ركاب فلسطينيون في حافلة إسرائيلية (Abed Rahim Khatib/Flash90)
ركاب فلسطينيون في حافلة إسرائيلية (Abed Rahim Khatib/Flash90)

ماذا قال المنتقدون لقرار الفصل بين الركاب الفلسطينيين والإسرائيليين وسبب في تجميده؟

زعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوغ: "الفصل بين الفلسطينيين واليهود في المواصلات العامة هو إهانة لا لزوم لها ووصمة عار على وجه الدولة ومواطنيها"

بعد ساعات على قرار وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، تنفيذ خطة الفصل في الحافلات في الضفة الغربية، حيث لن يستطيع العمال الفلسطينيون السفر مع اليهود في نفس الخطوط، لمدة ثلاثة أشهر تجريبية، قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تجميد القرار إثر الانتقادات الشديدة التي سمعت في إسرائيل من كل حدب وصوب. ما الذي أدى إلى القرار المثير للجدل، وما هي الانتقادات التي أدت إلى تجميده؟

نظريًّا، يقول القرار إنّ العمال الفلسطينيين الذين دخلوا مع تصريح دخول إلى إسرائيل، سيستطيعون العودة إلى الضفة عن طريق أربعة حواجز فقط. واقعيًّا، معنى ذلك أنّ عليهم القيام بالتفاف كبير وبأنّهم لن يستطيعوا استخدام خطوط الحافلات المخصصة للمستوطِنين اليهود والمسافرين في الشوارع السريعة والتي تختصر الطريق إلى داخل الضفة. سيطيل الأمر عودة العمال إلى المنزل بساعات، وسينشئ عبئًا على الحواجز المخصصة لهم.

في القرار الأصلي لوزير الدفاع كان بالإمكان العودة فقط عن طريق حاجز واحد، ولكن في القرار الحالي تم توسيعه إلى أربعة حواجز، من أجل تجنّب الإلغاء المحتمل من المحكمة العليا. التفسير الذي أعطاه وزير الدفاع للقرار هو أنّ السفر المشترك للعمال الفلسطينيين مع اليهود في الحافلة قد يشكّل خطرا أمنيا وانفجارا للهجمات الإرهابية، ولكن الشاباك والجيش الإسرائيلي قد قدّرا في الماضي بوضوح أنّه لا يوجد في ذلك أي خطر أمني، حيث إنّ دخول العمال إلى إسرائيل مشروط مسبقا بالموافقة الأمنية.

ومع ذلك، فبحسب مسؤولين إسرائيليين فهو قرار حاول الجيش الإسرائيلي صدّه لفترة طويلة، ولكن كما يبدو فإن الضغوط التي مورست من قبل المستوطِنين قد ازدادت، حتى خضع لها وزير الدفاع.

وقد أثار القرار المثير للجدل موجة من الردود الغاضبة والانتقادات الشديدة جدا، وخصوصا تجاه وزير الدفاع، ولكن ليس ذلك فقط. كان يرتكز أساس الانتقادات ضدّ السياسة التمييزية وانعدام العدالة اللذين يتما نحو العمال الفلسطينيين، الذين يعانون على أية حال من المصاعب الشاقة للحصول على التصاريح والوصول إلى العمل، وكذلك ضدّ آثار هذا القرار على مكانة إسرائيل في العالم، وأيضا على شعور الغضب الفلسطيني الذي قد يحرّض على كفاح جديد ضدّ إسرائيل في الضفة.

كتب زعيم المعارضة، يتسحاق هرتسوغ: “الفصل بين الفلسطينيين واليهود في المواصلات العامة هو إهانة لا لزوم لها ووصمة عار على وجه الدولة ومواطنيها. إضافة المزيد من الزيت على نيران الكراهية لإسرائيل في العالم. وهذا خطأ آخر يرتكبه رئيس الحكومة… كان من الأفضل تجنّب هذه الخطوات التي تتسبّب بالضرر الذي لا لزوم له على اسم وصورة دولة إسرائيل في فترة حساسة جدا”.

وقد وصفت جهات عديدة هذا القرار باعتباره “قرار أبارتهايد (فصل عنصري)”، وأشارت، من خلال انتقادات شديدة للنظام القضائي الإسرائيلي الحالي، بأنّه في عهود أخرى لم تكن المحكمة العليا لتسمح لقرار كهذا بأن يمرّ. وقد أعلنت منظمات حقوق الإنسان عن نيّتها بالعودة لتقديم التماس في المحكمة العليا ضدّ هذا القرار.

وكتبت رئيس حزب ميرتس زهافا جلئون: “السبب الوحيد للفصل بين حافلات اليهود والفلسطينيين هو العنصرية الخالصة، انتصار لحملة عنف يديرها مستوطِنو السامرة في السنوات الأخيرة من أجل ألا “يتلوّثوا” في السفر مع العرب… والأكثر سوءًا، أنّ الفصل في الحافلات هو فقط من أعراض 48 عاما من الاحتلال، والتي تلزمنا أن نكون عميانًا تجاه الفلسطينيين حتى نتمكّن من العيش مع أنفسنا. أقترح على يعلون أن يُلغي من الآن وبمبادرته هذا الإجراء المقزّز. إنْ لم يفعل ذلك، فنحن نشن ضده حرب شاملة، ليس فقط من أجل المسافرين الفلسطينيين؛ ولكن من أجلنا جميعًا”.

وقد تجاوزت الانتقادات الشديدة أيضًا حدود اليمين: فقد كتب الوزير السابق جدعون ساعر من الليكود في تويتر: “قرار الفصل في الحافلات خاطئ ويؤدي إلى أضرار خطيرة على الاستيطان في الضفة الغربية وصورة إسرائيل في العالم.‎ ‎لا يمكن أن يبقى دون تغيير.‎ ‎ولأنّه من الواضح أنّ هذا القرار سيُلغى؛ فينبغي القيام بذلك سريعًا من أجل تقليص الأضرار الجسيمة على إسرائيل والاستيطان”.‎ ‎وكتب داني ديان، الرئيس السابق للمجلس الذي يمثّل المستوطِنين في الضفة: “أدعو وزير الدفاع للرجوع عن قراره حالًا.‎ ‎لا يُمكن مقارنة أي “نجاح” لهذا الإجراء التجريبي بالأضرار التي سيتسبّب بها إبقاء القرار دون تغيير”.

أما الجهات اليمينية فقد أشادت بعدها بالقرار. فقد كتب عضو الكنيست موتي يوغاف من “البيت اليهودي” بأنّه حتّى الآن “ملأ آلاف العمال الفلسطينيين ومن بينهم آلاف المقيمين غير القانونيين خطوط الحافلات ولم يمكِّنوا أبدا من عودة المحتاجين للمواصلات العامة إلى منازلهم في مستوطناتهم في الضفة الغربية. وقد أدت هذه الظاهرة إلى تحرّشات جنسية، سرقات بل وشعور بعدم الأمان وتحديدا عدم القدرة على العودة إلى المنزل بالنسبة لكبار السن والشبان الصغار الذين يحتاجون إلى المواصلات العامة بسبب العبء الثقيل. أهنّئ وزير الدفاع على قراره الذي جاء ليقدّم استجابة خدمية وأمنية أفضل لعموم السكان في الضفة الغربية، كل أولئك الذين يعارضونه لا يعرفون الواقع وهناك نفاق في تصريحاتهم، كذب وانعدام للمسؤولية.‏‎ ‎‏” وغنيّ عن البيان أن عضو الكنيست يوغاف تجاهل في كلامه حاجيات العمال الفلسطينيين، ولم يدعم مزاعمه حول الجرائم في الحافلات بأي شكل.

وقد سُجّل في مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل صباح اليوم نشاط حيوي بشكل خاص حول هذه القضية، وجدالات عاصفة بين اليساريين الذين اشتكوا من أنّه قرار عنصري يحوّل إسرائيل إلى دولة أبارتهايد (فصل عنصري)، وبين اليمينيين الذين دافعوا عن القرار لأسباب أمنية واحتياجات السكان اليهود في الضفة الغربية.

 

اقرأوا المزيد: 772 كلمة
عرض أقل
عمال فلسطينيون (Flash90/Kobi Gideon)
عمال فلسطينيون (Flash90/Kobi Gideon)

ردود فعل شديدة ضدّ قرار يعلون بمنع الفلسطينيين من السفر مع المستوطنين في الحافلات

وزير الدفاع الإسرائيلي يخضع لمطالبات المستوطنين ويأمر بمنع العمال الفلسطينيين من العودة إلى الضفة من خلال المواصلات العامة. وذلك على النقيض من موقف الجيش، الذي لا يرى وجود مخاطر في السفر المشترك

أمر وزير الدفاع، موشيه (بوغي) يعلون، بمنع سفر العمّال الفلسطينيين بواسطة المواصلات العامة في الضفة الغربية، تبعًا لموقف المستوطنين.‎ ‎وفقًا للتعليمات، فلن يستطيع العمّال الفلسطينيّون الصعود إلى الحافلات المباشرة من وسط البلاد إلى الضفة الغربية لدى انتهاء يوم عملهم، وإنما سيضطرّون للذهاب إلى معبر أيال، البعيد عن تجمّعات المستوطنين، ومن هناك سيستطيعون السفر إلى منازلهم. تمّ اتخاذ القرار رغم أنّ الجيش يعتقد أنّ سفر العمّال الفلسطينيين في الحافلات لا يشكّل خطرًا أمنيّا.

وتدير لجنة المستوطنين في السنوات الأخيرة حملة لمنع سفر الفلسطينيين في الحافلات. يستطيع العمّال من الضفة الغربية الذين يذهبون اليوم للعمل في تل أبيب والمدن الأخرى في وسط البلاد أن يدخلوا إلى إسرائيل فقط عن طريق معبر أيال، المجاور لقلقيلية. يتم في المعبر إجراء فحص أمني للعمّال، الذين يحملون بطاقة هوية، وحينها يقومون بالسفر لمكان عملهم. يُحظر على العمّال البقاء في إسرائيل، ويمكنهم بعد الظهر العودة إلى الضفة عن طريق كلّ نقاط الحواجز، وليس بالضرورة عن طريق معبر أيال. وهكذا، يفضّل مئات الفلسطينيين الذين يقيمون في منطقة نابلس على سبيل المثال أنّ يعودوا من تل أبيب أو من بتاح تكفا بواسطة الحافلات التي تسافر عن طريق الكثير من المستوطنات في الطريق، ومن ثمّ يعودون من هناك إلى ديارهم.

وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه (بوغي) يعلون (Flash90)
وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه (بوغي) يعلون (Flash90)

في إسرائيل هناك من أبدى استياءه من قرار وزير الدفاع الغريب والمتطرّف، وأعلنوا أنّهم ليسوا على استعداد لقبوله. قالت رئيسة “ميرتس”، زهافا غلؤون، حزب اليسار الإسرائيلي، إنّ “الذي يقف وراء هذا القرار الفاسد هو الخضوع لحملة لجنة المستوطنين الذين لا يرغبون ببساطة بالسفر في الحافلة مع عرب. وزير الدفاع الذي دمّر علاقاتنا مع الولايات المتحدة يدمّر الآن علاقاتنا مع العالم الديمقراطي كلّه، مع توقيع رسمي لسياسة الفصل العنصري”.

وقد أعلنت اللجنة المركزية للمستوطنين صباح اليوم أنّهم “يشكرون شركاء النضال، الذي استمر لمدّة ثلاث سنوات، ويسرّهم أنّ الوزير قد اتّخذ موقف اللجنة والمواطنين”. وأضافت اللجنة: “طالما أنّ القرار لم يُنفّذ على أرض الواقع، فلن يتغيّر القلق الأمني بل ربّما يزداد، ولذا فإنّنا نتوقّع أن يتمّ تنفيذ هذا القرار في أسرع وقت ممكن”.

وقال الرئيس التنفيذي لحركة “السلام الآن” ردّا على ذلك: “منع الفلسطينيين من السفر في المواصلات العامة إلى جانب المستوطنين يعيد إسرائيل إلى الفترات المظلمة في التاريخ، من العبودية في الولايات المتحدة إلى الفصل العنصري (الأبرتهايد) في جنوب أفريقيا. إنّ الوجه القبيح للاحتلال واضح للجميع”.

اقرأوا المزيد: 351 كلمة
عرض أقل
عمليات "تدفيع الثمن" في الضفة الغربية (Flash90/Isaam Rimawi)
عمليات "تدفيع الثمن" في الضفة الغربية (Flash90/Isaam Rimawi)

تقرير أمريكي: إسرائيل لا تُحاكم مرتكبي الإرهاب اليهودي

في إطار السرد الشامل حول التهديدات الإرهابية ضد إسرائيل للعام 2013، يتبيّن أن ستة إسرائيليين قُتلوا نتيجة أعمال إرهابية، ثلاثة منهم طعنًا، اثنان قتلا نتيجة إطلاق قناص النار عليهما، في حين تم اختطاف آخر وقتله

في ظل التوتر الكبير بشأن تصريحات جون كيري حول “الأبارتهايد”، نشرت وزارة الخارجية الأمريكية أمس (الأربعاء) تقريرًا خطيرًا حول الإرهاب لعام 2013، يشمل انتقادات لاذعة ضدّ إسرائيل. وذكر التقرير جرائم الكراهية لنشطاء من اليمين المتطرف إلى جانب المنظمات الإرهابية الفلسطينية، كما جاء فيه أن إسرائيل لا تعمل ما يكفي لاعتقالهم.

ويتبيّن من هذا التقرير السنوي أن نشطاء اليمين المتطرف قاموا بنحو 400 هجوم أدى إلى إصابة فلسطينيين بجروح. وجاء في التقرير أيضًا “تتواصل هذه الهجمات ضد الفلسطينيين والمساجد دون محاكمة أحد تقريبًا”.

أشار التقرير إلى أنه في العام 2013 سُجل ارتفاع في عدد الاعتداءات على الأملاك والهجمات العنيفة من قبل أفراد أو مجموعات يهودية – حتى داخل منطقة الخط الأخضر. وذكر التقرير أنه تم تدنيس خمسة مساجد وثلاث كنائس في القدس وأنحاء الضفة الغربية.

عمليات تدفيع الثمن ضد كنائس قرب القدس (Flash90)
عمليات تدفيع الثمن ضد كنائس قرب القدس (Flash90)

ومن المتوقع أن يشكّل هذا التقرير حلقة أخرى من بين سلسلة طويلة من التوتر الآخذ بالازدياد بين إسرائيل وواشنطن. فقبل أيام تم تسجيل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وهو يحذّر خلال حديث مغلق من تحوّل إسرائيل إلى دولة أبارتهايد. إلا أن كيري اعتذر عن ذلك خاصة بعد الانتقادات من جهة إسرائيل.

يُسلط تقرير الإرهاب الأمريكي الضوء وبشكل مباشر على عمليات “تدفيع الثمن”، مثل تلك التي وقعت صباح أمس (الأربعاء). إذ تم رسم شعارات ضد العرب على مسجد في قرية الفرديس (شمال إسرائيل)، كما تم ثقب إطارات العديد من السيارات. “اتسعت في العام الماضي رقعة أعمال العنف والاعتداءات على الأملاك من قبل أفراد ومجموعات يهودية من الضفة الغربية إلى إسرائيل”، كما جاء في التقرير. ورغم ذلك، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن حكومة إسرائيل أقامت وحدة شرطية جديدة للتحقيق في جرائم “تدفيع الثمن”.

حرق منزل فلسطيني ضمن ما يسمى "تدفيع الثمن" من قبل يهود، في أعقاب مقتل الجندي الإسرائيلي في عفولة على يد فلسطيني (FLASH90)
حرق منزل فلسطيني ضمن ما يسمى “تدفيع الثمن” من قبل يهود، في أعقاب مقتل الجندي الإسرائيلي في عفولة على يد فلسطيني (FLASH90)

خلال السرد الشامل حول التهديدات الإرهابية ضد إسرائيل عام 2013، تبيّن أن ستة إسرائيليين قُتلوا نتيجة أعمال إرهابية، ثلاثة طعنًا، اثنان نتيجة إطلاق قناص النار عليهما في حين تم اختطاف آخر وقتله.

من جهة ثانية، أشار التقرير إلى تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد القذائف الصاروخية التي تُطلق باتجاه إسرائيل. وحسب التقرير، ففي العام 2013 تم إطلاق 74 صاروخًا وقذيفة مقارنة بإطلاق 2557 عام 2012، وهذا هو أدنى عدد خلال عقد.

نشر جهاز الأمن الإسرائيلي العام “الشاباك” مطلع العام تقريرًا حول 1271 حادثًا إرهابيًّا ضد إسرائيليين في الضفة الغربية، من بينهم 858 حادثًا لإلقاء زجاجات حارقة، بينما تشمل الأحداث الأخرى إطلاق نار، طعنات، عبوات ناسفة وإلقاء الحجارة. وحسب تقرير الشاباك، فإن عدد العمليات تضاعف في الضفة الغربية على الرغم من الانخفاض في عدد الإصابات.

اقرأوا المزيد: 372 كلمة
عرض أقل
جون كيري. واشنطن وصفت الانتخابات ب"المهزلة" (AFP)
جون كيري. واشنطن وصفت الانتخابات ب"المهزلة" (AFP)

كيري يعتذر: كان عليّ عدم قول أبارتهايد

في أعقاب الانتقادات الشديدة على أقواله، يعتذر وزير الخارجية الأمريكي بعد استخدامه كلمة قاسية لوصف الوضع في إسرائيل في حال فشل المفاوضات

في ظل موجة كبيرة من الهجمات السياسية والشخصية ضده، نشر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، اليوم بيانًا شخصيًّا أعرب فيه عن أسفه لاستخدامه كلمة “أبارتهايد” لوصف الأبعاد الممكنة في حال تعثر المسيرة السياسية حول مستقبل إسرائيل.

بالأمس، تم تسريب شريط مسجل لجون كيري خلال حديث أمام زعماء العالم قال فيه إنه “إذا لم يتم تطبيق حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في الوقت القريب، فإن إسرائيل ستتحوّل إلى دولة أبارتهايد”، إلا أن كيري تراجع اليوم عن أقواله قائلا:” لو كان باستطاعتي العودة إلى الوراء لاستخدمت كلمة أخرى”.

وفي البيان الذي نُشر قال كيري: “خلال فترة ثلاثين عامًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، ليس أنني تكلمت لصالح إسرائيل فحسب، بل قمت بالتصويت لصالحها عندما اقتضت الضرورة. كوزير خارجية الولايات المتحدة قضيت ساعات عمل بلا نهاية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو ووزيرة العدل ليفني، وكل هذا  لأنني أومن بمستقبل تريده وتسعى إليه إسرائيل.  أريد أن أرى حل الدولتين يُطبق ويضمن دولة يهودية آمنة إلى جانب دولة فلسطينية مزدهرة. وأنا أعمل من أجل هذا الهدف”.

قال كيري أيضًا: “لن أسمح لأي أحد بالطعن في التزامي تجاه إسرائيل، خاصة أن هذا الطعن تقف وراءه أسباب حزبية-سياسية، لذا أنا أريد أن أكون واضحًا في كل ما أومن به وبما لا أومن به.

 بداية، إسرائيل دولة ديمقراطية، وأنا لا أومن، وأيضًا لم أقل ذلك إما في العلن أو في حديث خاص بأن إسرائيل هي دولة أبارتهايد، أو أن هناك نيّة لديها للتحوّل إلى ذلك. كل من يعرف شيئًا عني يعرف ذلك دون أدنى شك”.

هذا البيان الشخصي، والذي يصفه البعض بالمهين،  قرر كيري نشره في محاولة لوضع حد لردود الفعل والانتقادات الغاضبة لاستخدامه كلمة “أبارتهايد” في خطابه أمام المنتدى الخاص “اللجنة الثلاثية” حيث قام مراسل موقع ديلي بيست، جوش روغين، بتسجيل أقواله سرًا.

وفي ختام بيانه لسع كيري إسرائيل عند ذكره تصريحات مماثلة لليفني وأولمرت حول كوْن إسرائيل دولة أبارتهايد، قائلا: “ذكر جميعهم الخطورة في الأبارتهايد للتشديد على الخطرالمستقبلي في حال وجود دولة واحدة، لكننا نحن في واشنطن نفضل أن تبقى هذه الكلمة بعيدًا عن النقاش حول إسرائيل”.

اقرأوا المزيد: 312 كلمة
عرض أقل
كيري: "ستخسر سلطتك، وستخسر حل الدولتين، وستخسر نفسك" (AFP)
كيري: "ستخسر سلطتك، وستخسر حل الدولتين، وستخسر نفسك" (AFP)

كيري: إسرائيل قد تتحوّل إلى دولة أبارتهايد

الموقع الإخباري "ديلي بيست" يصرح بأنّ كيري قال إنّ التغيير في قيادة كلا الجانبين قد يؤدّي إلى تطوّر إيجابي

يعتقد وزير الخارجية، جون كيري، بأنّه فيما لو لم تصنع إسرائيل السلام مع الفلسطينيين قريبًا فقد تتحوّل إلى دولة أبارتهايد (فصل عنصري). هذا ما ذكره الموقع الأمريكي “ديلي بيست” استنادًا إلى تسجيل لكيري من محادثة له مع زعماء من روسيا، أوروبا الغربية واليابان.

إن خدام كلمة “أبارتهايد” (فصل عنصري) المثيرة للجدل ليس شائعًا في الخطاب الأمريكي في كلّ ما يتعلّق بإسرائيل وسياساتها. يتجنّب المسؤولون الأمريكيون عمْدًا استخدام هذا الاصطلاح، كي لا ينتقدوا بقسوة سياسات إسرائيل ولا يقارنوها بالسياسة التي اعتمدتها في الماضي حكومة جنوب إفريقيا ضدّ مواطنيها السود.

وقد وُجّهت في الماضي انتقادات قاسية جدّا تجاه رئيس الولايات المتحدة السابق، جيمي كارتر، حول كتابه بعنوان “فلسطين: السلام أو الأبارتهايد” والذي نُشر عام 2007. من بين جميع رؤساء الولايات المتحدة السابقين، كان كارتر هو الوحيد الذي اعتبر مؤيّدًا للفلسطينيين.

 أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الماضي أيضًا عن معارضته لاستخدام المصطلح. قال أوباما حين كان لا يزال سيناتورًا ومرشّحًا لرئاسة الولايات المتحدة إنّ “إدخال مصطلح مثل الأبارتهايد للنقاش لا يدفع قُدمًا فكرة الدولتين اللتين تعيشان بجانب بعضهما البعض. إنّها كلمة مشحونة بالعواطف من الناحية الشعورية وغير دقيقة من الناحية التاريخية”.

فضلًا عن ذلك، فقد ذكر الموقع بأنّ كيري قد ألمح إلى أنّ تبديل المناصب القيادية الإسرائيلية والفلسطينية قد يؤثّر إيجابيًا على عملية المفاوضات المتعثرة. قال كيري: “إذا حدث تغيير في الحكومة أو القلوب، فإنّ شيئًا ما سيحدث”. ويترتّب على كلامه أنّ الجانبين متساويين في المسؤولية بخصوص أنّ المفاوضات عالقة ولا تجني ثمارًا.

ووفقًا للتقرير، فقد انتقد كيري البناء الإسرائيلي للمستوطنات وقال إنّ “أربع عشرة ألف وحدة سكنيّة جديدة تم الإعلان عنها منذ أن بدأنا في المفاوضات. من الصعب جدّا على كلّ زعيم أن يتفاوض تحت هذه السحابة”. ومع ذلك، لم يعرب كيري عن يأسه ممّا يجري وعبّر عن أمله بعودة المحادثات إلى مسارها.

حسب كيري، فقد درس في الأشهر الأخيرة احتمال وضع برنامج سلام شامل أمام الجانبين، وحثّهما على القبول دون تحفّظ، أو رفض تامّ. وهذا يعني احتمال أن تتّخذ الولايات المتحدة خطوة كهذه فيما بعد.

اقرأوا المزيد: 309 كلمة
عرض أقل