أحمد داوود أوغلو

عملية إسطنبول لم تُميز بين الأتراك، الإسرائيليين، والإيرانيين (STRINGER / ETKIN NEWS AGENCY / AFP)
عملية إسطنبول لم تُميز بين الأتراك، الإسرائيليين، والإيرانيين (STRINGER / ETKIN NEWS AGENCY / AFP)

عملية إسطنبول لم تُميز بين الأتراك، الإسرائيليين، والإيرانيين

قلق في تركيا من تضرر قطاع السياحة بشكل كبير. داوود أوغلو: "أعبر عن بالغ أسفي لعائلات المواطنين الإسرائيليين الذين قضوا في العملية الإرهابية"

حصدت عملية التفجير الإرهابية، التي وقعت أمس في شارع الاستقلال في إسطنبول، حياة ثلاثة سياح إسرائيليين، ومواطن إيراني. بعث رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو، الليلة الفائتة، رسالة تعزية إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، على إثر العملية الإرهابية.

كتب فيها: “أود أن أعبر عن بالغ أسفي لعائلات المواطنين الإسرائيليين الذين قضوا في العملية الإرهابية التي وقعت في إسطنبول وأتمنى الشفاء العاجل للمصابين”. وأضاف قائلاً: “أظهرت لنا العملية الإرهابية أنه على كافة المُجتمع الدولي العمل من أجل مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية”.

وأثارت تصريحات إيرم أكتس، الشخصية البارزة في حزب العدالة والتنمية، حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، صدمة في قلوب الإسرائيليين حيث قالت في تغريدتها على تويتر: “أتمنى أن يموت كل المصابين الإسرائيليين في العملية الإرهابية”. وقد حذُفت التغريدة بعد دقائق معدودة بعد أن أثارت عاصفة إعلامية في تركيا والعالم. وأشارت شبكات الإعلام في تركيا إلى أنه بعد تلك التغريدة بساعات تقرر فصل تلك النائبة من منصبها.

وقررت حكومة إسرائيل إرسال بعثة طوارئ للمساعدة على تقديم العلاج للمُصابين. وقال أسي ديبيلنسكي، مُضمد مسؤول في خدمات الإسعاف الإسرائيلية: “بذل الأتراك أقصى جهودهم لتقديم العلاج للمُصابين الإسرائيليين. نحن نُقدر جدا تلك العناية الطبية، ليست لدينا أية ادعاءات ضد الشعب التركي”.

سواء كانت العملية من تدبير جماعات سرية كردية أو تنظيم الدولة الإسلامية داعش، يبدو أن المُستهدف من ذلك هو الاقتصاد التركي الذي يستند على السياحة. وأشارت وسائل إعلام عالمية إلى أن عدد السياح الذين يتوجهون إلى تُركيا آخذ بتناقص حاد.

اقرأوا المزيد: 222 كلمة
عرض أقل
حرب في تويتر - رئيس حكومة اليونان ضدّ نظيره التركي (AFP)
حرب في تويتر - رئيس حكومة اليونان ضدّ نظيره التركي (AFP)

حرب في تويتر – رئيس حكومة اليونان ضدّ نظيره التركي

رئيس حكومة اليونان يقرر فتح نقاش في تويتر حول عدة مواضيع سياسية بين تركيا واليونان والتي لم ترق له. لم يبقَ نظيره التركي مدينا له وفي النهاية، حُذفت التغريدات

قرّر رئيس الحكومة اليوناني، أليكسيس تسيبراس، أمس، أن يتحدى نظيره التركي، أحمد داوود أوغلو. فغرّد في حسابه على تويتر على خلفية إسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك وكتب: “حضرة رئيس الحكومة داوود أوغلو: لحسن الحظ، فإنّ طيّارينا ليسوا متقلّبين ضدّ الروس كما هي الحال لديك”.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد كتب في تغريدة ثانية: “ما يحدث في بحر إيجة يُصدم ولا يُصدَّق” وذلك عندما تطرق إلى غرق الكثير من المهاجرين الذين يمرون في طريقهم إلى أوروبا من بحر إيجة، كما وكتب في تغريدة ثالثة: “نحن نبذّر الملايين على السلاح، أنت – كي تنتهك مجالنا الجوّي، ونحن – كي نعترضكم”. وتطرّق تسيبراس إلى اختراق الطائرات التركية المجال الجوي اليوناني، الأمر الذي شكّل في العديد من المرات مصدرا للاشتباكات والمعارك الجوية بين طائرات البلدين.

وكتب تسيبراس في تغريدة رابعة: “لدينا منظومة سلاح الجوّ الأحدث، وما زلنا غير قادرين على الإمساك بالمهرّبين الذين يُغرقون عمدا الناس الأبرياء”، ويقصد بذلك إلى أنّه يجب التركيز على أزمة المهاجرين وليس على الاشتباكات العنيفة.

فردّ داوود أوغلو على التغريدة الأولى لتسيبراس فقط وكتب: “الملاحظات حول الطيّارين والتي كُتبت من قبل @atsipras لا تتماشى مع أجواء اليوم. ألكسيس: دعنا نركز على أجندتنا الإيجابية”. كما وتطرّق إلى الاتفاق الذي تم توقيعه بين تركيا والاتحاد الأوروبي والذي وافقت فيه تركيا على إيقاف تيار اللاجئين وفي المقابل الحصول على ثلاثة مليارات دولار، الإعفاء من التأشيرات وتجديد المفاوضات حول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

وقد أصبحت تغريدات رئيس الحكومة شائعة فأدانه الكثير من المتابعين لكونه طرح مواضيع كهذه على تويتر. وفي النهاية حذف التغريدات الأربع ولكن فقط من حسابه باللغة الإنجليزية.

اقرأوا المزيد: 243 كلمة
عرض أقل
أنصار لحزب العدالة والتنمية يرفعون صورة للرئيس رجب طيب إردوغان أمام مقر الحزب في أنقرة (AFP)
أنصار لحزب العدالة والتنمية يرفعون صورة للرئيس رجب طيب إردوغان أمام مقر الحزب في أنقرة (AFP)

تركيا تعود إلى حكم الحزب الواحد بعد استعادة العدالة والتنمية اغلبيته المطلقة

محلل سياسي يقول إن "الخوف من عدم الاستقرار في تركيا يضاف إليه استراتيجية إردوغان الذي يقدم نفسه على أنه الرجل القوي الذي يستطيع حمايتكم فازا"

استعاد حزب الرئيس الإسلامي المحافظ رجب طيب إردوغان أغلبيته المطلقة بعد الفوز الساحق الذي حققه في الانتخابات التشريعية المبكرة في تركيا الأحد مما سيمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده ويعيد البلاد إلى حزب الحكم الواحد.

وضرب حزب العدالة والتنمية كل التوقعات الأحد. فبعد فرز كل الأصوات تقريبا حصل على 49,4 بالمئة منها ليشغل 316 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 550 مقعدا كما أعلنت شبكتا التلفزيون أن تي في وسي أن أن-ترك.

ويشكل ذلك بالنسبة لإردوغان انتقاما بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها في الانتخابات السابقة التي جرت في السابع من حزيران/يونيو وخسر فيها حزبه الهيمنة الكاملة على البرلمان التي كان يتمتع بها منذ 13 عاما ما أسقط حلمه بتعزيز الصلاحيات الرئاسية.

ودعا رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة ليل الأحد الإثنين إلى الوحدة في بلد يشهد انقساما وقلقا.

وأكد أمام آلاف من أنصار الحزب “لا خاسر في هذا الاقتراع وتركيا باكملها ربحت”، مؤكدا أن الحكومة المقبلة ستدافع عن المكتسبات الديموقراطية. وقال إن “حقوق ال78 مليون نسمة تحت حمايتنا”.

من جهته، رأى إردوغان في بيان أن الشعب التركي “قال بشكل واضح (…) إنه يفضل الخدمة والمشاريع على الجدل (…) وبرهن على إرادة قوية في وحدة وسلامة أراضي” تركيا.

والمفاجأة أخرى هي أن حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد الذي حقق فوزا كبيرا أدخله البرلمان في اقتراع حزيران/يونيو، تمكن بفارق طفيف فقط من تجاوز العتبة التي تسمح له بالتمثل في البرلمان (10,7 بالمئة، 59 مقعدا).

وأثارت هذه النتائج مواجهات قصيرة مساء الأحد بين قوات الأمن وشبان من الناشطين الأكراد في دياربكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا حيث الغالبية كردية.

وتفيد أرقام شبه رسمية أن حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديموقراطي جاء في المرتبة الثانية بحصوله على 25,4 بالمئة من الأصوات و134 مقعدا متقدما على حزب العمل القومي (يميني) الذي حصد 12 بالمئة من الأصوات و41 مقعدا، مسجلا بذلك تراجعا كبيرا.

وكانت معظم استطلاعات الرأي تتوقع حصول حزب العدالة والتنمية على ما بين 40 و43 بالمئة من الأصوات وهي نسبة غير كافية ليحكم بمفرده.

وقال سيفيم الذي يدرس الحقوق في جامعة اسطنبول إن “الشعب لديه الحكومة التي يستحقها (…) ويتكيف مع الوضع الحالي (…) المنهار بالكامل”.

من جهته، علق المحلل سونر كاغابتاي في مركز واشنطن اينستيتيوت أن “الخوف من عدم الاستقرار في تركيا يضاف اليه استراتيجية إردوغان الذي يقدم نفسه على أنه +الرجل القوي الذي يستطيع حمايتكم+ فازا”.

ومنذ الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من حزيران/يونيو الماضي، توتر الوضع السياسي بشكل كبير في تركيا.

وفي تموز/يوليو استؤنف النزاع بين متمردي حزب العمال الكردستاني والسلطة في تركيا، الذي أسفر عن سقوط أكثر من أربعين ألف قتيل منذ 1984، في جنوب شرق البلاد ودفن عملية سلام كانت قد بدأت قبل ثلاثة أعوام.

ويشير إردوغان إلى ذلك في بيانه مؤكدا أن “الانتخابات قدمت رسالة مهمة إلى حزب العمال الكردستاني. القمع وإراقة الدماء لا يمكن أن يتعايشا مع الديموقراطية”.

وفي حملة سادها التوتر وتخللتها أعمال العنف، قدم داود أوغلو وإردوغان نفسيهما على أنهما المنقذان، تحت شعار “حزب العدالة والتنمية أو الفوضى”.

وفي مواجهة هذا الخطاب، دعا خصومهما إلى معاقبة نزعتهما التسلطية.

ودان زعيم حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرتاش الذي سجل تراجعا كبيرا عن نتائج حزيران/يونيو (13 بالمئة مقابل اكثر بقليل من 10 بالمئة) انتخابات “غير عادلة” جرت تحت التهديد الجهادي.

اقرأوا المزيد: 492 كلمة
عرض أقل
قوس النصر في باريس (MATTHIEU ALEXANDRE / AFP)
قوس النصر في باريس (MATTHIEU ALEXANDRE / AFP)

نتنياهو، عباس، الملك عبد الله، وداود أوغلو يسافرون إلى باريس للوقوف ضد الإرهاب

حضور إسرائيلي وإسلامي بارز في الحشد الكبير المتوقع أن يقام اليوم في باريس. لقد تحدث عباس مع هولاند، وأعرب عن إدانته لكل 'عمل إرهابي يمس مواطنين أبرياء، سواء كانوا مسيحيين أو يهود أو مسلمين أو من ديانات أخرى'

سيقام الحشد الكبير الذي سيحضره عشرات رؤساء العالم لاستنكار موجة الإرهاب التي طالت فرنسا في الأسبوع الماضي، والتعبير عن التلاحم مع الشعب الفرنسي اليوم في باريس بمشاركة الملايين. أعلنت السلطات الفرنسية أن المواصلات العامة في باريس ستعمل مجانا كي تسهل وصول مئات آلاف المشارِكين.

ذكر أمس أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سيترأس البعثة الإسرائيلية للحشد، والتي سيكون فيها وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتالي بينيت. ذكر في البداية أنه بسبب ترتيبات الحماية لن يتمكن نتنياهو من السفر، لكنه بعد ذلك، ذكر أن نتنياهو رغم ذلك سيذهب، برفقة زوجته سارة.

غير نتنياهو رأيه بعد أن عرف أن وزير الخارجية ليبرمان سيشترك في الحشد

وفقا لبعض التقارير، غير نتنياهو رأيه بعد أن عرف أن وزير الخارجية ليبرمان، المختلف مع نتنياهو على خلفية الانتخابات المتوقع إجراؤها في إسرائيل في شهر آذار، سيشترك في الحشد.

يمكن أن يلتقي في إطار ذلك بعدة رؤساء من دول المنطقة ومنهم أصدقاء وخصوم. صرح رئيس السلطة الوطنيّة الفلسطينية محمود عباس، أمس، بأنه سيشارك أيضا بالحشد الكبير.

وكان عباس قد هاتف الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند، امس السبت، وأكد له وقوف القيادة والشعب الفلسطيني إلى جانب فرنسا الصديقة، في مواجهة هذا الإرهاب الذي لا دين له. وأعرب عباس عن إدانته لكل ‘عمل إرهابي يمس مواطنين أبرياء، سواء كانوا مسيحيين أو يهود أو مسلمين أو من ديانات أخرى، فحياة الإنسان، أي إنسان لها قدسيتها والله هو الذي يهب الحياة وهو خالقنا جميعاً’.

تشكل مشاركة رئيس الحكومة التركي تحديا مهما للسياسة الخارجية التركية

سيشارك كذلك الملك الأردني عبد الله الثاني، برفقة زوجته. وسيشارك من قبل مصر وزير الخارجية، سامح شكري. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أن تمثيل الوزير شكرى لمصر فى المسيرة يعكس وقوف مصر إلى جانب فرنسا فى هذا الظرف الدقيق، وإدانتها الكاملة للحادث الإرهابى الآثم الذى لا يمت للدين الاسلامى بصلة.

من المشاركين المثيرين للاهتمام في الحشد اليوم، رئيس حكومة تركيا، أحمد داود أوغلو، الذي سيصل بناء على دعوة من الرئيس الفرنسي هولاند. تشكل مشاركة رئيس الحكومة التركي تحديا مهما للسياسة الخارجية التركية على خلفية ما يرد عن تمتين العلاقات بين أنقرة وحركة حماس، وعن الانتقال المتوقع لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى تركيا.

اقرأوا المزيد: 330 كلمة
عرض أقل
رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما (AFP)
رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما (AFP)

أوباما يعيد النظر في خيار إسقاط نظام الأسد

الرئيس الأمريكي يعتقد أنّه من أجل الانتصار على داعش يجب إسقاط الأسد من المتوقع أن تدعم تركيا هذه الخطوة وربما تساهم عسكريّا

وفقا للتقارير في الولايات المتحدة، فإنّ رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما، قد توصل مؤخرا إلى استنتاج بأنّه من أجل الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) يجب إسقاط نظام بشّار الأسد في سوريا. توصل أوباما إلى هذا الاستنتاج الدراماتيكي بعد سلسلة من الاجتماعات والمشاورات مع مستشاري الأمن القومي في الولايات المتحدة، والتي أوعز أوباما بعدها إلى مستشاريه بالبدء في تعزيز هذه الخطوة.

يشكل استنتاج أوباما نوعا من الاعتراف من قبله بأنّ الاستراتيجية الأصلية لدول التحالف بخصوص الحرب على داعش لم تكن صحيحة. وفقًا للاستراتيجية الأصلية، فعلى دول التحالف أن تُخضع داعش بداية في العراق وفقط بعد ذلك في سوريا، دون إسقاط الأسد.

وقد تمّ التعبير عن هذه السياسة قبل بضعة أيام فقط، عندما قرّر أوباما الاستجابة لطلب الحكومة العراقية وإرسال 1,500 جندي أمريكي إضافي إلى العراق، والذين سيقومون بتدريب ومساعدة القوات العراقية التي تعمل ضدّ داعش.

إنّ عدم التدخل في سوريا، باستثناء قصف داعش في عين العرب (كوباني)، يترك الجيش السوري الحر بلا حول ولا قوة، لأنّه لا يستطيع التعامل مع قتال الأعداء الوحشيين الذي يحاربهم: داعش وجبهة النصرة من جهة، وجيش الأسد من جهة أخرى.

الحرب الأهلية في سوريا (AFP)
الحرب الأهلية في سوريا (AFP)

قرار بتأثير أردوغان؟

من الممكن أن يكون تغيير رأي أوباما جزءًا من عملية دولية واسعة، والتي أحد أهدافها ضمّ تركيا للقتال ضدّ داعش. وترفض تركيا حتّى الآن المساهمة بشكل عملي محاربة قوات التحالف لداعش، وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنّ تركيا لن تعمل ضدّ داعش دون مساعدة الثوار الذين يقاتلون الأسد.

وفي الواقع، فإنّ الجيش التركي يشاهد في الأشهر الأخيرة دون التدخل في المعركة الثقيلة والصعبة بين داعش والقوات الكردية التي تحاول الدفاع عن المدينة الحدودية عين العرب والحفاظ عليها كي لا تُحتلّ. وطوال تلك المدة تقصف الطائرات الأمريكية أهدافا لداعش في المدينة، وتساعد الأكراد، ولكن المساعدة التركية، التي من الممكن أن تحسم المعركة، غير قائمة. وفضلا عن غياب المساعدة التركية، فإنّ أردوغان نفسه قد انتقد بشدّة سياسة القصف التي تمارسها قوات التحالف، وتساءل لماذا يحدث ذلك في عين العرب فقط وليس في مدن أخرى في سوريا.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (AFP)
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)
الجيش التركي يراقب المعارك الضارية في عين العرب (كوباني) من وراء الحدود ولا يتدخّل بتاتا (AFP)

منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية يكثر أردوغان والمسؤولون الأتراك من التصريح بشدّة ضدّ سوريا وضدّ الأسد الذي يقودها. قبل أسبوع فقط اتهم رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو، الأسد بارتكابه جرائم إبادة جماعية في محيط مدينة حلب. وقد وصف أردوغان نفسه في الماضي الأسد بـ “الإرهابي”، بل وقال إنّه لا يجد أيّ فرق بينه وبين داعش.

بشكل عامّ، تأتي الانتقادات ضدّ الأسد في الشرق الأوسط من اتجاهات عديدة. فقد صرّح أمير قطر، شيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمس الأول، موضّحا أنّ نظام الأسد، بالإضافة إلى العديد من الميليشيات المسلّحة في العراق، هي الجهات الأهم لدعم الإرهاب في كلا البلدين. ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات ضدّ أولئك الذين يهيّجون المنطقة، حيث ألمح عن الأسد.

وبقي الآن أن ننتظر لنرى ماذا سيكون ردّ فعل روسيا على خطّة أوباما. لدى روسيا اتفاقات واسعة مع سوريا، وقبل أقل من عام بقليل فقط نجحت في إفشال خطّة أوباما لمهاجمة سوريا على إثر استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل جيش الأسد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP PHOTO)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (AFP PHOTO)
اقرأوا المزيد: 459 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بعد خطاب القاه امام المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم (AFP)
رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو بعد خطاب القاه امام المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم (AFP)

تركيا تؤكد مجددا استعدادها لاتخاذ “اي اجراء لازم” ضد الدولة الاسلامية

كانت تركيا رفضت حتى الان الانضمام الى الائتلاف العسكري لمحاربة داعش الذي بدأ هذا الاسبوع بقصف اهداف للتنظيم داخل الاراضي السورية

اكدت الحكومة التركية الاسلامية-المحافظة تحت ضغط حلفائها الغربيين الجمعة انها مستعدة لاتخاذ كل الاجراءات اللازمة بما في ذلك العسكرية لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في خطاب القاه امام المسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 “اذا كان هناك عملية او حل عسكري يمكنه ان يعيد السلام والاستقرار الى المنطقة فاننا ندعمه”.

واضاف “سنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية الامن القومي” دون ان يعطي المزيد من الايضاحات.

وكانت تركيا رفضت حتى الان الانضمام الى الائتلاف العسكري الذي شكلته الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الذي بدأ هذا الاسبوع بقصف اهداف للتنظيم داخل الاراضي السورية.

والحكومة التركية التي يشتبه بانها سلحت الحركات الاكثر تطرفا ومنها تنظيم الدولة الاسلامية لمحاربة نظام الرئيس السوري بشار الاسد، بررت عدم انضمامها بضرورة حماية حياة 46 من رعاياها خطفوا في حزيران/يونيو على ايدي جهاديين في الموصل (العراق).

وافرج عن هؤلاء قبل ستة ايام وغيرت تركيا مذذاك لهجتها.

رئيس الوزراء التركي احمد دواد اوغلو يصعد الى الطائرة مع الرهائن الذين اطلق سراحهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية، في مطار شانلي اورفة (AFP)
رئيس الوزراء التركي احمد دواد اوغلو يصعد الى الطائرة مع الرهائن الذين اطلق سراحهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية، في مطار شانلي اورفة (AFP)

والثلاثاء اعرب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عن ارتياحه لاولى الغارات الجوية للائتلاف واكد ان بلاده مستعدة “لكافة اشكال الدعم بما فيها الدعم العسكري او السياسي” لتحقيق هذه الغاية.

ولم يتخذ اي قرار ملموس حتى الان خصوصا حول استخدام قوات الائتلاف لقاعدة انجرليك التركية الجوية (جنوب) بانتظار تصويت البرلمان على هذه المسالة المقرر في الثاني من تشرين الاول/اكتوبر.

واقترب مقاتلو الدولة الاسلامية الجمعة من مدينة عين العرب السورية الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية. وافاد مصور لوكالة فرانس برس عن سماع دوي قذائف هاون ورشقات من اسلحة خفيفة من معبر مرشد بينار الحدودي التركي مع سوريا.

ومنذ اسبوع ادت هذه المعارك الدائرة للسيطرة على المنطقة الى نزوح سكانها باعداد كبيرة ومعظمهم من الاكراد، الى تركيا.

وقال داود اوغلو الجمعة ان عددهم تجاوز ال160 الفا.

اقرأوا المزيد: 263 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء التركي احمد دواد اوغلو يصعد الى الطائرة مع الرهائن الذين اطلق سراحهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية، في مطار شانلي اورفة (AFP)
رئيس الوزراء التركي احمد دواد اوغلو يصعد الى الطائرة مع الرهائن الذين اطلق سراحهم من قبل تنظيم الدولة الاسلامية، في مطار شانلي اورفة (AFP)

الافراج عن الرهائن الاتراك في العراق والاف اللاجئين الاكراد يفرون امام تقدم داعش

اطلق سراح 49 رهينة تركيا السبت بعد احتجازهم على ايدي داعش. نائب رئيس الوزراء التركي اعلن ان قرابة 45 الف كردي هربوا الى تركيا قادمين من سوريا منذ الخميس

اطلق سراح 49 رهينة تركيا السبت بعد احتجازهم في العراق على ايدي تنظيم الدولة الاسلامية الذي حقق تقدما كبيرا في شمال سوريا ما ارغم عشرات الاف الاكراد على الفرار طالبين اللجوء في تركيا.

وامام “الهجوم الواسع النطاق” الذي تشنه “الدولة الاسلامية”، ناشد مجلس الامن الدولي الاسرة الدولية “تعزيز” دعمها للحكومة العراقية.

واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان المواطنين الاتراك ال49 المحتجزين لدى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق اطلق سراحهم ضمن “عملية انقاذ” نفذتها القوات الخاصة، من دون اعطاء المزيد من التوضيحات.

واعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو الذي يقوم بزيارة الى باكو في بيان “في وقت مبكر هذا الصباح استلمنا مواطنينا واعدناهم الى تركيا”ـ دون ان يعطي توضيحات حول ظروف اطلاق سراحهم.

لكن اردوغان اكد في وقت لاحق ان قوة من جهاز الاستخبارات حررت الرهائن.

واضاف “منذ اليوم الاول لعملية خطفهم، تابعت وكالة الاستخبارات هذه المسالة بصبر وعناية، واخيرا قامت بعملية انقاذ ناجحة”.

واحتجز الرهائن ال49 في 11 حزيران/يونيو عندما سيطر جهاديو التنظيم على القنصلية التركية العامة في الموصل (شمال العراق).

ومن بين الرهائن القنصل العام وزوجته والعديد من الدبلوماسيين واطفالهم بالاضافة الى عناصر من القوات الخاصة التركية.

رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو (AFP)
رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو (AFP)

وعاد الرهائن بالطائرة الى انقرة برفقة داود اوغلو حيث استقبلتهم عائلاتهم والمئات من انصار حزب العدالة والتنمية الاسلامي المحافظ.

وقال داود اوغلو الذي صعد الى حافلة الركاب محاطا ببعض الرهائن “انهم ابطال مثل اولئك الذين اعادوهم الى تركيا”.

واضاف “لقد انتظروا بكل صبر وفخر لقد رفضوا الانحناء، ظلوا صامدين. كان دافعهم صالح البلاد وشعبها”. واشاد  بالقوات الامنية التي “عملت بشكل منسق لكي تحررهم”.

من جهته، قال القنصل التركي في الموصل اوزتورك يلماظ للصحافيين “لم افقد الامل يوما. ساتذكر دائما تجربتي هذه بكل اعتزاز”.

ولم يكشف المسؤولون الاتراك عن تفاصيل العملية التي قام بها جهاز الاستخبارات.

وردا على سؤال لقناة خبر تورك، قال وزير الخارجية مولود شاويش اوغلو ان الرهائن عادوا الى تركيا عن طريق سوريا.

ونقلت وسائل اعلام تركية عن مصادر مقربة من جهاز الاستخبارات قولها ان السلطات لم تدفع اي فدية مقابل اطلاق سراح الرهائن.

واضافت ان الخاطفين عمدوا الى تغيير مكان احتجازهم ست مرات كما تاجلت العملية التي ادت الى تحريرهم مرارا كذلك.

ومنذ حزيران/يونيو والسلطات التركية تكرر انها تجري “اتصالات” لاطلاق سراح مواطنيها دون اعطاء توضيحات.

واتهمت الحكومة التركية مرارا بانها تدعم المعارضة السورية وسلحت مجموعات اسلامية معادية لنظام الرئيس بشار الاسد وبينها تنظيم “الدولة الاسلامية”.

لكن انقره نفت باستمرار تقديم مثل هذا الدعم.

وفي حزيران/يونيو ايضا، حملت المعارضة التركية الحكومة، وخصوصا وزير الخارجية والمرشح الابرز لخلافة اردوغان في منصب رئيس الوزراء انذاك، مسؤولية خطف مواطنين اتراك من قبل تنظيم “الدولة الاسلامية”.

ونظرا للاتهامات التي وجهت اليها في هذه القضية، منعت السلطات التركية وسائل الاعلام من التطرق الى هذه المسالة.

ورفضت تركيا الاسبوع الماضي طلب التحالف الدولي بقيادة واشنطن للمشاركة في عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية متذرعة برغبتها في حماية الرهائن.

في غضون ذلك، اعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كرتلموش ان قرابة 45 الف كردي هربوا الى تركيا قادمين من سوريا منذ الخميس بسبب المعارك بين المقاتلين الاكراد وتنظيم الدولة الاسلامية في شمال شرق سوريا.

اكراد سوريون يستريحون بعد عبورهم الحدود بين سوريا والعراق قرب بلدة سروج في محافظة شانلي اورفة (AFP)
اكراد سوريون يستريحون بعد عبورهم الحدود بين سوريا والعراق قرب بلدة سروج في محافظة شانلي اورفة (AFP)

وصرح كرتلموش امام صحافيين غداة فتح الحدود التركية امام اللاجئين “حتى هذه الساعة، عبر 45 الف كردي من سوريا الحدود ودخلوا الى تركيا من ثماني نقاط عبور مختلفة”.

وقد اضطرت تركيا الجمعة لفتح حدودها بشكل طارىء لاستقبال الاف من اكراد سوريا مرغمين على الرحيل بسبب تقدم تنظيم الدولة الاسلامية في مدينة عين العرب السورية (كوباني باللغة الكردية).

وبعد رفضها لبعض الوقت دخول هؤلاء اللاجئين، سمحت السلطات التركية في نهاية المطاف بدخول الاف الاشخاص ظهرا الى بلدة دكمداش غالبيتهم من النساء والاطفال والمسنين.

وبررت الحكومة الاسلامية المحافظة في انقرة هذه البادرة “الاستثنائية” بشراسة المعارك الدائرة في الجانب السوري.

وقال حاكم محافظة شانلي اورفة عز الدين كجك “قررنا استضافة هؤلاء السوريين اضطرارا لانهم كانوا محصورين في ارض محدودة جدا ومهددين بالمعارك”.

وكذلك عبر 300 مقاتل كردي على الاقل الحدود التركية الى سوريا ليل الجمعة السبت لمحاربة الدولة الاسلامية بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان السبت.

وافاد المرصد ان المقاتلين الاكراد انضموا الى وحدات حماية الشعب الكردي السورية لقتال التنظيم المتطرف الذي يسعى الى السيطرة على بلدة عين العرب.

وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين الاكراد والدولة الاسلامية مساء الثلاثاء في محيط هذه البلدة حيث تمكن التنظيم المتطرف من السيطرة على قرابة ستين قرية ليحكم حصاره لبلدة كوباني المعقل الكردي على الحدود مع تركيا.

اقرأوا المزيد: 648 كلمة
عرض أقل
أسرى الدولة الإسلامية في تكريت قبل إعدامهم  (AFP)
أسرى الدولة الإسلامية في تكريت قبل إعدامهم (AFP)

الرهائن الاتراك ال49 المحتجزون لدى داعش اطلق سراحهم

من بين الرهائن العديد من الدبلوماسيين واطفالهم بالاضافة الى عناصر من القوات الخاصة التركية. السلطات التركية تكرر منذ يونيو انها ابقت على "اتصالات" لاطلاق سراح مواطنيها دون اعطاء توضيحات

اعلن رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو ان المواطنين الاتراك ال49 المحتجزين لدى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق اطلق سراحهم وعادوا صباح السبت الى تركيا سالمين.

وصرح داود اوغلو في بيان متلفز “في وقت مبكر هذا الصباح استلمنا مواطنينا واعادناهم الى تركيا” دون ان يعطي توضيحات حول ظروف اطلاق سراحهم.

واحتجز الرهائن الاتراك ال49 في 11 حزيران/يونيو عندما سيطر جهاديو التنظيم على القنصلية التركية العامة في الموصل (شمال العراق).

ومن بين الرهائن هناك القنصل العام وزوجته والعديد من الدبلوماسيين واطفالهم بالاضافة الى عناصر من القوات الخاصة التركية.

رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو (AFP)
رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو (AFP)

وقال داود اوغلو “لقد تكثفت اتصالاتنا نحو منتصف الليل ودخلوا (الرهائن) الى البلاد قرابة الساعة 05,00 (02,00 ت غ). وتابعنا هذه التطورات طوال الليل وابلغنا الرئيس (رجب طيب اردوغان) . والخبر يملانا بالفرح”.

ومنذ حزيران/يونيو والسلطات التركية تكرر انها ابقت على “اتصالات” لاطلاق سراح مواطنيها دون اعطاء توضيحات.

واتهمت الحكومة التركية مرارا بانها تدعم المعارضة السورية وسلحت مجموعات اسلامية معادية لنظام الرئيس بشار الاسد وبينها تنظيم “الدولة الاسلامية”. ونفت انقره باستمرار تقديم مثل هذا الدعم.

وحملت المعارضة التركية الحكومة، وخصوصا وزير الخارجية والمرشح الابرز لخلافة اردوغان في منصب رئيس الوزراء، مسؤولية خطف مواطنين اتراك من قبل تنظيم “الدولة الاسلامية”.

اقرأوا المزيد: 178 كلمة
عرض أقل
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (AFP)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (AFP)

حلم تركيا الشرق أوسطي يتحوّل إلى كابوس

تركيا تدعم الثوّار ضدّ نظام الرئيس بشّار الأسد، تتدخّل في السياسة العراقية وتدعم الأكراد في وجه الحكومة المركزية في بغداد

شكّلت قمّة “حلف الناتو” في ويلز التي استمرت حتى 4 أيلول/سبتمبر، فرصة ذهبية لرئيس الوزراء التركي الجديد أحمد داوود أوغلو. فبعد مرور فترة ظنّت فيها أنقرة أنّ مستقبل تركيا يكمن في الشرق الأوسط فقط، أظهرت الأحداث الأخيرة أهمّية التحالفات الأوروبية للبلاد. وفي ويلز، يستطيع السيد داوود أوغلو البدء في إصلاح هذه العلاقات التي عانت من الإهمال.

منذ تسلّمها السلطة في عام ٢٠٠٢، حوّلت حكومة “حزب العدالة والتنمية” اقتصاد تركيا، وجعلت بذلك البلاد مجتمعاً أغلبيته من الطبقة الوسطى. ويعيش الأتراك اليوم حياةً أفضل من تلك التي عاشوها في أي وقت مضى في التاريخ المعاصر. ويترافق هذا الازدهار الذي لم يسبق له مثيل مع شعور قويّ بالعجرفة لدرجة ظنّ فيها رئيس الوزراء الأسبق والرئيس الحالي رجب طيب إردوغان، ومستشاره ثمّ وزير خارجيته السابق حتى نهاية آب/أغسطس، أحمد داوود أوغلو، أنّهما يستطيعان بمفردهما إعادة تشكيل الشرق الأوسط.

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (KAYHAN OZER / PRIME MINISTER PRESS OFFICE / AFP)
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان (KAYHAN OZER / PRIME MINISTER PRESS OFFICE / AFP)

وهكذا، تخلّى “حزب العدالة والتنمية” عن الفكر الكمالي الذي شكّل الأخلاقيّات التأسيسيّة لتركيا. فمصطفى كمال أتاتورك، أوّل رئيس للبلاد، الذي رأى تركيا بلداً أوروبيّاً. وساد اعتقاد في صفوف خلفائه أنّ كون تركيا عضواً في كلّ مؤسسة أوروبية وعبر المحيط الأطلسي، من “حلف شمال الأطلسي” إلى “منظمة التعاون والتنمية”، فقد قُدر لمصير البلاد أن يكون في أوروبا والغرب. لقد ارتبط الأتراك بالشرق الأوسط كما يرتبط الأرجنتيّون بأمريكا اللاتينية. وكما يرى الأرجنتيون أنفسهم أوروبيين وصادف أنّهم يعيشون في أمريكا اللاتينية، رأى الكثيرون من الأتراك أنفسهم كأوروبيّين صادف أنّم يعيشون بالقرب من الشرق الأوسط.

وبصفته كبير الخبراء الاستراتيجيين في سياسة تركيا الخارجية منذ عام ٢٠٠٢، تحدّى أحمد داوود أوغلو هذا النموذج من خلال التلميح بأنّ على تركيا أن تكون “برازيل الشرق الأوسط”، أي أن تتمتّع باقتصاد إقليمي مهيمن قادر على إدارة دفّة الأحداث. ولم تكن تركيا بحاجة إلى حلفاء غربيين في الشرق الأوسط في ظلّ هذا التوجّه الجديد الذي تتبعه.

وقد بدا هذا التحوّل جليّاً في تورّط أنقرة في الحرب السورية، إذ فتحت تركيا حدودها الممتدة على طول ٥١٠ ميلاً لدعم الثوّار ضدّ نظام الرئيس بشّار الأسد. كذلك، تدخّلت تركيا في السياسة العراقية، ودعمت الأكراد في وجه الحكومة المركزية في بغداد. كما دعمت أنقرة الأحزاب التي تدور في فلك جماعة «الإخوان المسلمين» في ليبيا وسوريا ومصر. وقد قامت أنقرة بكلّ ذلك أملاً منها في تحويل هذه المعطيات لكي تصبّ في مصلحة وكالاتها ذات النفوذ في الشرق الأوسط.

إلّا أنّ هذه المناورة قد أسفرت عن نتائج كارثية. فللمرّة الأولى في تاريخها، تورّطت تركيا في الحرب الأهلية الدائرة في بلد مجاور وهو سوريا، ولا ترى نهاية لهذا التورط في الأفق. كما أنّ سياسة أنقرة في دعم الأكراد في العراق قد أتت بنتائج عكسية، إذ جمّدت بغداد العلاقات التجارية التركية مع باقي أنحاء البلاد. وهكذا، وكحدث آخر لا سابقة له، خسرت تركيا جميع طرق وصولها إلى الشرق الأوسط. فحدودها مع العراق وسوريا مغلقة.

الرئيس الإيراني حسن روحاني مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته في تركيا (ADEM ALTAN / AFP)
الرئيس الإيراني حسن روحاني مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته في تركيا (ADEM ALTAN / AFP)

أمّا في مصر، فليست هناك رغبة بتركيا بسبب دعمها لـ جماعة «الإخوان المسلمين». فالمصريّون يلومون أنقرة لعدم بنائها جسوراً مع المجتمع الأوسع. وفي ليبيا وسوريا، قام المتطرّفون بتهميش أعضاء «الجماعة» الذين تدعمهم تركيا. بالإضافة إلى ذلك، إن السعوديين الذين يعملون جاهدين ضدّ «الإخوان المسلمين» في جميع أنحاء المنطقة يكرهون تركيا بسبب دعمها المتعنّت لـ «الجماعة».

وانهارت قاعدة “اللانزاع” القائمة منذ زمن طويل والتي تحكم العلاقات التركية- الفارسية في ظلّ حكومة “حزب العدالة والتنمية”. فتركيا وإيران تجدان نفسيهما اليوم عالقتَان في دوّامة حرب بالوكالة بحكم دعم طهران لنظام الأسد في دمشق وحكومة بغداد، وتهديدها بذلك لمصالح أنقرة الجوهرية في سوريا والعراق. لذا، فباستثناء قطر الموالية لـ «الإخوان المسلمين» وأكراد العراق، تجد أنقرة نفسها من دون أي حلفاء أو وكلاء أو أصدقاء في الشرق الأوسط.

وقد خسرت تركيا أيضاً إسرائيل، بعد أن كانت هذه الأخيرة حليفاً ديمقراطيّاً مهمّاً لها قبل عام ٢٠٠٢، من خلال بنائها علاقات أوثق مع «حماس». وقد أكّد مؤيّدو “حزب العدالة والتنمية” أنّ اعتماد تركيا موقفاً أكثر قسوة تّجاه إسرائيل كان شرّاً لا بدّ منه لكسب تأييد العرب. لكن اليوم، لا العرب ولا إسرائيل هم أصدقاء تركيا.

وتأتي هذه المعطيات في وقت خطر جدّاً، إذ تقوم اليوم دولة إسلامية متطرّفة وخطرة على حدود تركيا، وذلك في العراق وسوريا، التي تشاطر أيديولوجية تنظيم «القاعدة» ومهارات حركة «طالبان» في فنّ الحكم والفكر. وقد وصل بعض هؤلاء الجهاديون إلى سوريا عبر تركيا.

لاجئون سوريون في الحدود السوري التركي (AFP)
لاجئون سوريون في الحدود السوري التركي (AFP)

وقريباً، قد تتحوّل هذه الأزمات المتفاقمة في السياسة الخارجية إلى تحدّيات سياسية داخلية تواجه رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو والرئيس رجب طيب إردوغان و”حزب العدالة والتنمية”. إنّ نجاح تركيا الاقتصادي هو نتيجة لاستقرارها في منطقة غير مستقرّة. ويصل قدر الاستثمار الخارجي المباشر في البلاد الذي حطّم الأرقام القياسية إلى ٥٠ مليار دولار أمريكي سنويّاً، مما يعزز نموّ تركيا ونجاح أحمد داوود أوغلو الانتخابي. لكن مع تهديد تنظيم «الدولة الإسلامية» لنموّ تركيا، ستنحسر الاستثمارات الدولية، ولن تكون حظوظ رئيس الوزراء داوود أوغلو في الانتخابات البرلمانية لعام ٢٠١٥ مبشّرة بالنجاح.

بيد، بالرغم من أنّ تورّط أنقرة في الشرق الأوسط لم يكن ناجحاً حتّى الآن، إلّا أنّ الأوان قد فات للعودة إلى نموذج الفكر الكمالي القاضي بتجاهل الشرق الأوسط بالكامل. فتركيا هي جزء من واقع الشرق الأوسط والاضطرابات التي يعيشها. وخلال قمّة “حلف الناتو” وبعدها، سيكون رئيس الوزراء داوود أوغلو حذراً في الاستيحاء من قواعد الفكر الكمالي وإعادة تطوير تعاون مناسب مع حلفاء تركيا السابقين وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والأوروبيين للتصدّي لخطر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» والمشاكل الشرق أوسطية الأخرى معاً.

نشرت هذه المقالة لأول مرة على موقع معد واشنطن

اقرأوا المزيد: 820 كلمة
عرض أقل
صورة نشرها المكتب الاعلامي الرئاسي التركي لاجتماع كيري واردوغان (AFP)
صورة نشرها المكتب الاعلامي الرئاسي التركي لاجتماع كيري واردوغان (AFP)

كيري حاول اقناع تركيا بالانضمام الى التحالف ضد “الدولة الاسلامية”

في المقابل، رفض كيري ان تشارك ايران الاثنين في مؤتمر دولي في باريس حول العراق والتصدي للمتطرفين، رغم انها تناصبهم العداء بدورها

حاول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة في انقرة اقناع تركيا بدعم التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية وابدى ثقته بالنجاح في تشكيل تحالف عالمي بهدف “القضاء” على التنظيم المتطرف.

في المقابل، رفض كيري ان تشارك ايران الاثنين في مؤتمر دولي في باريس حول العراق والتصدي للمتطرفين، رغم انها تناصبهم العداء بدورها.

ويقوم كيري بجولة في الشرق الاوسط وتمكن من الحصول على دعم عشر دول عربية ضد الدولة الاسلامية. لكن محطته في تركيا كانت اساسية وخصوصا ان تركيا جارة العراق وسوريا والعضو في حلف شمال الاطلسي، ترفض مشاركة نشطة في العمليات المسلحة ضد المتشددين السنة.

والتقى كيري في انقرة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء احمد داود اوغلو ووزير الخارجية مولود شاويش اوغلو.

وقال الوزير الاميركي في مؤتمر صحافي ان الحلفاء “توافقوا على القول ان الدولة الاسلامية هي احد اكبر التهديدات لامن تركيا والمنطقة برمتها وخارجها”.

وكرر “التزام الولايات المتحدة حماية امن وسيادة ووحدة اراضي تركيا (…) والعمل من اجل اوسع تحالف ممكن يضم الشركاء الدوليين من اجل القضاء مرة واحدة واخيرة على تهديد الدولة الاسلامية تماما”.

لكنه لم يحدد ما اذا كان نجح في اقناع انقرة التي ترفض مشاركة كثيفة في العمليات المسلحة ضد المتطرفين السنة والتي تنوي الولايات المتحدة مواصلتها في العراق وتوسيع نطاقها نحو سوريا.

ولم توقع انقرة الخميس في جدة بالمملكة العربية السعودية على البيان المشترك الذي صدر عن عشر دول عربية والولايات المتحدة التي التزمت بمقاتلة التنظيم بما في ذلك “عبر المشاركة في حملة عسكرية منسقة”.

ولا ترغب انقرة ايضا في السماح للاميركيين باستخدام قاعدتها الجوية في انجرليك (جنوب) القريبة من الحدود السورية، لشن هجمات.

إعدامات جماعية لجنود عراقيين في تكريت (AFP)
إعدامات جماعية لجنود عراقيين في تكريت (AFP)

وتخشى تركيا من تعريض حياة 46  من رعاياها يحتجزهم المتطرفون منذ حزيران/يونيو في الموصل شمال العراق.

وعلق دبلوماسي اميركي ردا على سؤال حول رفض انقرة بالقول “على ما يبدو هناك حساسيات في الجانب التركي نحترمها”.

وفي المجالس الخاصة، قلل مسؤولون اميركيون اخرون من شان التحفظات التركية مؤكدين ان حليفهم يفضل التحرك من وراء الكواليس في الملف السوري بدلا من الظهور في تحالف مناهض للمتطرفين.

واعلنت الرئاسة التركية اثر المحادثات مع كيري ان “تركيا والولايات المتحدة ستواصلان مكافحة كل المنظمات الارهابية في المنطقة معا كما كانت عليه الحال في الماضي”.

من جانبه، ابدى كيري ثقته بالنجاح في بناء التحالف الدولي المأمول وقال “سيكون تحالفا واسعا مع دول عربية ودول اوروبية والولايات المتحدة واخرين يساهمون في كل من اوجه الاستراتيجية التي عرضها الرئيس اوباما” في العاشر من ايلول/سبتمبر.

لكنه نبه الى ان من السابق لاوانه “شرح المهمة التي سيقوم بها كل بلد” داخل هذا التحالف.

ورحب كيري ب”العزم الواضح الذي اظهرته فرنسا للتحرك في العراق واللجوء الى القوة”. لكنه لم يدل باي تعليق حول تردد او رفض حلفاء اوروبيين القيام بعمل عسكري في سوريا.

الى ذلك، اكد كيري رفض الولايات المتحدة مشاركة طهران في المؤتمر الذي تستضيفه باريس الاثنين حول العراق والتصدي للدولة الاسلامية، وقال “لن يكون هذا الامر في محله (…) لن يكون جيدا” وخصوصا بسبب “ضلوع ايران في سوريا وامكنة اخرى”.

وابدت ايران الخميس شكوكا في “جدية وصدق” الائتلاف الدولي الذي تريد الولايات المتحدة تشكيله للتصدي ل”لدولة الاسلامية”.

وتمت “مناقشة” مشاركة ايران في المؤتمر لكن الجمهورية الاسلامية الشيعية التي تدعو بدورها الى تعاون دولي ضد الدولة الاسلامية لم تتلق حتى الان دعوة لحضور هذه التظاهرة.

اقرأوا المزيد: 486 كلمة
عرض أقل