هل يشهد حزب “العمل” الإسرائيلي انقلابا ضد زعيمه الجديد؟
كتبت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن الأصوات المعارضة لرئيس الحزب الجديد، آفي غاباي، تتزايد مع انخفاض شعبية الحزب في الاستطلاعات، وهناك من يفكر في الانشقاق عن الحزب وإقامة حركة سياسية جديدة
استطلاعات الرأي الأخيرة التي تشير إلى انخفاض شعبية حزب “العمل” في إسرائيل، والأفكار اليمينية التي يبديها رئيس الحزب، آفي غاباي، يدفع نواب من الحزب إلى التفكير في التخلي عن رئيس الحزب الجديد، وإقامة حركة سياسية منفصلة، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة “إسرائيل اليوم” نشر صباح اليوم الجمعة.
وكتبت الصحيفة أن بعض النواب في الحزب فحصوا إمكانية الانشقاق عن غباي وإقامة حزب مستقل وذلك لانخفاض شعبية الحزب منذ توليه رئاسة الحزب، وكذلك لانحرافه نحو اليمين في تصريحات أخيرة كان أطلقها أبرزها أن “اليسار الإسرائيلي نسى ما معنى أن يكون يهوديا”.
وواحد من السيناريوهات الممكنة حسب الصحيفة المقربة من نتنياهو هو انشقاق 10 نواب عن حزب العمل، ما يمنحهم الحق بالحفاظ على اسم الحزب. وسيناريو آخر هو الإطاحة بغباي وتعيين رئيس آخر له فرص أكبر في الفوز في الانتخابات مثل رئيس الأركان الأسبق، بيني غانتس.
ورد حزب العمل على التقرير بالقول إن شعبية غباي تسبب الخوف لدى رجال نتنياهو وهم من يقفون وراء هذه الأخبار المختلقة.
زعيم اليسار الإسرائيلي يشكك بولاء اليسار للقيم اليهودية
أثار زعيم حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي، ضجة بعدما قال علنا ما همسه رئيس الحكومة نتنياهو في أذن الحاخام كبير إن اليسار نسي ما معنى أن تكون يهوديًا في انتقاد لاذع
يسعى زعيم معسكر اليسار الإسرائيلي وحزب “العمل”، إلى استقطاب أصوات المركز واليمين بكل ثمن: أثار زعيم حزب “العمل”، آفي غباي، أمس الاثنين، ضجة داخل بيته السياسي، بعد أن اتهم خلال لقاء مع طلاب جامعيين في مدينة بئر السبع، حزبه الذي يترأس معسكر اليسار، بأنه تخلى عن القيم اليهودية لصالح القيم الليبرالية.
والمقولة ” اليسار نسي ما معنى أن تكون يهوديًا” التي صرح بها غباي منسوبة لزعيم حزب “الليكود” ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي همس في أذن حاخام كبير، يدعى كادوري، عام 1997، والتقطت أقواله عن طريق الصدفة الميكروفونات. وأثارت يومها أقوال نتنياهو عاصفة سياسية كبيرة في إسرائيل.
وعقّبت طالبة جامعية حضرت اللقاء مع غباي على هذا التصريح بالقول إنها تشعر أن زعيم حزب العمل يغيّر اتجاها ولم يعد يمثل آراءها، فردّ غباي أن هذه آراؤه منذ زمن وليس جديدا. وكان السياسي حديث العهد، قد أثار ضجة جرّاء تصريحات وصفت بأنها تمثل اليمين الإسرائيلي وليس اليسار، منها أنه لن يجلس في نفس الحكومة مع قائمة عربية، وأنه لا يؤمن بإعادة الكتل الاستيطانية الكبرى مقابل السلام مع الفلسطينيين.
وحاول زعيم حزب العمل توضيح تصريحه فقال: “إننا يهود ونعيش في دولة يهودية. أعتقد أن مشكلة حزب العمل هي أنه ابتعد عن القيم اليهودية. إنه يفضل القيم الليبرالية على اليهودية”. وتابع “وجودنا هنا مرتبط بكتابنا المقدس وبشرائعنا ويجب علينا أن نكون فخوريين بذلك”.
وردّ نواب من حزب العمل على أقوال زعيم حزبها قائلين إن غباي لن يعلمنا ما هي القيم اليهودية. وقال زعيم حزب “يش عتيد” المعارض، يائير لبيد، في انتقاد لتصريحات غباي: “المحاولة أن تقرر للآخرين كيف يكونون يهودا محاولة مغيظة”.
نتنياهو خلال حفل تدشين الغوّاصات الجديدة لسلاح البحرية الإسرائيلي عام 2014 (GPO)
مقرّبو نتنياهو يخضعون للتحقيق
هذا الأسبوع، أجري تحقيق مع عدد من أمناء سر نتنياهو، في إطار التحقيق في “قضية الغواصات”، التي تعتبر إحدى القضايا الأكثر فسادا في تاريخ إسرائيل. وفق الشُبهات، عمل مقربو نتنياهو على شراء غوّاصات من ألمانيا بمليارات الدولارات، لأسباب اقتصادية وخلافا لتوصيات كبار المسؤولين في المنظومة الأمنية. اعتُقل ضابط كبير سابق في سلاح البحريّة، من بين مُعتقلين آخرين، وكذلك قريب من أقرباء عائلة نتنياهو ومحاميه، الذي يُعتبر أقرب شخص منه. صحيح حتى هذا الوقت، يبدو أن نتنياهو ليس متورطا في القضية ولن يُحاكم. لمزيد من التفاصيل حول القضية، اضغطوا على الرابط التالي.
طائرة “تسوفيت” (Beechcraft king air B200) من سرب طائرات التجسس الإسرائيلي (IDF)
لمحة حصرية على طائرات التجسس الإسرائيلية
هذا الأسبوع، قدمنا لكم معلومات وصورا حصرية حول سرب “الجمال الطائرة” التابع للجيش الإسرائيلي، المسؤول عن جمع المعلومات والاستخبارات أثناء الحرب وفي الأوقات العادية. في مقابلة خاصة مع ضابط السرب تحدث عن الدور المركزي الذي يؤديه السرب في العثور على الأهداف، والأهم هو الحفاظ على حياة الأبرياء.
نُشر هذا الأسبوع أن الحكومة المصرية تنوي المشاركة في تمويل ترميم شامل في الكنيس القديم “إلياهو هانبي” في الإسكندرية وهو الكنيس اليهودي الأخير في مصر الذي ما زالت تُجرى فيه الصلوات، وهو من بقايا الجالية اليهودية العظيمة في الدولة، ويشكل ذكرى لوضعها المأساوي في يومنا هذا.
أورين جولي (Instagram/Orin Julie)
جندية وعارضة
عرضنا عليكم هذا الأسبوع قصة الشابة أورين جولي، التي بدأت أثناء خدمتها العسكرية بجمع عدد كبير من المتابعين عبر الإنستجرام بعد أن عرضت صورها وهي تمسك بنادق وأسلحة. بعد تسريحها من الجيش اتخذت من هوايتها عملا لها، وأصبحت تعرض الآن في معارض للأسلحة وتربح مبلغا مُعتبرا.
يبدو أنكم لا تعرفون السياسي القادم. لا بأس، فهناك إسرائيليون كثيرون لا يعرفون كيف نجح هذا الرجل المجهول، الذي دخل معترك السياسة الإسرائيلية قبل نحو أربع سنوات، في أن يشكل فجأة أملا لدى آلاف الإسرائيليين لتغيير الحكم في إسرائيل وإسقاط حكومة نتنياهو.
وأعلنت عناوين الصحف الصباحية عن بدء جولة الانتخابات في إسرائيل وعن حقيقة أن هناك أمل في أن يحظى غباي بثقة الإسرائيليين، حيث ظل الكثير منهم محبطا من حكومات نتنياهو المتعاقبة.
هناك أمور ساخنة قد تسمعون عنها للمرة الأولى في هذا المقال: جمعنا معلومات كثيرة من النت ووسائل الإعلام الإسرائيلية ونقدم لكم بعض المواضيع الساخنة بشكل خاصّ حول غباي، مواهبه، والموسيقى المُفضّلة لديه.
يعتقد غباي أن السياسي الناجح هو الذي يعرف كيف يتحدث إلى الجمهور بتواضع.
إنه يتناول كل يوم صباحا، تقريبا، بعد الركض والاستحمام، وجبة حمص وفلافل ويجري في المطعم بالقرب من منزله، لقاءاته السياسية الأولى.
في سن 31 عاما، عُين مساعد شخصي للمدير العامّ لشركة الاتّصالات الكبيرة في إسرائيل، شركة “بيزك” وبعد مرور نحو 9 سنوات، في سن 40 عاما عُيّن رئيسا للشركة وكان يُعتبر أحد المديرين الناجحين.
أثناء شغل منصبه رئيسا للشركة كان أجره أكثر من 15 مليون دولار.
غباي متزوج من أييلت ولديهما ثلاثة أولاد وتعيش العائلة في تل أبيب.
لقد صرح أنه يصغي إلى أنواع مختلفة من الموسيقى: الإسرائيلية، موسيقى البوب، الروك، الأغاني الشرقية ولكنه يحب بشكل أساسيّ أغاني المطربة، نانسي عجرم.
وما هي أغنيته المفضلة ؟ “يا طبطب”…
يحب غباي تناول اللحم المشوي على النار.
ويدعم شرعنة الماريجوانا في إسرائيل وحتى أنه صرح عن تجاربه لتدخينها.
هناك سؤال واحد يؤرق الإسرائيليين من بين كل الأسئلة الشخصية التي طُرحت عليه، وهو يتعلق بتسريحة شعره حيث أجاب عنه بكل سرور والسؤال هو: هل شعره حقيقي أم أنه يستخدم الشعار المستعار؟ وقد تبين بعد فحص أن هذا هو شعره العادي. يُذكّر هذا الموضوع، بشعر الرئيس الغريب الذي انتُخب منذ وقت قصير ليكون رئيسا للدولة العظمى.
رئيس حزب العمل الإسرائيلي، آفي غباي (Miriam Alster/Flash90)
النجم الساطع من المغرب
آفي غباي، السياسي الإسرائيلي من أصل مغربي، أثار أمس دهشة في المنظومة السياسية الإسرائيلية بعد أن فاز في الانتخابات لرئاسة حزب العمل، وأصبح مرشح اليسار القادم لرئاسة الحكومة | مَن هو الرجل الأكثر حديثا في إسرائيل؟
فاز أمس آفي غباي بغالبية 52% مقابل 48% من الأصوات على السياسي الخبير، عمير بيرتس، وأصبح رئيسا لحزب العمل. خلافا لكل التوقعات، نجح غباي الذي انضم إلى حزب العمل قبل عدة أشهر فقط، في كسب تأييد المُنتخِبين وأن يكون مرشح اليسار الإسرائيلي القدم لرئاسة الحكومة.
وحتى وقت قصير، لم يكن آفي غباي معروفا لدى الكثيرين من منتخبي حزب “العمل”. في الواقع، إنه لم يشغل حتى منصب عضو كنيست وقد وصل إلى حزب “العمل” قبل نحو نصف سنة فقط. عندما وصل إلى الحزب رافقه آلاف الداعمين أيضا. بصفته أصبح عضوا في الحزب القديم في إسرائيل منذ وقت قصير فقط وكونه عديم الخبرة السياسية مقارنة بمنافسيه الخبيرَين سياسيًّا، لم يتوقع أحد أن يحظى غباي بنجاح كبير كهذا.
لقد وُلد غباي في القدس بعد سنوات من هجرة والديه المغربيَين من المغرب إلى إسرائيل، وهو الابن السابع من بين ثمانية أولاد. إنه ترعرع في أحياء فقيرة كانت معدّة للقادمين الجدد من إفريقيا الشمالية. إلا أنه استغل الفرصة الكامنة أمامه، ودخل إلى إحدى المدارس الثانوية الجيدة في القدس، وخدم في سلاح المخابرات العريق في الجيش الإسرائيلي. بعد أن درس الاقتصاد وإدارة الأعمال، عمل في مكتب وزارة المالية الإسرائيلي واكتسب خبرة هامة مما ساعده على تحقيق رواتب من ملايين الشّواكل في السوق الخاص لاحقا.
مقر حزب العمل بعد الإعلان عن فوز آفي غباي (Miriam Alster/Flash90)
إذا، ماذا فعل في حياته حيث يجعله يفكر في أنه مناسب للترشح لمنصب رئاسة الحكومة أمام نتنياهو؟ غالبًا، هناك لدى رؤساء الحكومة والسياسيين الإسرائيليين الكبار رتب عسكريّة هامة، ولكن غباي ليست لديه رتب كهذه. ولكن لديه ماض وخبرة في مجال الأعمال. فقد عمل في مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال وبعد ثماني سنوات عمل في شركة الاتّصالات الإسرائيلية الكبيرة “بيزك” وأصبح مديرها العام. بعد أن شغل منصب مدير عامّ في الشركة طيلة ست سنوات استقال بمبادرته، وذلك بعد أن حظي بتقدير بصفته مدير عامّ نجح في إنجاع نشاط الشركة.
وتُعتبر خبرته السياسية ضئيلة نسبيًّا. غباي هو من مؤسسي حزب “كولانو” الذي كان المفاجئة في الانتخابات الأخيرة برئاسة موشيه كحلون الذي أصبح وزير المالية. شغل غباي منصب وزير البيئة، ولكنه استقال من منصبه بعد سنة وذلك احتجاجا على خدعة نتنياهو السياسية، حيث أقال بشكل مفاجئ وزير الدفاع الخبير عسكريا، بوغي يعلون، وعين مكانه رئيس حزب خصم، أفيغدور ليبرمان، عديم الخبرة.
ولكن عاد أمس غباي إلى الحلبة السياسية الإسرائيلية بشكل كبير. في خطابه بعد الانتصار أمس قال: “كل مَن استبعد أن يصل حزب العمل إلى الحكم، وكل مَن اعتقد أن مواطني إسرائيل قد فقدوا أمل التغيير – فإليكم الإجابة هذه الليلة… يشكل هذا اليوم انتصارا للأمل، عودة إلى الحكمة والقيم الخاصة بنا، تعاطفا واهتماما بالآخر، وبداية طريق. يؤدي هذا الطريق إلى حكم جديد في إسرائيل.
قال غباي لمُنتخبيه: “أعربتم عن رغبتكم في قيادة جديدة، وأنا هنا من أجلكم – قيادة تهتم بجمهور جديد في الحزب. بعد ذلك توجه إلى كل مواطني إسرائيل قائلا: “يعمل الحكم السائد على التفريق بين اليمين واليسار، المتديّنين والعلمانيين، الشرقيين والشكنازيين، اليهود والعرب – لقد عمل على تفرقة المواطنين من أجل بسط نفوذه. هذا هو الوقت المناسب لنا جميعا للتوحد مُجددا. أناشد كل مواطني إسرائيل أن ينضموا إليّ.
في نهاية الخطاب وجه غباي “لسعات” نحو رئيس الحكومة نتنياهو متطرقا إلى التحقيق الذي يُجرى في هذه الأيام في قضية شراء الغواصات، والتي اعتُقِل بسببها مقربو نتنياهو ومحاميه ويتم التحقيق معهم. استقبل الجمهور غباي قائلا بحماس “ثورة!”، ولكن هناك طريق طويلة على غباي أن يجتازها حتى يتنافس على رئاسة الحكومة ضد نتنياهو، ويفوز فيها.
المرشح من أصول مغربية المجهول الذي وصل إلى المرحلة النهائية من الانتخابات في حزب "العمل" ويطمح إلى أن يكون رئيسا للحزب، يدعي أنه قادر على الإطاحة بنتنياهو من الحكم
تدور ضجة عارمة في حزب المعارضة الكبير في إسرائيل. إذ تمت إقالة بوجي هرتسوغ النخبوي، في الجولة الأولى من الانتخابات الداخلية لرئاسة الحزب، لصالح مرشحَين من أصل مغربي. يشكل آفي غباي المفاجئة الكبيرة الحقيقة في هذه الانتخابات.
ففي حين أن الجزء المصيري من المنافسة على رئاسة الحزب القديم في إسرائيل، سيُجرى بعد ستة أيام فقط، تشكل حقيقة وصول غباي إلى مرحلة المنافسة الثنائية أعجوبة تقريبا. إن الوضع الذي يواجهه حزب العمل الذي كان الحِزب الحاكم في إسرائيل طيلة سنوات قبل انتصار حزب اليمين “الليكود” هو غير مسبوق. ففي الوقت الراهن، يتنافس مرشحان على رئاسة الحزب المحسوب على اليهود من أصول أوروبية وهما يهوديان من أصل مغربي.
لم يكن آفي غباي معروفا لدى الكثيرين من منتخبي حزب “العمل”، حتى قبل بضعة أشهر. في الواقع، إنه لم يشغل حتى منصب عضو كنيست وقد وصل إلى حزب “العمل” قبل نحو نصف سنة فقط. عندما وصل إلى الحزب رافقه آلاف الداعمين أيضا. بصفته أصبح عضوا في الحزب القديم في إسرائيل منذ وقت قصير فقط وكونه عديم الخبرة السياسية مقارنة بمنافسيه الخبيرَين سياسيًّا، لم يتوقع أحد أن يحظى غباي بنجاح كبير كهذا.
المرشح غباي والمرشح بيرتس كلهما من أصول مغربية (Hadas Parush/Flash90)
لقد وُلد غباي في القدس بعد سنوات من هجرة والديه المغربيَين من المغرب إلى إسرائيل، وهو الابن السابع من بين ثمانية أولاد. إنه ترعرع في أحياء فقيرة كانت معدّة للقادمين الجدد من إفريقيا الشمالية. إلا أنه استغل الفرصة الكامنة أمامه، ودخل إلى إحدى المدارس الثانوية الجيدة في القدس، وخدم في سلاح المخابرات العريق في الجيش الإسرائيلي. بعد أن درس الاقتصاد وإدارة الأعمال، عمل في مكتب وزارة المالية الإسرائيلي واكتسب خبرة هامة مما ساعده على تحقيق رواتب من ملايين الشّواكل في السوق الخاص لاحقا.
إذا، ماذا فعل في حياته حيث يجعله يفكر في أنه مناسب للفوز بقيادة حزب “العمل”، والترشح لمنصب رئاسة الحكومة أمام نتنياهو؟ غالبًا، هناك لدى رؤساء الحكومة والسياسيين الإسرائيليين الكبار رتب عسكريّة هامة، ولكن غباي ليست لديه رتب كهذه. ولكن لديه ماض وخبرة في مجال الأعمال. فقد عمل في مجال الاقتصاد وإدارة الأعمال وبعد ثماني سنوات عمل في شركة الاتّصالات الإسرائيلية الكبيرة “بيزك” وأصبح مديرها العام. بعد أن شغل منصب مدير عامّ في الشركة طيلة ست سنوات استقال بمبادرته، وذلك بعد أن حظي بتقدير بصفته مدير عامّ نجح في إنجاع نشاط الشركة.
آفي غباي يزور قادة الطائفة الدرزية في إسرائيل
تعتبر خبرته السياسية ضئيلة نسبيًّا. غباي هو من مؤسسي حزب “كولانو” الذي كان المفاجئة في الانتخابات الأخيرة برئاسة موشيه كحلون الذي أصبح وزير المالية. شغل غباي منصب وزير البيئة، ولكنه استقال من منصبه بعد سنة وذلك احتجاجا على خدعة نتنياهو السياسية، حيث أقال بشكل مفاجئ وزير الدفاع الخبير عسكريا، بوغي يعلون، وعين مكانه رئيس حزب خصم، أفيغدور ليبرمان، عديم الخبرة.
بما أن غباي من خلفية تختلف جدا عن خلفية معظم مؤيدي حزب “الليكود”، فهو يدعي أنه قادر على إحداث تغيير في حزب المعارضة الخامد وجذب جمهور جديد كان قد سئم من الجمهور النخبوي في حزب “العمل” وصوت لصالح حزب “الليكود” برئاسة نتنياهو. رغم أن آراء غباي يسارية، ويدعم التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتَين، فهو ينوي “سلب” أصوات من اليمين، والتوضيح للإسرائيليين من الطبقتين الوسطى والمنخفضة اللتين هاجرتا من الدول الإسلامية أن اليسار ليس معدا للأغنياء فقط، بل يمثل العمال البسطاء.
وفق الاستطلاعات، نجح في كسب تأييد الشبان في حزب “العمل”، وسنعرف في الأيام القريبة إذا كانت هذه الخطوة ستساعده على الانتصار، رغم كل الاحتمالات، على المرشح القديم والخبير، عمير بيرتس، والتنافس على رئاسة الحكومة الإسرائيلية أمام نتنياهو.
نشطاء من حزب العمل يجهزون لافتة لزعيم الحزب والمرشح ناثية لرئاسة حزب "العمل" (Tomer Neuberg/Flash90)
الفرصة الأخيرة لليسار الإسرائيلي
سبعة مرشحين، حزب واحد. حزب "العمل" يعقد انتخابات داخلية لانتخاب زعيم له في السنوات القادمة. هل سينجح الحزب الذي أقام دولة إسرائيل في اختيار زعيم قادر على منافسة نتنياهو؟
أخيرا، وصلت المعركة الانتخابية الأكثر “قذارة” في تاريخ حزب “العمل” الإسرائيلي إلى نهايتها. يتنافس سبعة مرشحين بحماس على رئاسة الحزب الذي أقام في الواقع دولة إسرائيل، وتشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أن الحزب سيحظى بعدد ضئيل من المقاعد في الكنيست. ولكن حزب العمل هو أحد الأحزاب القوية والمعروفة في إسرائيل، وقد تطرأ مفاجآت ويعود هذا إلى هوية زعيم الحزب القريب.
هناك من بين المرشّحين للانتخابات التمهيدية أربعة مرشحين بارزين بشكل خاصّ: يتماهى اثنان من بينهم مع مؤسسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي (لجان العمال، أعضاء قدامى، وغير ذلك) – يتسحاق (بوجي) هرتسوغ، رئيس الحزب الحالي، الذي حقق نجاحا ملحوظا في الانتخابات الأخيرة أمام نتنياهو، إلا أنه يعتبر فاقدا للكاريزما، وعمير بيرتس، زعيم عمال شعبي من مدينة سديروت، ولديه خبرة في السياسة، ومعروف في العالم العربي كوزير الدفاع أثناء حرب لبنان الثانية.
بالمقابل هناك مرشحان آخران جديدان ونشطان، ناجحان، يمثلان إسرائيل الجديدة والرأسمالية: أريئيل مرجليت، المليونير الذي جمع ثروته بعد أن عمل في الهايتك، والمرشح الأكثر أهمية هو آفي غاباي، رجل أعمال ناجح، من أصل مغربي، كان وزيرا في حكومة نتنياهو وقرر الاستقالة من منصبه احتجاجا على تعيين ليبرمان وزيرا للدفاع.
تصل الانتخابات في الحزب الأهم في اليسار الإسرائيلي في توقيت هام للديموقراطية الإسرائيلية، في الوقت الذي يشعر فيه الكثير من المواطنين لا سيّما العلمانيون والمتضامنون مع الدوائر الليبرالية أن الحكومة لا تمثلهم وتضيّق على خطواتهم. مثلا، في الأيام الأخيرة ازداد الانتقاد حول دمج المزيد من المحتويات اليهودية – الدينية في الجهاز التربوي العام للأطفال الإسرائيليين. يتحدث نتنياهو وحكومته بشكل لاذع على نحو ثابت ضد اليسار وهناك شعور من نقص قيادة قادرة على وضع تحد سياسي جدي أمام نتنياهو.
المرشح لرئاسة حزب “العمل” ووزير البيئة في السابق، أفي غاباي ( Emil Salman/POOL)
تكمن الأفضلية لدى مرشح مثل آفي غاباي الذي ينحدر من عائلة شرقيّة تقليدية وحتى أنه كان في حكومة نتنياهو، في أنه قادر على أن يضم إلى حزب العمل جمهورا مؤيدا لليكود.
فيما يتعلق بالقضية الإسرائيلية – الفلسطينية، فإن غالبية المرشّحين تعتقد أنه يجب دعم حل شامل يطمح لإقامة دولة فلسطينية. ولكن مرشحا واحدا، وهو أريئيل مرجليت، الوحيد الذي قال إنه سيضم إلى حكومته “القائمة العربية المشتركة” في حال انتخابه رئيسا للحكومة.
من المتوقع أن نتنياهو يراقب الانتخابات التمهيدية في حزب العمل عن كثب، ولكن جمهور الناخبين الإسرائيلي يشكل الفرصة الأخيرة لليسار الإسرائيلي لاختيار زعيمه القادر على منافسة نتنياهو حقا.