين يوم من الحملة. وبالرغم من ذلك، تصل الأموال التي تم نقلها من أجل الإعمار إلى أقل من 1.5% من المبلغ الموعود. تمت معالجة 66,000 بواسطة هذا المبلغ حتى الآن.

خلال ذلك، أدى الضغط على حماس إلى أن تطلب استئناف المفاوضات مع إسرائيل لتحسين شروط إيقاف إطلاق النار التي تم الاتفاق عليها في نهاية الحرب في الصيف. وعلى الرغم من الانتقادات اللاذعة التي توجهها حماس لقيادة محمود عباس بسبب استعداده للتفاوض مع إسرائيل، يبدو أن حماس لا تردع بنفسها عن مثل هذه المفاوضات.

وقال القيادي في حماس أسامة حمدان أن حماس ناشدت مصر لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل. في سياق آخر شدد حمدان في لقاء على فضائية الأقصى، مساء الاثنين أن “حكومة التوافق لم تقم بواجباتها منذ توليها الحكم، ورغم ذلك سنعطيها فرصة لتعيد حساباتها‎”‎‏. وأكد أنه “لم يعد مقبولًا أن يحتكر فرد أو مجموعة القضية الفلسطينية”، مبينًا أن “حكومة الحمد الله هي حكومة توافق وطني وليست حكومة محمود عباس‎”.

 

اقرأوا المزيد: 267 كلمة
عرض أقل
نتائج قصف الطيران الإسرائيلي في غزة (AFP/ROBERTO SCHMIDT)
نتائج قصف الطيران الإسرائيلي في غزة (AFP/ROBERTO SCHMIDT)

غارات إسرائيلية تستهدف المزيد من المباني المرتفعة في غزة

لم تسفر تلك الهجمات عن سقوط قتلى إذ سبقها تحذير بإطلاق صاروخين لا يحملان متفجرات مما دفع السكان للفرار والجيش الاسرائيلي يرفض التعليق ويكتفي بقوله انه هاجم مواقع للارهاب

قصفت إسرائيل مبان مرتفعة في غزة اليوم الثلاثاء ودكت برجا سكنيا وإداريا من 13 طابقا ودمرت معظم مبنى سكني من 16 طابقا بعد ان حذرت قاطنيه للخروج منه.

ورفض الجيش الاسرائيلي التعليق تحديدا على قصف البرجين واكتفى بقوله انه هاجم 15 “موقعا للارهاب” من بينها مبان تأوي قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومراكز التحكم التابعة لها. وسوي برج الباشا بالارض في حين تعرض برج المجمع الإيطالي لاضرار كبيرة.

وقال اسامة حمدان المسؤول في حماس ان مصر اقترحت هدنة جديدة وانها تنتظر رد إسرائيل. وانهارت قبل اسبوع هدنة استمرت خمسة ايام ومحادثات غير مباشرة جرت في القاهرة بين اسرائيل والفلسطينيين للتوصل لاتفاق هدنة دائم في غزة.

وتوعدت اسرائيل بمواصلة الحرب المستمرة منذ سبعة اسابيع حتى تتوقف الهجمات الصاروخية من القطاع. واستهدفت إسرائيل حتى الان ثلاثة مبان مرتفعة في غزة وذلك منذ يوم السبت حين قصفت برج الظافر المكون من 13 طابقا.

ولم تسفر تلك الهجمات عن سقوط قتلى إذ سبقها تحذير بإطلاق صاروخين لا يحملان متفجرات مما دفع السكان للفرار.

وقال مسعفون ان 20 شخصا اصيبوا في الهجوم على برج المجمع الإيطالي وقتل فلسطينيان آخران في غارات متفرقة على القطاع.

وأصاب صاروخ فلسطيني منزلا في مدينة عسقلان الساحلية في جنوب إسرائيل مما اسفر عن اصابة عشرة اشخاص بجروح طفيفة وقالت متحدثة باسم الجيش انه جرى اعتراض صاروخ اخر فوق منطقة تل ابيب.

وقال مسؤولون فلسطينيون ان أحدث مبادرة مصرية تدعو لوقف القتال وفتح معابر غزة مع إسرائيل ومصر على الفور وتوسيع منطقة الصيد للقطاع في البحر المتوسط.

وذكر المسؤولون أنه في مرحلة تالية تبدأ بعد شهر ستبحث إسرائيل والفلسطينيون بناء ميناء في غزة وافراج إسرائيل عن نشطاء حماس الذين احتجزتهم بالضفة الغربية.

وقال مسؤول إسرائيلي تحدث شريطة عدم نشر اسمه إن إسرائيل ستفكر في الاقتراح حين تتأكد من قبوله بالفعل من جانب حماس.

وقال حمدان المسؤول بحماس لمحطة تلفزيون العربية “العودة لمائدة المفاوضات مرة ثانية يجب ان تكون مقرونة بموقف فيه ضمانات وتنازلات واضحة إسرائيلية.”

اقرأوا المزيد: 294 كلمة
عرض أقل
مدينة رفح (Flash90)
مدينة رفح (Flash90)

علامات السؤال لدى حماس- بين قبضة السيسي وانفتاح روحاني

علاقات الحركة مع إيران تتحسن، وفي القيادة يأملون أن تمهد إقامة الحكومة الجديدة الطريق لعلاقات جديدة مع مصر. عمليًّا، الطريق للخروج من الأزمة التي دخلت إليها الحركة في أعقاب "الربيع العربي" ما زال طويلا

إن كان علينا تصديق الإشارات التي تبثها قيادة حماس في الفترة الأخيرة، فتعتبر هذه الفترة جيدة للحركة. ومن المتوقع أن يعيدها اتفاق مصالحتها مع السلطة الفلسطينية إلى مركز التأثير السياسي وأن يمنحها مدى جديدًا من الشرعية في الداخل الفلسطيني والعالم العربي، ويبدو كذلك أن العلاقات المعقًدة مع إيران ستعود إلى مضمارها المستقيم.

سيكون أحد الاختبارات الأولى لحكومة الوحدة الفلسطينية، هو منح سكان غزة بعض التخفيف من صعوبة وضعهم الإنساني الخانق وتمكين فتح منتظم لمعبر رفح

يأمل البعض في  حماس أن تبدي مصر عبد الفتاح السيسي، خصم الحركات الإسلامية أيّا تكن، انفتاحًا ومرونة في أعقاب اتفاق المصالحة وأن  تفتح في أعقاب ذلك معبر رفح. سيكون أحد الاختبارات الأولى لحكومة الوحدة الفلسطينية، هو منح سكان غزة بعض التخفيف من صعوبة وضعهم الإنساني الخانق وتمكين فتح منتظم لمعبر رفح.

حتى الآن، منذ بداية سنة 2014 فُتح معبر رفح لمدة 11 يومًا فقط، ولكن الآن افتُتح للحركة مرة كل أسبوعين فقط. يعيش في غزة مئات المرضى المحتاجين لعلاجات خاصة خارج حدود القطاع، ويظلون  كل يوم في القطاع عالقين ويزداد وضعهم سوءًا.

ويبدو أن الخلافات بين رجال فتح وحماس بعيدة عن الحل، رغم أن الإعلان عن حكومة وحدة على الأبواب: حماس مصرّة على أن يدير المعبرَ فلسطينيون ومصريون فقط، لكنَ فتحَ تصرّ على احترام اتفاقات الماضي وعلى حضور أوروبي لمراقبة الحركة فيه.

معبر رفح تموز 2013  (SAID KHATIB / AFP)
معبر رفح تموز 2013 (SAID KHATIB / AFP)

يبدو أن قضية المعبر الخلافية قد حُلت هذا الأسبوع، عندما أعلن عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد أن معبر فتح سيُفتح فورًا مع إعلان حكومة الوحدة. لكن سارعوا في مصر إلى إنكار الأمر، وحتى أنهم قد انتقدوا الأحمد  بحدة على التصريحات المتسرعة. ذكر بعض المسؤولين أن مسئولا مصريًا قد اتصل هاتفيًا بعزام الأحمد مسمعًا إياه كلامًا قاسيًّا وصل حتى التوبيخ، وأبلغه رفض مصر هذه التصريحات.

الآن، تستمر الصحف الصادرة من حماس في قطاع غزة في اعتبار السيسي عاملا سلبيًّا وخطيرًا. وتنتقده المقالات على نظرته التأييدية للولايات المتحدة وعلى تعامله القاسي لما يدعوه “الإرهاب الداخلي” في سيناء. وتنظر حماس إلى الانتخابات المصرية التي جرت هذا الأسبوع على أنها استمرار سيطرة الفئة العسكرية على مصر، ضدّ إرادة الشعب.

سخرت صحف حماس من السيسي بسبب نسبة التصويت المنخفضة في الانتخابات التي أجبَرت السلطات على تمديد الانتخابات يومًا آخر- هذا مقارنة بانتخابات 2012 التي انتُخب محمد مرسي فيها، وحينها كانت نسبة التصويت أعلى بكثير.

مؤيدو السيسي يحتفلون في القاهرة (KHALED DESOUKI / AFP)
مؤيدو السيسي يحتفلون في القاهرة (KHALED DESOUKI / AFP)

 بالمقابل، يُلاحظ أن علاقات الحركة مع إيران التي تلقّت ضربة قاسية بعد الحرب الأهلية في سوريا، تعود إلى مضمار التعاون المشترك. وكانت المرة الأخيرة التي لوحظ فيها تقارب بين فتح وحماس في عام 2012، حيث اتهمت إيران حماس أنها “تركت طريق المقاومة”. وحذر القائد الروحي لإيران، علي خامنئي، رئيس حماس إسماعيل هنية ألّا “يمضي في طريق ياسر عرفات”.

 “هناك من يتمنى أن تنقطع علاقة حماس مع طهران، لكننا في حماس  نؤكد أن العلاقات السياسية مع طهران قديمة وعميقة”

لكن يبدو اليوم أن إيران تتقبل المصالحة بين فتح وحماس بالرضا. وأكد هذا الأسبوع مسؤول مكتب العلاقات الخارجية في حركة حماس، أسامة حمدان، على استمرار متانة العلاقات بين الحركة والجمهورية الإسلامية: “هناك من يتمنى أن تنقطع علاقة حماس مع طهران، لكننا في حماس  نؤكد أن العلاقات السياسية مع طهران قديمة وعميقة وستظل قائمة على أساس دعمها للقضية الفلسطينية”.

التقارب بين حماس وإيران يتمثل في لقاء رئيس المكتب السياسي خالد مشعل مع نائب وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان. وصرح بعض كبار المسؤولين في حماس، ومنهم محمود الزهار، تصريحات إيجابية عن اللقاء، والتي تؤكد أن حماس لا تنبذ طريق المقاومة بغض النظر عن اتفاق المصالحة.

خالد مشعل واسماعيل هنية  في غزة (Abed Rahim Khatib / Flash 90)
خالد مشعل واسماعيل هنية في غزة (Abed Rahim Khatib / Flash 90)

 لكن لا يعني هذا التقارب فيما يعني  تحسن وضع حماس، ولكنه أكثر دلالة على التطورات في المنطقة، ومنها تولي حسن روحاني سدة الرئاسة في الجمهورية الإسلامية.

رغم أن إسرائيل ما زالت تنظر إلى روحاني على أنه “ذئب في فرو نعجة”، إلا أن التغييرات التي يبديها، وعلى رأسها الانفتاح تجاه الغرب الذي يتمثل في اتفاق جنيف التاريخي، تدل على أن إيران قد تغيّرت.

“إن من تتعامل معه حماس اليوم ليست إيران الثورية، وإنما مشروع يمتزج فيه البُعد القومي بالديني والعسكري، مع مسحة رأسمالية”

 في أحد المقالات في موقع “العربي الجديد”، قالت الباحثة فاطمة الصمادي: “إن من تتعامل معه حماس اليوم ليست إيران الثورية، وإنما مشروع يمتزج فيه البُعد القومي بالديني والعسكري، مع مسحة رأسمالية، يضفيها عليها خطاب روحاني ‘المعتدل'”. يبدو أن إيران لن تتنازل عن تأثيرها في القضية الفلسطينية، مما يسر بالطبع حماس، لكن ليس بالضرورة أن تكون المصلحة الإيرانية سنة 2014 متماثلة مع المصلحة التي وجهتها في السابق.

 ما زالت تعلو علامات السؤال: كيف سيؤثر التقارب من  إيران على  تطبيق اتفاق المصالحة مع فتح، وتلبية احتياجات مواطني غزة اليومية وعلى رأسها فتح معبر رفح مجددًا؟ وكيف سيتعامل السيسي مع حماس الآن، في حين يبدي 93 % من المصريين تأييدهم غير المتردد؟ سنعرف الإجابات في الأشهر القريبة القادمة.

اقرأوا المزيد: 720 كلمة
عرض أقل