فلسطينيات يتظاهرن ضد سياسة الإغتيالات الإسرائيلية (AFP)
فلسطينيات يتظاهرن ضد سياسة الإغتيالات الإسرائيلية (AFP)

هكذا اغتالت إسرائيل قادة حماس على مر السنين

المهندس الذي اغتيل بهاتف نقال والزعيم الروحي الذي اغتيل بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية. قائمة الاغتيالات الطويلة لدى إسرائيل

طيلة سنوات اغتالت إسرائيل نشطاء حمساويين كثر وتحمّلت المسؤولية في جزء من العمليات فقط.

استطلعنا بعض الاغتيالات الأكثر شهرة في تاريخ صراع إسرائيل ضدّ قيادات حماس:

محمد الضيف - حي
محمد الضيف – حي

سعت إسرائيل خلال الصيف الأخير (2014) في حربها مع حماس إلى اغتيال رأس الحربة، محمد الضيف، الذي يقف على رأس كتائب عز الدين القسام منذ سنة 2002 واعتُبر لسنوات طويلة المطلوب الأول لدى إسرائيل. نجا الضيف في الماضي من أكثر من أربع محاولات اغتيال من قبل إسرائيل. في محاولة الاغتيال الأخيرة قُتلت زوجته وابنته. ليس واضحا حتى اليوم، كيف نجا الضيف من الاغتيال، كيف يعيش، وماذا كانت قوة الضربة التي أصابته.

المهندس يحيى عيّاش

يحيى عياش
يحيى عياش

منذ سنّ 26 عاما، كان عيّاش من أبرز المخطّطين للعمليات الانتحارية في دولة إسرائيل. سريعا جدا أصبح أيضا خبير حماس في تصنيع العبوات المتفجرة التي استخدمها الانتحاريون الذين أرسِلوا إلى إسرائيل بين عامي 1994 و 1995. وقد قررت إسرائيل اغتياله. فبمساعدة متعاون نجح الشاباك في تمرير جهاز هاتف كانت بطاريته مليئة بمواد متفجّرة متطوّرة إلى عيّاش. تم تشغيل العبوّة المتطوّرة فقط بعد التأكد من أنّ عياش يتحدث فقُتل. بعد اغتيال عيّاش شنت حماس عملية انتقامية تضمنت العمليات ضدّ الحافلة التي تعمل على خطّ 18 في القدس، حيث قُتل 45 إسرائيليا، وقتيل آخر في أشكلون، و 19 قتيلا في خطّ 18 في شارع يافا في القدس، وغيرها. قُتل نحو 59 إسرائيليا في موجة العمليات الانتقامية تلك وأصيب عشرات آخرون.

“أبو صاروخ القسام”، عدنان الغول

عدنان الغول (AFP)
عدنان الغول (AFP)

بدأ عدنان الغول نشاطه الإرهابي في إطار حماس منذ التسعينيات بعد أن تدرّب في دول مثل سوريا ولبنان. خلال انتفاضة الأقصى أصبح خبيرا بالعبوّات المتفجّرة. وقد اعتُبر أيضا خبيرا بتشغيل الأسلحة المضادّة للدبابات ولكنه معروف في إسرائيل باعتباره “كبير مهندسي القسام”.

عدنان هو الذي شجّع تصنيع واستخدام القذائف بل وجنّد الخبراء وأشرف على التصنيع. حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات، في إحدى الحوادث نجا عدنان من إطلاق صواريخ من طائرة مروحيّة أباتشي تجاه قافلة كان مسافرا بها.

في حادثة أخرى نجا بعد أن نجح في الهروب من المبنى الذي أقام فيه، عندما داهم مقاتلو “شايطيت 13” المكان. في إحدى محاولات الاغتيال قُتل ابنه. في 21 تشرين الأول 2004 انتهت سلسلة الحظوظ لدى عدنان واغتيل بإطلاق صواريخ من طائرة مروحيّة تجاه سيارة كان مسافرا بها مع عماد عباس، قيادي آخر في حماس. بعد اغتياله أطلقت حماس قذائف هاون وقسّام تجاه المدينة الإسرائيلية، سديروت.

صلاح شحادة، اغتيال مثير للجدل

صلاح شحادة (AFP)
صلاح شحادة (AFP)

لم يكن في إسرائيل اغتيال مستهدف مثير للجدل أكثر من اغتيال صلاح شحادة. في تلك الأيام كان شحادة رئيس الجناح العسكري لحركة حماس.

مكث شحادة في السجون الإسرائيلية وعندما أطلِق سراحه انضمّ إلى الشيخ ياسين. وشارك في عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين وفي وقت لاحق شارك في إرسال إرهابيين انتحاريين. كان أول مَن اغتيل بواسطة طائرة حربية عندما ألقت طائرة F-16 من سلاح الجو على المكان الذي أقام فيه قنبلة وزنها طنّ. قُتل معه 14 مدنيا وثار في إسرائيل جدل كبير حول إذا ما كانت هناك حاجة إلى اغتياله من خلال قتل عدد كبير من المدنيين. لاحقا تم أيضًا تقديم التماس إلى المحكمة العليا بل وتشكلت لجنة فحص رسمية.

أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس

أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس (AFP)
أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس (AFP)

مكث ياسين في السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة وأصبح رمزا لحماس. بعد ذلك تحوّل بصفته مؤسس الحركة والمشرف بعد ذلك على اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين سريعا جدا إلى زعيم روحي ومخطط طريق حماس. تم إطلاق سراح ياسين من السجون الإسرائيلية بعد فشل اغتيال خالد مشعل وسرعان ما عاد إلى العمل وقيادة الإرهاب من غزة.

في 22 آذار 2004، ألقيَتْ من طائرات حربية تابعة لسلاح الجوّ عدة صواريخ ولذلك قُتل ياسين إضافة إلى خمسة من حراسه. في تلك الأيام كان الحديث يدور عن تصعيد حقيقي وقد فوجئت حماس أيضًا من حجم عملية الاغتيال. حظي اغتيال ياسين بإدانة عالمية بما في ذلك دول مثل أستراليا، الولايات المتحدة، ودول أوروبية.

عبد العزيز الرنتيسي، الطبيب

عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

حلّ محل الشيخ أحمد ياسين في منصب “القيادة‎ ‎الداخلية” (كانت القيادة الخارجية، التي يقف على رأسها حتى اليوم خالد مشعل، في دمشق)، وتولى المنصب لمدة 25 يومًا فقط، حتى انتهى به المطاف واغتاله الجيش في 17 نيسان 2004. كان الرنتيسي، وهو طبيب أطفال بمهنته، الناطق بلسان الحركة، وكان كذلك من بين الـ 415 أسيرًا الذين طردوا إلى لبنان في 1992. حلّ محلّه رئيس حركة حماس الحالي، إسماعيل هنية‎.

أحمد الجعبري

أحمد الجعبري (AFP)
أحمد الجعبري (AFP)

اعتُبر الجعبري القائد العام لحماس، ومنذ إصابة الضيف في 2006 تولى فعليًّا قيادة القوات. عرف عن الجعبري في إسرائيل بأنه من وقف وراء خطف الجندي جلعاد شاليط، وكان هو من نقله إلى مصر، يدًا بيد، بعد توقيع اتفاقية إطلاق سراحه.

طالما كان شاليط في الأسر، امتنعت إسرائيل من الاغتيالات المركّزة، خوفًا من أن يؤدي الأمر إلى الإضرار بالجندي المخطوف، لكن في تشرين الثاني 2012، بعد أن كان شاليط آمنا في بيته، اغتيل الجعبري بصاروخ موجه، أطلق نحو سيارته إذ كان يقودها. قُتل الجعبري في مكانه، لكن رائد العطار، قائد الكتيبة الجنوبية للذراع العسكرية، الذي جلس بجانبه لم يُصب. أدى اغتيال الجعبري إلى اندلاع الحرب على غزة عام 2014.

اقرأوا المزيد: 752 كلمة
عرض أقل
غزي يتظاهر ضد سياسة الإغتيالات الإسرائيلية (AFP)
غزي يتظاهر ضد سياسة الإغتيالات الإسرائيلية (AFP)

هكذا اغتالت إسرائيل قادة حماس على مر السنين

المهندس الذي اغتيل بهاتف نقال والزعيم الروحي الذي اغتيل بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية. قائمة الاغتيالات الطويلة لدى إسرائيل

أعلن الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، أنّ مهندس الطيران التونسي، محمد الزواري، الذي أطلِقت النار عليه أمس وقُتل كان ناشطا في الحركة، ويعدّ من روّاد مشروع الطائرات دون طيّار.

ورد في البيان أنّ اغتيال الزواري يمثّل ضربة لكتائب القسام ولم يُسفك دمه عبثا. وورد أيضا أنّ الزواري، الذي كان طيّارا بنفسه، قد انضمّ إلى قوات المقاومة الفلسطينية قبل نحو عشر سنوات وأنّ إسرائيل اغتالته في مدينة صفاقس في تونس.

وفقا للتقارير فقد أصيب الزواري البالغ من العمر 49 عاما من مسافة قصيرة بستّ رصاصات، من بينها ثلاث أصابت رأسه. وقيل أيضا إنّ من اغتاله كان شخصا ذا مهارات ومدرّبا جدّا، وفرّ من المكان. وفقا لما نُشر في العالم فإنّ إسرائيل هي المسؤولة عن الاغتيال.

محمد الضيف - حي
محمد الضيف – حي

سواء كانت إسرائيل مسؤولة عن اغتيال الزواري أم لا، فلا يدور الحديث عن سياسة وحيدة للقوى الأمنية الإسرائيلية. فطيلة سنوات اغتالت إسرائيل نشطاء حمساويين كثر وتحمّلت المسؤولية في جزء من العمليات فقط.

استطلعنا بعض الاغتيالات الأكثر شهرة في تاريخ صراع إسرائيل ضدّ قيادات حماس:

سعت إسرائيل خلال الصيف الأخير (2014) في حربها مع حماس إلى اغتيال رأس الحربة، محمد الضيف، الذي يقف على رأس كتائب عز الدين القسام منذ سنة 2002 واعتُبر لسنوات طويلة المطلوب الأول لدى إسرائيل. نجا الضيف في الماضي من أكثر من أربع محاولات اغتيال من قبل إسرائيل. في محاولة الاغتيال الأخيرة قُتلت زوجته وابنته. ليس واضحا حتى اليوم، كيف نجا الضيف من الاغتيال، كيف يعيش، وماذا كانت قوة الضربة التي أصابته.

المهندس يحيى عيّاش

يحيى عياش
يحيى عياش

منذ سنّ 26 عاما، كان عيّاش من أبرز المخطّطين للعمليات الانتحارية في دولة إسرائيل. سريعا جدا أصبح أيضا خبير حماس في تصنيع العبوات المتفجرة التي استخدمها الانتحاريون الذين أرسِلوا إلى إسرائيل بين عامي 1994 و 1995. وقد قررت إسرائيل اغتياله. فبمساعدة متعاون نجح الشاباك في تمرير جهاز هاتف كانت بطاريته مليئة بمواد متفجّرة متطوّرة إلى عيّاش. تم تشغيل العبوّة المتطوّرة فقط بعد التأكد من أنّ عياش يتحدث فقُتل. بعد اغتيال عيّاش شنت حماس عملية انتقامية تضمنت العمليات ضدّ الحافلة التي تعمل على خطّ 18 في القدس، حيث قُتل 45 إسرائيليا، وقتيل آخر في أشكلون، و 19 قتيلا في خطّ 18 في شارع يافا في القدس، وغيرها. قُتل نحو 59 إسرائيليا في موجة العمليات الانتقامية تلك وأصيب عشرات آخرون.

“أبو صاروخ القسام”، عدنان الغول

عدنان الغول (AFP)
عدنان الغول (AFP)

بدأ عدنان الغول نشاطه الإرهابي في إطار حماس منذ التسعينيات بعد أن تدرّب في دول مثل سوريا ولبنان. خلال انتفاضة الأقصى أصبح خبيرا بالعبوّات المتفجّرة. وقد اعتُبر أيضا خبيرا بتشغيل الأسلحة المضادّة للدبابات ولكنه معروف في إسرائيل باعتباره “كبير مهندسي القسام”.

عدنان هو الذي شجّع تصنيع واستخدام القذائف بل وجنّد الخبراء وأشرف على التصنيع. حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات، في إحدى الحوادث نجا عدنان من إطلاق صواريخ من طائرة مروحيّة أباتشي تجاه قافلة كان مسافرا بها.

في حادثة أخرى نجا بعد أن نجح في الهروب من المبنى الذي أقام فيه، عندما داهم مقاتلو “شايطيت 13” المكان. في إحدى محاولات الاغتيال قُتل ابنه. في 21 تشرين الأول 2004 انتهت سلسلة الحظوظ لدى عدنان واغتيل بإطلاق صواريخ من طائرة مروحيّة تجاه سيارة كان مسافرا بها مع عماد عباس، قيادي آخر في حماس. بعد اغتياله أطلقت حماس قذائف هاون وقسّام تجاه المدينة الإسرائيلية، سديروت.

صلاح شحادة، اغتيال مثير للجدل

صلاح شحادة (AFP)
صلاح شحادة (AFP)

لم يكن في إسرائيل اغتيال مستهدف مثير للجدل أكثر من اغتيال صلاح شحادة. في تلك الأيام كان شحادة رئيس الجناح العسكري لحركة حماس.

مكث شحادة في السجون الإسرائيلية وعندما أطلِق سراحه انضمّ إلى الشيخ ياسين. وشارك في عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين وفي وقت لاحق شارك في إرسال إرهابيين انتحاريين. كان أول مَن اغتيل بواسطة طائرة حربية عندما ألقت طائرة F-16 من سلاح الجو على المكان الذي أقام فيه قنبلة وزنها طنّ. قُتل معه 14 مدنيا وثار في إسرائيل جدل كبير حول إذا ما كانت هناك حاجة إلى اغتياله من خلال قتل عدد كبير من المدنيين. لاحقا تم أيضًا تقديم التماس إلى المحكمة العليا بل وتشكلت لجنة فحص رسمية.

أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس

أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس (AFP)
أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس (AFP)

مكث ياسين في السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة وأصبح رمزا لحماس. بعد ذلك تحوّل بصفته مؤسس الحركة والمشرف بعد ذلك على اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين سريعا جدا إلى زعيم روحي ومخطط طريق حماس. تم إطلاق سراح ياسين من السجون الإسرائيلية بعد فشل اغتيال خالد مشعل وسرعان ما عاد إلى العمل وقيادة الإرهاب من غزة.

في 22 آذار 2004، ألقيَتْ من طائرات حربية تابعة لسلاح الجوّ عدة صواريخ ولذلك قُتل ياسين إضافة إلى خمسة من حراسه. في تلك الأيام كان الحديث يدور عن تصعيد حقيقي وقد فوجئت حماس أيضًا من حجم عملية الاغتيال. حظي اغتيال ياسين بإدانة عالمية بما في ذلك دول مثل أستراليا، الولايات المتحدة، ودول أوروبية.

عبد العزيز الرنتيسي، الطبيب

عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

حلّ محل الشيخ أحمد ياسين في منصب “القيادة‎ ‎الداخلية” (كانت القيادة الخارجية، التي يقف على رأسها حتى اليوم خالد مشعل، في دمشق)، وتولى المنصب لمدة 25 يومًا فقط، حتى انتهى به المطاف واغتاله الجيش في 17 نيسان 2004. كان الرنتيسي، وهو طبيب أطفال بمهنته، الناطق بلسان الحركة، وكان كذلك من بين الـ 415 أسيرًا الذين طردوا إلى لبنان في 1992. حلّ محلّه رئيس حركة حماس الحالي، إسماعيل هنية‎.

أحمد الجعبري

أحمد الجعبري (AFP)
أحمد الجعبري (AFP)

اعتُبر الجعبري القائد العام لحماس، ومنذ إصابة الضيف في 2006 تولى فعليًّا قيادة القوات. عرف عن الجعبري في إسرائيل بأنه من وقف وراء خطف الجندي جلعاد شاليط، وكان هو من نقله إلى مصر، يدًا بيد، بعد توقيع اتفاقية إطلاق سراحه.

طالما كان شاليط في الأسر، امتنعت إسرائيل من الاغتيالات المركّزة، خوفًا من أن يؤدي الأمر إلى الإضرار بالجندي المخطوف، لكن في تشرين الثاني 2012، بعد أن كان شاليط آمنا في بيته، اغتيل الجعبري بصاروخ موجه، أطلق نحو سيارته إذ كان يقودها. قُتل الجعبري في مكانه، لكن رائد العطار، قائد الكتيبة الجنوبية للذراع العسكرية، الذي جلس بجانبه لم يُصب. أدى اغتيال الجعبري إلى اندلاع الحرب على غزة عام 2014.

اقرأوا المزيد: 884 كلمة
عرض أقل
إسماعيل هنية (AFP)
إسماعيل هنية (AFP)

من مُخّيم الشاطئ إلى قمة القيادة: مَن هو إسماعيل هنية؟

كل ما تريدون معرفته عن الرجل الذي ترعرع في الشوارع وأصبح القائد الأقوى في غزة. هل سينجح هنية في الحفاظ على صورته الشعبية؟

لقد ارتقى إسماعيل هنية سُلم القيادة من أسفله: وُلد في مخيّم الشاطئ للاجئين، تعلم في الجامعة الإسلامية في غزة وقاد الحركة الطلابية، حتى نجح في أن يُصبح يد الشيخ ياسين اليُمنى، الذي كان يساعده على التنقل من مكان إلى آخر بمساعدة كرسيّ مُتحرّك. يُعتبر اليوم أحد الأشخاص الأقوى في حماس، ومن المُرتقب، بحسب جميع التقديرات، أن يُشغل منصب رئيس المكتب السياسي لحماس بدلا من خالد مشعل بعد الانتخابات القادمة في مجلس الشورى. ولكن هل سينجح هنية في الحفاظ على مكانته؟

خالد مشعل واسماعيل هنية في غزة (Abed Rahim Khatib / Flash 90)
خالد مشعل واسماعيل هنية في غزة (Abed Rahim Khatib / Flash 90)

ترعرع في الأحياء الشعبية

في حين يُعتبر مشعل شخصية عالمية، يحب حياة الرفاهية، يعيش في الفنادق، ويأكل في المطاعم الفاخرة، لا يزال هنية يُعتبر ممثلا عن الشعب في غزة. لقد وُلد هنية في مخيم الشاطئ للاجئين عام 1963 ونشأه فيه، كان والده صيّادا، ووصل إلى غزة من أشكلون (عسقلان) في أعقاب حرب عام 1948. لقد تُوفي والده عندما كان طفلا، فنشأ في أسرة فقيرة. لقد كان معروفا بحبه لكرة القدم، وتشجيعه لفريق مُخيّم الشاطئ للاجئين، وقد لعب كرة القدم بين حين وآخر. بخلاف الكثيرين الذين يختارون الالتحاق بالدراسة في جامعة الأزهر المصرية ذات السُمعة الحسنة أو جامعات الخليج، درس هنية للقب الأول في الأدب العربي في الجامعة الإسلامية في غزة.

في الثمانينيات، كان ناشطا في إطار المجلس الطُلابي للجامعة الإسلامية في غزة، بل وتولّى منصب رئيس المجلس على مدى عامين. خلال تلك الفترة أكثر من المواجهة مع محمد دحلان، رئيس “الشبيبة” حينذاك والذي أصبح لاحقا أحد قادة حركة فتح. في عام 1987، وهو العام الذي تأسست فيه حركة حماس، وأنهى فيه هنية دراسته، اعتُقل هنية بموجب أمر اعتقال إداريّ لمدة نصف سنة.

محمد دحلان مع إسماعيل هنية, 2007 (AFP)
محمد دحلان مع إسماعيل هنية, 2007 (AFP)

بدءًا من العام 1989 أمضى فترة عقوبة مدتها ثلاث سنوات في السجون الإسرائيلية. عندما أطلِق سراحه عام 1992، طرِد إلى جنوب لبنان في العام ذاته، وعاد إلى غزة بعد نحو عام، حينها عُين سكرتيرا لمجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة ومديرا إداريا في الجامعة. ترشّح هنية لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني الأولى، ولكنه سحب ترشّحه في أعقاب ضغوط مارستها حركة حماس.

يد الشيخ ياسين اليُمنى

بدأ طريقه نحو قيادة حركة حماس بدءًا من العام 1997، عندما أُطلِق سراح الشيخ أحمد ياسين من السجون الإسرائيلية، وتم تعيين هنية رئيسا لمكتبه. منذ ذلك الحين أصبح أحد أكثر الأشخاص المقرّبين من الشيخ، وكان يُرافقه إلى كل مكان، حيث كان يدفعه على كرسيّه المُتحرّك. في أيلول عام 2003، عندما كان هنية في شقة بغزة مع الشيخ ياسين وجميع قيادة حماس، أصيب بجراح طفيفة في ذراعه نتيجة لقصف الشقة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي.

تعززت مكانة هنية في حماس في فترة انتفاضة الأقصى، سواء بسبب قربه من الشيخ ياسين، أو بسبب اغتيال الكثير من قادة الحركة في تلك الفترة. انتُخب في كانون الأول 2005 رئيس قائمة حماس، وقاد الحركة في الانتخابات التي أجريت في 25 كانون الثاني 2006 إلى الفوز إذ انتصرت على حركة فتح وانتُخب رئيس حكومة السلطة الفلسطينية بدءًا من 19 شباط 2006.

إسماعيل هنية الشيخ أحمد ياسين في غزة عام 2002 (AFP)
إسماعيل هنية الشيخ أحمد ياسين في غزة عام 2002 (AFP)

في تلك الفترة عانت السلطة الفلسطينية من مقاطعة اقتصادية، بسبب تعريف حماس كمنظمة إرهابية. في كانون الأول عام 2006 سافر هنية إلى جولة لقاءات في العالم العربي بهدف تجنيد الأموال. عندما عاد، في كانون الأول 2006، حاول بعض عناصر فتح اغتياله. ولكن لم يُصبْ هنية بأذى، وقد قُتل أحد حراسه وأصيب ابنه فحسب.

استمر هنية في تولي منصب رئيس حكومة الوحدة الفلسطينية التي شُكّلت في آذار عام 2007، وعُيّن عزّام الأحمد من فتح نائبه. ورغم أنّه في نهاية ذلك العام أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن إقالة هنية، رفضت حماس قبول الإقالة وبقي هنية في منصبه كرئيس لحكومة حماس في غزة حتى عام 2014. ويتولّى منذ العام 2012 أيضًا منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

صاحب مواقف معتدلة؟

لدى هنية “حساب” مفتوح مع وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان. وذلك لأن ليبرمان عندما كان عضوا في المعارضة، قال في انتقاده لحكومة نتنياهو، إنّه لو أصبح وزيرا للدفاع، كان سيمهل هنية 48 ساعة لإعادة جثث الجنود والمواطنين المحتجزين في غزة، وإن لم يفعل، فسيموت. مرّت بضعة أشهر منذ أن تم تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع، ولا يزال هنية كما هو معلوم حيّا يُرزق. أسس إسرائيليون أرادوا السخرية من تصريح ليبرمان هذا موقعا في الإنترنت أطلقوا عليه اسم “هل مات هنية فعلا”؟ عندما ندخل إلى الموقع، فكل ما نراه هو الإجابة “لا”.

إسماعيل هنية في غزة (AFP)
إسماعيل هنية في غزة (AFP)

يُعتبر هنية من ضمن قادة “صفقة شاليط”، والتي تم فيها إطلاق سراح 1,027 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من أيدي حماس. اعتُبر على مدى السنين “معتدلا” نسبيا في موقفه من إسرائيل، بل وصرّح في الماضي أنّه يطمح إلى وقف سفك الدماء في المنطقة، وهو الادعاء الذي استُقبل بالشكّ والريبة في إسرائيل.

وحتى عام 2000 كان هنية من الشخصيات السياسية ذو التوجه الوسطي في حماس وليس المتشدد ضد فتح أو غيرها من التنظيمات. ولكن، رغم أن البعض يرى فيه منذ انتخابات 2006 أنه لا زال الشخصية الأكثر حضورا في وسط الفصائل وحتى عند فتح مقبولا به، إلا أنه فعليا هو الرأس المدبر لغالبية قرارات حماس ومنها تلك التي تهاجم فتح، ويقال عنه داخل حماس بأنه الرجل الذي يعرف من أين تؤكل الكتف فلديه قدرة كبيرة في التحكم بقرارات حماس ولديه القدرة في إبداء مظهر إيجابي علنا ولكن موقفه السلبي تجاه قضايا يبقى في الخفاء وهو الذي يستطيع أن يمضي إيجابا أو سلبا في العديد من الملفات الحساسة.

فيلا في الرمال

في تموز عام 2014 وخلال عملية “الجرف الصامد” قصف سلاح الجو الإسرائيلي منزل هنية، ولكنه لم يكن موجودا في المنزل ولذلك لم يُصبْ. في ذلك العام، ذكرت وسائل الإعلام أنّ هنية قد اشترى قطعة أرض بمساحة 2,500 متر في شارع عمر المختار في حيّ الرمال المرموق في غزة مقابل 4 ملايين دولار. وقدّرت جهات أخرى في الإعلام ثروة هنية بالمليارات.

زوجة هنية، أم العبد، ترحّب بأمير دولة قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وزوجته الشيخة موزا في غزة
زوجة هنية، أم العبد، ترحّب بأمير دولة قطر السابق، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وزوجته الشيخة موزا في غزة

ما زال هنية يعلن عن أنه يسكن في مخيّم الشاطئ، ولكن من الواضح منذ فترة أنّه لم يعد يمارس نمط حياة سكان المخيّمات. ذكرت وسائل إعلام عربية مؤخرا أنّه ربّما ينتقل هنية للعيش في قطر، ويقود حركة حماس من هناك بدلا من خالد مشعل.

يُعتبر هنية، “أبو العبد”، أيضًا مسلما متديّنا، وربّا لأسرة وهو متزوج ولديه 13 ابنا. ثلاث من أخوات هنية يحملنَ الهوية الإسرائيلية، بعد أن تزوّجنَ من رجال بدو من مواطني إسرائيل ويعشنَ في النقب. ونجح أبنائه في تأسيس ورثة مالية كبيرة جراء النفوذ الذي يتمتع به والدهم حتى هذه اللحظة، ويُعتبر تقريبا القائد الوحيد في حماس بغزة الذي لم يُقتل أي من أبنائه أو لم يشاركوا في أعمال مقاومة كما يفعل أبناء قيادات أخرى مثل الحية والزهار وغيرهم.

حازم، نجل إسماعيل هنية
حازم، نجل إسماعيل هنية

يبدو أن صورة القائد الغزّي المتصل بالشعب آخذة بالتدهور. إذا كان في الماضي شعبيا بفضل مقاطع فيديو ظهر فيها وهو يعدّ الفلافل لسكان غزة ويلعب كرة القدم، فهو يشتهر اليوم بفضل الامتيازات الزائدة التي يحصل عليها، مثل خروجه الأخير للحجّ في السعودية عن طريق معبر رفح. ورغم أن شعبيته لا تزال كبيرة جدا، ومن المرجح أن تساعده أيضًا في وراثة منصب مشعل، إلا أن عليه أن يعمل جادّا للحفاظ عليها. والخطوة الأولى التي عليه أن يتخذها هي العيش في قطاع غزة، في ظل كافة الصعوبات.

اقرأوا المزيد: 1073 كلمة
عرض أقل
الصحفي الإسرائيلي هنريك تسيمرمان
الصحفي الإسرائيلي هنريك تسيمرمان

رجل المهام الخاصة للإعلام الإسرائيلي

تعرّفوا إلى الصحفي الإسرائيلي الذي أجرى مقابلة مع نجل أسامة بن لادن، وكشف عن العلاقات اليهودية لزوجته، ونجح عبر ربع قرن في تغطية عشرات الصراعات الدامية حول العالم

لو عرفتُ أنّ السؤال الأول الذي وجهته للصحفي الإسرائيلي المحنّك، هنريك تسيمرمان، هو السؤال ذاته تماما الذي طرحه تركي الفيصل، الذي كان على مدى سنوات رئيسا لوكالة الاستخبارات السعودية وسفير السعودية في الولايات المتحدة، لن أصدّق أبدا.

كيف وصل شخص ذي إطلالة أوروبية مثلك إلى إسرائيل؟ وما الذي تبحث عنه هنا في الشرق الأوسط؟

وُلد تسيمرمان في البرتغال، وقدِم إلى إسرائيل في سنّ صغيرة جدا، وهو صحفي محنّك ونشط يعمل مع شبكات بثّ مختلفة وراء البحار. أجرى خلال السنين مقابلات مع الشيخ أحمد ياسين، ياسر عرفات، محمود عباس، عبد العزيز الرنتيسي، ومسؤولين آخرين في السياسة الإسرائيلية والدولية.

تسيمرمان مع صديقه البابا فرنسيس
تسيمرمان مع صديقه البابا فرنسيس

“أنا سليل عائلة يهودية. قدِم والدي إلى البرتغال من بولندا وكان جدي من الناجين من الهولوكوست، وقد رفض على مدى سنوات أن يحكي لي الأحداث التاريخية القاسية التي أدّت إلى إبادة أسرته. تنحدر أمي من أسرة أكثر سعادة وهي سليلة يهود مغاربة من مدينة تطوان. كما هو معلوم، فإنّ يهود تطوان هم من المهاجرين من إسبانيا والبرتغال، إضافة إلى المسلمين المطرودين أيضًا من شبه الجزيرة الأيبيرية. في الواقع فقد قضيتُ معظم العطل الصيفية في المغرب وتأثرت من كلا الثقافتين، الشرقية والغربية على حد سواء. وفي الحقيقة، أشعر أنني أنجذب أكثر إلى ثقافة والدتي الشرقية ومؤخرا فقط أضفت اسم عائلتها إلى اسمي، ولذلك أصبح اسمي هنريك بن هاروش تسيمرمان”.

من جهة فإنّ تسيمرمان هو صحفي حائز على العديد من الجوائز العالمية، يتنقل بين دول الخليج، أوروبا، وأمريكا اللاتينية، ومقرّب من البابا فرانسيس، يتحدث خمس لغات ودائم الحضور في عدة قنوات إخبارية رائدة في العالم. يمكن أن يُلاحظ فورا من ينظر إليه إطلالة أوروبية هادئة ولكن في اللحظة التي يبدأ فيها بوصف أحداث مرّ بها أو شخصيات التقاها، تظهر فورا شخصية متنوعة مليئة بالمزاج الشرقي الواضح، الذي يعرف كيف يقصّ القصة بأفضل شكل. لقد تحدثنا، تقريبًا، عن كل العالم: تحدّثنا عن البابا، مستقبل العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، سحر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الفُضول حول محمد بن سلمان آل سعود، الجهاد العالمي، القاعدة وداعش، وحول المغرب وجمال الشرق أيضا.

في كل موضوع تحدّثنا فيه، ظهر تواضع إلى جانب حجم التفاصيل الكبير للأحداث التي نقلها على مدى نحو ربع قرن. رغم الحذر الشديد الذي يُظهره في تغطياته الإخبارية، اتضح أنه يتمتع أيضًا بإصرار متطوّر، ساعده على الوصول إلى المقابلة المشوّقة مع نجل أسامة بن لادن.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)

أي زعيم عربي كنت ستُوصي الإسرائيلي العادي بالتعرّف إليه؟

“أعتقد اليوم أنّ على الإسرائيليين التعرّف إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. يشكّل المصريون اليوم نحو ربع العالم العربي وهم صنّاع القرار النهائي. يُستحسن أن تُفكّر إسرائيل وقادتها في ما يدور في الدولة المجاورة. كانت أحداث الربيع العربي ذروة التقلّبات الاجتماعية. لقد أدركت الثورات بشكل أساسيّ أنّه لا يمكن الإعلان عن الديمقراطية، بل يجب بناؤها. أعتقد أنّه لا يمكن السماح للحركات غير الديمقراطية بإدارة الديمقراطية. فعندما تُسيّطر هذه الحركات على السلطة، فأول خطوة تخطوها هي إلغاء جميع المؤسَّسات الديمقراطية. أتمنى للعرب أن يستمتعوا بالديمقراطية. لقد نشأتُ في ظل الدكتاتورية. وأدرك شعور العيش في ظل تلك الأجواء، ولذلك أعلم أيضا ما واجهه الشعب المصري. أعتقد أن عبد الفتاح السيسي شخصية رائعة لأنّه شخص حكيم ويفهم جيدا الشرق الأوسط وبشكل شاملا”.

وفقا للصحفي تسيمرمان، فقد أدّت التحوّلات العميقة التي تجري اليوم في الشرق الأوسط إلى اختفاء 5 دول من المشكوك به جدا إذا ما كانت ستعود بشكلها المعروف “لقد اختفت 5 دول وهي: اليمن، ليبيا، سوريا، العراق، والصومال. إذا كيف سيُبنى الشرق الأوسط الجديد؟ في نظري، سيرتكز على 6 دول ستكون رائدة في الـ 20-30 سنة القادمة. دولتان غير عربيّتين، وهما إيران وتركيا سواء كان جيّدا أو سيئا، ودولتان عربيّتان سنيّتان، السعودية ومصر، ومن هنا تنبع أيضًا أهمية السيسي. يشكّل المغرب، رغم بعده الجغرافي، لاعبا مهما بسبب علاقته الخاصة مع أكثر من مليون يهودي هاجروا منه إلى إسرائيل. يشكّل اليهود المغاربة دورا رئيسيا في بناء الجسور المستقبلية بين إسرائيل والدول العربية، لأنّهم ما زالوا يحبّون الملك والمناظر الطبيعية في وطنهم. يترعرع الجيل الثاني والثالث من أولئك المهاجرين، وفق ذات الثقافة والعلاقة بالمغرب. وبطبيعة الحال الدولة الأخرى هي إسرائيل. إنها قائمة وأصبحت حقيقة واقعية. في محادثة أجريتها مع مسؤول سعودي قال لي هو أيضًا إن “السعودية ومصر أدركتا أنّه لا يمكن هزيمة إسرائيل في الميدان العسكري لذلك يجب الحرص على التعاون لتحقيق المصالح المشتركة. تخيّل ما يمكننا أن نقوم به معا: يمكن بناء إمبراطورية من خلال العرب الأغنياء، الكثير من الشباب، وبمساعدة إسرائيل ذات قدرات تكنولوجية وعصرية”.

“الجهاد الآن” – القاعدة وداعش

تسيمرمان يجري مقابلة مع رئيس أركان البيشمركة في أربيل، القائد سيرفان برزاني
تسيمرمان يجري مقابلة مع رئيس أركان البيشمركة في أربيل، القائد سيرفان برزاني

“من جهة يسود شر كبير في تنظيم داعش، ومن جهة أخرى، إذا أردنا مواجهة الظاهرة ومنع ولادة أحفاد هذا التنظيم وأبنائه، علينا التعرّف عليه”، كما يقول تسيمرمان، مؤلف سلسلة “الجهاد الآن”. “ولذلك يجب مواجهته. أعتقد أنّ خطاب الكراهية لا يساعد أبدا، بل العكس. إنه يُزيد حدة الظاهرة. الواقع أكثر تركيبا بكثير مما يعرضونه لنا ونحن نميل إلى ارتكاب الخطأ عبر الصور النمطية”.

ولذلك، فإنّ “الجهاد الآن” هو برنامج تم تصويره على مدى نحو ثلاث سنوات في أكثر من 15 دولة مع مجموعة متنوعة من الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات بدءًا من رئيس أركان البشمركة في أربيل، مسؤولين في السي آي إي الأمريكي، ممثّلين من الـ MI5 و الـ MI6 البريطانية، دبلوماسيين سعوديين وأمريكيين وصولا إلى خبراء في الإرهاب في الولايات المتحدة وإسرائيل.

وبخلاف التقارير التي ظهرت مؤخرا في التلفزيون الإسرائيلي والتي غطّت ظاهرة الإسلام المتنامي في أوروبا، استذكر تسيمرمان أكثر من 30 عاما، عائدا إلى اللحظة التي غزت فيها الجيوش السوفييتية أفغانستان. ردّا على ذلك الغزو وكجزء من الحرب الباردة سلّحت الولايات المتحدة القوات المحلية في أفغانستان بأسلحة قوية تم توجيهها بعد مرور سنوات قليلة ضدّها، أثناء سيطرة المجاهدين على المنطقة. يستمر ذلك التوجه من خلال تعزّز قوة أسامة بن لادن.

ذروة السيرة المهنية: مقابلة مع عُمر، نجل أسامة بن لادن

عُمر، نجل أسامة بن لادن في مقابلة مع مراسل AFP (AFP)
عُمر، نجل أسامة بن لادن في مقابلة مع مراسل AFP (AFP)

لقد ساعد إصرار تسيمرمان على نجاحه في إجراء المقابلة المشوّقة مع نجل بن لادن. قدِم تسيمرمان إلى قطر بعد لقائين تم إلغاؤهما في اللحظة الأخيرة، كان المتوقع أن يُجريا في باريس وكوبا . “في التاسعة مساء وصلتُ إلى الفندق الذي حدّدنا فيه الموعد، ولكن عُمر لم يصل. بدلا منه، كان هناك من نظر إليًّ نظرات فاحصة من رأسي إلى أخمص قدميّ. تنقلتُ عبر ثلاثة فنادق حتى وصلت إلى عُمر. وعندما وصلتُ رأيت عُمر وهو يرتدي جلبابا أبيض نقي ووقفتِ إلى جانبه زوجته ذات عينين زرقاوتين، تتحركان كثيرا، وكانت ترتدي ملابس سوداء تغطي جسمها. تحدثنا لمدة ساعتين. في البداية، لم يتم تصوير اللقاء، ولكن أقنعته لاحقا بإجراء مقابلة مدتها نصف ساعة. رأيت شخصا حزينا تماما. لقد ترك والده قبل فترة قليلة جدا من أحداث الحادي عشر من أيلول ولم يكن يعلم بها كما يقول. سافر إلى جدّته، والدة أسامة بن لادن في السعودية وكان في منزلها أثناء تلك الأحداث.‎ وصف لي عمر بن لادن كيف أيقظه أعمامه وهم يصرخون وقالوا له إنّ “أباك قد دمّرنا” بينما كان يرى البرجين التوأم وهما يشتعلان بالنيران عبر التلفزيون. حينها جلس ذلك الرجل أمامي وقال إنّه، من جهة، ليس شريكا لتلك الأيديولوجية المتطرفة، ومن جهة أخرى، يدور الحديث عن والده وقد أعرب عن محبته”. وأكثر ما فاجأ تسيمرمان هو الشبه بين عمر ووالده “كانا يشبها بعضهما كثيرا رغم أنّ عُمر يبدو ذا جسد أضخم، ربما كان يمارس تمارين رياضة بدنية”.

من خلال محادثة تسيمرمان مع بن لادن الشاب، أدرك أنّ أسرة بن لادن تسعى لتحسين سمعتها. تتنقل هذه الأسرة التي استمرت في بناء المشاريع المرموقة في الدوحة، طوال الوقت، على طول المحور بين جدة والدوحة في قطر.

كشْف مثير: الجذور اليهودية لزوجة نجل بن لادن

عُمر وزوجته زينة في منزلهما في القاهرة، عام 2008 (AFP)
عُمر وزوجته زينة في منزلهما في القاهرة، عام 2008 (AFP)

بعد اللقاء مع عُمر بن لادن، اكتشف تسيمرمان أن زينة بن لادن، زوجة عمر ابن أسامة بن لادن، قد أرسلت إليه رسالة نصية كشفت فيها أنّ والدتها من أصول يهودية.

على مدى شهور حاول تسيمرمان إقناع زينة بالحديث عن علاقة أسرتها باليهودية، ولكنها رفضت بشدّة. في شباط 2012 في مانشستر، بعيدا عن منزلها في قطر، وافقت على الكشف عن السر.

“ينحدر والد أمي من عائلة يهودية أصلها من روسيا البيضاء”، كما قالت لتسيمرمان. “لم تخفِ أمي تلك الحقيقة أبدا. فهي تعرّف نفسها باعتبارها تنحدر من أسرة يهودية. أتذكر عندما كنت أشعل الشموع يوم السبت”.

وُلدت زينة بن لادن، أو باسمها القديم، جين فيليكس براون، وعاشت في حيّ نصف سكانه يهود، قرب مانشستر. أخبرَت زينة تسيمرمان أنها اعتادت على الذهاب إلى حفلات زفاف يهودية، وعلى زيارة الكنيس في أحيان كثيرة. عام 2000 قررت جين فيليكس براون، أو زينة، مغادرة بريطانيا والاستقرار في الشرق الأوسط. التقت بأسرة بن لادن وبعمر، الابن المُفّضل لدى أسامة، قرب أهرامات الجيزة. أحبا بعضهما، وبعد أسبوعين من ذلك تزوّجا. واليوم، بعد 5 أعوام من اغتيال بن لادن – وهي بعيدة عن مناطق الحرب في أفغانستان، لم تعُد لديها مشكلة في الحديث عن جذورها اليهودية.

تسيمرمان يلتقط صورة مع رئيس كردستان العراق، مسعود برزاني
تسيمرمان يلتقط صورة مع رئيس كردستان العراق، مسعود برزاني

ما رأيكِ بجمود العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين؟

“أعتقدُ أن الإسرائيليين والفلسطينيين يعانون من صدمة وخيبة أمل عميقة. هناك انعدام ثقة شبه كامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. في رأي أيضًا أنّه ليس هناك استعداد حقيقي للسلام لا في المجتمَع الفلسطيني ولا في المجتمع الإسرائيلي. هناك جهات تحاول طوال الوقت أن تُعكّر الأجواء. ورغم كل ذلك فلو نظرت إلى بعض الاستطلاعات وتحليلات الرأي العام، كنتَ ستكتشف أنّه سواء كان في أوساط الفلسطينيين أو الإسرائيليين فإنّ ثلثي الشعب (على الأقل) يؤمنون بالسلام ويدعمون حلّ الدولتين. المشكلة بطبيعة الحال الثقة المتبادلة وعلى هذا يجب على الزعماء العمل جيّدا”.

السؤال الأخير: أي زعيم عربي كنتَ ترغب في إجراء مقابلة معه؟ وماذا كان السؤال الأول الذي كنت ستطرحه عليه؟

“الشخصية الرائعة في نظري هي شخصية وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان. تسود في السعودية في هذه الأيام ثورة نفسية تقريبا. إذا انتقلت خيوط السلطة إليه فعلا فستحدث قفزة على مدى جيلين من الزعامة. سينجح محمد بن سلمان في تعزيز مكانة بلاده أكثر مما عرفناه حتى الآن. وقد عرض هذا العام برنامجا اقتصاديا لعام 2030، وأهمه هو محاولة السعودية الانفصال عن التعلق التام بالذهب الأسود. السؤال الأول الذي كنتُ سأوجهه إليه هو كيف يرى الشرق الأوسط في الثلاثين عاما القادمة؟”.

اقرأوا المزيد: 1513 كلمة
عرض أقل
  • تظاهرة واحراق اطارات في مدينة تعز تنديدا بتقدم الحوثيين الاربعاء 25 آذار/مارس 2015  (اف ب)
    تظاهرة واحراق اطارات في مدينة تعز تنديدا بتقدم الحوثيين الاربعاء 25 آذار/مارس 2015 (اف ب)
  • بار رفائيلي وجال جادوت
    بار رفائيلي وجال جادوت
  • إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
    إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
  • نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)
    نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)
  • الشيخ أحمد ياسين (AFP)
    الشيخ أحمد ياسين (AFP)

الأسبوع في 5 صور

ها هي الصور التي حققت انتشارًا حول العالم هذا الأسبوع: الحوثيون يهددون استقرار اليمن، بيبي يعتذر من العرب وفي غزة تم الاحتفال بمناسبة مرور 11 عامًا على اغتيال أحمد ياسين

27 مارس 2015 | 10:47

كان هذا الأسبوع أسبوعًا كثيفًا من ناحية الأحداث التاريخية والحديثة: المملكة العربية السعودية وجاراتها يوجهون ضربة قوية لمعاقل المتمردين الحوثيين لإعادة الاستقرار إلى اليمن، ونتنياهو يحاول بجهود حثيثة تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل وبالطريق يعتذر من المواطنين العرب في إسرائيل على تصريحاته العنصرية في ليلة الانتخابات ضد نسبة التصويت الكبيرة التي شهدها الوسط العربي، حرب عارضاتي الأزياء الإسرائيليتين اللتين تحققان انتشارًا كبيرًا حول العالم: بار رفائيلي أو جال جادوت، جداريات تُزيّن شوارع تل أبيب وفي غزة يحتفلون بمرور 11 عامًا على اغتيال أحمد ياسين

11 عامًا على اغتيال الشيخ أحمد ياسين

الشيخ أحمد ياسين (AFP)
الشيخ أحمد ياسين (AFP)

مؤسس حركة حماس وأحد معارضي المفاوضات مع إسرائيل. تم اغتياله من قبل إسرائيل في عام 2004 بعد سلسلة من التفجيرات التي نفذتها حركة حماس ضد مواطنين وجنود إسرائيليين.

وُلد في قرية جورة عسقلان بالقرب من أشكلون. هرب، بعد حرب 1948، مع عائلته وأصبح لاجئًا في قطاع غزة.‎ تعرض ياسين لإصابة، خلال اللعب؛ حين كان عمره 12 عامًا، ما أدى إلى شلل كامل في جسده. قام، في شبابه، بتدريس الدين واللغة العربية في قطاع غزة وأصبح أحد أئمة المساجد والواعظين المعروفين في غزة منذ الستينيات. تم اعتقاله في هذه الفترة من قبل القوات المصرية، بسبب نشاطه في حركة الإخوان المُسلمين.

أسس ياسين، بعد احتلال غزة في حرب 1967، جمعية العمل الإسلامي، التنظيم الذي اهتم بالنشاطات الثقافية والدينية. دعمت إسرائيل في تلك المرحلة التنظيمات الإسلامية، ظنًا منها أن تلك التنظيمات سوف تُضعف قوة فتح، التنظيم الخصم.

تم اعتقال ياسين، لأول مرة، من قِبل إسرائيل عام 1983 بتهمة حيازة وسائل قتاليّة، تأسيس تنظيم عسكري سري وبالتحريض. حُكم عليه بالسجن لمدة 13 عامًا، إلا أنه تم إطلاق سراحه عام 1985 في إطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وتنظيم أحمد جبريل. انتقلت حركته، بعد اندلاع الانتفاضة الأولى عام 1987، إلى مرحلة جديدة من التطرف الأيديولوجي والتكتيكي. قام ياسين بتأسيس حركة حماس بعد فترة قصيرة من ذلك، عام 1988.

نتنياهو يعتذر من العرب على تصريحاته

نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)
نتنياهو يلتقي بممثلي المجتمع العربي في إسرائيل (GPO)

اضطر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للاعتذار من المواطنين العرب في إسرائيل بعد أن أدلى الأسبوع الماضي، ليلة الانتخابات (17.3)، بتصريحات ضد نسبة التصويت العالية في الوسط العربي الأمر الذي كان يُمكن أن يؤثر على نتيجة الانتخابات من جديد.

دعا نتنياهو، ضمن حفل مُغلق، إلى مقره في القدس قادة المُجتمع العربي واعتذر منهم على تصريحاته العنصرية. لكن الوسط العربي، بشكل عام، لم يقبل اعتذاره وهناك من ادعوا بأن قادة الوسط العربي الذين تمت دعوتهم هم من العرب المصوتين لحزب نتنياهو وليسوا من المواطنين الذين شعروا باستياء من تصريحاته. رفض رؤساء القائمة المشتركة أيضًا اعتذاره بادعاء أنه ليس اعتذارًا صريحًا وبادعاء أن نتنياهو عنصري وقد كشف في الانتخابات الأخيرة وجهه الحقيقي، العنصري تجاه عرب إسرائيل.

الحوثيون والصراع في اليمن

مدنيون وقوات امنية في موقع استهدف في الغارات ليل الاربعاء الخميس 25-26 (MOHAMMED HUWAIS / AFP)
مدنيون وقوات امنية في موقع استهدف في الغارات ليل الاربعاء الخميس 25-26 (MOHAMMED HUWAIS / AFP)

بدأت المملكة العربية السعودية البارحة (الخميس)، قبل الفجر، بمشاركة جيرانها من دول الخليج، الأردن ومصر بعملية عسكرية غير مسبوقة، “عاصفة الحزم”، ضد معاقل الحوثيين بعد أن سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في عدن.

يتلقى المتمردون الحوثيون، الذين يعتنقون التيار الشيعي، دعمًا من إيران، في السنوات الأخيرة، التي تدعمهم بالسلاح لزعزعة حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعوم من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

يُطالب الحوثويون، الذين يُشكلون نحو 33% من اليمنيين، بحقوق مساوية وتوزيع عادل لموارد الدولة وهذا بعد أكثر من ثلاثين عامًا تحت الحكم الاستبدادي للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي لم يوفر أية عمليات عسكرية بغية التخلص منهم. يهاجم، بالمقابل، تنظيم القاعدة السني الحوثيين كجزء من محاولة شاملة لوقف تقدم القوات الشيعية في اليمن.

عارضتا الأزياء الإسرائيليتَان: جال جادوت أم بار رفائيلي؟

بار رفائيلي وجال جادوت
بار رفائيلي وجال جادوت

تتنافس على هذا اللقب نجمتان إسرائيليتان: بار رفائيلي وجال جادوت. شاهدوا الفيديو:

جرافيتي رائع في شوارع تل أبيب

إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)
إسرائيليون يمرّون بجانب جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا (Noam Moskowitz)

لا يعرف الكثيرون هذا إلا أن فن الجرافيتي هو فن قديم. هناك من يقولون إنه فن ككل فن آخر وهناك من يصفونه بفن الخربشة.

في شوارع مدن إسرائيل الكبيرة أيضًا هناك من يحاول طوال الوقت تزيين الجدران برسومات الجرافيتي كجزء من الوعي الفني، السياسي أو الاجتماعي. إليكم هذه الصور لبعض رسومات الجرافيتي في شوارع تل أبيب:

رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
رسوم الجرافيتي في ميناء يافا (Flash90/Miriam Alster)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب  (Flash90/Nati Shohat)
رسوم الجرافيتي في تل أبيب (Flash90/Nati Shohat)
جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا قرب تل أبيب (Flash90/Miriam Alster)
جرافيتي مرسوم على مبانٍ في ميناء يافا قرب تل أبيب (Flash90/Miriam Alster)
اقرأوا المزيد: 602 كلمة
عرض أقل
موقع حماس
موقع حماس

حماس تتهم ادارة فيسبوك باغلاق صفحتها

دانت حماس في خبر على الموقع الإلكتروني الرسمي للحركة إغلاق إدارة فيسبوك للصفحة، مرجحا "أن يكون إغلاقها لأسباب سياسية"

اتهمت حركة حماس الثلاثاء ادارة موقع فيسبوك باغلاق صفحتها الرسمية التي اطلقتها الاحد في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين.

وقالت حماس في خبر على الموقع الإلكتروني الرسمي للحركة “مساء اليوم الثلاثاء اغلق موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الصفحة الرسمية للحركة على موقعه”.

واضاف الخبر ان الحركة “كانت أطلقت صفحة حماس على فيسبوك، بالتزامن مع بدء العمل بموقعها الرسمي بحلته الجديدة على الانترنت قبل يومين، حيث تجاوز عدد معجبي الصفحة قبل الإغلاق الآلاف”.

ودان الخبر إغلاق إدارة فيسبوك للصفحة، مرجحا “أن يكون إغلاقها لأسباب سياسية”.

ولفت الموقع إلى وجود حسابات للحركة على كل من مواقع “تويتر” و”يوتيوب” و”انستغرام”، “من أجل تعزيز التواصل مع أكبر شريحة من الجمهور”.

واطلقت حماس الاحد موقعها الجديد بمناسبة ذكرى اغتيال الشيخ احمد ياسين مؤسس الحركة قبل 11 عاما بعد صلاة الفجر في غزة .

اقرأوا المزيد: 126 كلمة
عرض أقل
الشيخ أحمد ياسين (AFP)
الشيخ أحمد ياسين (AFP)

عندما التقى الشيخ ياسين بلواء المنطقة الإسرائيلي

في ذكرى يوم اغتيال مؤسس حماس: الكشف عن تفاصيل اجتماع جرى مع مسؤولين في الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى. "لواء المنطقة أطعمه بيديه"

اليوم قبل 11 عاما، في 22 آذار 2004، تم اغتيال الشيخ أحمد ياسين، الذي اعتُبر مؤسس حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، وزعيمها الروحي. نجا ياسين، الذي أُطلِق سراحه من السجون الإسرائيلية بعد محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة عام 1997، من محاولة اغتيال لسلاح الجوّ الإسرائيلي في أيلول 2003، ولكن في المحاولة الثانية، عام 2004، أُطلقت باتجاه ياسين ثلاثة صواريخ من طراز “هيلفاير” من مروحيّات قتالية تابعة لسلاح الجوّ عندما خرج من المسجد. وقد قُتل بسبب ذلك ياسين، واثنان من حرّاسه وستّة آخرون، وأصيبَ أيضا اثنان من أبنائه.

في وثائق نُشرت بعد وفاته، تم وصف عدد من اللقاءات التي عقدها الشيخ ياسين مع مسؤولين في الجيش الإسرائيلي خلال الانتفاضة الأولى، قبل اعتقاله من قبل الشاباك الإسرائيلي. أقيم أحد اللقاءات الأكثر إثارة للاهتمام، بعد أسابيع قليلة من بداية الانتفاضة، بين الشيخ ياسين ومن كان وقتذاك لواءً للمنطقة الجنوبية (الذي كان مسؤولا من بين أمور أخرى عن قطاع غزة)، يتسحاق مردخاي (أصبح في وقت لاحق وزير الدفاع في الحكومة الإسرائيلية).

هدفتْ المحادثة إلى تمكين لواء المنطقة من التعرّف “بشكل شخصي ومباشر” على الشخصيات الرئيسية التي حرّكت عجلات الانتفاضة. وقد جرى اللقاء في مقرّ الكتيبة، في الطابق الثاني من مبنى الحكم العسكري، حيث اضطرّ عدد من الضباط إلى جرّ ياسين للطابق الثاني على كرسي العجلات الخاص به. وبالطبع، فقد وعدوه مسبقا قبل اللقاء بالحفاظ على أمنه الشخصي.

وفقًا للوصف، فقد جرت المحادثة باسترخاء، وباحترام، وبشكل غير رسمي، على النقيض تمامًا من الأجواء القتالية التي كانت سائدة في الشارع الفلسطيني بغزة في تلك الفترة منذ بداية الانتفاضة. أكرم لواء المنطقة الشيخ ياسين بتشكيلة من الكعك التي كانت مقبولة في مثل هذه اللقاءات، وبسبب إعاقة الشيخ فقد ساعده بيديه على تناول الكعك.

بعد ذلك، عرض الشيخ مواقفه بتوسّع، دون انقطاع، وأعلن، وهو يجلس داخل مبنى الجيش وأمام اللواء الإسرائيلي، كيف يطمح إلى القضاء على وجود دولة إسرائيل والاحتلال، وذلك دون أن يصف طرق عمل حماس وقت الانتفاضة، كما يبدو لتجنّب إدانة نفسه.

وقد وصف كلامه بالتفصيل اللواء الاحتياطي دافيد حاخام، في ملفّ التحقيق الذي نشرته جامعة حيفا بعد وفاة الشيخ. يُعتبر اللواء حاخام أحد أكبر الخبراء الإسرائيليين في كلّ ما يتعلّق بحماس، وقد التقى مع ياسين عدّة مرات خلال حياته. ويقول حاخام في الملف أيضًا، إنّه رغم محاولات اغتيال ياسين، وإدراكه بأنّه “في مرمى” إسرائيل، فقد واصل حياته العادية ولم يحاول الاختفاء. وكما ذُكر آنفًا، فقد تمّ اغتياله في 22 آذار عام 2004، وأعلنت السلطة الفلسطينية عن ثلاثة أيام حداد رسمية.

اقرأوا المزيد: 379 كلمة
عرض أقل
  • البرلمان الأوروبي متمثلا بأعلام أعضائه (facebook)
    البرلمان الأوروبي متمثلا بأعلام أعضائه (facebook)
  • حانوكا، عيد الأنوار اليهودي (Yonatan Sindel/Flash 90)
    حانوكا، عيد الأنوار اليهودي (Yonatan Sindel/Flash 90)
  • قائد حماس في غزة، اسماعيل هنية، خلال احتفالات الانطلاقة ال27 للحركة (AFP)
    قائد حماس في غزة، اسماعيل هنية، خلال احتفالات الانطلاقة ال27 للحركة (AFP)
  • واحدة من رهائن المقهى في سيدني تفر من المكان (AFP)
    واحدة من رهائن المقهى في سيدني تفر من المكان (AFP)
  • كيف تشعر بيونسيه ؟
    كيف تشعر بيونسيه ؟

الأسبوع في 5 صور

حماس تحتفل بذكرى 27 عاما على تأسيسها، هجوم قاتل في سيدني، إسرائيل تحت هجوم سياسي وبيونسا تكشف عن حياتها في الفيديو الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع

19 ديسمبر 2014 | 12:43

هذا الأسبوع أيضًا قررنا أن نلخص لكم الأحداث الكبرى التي حدثت في إسرائيل والعالم في خمس صور فقط.

حماس تحتفل بذكرى 27 عاما على تأسيسها

قائد حماس في غزة، اسماعيل هنية، خلال احتفالات الانطلاقة ال27 للحركة (AFP)
قائد حماس في غزة، اسماعيل هنية، خلال احتفالات الانطلاقة ال27 للحركة (AFP)

أحيتْ حركة حماس هذا الأسبوع (14.12) ذكرى مرور 27 عاما على تأسيسها في ظلّ حالة سياسية معقّدة، سواء في الساحة الداخلية أو في الساحة الخارجية. يعتقد محلّلون سياسيّون أنّ التغييرات السياسية التي جرت في الساحة العربية، الإقليمية والدولية في السنوات الأخيرة تدفع الحركة لإعادة النظر في مبادئها الأيديولوجية والسياسية.

تأسست حركة حماس في 14 كانون الأول عام 1987 من قبل بعض قادة حركة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين. تعاظمت شعبية الحركة بسرعة بعد أن شاركت في “المقاومة” ضدّ إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة. عام 2006 نجحت حماس في الفوز بغالبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، ولكن إسرائيل، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفضوا الاعتراف بنتائج الانتخابات.

رفضت حركة فتح أيضًا، الخصم الرئيسي لحماس، وفصائل فلسطينية أخرى الاعتراف بالوضع الجديد. مما أدى إلى استحواذها على القطاع. أدت جولات العنف القاسية بين حماس وإسرائيل إلى إعلان إسرائيل عن فكّ الارتباط عن القطاع وعزله. وجرى في الصيف الأخير قتال آخر بين إسرائيل والحركة، ويوضح الخبراء السياسيون أنّ القطاع عبارة عن قنبلة موقوتة إذا لم يتم إيجاد حلّ لمشكلة غزة.

هجوم في سيدني، أستراليا

واحدة من رهائن المقهى في سيدني تفر من المكان (AFP)
واحدة من رهائن المقهى في سيدني تفر من المكان (AFP)

وضع رئيس الحكومة الأسترالي، طوني أبوت، مساء الثلاثاء (16.12) الورود قرب نصب تذكاري مؤقت أقيم بالقرب من المقهى في سيدني الذي وقع فيه قبل يوم من ذلك (15.12) هجوم الاختطاف للإسلامي مان هارون مؤنس، والذي قُتل خلاله ثلاثة أشخاص من بينهم الإرهابي نفسه.

بدأت العملية الإجرامية في ساعات الصباح بتوقيت سيدني، عندما دخل مان هارون مؤنس مع حقيبة مليئة بالمواد المتفجرة ومع سلاح بحسب زعمه، إلى مقهى في الحي التجاري في المدينة، وطلب من العمال إغلاق المكان واحتجزهم إضافة إلى الزبائن الذين كانوا في المكان كرهائن.

مؤنس، هو لاجئ إيرانيّ تمت إدانته باعتداء جنسي في أستراليا، عُرف بمواقفه الإسلامية والتي من بينها إرساله في الماضي رسائل كراهية لأسر الجنود الأستراليين الذين قُتلوا وراء البحار، في أفغانستان وأماكن أخرى. أثار الكشف عن شخصيته توترا كبيرا في الإعلام الأسترالي، والذي يشهد على أية حال موجة من معارضة الهجرة.

هجوم دبلوماسيّ على إسرائيل

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يجتمع بالوفد الفلسطيني وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في لندن ( Flicker Department of State)
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يجتمع بالوفد الفلسطيني وأمين عام الجامعة العربية نبيل العربي في لندن ( Flicker Department of State)

كان هذا أسبوعا صعبا جدا من الناحية الدبلوماسية بالنسبة لإسرائيل. على الرغم من جهودها المبذولة لمنع البرلمان الأوروبي من الاعتراف بـ “دولة فلسطين”، فالخطوة موافق عليها بغالبية ساحقة من قبل أعضاء البرلمان.

وقد توجه الفلسطينيون أنفسهم يوم الأربعاء (17.12) إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بطلب الاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس. وتعمل إسرائيل في الأيام الأخيرة بشكل مكثّف في محاولة لمنع قرار من جهة واحدة في الأمم المتحدة في الموضوع. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وأوروبا تقومان بتشكيل اقتراح بديل للاعتراف بدولة فلسطينية تكون صياغته أكثر ملاءمة لإسرائيل، لا يزال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يحاول إقناع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لقائهما في روما هذا الأسبوع باستخدام حق النقض ضدّ قرار مجلس الأمن.

عيد الحانوكاه – عيد التدشين

حانوكا، عيد الأنوار اليهودي (Yonatan Sindel/Flash 90)
حانوكا، عيد الأنوار اليهودي (Yonatan Sindel/Flash 90)

بدأ الكثير من الإسرائيليين يوم الثلاثاء في جميع أنحاء العالم بالاحتفال بعيد التدشين أو كما يسمّى في إسرائيل “عيد الحانوكاه” الذي يستمر لثمانية أيام. ويرمز العيد وفقا للتقاليد اليهودية إلى تجدّد الولاء للمعبد اليهودي الأول بعد أن دُمّر في المرة الأولى وأعجوبة إناء الزيت الصغير الذي كان كافيا لإشعال الشمعدان لمدة ثمانية أيام. ومن المعتاد في هذه الأيام إشعال شمعة إضافية كل يوم يمرّ في ساعات المساء وتناول المعجّنات وخصوصا سوفغنيّوت (الكعك بالمربّى).

بيونسيه تتحدث عن حياتها الصعبة في ظلّ الشهرة

كيف تشعر بيونسيه ؟
كيف تشعر بيونسيه ؟

بعد أن كشفت بيونسيه في فيلم وثائقي عن تجربتها خلال حملها مع ابنتها، يبدو أنّ النجمة تحمّست لهذا النوع الأدبي، وقرّرت الاستمرار ومشاركة معجبيها بحياتها الشخصية.

في فيلم جديد، شخصي كاشف، تختار بيونسيه أن تسكب ما في قلبها، ومشاركة الصعوبات التي تأتي مع شهرتها، والكشف عن تفاصيل إضافية من حياتها الشخصية.

في أجواء قاتمة ومع موسيقى خلفية تبدأ بيونسيه بالكلمات: “أحيانا أصلّي وأطلب من الله أن أعود لأكون مجهولة وأتجوّل في الشارع كبقية الناس. قبل أن أصبح مشهورة، كنت مجرد فتاة على تلة مع غيتار، الفتاة التي أرادت إطلالة جميلة على البحر فقط. والآن أنا مشهورة، وهذا صعب، صعب جدّا أن أقوم حتى بالأشياء البسيطة جدّا”.

اقرأوا المزيد: 632 كلمة
عرض أقل
إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس (AFP)
إسماعيل هنية رئيس حكومة حماس (AFP)

كُشف الحساب الإرهابيّ التابع لحماس

قضيّة ضحايا الإرهاب الفلسطيني ضد البنك العربي تصل إلى مرحلة الإدلاء بالشهادات، وتطالب 297 ضحية بالحصول على تعويضات

بدأت مُؤخّرا في المحكمة اللوائية في مقاطعة بروكلين مرحلة الإدلاء بالشهادات بما يخصّ قضيّة التعويضات ضد البنك العربي الذي قام، وفقا للادعاءات التي ذُكرت، بالمساعدة في عمليّة نقل مئات آلاف الدولارات لمُخطّطي تنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل. إذ تُطالب 297 ضحية إرهاب وعائلات متضرّرة بالحصول على تعويضات نتيجة لقيام البنك بتمرير هذا المبلغ الماليّ.

ووفقا لما جاء في تقارير صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة، فقد أدلى أرييه شفيتسان قبل أسبوعَين بشهادته في المحكمة، وهو من أحد كِبار المسؤولين في وزارة الأمن الإسرائيليّة سابقا، حيث كشف قائلا إنّ البنك مرّر، بصورة متواصلة ومُكثّفة، مبالغَ ماليّة كبيرة إلى حسابات زعماء المنظّمة.

وحسب أقواله فقد كُشف أنّ عباس السيد هو المخطط لتنفيذ إحدى العمليّات الانتحاريّة الدموية المُشهّرة بسُمعتها داخل فندق بارك في نتانيا، وكان التنفيذ ليلةَ عيد الفصح، بحيث حصل السيد على 123000 دولار قبل سنة تقريبا من تنفيذ هذه العملية الانتحاريّة. وفي نطاق هذه العمليّة عام 2002 قُتِل 30 إسرائيليًّا وهم يتناولون الوجبة المُخصّصة لهذا العيد. وفي هذه الأثناء، يقبع السيد داخل الأسر الإسرائيلي بعد أن تلقى 35 حكما بأسره حول العالم. وطالبت حماس بتحريره خلال صفقة شاليط، ولكن إسرائيل حالت دون تنفيذ ذلك.

موقع عملية فندق بارك الدموية ( AFP PHOTO/Andre DURAND)
موقع عملية فندق بارك الدموية ( AFP PHOTO/Andre DURAND)

خلال الإدلاء بالشهادة تبيّن أنّ أحمد ياسين، القائد الروحاني لحركة حماس، قد حصل هو أيضًا على 60000 دولارا بتمرير واحد إلى حسابه، بالإضافة إلى حصول زوجته وأولاده على مئات الآلاف من الدولارات الأخرى. كما وحصل –من بين الذين حصلوا- صالح شحادة، إحدى كبار زعماء فيالق عز الدين القسّام، على مبلغ يُساوي 109500 دولار، ونال أيضا إسماعيل أبو شنب على أكثر من 173000 دولار.

نال إسماعيل هنيّة، الذي يتمتّع اليوم بتأييد واسع المدى في صفوف الشعب الفلسطينيّ، مبلغا يُضاهي 400000 دولار كمجموع كلّيّ لتمريرات مالية على طول عامي 2000 وَ 2001. كما ونال ابنه ما تجاوز 200,000  دولار.

نجح البنك العربيّ بإفشال فتح تحقيقات على طول سنين، ويدّعي الآن أنّ مُوظّفيه قد عملوا على نقل الأموال دون دراية بأنّ أعضاء حماس هم أصحاب الحسابات الماليّة. لكن يُحاول مُقيمو هذه الدعوى القضائية إثباتَ حقيقة تيقّن موظّفي البنك بوجهة النقود المنقولة. وفي حال قُبلت هذه الدعوى التي توازي المليارات، فمن المحتمل أن يتم انهيار البنك.

اقرأوا المزيد: 327 كلمة
عرض أقل
مظاهرات في غزة بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
مظاهرات في غزة بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

وقائع الاغتيالات لقادة حماس

هل تعود إسرائيل "لسلاح يوم الحساب" ؟ هذه هي الاغتيالات الأبرز لرجال حماس على طول السنوات

هل تعود إسرائيل مجدداً لتنفيذ سياسة الاغتيالات ضد قادة حماس ؟

توافق اليوم الأحد، الذكرى السنوية الحادية عشر لاغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته طائرات إسرائيلية بعد خروجه من مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة اثر تأديته صلاة الفجر.

أمامكم لمحة عن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية وما الذي وقف وراء صنع قرارها:

سعت إسرائيل خلال الصيف الأخير (2014) في حربها مع حماس إلى اغتيال رأس الحربة، محمد ضيف، الذي يقف على رأس كتائب عز الدين القسام منذ سنة 2002 واعتبر لسنوات طويلة المطلوب الأول لإسرائيل. نجا ضيف في الماضي من أكثر من أربع محاولات اغتيال من قبل إسرائيل. في محاولة الاغتيال الأخيرة قتلت زوجته وابنته، لكن لم يتضح بعد إن أصيبَ، وإن حدث ذلك، فما هو وضعُه.

الاغتيال الأهم الأول: يحيى عياش
الاغتيال الأهم الأول: يحيى عياش

طبعًا، قبل عقد من الزمن، كانت طريقة الاغتيالات استراتيجية ناجحة للغاية للجيش الإسرائيلية ، وأدت إلى ردع وخسائر كبيرة في صفوف حماس. هذه هي الاغتيالات الأبرز:

أحمد الجعبري: اعتُبر الجعبري القائد العام لحماس، ومنذ إصابة ضيف في 2006 تولى فعليًّا قيادة القوات. عرف عن الجعبري في إسرائيل بأنه من وقف وراء خطف الجندي جلعاد شاليط، وكان هو من نقله إلى مصر، يدًا بيد، بعد توقيع اتفاقية إطلاق سراحه. طالما كان شاليط في الأسر، امتنعت إسرائيل من الاغتيالات المركّزة، خوفًا من أن يؤدي الأمر إلى الإضرار بالجندي المخطوف، لكن في تشرين الثاني 2012، بعد أن كان شاليط آمنا في بيته، اغتيل الجعبري بصاروخ موجه أطلق نحو سيارته إذ كان يقودها. قُتل الجعبري في مكانه، لكن رائد العطار، قائد الكتيبة الجنوبية للذراع العسكرية، الذي جلس بجانبه لم يُصب. أدى اغتيال الجعبري إلى اندلاع حملة “عمود السحاب”.

أحمد الجعبري
أحمد الجعبري

سعيد صيام: اغتيل صيام، الذي تولى وزارة الداخلية والأمن القومي في حكومة حماس في غزة، في أواخر حملة “الرصاص المصبوب”، في 15 من شهر كانون الثاني 2009. عُرف عنه بأنه أحد المتمسكين بالنهج الأيديولوجي والسياسي الأكثر تطرفًا من بين قواد حماس ويعد مؤسس القوة التنفيذية للحركة. طُرد صيام إلى لبنان سنة 1992 بعد أن سجن على إثر تورطه في نشاطه في الدرجة المتوسطة في حماس. نجا صيام، الذي طاردته فتح أيضًا، من محاولات اغتيال عديدة قبل أن تنجح طائرات سلاح الجوّ باغتياله مع أخيه إياد.

عبد العزيز الرنتيسي: حلّ محل الشيخ أحمد ياسين في منصب “القيادة الداخلية” (كانت القيادة الخارجية، التي يقف على رأسها حتى اليوم خالد مشعل، في دمشق)، وتولى المنصب لمدة 25 يومًا فقط، حتى انتهى به المطاف واغتاله الجيش في 17 نيسان 2004. كان الرنتيسي، وهو طبيب أطفال بمهنته، الناطق بلسان الحركة، وكان كذلك من بين الـ 415 أسيرًا الذين طردوا إلى لبنان في 1992. حلّ محلّه رئيس حركة حماس الحالي، إسماعيل هنية.

أحمد ياسين: وهو الشخصية الأرفع في حماس التي اغتالتها إسرائيل، وكان مؤسس وقائد الحركة. عُرف بإعاقته التي جعلته يجلس على كرسي متحرك، وادعي أنه في الماضي في عمر 16 وقف على رأسه على شاطئ غزة، وقع وأصيب بعموده الفقري. حكم على ياسين بالسجن المؤبد سنة 1991 إثْرَ تورطه بقتل جنديَين إسرائيليين أواخر الثمانينات، لكن ياسين أطلق سراحه من السجن في إطار صفقة مع الأردن بعد محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في عمان. بعد إطلاق سراحه من السجن استمر ياسين في نشاطاته، وفي سنة 2003 جرت محاولة فاشلة لاغتياله. في آذار 2004 نجحت طائرات سلاح الجو في تصفيته، وقُتل معه خمسة من حراسه الشخصيين.

مظاهرات في غزة بعد اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
مظاهرات في غزة بعد اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

صلاح شحادة: رئيس الذراع العسكرية لحماس في قطاع غزة، اغتيل في 22 تموز سنة 2002، في ذروة الانتفاضة الثانية. أثار اغتياله السؤال حول أخلاقية طريقة الاغتيال الموجّه بعد أن قُتل معه 14 إنسانًا بريئًا، منهم امرأته وإحدى بناته، قتلتا في القصف الذي استُخدمت فيه قنبلة وزنها طنّ ألقيت على البيت الذي مكث فيه. نسبت إسرائيل لشحادة تخطيطات لعمليات تخريبية عديدة، منها قتل خمسة تلاميذ حلقات دينية في عتسمونا وقتل أربعة جنود من الجيش في ثكنة أفريقيا في جنوب القطاع.

يحيى عياش: الاغتيال الأهم الأول الذي نفذه الجيش ضدّ مسؤول من حماس. عُرف عياش بلقب “المهندس” واغتاله الشاباك سنة 1996 بواسطة هاتف نقال مفخخ. لقد كان من منشئي الذراع العسكرية لحماس، كتائب عز الدين القسام، وكان رئيسًا لها. عُرف عياش بأنه أحد المسؤولين عن إدخال طريقة التفجيرات الانتحارية في التسعينات، كجزء من صراع الفلسطينيين في إسرائيل. نُسبت لعياش سلسلة طويلة من العمليات التخريبية التي نفذت في هذه الفترة في إسرائيل وحصدت حياة ما يفوق مئة إسرائيلي، منها التفجير في خط 5 في تل أبيب سنة 1994، قُتل فيه 22 شخصًا.

اقرأوا المزيد: 677 كلمة
عرض أقل