هل أثر استهلاك المخدرات الخطيرة في القرارات المصيرية لهتلر في الحرب العالمية الثانية؟ نشرت القناة العاشرة الإسرائيلية، أمس السبت، خبرا مثيرا للاهتمام يتطرق إلى بحث أجراه صحفي ألماني، وكان يهدف إلى فحص إلى أي مدى كان يستخدم الجيش النازي والقيادة النازية المخدرات الخطيرة في الحرب العالمية الثانية. في كتابه “بأسرع وقت ممكن” الذي أصبح الأكثر مبيعا، اكتشف الصحفي مارتين أوهلر، أن أدولف هتلر كان مدمنا على المخدرات واستهلك كميات هائلة من الكوكايين والأمفيتامينات.
وفق الكتاب، اكتشف هتلر أن الأمفيتامينات – المخدرات المنشطة التي تتغلب على الخوف وتسمح بالقيام بنشاطات متتالية طيلة أيام دون الاستراحة – يمكن أن تكون حلا رائعا لخلق إنسان مثالي جديد. “كانت تعتبر كل الوسائل شرعية طالما كانت تحسن القدرات الشخصية والدوافع العنصرية بهدف أن تحافظ ألمانيا عن نفسها من الفئات الأخرى التي تسعى إلى إبادتها”، قال للقناة العاشرة المؤرخ جوهان شفوتو.
وفق أقوال أوهلر، شجعت المخدرات المنشطة قوانين الحرب لدى الجيش النازي، التي وصفت بـ “الحرب الخاطفة” (Blitzkrieg)، والتي حرصت على شن هجوم مدمج وسريع، أي الوصول بعيدا في أسرع وقت ممكن. “تفاجئ الجانب الآخر من الجنود الألمان الذين لم يناموا ويستريحوا”، قال أوهلر. “لم تعزز الميثامفيتاميات الحرب الخاطفة فحسب، بل سمحت بحدوثها”.
الصحفي مارتين أوهلر (لقطة شاشة)
وفق المقال، بعد محاولة اغتيال هتلر في عام 1944، بدأ هتلر يستهلك الكوكايين مكتشفا أفضلياته الصحية. “كانت تشير الصورة الذاتية لهتلر إلى أنه إنسان صالح، وأشبه بالقديس”، قال أوهلر “ولكن عندما بدأت أفحص القوائم التي وصفها طبيبه الشخصي له، اكتشفت أن هتلر تلقى أدوية كثيرة طوال الوقت منذ عام 1936 حتى نهاية حياته. تعكس هذه الحقيقة صورة أخرى للقائد، الذي كان قائدا أيضا لكل ما يتعلق بالمخدرات المسببة للإدمان”.
رغم ذلك، هناك من يدعي أن هتلر لم يستهلك المخدرات إلى حد كبير كما ذكر أوهلر، بالمقابل هناك من يدعي أنه ربما يحاول البحث نسب أعمال القائد إلى جهة خارجية. “ليست هناك علاقة بين السياسة المعادية للسامية والعنصرية لدى النازيين وبين المخدرات الخطيرة”، أوضح أوهلر “ولكنها تشكل جزءا لا يتجزأ من البازل الذي يوضح الصورة، التي تساعدنا على فهم كيف صارت الأمور، وماذا حدث في ألمانيا في تلك الفترة”.
بعد 40 عاما من اختفاء الشارب أصبح منتشرا في الموضة كثيرا. ما هي أهمية الشارب في الثقافات المختلفة، وهل حامد سنو، تشارلي تشابلن، وستالين أثروا في عودته؟
دون أن يلاحظ أحد تقريبا، بدأ يسطع نجم موضة قديمة بعد أن كانت خامدة طيلة أكثر من أربعة عقود. تظهر هذه الموضة في شهر تشرين الثاني تحديدًا، الذي يعتبر شهر الشارب الدولي (Movember= Mustache + November)، ولكن مؤخرا ظهر الشارب ثانية، وبدأ يغطي وجوه السياسيين، الممثلين المشهورين، الهيبسترز العرب والغربيين، والكثير من المطربين (قائد فرقة مشروع ليلى، حامد سنو) الذين قرروا إطلاق الشارب وإعادته إلى الموضة.
وزير الدفاع السابق، عمير بيرتس (Flash90/Miriam Alster)
يمكن العثور على إثبات آخر للافتراض بأن موضة الشارب عادت بشكل كبير، في استطلاع أجرته شركة العناية الألمانية Braun في مدن مركزية في أوروبا. ووفقا للاستطلاع، فإن نسبة الرجال في برلين، الذين يطلقون الشارب أو اللحية هي %53، ووُجدت نسبة أعلى من الرجال ذوي الشارب في إسطنبول (63%)، وهناك نسبة عالية أيضا لدى الرجال في لندن، ميلانو، وبرشلونة.
لمزيد من الدقة، لا نتحدث عن ثورة اللحى، التي تغطي معظم وجوه الرجال في العالم اليوم؛ بل عن الشارب الذي تعرض في الماضي لآراء مسبقة سخرت منه. في الوعي الإنساني، تُذكّر الشوارب بالظالمين (بشار الأسد، هتلر، وستالين) وبالكوميديَين (تشارلي تشابلن وياسر العظمة) وشخصيات تعرضت للفشل (السياسي الإسرائيلي السابق ووزير الدفاع عمير بيرتس).
بشار الأسد (AFP)
وربما تكمن مشكلة الشارب الكبيرة في حقيقة أنه مثير للضحك. أصبح خيار موضة الشارب المثير للجدل على مر السنين مصدرا للضحك الحقيقي. أطلق الكوميدي الصامت، تشارلي تشابلن الشارب وكذلك بورات ساغديب (Borat) المراسل الكازاخستاني الذي أراد أن يتعلم الثقافة الأمريكية، الشخصية الكوميدية التي أداها الممثل اليهودي ساشا بارون كوهين عام 2006.
وحاول كلاهما بصفتهما مؤثرين في الرأي العام في مجال الأزياء الرجالية التخلص من موضة الشارب إلا أن محاولتهما قد فشلت مرارا وتكرارا. وقد عادت الشوارب إلى الموضة بعد 40 عاما من الاختفاء تماما مثل اللحى رغم أنها مثيرة للضحك.
الشارب القديم
تشارلي تشابلن (AFP)
كانت السبعينيات بمثابة العصر الذهبي للشارب في القرن العشرين. وقد تضاءلت أهميته في الثمانينيات، ومن ثم ظهر في مجال الموضة بعد أن بدأ الهيبسترز في تل أبيب أو بعد أن تأثر رجال بالحملة التسويقية بمجال الأزياء “Movember” التي شجعتهم على إطلاق الشارب، وانتشرت في شهر تشرين الثاني لرفع الوعي وجمع الأموال لإجراء بحث وتقديم علاج لمرضى سرطان البروستات.
ولكن جذور الشارب الصغير عميقة وقديمة ومعروفة في تاريخ البشرية وتحظى بأهمية دينية، اجتماعية، ومكانية.
اعتاد المصريون القدماء والفراعنة، على حلق شعر جسمهم كله، ربما بسبب الحرارة والرطوبة، وليس لأسباب دينية فقط. ومع ذلك، في فترة قصيرة نسبيا من التاريخ المصري القديم الذي دام طويلاً، ظهر في الرسومات الجدارية، رجال مع شوارب دقيقة. في حين أن الناس ما زالوا منقسمين، أطلق الفراعنة لحى مزيّفة ومزخرفة، من الفضة والذهب كانت معلقة حول الأذنين – بدءا من لحية مربعة الشكل وحتى اللحية المعتنى بها التي كانت توضع على أجسادهم بعد الموت.
اعتاد الحكام البابليون أيضا، على التفاخر باللحى والشوارب المجعّدة ذات الألوان التي كان يُحظر على عامة الناس استخدامها.
وقد أمر الإسكندر المقدوني، الذي قاتل ضد الحاكم الفارسي صاحب اللحية، درويش الثالث، جنوده بأن يحلقوا لحاهم أو شواربهم تماما، لئلا يتمكن العدو من الإمساك بها أثناء القتال المباشر.
في عام 1705، فرض القيصر بطرس الأكبر ضريبة تتراوح بين 30 حتى 100 روبل، أو ممارسة الأعمال الشاقة، على كل رجل أطلق لحية أو شارب، مما أدى إلى هجرة المثقفين أصحاب اللحى والشوارب. وبالمناسبة، هناك من يدعي أن الفيلسوف، الاقتصادي، وأب الثورة الاشتراكية، كارل ماركس، أطلق شاربا سميكا ولحية كرد فعل خلافا لما كان مقبولا في الإمبراطورية في تلك الأيام.
شيخ درزي من قرية بقعاثا في الجولان (Flash90/Doron Horowitz)
وفي الشرق الأوسط، ما زال الشارب يشكل علامة طبيعية للرجولة والقبلية التقليدية. انظروا إلى شوارب الأتراك، وُجهاء الطائفة الدرزية المنتشرة في لبنان، سوريا، وإسرائيل. في سُهوب آسيا في كازاخستان وكردستان، يعتبر الرجل مع الشارب المهذب جيدا صاحب مكانة سواء في أوساط عائلته أو في مدينته أو قبيلته.
الشارب العصري
لا شك أن أولئك الذين يشجعون موضة إطلاق الشارب، إضافة إلى إطلاق اللحية أو عدمه، يعرفون أن الموضة تتغير كل الوقت. والدليل على ذلك هو الظهور الأخير لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك، الذي أصبح هيبسترا خبيرا مع لحية وشارب. فاجأت المغنية أديل العالم بعد أن اعترفت أنها عندما كانت حاملا قد ظهر لديها شارب بسبب التأثيرات الهرمونية وأسمته “لاري” وظل بعد الولادة أيضًا.
يمثل الشارب في العصر الحديث جوانب كثيرة: إنه يُزين الكعك في الإنستجرام أو أنه يظهر على حقائب الظهر والقمصان. خلافا للمسيحية التي كان يشكل فيها الشارب “علامة الوحش”، سمح الإسلام به وكان يمثل علامة وحاجة دينية للتمييز بين أعضاء المجتمع الإسلامي وغيرهم في أيام الجاهلية.
A post shared by Traveling Mustache (@whereisjosiah) on
تختلف وجهات النظر في العصر الحديث حول الشارب: في أسوأ الحالات، يشكل الشارب تعبيرا عن العناية الذاتية المفرطة والنرجسية، وفي أفضل الأحوال يمثل الذكاء ومواكبة الموضة. أيا كان الأمر، سيظل الجدل الأبدي حول أهمية الشارب، جماله، وفائدته الاجتماعي مستمرا طيلة سنوات كثيرة.
وسط انتقادات واسعة.. افتتاح أكبر معرض في العالم عن حياة هتلر في برلين
القائمون على المعرض المثير للجدل يوضحون أن هدف المعرض هو محاربة الجهل السائد إزاء النازية وإجرامها، وليس تمجيد شخصية المجرم النازي أدولف هتلر، بعد أن ظل الحديث عنه في ألمانيا من التابوهات
افتتحت برلين أكبر معرض في العالم حول حياة هتلر هذا الأسبوع. وأوضح أمناء المعرض في وسائل الإعلام أن هدف المعرض الأسمى هو محاربة “الجهل السائد عن النازية”.
إعادة بناء مكتب الطاغي هتلر في أحد المعارض في برلين (AFP)
ويقع المعرض “هتلر – كيف حدث ذلك؟” في خندق استخدمه المواطنون أثناء الحرب، كان قريبا من خندق هتلر غير المفتوح أمام الجمهور. افتُتح المعرض بتمويل ذاتي بعد مرور أكثر من 70 عاما من انتحار الطاغية النازي في خندق في نهاية الحرب العالمية الثانية.
معرض في شوارع برلين حول صعود النازيين إلى الحكم (AFP)
وطيلة عشرات السنوات كان التركيز على شخصية هتلر بمثابة محرمات في ألمانيا. يتطرق المعرض إلى كيف أصبح هتلر نازيا، ولماذا أصبح الألمان قاتلين أثناء تلك الفترة. ويتطرق المعرض أيضا إلى حياة هتلر بدءا من ولادته في النمسا، مرورًا بعمله كرسام، وتجاربه أثناء خدمته العكسرية في الحرب العالمية الأولى، وصولا إلى صعوده إلى الحكم، وكيف أثرت جميع هذه المراحل في حياته وبرامجه لإبادة اليهود ودفع تعظيم مكانة الآريين قدما.
وينتهي المعرض في إعادة بناء الغرفة التي انتحر فيها هتلر في الخندق، وهي معروضة عبر جدران زجاجية ويحظر تصويرها.
هرمان غوطنبرغ، العجوز الأرجنتيني الذي يدعي أنه أدولف هتلر (Twitter)
وفي هذه الأثناء،، نُشِرت في الشهر الماضي تقارير تشير إلى أن عجوز عمره 128 عاما من الأرجنتين يدعي أنه أدولف هتلر الحقيقي وأنه هرب من ألمانيا بعد الحرب العالمية في عام 1945 وهو يحمل جواز سفر مُزيّفا حصل عليه من قوات الغستابو. وادعى أيضا أنه يكشف عن هويّته الآن بعد أن تأكد أن الموساد الإسرائيلي لا يبحث عنه بعد وتوقف عن مطاردة النازيين أيضا.
وقالت زوجة هرمان منذ 55 عاما في مقابلات مختلفة إن زوجها، على ما يبدو، هو نازيّ سابقا، ولكن ادعاءه أنه أدولف هتلر يبدو أنه بسبب الخرف الذي يعاني منه.
تعرّض المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إلى انتقادات شديدة في الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أن قال إن النازي هتلر لم يستخدم السلاح الكيماوي مثل الأسد، ناسيا أن هتلر أباد ملايين اليهود بالغاز
تعرض المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، أمس الثلاثاء، إلى انتقادات واسعة في الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أن قال إن النازي هتلر لم يستخدم السلاح الكيماوي خلال الحرب العالمية الثانية، ناسيا أن النازيين قتلوا ملايين اليهود باستخدام الغاز خلال فترة الهولوكوست. وسارع سبايسر إلى الاعتذار عما قال في أعقاب الانتقادات الشديدة ضد والمطالبة بإقالته الفورية.
وقال سبايسر لشبكة CNN الأمريكية في أعقاب الضجة التي أثارها “لقد أجريت مقارنة غير لائقة ولا تتعاطف مع ذكرى الهولوكوست، لا يمكن مقارنة أي شيء بها، أعتذر على ذلك”.
وجاءت أقوال المتحدث الخاطئة خلال مؤتمر صحفي أجراه في البيت الأبيض، أراد فيه الضغط على الروس التخلي عن دعمهم للرئيس السوري بشار الأسد، في أعقاب استخدامه السلاح الكيماوي في إدلب. وقال سبايسر “حتى إنسان مقيت مثل هتلر لم ينزل إلى مستوى استخدام الكيماوي”، وأضاف “متى سيفهم الروس أنهم في الجانب الخاطئ للتاريخ؟”. إلا أن الصحفيين في المؤتمر طالبوا منه توضيح أقواله، مشرين إلى أن هتلر قام باستخدام الغاز.
وردّ سبايسر بالقول إنه “يحترم التوضيح” من قبل الصحفيين، محاولا أن يفسر أقواله أكثر دون نجاح. فقال إن هتلر لم يستخدم غاز السيرين ضد شعبه، إنما قام بنقله إلى “مراكز هولوكوست” (القصد معسكرات الإبادة)، في حين يقصف الأسد المواطنين العزل والبلدات بالغاز. لكن سبايسر فهم أنه ارتكب خطأ جسيما في المقارنة مع هيتلر، قائلا “لم أحاول التقليل من فظائع الهولوكوست بأي شكل. أردت فقط أن أبرز استخدام الطائرات لضرب الأماكن السكينة بالسلاح الكيماوي”.
وجرّت أقوال سبايسر انتقادات واسعة من رموز الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، وأعضاء كونغرس، استهجنوا المقارنة التي أجراها المتحدث باسم البيت الأبيض والتي تدل على جهل كبير وتعد خطيرة لأنها تحرف تاريخ الهولوكوست وفظائع النازيين.
وندد مركز “آنا فرانك” للاحترام المتبادل بسبايسر مطالبا من الرئيس ترامب إقالته. وقال المتحدث باسم المركز “سبايسر يتورط بإنكار الهولوكوست، وذلك في عيد الفصح اليهودي، منكرا أن هيلتر قتل ملايين اليهود في الغاز”. وطالبت زعيمة الحزب الديموقراطي في الكونغرس، نانسي بولسي، من الرئيس ترامب إقالة سبايسر. وطالبت منظمات يهودية كبيرة في الولايات المتحدة سبايسر بالاعتذار والتعهد بعد تكرير هذه الأخطاء.
وأثارت أقوال سبياسر غضبا في إسرائيل كذلك، إذ وصف وزير المواصلات، يسرائيل كاتس، أقوال سبايسر “خطيرة ومثيرة” وكتب “الاعتبارات الأخلاقية فوق السياسة، إما أن يتعذر أو يجب المطالبة بإقالته”.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس (Yonatan Sindel/Flash90)
“أبو مازن الناكر الأكبر للمحرقة”
رغم أن أبو مازن تحدث كثيرا عن الجرائم التاريخية التي ارتُكِبت بحق يهود أوروبا، إلا أن هناك في إسرائيل من يدعي وجود إثباتات جديدة تؤكد أنه ما زال يُعتبر الناكر الأكبر للمحرقة في التاريخ
لا يمكن ذكر المرات الكثيرة التي سمعتُ فيها دمج الجملتين “إنكار المحرقة” و “أبو مازن”، فقد كُتِب الكثير من المقالات الأكاديمية والصحفية الإسرائيلية حول الموضوع، محاولة للإجابة عن السؤال “هل أبو مازن هو الناكر الأكبر للمحرقة؟”.
منذ أكثر من 11 عاما، يشغل محمود عباس، أبو مازن، منصب رئيس السلطة الفلسطينية وما زال الرأي العام حول آرائه عن الصهيونية، في إسرائيل على الأقل، يتعرض لحالات من المد والجزر. إن الجدال والنقاش حول النظريات التي دعمها أبو مازن في الثمانينيات، أثارت جدلا بين اليمين واليسار في السياسة الإسرائيلية والأكاديمية الإسرائيلية.
الدكتور إيدي كوهين
تجدر الإشارة إلى أن أبو مازن، عارض الكارثة بتاريخ 27 نيسان 2014 قائلا إن “المحرقة هي أبشع جريمة في العصر الحديث”، وموضحا أيضا أن الهولوكوست هو نتيجة التمييز العرقي والعنصري، وإن الفلسطينيين يرفضونه.
حدثت حادثة أخرى قبل ذلك بعشرة أيام، عندما سافرت بعثة من طلّاب جامعيّين للالتقاء بأبو مازن في المقاطعة في رام الله. إذ تطرق عباس في خطابه إلى الاتهامات الموجهة ضده قائلا: “هناك من يقول أن أبو مازن ينكر المحرقة؟ أنا، هيك بقولوا، أنكر المحرقة. كيف ينكر المحرقة؟ كتب كتابا وأنكر المحرقة. قرأت الكتاب يا سيدي؟” وأضاف متهكما ومجيبا بنفسه: “لا والله، سمعت”.
خطاب الرئيس محمود عباس أمام الطلاب الجامعيين الإسرائيليين: يبدأ تطرقه إلى المحرقة في الدقيقة 32:25
حتى أن متحف “ياد فاشيم” قد نشر ردا على أقوال أبو مازن حول الموضوع: “لمزيد الأسف، فإن إنكار الهولوكوست وتشويه الحقائق حولها شائعان في العالم العربي بما في ذلك بين الفلسطينيين. لذلك، فإن تصريح محمود عباس أن “المحرقة هي أبشع جريمة في العصر الحديث”، ربما يشير إلى تغيير نتوقع حدوثه في مواقع الإنترنت، البرامج التعليمية، وحديث السلطة الفلسطينية”.
ورغم تصريحات أبو مازن، يحاول باحثون إسرائيليّون معرفة إذا تراجع أبو مازن عن مواقفه حول الصهيونية والمحرقة حقا، منذ الثمانينيات أو أنها لم تتغير؟
أحد الباحثين هو دكتور إيدي كوهين، من قسم الدراسات الشرق أوسطية في جامعة بار إيلان، ورئيس منتدى “كيديم” لدراسات الشرق الأوسط. في حديث معه حول كتابه الجديد “المحرقة النازية في عيون محمود عباس” (مجموعة مترجمة ومحررة ألفها أبو مازن) حاول دكتور كوهين أن يوضح لماذا يعتقد أن أبو مازن “ما زال الناكر الأكبر للمحرقة” وفق ادعائه.
يعتبر دكتور إيدي كوهين نفسه لاجئا يهوديا. كانت عائلته (الجيل الثالث في لبنان) جزءًا لا يتجزأ من وادي أبو الجميل في حارة اليهود في لبنان، ولم ترغب في مغادرة لبنان والقدوم إلى إسرائيل. ولكن في التسعينيات، اضطر دكتور كوهين إضافة إلى معظم أفراد الجالية اليهودية، إلى أن يصبح لاجئا ويغادر لبنان إثر ملاحقة حزب الله واضطهاده. كان حزب الله مسؤولا عن خطف وقتل وحشي لـ 12 شخصا من الجالية اليهودية، ومن بينهم والده.
“تجدر الإشارة إلى أن إنكار المحرقة لا يشكل نفيا بحد ذاته فحسب، بل تقليصا لحجم هذه الكارثة، إخفاء الحقائق، إنكار المسؤولين الحقيقيين وإخفاء آثارهم. ويرتكب أبو مازن كل هذه الأعمال”، وفق ادعاء دكتور كوهين ردا عن السؤال لماذا ما زال هناك انشغال قهري حول التساؤلات فيما يتعلق بإنكار أبو مازن للمحرقة رغم أنه شجب هذه الكارثة كثيرا.
من جهته، يعتقد دكتور كوهين أن هناك تلميحات مبطّنة تشهد على إنكار أبو مازن للمحرقة في عنوان كتابه: “الوجه الآخر: العلاقات السرية بين النازية والصهيونية”. تظهر في كل صفحات كتابه ادعاءات لاساميّة ووصفا للحركة الصهيونية بصفتها مسؤولة عن إبادة اليهود في أوروبا، وهذه نظرية كأن النازيين قد صرحوا بها. يتطرق عباس في كتابه إلى قضية يهود الدول العربية، متجاهلا معاناتهم واصفا واقعا خياليا. يعرف كل مثقف مُطلع على التاريخ إلى حد ما أن كتاب عباس دعائي، ومليء بالرسائل المعادية للسامية العلنية والخفية على حد سواء”.
ما هي معلومات البحث الجديدة التي تقدمها في كتابك الجديد، غير معروفة حول النظرية التي حاول أبو مازن في الثمانينيات بحسبها دفع العلاقة بين الصهيونية والنازية قدما؟
“في مقدمة الكتاب، (صدرت الطبعة الأولى منه في عمان عام 1984، وتستند إلى رسالة الدكتواره التي تقدم بها عباس لنيل درجة الدكتوراه في الجامعة الروسية) يتطرق عباس إلى قضية عدد ضحايا المحرقة، مشيرا إلى أن “هناك ادعاءات” أن عدد الضحايا كان ستة ملايين، ولكن وفق أقواله ليس في وسع أحد تأكيد هذه الأقوال أو دحضها: “قد يكون عدد ضحايا اليهود ستة ملايين، أقل منه بكثير، وربما أقل من مليون”. في هذه المرحلة، يشدد عباس على أن “الجدل الذي يدور حول عدد الضحايا اليهود، لا يحد من الأعمال الفظيعة التي ارتُكِبت بحقهم أبدا، موضحا أن حقيقة قتل الإنسان – شخص واحد فقط – هي جريمة لا يمكن قبولها في العالم الحضاري، وهذا عمل غير إنساني”. ولكن بعد أن أدى واجب الشجب، بدأ بشن هجوم: “بحث الكثير من الباحثين في عدد الضحايا – ستة ملايين – متوصلين إلى استنتاجات مدهشة، تشير إلى أن عدد الضحايا اليهود هو مئات الآلاف”. ويقتبس عباس في الصفحة ذاتها أقوال المؤلف الكندي، ناكر المحرقة، روجيه ديلورم.
في الدول العربية اهتمام متزايد في الفرضيات المعادية للسامية الخاصة بهتلر
ويدعي دكتور كوهين أثناء المقابلة بأكملها أنه طرأت حالة أشبه “بصمت مؤسسي متعمد. لا يتم التطرق إلى هذا الموضوع إطلاقا. لم يجرأ أحد على الكشف عن نظرية عباس. فلم يرغب أحد في تشويه صورته بصفته “معتدلا وداعما للسلام”. في الوقت ذاته، يتهم “متحف ياد فاشيم بسبب عدم نشره مقالا واحدا حول نظرية عباس أو كتابه. اختارت مؤسسات أكاديمية أخرى تجاهل الموضوع، ويثبت هذا عدم الحرية الأكاديمية الحقيقية في إسرائيل”.
كيف تفسّر حقيقة أنه لم ترغب أية دار نشر تحمل مسؤولية نشر كتابك؟ هل من الممكن أنك تعمل بدوافع سياسية تهدف إلى “تشهير أبو مازن”؟
“في السنوات الماضية، نشرت مقالات كثيرة حول الموضوع في الإعلام الإسرائيلي والعالمي. فاقترح علي الكثير من زملائي التوقف عن الكتابة، لئلا تتضرر سيرتي الأكاديمية. رغم ذلك، كان لدي دافع الكشف عن أيديولوجيّة عباس وفق ما تظهر في كتابه. رفض الكثير من دور النشر ومدراء الأقسام مساعدتي. أوضح لي الكثير منهم، في محادثات مغلقة، أن نشر كتاب كهذا، قد يؤثر في المساعدات المالية من الصناديق الأوربية. في متحف “ياد فاشيم” هناك قلق أيضا من رسم صورة عباس المتطرفة حول موضوع المحرقة”.
هل حاولت معرفة ردة فعل عباس حول كتابك؟
غلاف الكتاب الجديد للدكتور إيدي كوهين: “المحرقة النازية في عيون محمود عباس”
“لقد حاولت كثيرا، ولكن لم يرغب أحد في الإجابة. يعرفني الكثيرون في وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية وحاولت الحصول على رد فعل عبر الكثير من زملائي، ولكن دون جدوى”.
كما ذُكر آنفًا، تستند غالبية ادعاءات دكتور كوهين ضد عباس على الكتاب الذي كتبه إذ يدعي فيه أن المحرقة هي مؤامرة صهيونية – نازيّة. يصف عباس الحركة الصهيونية وقادتها، أمثال دافيد بن غوريون، بصفتهم “متعاونين” تسببوا في إبادة يهود أوروبا. ادعى عباس أيضا أن القادة الصهاينة اعتقدوا أن في وسع كارثة تاريخية كهذه تهجير اليهود إلى أرض فلسطين، وهو أمر يكون مُبررا من قِبل المجتمع الدولي لاحقا”.
أكثر ما أثار دهشة الدكتور كوهين هو ادعاءات أبو مازن أن اليهود تجاهلوا تماما أقوال هتلر وتعاونوا معه، حتى أنهم شجعوا اللاسامية أيضا. “ادعى عباس أيضا أن الصهاينة ألحقوا ضررا عمدا بجهود الإنقاذ التي بذلتها المجتمعات اليهودية في رومانيا، هنغاريا، سلوفاكيا، ودول البلطيق، بما في ذلك الحملة لإنقاذ 3.000 يهودي في هنغاريا”.
لا يتطرق كفاح دكتور كوهين إلى إنكار المحرقة من قِبل أبو مازن فحسب، بل إلى من تعاون وفق رأيه بشكل فعال مع النظام النازي والقصد هو الحاج أمين الحسيني
الحاج أمين الحسيني وأدولف هتلر، برلين 1941
“هناك أهمية لمعرفة الدافع لدى عباس باتهام الصهيونية بالمحرقة. فمن المرجح أنه يرغب في ذلك إخفاء أعمال وجرائم من تعاون حقا مع النازيين وكان مخلصا لهم؛ هؤلاء الذين دفعوا قدما مصالح النازيين في كل مكان، لا سيّما في الشرق الأوسط؛ الذين حرضوا ضد اليهود بإشراف النازيين، ومنعوا هجرة الأطفال اليهود إلى فلسطين. إن المسؤولين بشكل مباشر وغير مباشر عن وفاة آلاف الأطفال اليهود أثناء الكارثة، ليس سوى زعيم الحركة الوطنية الفلسطينية، مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني وحاشيته، الذين عاشوا في ألمانيا النازية بين عامي 1945-1941. بعد الحرب، وُجه نقد ثاقب حول التعاون والتحالف الذي قطعهما المفتي مع النازيين، وتجنبا لذلك، اختار عباس التركيز بشكل خاص على اتهام الضحايا – اليهود – بالجرائم النازية، متجاهلا تماما كافة النشاطات السياسية والمعادية للسامية للمفتي في كتابه”.
يعارض الكثير من الباحثين الإسرائيليين والعالميين آراء دكتور كوهين. إذ يدعي معظمهم أن الانشغال القهري والاقتباسات المتكررة في الدراسة التي أجراها أبو مازن في الثمانينيات لا تعكس آراءه بشكل صادق حاليا.
كتب أبو مازن خلافا لخلفه، أبو عمار الذي لم يترك وصية مكتوبة، كثيرا عن آرائه السياسية وطموحاته الوطنية الفلسطينية. فقد كتب كثيرا عن الأعمال الأكاديمية التي قام بها، حتّى الآن، في مقالات، كتيّبات وكتب، إذ تُرجِم القليل منها إلى الإنجليزية. في موقع السلطة الفلسطينية، هناك نسخات لنحو 16 كتابا وكتيّبات نُشرت بين عامي 1977—2003، وهي الفترة التي استقال فيها عباس من منصب رئيس الحكومة الفلسطينية في عهد عرفات، ونُشرت مجددا في رام الله عام 2011. هناك حتى من يدعي، أن دراسة المواد الجديدة بما في ذلك تصريحات أبو مازن في السنوات الماضية ضد المحرقة تثبت أن آرائه حولها قد تغيّرت، وتغير تعامله مع الصهيونية وأصبح معتدلا أكثر.
أصبحت النسخة الجديدة لكتاب “كفاحي” الشهير لأدولف هتلر، الذي نُشِر للمرة الأولى عام 1925، وشكل البنية التحتيّة الأيدولوجية لفكرة إبادة الشعب اليهودي، الأكثر مبيعا في ألمانيا في فئة الكتب غير خيالية. وفق تقرير وكالة الأنباء الألمانية، نحو 85 ألف نسخة بيعت منذ إصدار الكتاب قبل سنة.
نُشر الكتاب المؤلف من 1.948 صفحة تحت عنوان: “هتلر، كفاحي: نسخة انتقادية”. طبع معهد ميونيخ للتاريخ المعاصر النسخة الانتقادية، حيث أضاف طيلة سبع سنوات ملاحظات إلى الملاحظات الأصلية لهتلر للتشديد على الترويج والأخطاء التي ظهرت فيه.
حتى نهاية عام 2105، منعت وزارة المالية في دولة بافاريا، صاحبة الحقوق على الكتاب، التحدث عنه في نشرات الأخبار في أنحاء ألمانيا، ولكن قبل سنة لم يعد تاريخ سريان المفعول لحقوق الملكية صالحا بعد مرور 90 عاما منذ نشره للمرة الأولى. رغم التعابير المعادية للسامية في الكتاب، لم يُحظر نشر الكتاب في ألمانيا، ويمكن العثور عليه في النت، حوانيت الكتب المُستخدمة، والمكتبات.
في السنة الماضية، اقترح أعضاء في منظمة المعلمين الألمان إدراج الكتاب في البرنامج التعليمي لوزارة التربية الألمانية، ولكن رُفضت الفكرة في النهاية خوفا من أن تستغل جهات متطرفة ذلك لنشر أفكار هتلر مجددا دون عرض المشاكل والكذب الذي يتضمنها.
بعد عقود من الرفض وعدم الاستمرارية، بدأت حكومة النمسا في دفع هدم منزل أدولف هتلر قدما بشكل ملحوظ. وهي تفكّر في تفجير المبنى وهدمه كليا أو تغييره تماما وتخطيطه مُجددا. أيا كان القرار، تهدف السلطات إلى منع النازيين الجدد من تحويل المبنى التاريخي إلى موقع زيارة خاصة بهم.
ولكن الحال يختلف في برلين. ففي ألمانيا، دُمِرت المواقع الأثرية التاريخية النازية منذ زمن. رغم ذلك، أقامت مؤخرا شركة تجارية أحد أهم المواقع مجددا وجعلته موقع جذب سياحيا: نموذج الغرفة المُحصّنة التي انتحر فيها هتلر في نيسان 1945.
نموذج الغرفة المُحصّنة التي انتحر فيها هتلر (AFP)
بُنيَت “الغرفة المحصّنة تحت الأرض” على بُعد نحو كيلومتر من الغرفة المُحصّنة الأصلية ويقع بالقرب منها متحف تاريخي في برلين.
نموذج للحصن الذي انتحر فيه هتلر (AFP)
حققت الشركة نشرا للمشروع من خلال دعوة عشرات المراسلين الأجانب للمشاركة في الاحتفال الافتتاحي لنموذج الغرفة المحصّنة تحت الأرض في شهر نيسان الماضي، وبعد ذلك افتتحت أبوابها أمام الجمهور الواسع، حيث تُجرى جولتان في الموقع يوميا. يشارك في كل جولة 30 زائرا على الأقل، بتكلفة 12 يورو للشخص.
يلعب هيملر بأوراق اللعب، يشاهد فيلما جيدا، ينظر إلى النجوم ويلتقي بأدولف هتلر – توفر يوميات رئيس الإس إس، هاينريش هيملر، التي كُشف عن أجزاء منها، هذا الأسبوع، في الصحيفة الألمانية الشعبية “بيلد”، لمحة مثيرة للاهتمام عن جدول أوقات أحد كبار مسؤولي النظام النازي.
توثق اليوميات سيرة حياة هيملر عام 1938 – وهو العام الذي حدثت فيه “ليلة البلور”، وكذلك عامي 1943-1944، وهما العامان الحاسمان في الحرب العالمية الثانية وهولوكوست يهود أوروبا.
لم يكتب هيملر نفسه اليوميات، ذات ألف صفحة وإنما كتبها مساعدوه. قد عُثر عليها مؤخرا في أرشيف عسكري في روسيا، حيث احتُفظ بها على مدى أكثر من 70 عاما منذ أن صادرها الجيش الأحمر في نهاية الحرب العالمية الثانية. وعُرّفت هذه اليوميات في معهد التاريخ الألماني في موسكو أنها “وثيقة ذات أهمية تاريخية منقطعة النظير”.
تولى هاينريش هيملر سلسلة من المناصب الكبيرة في النظام النازي، واعتُبر الرجل الثاني في أهميته في الرايخ الثالث. وكان أيضا رئيس الغيستابو وتولى منصب وزير الداخلية. عام 1945 سقط هيملر أسيرا لدى البريطانيين وانتحر من دون أن يُحاكم على جرائمه. لا تكشف اليوميات عن معلومات تاريخية استثنائية وتصف في معظمها جدول أوقات روتيني لرجل مسؤول ومشغول. ومع ذلك، فإنّ الدمج بين الاجتماعات، السفريات، الوجبات، التخطيط والتنفيذ للقتل الجماعي ليهود أوروبا، هو الذي يجعلها وثيقة مثيرة للاهتمام ومهمة.
على سبيل المثال، في أحد الأيام زار هيملر معسكر بوخنفالد في ألمانيا، تناول هناك “وجبة سريعة في مقهى كازينو الإس إس”. في يوم آخر زار معسكر الإبادة سوفيفور في بولندا المحتلة وكان شاهدا على قتل 400 طفلة وامرأة يهوديات عن طريق الغاز. ومن هناك استمر لتناول وجبة احتفالية مع عناصر الإس إس.
قال الصحفي الألماني، الذي كشف عن مقاطع من اليوميات قبل نشرها في كتاب، في مقابلة مع الصحيفة البريطانية “تايمز” إنّ “ما يثير الاهتمام في الوثائق هو الدمج”. بحسب كلامه، فمن جهة، يظهر هيملر كإنسان يحرص جدا على زوجته، بناته، أصدقائه، وسكرتيرته، والتي كان على علاقة غرامية بها، ومن جهة أخرى، فقد استمر في تنفيذ القتل الجماعي. “افتتح أحد الأيام بتناول وجبة فطور وتدليك من طبيبه الشخصي. بعد ذلك هاتف زوجته وابنته وحينها قرر قتل 10 أشخاص أو زيارة معسكر اعتقال”، كما قال. في مرة أخرى توثق اليوميات اللحظات التي أمر فيها هيملر بتجهيز معسكر أوشفيتز بكلاب حراسة جديدة يمكنها أن “تمزّق إربا إربا” ضحاياها.
قتل وشرّد مئات آلاف الأرمن الذين كانوا يعيشون في السلطنة العثمانية في مجازر مروعة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وذلك بين عامي 1915 و1917. 5 حقائق حول هولوكوست الأرمن
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر اجتاحت الفكرة القومية الأرمن أيضًا، وهم أفراد شعب مسيحي قديم، حيث عاش معظمهم في المنطقة الشرقية من الإمبراطورية العثمانية وما وراء الحدود، في فارس وفي مناطق روسيا القيصرية. انتشر عشرات آلاف الأرمن خلال السنين أيضًا في مدن الإمبراطورية العثمانية، وقد شكّلوا طبقة متعلمة وثرية نسبيا. في الشرق عاش الأرمن في مناطق عديدة إلى جانب الأكراد – الذين رغم كونهم أقلية قومية، إلا أنهم مسلمون دينيا، والذين استغلوا ضعف السلطة من حين إلى آخر من أجل مهاجمة جيرانهم المسيحيين.
في التسعينيات بدأت حركات الأرمن بالتسلّح والتنظيم للدفاع عن النفس. حاولت السلطات العثمانية أيضًا أن تحرّض الأكراد ضدّ الأرمن، وفقا للقاعدة الرومانية “فرّقْ تسُدْ”. كانت النتيجة موجة من المذابح والمجازر ضدّ الأرمن بين عامي 1895-1996، تشير التقديرات إلى أن عدد الضحايا تراوح بين 80 ألفا إلى 200 ألف.
في الحرب العالمية الأولى، والتي اندلعت في آب عام 1914، قاتلت الإمبراطورية العثمانية ضدّ روسيا، ووجد الأرمن أنفسهم بين الجبهتين. دفعت هزائم الجيش العثماني الأرمن إلى شن ثورة في عدة أماكن من الشرق، غير بعيدة عن خطّ الجبهة، وخشي قادة الحكومة بأن يمهّد انتشار التمرّدات الطريق للاحتلال الروسي. شكّلت هذه الخشية ذريعة لسلسلة من الإجراءات القمعية، والتي كانت تهدف إلى تمهيد الأرضية لإبادة جماعية، بل من أجل هذا الغرض أقيم “التنظيم الخاص”، والذي جُنّد إليه سجناء جنائيون أطلق سراحهم لهذا الهدف، وهم أبناء قبائل كردية ومهاجرون من القوقاز والبلقان.
100 عام على الهولوكوست الأرمني (Wikipedia)
إذا، لماذا ما زال نفي الهولوكوست الأرمني والذي أبيد فيه وفق التقديرات 1.5 مليون أرمني ساريا؟ إليكم بعض الحقائق حول الهولوكوست الأرمني والإنكار الكاسح لوجوده، حتى اليوم.
1. يتم إحياء ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، أو هولوكوست الأرمن، كل عام في 24 نيسان. في نفس اليوم عام 1915، في ذروة الحرب العالمية الأولى، اعتقلت حكومة الإمبراطورية العثمانية برئاسة “تركيا الفتاة” نحو 250 من قادة الطائفة الأرمنية وقتلتهم بشكل علني في نفس الليلة. في ذلك الوقت قُتل الأرمن الذي جُنّدوا للجيش التركي من قبل ضباطه.
2. في موازاة المجازر “العفوية” أصدرت الحكومة التركية أوامر تدعو إلى تهجير “العناصر المعادية” إلى خارج الإمبراطورية العثمانية. ونتيجة لذلك طُرد مئات آلاف الأرمن في مسيرات الموت: قُتل المطرودون خلال المسيرات واغتُصبوا. أما أولئك الذين نجوا فقد وُضعوا في معسكرات موت من دون شراب وطعام. وفقا للتقديرات فقد قُتل نحو مليون ونصف المليون أرمني بشكل ممنهج بين عامي 1915-1918 من قبل سلطات الإمبراطورية العثمانية.
مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)
3. الإبادة الجماعية للأرمن هي أول إبادة جماعية في القرن العشرين، وقد سبقت الإبادة التي ارتكبها الألمان بحق اليهود، الهولوكوست، أثناء الحرب العالمية الثانية. لا بل إن أدولف هتلر، عندما قرّر غزو بولندا، عام 1939، طلب من جنرالاته أن يقتلوا كل من ينتمي إلى العرق البولندي بلا رأفة لتأمين مجال ألمانيا الحيوي. وقال لهم لتشجيعهم وإزالة الخوف من نفوسهم: “لا أحد يتحدث في هذه الأيام عما حلّ بالأرمن”.
4. تعترف 20 دولة فقط بالإبادة الأرمنية وهي: الأورغواي، قبرص، روسيا، كندا، لبنان، بلجيكا، فرنسا، اليونان، الفاتيكان، إيطاليا، سويسرا، الأرجنتين، سلوفاكيا، هولندا، فنزويلا، بولندا، ليتوانيا، تشيلي، السويد، وبوليفيا. كذلك تعترف بها 43 ولاية أمريكية. بعد نهاية الحرب العالمية الأولى، اعترفت تركيا بجرائم الحرب التي ارتكبتها وتبدّى ذلك من مواقف لحكومتها ومن خلال المحاكمة العسكرية لبعض القادة. وأقرت بالإبادة الأرمنية محملةً المسؤولية لزعماء حزب الاتحاد والترقي الذي كان يسيطر على الحكومة. ولكن منذ العام 1921، صار الموقف الرسمي التركي ينكر إبادة الأرمن وهو موقف يستمر إلى الوقت الحاضر.
مراسم ذكرى ضحايا الهولوكوست الأرمني (AFP)
5.لا تعترف إسرائيل الرسمية بالإبادة الجماعية للشعب الأرمني وهذا الموضوع لا يندرج في البرامج الدراسية.
في ذكرى الهولوكوست العالمي الأخير افتتح رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، خطابه قائلا: “مائة عام من التردّد والإنكار. في أرض إسرائيل حينذاك، والتي ولدتُ فيها، لم يتنكّر أحد للقتل الذي حصل. لقد رأهم سكان القدس، أهلي، قادمين بالآلاف… لقد وجدوا في القدس مأوى ويعيش أحفادهم فيها حتى اليوم”. في الواقع السياسي الحالي في إسرائيل ورغم الصعوبات الكثيرة بين إسرائيل وتركيا لا يبدو أنّه سيحدث تغيير في موقف إسرائيل الرسمية بخصوص التعامل مع هولوكوست الأرمن.
المرشّح الجمهوري تيد كروز يستمر في مضايقة ترامب، في حين أن نائب المستشارة الألمانية يقول إنّ المليونير، الذي لا يزال رائدا في السباق، يهدد "السلام، التنمية، والازدهار"
أصبح اليوم دونالد ترامب الاسم الأكثر شهرة في الولايات المتحدة، وفي كل مكان. وقد جرت أمس انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري في أربع ولايات: كانساس، كنتاكي، لويزيانا، ومين. وفي حين فاز ترامب في كنتاكي ولويزيانا، فاز تيد كروز في كانساس ومين. ولذلك يظهر كروز في هذه اللحظة باعتباره الشخص الوحيد القادر على هزيمة ترامب، وذلك بعد أسبوع من دعوة العديد من كبار المسؤولين في الحزب الجمهوري، بما في ذلك المرشّحين السابقين للرئاسة جون ماكين وميت رومني، الجمهور للابتعاد عن ترامب.
لويس سي كي (AFP)
في هذه الأثناء، صرّح الفنان الكوميدي الأمريكي الساخر والرائد لويس سي كي أنّ انتخاب دونالد ترامب للرئاسة يشكل خطرا كبيرا مثلما كان خطر أدولف هتلر على العالم. وقال سي كي: “ترامب هو هتلر. وأقصد بذلك أننا نتصرف مثل ألمانيا في الثلاثينيات. ترامب أحمق ويعاني من ثقب في القلب، يحاول ملأه بالمال وجذب الانتباه”.
وأضاف: “إنه إنسان مريض، وحزين. وهذه الأمور تجعله خطيرا جدا إذا انتُخب ليشغل منصب الرئيس”.
وقد هاجم نائب المستشارة الألمانية أيضًا، زيغمار غابريل، دونالد ترامب ملمحا إلى أن الإدارة الألمانية ستفضل انتخاب رئيس أمريكي آخر. وقال غابريل: “لا يهم إذا كان يجري الحديث عن ترامب، خيرت فيلدرز أو مارين لوبان، فهم شعبويون يمينيون لا يهدّدون فقط السلام والوحدة الاجتماعية، وإنما التنمية والازدهار الاقتصادي أيضًا”.