منفذ عملية إطلاق النار أحمد جرار
منفذ عملية إطلاق النار أحمد جرار

بين عمليتي جرار وعاصي.. الأول أصبح “أميرا” والثاني ظل “هامشيا”

لماذا يهتم الفلسطينيون بعملية واحدة كثيرا ويتجاهلون أخرى شبيهة؟ عملية أحمد جرار وعملية عبد الكريم عاصي أسفرتا عن نفس النتيجة لكن التعامل معهما كان مختلفا في أوساط الفلسطينيين..

لم نشهد منذ وقت طويل حملة إعلامية لدى حماس شبيهة بهذه التي بدأتها الحركة منذ ساعات الصباح، في أعقاب مقتل أحمد جرار، المسؤول عن الخلية التي قتلت الحاخام رازيئل شيفاح، والد لستة أطفال. يمكن أن نشاهد صورة جرار الذي ترقّى لمكانة “ملك” لدى حماس – والده يعد من مؤسسي الجناح العسكري في حماس- في كل مكان في وسائل الإعلام الحمساوية، وفي شبكات التواصل الاجتماعي أيضًا. تعمل حماس جاهدة لـ “الإشارة” إلى العملية بصفتها العملية الأولى في سلسلة العمليات في الضفة الغربية. كما هي الحال، مع عهد التميمي، فقد كانت بشرة أحمد جرار فاتحة وعيناه زرقاوين، وهما يشكلان الوجهان “الجميلان” للمقاومة.

أحمد جرار

ولكن حالة عبد الكريم عاصي، الذي قتل أمس حاخام إيتمار بن غال، أب لأربعة أطفال من جبل بركة تختلف تماما. رغم أن نتائج العمليتان كانت شبيهة جدا، فقد تعامل الفلسطينيون مع هاتين العمليتين بشكل مختلف تماما. يمثل عاصي الفتى الذي نفذ عملية دوافعها “مشاكل شخصية”. فهو فتى “غريب” ترعرع بين المجتمَع الإسرائيلي والفلسطيني، كانت تعاني عائلته من مشاكل، ولم يشعر يوما بالانتماء. تعاطى المخدّرات وكان معروفا لدى خدمات الرفاه في إسرائيل.

منفذ عملية سلفيت عبد الكريم عاصي (فيسبوك)

للوهلة الأولى، كان يحظى بأفضلية مقارنة بالشبان الفلسطينيين الآخرين أبناء جيله، فقد كان يحمل بطاقة هوية زرقاء، يمتع بحقوق اجتماعية في إسرائيل، وبحرية التنقل. في الواقع، يشكل عاصي إثباتا على أن الفلسطينيين يولون اهتماما كبيرا للانتماء العائلي. ما زالوا يعتقدون أنه الأهم. وإذا ظن عاصي أن العملية التي نفذها هي طريقه للوصول إلى المجتمَع الفلسطيني، فتجدر الإشارة إلى أن أعماله لا تحظى بأية تغطية وأهمية إعلامية. فقد ظل “غريبا”.

بالمناسبة، قوات الأمن الإسرائيلية تحتجز جثمان أحمد جرار وهي لا تنوي تسليمه إلى الفلسطينيين. “إذا كان بطلا حمساويا، فلا شك أن حماس مستعدة لتسليم جثامين الإسرائيليين التي تحتجزها مقابل جثمانه”، وفق أقوال جهات إسرائيليّة.

اقرأوا المزيد: 271 كلمة
عرض أقل
منفذ عملية سلفيت عبد الكريم عاصي (فيسبوك)
منفذ عملية سلفيت عبد الكريم عاصي (فيسبوك)

مشرد ويتعاطى المخدرات.. بروفايل منفذ عملية سلفيت

عبد الكريم عاصي الذي قتل حاخاما إسرائيليا بسكين كان يحمل هوية إسرائيلية ويكتب باللغة العبرية على فيسبوك ويتجول كثيرا في تل أبيب.. الشؤون الإسرائيلية حاولت تقديم المساعدة له لإدمانه على المخدرات

06 فبراير 2018 | 09:50

ركّزت الصحف الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في تغطيتها لعملية الطعن التي وقعت أمس بالقرب من مدينة أريئيل في الضفة الغربية، وأسفرت عن مقتل حاخام إسرائيلي عمره 29 عامًا، على كون الطاعن يحمل هوية إسرائيلية، وأنه معروف لدى مؤسسات الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية.

وأوردت الصحف على الصفحات الأولى “بروفايل منفذ العملية” عبد الكريم عادل عاصي، مبرزة أنه يحمل هوية إسرائيلية لأن أمه إسرائيلية تزوجت من فلسطيني، وكان يتجول بين تل أبيب وحيفا ونابلس بعد أن تخلى والداه عنه وكان مدمنا على المخدرات. وأضافت الشؤون الإسرائيلية أنها حاولت تقديم المساعدة للشاب وعرضت عليه حلول سكن ثابت إلا أنه اختار الهروب من المؤسسات في كل مرة.

وكما ذكر آنفا، والدة عاصي إسرائيلية، ولدت في الناصرة وانتقلت قبل 21 عاما إلى الضفة للسكن مع زوجها إلا أنها انتقلت إلى حيفا في السنوات الأخيرة بعد أن افترق الزوجان. وأمضى الشاب على خلفية افتراق والديه أوقاته في جمعيات ومؤسسات لإيواء الشباب المشردين.

وبالنظر إلى صفحة “فيسبوك” الخاصة بالشاب، يمكن الملاحظة أنه بدأ يلجأ إلى التطرف بأفكاره في الأشهر الأخيرة، مغيّرا صورة البروفايل الخاصة بصحفته لبندقية م 16، وفي تعليقات من الأشهر الأخيرة بدأ ينادي إلى التحرك بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل. كما يبدو أنه كان معجبا بصدام حسين لكثرة الصورة التي نشرها للرئيس الأسبق للعراق.

وكان عاصي قد نفذ عملية الطعن في وضح النهار بالقرب من مدينة أريئيل وأودى بحياة حاخام إسرائيلي اسمه إيتمار بن غال، عمره 29 عاما متزوج وأب ل4 أطفال، أثناء انتظار الحاخام في محطة حافلات حيث كان في طريقه إلى حفل ختان عائلي.

القتيل الحاخام بن غال وعائلته (النت)

وفي سياق متصل، قالت قوات الأمن الإسرائيلية أنها أفلحت في الوصول إلى منفذ عملية إطلاق النار، أحمد ناصر جرار، التي أودت بحياة الحاخام رازيئيل شيباح، الشهر الماضي، بالقرب من البؤرة الاستيطانية “حافات جلعاد” غرب نابلس. وكانت القوات الإسرائيلية قد شنت عملية للقبض عليه الشهر الفائت إلا أنه استطاع الفرار. وأكدت قوات الأمن الإسرائيلية إنها ستصل إلى عبد الكريم عاصي مثلما وصلت إلى أحمد جرار.

اقرأوا المزيد: 299 كلمة
عرض أقل