أحمد الجعبري

فلسطينيات يتظاهرن ضد سياسة الإغتيالات الإسرائيلية (AFP)
فلسطينيات يتظاهرن ضد سياسة الإغتيالات الإسرائيلية (AFP)

هكذا اغتالت إسرائيل قادة حماس على مر السنين

المهندس الذي اغتيل بهاتف نقال والزعيم الروحي الذي اغتيل بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية. قائمة الاغتيالات الطويلة لدى إسرائيل

طيلة سنوات اغتالت إسرائيل نشطاء حمساويين كثر وتحمّلت المسؤولية في جزء من العمليات فقط.

استطلعنا بعض الاغتيالات الأكثر شهرة في تاريخ صراع إسرائيل ضدّ قيادات حماس:

محمد الضيف - حي
محمد الضيف – حي

سعت إسرائيل خلال الصيف الأخير (2014) في حربها مع حماس إلى اغتيال رأس الحربة، محمد الضيف، الذي يقف على رأس كتائب عز الدين القسام منذ سنة 2002 واعتُبر لسنوات طويلة المطلوب الأول لدى إسرائيل. نجا الضيف في الماضي من أكثر من أربع محاولات اغتيال من قبل إسرائيل. في محاولة الاغتيال الأخيرة قُتلت زوجته وابنته. ليس واضحا حتى اليوم، كيف نجا الضيف من الاغتيال، كيف يعيش، وماذا كانت قوة الضربة التي أصابته.

المهندس يحيى عيّاش

يحيى عياش
يحيى عياش

منذ سنّ 26 عاما، كان عيّاش من أبرز المخطّطين للعمليات الانتحارية في دولة إسرائيل. سريعا جدا أصبح أيضا خبير حماس في تصنيع العبوات المتفجرة التي استخدمها الانتحاريون الذين أرسِلوا إلى إسرائيل بين عامي 1994 و 1995. وقد قررت إسرائيل اغتياله. فبمساعدة متعاون نجح الشاباك في تمرير جهاز هاتف كانت بطاريته مليئة بمواد متفجّرة متطوّرة إلى عيّاش. تم تشغيل العبوّة المتطوّرة فقط بعد التأكد من أنّ عياش يتحدث فقُتل. بعد اغتيال عيّاش شنت حماس عملية انتقامية تضمنت العمليات ضدّ الحافلة التي تعمل على خطّ 18 في القدس، حيث قُتل 45 إسرائيليا، وقتيل آخر في أشكلون، و 19 قتيلا في خطّ 18 في شارع يافا في القدس، وغيرها. قُتل نحو 59 إسرائيليا في موجة العمليات الانتقامية تلك وأصيب عشرات آخرون.

“أبو صاروخ القسام”، عدنان الغول

عدنان الغول (AFP)
عدنان الغول (AFP)

بدأ عدنان الغول نشاطه الإرهابي في إطار حماس منذ التسعينيات بعد أن تدرّب في دول مثل سوريا ولبنان. خلال انتفاضة الأقصى أصبح خبيرا بالعبوّات المتفجّرة. وقد اعتُبر أيضا خبيرا بتشغيل الأسلحة المضادّة للدبابات ولكنه معروف في إسرائيل باعتباره “كبير مهندسي القسام”.

عدنان هو الذي شجّع تصنيع واستخدام القذائف بل وجنّد الخبراء وأشرف على التصنيع. حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات، في إحدى الحوادث نجا عدنان من إطلاق صواريخ من طائرة مروحيّة أباتشي تجاه قافلة كان مسافرا بها.

في حادثة أخرى نجا بعد أن نجح في الهروب من المبنى الذي أقام فيه، عندما داهم مقاتلو “شايطيت 13” المكان. في إحدى محاولات الاغتيال قُتل ابنه. في 21 تشرين الأول 2004 انتهت سلسلة الحظوظ لدى عدنان واغتيل بإطلاق صواريخ من طائرة مروحيّة تجاه سيارة كان مسافرا بها مع عماد عباس، قيادي آخر في حماس. بعد اغتياله أطلقت حماس قذائف هاون وقسّام تجاه المدينة الإسرائيلية، سديروت.

صلاح شحادة، اغتيال مثير للجدل

صلاح شحادة (AFP)
صلاح شحادة (AFP)

لم يكن في إسرائيل اغتيال مستهدف مثير للجدل أكثر من اغتيال صلاح شحادة. في تلك الأيام كان شحادة رئيس الجناح العسكري لحركة حماس.

مكث شحادة في السجون الإسرائيلية وعندما أطلِق سراحه انضمّ إلى الشيخ ياسين. وشارك في عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين وفي وقت لاحق شارك في إرسال إرهابيين انتحاريين. كان أول مَن اغتيل بواسطة طائرة حربية عندما ألقت طائرة F-16 من سلاح الجو على المكان الذي أقام فيه قنبلة وزنها طنّ. قُتل معه 14 مدنيا وثار في إسرائيل جدل كبير حول إذا ما كانت هناك حاجة إلى اغتياله من خلال قتل عدد كبير من المدنيين. لاحقا تم أيضًا تقديم التماس إلى المحكمة العليا بل وتشكلت لجنة فحص رسمية.

أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس

أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس (AFP)
أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس (AFP)

مكث ياسين في السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة وأصبح رمزا لحماس. بعد ذلك تحوّل بصفته مؤسس الحركة والمشرف بعد ذلك على اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين سريعا جدا إلى زعيم روحي ومخطط طريق حماس. تم إطلاق سراح ياسين من السجون الإسرائيلية بعد فشل اغتيال خالد مشعل وسرعان ما عاد إلى العمل وقيادة الإرهاب من غزة.

في 22 آذار 2004، ألقيَتْ من طائرات حربية تابعة لسلاح الجوّ عدة صواريخ ولذلك قُتل ياسين إضافة إلى خمسة من حراسه. في تلك الأيام كان الحديث يدور عن تصعيد حقيقي وقد فوجئت حماس أيضًا من حجم عملية الاغتيال. حظي اغتيال ياسين بإدانة عالمية بما في ذلك دول مثل أستراليا، الولايات المتحدة، ودول أوروبية.

عبد العزيز الرنتيسي، الطبيب

عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

حلّ محل الشيخ أحمد ياسين في منصب “القيادة‎ ‎الداخلية” (كانت القيادة الخارجية، التي يقف على رأسها حتى اليوم خالد مشعل، في دمشق)، وتولى المنصب لمدة 25 يومًا فقط، حتى انتهى به المطاف واغتاله الجيش في 17 نيسان 2004. كان الرنتيسي، وهو طبيب أطفال بمهنته، الناطق بلسان الحركة، وكان كذلك من بين الـ 415 أسيرًا الذين طردوا إلى لبنان في 1992. حلّ محلّه رئيس حركة حماس الحالي، إسماعيل هنية‎.

أحمد الجعبري

أحمد الجعبري (AFP)
أحمد الجعبري (AFP)

اعتُبر الجعبري القائد العام لحماس، ومنذ إصابة الضيف في 2006 تولى فعليًّا قيادة القوات. عرف عن الجعبري في إسرائيل بأنه من وقف وراء خطف الجندي جلعاد شاليط، وكان هو من نقله إلى مصر، يدًا بيد، بعد توقيع اتفاقية إطلاق سراحه.

طالما كان شاليط في الأسر، امتنعت إسرائيل من الاغتيالات المركّزة، خوفًا من أن يؤدي الأمر إلى الإضرار بالجندي المخطوف، لكن في تشرين الثاني 2012، بعد أن كان شاليط آمنا في بيته، اغتيل الجعبري بصاروخ موجه، أطلق نحو سيارته إذ كان يقودها. قُتل الجعبري في مكانه، لكن رائد العطار، قائد الكتيبة الجنوبية للذراع العسكرية، الذي جلس بجانبه لم يُصب. أدى اغتيال الجعبري إلى اندلاع الحرب على غزة عام 2014.

اقرأوا المزيد: 752 كلمة
عرض أقل
غزي يتظاهر ضد سياسة الإغتيالات الإسرائيلية (AFP)
غزي يتظاهر ضد سياسة الإغتيالات الإسرائيلية (AFP)

هكذا اغتالت إسرائيل قادة حماس على مر السنين

المهندس الذي اغتيل بهاتف نقال والزعيم الروحي الذي اغتيل بعد إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية. قائمة الاغتيالات الطويلة لدى إسرائيل

أعلن الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، أنّ مهندس الطيران التونسي، محمد الزواري، الذي أطلِقت النار عليه أمس وقُتل كان ناشطا في الحركة، ويعدّ من روّاد مشروع الطائرات دون طيّار.

ورد في البيان أنّ اغتيال الزواري يمثّل ضربة لكتائب القسام ولم يُسفك دمه عبثا. وورد أيضا أنّ الزواري، الذي كان طيّارا بنفسه، قد انضمّ إلى قوات المقاومة الفلسطينية قبل نحو عشر سنوات وأنّ إسرائيل اغتالته في مدينة صفاقس في تونس.

وفقا للتقارير فقد أصيب الزواري البالغ من العمر 49 عاما من مسافة قصيرة بستّ رصاصات، من بينها ثلاث أصابت رأسه. وقيل أيضا إنّ من اغتاله كان شخصا ذا مهارات ومدرّبا جدّا، وفرّ من المكان. وفقا لما نُشر في العالم فإنّ إسرائيل هي المسؤولة عن الاغتيال.

محمد الضيف - حي
محمد الضيف – حي

سواء كانت إسرائيل مسؤولة عن اغتيال الزواري أم لا، فلا يدور الحديث عن سياسة وحيدة للقوى الأمنية الإسرائيلية. فطيلة سنوات اغتالت إسرائيل نشطاء حمساويين كثر وتحمّلت المسؤولية في جزء من العمليات فقط.

استطلعنا بعض الاغتيالات الأكثر شهرة في تاريخ صراع إسرائيل ضدّ قيادات حماس:

سعت إسرائيل خلال الصيف الأخير (2014) في حربها مع حماس إلى اغتيال رأس الحربة، محمد الضيف، الذي يقف على رأس كتائب عز الدين القسام منذ سنة 2002 واعتُبر لسنوات طويلة المطلوب الأول لدى إسرائيل. نجا الضيف في الماضي من أكثر من أربع محاولات اغتيال من قبل إسرائيل. في محاولة الاغتيال الأخيرة قُتلت زوجته وابنته. ليس واضحا حتى اليوم، كيف نجا الضيف من الاغتيال، كيف يعيش، وماذا كانت قوة الضربة التي أصابته.

المهندس يحيى عيّاش

يحيى عياش
يحيى عياش

منذ سنّ 26 عاما، كان عيّاش من أبرز المخطّطين للعمليات الانتحارية في دولة إسرائيل. سريعا جدا أصبح أيضا خبير حماس في تصنيع العبوات المتفجرة التي استخدمها الانتحاريون الذين أرسِلوا إلى إسرائيل بين عامي 1994 و 1995. وقد قررت إسرائيل اغتياله. فبمساعدة متعاون نجح الشاباك في تمرير جهاز هاتف كانت بطاريته مليئة بمواد متفجّرة متطوّرة إلى عيّاش. تم تشغيل العبوّة المتطوّرة فقط بعد التأكد من أنّ عياش يتحدث فقُتل. بعد اغتيال عيّاش شنت حماس عملية انتقامية تضمنت العمليات ضدّ الحافلة التي تعمل على خطّ 18 في القدس، حيث قُتل 45 إسرائيليا، وقتيل آخر في أشكلون، و 19 قتيلا في خطّ 18 في شارع يافا في القدس، وغيرها. قُتل نحو 59 إسرائيليا في موجة العمليات الانتقامية تلك وأصيب عشرات آخرون.

“أبو صاروخ القسام”، عدنان الغول

عدنان الغول (AFP)
عدنان الغول (AFP)

بدأ عدنان الغول نشاطه الإرهابي في إطار حماس منذ التسعينيات بعد أن تدرّب في دول مثل سوريا ولبنان. خلال انتفاضة الأقصى أصبح خبيرا بالعبوّات المتفجّرة. وقد اعتُبر أيضا خبيرا بتشغيل الأسلحة المضادّة للدبابات ولكنه معروف في إسرائيل باعتباره “كبير مهندسي القسام”.

عدنان هو الذي شجّع تصنيع واستخدام القذائف بل وجنّد الخبراء وأشرف على التصنيع. حاولت إسرائيل اغتياله عدة مرات، في إحدى الحوادث نجا عدنان من إطلاق صواريخ من طائرة مروحيّة أباتشي تجاه قافلة كان مسافرا بها.

في حادثة أخرى نجا بعد أن نجح في الهروب من المبنى الذي أقام فيه، عندما داهم مقاتلو “شايطيت 13” المكان. في إحدى محاولات الاغتيال قُتل ابنه. في 21 تشرين الأول 2004 انتهت سلسلة الحظوظ لدى عدنان واغتيل بإطلاق صواريخ من طائرة مروحيّة تجاه سيارة كان مسافرا بها مع عماد عباس، قيادي آخر في حماس. بعد اغتياله أطلقت حماس قذائف هاون وقسّام تجاه المدينة الإسرائيلية، سديروت.

صلاح شحادة، اغتيال مثير للجدل

صلاح شحادة (AFP)
صلاح شحادة (AFP)

لم يكن في إسرائيل اغتيال مستهدف مثير للجدل أكثر من اغتيال صلاح شحادة. في تلك الأيام كان شحادة رئيس الجناح العسكري لحركة حماس.

مكث شحادة في السجون الإسرائيلية وعندما أطلِق سراحه انضمّ إلى الشيخ ياسين. وشارك في عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين وفي وقت لاحق شارك في إرسال إرهابيين انتحاريين. كان أول مَن اغتيل بواسطة طائرة حربية عندما ألقت طائرة F-16 من سلاح الجو على المكان الذي أقام فيه قنبلة وزنها طنّ. قُتل معه 14 مدنيا وثار في إسرائيل جدل كبير حول إذا ما كانت هناك حاجة إلى اغتياله من خلال قتل عدد كبير من المدنيين. لاحقا تم أيضًا تقديم التماس إلى المحكمة العليا بل وتشكلت لجنة فحص رسمية.

أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس

أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس (AFP)
أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس (AFP)

مكث ياسين في السجون الإسرائيلية لسنوات طويلة وأصبح رمزا لحماس. بعد ذلك تحوّل بصفته مؤسس الحركة والمشرف بعد ذلك على اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين سريعا جدا إلى زعيم روحي ومخطط طريق حماس. تم إطلاق سراح ياسين من السجون الإسرائيلية بعد فشل اغتيال خالد مشعل وسرعان ما عاد إلى العمل وقيادة الإرهاب من غزة.

في 22 آذار 2004، ألقيَتْ من طائرات حربية تابعة لسلاح الجوّ عدة صواريخ ولذلك قُتل ياسين إضافة إلى خمسة من حراسه. في تلك الأيام كان الحديث يدور عن تصعيد حقيقي وقد فوجئت حماس أيضًا من حجم عملية الاغتيال. حظي اغتيال ياسين بإدانة عالمية بما في ذلك دول مثل أستراليا، الولايات المتحدة، ودول أوروبية.

عبد العزيز الرنتيسي، الطبيب

عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

حلّ محل الشيخ أحمد ياسين في منصب “القيادة‎ ‎الداخلية” (كانت القيادة الخارجية، التي يقف على رأسها حتى اليوم خالد مشعل، في دمشق)، وتولى المنصب لمدة 25 يومًا فقط، حتى انتهى به المطاف واغتاله الجيش في 17 نيسان 2004. كان الرنتيسي، وهو طبيب أطفال بمهنته، الناطق بلسان الحركة، وكان كذلك من بين الـ 415 أسيرًا الذين طردوا إلى لبنان في 1992. حلّ محلّه رئيس حركة حماس الحالي، إسماعيل هنية‎.

أحمد الجعبري

أحمد الجعبري (AFP)
أحمد الجعبري (AFP)

اعتُبر الجعبري القائد العام لحماس، ومنذ إصابة الضيف في 2006 تولى فعليًّا قيادة القوات. عرف عن الجعبري في إسرائيل بأنه من وقف وراء خطف الجندي جلعاد شاليط، وكان هو من نقله إلى مصر، يدًا بيد، بعد توقيع اتفاقية إطلاق سراحه.

طالما كان شاليط في الأسر، امتنعت إسرائيل من الاغتيالات المركّزة، خوفًا من أن يؤدي الأمر إلى الإضرار بالجندي المخطوف، لكن في تشرين الثاني 2012، بعد أن كان شاليط آمنا في بيته، اغتيل الجعبري بصاروخ موجه، أطلق نحو سيارته إذ كان يقودها. قُتل الجعبري في مكانه، لكن رائد العطار، قائد الكتيبة الجنوبية للذراع العسكرية، الذي جلس بجانبه لم يُصب. أدى اغتيال الجعبري إلى اندلاع الحرب على غزة عام 2014.

اقرأوا المزيد: 884 كلمة
عرض أقل
الوزيرالآن يؤاف غالنت (Yossi Zamir / Flash 90)
الوزيرالآن يؤاف غالنت (Yossi Zamir / Flash 90)

جنرال إسرائيلي في السابق يلمّح إلى وجود علاقة بين الانتخابات واغتيال مُغنية

أشار يواف غالنت، قائد الجبهة الجنوبية خلال عملية "الرصاص المصبوب" في عام 2008، أن اغتيال احمد الجعبري في غزة كان قريبًا للانتخابات السابقة

هناك تصريحات استثنائية لكبيرٍ سابق في الجيش الإسرائيلي بخصوص توقيت اغتيال جهاد مُغنية في سوريا في الأمس. وقال اللواء في الاحتياط يواف غالنت، من كان قائد المنطقة الجنوبية خلال عملية “الرصاص المسكوب” التي تمت بإدارة الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة عام 2008، “إنه في بعض الأحيان هنالك توقيت لا علاقة له بالانتخابات”.

وغالنت مرشح الآن في حزب “كلنا”، إلى جانب الوزير السابق موشيه كحلون. كان من المفروض تعيين غالنت رئيسًا للأركان الإسرائيلية في السابق وفي النهاية لم يتم ذلك بسبب قضية الاستيلاء على أراضٍ خاصة بالقرب من منزله.

وذكر غالنت في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية أنه أتيحت له  من خلال توليه القيادة في الجنوب عدة فرص لقتل عز الدين القسام، أحمد الجعبري، لكن القيادة لم تعطِ إذن التنفيذ. وحسب أقواله إنه كان بإمكانه اختطاف الجعبري واستعماله كورقة مساومة للإفراج عن جلعاد شاليط، المحتجز في غزة في حينها. رغم ذلك، تم اغتيال الجعبري بعد وقت طويل من نهاية خدمة غالنت، وبفترة قريبة للانتخابات الإسرائيلية.

وفي وقت لاحق، تراجع غالنت عن أقواله، معتقدًا أنه لا علاقة للانتخابات والعمليات الحربية. قال غالنت،”أنا أدعم قتل المخربين في كل وقت”. قرر باقي المرشحين للانتخابات ألّا يدعموا تلميحات غالنت.

الاتهام بأن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي لتحويل نتائج الانتخابات ليست نادرة في السياسات الإسرائيلية. واتهم سابقًا في عام 1981 رئيس الوزراء آنذاك، مناحيم بيجن،  بقيامه بقصف المفاعل النووي في العراق من أجل استمالة الناخبين.  فاز بيجن في الانتخابات حقًا بفارق مقعد واحد.

في عام 1996، تم أيضا شن حملة “عناقيد الغضب” على جنوب لبنان قريبًا جدًا للانتخابات. ولكن، يمكننا أن نرى في هذه المرة أن نتائج العملية أضرت برئيس الوزراء في حينها، شمعون بيرس. وفقًا للتقارير التي نشرت حينها، غضب الناخبون من عرب إسرائيل بسبب العملية العسكرية وقتل الأبرياء في كفركنا، وبناءً على ذلك امتنعوا عن التصويت لبيرس، الذي خسر خسارة بالغة أمام بنيامين نتانياهو.

اقرأوا المزيد: 284 كلمة
عرض أقل
مظاهرات في غزة بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
مظاهرات في غزة بعد اغتيال عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

وقائع الاغتيالات لقادة حماس

هل تعود إسرائيل "لسلاح يوم الحساب" ؟ هذه هي الاغتيالات الأبرز لرجال حماس على طول السنوات

هل تعود إسرائيل مجدداً لتنفيذ سياسة الاغتيالات ضد قادة حماس ؟

توافق اليوم الأحد، الذكرى السنوية الحادية عشر لاغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته طائرات إسرائيلية بعد خروجه من مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله في حي الصبرة جنوب مدينة غزة اثر تأديته صلاة الفجر.

أمامكم لمحة عن سياسة الاغتيالات الإسرائيلية وما الذي وقف وراء صنع قرارها:

سعت إسرائيل خلال الصيف الأخير (2014) في حربها مع حماس إلى اغتيال رأس الحربة، محمد ضيف، الذي يقف على رأس كتائب عز الدين القسام منذ سنة 2002 واعتبر لسنوات طويلة المطلوب الأول لإسرائيل. نجا ضيف في الماضي من أكثر من أربع محاولات اغتيال من قبل إسرائيل. في محاولة الاغتيال الأخيرة قتلت زوجته وابنته، لكن لم يتضح بعد إن أصيبَ، وإن حدث ذلك، فما هو وضعُه.

الاغتيال الأهم الأول: يحيى عياش
الاغتيال الأهم الأول: يحيى عياش

طبعًا، قبل عقد من الزمن، كانت طريقة الاغتيالات استراتيجية ناجحة للغاية للجيش الإسرائيلية ، وأدت إلى ردع وخسائر كبيرة في صفوف حماس. هذه هي الاغتيالات الأبرز:

أحمد الجعبري: اعتُبر الجعبري القائد العام لحماس، ومنذ إصابة ضيف في 2006 تولى فعليًّا قيادة القوات. عرف عن الجعبري في إسرائيل بأنه من وقف وراء خطف الجندي جلعاد شاليط، وكان هو من نقله إلى مصر، يدًا بيد، بعد توقيع اتفاقية إطلاق سراحه. طالما كان شاليط في الأسر، امتنعت إسرائيل من الاغتيالات المركّزة، خوفًا من أن يؤدي الأمر إلى الإضرار بالجندي المخطوف، لكن في تشرين الثاني 2012، بعد أن كان شاليط آمنا في بيته، اغتيل الجعبري بصاروخ موجه أطلق نحو سيارته إذ كان يقودها. قُتل الجعبري في مكانه، لكن رائد العطار، قائد الكتيبة الجنوبية للذراع العسكرية، الذي جلس بجانبه لم يُصب. أدى اغتيال الجعبري إلى اندلاع حملة “عمود السحاب”.

أحمد الجعبري
أحمد الجعبري

سعيد صيام: اغتيل صيام، الذي تولى وزارة الداخلية والأمن القومي في حكومة حماس في غزة، في أواخر حملة “الرصاص المصبوب”، في 15 من شهر كانون الثاني 2009. عُرف عنه بأنه أحد المتمسكين بالنهج الأيديولوجي والسياسي الأكثر تطرفًا من بين قواد حماس ويعد مؤسس القوة التنفيذية للحركة. طُرد صيام إلى لبنان سنة 1992 بعد أن سجن على إثر تورطه في نشاطه في الدرجة المتوسطة في حماس. نجا صيام، الذي طاردته فتح أيضًا، من محاولات اغتيال عديدة قبل أن تنجح طائرات سلاح الجوّ باغتياله مع أخيه إياد.

عبد العزيز الرنتيسي: حلّ محل الشيخ أحمد ياسين في منصب “القيادة الداخلية” (كانت القيادة الخارجية، التي يقف على رأسها حتى اليوم خالد مشعل، في دمشق)، وتولى المنصب لمدة 25 يومًا فقط، حتى انتهى به المطاف واغتاله الجيش في 17 نيسان 2004. كان الرنتيسي، وهو طبيب أطفال بمهنته، الناطق بلسان الحركة، وكان كذلك من بين الـ 415 أسيرًا الذين طردوا إلى لبنان في 1992. حلّ محلّه رئيس حركة حماس الحالي، إسماعيل هنية.

أحمد ياسين: وهو الشخصية الأرفع في حماس التي اغتالتها إسرائيل، وكان مؤسس وقائد الحركة. عُرف بإعاقته التي جعلته يجلس على كرسي متحرك، وادعي أنه في الماضي في عمر 16 وقف على رأسه على شاطئ غزة، وقع وأصيب بعموده الفقري. حكم على ياسين بالسجن المؤبد سنة 1991 إثْرَ تورطه بقتل جنديَين إسرائيليين أواخر الثمانينات، لكن ياسين أطلق سراحه من السجن في إطار صفقة مع الأردن بعد محاولة اغتيال خالد مشعل الفاشلة في عمان. بعد إطلاق سراحه من السجن استمر ياسين في نشاطاته، وفي سنة 2003 جرت محاولة فاشلة لاغتياله. في آذار 2004 نجحت طائرات سلاح الجو في تصفيته، وقُتل معه خمسة من حراسه الشخصيين.

مظاهرات في غزة بعد اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
مظاهرات في غزة بعد اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

صلاح شحادة: رئيس الذراع العسكرية لحماس في قطاع غزة، اغتيل في 22 تموز سنة 2002، في ذروة الانتفاضة الثانية. أثار اغتياله السؤال حول أخلاقية طريقة الاغتيال الموجّه بعد أن قُتل معه 14 إنسانًا بريئًا، منهم امرأته وإحدى بناته، قتلتا في القصف الذي استُخدمت فيه قنبلة وزنها طنّ ألقيت على البيت الذي مكث فيه. نسبت إسرائيل لشحادة تخطيطات لعمليات تخريبية عديدة، منها قتل خمسة تلاميذ حلقات دينية في عتسمونا وقتل أربعة جنود من الجيش في ثكنة أفريقيا في جنوب القطاع.

يحيى عياش: الاغتيال الأهم الأول الذي نفذه الجيش ضدّ مسؤول من حماس. عُرف عياش بلقب “المهندس” واغتاله الشاباك سنة 1996 بواسطة هاتف نقال مفخخ. لقد كان من منشئي الذراع العسكرية لحماس، كتائب عز الدين القسام، وكان رئيسًا لها. عُرف عياش بأنه أحد المسؤولين عن إدخال طريقة التفجيرات الانتحارية في التسعينات، كجزء من صراع الفلسطينيين في إسرائيل. نُسبت لعياش سلسلة طويلة من العمليات التخريبية التي نفذت في هذه الفترة في إسرائيل وحصدت حياة ما يفوق مئة إسرائيلي، منها التفجير في خط 5 في تل أبيب سنة 1994، قُتل فيه 22 شخصًا.

اقرأوا المزيد: 677 كلمة
عرض أقل
اطلاق الصواريخ من غزة على المدن الاسرائيلية (AFP)
اطلاق الصواريخ من غزة على المدن الاسرائيلية (AFP)

خطّ زمني عنيف: القتال في غزة من فكّ الارتباط حتى الجرف الصامد

إنّ العنف المتجدّد كلّ عامين بالمعدّل بين إسرائيل وغزة ليس قضية جديدة، واتّضح أنّ بدء القتال كان قبل خطّة فكّ الارتباط

مرّت عشرة أيام منذ بداية عملية “الجرف الصامد” ويبدو أنّ الطرفين ربّما يبدآن بالتوصل إلى تفاهم بأنّ وقف إطلاق النار ضروريّ في هذه المرحلة، ولكل طرف دوافعه.

نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي حتى الآن مئات من الطلعات الهجومية ضدّ أهداف مختلفة لحماس وضدّ البنى التحتية للمدفعية وبالمقابل، أطلِقت من قطاع غزة مئات الصواريخ التي وصلت إلى مدن المركز: تل أبيب، القدس وحتى أكثر شمالا.

فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)
فتاة من مستوطنة كفار داروم قبل إخلاء المستوطنة (AFP PHOTO/Menahem Kahana)

في مرحلة مبكّرة من العملية، يبدو أنّ حماس تقوم بما يتطلّبه الأمر كي تحقّق صورة النصر: تطلق الصواريخ تجاه منازل المواطنين، ترسل إلى شواطئ إسرائيل فرق كوماندوز بحريّة وتستخدم الأنفاق للتفجير.

تعتبر الأيام الأخيرة في الواقع مسارًا لحرب جديدة طويلة الأمد ومركزها طنجرة الضغط التي تسمّى قطاع غزة. أطلق صاروخ القسّام الأول تجاه المدينة الجنوبية سديروت في نيسان عام 2001، حين اندلعت الانتفاضة الثانية ورأت التنظيمات الإرهابية كيف أنّ جدار المنظومة الذي أحاط القطاع أوقف جميع العمليات الإرهابية التي حاولوا إخراجها ضدّ مواطني الجنوب.

حي من أحياء غزة بعد قصف إسرائيلي (Flash90/Emad Nasser)
حي من أحياء غزة بعد قصف إسرائيلي (Flash90/Emad Nasser)

تزايد إطلاق الصواريخ من غزة في السنوات التي تلت فكّ الارتباط، مما أدى إلى عمليات واسعة للجيش الإسرائيلي في القطاع. بعد عشرة أيام من بداية عملية الجرف الصامد، حيث أنه ليس من الواضح بعد إذا كانت حماس ستقبل باتفاق التهدئة، قرّرنا النظر إلى الوراء إلى جولات القتال السابقة، التي تزايدت مع الوقت وأصبحت أكثر عنفًا بشكل خاصّ.

2004: عملية أيام الندم

عملية أيام الندم هي العملية الواسعة الأولى التي خرج بها الجيش الإسرائيلي ردّا على إطلاق الصواريخ من القطاع.

تاريخ البدء: 30 أيلول 2004 ردّا على إطلاق الصواريخ والتي قُتل نتيجته طفلان في سديروت. تمركزت قوات الجيش الإسرائيلي خلال العملية في مناطق بيت حانون، بيت لاهيا ومخيّم جباليا للاجئين والتي كانت مناطق إطلاق الصواريخ الأساسية للقسّام تجاه مدينة سديروت.

تمّ تنفيذ العمليات العسكرية البرّية خلال هذه العملية بمساعدة وإطلاق النار الدقيق من الطائرات التي كشفت عن المواقع ودمّرت خلايا إطلاق صواريخ القسّام.

بعد العملية، شملت الإصابات الإسرائيلية جنديّين ومواطنة. وقد وصل عدد الضحايا في الجانب الفلسطيني أكثر من مائة قتيل، من بينهم 87 شخصًا ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية المختلفة في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير عشرات المنازل التي استخدمتها التنظيمات الإرهابية كمخازن للصواريخ، فخاخ ومواقع لإطلاق النار.

منظومة القبة الحديدية تتعرض لصواريخ اطلقت من قطاع غزة (Flash90)
منظومة القبة الحديدية تتعرض لصواريخ اطلقت من قطاع غزة (Flash90)

خلال العملية، اتهمت إسرائيل الأونروا بمساعدة الإرهابيين بل وكشفت عن فيلم يُثبت نقل صاروخ بسيارة تابعة للأمم المتحدة.

تاريخ الانتهاء: 17 تشرين الأول 2004.

2005: عملية أول الغيث

تاريخ البدء: 25 أيلول 2005. قرّرت إسرائيل الخروج بعملية بعد أنّ نفّذت التنظيمات الفلسطينية إطلاقًا هائلا لصواريخ القسّام تجاه مدينة سديروت. كانت تلك هي العملية الأولى بعد خطّة فكّ الارتباط وكان توقيتها بعد أسبوعين من الانتهاء منها.

كان يكمن المحرّك لبداية العملية في استعراض مسلّح لحماس في القطاع. خلال الاستعراض، انفجر صاروخ قسّام كان يُعرض على سيارة وأدى إلى انفجارات ثانوية لذخائر أخرى كانت على السيارات المجاورة التي شاركت في الاستعراض. نتيجة للانفجار الهائل قُتل 20 فلسطينيًّا من بينهم عدد من الأطفال وجُرح عشرات آخرون. اتّهمت حماس إسرائيل بالانفجار بل وزعمت أنّه في وقت الاستعراض لاحظ عناصر الحركة الطائرات التي كانت في الجوّ. نفت إسرائيل بالطبع ما نُسب لها، ولم يمنع ذلك بطبيعة الحال من إطلاق عشرات الصواريخ تجاه سديروت في نفس الليلة.

امرأة تصب بالهلع جراء القصف الكثيف على البلدات الإسرائيلية (Flash90)
امرأة تصب بالهلع جراء القصف الكثيف على البلدات الإسرائيلية (Flash90)

استمرّت العملية نفسها لعدّة أيام وتم خلالها تدمير مخارط لتصنيع صواريخ القسّام، مخازن للأسلحة، مقرّات ومراكز خدمات لوجستية لحماس. بالإضافة إلى ذلك، نفّذت طائرات الهليكوبتر الحربية التابعة لسلاح الجوّ اغتيالات مركّزة قُتل فيها عدد من الإرهابيين. خلال العملية، وضع الجيش الإسرائيلي أمام القطاع قوات برّية كثيرة، ولكن في نهاية المطاف، لم تدخل إلى القطاع.

تاريخ الانتهاء: 1 تشرين الأول 2005.

2006: عملية أمطار الصيف

جلعاد شاليط (Jack Guez /FLASH90)
جلعاد شاليط (Jack Guez /FLASH90)

تاريخ البدء: 28 حزيران 2006 في حادثة اختطاف جلعاد شاليط والتي قُتل فيها جنديّان من فريق الدبابة الذي كان معه. رافق حادثة الاختطاف إطلاق نار هائل تجاه بلدات الجنوب، وجاءت ضربة قوية بعد أشهر من الرشقات الصاروخية الخفيفة.

وكردّ فعل على حادثة الاختطاف وعلى إطلاق النار الهائل، قصف سلاح الجوّ محطّة توليد الكهرباء في قطاع غزة، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن ثلثي سكّان القطاع. وأيضًا، تمّت مهاجمة عدد من الجسور من أجل إعاقة تهريب الجندي المختطف. بالمقابل، دخلت – وللمرة الأولى منذ فكّ الارتباط – قوات المدرّعات، المشاة والهندسة إلى جنوب القطاع.

في هذه العملية أيضًا نفّذ سلاح الجوّ عددًا من الاغتيالات المركّزة، حيث تمّ قصف معسكرات تدريب ومخازن بالإضافة إلى مبنى وزارة الداخلية الفلسطينية في غزة. استمرّت هذه العملية عدّة أشهر وتدحرجت إلى سلسلة من العمليات الأصغر حجمًا.

قُتل خلال العملية ثلاثة جنود ومواطنان. في الجانب الفلسطيني، قُتل 394 شخصًا، من بينهم 270 إرهابيًا بشكل مؤكّد. فضلًا عن ذلك، جُرح نحو 1000 فلسطيني.

تاريخ الانتهاء: 26 تشرين الثاني 2006.

2008 عملية الشتاء الساخن

انفجار صاروخ أطلق من غزة مباشرة عل منزل في مدينة أشدود (Flash90/Yossi Zamir)
انفجار صاروخ أطلق من غزة مباشرة عل منزل في مدينة أشدود (Flash90/Yossi Zamir)

تاريخ البدء: 27 شباط 2008. هاجمت طائرات سلاح الجوّ سيارة تجارية كان فيها خمسة إرهابيين من حركة حماس عادوا للتوّ من تدريبات في قاعدة تابعة للحرس الثوري في إيران. كان من المفترض أن يدرّب هؤلاء عناصر التنظيم لتنفيذ عمليات نوعية واستخدام أسلحة متطوّرة تمّ تهريبها هي أيضًا من إيران.

ردّا على اغتيال الخمسة، أطلقت حماس نحو خمسين صاروخًا تجاه سديروت بل وأشكلون. قُتل إثر هذا الإطلاق شخص واحد من الجانب الإسرائيلي.

وردّا على إطلاق الصواريخ، هاجم سلاح الجوّ أهدافًا في قطاع غزة وبعد مرور عدّة أيام دخلت إلى الأراضي أيضًا قوات برّية كبيرة. ولكن، استطاعوا في قطاع غزة مواصلة إطلاق الصواريخ تجاه مدن الجنوب، بما في ذلك أشكلون وأشدود.

قُتل عشرة جنود في العملية وجُرح 35 مواطنًا إسرائيليًّا. سجّل الفلسطينيون من جهتهم نحو 170 قتيلا، من بينهم 115 إرهابيًّا والبقية مواطنين وأيضًا 350 جريحًا على الأقل.

تاريخ الانتهاء: 3 آذار 2008

2008-2009‏: عملية الرصاص المصبوب

الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم بري، عملية الرصاص المصبوب (Flash90/Nati Shohat)
الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم بري، عملية الرصاص المصبوب (Flash90/Nati Shohat)

كانت عملية الرصاص المصبوب هي العملية الأكبر التي قام بها الجيش الإسرائيلي في القطاع على الإطلاق.

تاريخ البدء: 27 كانون الأول 2008 بعد فترة طويلة من إطلاق الصواريخ تجاه مدن الجنوب.

بدأت العملية بهجوم جوّي بتكتيك تركيز النيران الكثيفة في وقت قصير. بالمقابل، هاجمت طائرات سلاح الجوّ مئات الأهداف المختلفة، من بينها ساحة الاستعراضات للشرطة الفلسطينية وقت إجراء حفل تخريج لدورة ضبّاط. قُتل في تلك العملية 89 شرطيًّا، معظمهم من عناصر حماس حيث قُتل في الضربة الأولى نحو 150 عنصرًا من حماس بالمجمل.

ألم ودمار كثير في غزة (Flash90/Abed Rahim Khatib)
ألم ودمار كثير في غزة (Flash90/Abed Rahim Khatib)

خرجت هجمة جوّية أخرى في اليوم التالي، حينها تم تدمير – من بين أمور أخرى – نحو أربعين نفق للتهريب. بعد ذلك اجتاحت قوات كبيرة من المشاة، المدرّعات والهندسة وعملت ضدّ مئات الأهداف الإرهابية.

كان التقدير أنّه خلال العملية تمّ تدمير أكثر من 500 منزل استخدمتها التنظيمات الإرهابية لأهداف مختلفة.

لدى الانتهاء من العملية، بلغ عدد قتلى الفلسطينيين 1,160 قتيلا من بينهم 250 قتيلا كانوا – وفق كلام مسؤولين فلسطينيين – من الأبرياء. بلغ عدد الجرحى عدّة آلاف آخرين. تكبّدت إسرائيل في العملية 13 قتيلا من بينهم 3 مواطنين وأكثر من 800 جريح، نحو 550 منهم من المدنيين.

تاريخ الانتهاء: 18 كانون الثاني 2009

2012: عملية عمود السحاب

الجيش الإسرائيلي خلال عمليات تمشيط في القطاع، عملية عمود السحاب (Flah90/Edi Israel)
الجيش الإسرائيلي خلال عمليات تمشيط في القطاع، عملية عمود السحاب (Flah90/Edi Israel)

تاريخ البدء: 14 تشرين الثاني 2012. بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عمود السحاب بعد سلسلة من الأحداث التي أدّت إلى تدهور الوضع الأمني: استخدمت عبوّات ناسفة ضدّ قوات الجيش الإسرائيلي، وأطلقت صواريخ مضادّة للدبّابات تجاه إسرائيل من القطاع وأطلقت الصواريخ تجاه مدن الجنوب.

كانت طلقة البداية للعملية في 14 تشرين الثاني في الساعة الرابعة بعد الظهر، وذلك حين اغتال سلاح الجوّ من كان يُعرف برئيس أركان حماس، أحمد الجعبري. بعد ذلك فورًا، بدأت سلسلة من الهجمات على مخازن الذخيرة وحفر إطلاق الصواريخ التي احتوت على صواريخ أرض أرض من نوع فجر 5 (ذات مدى يصل إلى 75 كيلومترًا). بالمقابل، هاجم سلاح البحريّة عددًا من الأهداف في شمال القطاع من البحر.

خراب هائل بعد قصف إسرائيلي خلال عملية عمود السحاب (Flash90/Abed Rahim Khatib)
خراب هائل بعد قصف إسرائيلي خلال عملية عمود السحاب (Flash90/Abed Rahim Khatib)

رغم النشاط المتزايد لسلاح الجوّ، سلاح البحريّة، سلاح المدرّعات وسلاح المدفعية والتي قامت بتنفيذ 1,500 ضربة في القذائف، استطاع الفلسطينيون أن يطلقوا عشرات بل مئات الصواريخ كلّ يوم.

كانت تلك أيضًا هي العملية العسكرية الأولى التي يبدأ فيها نظام القبة الحديدية بدوره الكبير في اعتراض الصواريخ والقذائف ذات المدى المتوسّط: في اليوم الأول للعملية تم إطلاق 250 صاروخًا تجاه إسرائيل، وتمّ اعتراض 71 منها بواسطة المنظومة العسكرية الجديدة. جنّد الجيش الإسرائيلي قوات كبيرة من الاحتياط، ولكن في نهاية المطاف لم يدخل هؤلاء إلى القطاع.‎ ‎

غارات جوية على القطاع غزة (Flash90/Abed Rahim Khatib)
غارات جوية على القطاع غزة (Flash90/Abed Rahim Khatib)

قُتل خلال العملية سبعة إسرائيليون، من بينهم جنديّان، بالإضافة إلى جرح 240. في الجانب الفلسطيني كان هناك 210 قتيل، من بينهم 58 من المدنيين وجُرح نحو 450 فلسطينيًّا. أطلق خلال العملية تجاه إسرائيل 1,506 صاروخ، سقط من بينها على المدن 58 صاروخًا وتم اعتراض 431، والبقية سقطت في مساحات مفتوحة.

تاريخ الانتهاء: 21 تشرين الثاني 2012.

استمرّت هدنة وقف إطلاق النار لأشهر معدودة حتى زاد ذلك ووصلنا إلى العملية الحالية، الجرف الصامد التي لم تنته بعد رغم الجهود الإقليمية لإنهائها.

اقرأوا المزيد: 1281 كلمة
عرض أقل
القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف
القائد العام لكتائب عز الدين القسام محمد الضيف

بروفايل: من أنت يا محمد ضيف؟

لقد نجا من خمس محاولات اغتيال، جُرح مرتين ونجا، وفي آخر محاولة في تاريخ 20 أغسطس (آب) 2014، فقد زوجته ونجله، ويُعد من أرفع المطلوبين منذ ما يُقارب عقدين من الزمن. من هو رئيس الذراع العسكرية لحماس؟

من بين كل مطلوبي الذراع العسكرية لحماس على مر الوقت، يُعتبر أحدهم في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية الأكثر مراوغة، مهارة، وخطرًا. لقد نجا من خمس محاولات اغتيال، جُرح مرتين ونجا، وفي آخر محاولة في تاريخ 20 أغسطس (آب) 2014، فقد زوجته ونجله، ويُعد من أرفع المطلوبين منذ ما يقارب عقدين من الزمن- رئيس الذراع العسكرية لحماس، محمد الضيف. على الأرجح، يُفترض أنه الرجل الذي يدير القتال في غزة هذه الأيام، وهو جالس في حفر إصدار التعليمات لحماس، وإلى جانبه نائبه مروان عيسى.

وُلد محمد الضيف (ابن 49 عامًا) لعائلة من اللاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة. تربى منذ ولادته على أصول التطرف الإسلامي.

بدأ نشاطه العسكري في أيام الانتفاضة الأولى، إذ انضم لصفوف حماس. سنة 1989، اعتقلته إسرائيل وقضى في سجنها سنة ونصف. كان الضيف في بداية طريقه في حماس من تلاميذ “المهندس” يحيى عياش، وبعد اغتيال عياش سنة 1996، أصبح التلميذ- الذي قد كان رئيس الذراع العسكرية لحماس- على رأس المطلوبين حتى اليوم.

اغتيال قائد الذراع العسكري لحركة حماس احمد جعبري (FLASH 90)
اغتيال قائد الذراع العسكري لحركة حماس احمد جعبري (FLASH 90)

سنة 2001، حاولت إسرائيل اغتيال الضيف للمرة الأولى، لكنه فرّ ونجا. بعد سنة تمت المحاولة الثانية: أطلقت مروحية أباتشي صاروخَين نحو مركبة الضيف. أصاب أحدهما الضيف فجُرح، وأصيب في رأسه. خشي الذراع العسكري لحماس أن تحاول إسرائيل إصابة الضيف مرة أخرى ولذلك لم ينقلوه للمستشفى في غزة وإنما لمكان مستتر، واستُدعي حينئذ مسؤول حماس، طبيب الأطفال د. عبد العزيز الرنتيسي (الذي اغتيل سنة 2004) لتقديم العلاج.

بقي الضيف، الذي جُرح بشدة في محاولة الاغتيال على قيد الحياة، واجتاز عملية تأهيل في حركة حماس. سنة 2003، بعد أشهر معدودة من عودته لنشاطاته، أجري لقاء سري لقيادة حماس في بيت مروان أبي راس في مدينة غزة. حضر اللقاء ممّن حضر، الضيف، إسماعيل هنية وأحمد ياسين. بعد معلومات وصلت لإسرائيل، انطلقت طائرة حربية لسلاح الجو لقطاع غزة وأطلقت صاروخًا نحو البيت، لكن الصاروخ أصاب الطابق الخطأ للمبنى ونجا كل قوّاد الحركة ومن بينهم الضيف.

مظاهرات في غزة بعد اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (AFP)
مظاهرات في غزة بعد اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (AFP)

جرت محاولة إضافية لاغتيال الضيف سنة 2006. في منتصف الليل في 12 تموز، اجتمع رؤساء الذراع العسكرية لحماس في بيت في القطاع. لقد أجري الاجتماع في الطابق الأرضي للبيت للظنّ أن هذا الطابق أكثر أمانًا في حال هجوم جوي. بعد أن وصلت معلومات في المؤسسة الأمنية عن إجراء اللقاء، أرسِلت طائرة حربية مرة أخرى وألقت بقنبلة على البيت. قُتل عشرة ممن مكث في البيت خلال الهجوم، لكن نجا رؤساء الذراع العسكرية. جُرح الضيف مرة أخرى، وكما يعرف، انبترت أجزاء من أطرافه العليا والسفلى.

وآخر محاولة لاغتياله كانت خلال الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث استهدفت إسرائيل في تاريخ 20 أغسطس (آب) 2014، منزلا لعائلة آل الدلو، في حي الشيخ رضوان، مخلّفة مقتل زوجة الضيف ونجله.

لم يظهر الضيف على الملأ لسنوات عديدة. يبدو أن حفاظه على أسلوب حياة سريّ أبقاه على قيد الحياة.

اقرأوا المزيد: 418 كلمة
عرض أقل
مسؤولو حماس مستهدفون من قبل إسرائيل (AWAD AWAD / AFP)
مسؤولو حماس مستهدفون من قبل إسرائيل (AWAD AWAD / AFP)

مسؤولو حماس مستهدفون من قبل إسرائيل

بعد عام ونصف من اغتيال أحمد الجعبري، تصمّم إسرائيل على التعامل مع القيادة الجديدة لكتائب عزّ الدين القسّام، ولا ترتدع من مسؤولي المكتب السياسي في حماس

09 يوليو 2014 | 15:49

بدأت عملية “الجرف الصامد”، وقادة حماس ينزلون تحت الأرض. وفق ادعاء مسؤول عسكري كبير في إسرائيل: “لم يبق ضابط من حماس لديه منزل ليعود إليه”. وبالتباين، فرغم أنّ حماس تقوم بكل ما تستطيع لإلحاق الضرر بالسكان المدنيّين في إسرائيل، فإنّ منظومة “القبة الحديدية” تقوم بعملها بدقّة بنسبة 90% وتمكّن غالبية سكّان إسرائيل من الحفاظ على روتين حياتهم.

يشمل “بنك أهداف” الجيش الإسرائيلي في غزة بعض المسؤولين البارزين في قيادة حماس في القطاع. حين يتحدّث رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، عن “ثمن باهظ” ستدفعه حماس في أعقاب عدوانها، يترجم الجيش كلامه لأهداف حقيقية، مع أسماء وعناوين الأشخاص المسؤولين عن إلحاق الضرر بإسرائيل.

أول هؤلاء هو محمد ضيف، القائد الأعلى للجناح العسكري لحماس. نجا ضيف حتى الآن من العديد من محاولات الاغتيال من قبل الجيش الإسرائيلي والشاباك. حالته الصحّية غير واضحة، ولكن تشير التقديرات إلى أنّه بعد الإصابة قد فقد يديه، رجليه وبصره بإحدى عينيه. ولكن رغم ذلك، تشير التقديرات إلى أنّ ضيف لا يزال مشاركًا في وضع استراتيجية الحرب لحماس.

تورّط العطار بعد ذلك بقتل ضابط شرطة فلسطيني وحين فرّ من ساحة الجريمة دهس حتى الموت طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام

كما أنّ المسؤول الأبرز في الجناح العسكري لحركة حماس اليوم هو رائد العطار، وهو عنصر قديم من حماس من مدينة رفح قام بقتل الكثير من الفلسطينيين، ومن بينهم أطفال، ليشقّ طريقه نحو القمّة. منذ عام 1995، دخل إلى سجون السلطة الفلسطينية على الإتجار غير المشروع بالأسلحة. تورّط العطار بعد ذلك بقتل ضابط شرطة فلسطيني وهو رفعت جودة، وحين فرّ من ساحة الجريمة دهس حتى الموت طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام وهي فدوى جراونة.

حكمت السلطة الفلسطينية على العطار بالموت بسبب جرائمه، ولكن في أعقاب أعمال الشغب التي قام بها أبناء عائلته في جميع أنحاء رفح وافق رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات على منحه العفو. بعد ذلك صعد العطار إلى قمّة كتائب عزّ الدين القسّام، حيث أنّه يقود من بين أمور أخرى إطلاق الصواريخ على إسرائيل من أراضي سيناء، قتل الجنود المصريين واختطاف جلعاد شاليط.

يعتبر العطار في مصر أحد  أخطر الإرهابيين. منذ اغتيال الجعبري يعمل العطار – الذي جلس مع الجعبري في السيارة حين تمّ اغتياله – كقائد لكتائب القسّام. إلى جانب العطار، تفتح إسرائيل عيونها أيضًا على مروان عيسى الذي كان مقرّبًا جدّا من الجعبري وأصيب في الماضي في محاولة اغتيال.

ولم يغب أيضًا اسم إسماعيل هنية من قائمة الاغتيالات الإسرائيلية. استطاع الرمز المثالي لسيادة حماس في قطاع غزة والسكرتير السابق للشيخ أحمد ياسين أن ينجو في كلّ جولات الصراع السابقة وأن يبقى سالمًا. أوضح وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشكل واضح ما ينبغي أن تكون عليه السياسة الإسرائيلية حسب رأيه:

“يجب أن تكون التوجيهات للجيش واضحة: إزالة تهديد الصواريخ وسحق رأس الأفعى. لا تقريبًا ولا نسبيّا؛ حتى النهاية”، هذا ما كتبه كاتس في صفحة الفيس بوك الخاصة به، مع إرفاق صورة هنية.

اقرأوا المزيد: 438 كلمة
عرض أقل
صورة جعبري في متحف حماس في رفح (FLASH 90)
صورة جعبري في متحف حماس في رفح (FLASH 90)

إطلاق اسم ‘الجعبري’ على أحد أكبر شوارع غزة

أطلقت بلدية مدينة غزة اسم نائب القائد العام لكتائب القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس″ أحمد الجعبري، على أحد أكبر شوارع المدينة

عناصر حركة حماس في غزة (AFP)
عناصر حركة حماس في غزة (AFP)

ماذا يحدث في حماس؟

يحاول الإعلام الإسرائيلي رسم صورة حماس التي تجتاز أزمة حادة

ما من شك أن صحافيين إسرائيليين كثيرين توجهوا إلى مصادرهم الخاصة، في الأسابيع الأخيرة، محاولين أن يفهموا: ماذا يحدث في حماس؟ وما هي وجهة المنظمة، حيث يمكن القول أنها المنظمة الأكثر تضررًا منذ سقوط الإخوان المسلمين في مصر ومحاولة الاقتراب بين إيران ورئيسها الجديد والغرب.

“تعرضت حماس إلى إحدى الضائقات الحادة التي واجهتها في السنوات الأخيرة” كتب موقع ‏YNET‏، “وأما‎ ‎‏السلطة الفلسطينية‏‎ ‎فهي في نوع من إمكانية الازدهار، وخاصة في الأيام التي تظهر فيها ‎ صور‎‏أبي مازن‏‎ ‎وهو يعانق الأسرى المحررين إلى جانب الآلاف من الذين يهتفون له. على الرغم من ذلك، من المبكر رثاء حماس. لا تعني كلمة ضائقة فقدان السيطرة. عرفت حماس دائمًا متى يجب ألا تتنازل وتنتظر حتى يهدأ الغضب ومتى تعود وترفع رأسها”.

يكشف موقع “والاه” أنه خلافًا للمنشورات الأخرى، يبدو أن محمد الضيف‏‎ هو الذي يترأس الجناح العسكري في حماس.‎ ‎ويشغل مروان عيسى‏‎، والذي خلف ‎‏أحمد الجعبري بعد‎ ‎‏تصفيته‏‎، منصب النائب لمحمد الضيف. على الرغم من إصابته الحادة، ما زال يُعتبر الضيف رجلاً ذا تأثير وقائد الجناح العسكري. إنه يقوم بواجبه ويصدر التعليمات وقد لعب دورًا في فترة الجعبري أيضا.

كتب محلل صحيفة “هآرتس”، تسفي برئيل، أن حماس في عزلة تامة عن حلبة الدول العربية: مصر “أصدرت قرار حكم بالموت على المنظمة” وعلى حد أقواله، على الرغم من أن قطر تمرر الأموال، ولكن هذا لا يكفي، والأردن لا تسمح بإقامة نشاطات في منطقتها، وحتى أن الإيرانيين، الذين كانوا متكأ اقتصاديًا متينًا بالنسبة لحماس، ليسوا على استعداد لتبنيها مرة أخرى بعد “خيانة” الأسد. إضافةً إلى ذلك، يذكر المحلل أن “إيران برئاسة روحاني تفضل الدخول عبر الباب الرئيسي إلى الشرق الأوسط، وليس عبر منظمات تُعتبر أعداء “التيار المركزي”.

إسماعيل هنية (MAHMUD HAMS / AFP)
إسماعيل هنية (MAHMUD HAMS / AFP)

يشير برئيل أنه ثمة تهديد إضافي على حماس، ليس من فتح، حيث أن تقديرات احتمال عودتها إلى الحكم في غزة ضئيلة جدًا، بل من جهات جديدة وأكثر تحديًا: “إضافة إلى الأزمة الحادة في العلاقات مع دول الغرب، هناك تهديد في الداخل أيضًا، في الوقت الذي تقوم فيه حركة “تمرد غزة”، التي اتخذت اسمها من حركة تمرد الشباب في مصر، التي أحدثت انقلابًا في تموز من هذه السنة، بمظاهرات احتجاجية كبيرة، والتي من المتوقع أن تجري بتاريخ 11تشرين الثاني، يوم ذكرى السنوي لوفاة ياسر عرفات. يقترحون في الصفحة الرئيسية من موقع “تمرد غزة” إعداد الأطعمة لمدة سبعة أيام، ابتداء من تاريخ 11 تشرين الثاني والبقاء في المنازل خوفًا من هجوم من قبل الجهات المسلّحة في حماس.

ويضيف برئيل أن “الضائقة السياسية التي تواجهها حماس ليست معزولة عن الأزمة الاقتصادية في القطاع التي تفاقمت منذ تولي الجيش للسلطة في مصر بشكل يهدد قدرة الحكم في غزة على مزاولة أعماله. وقد أبلغ حاتم عويضة، مدير عام مكتب الاقتصاد في حماس، هذا الأسبوع، أن غزة تخسر نحو 230 دولار شهريًا بسبب تدمير الأنفاق والجمود في التجارة مع مصر. على حد أقواله، لم يعد الاقتصاد في غزة الذي يتكل نصفه على الأنفاق، قادرًا على إنتاج أماكن عمل جديدة وليست لديه مصادر مالية كافية لدفع الرواتب لنحو 40 ألف عامل. “لقد وصلت البطالة إلى النسبة التي كانت فيها عام 2008 وهي تبلغ 43 بالمائة، ويبلغ التصدير نحو 9 بالمائة فقط من الإنتاج”.

اقرأوا المزيد: 482 كلمة
عرض أقل
صورة جعبري في متحف حماس في رفح (FLASH 90)
صورة جعبري في متحف حماس في رفح (FLASH 90)

إسرائيل حاولت اختطاف الجعبري عام 2008

كشف الموقع الاخباري الاسرائيلي"واللا" أنّ إحدى وحدات النخبة في جيش الدفاع الإسرائيلي حاولت خطف رئيس الجناح العسكري لحماس مرتَين قبل اغتياله

وفقًا للتقرير، الذي أعده المراسل آفي يسسخاروف، كانت الخطة الأصلية لإسرائيل بشأن رئيس الجناح العسكري لحماس، أحمد الجعبري، الذي يُعدّ المسؤول عن اختطاف جلعاد شاليط في غزة، خطفه، لا اغتياله.

كان الهدف تحرير شاليط مقابل الجعبري، لكن الحملة، التي كانت إحدى الحملات الأكثر مجازفة التي نفذها جيش الدفاع الإسرائيلي في السنوات الأخيرة، انتهت بالفشل.

ووفقًا للمراسل، بدأ في إسرائيل عام 2008 التخطيط للحملة، وجمع معلومات دقيقة عن الجعبري. وقد لاحظوا، مثلًا، أنّ قائد القسّام معتاد على العودة من زيارة إحدى زوجتَيه والانتقال إلى مكان آخر في القطاع، بطريقة تتيح لمقاتلي الجيش الوصول خفيةً إلى الشارع ونصب كمين له. كذلك حرص الجعبري على عدم السفر في قافلة محمية، وآثر السفر في سيارة شخصية مع ضابط أمن واحد أو اثنَين.

ورغم المعلومات الدقيقة، اضطروا إلى إلغاء الحملة في اللحظة الأخيرة، فيما كان المقاتلون قد أصبحوا في الميدان، لمشكلة ما، لم يجرِ تحديدها. وبعد بضعة أيام من التجارب، جربوا في إسرائيل مجددا تنفيذ الحملة، لكنها ألغيت مجددا، لتغيير الجعبري اتجاه سفره.

وذُكر في النبأ أنه لو قام جيش الدفاع الإسرائيلي باختطاف الجعبري، واعتُقل في إسرائيل، فيبدو أنه لم يكن ليُغتالَ في تشرين الثاني 2012، في مستهل حملة “عمود السحاب”.

اقرأوا المزيد: 186 كلمة
عرض أقل