شبان مصريون يرفعون علم المثلية خلال عرض لفرقة مشروع ليلى في القاهرة  (Facebook)
شبان مصريون يرفعون علم المثلية خلال عرض لفرقة مشروع ليلى في القاهرة (Facebook)

“ما زالت الدول الإسلامية تمارس التعذيب ضد مثليي الجنس”

جرت فحوص اجتياحية في مصر ضد عدد من المعتقَلين، وفي أذربيجان، تم تفعيل ضربات كهربائية ضد المعتقَلين وضربهم

شجبت الأمم المتحدة يوم الجمعة الماضي الاعتقالات الحاشدة ضد المثليين، السحاقيات، والمتحولين جنسيا في أذربيجان، مصر، وإندونسيا. وقالت جهات رسمية من قبل الأمم المتحدة إن هذه الدول، التي يعذب جزء منها المعتقَلين تخترق القانون الدولي.‎ ‎

في الأسابيع الماضية، اعتُقِل نحو 80 شخصا في أذربيجان، نحو 50 في مصر، ونحو 50 في إندونيسيا على يد القوى الأمنية، غالبا بسبب اتهامات كاذبة. تدعي الأمم المتحدة أن هذه الاعتقالات تكشف عن أنماط شبيهة من التمييز واستخدام القوة بشكل غير قانوني.

شبان مصريون يرفعون علم المثلية خلال عرض لفرقة مشروع ليلى في القاهرة (Facebook)
شبان مصريون يرفعون علم المثلية خلال عرض لفرقة مشروع ليلى في القاهرة (Facebook)

واعتقلت السلطات في عاصمة أذربيجان، باكو، أكثر من 80 مثليا، سحاقية، وأشخاصا من أصحاب ازدواجية الميول الجنسية، والمتحولين جنسيا منذ منتصف شهر أيلول. وفق التقارير، تم تعذيب، ضرب، وإلحاق ضربات كهربائية، وحلق شعر جزء من المعتقَلين. من بين أمور أخرى، أجبِر جزء من المعتقَلين على اجتياز فحوص طبية بالقوة، ونُشرت نتائج الفحوص في وسائل الإعلام.

توضح السلطات في باكو أن الاعتقالات جاءت ردا على طلب الجمهور لاعتقال الذين يمارسون الدعارة في المدينة، ولكن محامي المعتقَلين يدعون بشدة أن معظم المثليين المعتقَلين لم يمارسوا الدعارة. وأشارت الأمم المتحدة أيضا إلى أن السلطات في الدول الثلاث اتهمت المعتقَلين بالتورط في صناعة الجنس، رغم أن معظمهم رفض هذه الاتهامات.

اعتُقل نحو 50 مثليا مؤخرا في مصر، وتعرفت إليهم السلطات عبر مواقع إنترنت وغرف الدردشة. اعتُقِل شابان بعد أن رفعا علم المثليين في عرض موسيقي لفرقة “مشروع ليلى”، التي يرأسها شاب مثلي معروف. اعتُقل الشابان بتهمة “الانضمام إلى مجموعة تهدف إلى تشجيع المثلية الجنسية”. اجتاز جزء من المعتقَلين في مصر فحوص اجتياحية في أعضائهم التناسلية.

اقرأوا المزيد: 235 كلمة
عرض أقل
الزوجان المسلم واليهودية اللذان اجتازا الحدود (لقطة شاشة)
الزوجان المسلم واليهودية اللذان اجتازا الحدود (لقطة شاشة)

الزوجان المسلم واليهودية اللذان اجتازا الحدود

من أذربيجان إلى إسرائيل: قرر رجل مسلم متزوج من مرأة يهودية، مغادرة مكان سكناهما وأن يصبحا مواطنَين إسرائيليَين

أسد فرجوب (62) هو مسلم مثل معظم سكان أذربيجان، ولكن ذلك لم يشكل حجرة عثرة أثناء هجرته، أمس (الأحد)، إلى إسرائيل مع زوجته، عريفة.

عريفة (58) هي محاضِرة كبيرة في الأدب الروسي، زوجة أسد، ويهودية. حظي كلاهما بمساعدة الوكالة اليهودية وهي الجهة المهتمة بمساعدة اليهود في جميع أنحاء العالم من أجل الهجرة إلى إسرائيل،  وشجّعتهما على الانتقال إلى إسرائيل، رغم أنّ أسد مسلم.

أوضحت عريفة أنّ أسرتها لم تعارض زواجها من رجل ذي ديانة أخرى. “في الحقيقة، جدتي، أم والدتي، المولودة في روسيا البيضاء وابنة حاخام، كانت متزوجة من رجل مسلم أيضا”، كما تقول. “تعرفتُ في الجامعة على رجل وسيم من أذربيجان، لذلك غادرت روسيا البيضاء وسافرت لأكون قريبة منه. هكذا حدث أيضا فعندما تزوجت رجلا مسلما، لم أواجه معارضة”.

“لا تخيفني الصراعات بين اليهود والمسلمين”، كما يصرّح أسد، الذي اعتاد على العيش في بيئة مختلطة. “قاتلتُ خلال سنوات طويلة وعندما لم أعد مقاتلا أصبحت قاضيا عسكريا لمعاقبة أولئك الإرهابيين، الذين كان بعضهم  من المسلمين. المسلم الحقيقي لا يقتل ولذلك فأنا لا أخاف من العيش في إسرائيل”.

قال الأسد لقد ترعرع أولادنا في دولة مسلمة ويقولون إنّ “ذلك لم يزعجهم أبدا ولم يزعج عائلتهم الموسعة”، وأضاف “في أذربيجان هناك الكثير من الأسر المختلطة”، ومع ذلك فقد اخترنا الانتقال إلى إسرائيل، لأنّه بحسب كلامه، اختار أبناؤه الاستقرار في إسرائيل وبناء مستقبلهم فيها.

اقرأوا المزيد: 207 كلمة
عرض أقل
وزير الأمن الإسرائيلي، موشه (بوغي) يعلون ووزير الخارجية الأذربيجاني ألمار ممدياروف خلال زيارة ممدياروف  لإسرائيل. أبريل 2013 (Ariel Hermoni/Ministry of Defence/FLASH90)
وزير الأمن الإسرائيلي، موشه (بوغي) يعلون ووزير الخارجية الأذربيجاني ألمار ممدياروف خلال زيارة ممدياروف لإسرائيل. أبريل 2013 (Ariel Hermoni/Ministry of Defence/FLASH90)

الدولة الإسلامية التي لا تخفي علاقاتها مع إسرائيل

في منطقة الشرق الأوسط التي لا تتوقف مفاجآتها، يتكون تحالف قوي بين الدولة اليهودية والدولة الإسلامية. وحسب بعض المصادر، فإن 40% من النفط الذي تستهلكه إسرائيل مصدره من أذربيجان، وبالمقابل، فإن إسرائيل تزوّد أذربيجان بالمعدّات العسكرية المتطورة

لقد حظي الحدث الذي وقع اليوم على عناوين هامشية في الصحافة الإسرائيلية، ومع ذلك يجب عدم التقليل من قدره: وزير الأمن الإسرائيلي، موشه (بوغي) يعلون، قام بزيارة رسميّة في أذربيجان، والتقى هناك بكبار المسؤولين الحكوميين. أظهرت هذه الزيارة للعالم الأداء القوي الذي تٌعنًى إسرائيل بإظهاره: وهو وجود علاقة طيبة بين الدولتين، بل طيبة جدًا

التعاون بين إسرائيل وأذربيجان ليس جديدً. فحسب مصادر خارجية، هناك تعاون استراتيجي بين الدولتين وهو آخذ بالازدياد في السنوات الأخيرة. هناك مصالح واضحة لدى الدولتين الموجودتين في الشرق الأوسط الذي يفتقر إلى الاستقرار، لتقوية العلاقات المتبادلة: أذربيجان هي دولة قوية وقوتها البترول، وأما إسرائيل فهي دولة قوية عسكريًّا.

حسب تقارير مختلفة، اقتنت أذربيجان من إسرائيل في السنوات الأخيرة معدّات وأسلحة، تشمل طائرات دون طيّار، أنظمة أقمار صناعية، ومعدّات استخبارية متطورة. وكذلك زودت إسرائيل أذربيجان بمعلومات عن نية إيران وحزب الله القيام بتفجيرات في سفارات إسرائيلية في باكو وفي مناطق يهودية في الدولة، كالتفجير الذي حصل في مدينة بورغاس البلغارية في تموز 2012.

على الجانب الآخر، فإن إسرائيل كانت تبحث خلال السنوات العشر الأخيرة عن بديل مناسب لاستيراد البترول، بعدما توقف الاستيراد من إيران عام 1979 بعد الثورة الإسلامية. إن عدم قدرة إسرائيل لاستيراد البترول جعلها تستورد معظم البترول من المكسيك البعيدة على مدار سنوات عديدة، الأمر الذي كلّفها الكثير.

المرشد الأعلى أية الله روح الله الموسوي الخميني (AFP)
المرشد الأعلى أية الله روح الله الموسوي الخميني (AFP)

منذ استقلال أذربيجان عام 1991، بدأت إسرائيل باستيراد البترول منها. وتزايد وهذا الاستيراد مع مرور السنوات، والتقديرات الحالية هي أن أذربيجان التي تُعد واحدة من دول البترول الكبرى في المنطقة وهي في المكان الـ 20 في العالم في قائمة مجمعات البترول الموثوقة، تزوّد إسرائيل بما لا يقل عن 40% من البترول الذي تستهلكه.

لقد تحسّنت العلاقات مع أذربيجان، وهي دولة ذات غالبية مسلمة والتي تعرّف نفسها كدولة علمانية، تحسنًا كبيرًا منذ إنشاء الحكومة الإسرائيلية الحالية، قبل عام ونصف. بعد شهرين من إنشاء الحكومة قام وزير الخارجية الأذربيجاني بزيارة لإسرائيل، وهي الزيارة الأولى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين قبل نحو 20 سنة.

لقد تحسنت العلاقات بين الدولتين إلى درجة أن ادّعت بعض المصادر العالمية في السنة المنصرمة أن أذربيجان ستتيح للطائرات الإسرائيلية أن تخرج من منطقتها لهجوم محتمل على إيران، لكن هذه الادعاءات تم نفيها من قِبَل أذربيجان. مع ذلك، علينا أن ننوه أن العلاقات بين أذربيجان وإيران متوترة، الأمر الذي يساعد في تقوية التحالف بينها وبين إسرائيل.

كذلك، هناك في إيران أقلية أذربيجانية عددها كبير جدًا، وتشير التقديرات إلى أن هناك مصادر كثيرة للمخابرات الأذربيجانية داخل إيران. من المحتمل أنه في إطار توطيد العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان، أن تكون هناك تسهيلات واحتمالات أكبر لإسرائيل للحصول على استخبارات جيّدة داخل إيران.

وزير الأمن الإسرائيلي، موشه (بوغي) يعلون, خلال زيارته في أذربيجان (Ariel Hermoni/Ministry of Defense/FLASH90)
وزير الأمن الإسرائيلي، موشه (بوغي) يعلون, خلال زيارته في أذربيجان (Ariel Hermoni/Ministry of Defense/FLASH90)

الزيارة الحالية ليعلون في أذربيجان، والذي قابل هناك الرئيس إيلحام إلياف، ووزير الدفاع زكير حسنوب، ووزير الخارجية ألمار ممدياروف، تؤكد على هذا التقرب في العلاقات بين الدولتين. هذه ليست المرة الأولى التي يتواجد فيها ممثلون إسرائيليون كبار في أذربيجان، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها زيارة ممثل حكومي إسرائيلي كبير بشكل علني كوزير الدفاع.

السبب الرسمي لزيارة يعلون هو معرض الأمن والدفاع الأول في تاريخ أذربيجان. خلال الزيارة، زار يعلون الجناح الإسرائيلي في المعرض، ومدح صناعة الدفاع الإسرائيلية، وافتخر بالتعاون في هذا المجال بين الدولتين. وقد انضم لهذه الزيارة أيضًا رئيس قسم التصدير الدفاعي، وهذا الأمر يزيد من الاحتمال بأن خلال هذه الزيارة تم الاتفاق على عدة صفقات دفاعية، وسرية، بين الدولتين.

هناك تخوف وقلق في إسرائيل من أن هذا التحالف قد يضعف كما ضعفت تحالفات سابقة لإسرائيل مع دول مسلمة مثل تركيا، أو انتهت بالكامل كما حدث مع إيران. مع ذلك، يدعي قادة إسرائيليون كبار أن هذا الأمر بعيد عن أن يصبح حقيقة، ذلك بسبب المصالح العديدة التي تجمع الدولتين بتقوية العلاقات بينهما، كما هو واضح من خلال الأحداث.

اقرأوا المزيد: 564 كلمة
عرض أقل
رئيس الوزراء الإسرائيلي يلتقي نظيره الجورجي بيدزينا إيفانيشفيلي في القدس في يونيو (حزيران) 2013 (ديون رئيس الحكومة الإسرائيلية)
رئيس الوزراء الإسرائيلي يلتقي نظيره الجورجي بيدزينا إيفانيشفيلي في القدس في يونيو (حزيران) 2013 (ديون رئيس الحكومة الإسرائيلية)

خطة إسرائيلية لعزل إيران عن جاراتها

تتبلور في وزارة الخارجية الإسرائيلية خطة طموحة من أجل تقريب دول الغلاف الأول حول إيران لإسرائيل مثل: جورجيا وكازاخستان وأذربيجان

04 نوفمبر 2013 | 12:27

أفادت صحيفة “معريف” الإسرائيلية اليوم أن موظفين كبار في الخارجية الإسرائيلية يعتزمون الطلب من القيادة السياسية التصديق على خطةٍ طموحة تهدف إلى عزل إيران عن جاراتها عبر توطيد العلاقات معهنّ.

ومن المفترض أن تقوم هذه الخطوة، التي ستوجّه إلى دول مثل جورجيا وأذربيجان وتركمنستان وكازاخستان وأزبكستان، بالتركيز على الوعود الإيرانية بتقديم المساعدة الاقتصادية والسياسية التي لم تُنفذ، وتقديم عرضٍ بديلٍ لتوثيق أواصر التعاون المدنيّ والاقتصادي مع إسرائيل. وبالإضافة لذلك، يتم نقل معلومات لهذه الدول حول خلايا الإرهاب التي يقيمها الحرس الثوري وحزب الله على أراضيها.

وضمن الإجراء المقترح، تعتزم إسرائيل تقديم المساعدة لهنّ في مواجهة متطرفين إسلاميين من المنطقة خرجوا إلى سوريا من أجل الاشتراك في الحرب الأهلية الدائرة فيها، وعادوا وهم يمتلكون التأهيل والخبرة العسكرية. كما ستبدأ وزارة الخارجية إصدار تقرير متابعة يومي يفصّل النشاط الإيراني في المنطقة

ويعتزم مسؤولو وزارة الخارجية، حسب “معريف”، تطوير مبادرات مساعدة وتعاون في مجالات كالصحة، والطاقة والزراعة، من خلال النية لتعزيز العلاقة مع دول المنطقة. كما طُرح في النقاشات الداخلية في الوزارة تأثير النشاط الروسي في مركز آسيا والقوقاز في إسرائيل، وبالذات على خلفية شعور دول المنطقة أن الولايات المتحدة الأمريكية تقلص نشاطها فيها.

ويجد الإسرائيليون تشجيعًا من برودة العلاقات بين جورجيا وإيران بعد تغيير الحكم في تبليسي، والسياسة الحذرة التي تديرها أذربيجان نحو إيران. وينوي المسؤلون في القدس استغلال هذا التوجّه وتوثيق العلاقات مع هاتين الدولتين. وفي هذا الإطار، تقرَّر من جملة ما تقرر العمل من أجل إلغاء الحاجة إلى تأشيرات دخول للسياح القادمين من جورجيا إلى إسرائيل.

وكانت فكرة الحملة الدبلوماسية طُرحت خلال جلسة حوار مهنية قبل عدة أيام نظمتها وزارة الخارجية الأسبوع الماضي في تبليسي عاصمة جورجيا، اشترك فيها سفراء الدول المجاورة لإيران. واشترك في المؤتمر دبلوماسيون إسرائيليون كبار يخدمون في روسيا وأوكرانيا، وكذلك مندوبون من السفارات في واشنطن والصين ولندن وبرلين ونيو دلهي وبروكسل، ووفد من مقر وزارة الخارجية في القدس.

حتى السعودية، كما هو معلوم، تتابع بقلق تقدم خطة إيران النووية، وعُلم بالأمس أن المملكة قدّمت لألمانيا طلبًا لامتلاك خمس غواصات متطورة من نوع “توب” بتكلفة تصل إلى عشرة مليار يورو. وكانت مصر طلبت في الماضي شراء مثل هذه الغواصات، لكن الصفقة أحبطت بسبب الضغط الإسرائيلي. ولم ترد ألمانيا إلى الآن على الطلب السعوديّ، لكن وسائل الإعلام في الدولة أفادت أنه سيتم التعامل مع الطلب إيجابيًا. وفي الشهر الماضي، على خلفية الأنباء حول مفاوضات الغرب مع إيران، نُشر أن السعودية تعتزم امتلاك صواريخ وسلاح من الولايات المتحدة الأمريكية بتكلفة شاملة تصل إلى 10.8 مليار دولار.
في غضون ذلك، وبعد ثلاثة أسابيع من الاختفاء عن أعين الجمهور، ما أثار شائعاتٍ حول وضع الصحي الزعيم الروحي الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي، فقد ظهر أمس، مهاجمًا إسرائيل. ودعا خامنئي، الذي ألقى خطابًا وسط طلاب جامعيين في الذكرى السنوية للسيطرة على السفارة الأمريكية في إيران في 1979، المتطرفين في بلاده ألا يعملوا ضد محادثات النووي مع الغرب، محذرًا إياهم من أن يتهموا الرئيس روحاني بالتنازل للولايات المتحدة الأمريكية.
وتطرق خامنئي إلى النداء الذي أطلقه شلدون أديسون، أحد اليهود الأغنياء في العالم وناشر “يسرائيل هيوم”، والذي دعا رئيسَ الولايات المتحدة الأمريكية براك أوباما إلى إلقاء قنبلة نووية في منطقة مفتوحة في إيران من أجل وقف برنامجها النووي. وقال خامنئي: “إذا كان الأمريكيون جادين بشأن المفاوضات، عليهم صفع هؤلاء الثرثارين على أفواههم”.

اقرأوا المزيد: 501 كلمة
عرض أقل
السلطان العُماني، قابوس بن سعيد، يلتقي بالرئيس الإيراني روحاني (AFP)
السلطان العُماني، قابوس بن سعيد، يلتقي بالرئيس الإيراني روحاني (AFP)

مَن يقف خلف تبادل الرسائل بين أوباما وروحاني؟

تشهد حرية الحركة التي يمنحها خامنئي لروحاني على تنسيق وتفاهم بينهما حول الطريقة التي يجب فيها التعامل مع الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لإنقاذ إيران من أزمتها الاقتصادية

كشف الموقع الإخباري الأمريكي BuzzFeed اسم الدولة التي أجرت تبادل الرسائل الشهير مؤخرًا بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي باراك أوباما. وجاء في الموقع: “نقل سلطان عُمان بيده رسالة من الرئيس باراك أوباما إلى الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني الشهر الماضي، مدشّنًا الخطوة الأولى في ما يمكن أن يكون اختراقًا دبلوماسيًّا في البرنامج النووي الإيراني”.

وجاء في التقرير أنّ مصادر مسؤولة في البيت الأبيض طلبت من السلطان العُماني، قابوس بن سعيد، أن ينقل للرئيس الإيراني هذه الرسالة في زيارته المخطّط لها إلى إيران قبل نحو شهر.

وقال مسؤول عُماني رأى الرسالة أنها “رسالة تهنئة إلى إيران … مع تذكير صارم أنّ العالم لن يسمح بإيران نووية”. وقال المسؤول: “كنا نعرف بهذه الخطوة المهمة، وكنا سعداء بالمشاركة في الخروج من هذا الطريق المسدود الذي كنا عالقين فيه جميعًا لسنوات عديدة. وهنّأ البيت الأبيض على “انتهاز الفرصة” والاستفادة من زيارة قابوس إلى طهران.

وأثار تبادل الرسائل بين الرئيسَين أوباما وروحاني توقعات باتجاه الزعيمَين إلى محادثات مباشرة. وكانت المرة الأخيرة التي التقى فيها رئيس أمريكي بزعيم إيراني في كانون الأول 1977، حين التقى الرئيس جيمي كارتر بالشاه محمد رضا بهلوي.

واضطر البيت الأبيض إلى نشر نفي رسمي للتقارير التي تحدثت عن أنّ الرئيس أوباما سيلتقي بروحاني خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعدا عُمان، ذكر الوقع دولًا أخرى مستعدة للتوسّط بين إيران والولايات المتحدة في شأن البرنامج النووي الإيراني، بينها: تركيا، المعنية بالحفاظ على مكانتها كقوة إقليمية وجسر بين الشرق والغرب، اليابان، التي تحافظ بحماس على علاقات دبلوماسية سليمة مع طهران بسبب تعلقّها بالنفط الإيراني، وحتى أذربيجان.

وكما هو معلوم، فإنّ أذربيجان تقع شمال إيران، وتُعتبَر الدولة الوحيدة التي لا يُلزَم مواطنوها بتأشيرة دخول إلى إيران. ووُضعت العلاقات الأذرية – الإيرانية على المحك في السنوات الأخيرة مع توطيد حكومة أذربيجان علاقاتها بإسرائيل. فعام 2011، افتتح معهد طيران دفاعي إسرائيلي مصنعًا لطائرات عسكرية في أذربيجان، وفي العام التالي باعت المصانع الجوية الإسرائيلية أذربيجان أسلحة بقيمة 1.6 مليون دولار. بالمقابل، تزوّد أذربيجان إسرائيل بـ 40% من استهلاكها للنفط، وهي شريكة في العقد المربح للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي على سواحل إسرائيل.

أوباما متحدثا من القاعة الشرقية بالبيت الابيض (AFP)
أوباما متحدثا من القاعة الشرقية بالبيت الابيض (AFP)

أمّا أخيرًا، وربما الأكثر أهمية، فهم الروس. فبعد استعادتهم مؤخرًا لأهميتهم على المسرح العالمي بأخذ القيادة في عقد صفقة حول الأسلحة الكيميائية السورية، يتساءل كثيرون عمّا إذا كانت روسيا تعمل على صفقة مماثلة مع إيران.

في هذه الأثناء، قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي، أمس الأول (الثلاثاء) إنّ بلاده تفضّل حلّا دبلوماسيا للخلاف مع الغرب حول البرنامج النووي، وأشار إلى أنه مستعد لدعم الاتصالات الدولية التي يقودها الرئيس الجديد حسن روحاني.

وفي خطاب ألقاه أمام قادة في الحرس الثوري، كرّر خامنئي الموقف الرسمي لبلاده بأنها لا تطوّر أسلحة نوويّة. “نحن لا نؤمن بالسلاح النووي، ليس من أجل الولايات المتحدة أو دول أخرى، بل من أجل معتقداتنا”، قال خامنئي. وأضاف: “عندما نقول إنّ أية دولة لا تحتاج إلى حيازة سلاح نووي، فمن الواضح أننا لا نريد حيازته”.

وادّعى المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، تسفي هرئيل، في تعقيبه على حدوث دفء في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران أنّ “موعد النقاشات بين إيران ومجموعة 5 + 1 لم يحدّد، وكذلك لا تزال لائحة ممثلي إيران في المفاوضات خاضعة للنقاش، ولكنّ القرار المبدئي بإلقاء مسؤولية إدارة المفاوضات على وزارة الخارجية الإيرانية تؤكّد أنّ روحاني سيكون المسؤول الأول عن المحادثات. وأكثر من ذلك، تشهد حرية الحركة التي يمنحها خامنئي لروحاني على تنسيق وتفاهم بينهما حول الطريقة التي يجب فيها التصرف لإنقاذ إيران من أزمتها الاقتصادية العميقة”.

اقرأوا المزيد: 529 كلمة
عرض أقل