أبو محمد الجولاني

مقاتلو جبهة النصرة (Facebook)
مقاتلو جبهة النصرة (Facebook)

ما الذي يقف خلف فك ارتباط جبهة النصرة بالقاعدة؟

رغم تغيير الاسم ومحاولة إنشاء صورة "نظيفة"، يبدو أن خطوة الجولاني منسّقة مع القاعدة وليست ذات قيمة حقيقية، حيث إنّ "جبهة فتح الشام" لا تزال تُعتبر تنظيما إرهابيا

07 أغسطس 2016 | 11:18

أعلن أبو محمد الجولاني زعيم تنظيم جبهة النصرة، فرع القاعدة في سوريا، في 28 تموز 2016، عن إقامة إطار جديد يدعى “جبهة فتح الشام” بدلا من تنظيم جبهة النصرة. وقد سبق إعلان الجولاني إعلان تأييد لهذه الخطوة المرتقبة من قبل زعيمَي القاعدة (أيمن الظواهري ونائبه أحمد حسن أبو الخير).
ومن خلال تحليل بيانات الجولاني وزعماء القاعدة يظهر أنّ إقامة جبهة فتح الشام قد تمت من خلال اتفاق مسبق وتنسيق مواقف بينهم. وينعكس هذا الأمر بالثناءات التي وجهها الجولاني إلى زعماء القاعدة، ودعمهم الواضح لهذه الخطوة، والتفسيرات المشابهة التي قدمها كل من الطرفين لتبرير إقامة هذا الإطار الجديد، مما يدل على تنسيق مسبق لمضمون الإعلان.

وجاء في التقييم الذي نشره “مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب” أنّ إقامة هذا الإطار الجديد يهدف إلى طمس وتشويش العلاقة بالقاعدة والانفصال عن الصورة الإرهابية التي يرمز إليها التنظيم، من أجل تعزيز هدفين أساسيين، في الساحة الدولية وفي الساحة الداخلية-السورية:

تهدف هذه الخطوة في الساحة الدولية إلى التصعيب على الولايات المتحدة ودول التحالف الغربي الانضمام إلى الهجمات الجوية الدائرة ضدّ جبهة النصرة التي تنفذها روسيا. لقد ركّزت حملة الغرب في بدايتها على داعش في حين أن روسيا هاجمت أيضًا جبهة النصرة بعد أن اعتبرتها أحد الأعداء الرئيسيين للنظام السوري. ويرتبط توقيت الإعلان، وفقا للتقديرات، بأخبار حول اتفاق يتشكّل بين روسيا والولايات المتّحدة، والذي في إطاره ستتعاون كلتاهما في الحرب ضدّ داعش وجبهة النصرة. يرى الجولاني أن من شأن هذه الخطوة الجديدة أن تنشئ صورة تعكس الانفصال عن القاعدة ليصعّب بذلك على الولايات المتحدة والغرب التعامل مع الإطار الجديد باعتباره تنظيما إرهابيا (وأيضا في الواقع، يتجنّب تنظيم جبهة النصرة القيام بعمليات ضد الولايات المتحدة والغرب أو ضدّ روسيا، بخلاف الهجمات الإرهابية التي تقوم بها داعش وأنصارها في العالم).

وفي الساحة السورية الداخلية يسعى الجولاني إلى إيجاد أرضية مشتركة قدر الإمكان مع تنظيمات الثوار ذوي الطابع الإسلامي، حتى أولئك الذين أيديولوجيّتهم ليست بالضرورة سلفية جهادية، والقتال معهم بشكل مشترك ضدّ النظام السوري. ويبدو أيضًا أنّ الخطوة الحالية قد تمت استجابة لمطالب تنظيمات الثوار الأخرى، والتي تخشى من أن تصبح هدفا للهجمات الجوية بسبب تعاطفها مع القاعدة.

منذ تأسيسه كان يميل تنظيم جبهة النصرة إلى التعاون مع تنظيمات الثوار الأخرى، بل وانضمّ إلى تحالف “جيش الفتح”، مما ميّزه بشكل واضح عن داعش، التي تفضّل إدارة معاركها لوحدها، وتتعرض إلى مواجهات مستمرة مع تنظيمات الثوار الأخرى. من شأن التعاون مع تنظيمات المعارضة الأخرى، في نظر الجولاني، أن يحسّن من قدرات الإطار الجديد في الصمود أمام المساعي الهجومية للجيش السوري بمساعدة روسيا، إيران، حزب الله، والميليشيات الشيعية المدعومة التي تدعمها إيران. تركّز هذه الهجمات اليوم على معركة حلب، ولكن لاحقا ستقع “في مرمى” النظام السوري وحلفائه محافظة إدلب، المعقل الرئيسي لجبهة النصرة.

هل معنى إقامة الإطار الجديد هو حقّا انفصال جبهة فتح الشام عن تنظيم القاعدة؟ كلا، كما يبدو. الخطوة الجديدة هي في أساسها نتيجة الضغوط الممارَسة ميدانيا على جبهة النصرة وطموح الجولاني الأساسي لتحسين قدرات بقاء تنظيمه في الحرب المستمرّة التي لا يزال يرتقبها. أيديولوجيا، وفقا لوثيقة تأسيسي التنظيم، تستمر جبهة فتح الشام في التمسّك بالأيديولوجية السلفية الجهادية التابعة للقاعدة، وتشير التقديرات إلى أنّ الإطار الجديد سيستمرّ في إقامة علاقاته مع قيادة القاعدة. وتدل ردود الفعل الرسمية الصادرة عن الولايات المتحدة وروسيا أنّهما لن ينطلي عليهما الإطار الجديد “جبهة فتح الشام”، وأنهما مستمرتان في التعامل معه باعتباره تنظيما إرهابيا.

اقرأوا المزيد: 512 كلمة
عرض أقل
ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش
ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش

لغز: ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش في الجليل

وجد مواطن إسرائيلي ورقة نقدية من فئة الـ 100 دولار مكتوب عليها بالعربية وصورة قائد تنظيم الدولة الإسلامية، البغدادي. فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا

عُثر اليوم (الثلاثاء)، في إحدى قُرى الجليل الأعلى على ورقة نقدية تُشبه الورقة النقدية الأمريكية من فئة الـ 100 دولار وعليها كتابة باللغة العربية وصورة قائد تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي. فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا بالقضية وتم إرسال الأوراق النقدية إلى المختبر للفحص.

التحليل السائد في الساعات الأخيرة هو أن طيّار سوري ألقى تلك الأوراق النقدية فوق بلدات في الغوطة الشرقية. وعلى ما يبدو أن الطيار استخدم تلك الأوراق النقدية ليقول للمُقاتلين في الفصائل هناك توقفوا عن قتال الجيش السوري وتخلوا عن أسلحتكم واحصلوا على العفو.

ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش
ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش

وتظهر على الورقة النقدية صورة أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، وأبو محمد الجولاني، قائد تنظيم جبهة النصرة، اللذين يُقاتلان ضد نظام الأسد. في الجانب الآخر من الورقة النقدية مكتوب: “هذه هي نهاية المال القذر، عد إلى ربك، فخير الخاطئين التوابون”.

اقرأوا المزيد: 125 كلمة
عرض أقل
أبو محمد الجولاني - زعيم تنظيم جبهة النصرة
أبو محمد الجولاني - زعيم تنظيم جبهة النصرة

الجولاني يعتبر أن “دولة الخلافة” غير شرعية

أبو محمد الجولاني: "دولة الخلافة" التي أعلنها تنظيم داعش في سوريا والعراق غير شرعية وأعضاء هذه الجماعة هم خوارج

وكان الجولاني يتحدث في الجزء الثاني من مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية، تم بثها مساء الاربعاء، من “احدى المناطق المحررة في شمال سوريا”، بحسب ما قال مقدم البرنامج.

وهي المقابلة الثانية مع القناة نفسها بعد مقابلة في 2013.

وقال الرجل الذي لم يظهر وجهه على الشاشة، وقدمته القناة على انه الجولاني أن دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في شهر حزيران/يونيو الماضي “غير شرعية ورفضها العلماء، لأنها لم تقم على أسس شرعية وهم أعلنوها وألزموا الناس بها”.

ورأى أنهم بهذا الإعلان “شقوا صف المجاهدين بشكل كامل وقدموا خدمات لأميركا في محاربة القاعدة من حيث لا يشعرون”.

مقاتلون من جبهة النصرة في حلب بشمال سوريا في 26 ايار/مايو (AFP)
مقاتلون من جبهة النصرة في حلب بشمال سوريا في 26 ايار/مايو (AFP)

ووصف الجولاني تنظيم الدولة الاسلامية بـ”الخوارج”. وقال أن من صفات هذه الجماعة “استباحة دماء المسلمين وتكفير المسلمين دون ضوابط شرعية وتكفير الخصوم”، مضيفا “هم يكفروننا لكن نحن بالطبع لا نكفرهم”.

وظهر التنظيم في سوريا عام 2013، معلنا ضم جبهة النصرة اليه، ومقدما نفسه باسم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لكن النصرة رفضت الدمج، ودارت معارك بينهما منذ بداية العام 2014.

وكان ذلك مقدمة لانفصاله عن تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري.

واتهم الجولاني عناصر التنظيم “بنقض العهود”، مشيرا الى ارتكابهم “الكثير من حالات قطع الرؤوس والصلب” في صفوف جبهة النصرة.

وردا على سؤال لمقدم البرنامج، قال الجولاني “خلافنا في الشام انه ليس لديهم اي جدية في قتال النظام الى هذا الوقت”.

https://www.youtube.com/watch?v=a8Kzc7qBgyE

وأكد أنه “ليس هناك حل أو منظور للحل بيننا وبينهم في الوقت الحالي. نأمل أن يتوبوا (…) وإن لم يكن ذلك فليس بيننا وبينهم الا القتال”.

وقال الجولاني الذي أقر بمشاركته في الحرب في العراق خلال الوجود الأميركي في هذا البلد أن “جماعة الدولة لديهم جدية في قتال الرافضة في العراق على خلاف جديتهم في قتال النصيرية في الشام”. وعزا ذلك الى وجود “قيادات عراقية لديها عشر سنوات من التضحية” في صفوف التنظيم هناك.

من جهة أخرى، اعتبر الجولاني أن موضوع فك الارتباط بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري “اخذ اكثر من حجمه بكثير”.

وقال أن المعيار الدولي للتصنيف على قائمة الارهاب مرتبط “بمن يخرج ويتمرد على الهيمنة ولا يخضع للأمم المتحدة”.

وقال “لا نسعى الى حكم البلد بل نسعى لان تحكّم الشريعة في البلد”، مشددا على وجوب أن يصار بعد قيام “الحكومة الراشدة” الى “ضمان حق المهاجرين”، في اشارة الى المقاتلين الاجانب في صفوف الجبهة والذين قال انهم يشكلون ثلاثين في المئة من عناصرها.

وتمكنت جبهة النصرة وحلفاؤها خلال الاسابيع الاخيرة من احراز سلسلة نجاحات على الارض في مواجهة قوات النظام لا سيما في شمال غرب البلاد وفي الجنوب، وقد استولوا على مدن كبيرة وقاعدة عسكرية ومعابر حدودية.

اقرأوا المزيد: 380 كلمة
عرض أقل
أبو محمد الجولاني - زعيم تنظيم جبهة النصرة
أبو محمد الجولاني - زعيم تنظيم جبهة النصرة

5 حقائق عن أبو محمد الجولاني: زعيم جبهة النصرة

تشاجر مع أمير الخلافة الإسلامية وزعيم داعش أبي بكر البغدادي، لا تعلم وكالات الاستخبارات اسمه الحقيقي وليس لديها صور حديثة له، من هو زعيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني؟

بعد عامين لم يُشاهد في العلن، ظهر زعيم تنظيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني، في مقابلة مع شبكة الجزيرة والتي جرت هذا الأسبوع في مكان سرّي. “ستُحسم المعركة في سوريا في دمشق”، قال الجولاني ووجه مغطى وأكّد: “سنستمر في التركيز على دمشق وإسقاط النظام. أنا أعد: سقوط الأسد لن يستغرق زمنا طويلا”.

بل تطرّق الجولاني إلى صراع تنظيمه مع حزب الله، والذي يُقاتل إلى جانب نظام الأسد، وقال إنّ التنظيم الشيعي معروف بأنّ مصيره مرتبط ببقاء الأسد، وإنّ جهود إنقاذ الأسد هي جهود عقيمة. وقد أكّد على أنّه بعد سقوط الأسد، سيعمل التنظيم من أجل إسقاط حزب الله.

احتّل تنظيم الجولاني، تنظيم جبهة النصرة، التابع لتنظيم القاعدة، مناطق واسعة في محافظة إدلب شمال سوريا بعد أن أقام تحالفا مع تنظيمات مختلفة، والذي حظي باسم “جيش الفتح”؛ على اسم حملة الفتوحات التي جرت في القرن السابع والتي تم خلالها نشر الإسلام في بلدان الشرق الأوسط. لم يشتمل التحالف على تنظيم داعش لكونه يُعتبر أحد أعداء جبهة النصرة.

ولكن من هو في الواقع ذلك الزعيم، أبو محمد الجولاني، الذي يقود مع جبهة النصرة القتال العنيد ضدّ بشار الأسد ومساعديه من حزب الله في سوريا.

أمامكم 5 حقائق ستُساعدكم على رسم شخصية أبو محمد الجولاني:

1. كما ذكرنا فأبو محمد الجولاني هو زعيم تنظيم جبهة النصرة التابع للقاعدة ويعمل تحت قيادة أمير القاعدة، أيمن الظواهري. بل يُسمّى تنظيمه أحيانا: “تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الشام” أو “قاعدة الشام”.

2. لفت الجولاني انتباه العالم مع بداية قتال الثوار السوريين لنظام الأسد في أواخر عام 2011 وقد دخل هو نفسه بشكل تلقائي (أيار 2013) إلى قائمة أهمّ الإرهابيين المطلوبين لوكالة الاستخبارات والجيش الأمريكي.

3. يُعرف القليل جدا عن هوية الرجل الحقيقية أو أصوله ولكن وفقا لتقديرات الاستخبارات فهو كما يبدو مواطن سوري أخذ لنفسه اسم الجولاني نسبة إلى الجولان السوري الذي يقع تحت السيطرة الإسرائيلية منذ العام 1967. لم يتم أبدا الكشف عن اسمه الحقيقي وهو نفسه يخضع لحراسة مشدّدة. وفقا لدراسات أجريت، يغطي الجولاني وجهه دائما في اللقاءات، حتى عندما يلتقي زعماء التنظيمات الإرهابية الأخرى. كما يبدو فهو مواطن سوري، ولكن هذه المعلومات أيضًا لم يتمّ التحقّق منها بعد.

4. على ما يبدو فإنّه من مواليد سوريا. ووفقا لتقارير استخباراتية أردنية فقد كان مدرّسا للغة العربية الفصحى في سوريا. انتقل إلى العراق من أجل قتال الجنود الأمريكيين الذين غزوا العراق عام 2003 وسرعان ما صعد في سلّم المراتب في تنظيم القاعدة. وفقا لتقارير أخرى فقد كان الجولاني من المقرّبين لأبي مصعب الزرقاوي، الزعيم الأردني للجماعة المقاتلة للقاعدة في العراق. بعد أن قُتل الرزقاوي في هجمة جوية أمريكية عام 2006، غادر الجولاني العراق، بقي لمدة قصيرة في لبنان، حيث عرض هناك دعما لوجستيا للمجموعة المقاتلة “جند الشام”، والتي اتّخذت أيديولوجيّة القاعدة. عاد إلى العراق من أجل الاستمرار في القتال، ولكنه اعتُقل من قبل الجيش الأمريكي وسُجن في معسكر بوكا الأمريكي على الحدود الجنوبية للعراق مع الكويت. بعد إطلاق سراحه من سجن بوكا عام 2008 اتصل بزعيم داعش في العراق أبي بكر البغدادي. ولدى عودته إلى النشاط العسكري تم تعيينه رئيسا لجناح العمليات لدى القاعدة في محافظة الموصل.

5. بعد مدة قصيرة من اندلاع الثورة السورية ضدّ النظام السوري، انتقل الجولاني إلى الأراضي السورية وتم دعمه بشكل كامل من قبل البغدادي. شكّل في سوريا جبهة النصرة، والتي أُعلن عنها للمرة الأولى في كانون الثاني عام 2012.أصبحت النصرة تحت قيادته إحدى أقوى المجموعات الثائرة في سوريا. وقد حظي بمكانة بارزة في نيسان 2013، عندما رفض محاولة السيطرة على تنظيمه والتي قام بها أبو بكر البغدادي. كانت تلك محاولة فاشلة من قبل البغدادي ولا تزال تعتبر الصدع الأكبر الذي هزّ تنظيم القاعدة. لم يعد الجولاني منذ تلك اللحظة محبّا للبغدادي وقام بمبايعة زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، مباشرة.

اقرأوا المزيد: 571 كلمة
عرض أقل
أبو محمد الجولاني في مقابلة مع الجزيرة- لقطة شاشة
أبو محمد الجولاني في مقابلة مع الجزيرة- لقطة شاشة

الجولاني: توجيهات القاعدة تقضي بعدم مهاجمة الغرب انطلاقا من سوريا

الجولاني: "جبهة النصرة مهمتها في الشام اسقاط النظام السوري ورموزه وحلفائه كحزب الله والتفاهم مع الفصائل لإقامة حكم اسلامي راشد"

اعلن “أمير” جبهة النصرة ابو محمد الجولاني ان توجيهات تنظيم القاعدة تقضي بعدم مهاجمة الغرب انطلاقا من سوريا، مشيرا الى ان التركيز هو على اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد الذي توقع الا يطول كثيرا.

وكان الجولاني يتحدث في مقابلة مع قناة “الجزيرة” التي تتخذ من الدوحة مقرا، تم بثها مساء الاربعاء، من “احدى المناطق المحررة في شمال سوريا”، بحسب ما قال مقدم البرنامج. وهي الثانية مع القناة نفسها بعد مقابلة في 2013.

مقاتلون من جبهة النصرة يستعرضون في مدينة حلب شمال سوريا (AFP)
مقاتلون من جبهة النصرة يستعرضون في مدينة حلب شمال سوريا (AFP)

وقال الرجل الذي لم يظهر وجهه على الشاشة، وقدمته القناة على انه الجولاني، “التوجيهات التي تأتينا من الدكتور ايمن (الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة) حفظه الله، هي ان جبهة النصرة مهمتها في الشام اسقاط النظام ورموزه وحلفائه كحزب الله والتفاهم مع الفصائل لإقامة حكم اسلامي راشد”.

واضاف ان “الارشادات التي اتتنا هي بعدم استخدام الشام (سوريا) كقاعدة انطلاق لهجمات غربية او اوروبية لكي لا نشوش على المعركة الموجودة”.

وردا على سؤال لمقدم برنامج “بلا حدود” احمد منصور حول رد فعل الجبهة في حال استمر التحالف الدولي في استهدافها قصفا، قال “الخيارات مفتوحة، ومن حق كل انسان ان يدافع عن نفسه. (…) اذا استمر الحال على وضعه، اعتقد ان هناك افرازات لن تكون في صالح الغرب ولا اميركا”.

واستهدف التحالف الدولي بقيادة اميركية منذ بدء الحملة الجوية ضد التنظيمات الجهادية في سوريا والعراق، على راسها تنظيم الدولة الاسلامية، الصيف الماضي مرات عدة مواقع لجبهة النصرة في سوريا، ما تسبب بتدمير مقار ومقتل عشرات من عناصرها.

واعتبر الجولاني ان “اميركا تساند النظام” السوري، مشيرا الى ان من ابرز اشكال هذه المساندة قصف مقار النصرة.

وتدرج وزارة الخارجية الاميركية جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، على لائحتها للمنظمات الارهابية.

وتمكنت جبهة النصرة وحلفاؤها خلال الاسابيع الاخيرة من احراز سلسلة نجاحات على الارض في مواجهة قوات النظام لا سيما في شمال غرب البلاد وفي الجنوب، وقد استولوا على مدن كبيرة وقاعدة عسكرية ومعابر حدودية.

واوضح الجولاني ان اهمية الانجازات الاخيرة تكمن في انها نقلت المعركة من مناطق ذات غالبية سنية الى محيط مناطق وجود الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد.

الا ان الجولاني بدا حريصا على تأكيد عدم التعرض لهذه الاقليات.

وقال “في هذه المرحلة لا نقتل الا من يقاتلنا”، مشيرا الى ان هناك قرى درزية ومسيحية يعيش اهلها بأمان في ظل سيطرة النصرة.

واشار الى ان كل “جندي علوي رفع السلاح في وجهنا وتبرأ من النظام سيكون اخا لنا”. اما بالنسبة الى المسيحيين، ففي حال “وصلنا الى حكم اسلامي ونريد اقامة حكم الشريعة، سيخضع النصارى للحكم الاسلامي ويكون دفع الجزية للمقتدرين”.

وكان الجولاني ومنصور يجلسان على كرسيين مزخرفين باللونين الازرق والذهبي امام طاولة صغيرة وضع عليها علم جبهة النصرة الاسود.

وخصص الجزء الاخير من المقابلة التي ستكون لها تتمة، بحسب ما اعلن، لحزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب قوات النظام السوري.

أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)
أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)

وقال الجولاني ان حزب الله يحاول من خلال معركته في منطقة القلمون الواقعة شمال دمشق والحدودية مع لبنان “ان يخيف اللبنانيين من ان الخطر قادم على لبنان، والحقيقة ان الخطر قادم على حزب الله لا على لبنان”.

واضاف ان ما يجري في القلمون “حرب عصابات”، مضيفا ان المعركة قد تطول “لكننا سنبقى نركز على معركة دمشق. واؤكد ان اسقاط بشار ليس بالوقت الطويل”.

وتابع “لا اريد ان ابث شيئا كبيرا من التفاؤل لكن المعركة بوادرها جيدة جدا”.

ورأى ان “حزب الله سيكون امره مجرد وقت” في حال سقط النظام، و”زوال بشار الاسد يعني زوال حزب الله”.

ورفض كل المحاولات الجارية للتوصل الى تسوية سياسية للنزاع في سوريا الذي اودى بأكثر من 220 الف شخص منذ 2011.

وقال الجولاني الذي غطى رأسه بكوفية سوداء اسدلها على خديه، بينما ارتدى قميصا مع سروال واسع لون اخضر عسكري وسترة من اللون نفسه من دون اكمام، “لن نقبل بالحلول السياسية”، مضيفا ان الناس في سوريا “حسموا امرهم”، وهم يعرفون ان “المجاهدين بقوة السلاح هم من سيغيرون الوضع، لا مؤتمرات جنيف ولا جلسات في واشنطن، الامم المتحدة ولا غيرها”.

ولم تدع جبهة النصرة ولا اي من التنظيمات الجهادية المقاتلة في سوريا للمشاركة في اجتماعات دعيت اليها فصائل من المعارضة المسلحة في جنيف وغيرها في محاولة للتوصل الى حل سلمي للازمة السورية.

وشدد الجولاني على ان مجموعته لا تتقاضى دعما ماليا من اي دولة، انما تؤمن “اكتفاء ذاتيا” من اعمال تجارية في المناطق حيث هي موجودة ومن “تبرعات المسلمين” الذين يتعاطفون مع تنظيم القاعدة.

اقرأوا المزيد: 649 كلمة
عرض أقل
تظاهرة مؤيدة لجبهة النصرة في حلب في 26 ايلول/سبتمبر 2014 (Fadi al-Halabi / AFP)
تظاهرة مؤيدة لجبهة النصرة في حلب في 26 ايلول/سبتمبر 2014 (Fadi al-Halabi / AFP)

زعيم جبهة النصرة في مقابلة صوتية مسجلة: المعركة في لبنان “لم تبدا بعد”

الجولاني: "القادم باذن الله تعالى ادهى وامر على حزب الله، ولعلحسن نصر الله سيعض اصابعه ندما على ما فعله في اهل السنة في الشام في الايام القادمة ان شاء الله"

اعلن زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني في مقابلة صوتية مسجلة تم بثها الثلاثاء ان المعركة في لبنان مع حزب الله لم تبدا بعد، مؤكدا ان مسلحي هذا التنظيم المتطرف يحضرون لمفاجآت عند الحدود بين سوريا ولبنان.

واعتبر الجولاني في المقابلة التي اجرتها معه مؤسسة المنارة البيضاء التابعة لجبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، ان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يشكل اكبر “التحديات” على الساحة السورية.

وقال الجولاني في ما قدم على انه اول مقابلة صوتية له علما انه لم يكن بالامكان تحديد التاريخ الذي اجريت فيه هذه المقابلة  “اخواننا في (منطقة) القلمون (السورية الحدودية مع لبنان) يخبئون في جعبتهم الكثير من المفاجآت، والمعركة الحقيقية لم تبدا بعد في لبنان”.

واضاف “القادم باذن الله تعالى ادهى وامر على حزب الله، ولعل (زعيم حزب الله) حسن نصر الله سيعض اصابعه ندما على ما فعله في اهل السنة في الشام في الايام القادمة ان شاء الله”.

ويقاتل حزب الله الى جانب النظام السوري، وقد قتل العشرات من عناصره خلال السنتين الماضيتين في المعارك في سوريا مع فصائل معارضة وتنظيمات جهادية على راسها جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية اللذين يعتبرهما الحزب الشيعي تنظيمين تكفيريين.

وفي وقت سابق الثلاثاء، توعد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء “التكفيريين” بالهزيمة، مجددا التزامه بالقتال في سوريا الى جانب قوات النظام.

جنازة مقاتلي حزب الله الذين قتلوا في معارك مع جبهة النصرة والتي جرت في أراضي تقع بين جنوب بعلبك وبلدة عرسال الحدودية (AFP)
جنازة مقاتلي حزب الله الذين قتلوا في معارك مع جبهة النصرة والتي جرت في أراضي تقع بين جنوب بعلبك وبلدة عرسال الحدودية (AFP)

واقيمت مراسم عاشوراء وسط تدابير امنية مشددة خوفا من تفجيرات او اعمال امنية قد تستهدف الاحتفال في الضاحية الجنوبية لبيروت التي سبق وان شهدت هجمات تبنتها تنظيمات جهادية.

وقال الجولاني في المقابلة المسجلة “كان لا بد من ان ننقل المعركة الى الداخل اللبناني والى مناطق تواجده (حزب الله) في الجنوب وفي الضاحية الجنوبية ونستهدف المواقع الحساسة له (…) عله يعلم خطورة تدخله (…) ووقوفه حليفا لنظام بشار (الاسد) ضد اهل السنة في الشام”.

ويطالب خصوم حزب الله في لبنان الحزب بالانسحاب من القتال في سوريا، محملين اياه مسؤولية التداعيات الامنية للنزاع على البلد الصغير ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة.

من جهة اخرى، راى الجولاني ان “ساحة الشام اليوم تمر بعدة تحديات اولها التحالف الدولي (…) فالتحالف الدولي جمع معه 60 دولة وما يقارب ال 50 مليار دولار وهذا العدد من الدول والاموال فاق التحالف الدولي الذي جمع لحرب الخليج عام 1991 ما يقارب 32 دولة و100 مليار دولار”.

مقاتلو جبهة النصرة في سوريا (MAHMUD AL-HALABI / AFP)
مقاتلو جبهة النصرة في سوريا (MAHMUD AL-HALABI / AFP)

وحذر من ان دول التحالف الدولي العربي الذي تقوده الولايات المتحدة ويوجه ضربات جوية الى المقاتلين الجهاديين في سوريا والعراق مصممة على انهاء “حالة الجهاد” في سوريا، وذلك من اجل تحقيق “اهداف وغايات كبيرة في المنطقة”.

وتابع “لا ننسى ان نذكر ان هناك حساسية بلغت مبلغها عندما وصل المجاهدون الى الشريط الحدودي بينهم وبين اسرائيل ولا شك ان هذا الامر يثير المخاوف عند اسرائيل التي تحميها كل الاطراف المتنازعة” في سوريا “بشقيها الاميركي والروسي”.

وكان زعيم جبهة النصرة هدد في شريط صوتي مسجل تم بثه في نهاية ايلول/سبتمبر ب”نقل المعركة” الى الدول الغربية عندما باشرت قصف مواقع جبهة النصرة وتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.

وتطرق الجولاني في المقابلة المسجلة الى المعارك التي خاضها تنظيمه مع جبهة ثوار سوريا، احدى اقوى الكتائب المعارضة المدعومة من الغرب، في محافظة ادلب شمال غرب سوريا وتمكن خلالها مؤخرا من السيطرة على عدة بلدات تقع في منطقة جبل الزاوية ومناطق اخرى على الطريق المؤدي الى حلب.

وقال ان “القتال الذي نشب ليس كما اشيع اي بيننا وبين جبهة ثوار سوريا بل هناك الوية اخرى وفصائل مقاتلة (…) والناس من اهالي جبل الزاوية، يعني انها كانت شبه ثورة شعبية” ضد الكتيبة التي تؤيد نظاما علمانيا ديموقراطيا في سوريا.

ودعا الجولاني زعيم جبهة ثوار سوريا جمال معروف الى “التوبة” كي يعتبر “اخا” من جديد، بعدما اتهمه بانه قام بالتنكيل بسكان المنطقة.

وعن القياديين والمقاتلين الاجانب في جبهة النصرة، قال الجولاني ان نحو 40 بالمئة من قيادات هذا التنظيم المتطرف وبين 30 الى 35 بالمئة من مقاتليه هم من “المهاجرين”، اي من غير السوريين، مشيرا الى ان اعداد هؤلاء كانت اكبر بكثير قبيل اندلاع الخلاف مع تنظيم الدولة الاسلامية والذي قتل فيه مئات المسلحين من الطرفين.

اقرأوا المزيد: 608 كلمة
عرض أقل
مقاتلو جبهة النصرة في سوريا (MAHMUD AL-HALABI / AFP)
مقاتلو جبهة النصرة في سوريا (MAHMUD AL-HALABI / AFP)

زعيم جبهة النصرة في سوريا يدعو إلى هدنة بين فصائل المعارضة

ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 274 شخصا قتلوا في اشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية منذ يوم الجمعة

دعا زعيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا اليوم الثلاثاء إلى وقف إطلاق النار بين فصائل المعارضة السورية لوضع حد للاشتباكات المستمرة منذ خمسة أيام في أعنف موجة اقتتال بين المعارضين منذ بدء الانتفاضة السورية.

وجاء في تسجيل صوتي لمحمد الجولاني زعيم الجبهة “نعتقد باسلام الفصائل المتصارعة رغم استغلال بعض الاطراف الخائنة للحالة الراهنة لتنفيذ مأرب غربي أو مصلحة شخصية واهنة وعليه فان القتال الحاصل نراه في غالبه قتال فتنة بين المسلمين.”

وحمل الجولاني جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة ايضا جانبا كبيرا من المسؤولية عن القتال.

وعلى الرغم من خروج الجماعتين من عباءة التنظيم العالمي المتشدد وترحيبهما بانضمام مقاتلين أجانب فإن جبهة النصرة أكثر تعاونا مع فصائل المعارضة الاخرى وتفادت إلى حد بعيد صراعات القوى التي تخوضها جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام منذ انتزعت من جماعات أخرى السيطرة على كثير من مناطق المعارضة.

وقال الجولاني “لقد جرت الكثير من الاعتداءات في الساحة بين الفصائل المسلحة وتجاوزات من بعض الفصائل كما أن السياسة الخاطئة التي تتبعها الدولة في الساحة كان لها دور بارز في تأجيج الصراع… يضاف إليها عدم الوصول إلى صيغة حل شرعي معتمد بين الفصائل البارزة.”

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 274 شخصا قتلوا في اشتباكات بين مقاتلي المعارضة السورية منذ يوم الجمعة.

واقترح الجولاني تشكيل لجنة شرعية لحل النزاعات بين المقاتلين ودعا مقاتلي المعارضة للعودة إلى هدفهم المشترك وهو قتال قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

ولم يتسن التأكد من صحة التسجيل الصوتي لكن حساب جبهة النصرة على موقع تويتر نشره.

وقال الجولاني “إن هذا الحال المؤسف دفعنا لان نقوم بمبادرة انقاذ للساحة من الضياع وتتمثل بتشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة ووقف اطلاق النار.”

وشنت جماعات لمقاتلي المعارضة السورية وبينهم الكثير من المقاتلين الاسلاميين سلسلة من الهجمات المنسقة الاسبوع الماضي على الدولة الاسلامية في العراق والشام في شمال سوريا وشرقها بعد شهور من التوترات المتزايدة مع الجماعة.

وقال المرصد إن جماعات أخرى لمقاتلي المعارضة قتلت فيما يبدو 34 مقاتلا أجنبيا من مقاتلي الجماعة في منطقة بشمال غرب سوريا.

وحذر الجولاني المقاتلين من الانقسام إلى مقاتلين أجانب ومحليين وأكد الحاجة للجميع لأجل “الجهاد” في سوريا.

وحث الجولاني المقاتلين على تبادل الأسرى وفتح الطرق أمام كل فصائل المعارضة.

وقال “هذه المبادرة قد قبل بها بعض الاطراف وعلق بعضهم موافقته علي موافقة الاطراف الاخرى وماطل البعض في الاجابة .. لقد كانت هذه المبادرة بمثابة طوق نجاة للساحة.”

اقرأوا المزيد: 362 كلمة
عرض أقل

زعيم جبهة النصرة في سوريا يقول إنها لا تسعى للحكم

جبهة النصرة تعهدت بالولاء لتنظيم القاعدة الذي تبنى بدوره الجبهة كفرع له في سوريا

قال زعيم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سوريا في أول مقابلة تلفزيونية له إن جماعته لا تسعى لحكم سوريا لكن الحكم في المستقبل يجب ان يكون وفق الشريعة الإسلامية.

وقال أبو محمد الجولاني لقناة الجزيرة في مقابلة بثت جزءا منها مساء الأربعاء “كجبهة نصرة لن تتفرد في قيادة المجتمع وحتى ان وصلنا إلى هذه المرحلة عندما نصل إلى مرحلة تحرير الشام مثلا عندما تسقط دمشق علي سبيل المثال أو الشكل الأكبر الذي يقال إنها تقريبا تحررت بنسبة 80 في المئة ولنقل ذلك .. في هذا الوقت ستجتمع لجان شرعية ويجتمع أهل الحل والعقد وعلماء ومفكرون من الناس الذين ضحوا وشاركوا والناس الذين لديهم رأي حتى وإن كانوا من خارج هذه البلاد.”

وأضاف “يجتمع علماء اهل الشام مثلا .. تعقد مجالس للشوري وتعقد مجالس لأهل الحل والعقد ثم توضع خطة مناسبة لإدارة هذا البلد.. بالطبع تكون وفقا للشريعة الإسلامية يحكم فيها شرع الله وتبسط فيها الشوري وينشر فيها العدل.”

ولم يظهر الجولاني من قبل في التلفزيون وتم تصويره من ظهره بينما كان وجهه مغطى بوشاح اسود ولم يظهر سوى يداه.

وكانت جبهة النصرة تعهدت بالولاء لتنظيم القاعدة الذي تبنى بدوره الجبهة كفرع له في سوريا.

وقالت قناة الجزيرة إن النسخة الكاملة من المقابلة مع الجولاني ستذاع اليوم الخميس.

وتعهد الجولاني في مقابلته مع الجزيرة بمحاربة ظاهرة التكفير.

وقال “بالنسبة لنا كمنهاج شرعي لجبهة النصرة نحن ننظر الي الضوابط الشرعية في الكتاب والسنة في هذه الأشياء ونشنع ونعنف علي كل من يغلو في تكفير الناس أو عامة الناس ونعتقد ان المجتماعات المسلمة في عامتها هي مجتمعات مسلمة ونعتقد في عامة المجتمع في سوريا انه في عامته مجتمع مسلم.”

وأضاف قوله “إننا ننكر علي كل من يقول ان هذه المجتمعات هي الأصل فيها الكفر وما شابه ذلك بل ونعنف عليه ونعاقب من يقترف هذا الحكم بغير علم ودراية.”

اقرأوا المزيد: 277 كلمة
عرض أقل
راية القاعدة في العراق
راية القاعدة في العراق

كشف نادر حول وجود أزمة داخل القاعدة

سُرّ الكثيرون لسماع تصريح قائد التنظيم الإسلامي "جبهة النُصرة" في سوريا حول كون تنظيمه جزءًا من "تنظيم القاعدة"

لقد سُرّ الكثيرون لسماع تصريح قائد التنظيم الإسلامي “جبهة النُصرة” في سوريا حول كون تنظيمه جزءًا من “تنظيم القاعدة”. وقد ادعت أوساط من الخبراء أنه أخيرًا، وبعد مراوغة مستمرّة، يعترف أعضاء التنظيم بانتمائهم لشبكة الإرهاب الدولية. هذا إثبات واضح حول الادعاء الإسرائيلي-الأمريكي بأن كثيرين من الثوار في سوريا تربطهم علاقة فعلية مع “القاعدة”.

وقد كشف التصريح النقاب عن هذه العلاقة الواضحة، غير أنه كشف أيضا حقيقة أخرى وهي الأزمة الكبيرة القائمة اليوم داخل القاعدة، وبالأساس الأزمة بين الجناح العراقي والجناح السوري فيها.

وكان قد بدأ “رقصة الشيطان” هذه أيمن الظواهري ذاته. في أول بث علني له منذ قتل أسامة بن لادن، أعلن زعيم القاعدة الجديد عن أن “جبهة النُصرة” هي بالفعل فرع تابع لتنظيمه. وقد كان هذا الإعلان جزءًا من نقاش طويل حول انهيار الإمبراطورية العثمانية وإقامة الدول الصغيرة في الشرق الأوسط. وعلى نهج التقاليد الإسلامية، دعا الظواهري إلى توحيد هذه الدول تحت كنف إمبراطورية إسلامية جديدة.

أما من سارع إلى الرد على أقواله فكان أبو بكر البغدادي، زعيم القاعدة في العراق، الذي استبدل اسم مجموعته باسم “دولة العراق الإسلامية” (ISI). وقد أعلن البغدادي في تصريحه عن إلغاء الأسماء السابقة – “دولة العراق الإسلامية” و”جبهة النُصرة” وأعلن عن أنه سيتم توحيد العراق وسوريا منذ الآن تحت دولة واحدة “الدولة الإسلامية في العراق والشام”. على الرغم من أنه لم يذكر اسم زعيم الدولة المنتظر إلا أنه كان من الواضح من تصريحات مثل “لقد درّبنا مقاتلينا وأرسلناهم إلى سوريا” أو من إعلانه عن قراره السابق في إرسال المقاتل أبو محمد الجولاني إلى هناك لقيادة النضال، أنه يرى في نفسه القائد الأعلى ولذلك فهو سيكون الزعيم القادم.

لم يكن بإمكان محمد الجولاني عدم الرد على ذلك. كان رده الذي نُشر في نهاية الأسبوع المنصرم ناتج عن كتابة دبلوماسية تنمّ عن تفكير عميق وتصوّر الجولاني على أنه زعيم حذق. وقد افتتح التصريح بمقطع من سورة العنكبوت في القرآن الكريم، التي تتناول الإيمان وتشمل الآية “فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ”. يروي الجولاني في بداية التصريح إلى أي مدى فوجئ من تصريح زميله العراقي. ويقول: “لقد كانت هنالك بالفعل شائعات حول مثل هذا الخطاب للبغدادي، ولكن لم يتم إبلاغ أي شخص من المجلس الاستشاري في “جبهة النُصرة” بذلك، ولم يتم إبلاغ عبدكم الأمين”.

ويقول الجولاني بنبرة توبيخ دفينة، بما أن السر قد انكشف، يمكن الاعتراف بأن منظمتنا هي بالفعل جزء من القاعدة، وأنها وُلدت داخل المنظمة العراقية التي كانت لها بمثابة دفيئة ومنبت وقد تم تدريب مقاتليها هناك. وبالفعل، فإن الدّين الذي يستحقه الأخوة العراقيون والمهاجرون في خدمته (المقاتلون المتطوعون من الخارج) هو دين كبير جدًا، ولن نتمكن من سداده إلى الأبد. نحن فخورون جدًا بنصيبنا في النضال العراقي والتضحية غير المسبوقة التي بذلها المقاتلون العراقيون والمتطوعون. صحيح أن الشيخ البغدادي ذاته قد ساعدنا كثيرًا، وحتى أنه لبى نداءنا للمساعدة في المشروع الذي اقترحناه عليه – تحرير المضطهدين في الشرق (سوريا ولبنان). على الرغم من ضائقته فقد ساهم بمساعدتنا وأرسل إلينا مقاتلين، وعلى الرغم من قلة عددهم إلا أنهم نالوا بركة الله.

ويوضح الجولاني قائلا أنه صحيح أن الشؤون السورية تخص السوريين ونحن قد أجّلنا إعلاننا عن الانتماء إلى القاعدة ليس لإخفاء انتمائنا وليس بهدف إرضاء العراقيين، بل بسبب إرضاء زملائنا في التنظيمات الأخرى داخل سوريا وأولئك الذين يدعموننا من الخارج. (بكلمات أخرى – ناهيك عن أنه لم يتم تنسيق تصريح أخوتنا العراقيين معنا، بل إنه يفتقر إلى أي ركيزة. إنه يلحق الضرر بنا أيضًا في نضالنا داخل سوريا).

في الختام يعلن الجولاني عن وفائه للقاعدة ولزعيمها الظواهري وعن استعداده لتنفيذ أي أمر يصدر عنه، فيما عدا الأوامر التي تُعتبر كفرًا. غير أنه في الوقت ذاته يدمج أيضًا تحدٍ ليس خفيًا: “لن نغيّر اسمنا. سنقبى “جبهة النُصرة”، والإعلان عن وفائنا لن يغيّر أسلوب عملنا”.

هذه الإعلانات الثلاثة – تصريح الظواهري زعيم القاعدة، تصريح البغدادي القائد العراقي وتصريح الجولاني، القائد السوري – مثيرة بحد ذاتها بسبب ما تكشفه وما تحاول إخفاءه. على الرغم من اللباقة الظاهرية، على الرغم من التصريحات المتكررة حول الوفاء للطريق وللزمالة، من الواضح أن الحديث يجري هنا عن صراع عنيد حول المناطق، السيطرة والزعامة. يمكن لهذا الصراع أن يذكّر المتمرسين في أبحاث الشرق الأوسط بنزاع يكاد يكون مطابقًا من ناحية الغرائز والقوى، وقد تلحّف هو أيضًا بوشاح الأيديولوجية – الانشقاق بين حزب البعث السوري وحزب البعث العراقي الذي حدث على الحلبة ذاتها قبل أكثر من خمسين عامًا.

إن النضال بين الجناحين العراقي والسوري التابعين للقاعدة يمكن أن يعلّمنا عن قوة الحدود الثقافية على امتداد التاريخ بين الكيان السياسي الواقع على ضفاف فرات ودجلة وبين ذلك الذي على ضفاف نهر العاصي. وكما أن فكرة الوحدة العربية لم تنجح في ضمها داخل وحدة سياسية واحدة، كذلك الوحدة الاسلامية يمكن أن تفشل في هذه المهمة. إضافة إلى ذلك، ربما يمكن أن نتعلم من هذه الحادثة حول محدودية قوة القاعدة. كانت القوة الكبيرة للتنظيم كامنة دائمًا في الحقيقة أنها استبدلت النموذج الهرمي المتشدد بنموذج منتشر في سحابة الإنترنت. هذا هو السبب الذي جعل من الصعب محاربتها – إصابة أحد الأذرع وحتى الرأس، لم تصب سائر الأذرع. غير أن هذه المنظومة تكون ناجعة فقط طالما لم يكن لدى التنظيم سيطرة مباشرة على منطقة جغرافية. قد يكون من الممكن الآن، حين أصبحت الشبكة الراديكالية الجديدة تحت اختبار السيطرة المباشرة على الأرض، أن تنكشف نقاط ضعفها أيضًا.

اقرأوا المزيد: 809 كلمة
عرض أقل