“إذا كان أحمد حلاوة رأس أفعى ومجرم ومحرك للفلتان الأمني في المدينة كيف تفسر إذا السلطة وأجهزتها تنفيذ الإضراب العام لمدة ثلاثة أيام في قطاعات واسعة من المدينة، وكيف تفسر التظاهرات العفوية التي انطلقت احتجاجاً على تصفيته بدم بارد من قبل عناصر أمنية من الواضح أنهم تلقوا تعليمات من مسؤوليهم، تهدف الى قيامهم بهذه التصفية”، يقول كادر فتحاوي بارز في مدينة نابلس.
الأجواء في المدينة وبعد أربعة أيام من مقتل حلاوة لازالت متوترة لا سيما وأن عملية إعدام أحمد حلاوة أثارت موجة سخط لدى الكثيرين حتى ممن يرفض حالة الفلتان الأمني وفوضى السلاح والتي حاولت السلطة إلصاقها بحلاوة.
ويقول الكادر الفتحاوي أنه من غير الواضح كيف يمكن لحركة فتح أن تلملم نفسها بعد هذه الحادثة والتي أدت إلى استقالة العشرات من كوادر حركة فتح، احتجاجاً على عملية التصفية وعلى العنف المفرط الذي استخدمته أجهزة أمن السلطة في مواجهة بعض المطلوبين من البلدة القديمة في المدينة.
ويضيف الكادر الفتحاوي بالقول “هناك اتصالات بين بعض كوادر الحركة وقياداتها حول ضرورة تأجيل الانتخابات البلدية في المدينة رغم أن الاحتمالات بأن يتم ذلك ضئيلة جداً”.
وأردف الكادر الفتحاوي بالقول “بدأنا نسمع من أقرب المقربين للحركة أنه ليست لديهم النية بالتصويت لحركة فتح في ظل ما شاهدوه من كيفية تعامل السلطة مع أحداث البلدة القديمة وتحديداً الطريقة الشرسة التي تمت فيها تصفية حلاوة”.
وأشار الكادر أنه رغم الحالة الأمنية إلا أن الكثيرين ممن نزلوا إلى الشارع، هم من كوادر فتح والبعض منهم ينتمي إلى الأجهزة الأمنية المختلفة، ما يعني أن هناك خلل واضح في طريقة سير عمل الأجهزة الأمنية.
وأشار الكادر إلى أن الأجهزة الأمنية تسعى الى إحداث شرخ بين البلدة القديمة وسكانها وبين باقي مناطق نابلس وعلى رأسها المخيمات المختلفة بهدف تلطيف الأجواء وكسب الرأي العام.
وقد قام رئيس الحكومة الفلسطينية، رامي الحمد الله منذ احداث نابلس بالاجتماع مع قادة المؤسسات الأمنية الفلسطينية ليطلعهم على سير عمل لجنة التحقيق التي تم تعينها لمتابعة حادثة مقتل حلاوة، حيث يشير الكادر الى أنه ﻻ أحد يولي اهتماماً بالنتائج التي قد تصدر عن هذه اللجنة وﻻ أحد يتوقع من اللجنة أن تكون مهنية أو نزيهة، مشيراً إلى عدم وجود أي ممثل حقيقي لأهالي المدينة وتحديداً لأهالي الضحايا في هذه اللجنة، وأتهم الكادر الفتحاوي تقاعس الرئيس الفلسطيني عن معالجة الأزمة في نابلس، مشيراً إلى ” أن هذا يدل على مدى اهتمام الرئيس بالمواطن الفلسطيني، وتحديداً على مدى تأثير هذه الأحداث على حركة فتح، وعلى وحدتها وقدرتها مواجهة الاستحقاق الانتخابي في ظل أزمة ثقة رهيبة بين الكادر والقيادة وبين الشارع والحركة بشكل عام”.
من ناحية أُخرى استمرت مواقع اعلامية تابعة ومقربة لحركة حماس، من التحذير من تأجيل العملية الانتخابية ومن محاولات ترهيب المرشحين في اﻻنتخابات البلدية، والتي تهدف الى ضرب العملية الانتخابية وتسميم أجواءها كما قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، عبد الرحمن زيدان، وذلك وسط تلميح من حركة حماس على نية فتح والسلطة الفلسطينية خلق أجواء قُبيل الانتخابات، تسمح لها بتأجيلها.