أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية

ناشط حمساوي (Flash90/Abed Rahim Khatib)
ناشط حمساوي (Flash90/Abed Rahim Khatib)

حماس تقترب من إيران وتشجع على التصعيد في الضفة الغربية

على ضوء فشل الجهود لاندلاع انتفاضة في غزة، هل سيحدث تصعيد في المرحلة القادمة في غزة؟

شارك رئيس الشاباك الإسرائيلي، نداف أرغمان، اليوم (الأحد) في لجنة الخارجية والأمن مقدّما تغطية إعلامية روتينية. وفق ما يحدث غالبا، “تتسرب” معظم المعلومات بسرعة إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، لهذا تُستغل هذه المنصة لتحديث الجمهور بالوضع الأمني.

رئيس الشاباك نداف أرغمان (Flash90/Yonatan Sindel)

وفق أقوال أرغمان، ليس هناك شك “أننا نعيش أياما متوترة، بسبب إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل وفشل عملية المصالحة بين فتح وحماس”.

تتعارض التقديرات العامة لقوات الأمن الإسرائيلية التي تفيد أن “حماس ليست معنية بالتصعيد” مع الأعداد التي أدلى بها أرغمان. وفق أقواله، فقد أحبط جهاز الأمن العام نحو 400 عملية، من بينها 228 عملية إطلاق نيران، 50 عملية عبوة ناسفة، 8 عمليات خطف، 13 عملية انتحارية، و 94 عملية استشهاد (بما في ذلك عمليات دهس وطعن).

وقال رئيس الشاباك أيضا إن هذا العام كُشف عن أكثر من 148 خلية محلية تابعة لحماس في الضفة. هذا العدد هام جدا، لا سيما أنه يعبّر عن الاستراتيجية المركزية لدى حماس: إشعال الوضع والاشتباكات ضد إسرائيل من غزة حتى الضفة الغربية. وفق اعتقاد حماس، أصبحت غزة تناضل من أجل صمودها بعد أن دفعت ثمنا باهظا في الحرب ضد إسرائيل في عام 2014. وفق أقوال يحيى السنوار، فقد آن الأوان لأن يساهم سكان الضفة الغربية في المعركة. لهذا بدأت حماس بكل الطرق بتشجيع اندلاع الانتفاضة في مدن الضفة الغربية، لا سيما بعد إعلان ترامب. رغم هذا، لمزيد أسفها لا يستجيب السكان في الضفة بشكل ملحوظ.

زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار (Abed Rahim Khatib/ Flash90)

لقد أوضح السنوار في المحادثات التي أقامها مع النشطاء في الأيام الأخيرة، أنه يفضل منع تعرض سكان غزة لمواجهة أخرى مع إسرائيل، ولكنه لا يلغي هذه الإمكانية كليا. ردا عن السؤال، فقد أوضح أنه ينوي أن يفحص مع محمد الضيف إمكانية أن يساعد مسلحو حماس المتظاهرين في الهجوم بالقرب من السياج في غزة.

هناك تقديرات إسرائيلية أخرى تشير إلى أن هناك تقارب بين حماس وإيران، وعلى ما يبدو تأتي هذه الخطوة استنادا إلى التفاصيل التي نشرت من المحادثة الهاتفية بين السنوار وضابط قوة القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني.

وقال السنوار إن الإيرانيين قد وعدوا حماس بتقديم المساعدة العسكرية، ويبدو أنه في ظل التوتر بين إيران والسعودية، تختار حماس الجانب الأنسب لها. تقول مصادر إسرائيلية إن العلاقة بين حماس والإيرانيين أكثر تعقيدا، وإن الإيرانيين لا يقدمون تعليمات لحركة حماس، أو لتنظيم الجهاد الإسلامي، الأقرب إليها من غيره، ولكنهم يفضلون ترك رؤساء المنظمات يعملون بحرية ويتخذون القرارات، طبعا شريطة أن “يأخذوا بعين الاعتبار” الجانب الإيراني.

اقرأوا المزيد: 366 كلمة
عرض أقل
هل يغرّد الموساد في تويتر؟ (المصدر/Guy Arama)
هل يغرّد الموساد في تويتر؟ (المصدر/Guy Arama)

الحقيقة وراء حساب الموساد على تويتر

هناك آلاف المتابعين لحاسب تويتر The Mossad‏. هل لدى جهاز الاستخبارات السرية الإسرائيلية حساب بالفعل؟ وما هي المعلومات التي يشارك الجهاز متابعيه بها؟

يظهر شعار “جهاز الاستخبارات والوظائف الخاصة”، جهاز الاستخبارات الإسرائيلي العريق في حساب تويتر. وقد كُتب في الصفحة الرئيسية من صفحة theMossadIL: “الموساد هو جهاز استخبارات إسرائيلي مشهور”، ويسمح القائمون على الصفحة، وفق ادعائهم، بالوصول إلى عملاء الجهاز والقيام بنشاطات سرية خاصة بالجهاز المميّز. فُتِح الحساب في عام 2016، وهناك ادعاء أن التغريدات تُكتب في إسرائيل وباللغة الإنجليزية فقط.‎ ‎

حتى الآن، هناك نحو 24 ألف متابع لهذه الصفحة، في حين أن الصفحة ذاتها تتابع حساب تويتر واحد: الحساب الخاص بالمهرّجة اليهودية الأمريكية، روزان بار (‏Roseanne Barr‏).

مَن يتابع باهتمام التغريدات في الحِساب يدرك سريعا أن الحديث يجري عن حساب موال لإسرائيل ويتطرق غالبًا إلى مواضيع سياسية، مثل محاربة منظمات تدعو لمقاطعة إسرائيل، تنفيذ عمليات إرهابية أو شن هجوم على إسرائيل. ولكن تُكتب التغريدات غالبًا بشكل فكاهي ومسل. مثلا، بتاريخ 17 تشرين الأول 2016، وردت التغريدة التالية في الحِساب: “جهاز غلاكسي 7 الجديد على وشك الانفجار. مع كل التواضع، نوضح أن هذه التكنولوجيا كانت قيد الاستخدام لدينا منذ عام 1972”. وهناك عرض لمقطع فيديو يُظهر أفيال وهي تنجز هبوطا حرا وتظهر فيه الكتابة: “إنهم يتدربون على الهبوط الحر. تعرّفوا إلى عملائنا الجدد”.

ولكن لا تظهر في هذا الحساب علامة المصادقة الخاصة بتويتر (V) باللون الأزرق، التي تشهد على أن الحساب تابع للجهاز الذي يمثله وتؤكد هذه الحقيقة على أنه حساب مُزوّر.

ردا على ذلك، قال “الموساد” إن “جهاز الاستخبارات والوظائف الخاصة لا يملك حساب تويتر”.

بالمناسبة، تدير جهات الاستخبارات الكبيرة حساب تويتر. مثلا، وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (‏CIA‏)، لديها حساب رسمي ومصادق عليه ويتابعه 2.22 مليون مستخدم. يشغّل الموساد موقع إنترنت رسمي يمكن التواصل عبره معه. ورد في صفحة “اتصل بنا” أن “هذه الاستمارة معدّة للتعبير عن رأيك في مواضيع ذات صلة بالموقع ومواضيع متعلقة بأمن الدولة.

اقرأوا المزيد: 271 كلمة
عرض أقل
هكذا هزمت إسرائيل حماس وحزب الله اقتصاديا
هكذا هزمت إسرائيل حماس وحزب الله اقتصاديا

هكذا هزمت إسرائيل حماس وحزب الله اقتصاديا

يكشف كتاب إسرائيلي جديد كيف ضاقت إسرائيل ذرعا بشبكات تمويل حماس وحزب الله، وحتى أنها عملت على اغتيال شخصيات بارزة مسؤولة عن تمويل الإرهاب ضدها

أصبحت طرق القتال الاقتصادية الإسرائيلية ضد المنظمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله، مصدر إلهام للكثير من الدول التي تحارب الإرهاب؛ هذا وفق ما كشفته المحامية الإسرائيلية، نيتسان ليتنر، في كتابها الجديد وهو Harpoon: Inside the covert war against terrorism’s money master”‎‏”.

ورد في الكتاب أن الاستخبارات الإسرائيلية شنت حملات اقتصادية ضد منظمات إرهابية، أدت إلى خسائر حجمها عشرات ملايين الدولارات المستثمرة في مجالات خطيرة. كذلك، أجرت قوات خاصة حملات تفتيشات ضد البنوك المسؤولة عن تمويل العمليات الإرهابية. وورد أيضا أن شخصيات كانت مسؤولة عن تمويل المنظمات الإرهابية قد لاقت حتفها. وفق أقوال الكاتبة: “فهم فريق العمل الإسرائيلي أولا أن الأموال كانت تشكل مصدر الأكسجين للشبكات الإرهابية وأنه يمكن إلحاق ضرر هام بها من خلال التضييق عليها اقتصاديا”.

غلاف الكتاب: Harpoon: Inside the covert war against terrorism’s money master”‎‏”

وتتحدث ليتنر في الكتاب عن أن رئيس الموساد السابق، مئير داغان، بادر إلى اتخاذ عمليات اقتصادية ضد المنظمات الإرهابية في نهاية التسعينيات، كانت قد ساهمت بشكل ملحوظ في خفض العمليات الانتحارية وإطلاق القذائف على يد حماس وحزب الله. كان فريق العمل التابع لداغان مؤلفا من شخصيات استخباراتية عملت ضد البنوك، وتضمن محامين وخبراء في الشؤون الضريبية، استخدموا طرقا عصرية لمهاجمة شبكات التمويل التابعة للمنظمات الإرهابية، التي عملت ضد أهداف إسرائيلية ويهودية في إسرائيل والعالم.

اقرأوا المزيد: 189 كلمة
عرض أقل
وزير الدفاع ليبرمان يزور الحدود الشمالية في مرتفعات الجولان (تصوير وزارة الدفاع الإسرائيلية)
وزير الدفاع ليبرمان يزور الحدود الشمالية في مرتفعات الجولان (تصوير وزارة الدفاع الإسرائيلية)

الجيش يُنكر أقوال وزير الدفاع ليبرمان

وزير الدفاع الإسرائيلي يدعي أن نصر الله أخفى حادثة إطلاق النيران باتجاه إسرائيل عن نظام الأسد لجر إسرائيل في المستنقع السوري، ولكن الجيش أوضح أنه ليست لديه معلومات مؤكدة

اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس (الإثنين) أمين عام حزب الله، السيد حسن نصر الله، والمنظمة بإطلاق نيران باتجاه هضبة الجولان يوم السبت الماضي (21.10.17).

وقال ليبرمان: “لم يحدث انزلاق النيران بل كان إطلاقا معتمدا بمبادرة حزب الله”. وأضاف: “أصدر نصر الله أمرا لعدم إبلاغ نظام الأسد بإطلاق النيران، بهدف جر إسرائيل في المستنقع السوري”. ولكن يتضح من فحص أجرته صحيفة “هآرتس” اليوم صباحا (الثلاثاء) أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية لا تعرف هذه الحقيقة.

تتمة للفحص المذكور أعلاه توجهت صحيفة “هآرتس” إلى مكتب ليبرمان لتلقي رد، فعلمت أن: “هذه المعلومات تستند إلى رأي الوزير وتقديراته”.

في الأسابيع الماضية، اتهم ليبرمان ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إيران بمحاولة توسيع تأثيرها العسكري عمدا في جنوب سوريا بالقرب من الحدود مع إسرائيل، فحذرا أنهما لن يسكتا إزاء خطوات طهران.

عرّف الجيش الإسرائيلي إطلاق القذائف يوم السبت بصفته خطوة استثنائية، ولكن كان من الصعب عليه أن يحدد إذا كان الحديث يجري عن انزلاق النيران عمدا نتيجة تبادل إطلاق النيران بين النظام السوري ومنظمات الثوار في الجهة الشرقية من الحدود. بما أن إطلاق النيران حدث في ساعات الصباح الباكرة عندما لم يكن تبادل إطلاق النيران، ثارت شكوك أن الحديث يجري عن استفزاز مخطط. ولكن يتضح من فحص صحيفة “هآرتس” أن التقديرات التي طرحها ليبرمان التي تشير إلى أن حزب الله أصدر أوامره لإطلاق النيران ليست معروفة لأشخاص آخرين في المنظومة الأمنية.

وتتصدر القضية السورية الآن مركز القلق الأمني الإسرائيلي. وصل ليبرمان أمس إلى الكنيست مباشرة بعد زيارة عمل في واشنطن، كان الشأن السوري في مركزها. إن زيادة قوة المحور المتطرف الإيراني – السوري – حزب الله هو السبب الذي يجعل ليبرمان يطالب بميزانية إضافية لميزانية الأمن، ويقدر مبلغها بنحو مليار دولار.

اقرأوا المزيد: 260 كلمة
عرض أقل
سفن سلاح البحرية عام 1979، تصوير مكتب الإعلام الحكومي (GPO)
سفن سلاح البحرية عام 1979، تصوير مكتب الإعلام الحكومي (GPO)

سلاح البحرية حقق انتصارا ‏0:40 في حرب أكتوبر

بدأ سلاح البحرية الإسرائيلي استعدادته للحرب أولا رغم أنه كان يملك ميزانية ضيئلة، ومعدّات حربية قليلة مقارنة بأساطيل العدو. مع إطلاق صفارات الإنذار، حُطمت العشرات من مدمّرات العدو

من وجهة نظر الإسرائيليين، تعد حرب تشرين (1973) صدمة هزت كل أركان إسرائيل. يبلور الفشل الاستخباراتي والأزمة الكبيرة في الثقة بقيادات الدولة، إضافة إلى كثرة الضحايا نسبيا، والحزن الوطني الثقيل، الذاكرة الوطنية الإسرائيلية بشأن الحرب. ولكن لم يكن كل شيء حالك السواد في هذه الحرب؛ كان سلاح البحرية الإسرائيلي أفضلها. يجدر الحديث كثيرا عن دور هذا السلاح الصغير الذي حقق نجاحا في المعركة البحرية والذي تُدرس تكتيكياته في مدارس للاستراتيجيات العسكرية في دول العالم.

سلاح بحري صغير ولكنه ذكي

نتطرق باختصار إلى العلاقة الكبيرة المتعلقة بتطور الأحداث. بعد حرب 1967، التي لم يلعب فيها سلاح البحرية دورا هاما، عانى سلاح البحرية من تقليص كبير في الميزانية. خصصت وزارة الدفاع والجيش أهم الموارد من أجل المجالين البري والجوي، ووصلت ميزانية سلاح البحرية عشية حرب أكتوبر/تشرين إلى %6 فقط من ميزانية الدفاع.

في هذه المرحلة، لم تكن لدى سلاح البحرية مدمّرات، وتم تعطيل غواصتين عن العمل. عرفت قوات سلاح البحرية أنه لا يمكن شراء معدّات باهظة الثمن، لهذا ارتكزت نشاطاتها على تطوير ذاتي لوسائل قتالية ذات تفوّق تكنولوجي، وشراء وسائل بحرية صغيرة وسريعة. كان الافتراض أن في وسع القدرات التكنولوجية الجيدة التفوق على الأفضلية العددية المطلقة لوسائل البحرية التابعة للعدو، وأن شراء معدّات بحرية صغيرة وسريعة، يساهم في تحقيق سيطرة بحرية شاملة.

سلاح البحرية الإسرائيلية عام 1973 (Wikipedia)
سلاح البحرية الإسرائيلية عام 1973 (Wikipedia)

في السنوات التي سبقت الحرب، طوّر سلاح البحرية منظومات وسائل قتالية إلكترونية كثيرة، لمساعدة سفن الصواريخ على مواجهة الصواريخ المصنّعة في السوفييت ذات المدى البعيد أكثر من صواريخ “جبرائيل” الإسرائيلية، المتفوقة بحريا، والمستخدمة في سلاح البحرية المصري. تضمنت التطويرات وسائل كشف، توجيه وتضليل، سمحت للسفن بالتهرّب من رادارات العدو والدخول إلى أعماق البحر، تحريف صواريخ العدو عن مسارها، تقليص المسافة بين السفن، وتحقيق المسافة المثلى لعمل صواريخ “جبرائيل”. كانت طريقة العمل هذه مختلفة تماما عن الجولات الدفاعية في عصر المدمّرات. كان الهدف الاستراتيجي ثوريا.

بالتوازي مع مراحل التطوير والتزوّد بالمعدّات، بدأ سلاح البحرية بتدريبات مكثّفة يوميا، لتذويت طرق القتال الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، بدأت قوات سلاح البحرية بالعمل على برامج قتالية كثيرة لاستخدامها عند الحاجة.

وهكذا، في عام 1973 كان سلاح البحرية صغيرا، ناجعا، سريعا، خبيرا، ومتفوقا تكنولوجيا في الوقت ذاته. وعمل ضد الأسطولين السوري والمصري اللذين كان لديهما 12 غواصة وعشرات سفن الصواريخ، المدمّرات، سفن الطوربيد، والكثير من الوسائل البحرية الأخرى. حظي هذان الأسطولان بأفضلية هامة في عدد الوسائل القتالية وحجمها.

اللحظة الحقيقية: صافرات الإنذار في حرب أكتوبر 1973

في الأيام التي سبقت الحرب، وصلت معلومات كثيرة حول الاستعدادات المصرية والسورية. تلقت المنظومات الاستخباراتية العسكرية الإسرائيلية معلومات شبيهة، ولكن التحليلات كانت مختلفة؛ استنتجت منظومة الاستخبارات في سلاح البحرية الإسرائيلي أن الحرب باتت قريبة جدا. رغم أن كل محاولات رئيس الاستخبارات لإقناع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بهذه التقديرات قد باءت بالفشل، فإن حقيقة كون جهاز الاستخبارات في سلاح البحرية الإسرائيلي مستقلا نسبيا سمحت له باتخاذ قرارات مستقلة. بعد أن تلقى ضابط سلاح البحرية، اللواء بنيامين تلم، التقديرات الاستخباراتية لسلاح البحرية، أمر بالاستعداد الشامل لكل سيناريوهات محتملة.

عمليا، بدأ سلاح البحرية بالاستعداد للحرب خلال 48 ساعة قبل سائر قوات الجيش. ألغيت كل العطل، وجُهّزت كل وسائل البحرية للقتال. قبل يومين من نشوب الحرب، أجريت تدريبات شاملة على طرق القتال التكتيكية التي طورها سلاح البحرية طيلة سنوات. في صباح يوم الحرب، بدأ سلاح البحرية الإسرائيلي بعد أن كانت لديه وحدات وسفن جاهزة بإرسالها لبدء عملها. في الساعة الثانية ظهرا، أطلِقت صفارات الإنذار في أنحاء البلاد؛ بعد مرور ثلاث ساعات فقط من تلك اللحظة، أي في الساعة الخامسة بعد الظهر، حقق سلاح البحرية انتشارا واسعا وكان مستعدا للحرب. بعد اندلاع المعارك، كان سلاح البحرية جاهزا أكثر من أية قوات أخرى في الجيش الإسرائيلي بشكل ملحوظ.

اللواء بنيامين تلم (في الجهة اليسرى)، وهو يهنئ طاقم سفينة الصواريخ قبل إبحارها، عام 1973، تصوير: كودكود تساهوف
اللواء بنيامين تلم (في الجهة اليسرى)، وهو يهنئ طاقم سفينة الصواريخ قبل إبحارها، عام 1973، تصوير: كودكود تساهوف

وفق وجهة نظر هيئة الأركان العامة، لم يشكل سلاح البحرية ذراعا قتالية. كان عليه حماية التنقل البحري الحر من إسرائيل وإليها، والدفاع عن موانئ البلاد وشواطئها من هجمات العدو. رغم هذه الأهداف الدفاعية، قرر ضابط سلاح البحرية إنجاز مهام هجومية. عرّفت قوات سلاح البحرية الهدف المركزي كالتالي: تدمير شامل للوسائل البحرية، السورية والمصرية، في عمق مياههما الإقليمية قدر المستطاع، وأقرب ما يمكن من الموانئ والقواعد العسكرية.

معارك في الشمال والجنوب!

اندلع الهجوم الإسرائيلي في جوف الليل، عندما كان بالإمكان استغلال كل عوامل المفاجئة والتضليل. عملت القوات البحرية في جبهتي القتال المصرية والسورية. في الليل بين السادس والسابع من تشرين الأول، اندلعت معركة اللاذقية ضد الأسطول السوري، ومعركة بورت سعيد ضد الأسطول المصري. انتصر سلاح البحرية الإسرائيلي في كلا المعركتين. للمرة الأولى، في معركة اللاذقية استُخدمت سفن الصواريخ، وتم تدريسها في مدرسة الاستراتيجيات البحرية في أماكن كثيرة في العالم. وللمرة الأولى، أصبحت صواريخ بحر – بحر عاملا مركزيا في ميدان القتال البحري، بدلا من الدبابات والوسائل القتالية الأخرى. دُمّرت في هذه المعركة خمس سفن صواريخ سورية. لم تلحق خسائر بالقوات الإسرائيلية.

بعد المعارك الأولى، خشي الأسطولان المصري والسوري من المبادرة الهجومية حتى نهاية الحرب. طُلبت من الغواصات المصرية التي خرجت لتنفيذ حصار بحري على إسرائيل العودة إلى قواعدها والدفاع عن الشواطئ المصرية من هجمات سلاح الجو البحري الإسرائيلي. كانت مسارات التنقل البحرية في البحر المتوسط مفتوحة، ولم تتعرض شواطئ إسرائيل لخطر الهجوم من قبل أسطول العدو. ولكن اعتقد سلاح البحرية أنه بهدف الانتصار عليه تدمير كل أسطول العدو. وبالمناسبة، لم يطلب هذا السلاح الذي أدرك الصعوبات والضغط الكبير في كل الحلبات القتالية البرية، أية مساعدة جوية طيلة الحرب، فيما عدا في الليلة الأولى.

“مطاردة الأعداء ومحاربتهم والعودة بعد القضاء عليهم”

منذ الليلة الثانية، لم يعد سلاح البحرية يوزع قواته، فركّزها في جبهة واحدة، وأهمل الجبهة الأخرى نسبيا. بهذه الطريقة، نجح هذا السلاح في تحقيق أفضلية عددية نسبية. في غضون أيام قليلة من القتال العنيف، رسا جزء كبير من سفن الأسطولين البحريين المصري والسوري في أعماق البحر. غُمر معظمها في المعارك البحرية، وأصيبت بقية السفن في الموانئ التي لحقت بها خسائر من قبل سفن سلاح البحرية.

تابع سلاح البحرية قتاله بعد أن حقق سيطرة بحرية تامة ضامنا مسارات التنقل البحرية من إسرائيل وإليها مفتوحة. بعد أن بدأ السوريون باستخدام صواريخ أرض – أرض، ضرب سلاح البحرية أهداف البنى البرية. من بين مواقع أخرى، هاجم محطة وقود في ميناء بانياس السوري، مُلحقا خللا في تزويد الكهرباء والوقود في كل سوريا، بما في ذلك في الجبهة القتالية. تابع سلاح البحرية خطه القتالي مهاجما أهداف كثيرة على الشواطئ؛ تضررت ثكنات، قواعد عسكرية، بطاريات صواريخ، ومدفعيات كثيرة على يد صواريخ سفنه.

كانت نتائج الحرب البحرية مفاجئة. خسر سلاح البحرية ثلاثة من مقاتليه، ولم تغرق أية سفينة حربية في المعارك الكثيرة. بالمقابل، خسر العدو عشرات الوسائل القتالية والمقاتلين.

يبدو أن المعركة البحرية في حرب تشرين قد حُسمت 0:40+

مقاتلو سلاح البحرية الغسرائيلية عام 1973ط تصوير وزارة الدفاع الإسرائيلية
مقاتلو سلاح البحرية الغسرائيلية عام 1973ط تصوير وزارة الدفاع الإسرائيلية

حقق سلاح البحرية إنجازا آخر إضافة إلى الهدوء التام في شواطئ البلاد وهو ضمان عمل مسارات تزويد المعدّات والتجارة البحرية في قلب البحر المتوسط. بفضل هذا الإنجاز نقلت الولايات المتحدة أثناء الحرب وسائل قتالية وأسلحة كثيرة. سُميت هذه الخطوة في إسرائيلي خطأ: “القطار الجوي” وذلك لأنه في الواقع وصل %95 من إرساليات القطار “الجوي” عبر البحر. اشترط الأمريكان مرور سفن بضاعتهم بالسيطرة الإسرائيلية في البحر المتوسط. لولا سلاح البحرية، مَن كان في وسعه أن يعرف إذا كانت ستصل الأسلحة إلى هدفها وتساعد المقاتلين، وكيف كانت ستنتهي الحرب.

إخفاقات القادة السياسيين عرقلة تحقيق النجاح

رغم هذه النجاحات، لم يعمل القادة العسكريون والسياسيون في إسرائيل على توسيع الإنجازات. علاوة على ذلك يتضح أن اتخاذ القرارات من قبل المسؤولين أدى إلى فشل ذريع لم يحظ باهتمام حتى الآن.

فبعد اندلاع الحرب، أعلنت مصر عن إغلاق مسارات الإبحار من إسرائيل وإليها. عمل معظم الأسطول المصري والسوري على تحقيق هذا الهدف. لم يكن الإعلان المصري استثنائيا؛ فهناك منطق استراتيجي كبير وراء الحصار. في حال لم يحصل العدو على معدّات لن يستطيع المحاربة لوقت طويل، فستُسحم المعركة. كما ذُكر آنفا، فإن انتصار إسرائيل البحري المصيري منع فرض الحصار وأبقى مسارات نقل البضاعة من إسرائيل وإليها مفتوحة.

بتاريخ 8 تشرين الأول، وهو اليوم الثالث من الحرب، أعلن موشيه ديان في جلسة الحكومة أنه من المتوقع أن تتعرض إسرائيل لدمار. وبالفعل، نجح الجيش الإسرائيلي في الصمود في جزء من المواقع العكسرية ولكنه انسحب في معظم الجبهات. لحقت خسائر فادحة بسلاح الجو وكان الوضع سيئا. ولكن في هذه المرحلة، كان في وسع سلاح البحرية فرض حصار على مسارات التنقل البحرية المصرية، وكانت هذه الخطوة ضرورية للرد على المحاولة المصرية لفرض حصار بحري على إسرائيل، وهامة استراتيجيا أيضا.

ولكن لمزيد الدهشة، لم تعلن إسرائيل عن حصار بحري ضد أعدائها، ولم يعمل سلاح البحرية وفق أوامر عليا ضد سفن التجارة. دخلت سفن سوفيتية محمّلة بوسائل قتالية بحرية إلى الشواطئ السورية والمصرية بسهولة، رغم أنه كان في وسع سلاح البحرية الإسرائيلية منعها ببساطة. أثناء الحرب، نُقِل من الاتحاد السوفيتي إلى مصر وسوريا 65 ألف طن من المعدّات القتالية ونُقل 50 ألف طن منها بحرا. وحدث ذلك في الوقت الذي منعت فيه مصر حاويات نفط إسرائيلة من العبور عبر البحر الأحمر سعيا لفرض الحصار على إسرائيل. بالمناسبة، ظل هذا الحصار البحري مفروضا حتى نهاية الحرب.

كانت الدوافع الإسرائيلية لعدم فرض الحصار البحري هو الخوف من اشتباكات سياسية مع الحكم السوفيتي. إنه ادعاء مشكوك فيه – الخوف من التعرض لاشتباكات دبلوماسية مع دولة تساعد بشكل فعال على إبادة إسرائيل، يشير إلى عدم مسؤولية تام. من الصعب أن نجد أمثلة على مر التاريخ سمح فيها الجيش لخصومه بالتسلح أثناء الحرب بينما كان في وسعه منعه. على مر الزمن، شكلت السيطرة على مسارات التنقل هدفا استراتيجيا هاما وبداية لحسم المعركة. كانت الجيوش مستعدة للتضحية كثيرا دائما للسيطرة على مسارات التنقل أو تعطيل عملها. كانت السكك الحديدية، والطرق الرئيسية هدفا تفجيريا وموقع احتلال في كل الحروبات. استثمر الأسطول الألماني القوي أثناء الحرب العالمية الثانية كل قدراته في إغراق سفن تزويد معدّات إنجليزية أرسِلت لمساعدة الروس. أدى الحصار الألماني على بريطانيا تقريبًا إلى تدهورها تقريبا.

استخلاص العبر

تتحدث نتائج الحرب البحرية الكثيرة في حرب تشرين عن نفسها. تجنّب اللا مبالاة عشية الحرب. القوات والاستراتجيات المتفوقة. تطوير التكنولوجيات المتقدمة. روتين التدريبات المكثّف. صنعت كل هذه العوامل الفارق. لا يُحدد حجم وعدد المقاتلين مصير المعركة بل النوعية والنجاعة القتالية تحديدا في أحيان كثيرة.

ولكن الأهم هو أن الدفاع الجيد هو الهجوم، ويبدو أن المبادرة الهجومية والعمل المتواصل لمحاربة العدو، اللذين شلا تماما أية مبادرة سورية ومصرية، كانا العبرة المركزية التي يجدر استخلاصها في هذه الأيام. أثناء الحرب، وصلت إلى هيئة أركان الجيش تقارير عن وجود سفن صواريخ إسرائيلية أمام اللاذقية في المنطقة البعيدة من شمال سوريا. عندها اتصل رئيس الأركان، دافيد إليعزر، فورا بضابط سلاح البحرية اللواء تلم، وسأله: “ماذا تفعلون في اللاذقية؟”، فأجابه: “نحمي شواطئ الدولة”.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في موقع ميدا

اقرأوا المزيد: 1599 كلمة
عرض أقل
صفحة الفيس بوك التابعة للجيش الإسرائيلي
صفحة الفيس بوك التابعة للجيش الإسرائيلي

لمحة عن التطبيق لتعليم الجنود العادات الفلسطينية

لن تجدوا هنا مقاطع فيديو مضحكة أو صورا مشهورة في النت: يطوّر الجيش الإسرائيلي عددا من التطبيقات، تساعد الجنود على جمع معلومات على الحُدود، وحتى أنها تعلم العادات الفلسطينية أيضا

صفحة الفيس بوك التابعة للجيش الإسرائيلي

يحصل كل جندي على بروفيل خاص، وتفاصيل يتم تحديدها عشوائيا عبر منظومة المعلومات الموجودة، ويكون في وسعه تعبئة تفاصيله الأخرى. في تطبيق “مروشتيم” كما في صفحة الفيس بوك حائط للتحديثات (‏Wall‏) يمكن تلقي تحديثات عبره حول مشاريع وتحديثات عسكريّة هامة. تتضمن الشبكة العنكبوتيّة الجديدة أيضا إمكانية إقامة مجموعات عمل داخل الجيش، دردشة، وحتى إجراء مكالمات فيديو. قالت جهات مسؤولة في الجيش لهيئة تحرير “المصدر” إن المنظومة الجديدة ستبدأ عملها في بداية شباط 2018.

Ztube

Ztube
Ztube

في الواقع، يجري الحديث عن قناة يوتيوب تابعة للجيش الإسرائيلي. طبعا، لا يمكن أن نعثر فيها على مقاطع فيديو لقطط وكليبات أغان. فهي منصة تركز صور الفيديو من كاميرات الأمن الدورية وكاميرات عملياتية في البحر، اليابسة، والجو. تذكّر واجهة التطبيق والشعار باليوتيوب حقا – فهي تتضمن مكعبات من الصور، وتبث المنظومة الفيديو في الوقت الحقيقي. على المستخدِم الحاصل على إذن ملائم، بدءا من الجندي البسيط وحتى الضابط برتبة رفيعة في الأراضي أو الجبهة، أن يكون متصلا بشبكة داخلية تابعة للجيش ليتمكن من دخول التطبيق، واختيار الفيديو الذي يرغب في رؤيته في الوقت الحقيقي، دون الحاجة إلى استخدام الحاسوب وموقع خاص. الهدف هو إتاحة هذه الخدمة عبر الأجهزة الخلوية في المستقبَل. يمكن دخول التطبيق ومشاهدة أحداث الماضي، التي طرأت قبل نصف ساعة وقبل يومين أيضا.

Panorama‏ تطبيق لجمع الاستخبارات

Panorama
Panorama

هذا التطبيق مميّز وليست هناك معلومات كافية عنه، وهدفه الأساسي هو توحيد المعلومات الاستخباراتية التي تُجمع وعرضها أمام أصحاب المناصب ذات الصلة. حاليا، يستخدم جنود كتيبة جمع المعلومات الاستخباراتية 595 عند الحدود السورية التطبيق بشكل أساسي. “نحن ندخل كل المعلومات التي نجمعها في التطبيق، ثم يُحتفظ بها، وتبقى ذات صلة ويمكن أن تستخدمها الكتائب الأخرى التي ستبدلنا”، أوضع المسؤولون في الجيش. يعمل التطبيق عبر أجهزة حاسوب آمنة، ويتيح الوصول إلى المعلومات بسهولة. يمكن اختيار جبهة ما (جبل الشيخ، الجبهة الشمالية أو الجنوبية في منطقة هضبة الجولان) ومشاهدة المعلومات حول الجبهات والكتائب. يتضمن التطبيق أيضا إمكانية إجراء دردشة وكتابة رسائل بين أعضاء الكتائب.

تطبيق لتعليم الجنود العادات الفلسطينية

عندما يصل الجنود إلى منطقة جديدة، يمرون بفترة تأقلم طويلة عليهم خلالها التعرّف إلى المكان والسكان الفلسطينيين. غالبا، يجري الحديث عن فترة حساسة، لهذا يعمل الجيش على أن تكون قصيرة قدر المستطاع. ففي الأشهر الأخيرة، بدأ المسؤولون في الجيش يعملون على تطوير وسائل مساعدة هي الأولى من نوعها، لتحضير الجنود أثناء تواصلهم مع السكان الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية. يتضمن التطبيق المميّز كما هائلا من الكلمات باللغة العربية قد يستخدمها المقاتلون أثناء عملهم، وكذلك معلومات أساسية عن الثقافة والعادات الفلسطينية. يؤمن الجيش أن الجنود الذين يخدمون في مدن الضفة الغربية سيعلمون أفضل في حال تعرفوا إلى الثقافة والتقاليد الفلسطينية. يتضمن التطبيق أيضا مقاطع فيديو حول النشاطات الأمنية الدورية التي يتعين على الجنود إنجازها في المدن الفلسطينية. قال الجيش الإسرائيلي إن التطبيق يساعد المقاتلين على توفير رد أفضل للسكان المحليين.

اقرأوا المزيد: 437 كلمة
عرض أقل
الموساد الإسرائيلي
الموساد الإسرائيلي

النساء تحتل قيادة الموساد

انضمت امرأتان إضافيتان إلى القيادة العليا في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي الأكثر سرية، الموساد، وأصبحن يشغلن المناصب الأهم فيه

شهد الموساد والوظائف الهامة فيه تقدما تاريخيا غير مسبوق: للمرة الأولى في تاريخ الموساد تعمل فيه امرأتان بمنصب رئيس شعبة (منصب شبيه برتبة لواء في الجيش الإسرائيلي).

عُينت “ش” (اسم مستعار) مؤخرا في منصب رئيس شعبة، ويأتي هذا بعد وقت قصير من تعيين زميلاتها “ي” (اسم مستعار) في منصب رئيس شعبة أيضا. وهذا تكون قد انضمت امرأتان إلى القيادة العليا في الموساد.

رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين (Marc Israel Sellem/POOL)
رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين (Marc Israel Sellem/POOL)

الموساد هو أول منظمة يضم نساء لشغل مناصب عملياتية مميزة. هناك شعبتان خطيرتان في الموساد وهما “قيصارية” و “كيشت”. تهتم هاتان الشعبتان بالمتابعة، التنصت، دخول المباني، وتصوير المستندات.

غالبا، عملت نساء في شعبة “كيشت” المؤلفة من خلايا. الشعبة خبيرة بتجنيد الأزواج لأنهم يثيرون شكوكا أقل عند التجسس، لا سيما بعد أن اتضح أن النساء يتفوقن على الرجال كثيرا في المجالات العملياتية.

إضافة إلى تعيين “ش” و “ي”، أوعز رئيس الموساد مؤخرا، يوسي كوهين، بتعيين عدد من النساء في منصب رئيس شعب ووحدات في الأقسام المختلفة ويأتي هذا القرار كجزء من المساواة الجندرية في الموساد.

اقرأوا المزيد: 152 كلمة
عرض أقل
تقديرات إسرائيلية: بشار الأسد باق (AFP)
تقديرات إسرائيلية: بشار الأسد باق (AFP)

تقديرات إسرائيلية: الأسد سيستعيد السيطرة على سوريا في غضون سنة

تشير خطوات إقليمية ودولية إلى تقديرات استخباراتية إسرائيلية جديدة: ينجح الأسد في السيطرة على سوريا خلال سنة. لهذا على إسرائيل الاستعداد للوجود الشيعي على حدودها

تقدر المنظومة الأمنية الإسرائيلية اليوم صباحا أن الرئيس السوري، بشار الأسد، بمساعدة حليفتيه، روسيا وإيران، سيستعيد السيطرة على معظم الأراضي السورية حتى نهاية عام 2018 – هذا وفق التقارير التي وردت اليوم صباحا (الأربعاء) في صحيفة “إسرائيل اليوم”، المقرّبة من نتنياهو.

وورد في الصحيفة أيضا أن هذه التقديرات الجديدة تأتي في ظل التغييرات الإقليمية والدولية: توقفت الولايات المتحدة الأمريكية عن تمويل منظمات الثوار في سوريا ولا يهمها بعد ما يحدث في أراضيها. كما أن هناك تأثيرات لوقف دعم الدول السنية للصراع ضد الأسد. الدعم الوحيد الذي ما زال ساري المفعول هو الدعم الإيراني للنظام السوري.

وحتى وقت قصير، كانت هناك تقديرات في إسرائيل أن سوريا ستنقسم إلى مناطق مستقلة على أساس التقسيم الطائفي – الجغرافي. ولكن التقديرات الجديدة في المنظومة الأمنية، التي تتصدر عناوين وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم صباحا، تشير إلى أن الأسد سيسيطر مجددا على الأراضي السورية، وهذا خلافا لأقوال إيهود باراك، الذي قدر في إطار عمله وزيرا للدفاع أنه حتى نهاية عام 2011، سيسقط نظام الأسد خلال نحو نصف سنة.

ومنذ عام 2014، ركزت إدارة أوباما على الصراع ضد داعش مما أدى إلى إنقاذ نظام الأسد. كما أن الهجمات الجوية المكثّفة التي شنها سلاح الجو الروسي ضد تنظيمات الثوار الأخرى ساهمت في صمود نظام الأسد.‎ ‎

وتخشى إسرائيل من تدخل إيراني متزايد في سوريا مما يجعل سوريا في المستقبَل دولة برعاية إيرانية. فقال أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي، هذا الأسبوع إن إسرائيل ليست قادرة على الوقوف جانبا طالما أن إيران تبسط سيطرتها وتغيّر الموازين الجيوستراتيجية في المنطقة.

وفق تقديرات استخباراتية إسرائيلية، تحاول إيران أن تدخل إلى سوريا نحو 10.000 مقاتل من المرتزقة الشيعة، بعد إحضارهم من أماكن مختلفة مثل أفغانستان، باكستان، والعراق. الهدف هو وفق التقارير الإسرائيلية اليوم صباحا هو تعزيز سيطرة إيران في سوريا. بالإضافة إلى ذلك، يُحظر علينا أن نتجاهل أن سوريا لديها نحو 2.000 مسشار إيراني يساعدون نظام الحكم.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، زار بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، سوتشي في روسيا والتقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحذره من أن إسرائيل لن ترضى بوجود إيراني شيعي على حدودها الشمالية في جنوب لبنان وجنوب سوريا في منطقة الجولان. حتى أن نتنياهو أوضح لنظيره الروسي، بوتين، أنه في حال لاحظت إسرائيل أن الجهود الدبلوماسية لن تكون مجدية ربما تتخذ إسرائيل في الأشهر القادمة “قرارات صعبة”.

اقرأوا المزيد: 352 كلمة
عرض أقل
مئير بن شبات، الرئيس الجديد لمجلس الأمن الوطني الإسرائيلي
مئير بن شبات، الرئيس الجديد لمجلس الأمن الوطني الإسرائيلي

مستشار نتنياهو الاستخباراتي الجديد: خبير بشؤون حماس

كشف نتنياهو عن اسم عنصر الشاباك سابقا الذي شغل منصب رئيس مجلس الأمن الوطني الإسرائيلي، وكان قائد جهاز الأمن الداخلي في جنوب إسرائيل سابقا

كشف اليوم صباحا، بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، عن تعيين مئير بن شبات، الرئيس الجديد لمجلس الأمن الوطني الإسرائيلي. وصرح أنه سيبدأ مهامه يوم الثلاثاء القريب.

قال نتنياهو: “بعد مرور يومين، سيبدأ مئير بن شبات مهام عمله. في جعبة مئير خبرة كبيرة في مجال أمن إسرائيل، الشاباك، بما في ذلك، خبرته الأخيرة بصفته رئيس منطقة الجنوب، وقام بكل أعماله بتفوق. وهو معروف لدى أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في إسرائيل المطلعون على أفكاره الواضحة الناتجة عن خبرته الكبيرة. فنحن نبارك هذه الخطوة.

وُلد بن شبات عام 1966 وهو مُتزوج وأب لأربعة أبناء. وهو يدير نمط حياة متديّن ويُعد من أتباع تيار الصهيونية المتدينة.

قبل تعيينه رئيسا لمجلس الأمن القومي، عمل بن شبات في الشاباك طليلة 28 عاما.  كان من بين مناصب أخرى رئيسا لثلاثة مجالات في الشاباك: وحدة السايبر، القسم القطري لإحباط عمليات الإرهاب والتجسس، والمنطقة الجنوبية. عمل المفتّش العامّ الحالي لشرطة إسرائيل، روني الشيخ، في منصب بارز في الشاباك أيضا.

وبدأ بن شبات عمله في الشاباك بعد تسريحه من الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، واكتسب مع مرور الوقت خبرة بشؤون حماس في قطاع غزة وكان شريكا في الأعمال ضدها في العقدين الماضيين. من بين أمور أخرى، كان مسؤولا عن الشاباك أثناء عملية “الرصاص المسكوب”، وعن مواجهة الأنفاق الهجومية التابعة لحماس في قطاع غزة باتجاه إسرائيل. وكان مسؤولا عن كل نشاطات الشاباك في المنطقة الجنوبية من إسرائيل.

سيبدأ بن شبات مهامه منذ يوم الثلاثاء القريب في مجلس الأمن الوطني. يعمل هذا المكتب في مكتب رئيس الحكومة وأقيم أثناء فترة رئاسة نتنياهو عام 1999 ويعمل فيه نحو 70 عاملا. ويقدم هذا المكتب لرئيس الحكومة المشورة في المواضيع الأمنية في الدولة، ويتأكد من أن الدولة مستعدة لحالات الطوارئ ويجري استعدادات أثناء الطوارئ، وجلسات المجلس الوزاري الإسرائيلي المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية.

اقرأوا المزيد: 276 كلمة
عرض أقل
  • طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
    طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
  • طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
    طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
  • طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
    طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)

لمحة عن سرب طائرات التجسس الإسرائيلية

حصل موقع "المصدر" على تفاصيل حصرية من جهة مسؤولة في سلاح الجو الإسرائيلي حول عمل الطائرات الاستخباراتية والتجسس في الجبهات المختلفة

12 يوليو 2017 | 16:30

القائد تومر هو طيار ويعمل نائب سرب الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، المعروف بسرب “الجمال الطائرة”. “هذا هو السرب الأول في سلاح الجو. إنه أقيم قبل 70 عاما، قبل قيام دولة إسرائيل. أصبحت المهنية جزءا لا يتجزأ من جدران القاعدة العسكرية”.

هذا السرب هو الأكثر انشغالا في الجيش، وفي الأوقات العادية أيضا. إنه يعمل على مدار الساعة. قال تومر في مقابلة حصرية معه لموقع “المصدر” إن “هناك الكثير من المهام الطارئة جدا”. وأوضح لماذا يعتقد أن عمل السرب هام جدا. “أعتقد أنه في كل حرب، تقع مسؤولية الحسم في الحرب لصالح إسرائيل على سلاح الجو”.

طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
طائرة “تسوفيت” (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)

“نحن نشغّل طائرتين مزوّدتين بطيار وهما “تسوفيت” (‏Beechcraft king air B200‎‏)، و “حوفيت” (‏Beechcraft Bonanza‏)”، وفق أقوال تومر. “تقوم طائرة “تسوفيت” ذات المحركين بمهام استخباراتية تجمع فيها معلومات عبر الفيديو، وهي مزوّدة بخمسة أفراد، من بينهم هناك طياران، ضابط المهمّة ومراقبان. بالمُقابل، تعمل طائرة “حوفيت” أحادية المحرك على جمع المعلومات عبر الصور، ويشغلها ثلاثة أفراد”.

“نحن نعمل على مساعدة قواتنا على فهم الوضع القتالي – موقع العدو، أو مثلا موقع إطلاق القذائف”، قال تومر مضيفا: “مثلا، شاركنا في عمليات البحث عن الشبان المخطوفين الثلاثة، الذي نشبت عملية “الجرف الصامد” فور عملية خطفهم، وعثرت إحدى طائراتنا على السيارة المحروقة التي استُخدِمت أثناء خطف الشبان فساعدتنا هذه المعلومات على التوصل إلى المتهمين”.

طائرة "حوفيت" (‏Beechcraft Bonanza‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
طائرة “حوفيت” (‏Beechcraft Bonanza‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)

“نعمل على مهام مثل العثور على الأشخاص، على مصدر إطلاق الصواريخ، على الشاحنات، وكل ما يخطر في البال. علينا أن نكتشف موقع الهجوم وأن ننقل معلومات استخباراتية جيدة في الوقت الحقيقي”، وفق أقوال تومر، ولكنه أضاف مؤكدا: “أن منع إلحاق الضرر بغير المتورطين في العمليات، من النساء والأطفال هو أهم شيء أثناء عمل السرب. لدينا عشرات أفلام الفيديو التي توثق سلاح الجو وهو يتجنب إلحاق الضرر بغير المشاركين في الهجمات حتى وإن كانت هذه الخطوة ستلحق ضررا بقواتنا. هناك حالات أطلِقت فيها صواريخ في الجو وكانت في طريقها نحو هدفها إلا أننا نجحنا في إبعادها عن مسارها لتجنب إلحاق الضرر بغير المشاركين الذين اقتربوا فجأة”.

https://www.youtube.com/watch?v=wDcPkZIdBfQ&index=13&list=PLD66E331E103B15CD

سياستنا هي تجنب إلحاق الضرر بالأبرياء قدر المستطاع وفق أقواله. “علينا نقل معلومات حول الموجودين في المواقع المستهدفة وهل يدور الحديث عن جهة نرغب في إلحاق الضرر بها أم لا وإذا لم نتوصل إلى تلك الجهة فكيف يمكننا تجنب الضرر بالآخرين. عليّ التأكد أن كل الذين ليسوا متورطين في الهجمات غير معرّضين للخطر. يعمل الكثير من الأفراد في السرب لساعات طويلة لئلا يتضرر الآخرين في الجانب الآخر. علينا أحيانا الاحتفاظ بالمعلومات سرا، ولكننا نخبر الجنود بهذه المعلومات يوميا”. ويؤكد تومر على أن هذا الموضوع يهمه شخصيا، ولمَن يعرب عن دهشته يقول تومر “شخصيًّا، أعتقد أنه إذا ارتكب شخص ما عملا سيئا، فيجب إلحاق الضرر به، ولكن إذا كان لدي شك أنه بريء فأستبعد الشك أولا. وفي حال كنت مخطئا واتضح أنه كان مذنبا حقا سأصل إليه  في المرة القادمة”.

طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
طائرة “تسوفيت” (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)

رفض تومر الرد عن الإجابة إذا كان السرب ينجح في تحسين قدراته في الاغتيال المحدد. فبدلا من ذلك أجاب “هناك الكثير من المهام في كل حلبة. نحن مستعدون إلى أنه قد يحتدم القتال في كل حلبة حتى وإن ساد فيها الهدوء في لحظة معينة”.

طائرة "تسوفيت" (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
طائرة “تسوفيت” (‏Beechcraft king air B200‎‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)

رغم ماضي السرب الطويل، بدأ يعمل في عملية “الجرف الصامد” في صيف 2014 فقط بالتعاون المباشر مع القوات البرية. “كانت عملية “الجرف الصامد” نقطة تحوّل في مفهوم سلاح الجو ومفهوم السرب لأهمية عمله ودوره في الحرب. حتى عملية “الجرف الصامد” كان السرب يعمل ضمن سلاح الجو وينقل معلومات إليه أولا. أما في عملية “الجرف الصامد”، بسبب وقوع بعض الأحداث التي لم يكن من المتوقع أن يشارك السرب فيها، إذ ظل جزء منها سريا، نشأ تعاون جديد بين سلاح الجو والقوات البرية”.

طائرة "حوفيت" (‏Beechcraft Bonanza‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
طائرة “حوفيت” (‏Beechcraft Bonanza‏) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)

عندما سُئل تومر عن دخول الطائرات دون طيار إلى مجال التجسس، مقارنة بالمخاطر التي تتتعرض لها الطائرات مع طيار فوق سماء العدو بهدف نقل المعلومات، قال تومر: “في الواقع هناك مواقع علينا الطيران بعيدا حتى الوصول إليها ولكن لدينا أنظمة تتيح لنا الرؤية بعيدا. لا يتعين علينا اجتياز الحدود إلى سوريا أو لبنان للتوصل إلى معلومات دقيقة حول ما يحدث في الجانب الآخر من الحدود”.

اقرأوا المزيد: 620 كلمة
عرض أقل