نشر إعلام تنظيم الدولة الإسلامية، أو باسمه الدارج، داعش، أمس الأربعاء، تسجيلا صويتا نسبه لزعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، نادى به جنود التنظيم إلى الثبات في وجه الهجوم الذي يقوده التحالف الدولي وجيش العراق على محافظة نينوى، ومركزها الموصل، للقضاء على التنظيم.
ولا يكمن التحقق من مكان التسجيل أو زمانه، لكن تطرق البغدادي إلى التطورات الميدانية الأخيرة تدل على أن التسجيل حديث، ربما من الأيام الماضية الأخيرة.
وناشد البغدادي جنوده ألا يستسلموا في هذه المعركة، قائلا إن الهجوم ما هو إلا “سعي حثيث لإطفاء نور الله”. وأكد أن “النصر مكين”، في تسجيل طوله 30 دقيقة وعنوانه “هذا ما وعدنا الله ورسوله”. ودعا البغدادي جنوده قائلا “حولوا ليل الكافرين نهارا.. واجعلوا دماءهم نهرا”.
وقال البغدادي إن تركيا قد دخلت في دائرة عمل التنظيم، آمرا عناصر التنظيم بشن الهجمات عليها قائلا ” اغزوها واجعلوا أمنها فزعا”.
https://www.youtube.com/watch?v=alb96ZjXrWQ
وفي سياق متصل، نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أمس تقديرا قالت بموجه إن البغدادي موجود في الموصول وهو الآن لا يستطيع مغادرتها جراء الحصار الذي يفرض الجيش العراقي والأكراد على المدينة.
وجاء في تقرير الصحيفة التي تحدثت مع رئيس ديوان الرئيس الكردي مسعود بارزاني، فؤاد حسين، الذي قال إن حكومته لديها معلومات من مصادر متعددة تفيد أن “البغدادي موجود هناك، وإذا قتل فسوف يعني ذلك انهيار التنظيم بالكامل”.
فقدان هائل للأراضي، اغتيال ممنهج للزعماء والقادة، وتزايد الاضطرابات الداخلية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، تؤدي كلها إلى تقليص وجوده فعليا، ولكنها لا تُلحق به، بالضرورة، ضرار كفكرة
بعد أقل من عامين من قدوم تنظيم داعش من الصحراء واحتلاله مدينة الموصل، هدمه للمعابر الحدودية بين العراق وسوريا، وإعلانه عن تمدّد “الخلافة” لدول أخرى في الشرق الأوسط، يبدو أنّ زخمه قد توقف. في الأشهر الأخيرة حققت الحرب الدولية ضدّ التنظيم نتائج، وتنجح القوات المحلية في العراق، سوريا وليبيا، بمساعدة أمريكية، في احتلال أراض من أيدي الدولة الإسلامية. ما الذي تغيّر، وهل يرمز هذا التغيير إلى نهاية التنظيم؟
عناصر داعش يقاتلون في ليبيا
يتجسد الإضرار في قوة داعش في الأشهر الأخيرة في نقاط رئيسية: الأرض، القيادة، والموارد. من حيث الأراضي، فقد احتل الجيش العراقي في شهر حزيران مدينة الفلوجة من داعش، وفي بداية شهر آب حررت قوات الأكراد مدينة منبج شمال سوريا من التنظيم. في الشهر ذاته، نجحت ميليشيات محلية، بمساعدة قوات أمريكية خاصة، في احتلال مدينة سرت من جديد، والتي اعتُبرت “عاصمة” قوات داعش في ليبيا. إنّ تحرير الموصل، وهي المدينة الثانية في حجمها في العراق، من داعش هي المهمّة القادمة للحرب الدولية ضدّ التنظيم. يُشجّع جميع هذه التطورات الحوار حول “اليوم الذي بعد” داعش في أوساط بعض المحللين.
ويُضاف إلى فقدان الأراضي الكبير، اغتيال قادة كبار في التنظيم. فكان آخر من تم اغتياله، أبو محمد العدناني، الذي كان ناطقا باسم التنظيم، حاكما في سوريا، ومسؤولا عن مجموعة هجمات داعش خارج البلاد. وبالإضافة إلى العدناني تم اغتيال أبو عمر الشيشاني، الذي عمل في الماضي قائدا عسكريا كبيرا في داعش بسوريا، وأبو دعاء الأنصاري، قائد “ولاية سيناء” (وفي السابق تنظيم “أنصار بيت المقدس”) التابعة لداعش في مصر. يتم اغتيال قادة آخرين في التنظيم ببطء ولكن بانتظام أثناء الهجمات الجوية الأمريكية وعلى أيدي قوات عسكرية محلية. لم يُسمع صوت أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، منذ كانون الأول عام 2015، مما لا يزيد من الاستقرار في صفوف قيادات داعش.
أبو محمد العدناني
إلى جانب كل ذلك يواجه التنظيم أزمات داخلية. في أعقاب الإضرار بدخله، من بين أمور أخرى، كنتيجة للإضرار المتعمّد بالبنية التحتية لإنتاجه للنفط، اضطرّ داعش إلى تخفيض رواتب مقاتليه بنسبة خمسين بالمائة في بداية العام. أصبح المتطوّعون الأجانب يرون أن التنظيم ذو جاذبية أقل. فإذا قدِم إلى سوريا عام 2014 أكثر من ألفي مقاتل أجنبي بهدف الانضمام إلى “الخلافة الإسلامية”، فقد استجاب في الأشهر الأخيرة أقل من خمسين شخصا في الشهر لدعوة التنظيم بالهجرة إلى أراضيه. يبدو أن التنظيم الذي كفّ عن احتلال الأراضي وانتقل إلى سلسلة طويلة من الخسائر لم يعد برّاقا في نظر الآخرين.
وهناك حقيقة معروفة بشكل أقل في الإعلام وهي أنّ داعش يواجه مقاومة مدنية في الموصل، “عاصمته” في العراق. بعد مدة قصيرة من احتلال المدينة في حزيران 2014 تشكّلت فيها حركة مقاومة باسم “كتائب الموصل” والتي بدأت بحرب عصابات، اغتيالات وعمليات ضدّ أهداف لداعش، وفي أحيان كثيرة بواسطة ذخيرة وأسلحة من التنظيم نفسه. وفقا لتقرير في موقع إخباري عراقي، فإنّ حركة المقاومة هذه قد نفّذت 29 عملية مسلّحة ضدّ تنظيم داعش في محافظة نينوى في شهر نيسان 2015. تشكل صفحة الفيس بوك الخاصة بتلك المجموعة أيضًا مصدرا بديلا للأخبار حول ما يحدث في المدينة.
وورد في الأيام الأخيرة أنّ الناطق باسم داعش في الموصل قد اغتيل عبر إطلاق النار عليه وتم أيضًا اغتيال مسؤول كبير في الجهاز الأمني للتنظيم في المحافظة أثناء مداهمة مكاتب الحسبة (الشرطة الدينية لداعش). من المرجح أنّ من يقف وراء هذه العمليات هي “كتائب الموصل”. تضغط هذه الاغتيالات على مقاتلي الدولة الإسلامية وتضعهم أمام أرقام قياسية جديدة من الأعمال الوحشية ضدّ السكان في المدينة. في نهاية آب ورد أنّ تسعة شبان قد تم إعدامهم بمنشار كهربائي في الميدان الرئيسي في الموصل، بتهمة العضوية في مجموعة مضادة لداعش.
ومع ذلك، فمن المُبكّر جدا الإعلان عن نهاية عصر داعش. ففي فتراته المختلفة أظهر التنظيم قدرة عالية على البقاء والتكيّف، ونجح في التعافي والعودة إلى القتال ضدّ قوات الجيوش النظامية. وحدث ذلك أيضًا بعد أنّ تم القضاء تماما تقريبا على قيادة التنظيم بعد أن توحّدت العشائر المحلية في العراق ضدّ النسخة السابقة له، “القاعدة في العراق”، في إطار قوات “الصحوة” التي قادتها قوات الجيش الأمريكي. ففي خطاب العدناني الأخير في شهر أيار سخر من الأمريكيين قائلا: “هل خسرنا عندما فقدنا مدنا في العراق وكنا في الصحراء، من دون أية مدن أو أراض؟ هل سنكون نحن المهزومون وأنتم المنتصرون إذا احتللتم الموصل، سرت أو الرقة، أو حتى سيطرتم على كل المدن وعدنا نحن إلى حالتنا الأصلية؟ بالتأكيد لا!”.
تكمن قوة داعش بقدرته على تجنيد نواة صلبة من الراديكاليين المخلصين، المستعدين لأن يقتلوا ويُقتَلوا باسم ما يعرضه التنظيم كدفاع عن الإسلام النقي. من خلال تقسيم واضح للعالم كله إلى مؤمنين وكفار نجح تنظيم داعش في توسيع رقعة تأييده، ولم تعرقل مواجهته العسكرية جاذبيّته دائما، بل أحيانا كانت ذات جدوى. أدت الضربات الإقليمية المستمرة التي تلقاها التنظيم إلى تغيير في أنماط عملياته: من السيطرة على الأراضي إلى العمليات الإرهابية العالمية التي تستند إلى جاذبيّتها الأيديولوجية. في الأيام الماضية فقط تم إحباط عملية قرب باريس، والتي أدت إحدى المخطّطات لها يمين الولاء لزعيم داعش، وتم اعتقال خلية إرهابية في ألمانيا مؤلفة من ثلاثة سوريين تم إرسالهم من قبل داعش بهدف تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا. كما يبدو، سترافقنا الحرب الأبدية ضدّ الكفار، حتى لو تكبّد داعش هزائم أخرى في ساحة المعركة.
لاحظ، من دون شك، كل الذين سلكوا الطرقات السريعة في طريقهم إلى مدينة شيكاغو اللافتة الكبيرة الموضوعة عند مدخل المدينة والمكتوب عليها بالإنكليزية “Hey ISIS, you suck (مرحبا داعش، أيها التنظيم السيء)
تضمنت اللافتة أيضًا آية من القرآن الكريم، سورة المائدة، أية 32 “… مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا…”.
قامت مؤسسة إسلامية أمريكية كبيرة بنصب تلك اللافتة الكبيرة محاولة منها لاجتثاث ظاهرة العنف والتطرف في المجتمع الإسلامي في الولايات المتحدة والتغلب على ظاهرة الخوف من الإسلام في الولايات المتحدة.
كان الهدف من نصب تلك اللافتة التي تعمل على زيادة الوعي لدى الجمهور الأمريكي التوضيح أن تنظيم داعش لا يُمثل الإسلام الحقيقي وأن أعماله الإرهابية التي يرتكبها حول العالم تأتي أساسًا للقضاء على المسلمين حول العالم “المُسلمون هم أول ضحايا داعش”، وفقًا لتصريحات المؤسسة.
يشرح ممثلو مؤسسة “Sound Vision” التي تموّل حملة زيادة الوعي ضد داعش، أن الهدف الرئيسي هو منع زيادة تطرف الشبان المُسلمين في الولايات المتحدة وأيضًا الحد من ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا) وتفادي توسع انتشارها في الوعي الأمريكي.
ليست مؤسسة “Sound Vision” المؤسسة الوحيدة التي تنشط في هذه الأيام في الولايات المتحدة من أجل زيادة الوعي حول موضوع الإسلام وروح التعايش في المُجتمع الأمريكي. بعثت، في عام 2014، مجموعة تضمنت المئات من الشخصيات المعروفة من المسلمين الأمريكيين رسالة مفتوحة إلى من يُسمي نفسه الخليفة، أبو بكر البغدادي، مطالبين إياه أن يتوقف عن قتل الأبرياء وتحدثوا أيضًا عن كيف تقوم الجماعات السلفية التي يقودها بخرق أهم الأسس في الإسلام.
الفيلم الدعائي الترويجي الجديد للدولة الإسلامية، الذي يحتفي بمرور عامين على إنشاء الخلافة، يُخفي الواقع. بخلاف شعارها، رُبما ما زالت الدولة الإسلامية موجودة، ولكنها توقفت عن التمدد في مُحيطها
احتفلت “الدولة الإسلامية” (المعروفة أيضًا باسمها السابق، داعش) في بداية هذا الشهر بمرور عامين على إعلان قيامها. كان إعلان دولة الخلافة – حكم ديني، سياسي وعسكري موحد بزعامة الخليفة أبو بكر البغدادي، الذي جاء ليُعيد مكانة الإسلام السني إلى سابق عهده – حدثًا مُدويًا، أعلن عنه التنظيم كتحقيق لـ “وعد الله”. هكذا حققت الدولة الإسلامية رؤيا مؤسس تنظيم القاعدة في العراق، أبو مُصعب الزرقاوي، الذي وعد أن يُعيد إرساء دعائم الخلافة من أجل مُحاربة “جيوش الصليبيين” في القرن الـ 21 (الولايات المتحدة والغرب)، ومحاربة الشيعة المكروهين، الذين تسلموا سدة الحكم في العراق بعد الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003.
الدولة الإسلامية: اعدامات عشوائية
رافقت إعلان الخلافة حملة دعائية مُلفتة هدفت إلى إشعال جذوة الخيال في أذهان المُسلمين السُنّة حول العالم وزرع الرعب في قلوب دول أعداء التنظيم، وعلى رأسها دولٌ عصرية مثل السعودية، العراق، والأردن. كان هدف الدولة الإسلامية هو تغيير الخارطة السياسية في الشرق الأوسط من أساسها، تحرير أراضٍ إسلامية من يد الدول القومية العربية، والتوسع شيئًا فشيئًا في الشرق الأوسط، ومن ثم في بقية أنحاء العالم. وأعلنت الدولة الإسلامية، كجزء من هذا المشروع خلال الأشهر الأولى من إعلان قيامها، عن تأسيس “إمارات” لها، بداية من العراق وسوريا ومن ثم مصر، اليمن، السعودية، نيجيريا، الجزائر، ودول أخرى. وكان الهدف من هذه الإمارات أن يُثبت التنظيم لمناصريه وأعدائه على حد سواء أن الدولة الإسلامية تتوسع خارج المناطق المركزية المتواجد فيها التنظيم في العراق وسوريا كجزء من تحقيق وعد الله لعبيده.
الدولة الإسلامية: اعدامات عشوائية
إلا أن الفيلم الترويجي الجديد الذي نشره التنظيم والذي يحتفي بهذه المناسبة ببث صور مباشرة من مناطق الدولة الإسلامية ويُظهر ثبات وعزيمة مُقاتليه، يُظهر شيئًا ويخفي أشياء. الدولة الإسلامية الآن موجودة في حالة دفاع وبعيدة كل البُعد عن شعار التنظيم الذي لا يُقهر، الشعار الذي رافقها منذ صيف 2014. الكثير من الإمارات التي تتفاخر بأنها قائمة موجود اسميَّا فقط وغير قائم في الواقع، وفي مناطق أخرى تُقاتل جماعات محلية وتستعيد مناطق احتلها تنظيم داعش. تمكن الجيش العراقي في الأسابيع الأخيرة، بمساعدة قوات التحالف الدولي من استعادة مدينة الفلوجة من براثن تنظيم داعش، وقد بدأ الحديث عن استعادة مدينة الموصل، عاصمة التنظيم في العراق، من أيدي التنظيم.
أشبال الدولة الإسلامية
إلا أنه على الرغم من ذلك لا يزال باكرًا أن نندب الدولة الإسلامية. زيادة على ذلك نجد أن قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات إرهابية قاتلة، في الشرق الأوسط وفي دول الغرب، هي حقيقة مُثبتة، وقد نُسبت آخر عملية تفجير طالت مطار أتاتورك إلى التنظيم. ما زالت وحشية التنظيم وترويجه الدعائي الذكي يلزمان الأفراد الإرهابيين، كما حدث في العملية الإرهابية الوحشية التي طالت الملهى الليلي الخاص بالمثليين في أورلاندو، في شهر أيار الأخير، وأيضًا في سان برناردينو في كاليفورنيا، في كانون الأول عام 2015. بعض العزاء نجده في أن الدولة الإسلامية رغم وجودها لم تعد تتوسع.
تداولت وسائل إعلام عربية وأجنبية أنباء غير مؤكدة عن مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي، في غارة أمريكية في الرقة. اقرأوا عن الرجل الأخطر على وجه الأرض
نسب مراقبون إصدارات مرئية ظهرت مؤخرا تحت راية تنظيم الدولة الإسلامية، إلى أنصار تنظيم الدولة في غزة، والهدف من ورائها استقطاب القيادة المركزية للتنظيم في العراق، علّها تقبل مبايعتهم
يعمد أنصار تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في قطاع غزة، على نشر إصدارات مرئية تهاجم حركة حماس والدول العربية والإسلامية، في محاولة لاستقطاب قيادة التنظيم في سوريا والعراق لمشاهدة تلك الإصدارات، التي يمكن أن تؤثر على قبول البيعة التي كثيرا ما رفضها التنظيم بالخارج لأسباب لا تعرف.
وقد أصدرت مؤسسة “أشهاد الإعلامية”، التي يقف من ورائها أنضار تنظيم الدولة الإسلامية في غزة، منذ يومين، عملا مرئيا جديدا، هاجمت فيه الدول العربية والإسلامية وكذلك حركة حماس وفصائل فلسطينية وصفتهم بـ “عملاء اليهود” و “الغرب الكافر” التي تخدع بالشعب الفلسطيني.
وأشار الفيديو إلى عمليات الاعتقال التي تنفذها حماس ضد السلفيين الجهاديين في غزة وخاصةً ضد مطلقي الصواريخ والقذائف من القطاع ضد أهداف إسرائيلية، واصفا إياهم “ألا تبا لهم، من عملاء مرتدين خونة”. وتناول الفيديو مقطعا من كلمة لقائد تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، أبو بكر البغدادي، يتحدث فيه عن فلسطين ويهدد الإسرائيليين بالقتل. كما أشار إلى عمليات نفذها شبان لا ينتمون لتنظيمات فلسطينية في الأشهر الأخيرة، بالإضافة لكلمة قيادي في ولاية سيناء يهدد بعمليات ضد الإسرائيليين.
https://www.youtube.com/watch?v=x1CqnFBtpHY
ويُعد هذا الفيديو هو الثاني لأنصار داعش بغزة، بعد الفيديو الأول الذي نشر منذ أسابيع باسم “فلسطين تفدي الخلافة” والذي تناول السيرة الحياتية لشبان من غزة، قتلوا في سوريا والعراق، خلال قتالهم مع التنظيم.
وبحسب تحليلات، فإن أنصار داعش بغزة يحاولون، عبر الفيديو، لفت انتباه قادة التنظيم في الخارج إليهم، خاصةً وأنه في أكثر من مرة بايع أنصار التنظيم البغدادي، إلا أن الأخير فضل عدم قبول هذه البيعة حتى الساعة.
وكان موقع “المصدر” قد كشف في أغسطس/ آب الماضي أن نحو 100 شخص قرروا في نهاية شهر رمضان الماضي مبايعة خليفة تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي. وقد نقلت البيعة منذ فترة قصيرة إلى قيادة التنظيم الموجودة في محافظة الرقة في سوريا، قبل أن تُنقل إلى العراق للنظر فيها من قبل القيادة المركزية لداعش.
https://www.youtube.com/watch?v=v_TLd5Ab7IM
وتولى نقل البيعة المصورة، جهاديون سلفيون، فروا من غزة بعد ملاحقات حماس لهم، وانضموا إلى داعش منذ أكثر من 3 سنوات. وكان هؤلاء من السباقين المشاركين في بداية البيعة للبغدادي أثناء وجودهم هناك. وكان بينهم أول من أطلق إمارة إسلامية في قطاع غزة، عبد اللطيف موسى، والذي قتلته حماس إلى جانب العشرات من الجهاديين بعد أن هاجمت مسجد ابن تيمية في الحادثة الشهيرة عام 2009.
ويظهر أن هناك منافسة شديدة في غزة بين الجماعات الجهادية للحصول على بيعة البغدادي إلا أنه حتى اللحظة لا يوجد اتصال رسمي مع أي جهة بينها وبين التنظيم.
نشر جيش الإسلام الفلسطيني، السلفي الجهادي، منذ أيام قصيرة فيديو لمدة نصف ساعة تركز حول حركة حماس وحكومتها بغزة واتهامها بـ “الردة” و “الكفر” وعدم تطبيق الشريعة والإصرار بقوة النار على تطبيق قوانين وصفتها بـ “الوضعية الكافرة”.
ولوحظ في بداية الفيديو الذي حمل اسم “الهيئة الإعلامية لجيش الإسلام” أنه كتب في مقدمته بأنه إهداء إلى من وصفوه بـ “خليفة المسلمين” أبي بكر البغدادي.
وظهر في الفيديو شخص يتحدث صوتيا يتهم حماس بتبديل القوانين الدينية الشرعية بالوضعية الديمقراطية، وسط صور لنائب رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية خلال قيادته للحكومة سابقا ولقاءاته مع مسئولين عرب ومسلمين وصفوهم أيضا بالخونة والمرتدين والكفار.
وهاجم الفيديو جماعة الإخوان المسلمين واعتبرها أنها “فرقة من الفرق المنحرفة التي لها تاريخ حافل بالخزي والطعن بالمشروع الإسلامي وتنحية الشريعة وفرض القوانين الوضعية بقوة النار”. مستدلا بذلك في تصريحات لرئيس المجلس التشريعي النائب عن حماس، عزيز دويك.
كما أرفق الفيديو صورا لموسى أبو مرزوق في إحدى الكنائس بغزة واتهم حماس بموالاة “النصارى” وتهنئتهم بالأعياد وتعزيتهم بقتلاهم وغيرها، بالإضافة لصور محمود الزهار مع قيادات إيرانية وتقديس الخميني واتهام الحركة بتبادل معلومات أمنية مع من وصفهم بـ “الشيعة”.
كما أظهر الفيديو مقطعا لهنية يعزي فيه حزب الله اللبناني بمقتل جهاد مغنية وعناصر من الحزب في الجولان، يقابله مقطع خطاب لنصر الله يتوعد بإرسال مزيد من المقاتلين إلى سوريا للقتال جانب النظام. معتبرا الفيديو ذلك نصرة “الشيعة” على أهل “السنة” وأن ذلك يأتي في إطار مخالفات في العقيدة الإسلامية.
وفد من حركة حماس يزور كنيسة “بيرفوريوس” في غزة
وبعد كل تلك المقاطع ذكر المتحدث صوتيا في الفيديو بالقول “وعليه فإن حكومة حماس بغزة هي طائفة كفر وردة .. اننا ندين الله بكفرهم ولكننا لا نرى بدئهم بقتال او الإنجرار في معارك جانبية ولكن نأمل بدفع صيالهم .. لكن لا بد من البراءة منهم ومن قوانينهم ومعاهداتهم أو أن يقر بها أو أن ينصاع إليها”.
وأشار الفيديو لما وصفها بـ “مجزرة رمضان 2007” والتي قتل فيها نحو 13 فردا ممن وصفهم الفيديو بـ “شهداء الشريعة” وهم من عناصر الجيش غالبيتهم من عائلة دغمش على يد عناصر من حماس بعد اقتحام منازلهم في حي الصبرة. مبينا الفيديو أن حماس فعلت ذلك من أجل اختطاف الصحفي الذي قال “الفيديو” أنه ضابط مخابرات بريطاني آلان جونستون رغم أن المفاوضات كانت في مراحلها الأخيرة.
وظهر بالفيديو العديد من الشخصيات البارزة في الجيش منها “معتز دغمش” شقيق قائد الجيش “ممتاز”، حيث أشار الفيديو إلى أن “معتز” اغتيل في غارة إسرائيلية أثناء تجهيزه لعملية كبيرة كما أنه شارك في قتل من وصفته بـ “المرتد” قائد جهاز الاستخبارات الفلسطيني “موسى عرفات” عام 2005، والمسئول الأول عن قتل الضابط في جهاز المخابرات “جاد تايه” عام 2006.
ما أن ظهر زعيم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، أبو بكر البغدادي، في تسجيل صوتي هدد خلاله إسرائيل بقرب المعركة معها، حتى بات أنصار التنظيم خاصةً في فلسطين يترقبون بشكل كبير ما يمكن أن يحدث على واقع الميدان كما جرى في تهديد سابق للمتحدث باسم التنظيم “أبو محمد العدناني” ضد فرنسا وأميركا وغيرها حتى وقعت هجمات من عناصر وأنصار يتبعون للتنظيم في تلك الدول.
عملية تل أبيب التي وقعت يوم الجمعة وأدت لمقتل إسرائيليين ولا زالت تثير الكثير من الغموض في تفاصيل أسبابها ودوافعها إلا أن الحديث في الإعلام العبري عن أن المنفذ قد يكون له ارتباطات غير رسمية مع داعش أو أنه يناصرها حديثا على الرغم من أنه كان غير متدين سابقا، زاد من حالة الترقب في أوساط الجهاديين خاصةً في فلسطين حول إمكانية أن يكون المنفذ قد فعل ذلك نصرةً لتنظيم الدولة.
قيادي سلفي جهادي بارز في قطاع غزة، لم يخفِ فرحته بالهجوم الذي قال أنه سيؤسس لمرحلة جديدة من الهجمات في حال فقط ثبت أن التنظيم يقف خلفه أو أن أحد مناصريه هو من نفذه تلبيةً ونصرةً لخطاب من وصفه بـ “أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي”.
وأشار إلى أن هناك العشرات يناصرون التنظيم في الضفة الغربية وحتى داخل فلسطين المحتلة عام 1948، مهددا بأن “الاحتلال اليهودي” كما وصفه، سيتلقى ضربات عنيفة في المستقبل القريب وأنه لا مأمن له من ذلك خاصةً وأن المجاهدين تلقوا الأوامر بذلك من خليفة المسلمين في خطابه الأخير.
وحول الهجوم في تل أبيب، أوضح القيادي أنه لا علاقة مباشرة أو غير مباشرة لهم مع المنفذ ولا يعرف إن كان فعليا من مناصرين الدولة حديثا ونفذ ذلك نصرةً لها أم أن هناك أسباب أخرى. متأملا كما المئات من الجهاديين في غزة والآلاف بالعالم أن يكون المنفذ من مناصري الدولة الإسلامية.
وأضاف “نأمل أن يكون من مناصرين الدولة، وكم كنا نأمل أن تكون على طريقة هجمات باريس وغيرها ليعرف العدو أنه لا مكان له في فلسطين المباركة، كما أنه لا مكان للكفار بيننا.
وبحسب القيادي فإنه يتوقع سلسلة من الهجمات قريبا في عمق المدن المحتلة – وفق وصفه- مشيرا إلى أن هناك ترقب كبير في الأوساط لمعرفة الأسباب والدوافع خلف الهجوم الذي تمنى أن يكون كما كان في باريس وغيرها من الدول.
عُثر اليوم (الثلاثاء)، في إحدى قُرى الجليل الأعلى على ورقة نقدية تُشبه الورقة النقدية الأمريكية من فئة الـ 100 دولار وعليها كتابة باللغة العربية وصورة قائد تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي. فتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقًا بالقضية وتم إرسال الأوراق النقدية إلى المختبر للفحص.
التحليل السائد في الساعات الأخيرة هو أن طيّار سوري ألقى تلك الأوراق النقدية فوق بلدات في الغوطة الشرقية. وعلى ما يبدو أن الطيار استخدم تلك الأوراق النقدية ليقول للمُقاتلين في الفصائل هناك توقفوا عن قتال الجيش السوري وتخلوا عن أسلحتكم واحصلوا على العفو.
ظهور أوراق نقدية عليها وسم داعش
وتظهر على الورقة النقدية صورة أبو بكر البغدادي، زعيم داعش، وأبو محمد الجولاني، قائد تنظيم جبهة النصرة، اللذين يُقاتلان ضد نظام الأسد. في الجانب الآخر من الورقة النقدية مكتوب: “هذه هي نهاية المال القذر، عد إلى ربك، فخير الخاطئين التوابون”.
هل أخلى نشيد بلادي بلادي مكانه لنشيد امتي قد لاح فجر
هل أخلى نشيد “بلادي بلادي” مكانه لنشيد “أمتي قد لاح فجر”؟
هل أناشيد الجهاد التابعة للدولة الإسلامية تحل مكان الأناشيد الوطنية؟ كيف استطاعت صناعة الأناشيد لدى داعش أن تنمو وتقضي بشكل تام تقريبًا على التوق إلى تكامل الشعوب العربية؟
رغم أن إذا كنتم لا تؤيدون الدولة الإسلامية أو أنكم لستم معجبين متحمسين للخليفة أبو بكر البغدادي، فمن المرجح أنكم سمعتم ذات مرة عن التمجيد والثناء على عدالة طريق الخلافة الإسلامية الجديدة.
ويبدو أنه في كل وسيلة إعلام ممكنة، فيس بوك، تويتر، إنستجرام، يوتيوب تظهر وتبرز الأناشيد الإسلامية المتطرفة لداعش وأنصارها. ففي الفترة الأخيرة هناك من يدعى أنّ الأناشيد الوطنية لكل دولة ودولة عربية أيّا كانت تخلي مكانها للباكورة الموسيقية لداعش.
أجناد مصر
لا يمكننا من خلال هذا المقال أن ندرس بأدوات علمية إذا ما كان فعلا عصر الأناشيد الوطنية قد انتهى وهل فعلا حلّ التوق إلى الخلافة الإسلامية الموحدة ورموزها مكان تلك الأناشيد، ولكن، مع ذلك، من المهم أن نسلط الضوء وأن نحاول فهم ما الذي يجذب الكثيرين في العالم العربي إلى سماع الأنشودة الداعشية، من إصدار “أجناد”.
النشيد – آلة وعي مشحّمة جيّدا
إلى جانب نجاحات داعش العسكرية في ساحة المعركة، لقد حقق التنظيم إنجازات ملحوظة أيضًا في معركة الوعي والإعلام التي يديرها. فأعضاؤه يستغلون مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافهم المختلفة مثل تجنيد المقاتلين، تجنيد الأموال، نشر أيديولوجية التنظيم وكذلك من أجل الحرب النفسية.
ففي إطار منظومة الوعي تبث أجهزة التنظيم الإعلامية من يوم لآخر أفلاما توثق المعارك، الاجتياحات، الإعدامات وتهديدات الأعداء، إلى جانب أفلام توثق تطبيق الشريعة الإسلامية، حياة السكان تحت حكم الخلافة بل وأفلام طبيعة ومناظر تهدف إلى أن تُظهر إلى أي مدى دولة الخلافة جميلة، بهدف التأكيد إلى أية درجة الحياة تحت حكم الخلافة عادية، هادئة وممتعة
https://www.youtube.com/watch?v=hIoY4RiLbTM
وإلى الجانب المرئي للأفلام يبرز الجانب الصوتي، أي يدور الحديث عن “الأناشيد”، وهي أغاني تصدرها شركة الإنتاج الصوتي لدى داعش، واسمها “الأجناد”. تنشئ هذه الأغاني، بالإضافة إلى الأفلام، الصور، الشعارات، الأعلام، والرموز الأخرى التي تنتمي إلى داعش، ثقافة فرعية كاملة تهدف إلى تعزيز رواية داعش، أي إقامة الخلافة الإسلامية فورا مع إخضاع الأعداء الذي يقفون في طريقها.
لقد منح العصر الحديث وتوسع وسائل الإعلام الاجتماعية، جهودَ داعش في نشر رسائلها، قدرات لا نهائية حيث إنّ الأناشيد الوطنية الرسمية لدول الشرق الأوسط، والتي في غالبيتها نشأت في وقت ما في الأربعينيات أو الخمسينيات وما بعدها من القرن الماضي، لم تحظَ بمثل هذا الانتشار الواسع.
من أجل معرفة مدى انتشار الأناشيد الوطنية مقارنة بأناشيد داعش، من خلال اختبار ليس تمثيليا، لقد اخترنا التركيز على اختبارين. الاختبار الأول هو اختبار البحث في محرك البحث جوجل من أجل العثور على عدد الإجابات الممكنة. والاختبار الثاني هو اختبار اليوتيوب من أجل فحص عدد الأفلام التي تتناول تلك الأناشيد. ومن أجل هذا الاختبار اخترنا تحديدا التركيز على نشيدين شعبيَين جدا، أحداهما هو النشيد الوطني المصري “بلادي بلادي” والثاني هو النشيد الداعشي “أمتي قد لاح فجر”.
وإليكم النتائج:
اختبار نتائج البحث في جوجل
عند البحث عن النشيد الوطني المصري، “بلادي بلادي”، عثرنا في جوجل على مليار و 490 مليون نتيجة.
نتائج بحث في غوغل النشيد الوطني المصري
وأما عند البحث عن نشيد الدولة الإسلامية، “أمتي قد لاح فجر”، عثرنا في جوجل على 82900 نتيجة فقط.
نتائج بحث في غوغل النشيد أمتي قد لاح فجر
اختبار عدد الأفلام في يوتيوب
عند البحث عن النشيد الوطني المصري، “بلادي بلادي”، عثرنا في اليوتيوب على 553000 فيلم.
ولكن عند البحث عن نشيد الدولة الإسلامية، “أمتي قد لاح فجر”، عثرنا في يوتيوب على 3060 نتيجة فقط.
يبدو ظاهريا أن النشيد الوطني المصري أكثر انتشارا في شبكة الإنترنت من النشيد الداعشي ولكن هناك أيضا تكمن المشكلة. فقد تم اعتماد النشيد الوطني المصري الحالي من قبل الجمهورية المصرية عام 1979. هذا النشيد، الذي كتبه محمد يونس القاضي ولحّنه سيد درويش، موجود في شبكة الإنترنت على أبعد تقدير في الـ 15 سنة الأخيرة. بينما تم رفع نشيد “أمتي قد لاح فجر” إلى الإنترنت للمرة الأولى في 29 حزيران عام 2014، أي قبل نحو عام وخمسة أشهر. يمكننا إذا كان الأمر كذلك أن نقول إنّ وتيرة انتشار نشيد داعش مذهلة. ومع كل هذا يمكن أن نقول إنّ سياسة النشر في يوتيوب على سبيل المثال هي سياسة صارمة والكثير من الأفلام التي نشرت النشيد الداعشي تمت إزالتها بسبب انتهاك حقوق الاستخدام واستخدام منصّة اليوتيوب من أجل نشر مواد عنف.
بخلاف مصر أو أية دولة عربية أخرى، تعمل داعش على عدة جبهات: في سيناء بمصر، في العراق، في سوريا ومنذ وقت غير بعيد تعمل أيضًا ضدّ “الكافر الغربي”. ولكل جبهة من أولئك هناك نشيد خاص بها يمجّد المقاتلين في الجبهة المحددة ويشجّع الشباب المسلمين المترددين على الانضمام إلى صفوف الجهاد. إن التنوع واسع والأفلام والأناشيد كثيرة. على سبيل المثال، نشرت شركة “أجناد” نشيدا خاصا بمقاتلي سيناء.