مسيرة الذكرى في باريس (AFP)
مسيرة الذكرى في باريس (AFP)

ماكرون يشارك في جنازة يهودية ناجية من الهولوكوست هزّت فرنسا

شارك الآلاف في مسيرة في باريس لذكرى الناجية من الهولوكوست التي قُتِلت في ظل معادة السامية؛ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون: "يمس هذا القتل بقيمنا المقدسة"

شارك الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمس (الأربعاء) في جنازة الناجية اليهودية من الهولوكوست، ميراي كنول، ابنة 85، عاما بعد أن طُعنت في منزلها الذي أشعِل أيضا – على ما يبدو، السبب هو معاداة السامية. قبل مراسم الدفن رثى الرئيس ماكرون الضحية في مراسم جرت في مقر ليزانفاليد في باريس، قائلا: “قتل الطاعن امرأة بريئة، وضعيفة لكونها يهودية فقط. يمس هذا بنا ويلحق ضررا بقيمنا”.

الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون (AFP)

بعد مراسم دفن كنول، شارك آلاف الفرنسيين في مسيرة تضامنية حاشدة في باريس، سار فيها المشاركون نحو منزل الضحية وأنشدوا النشيد الوطني الفرنسي. شاركت في المراسم رئيسة بلدية باريس، آن هيدلغو، رؤساء الجالية اليهودية، عشرات الأئمة، وكذلك نحو 30 ألف مشارك احتراما لكنول واحتجاجا ضد اللاسامية.

كما وشاركت زعيمة اليمين المتطرّف في فرنسا، مارين لوبان، التي هتف الجمهور ضدها هتافات احتقار قائلا: “نازية، فاشستية، انصرفي من هنا”. يعتبر حزب الجبهة الوطنية اليميني الذي ترأسه حزبا يمينيا متطرفا، وأكدت لوبان عزمها على المشاركة في المسيرة رغم أن المنظمة الأم ليهود فرنسا عارضت هذا.

زعيمة اليمين المتطرّف في فرنسا، مارين لوبان، في المسيرة (AFP)

قالت رئيسة البلدية، آن هيدلغو: “أنا هنا بصفتي مواطنة، وأناشد كبار الجمهور من كل أطياف الخارطة السياسية أن يعملوا معا لأسباب إنسانية. نحن نرفض ظاهرة اللاسامية المتنامية”. قال كبار الأئمة في فرنسا، حسن شلغومي: “من المهم أن يعرف المسلمون أن هناك أقلية تستخدم الدين لارتكاب جرائم وتنفيذ عمليات قتل. علينا محاربة ظاهرة معادة السامية”.

عاشت ميراي كنول، الناجية من الهولكوكست، في باريس طيلة حياتها. وفق التقارير، لقد اشتكت في الماضي أمام السلطات المسؤولة معربة أنها تتعرض لمضايقات من أحد جيرانها الذي يهدد بحرقها. بعد وقت قصير من عملية القتل، التي هزت أركان فرنسا، اعتُقِل متهمان للشك بأنهما: “قتلا عمدا الضيحة لكونها يهودية”.

اقرأوا المزيد: 254 كلمة
عرض أقل
يهودي من أصل فرنسي يتوجه الى صندوق الاقتراع في القدس (Flash90/Yonatan Sindel)
يهودي من أصل فرنسي يتوجه الى صندوق الاقتراع في القدس (Flash90/Yonatan Sindel)

الفرنسيون الإسرائيليون

العنف الإسلامي يهزّ يهود فرنسا. رغم حياة الرفاهية والراحة في أوروبا، ‏2/3‏ من يهود فرنسا يصرّحون بأنّهم لا يرون مستقبلهم هناك. هل تزيد نتائج الانتخابات في فرنسا الهجرة إلى إسرائيل

امتد الطابور في الانتظار إلى صناديق الاقتراع في القنصلية الفرنسيّة في
شارع بن يهودا في تل أبيب على مسافة واسعة من الشارع. كان هناك من انتظر أكثر من ساعيتن من أجل ممارسة حقه الديموقراطي والتصويت في الانتخابات الديموقراطية لرئاسة فرنسا.

أقيمت مراكز الاقتراع في المدن الإسرائيلية ذات نسبة عالية من الفرنسيين: تل أبيب، نتانيا، أشدود، بئر السبع، إيلات، وحيفا، وانضم ذوو حق الاقتراع في إسرائيل إلى ملايين الفرنسيين الذين سيختارون مرشحا واحدا من بين 11 مرشحا للرئاسة، ومن المتوقع إجراء الجولة الثانية من الانتخابات في الشهر القادم. تنتظر مؤسسات الاتحاد الأوروبي بتوتر معرفة إذا كانت مرشحة اليمين المتطرف، المدرجة في الاستطلاعات في المرتبة الثانية والتي تسعى إلى إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبي وإلى مكافحة الهجرة إلى الدولة، ستنتقل إلى الجولة الثانية. باتت الانتخابات في فرنسا هي الأكثر تنافسا وتوترا مما عرفته الدولة منذ عشرات السنوات.

مارين لوبان (AFP)
مارين لوبان (AFP)

يصل تعداد الجالية اليهودية الموسعة في فرنسا إلى نحو 600 ألف شخص. يعيش نحو 200 ألف يهودي فرنسي في إسرائيل وفي السنوات الماضية ازدادت الهجرة إلى إسرائيل في أعقاب الهجوم ضد اليهود والمؤسسات اليهودية ( المدارس والكُنس) في فرنسا بسبب اللاسامية.

يعيش في فرنسا 64.8 مليون مواطن، ونسبة اليهود فيها قليلة وكذلك تأثيرهم في الانتخابات الرئاسية (260 ألف يهودي فقط لديهم حق التصويت). رغم ذلك فإن الأهمية الرمزية للتصويت اليهودي، قد تشير إلى الكثير حول عملية الهجرة المتزايدة ليهود فرنسا من موطنهم إلى إسرائيل.

إن قصة يهود فرنسا هامة لأنه تم ذكرهم أثناء المعركة الانتخابية الحالية عدة مرات لا سيما إثر أقوال مرشحة اليمين المثيرة للجدل، لوبان. مثلا، في تشرين الأول 2106، قالت لوبان إنها ستحظر ارتداء رموز دينية لقمع الإسلام المتطرف. وفق أقوالها على اليهود والمسيحيين الالتزام “بلباس ديني” (من بين أمور أخرى اعتمار القلنسوة) من أجل المصلحة الوطنية.

في شباط 2017، قالت لوبان إنه إذا أصبحت رئيسة فرنسا فستغير الدستور الفرنسيّ بحيث يكون على اليهود أصحاب الجنسية الفرنسيّة والإسرائيلية التنازل عن جنسيتهم الإسرائيلية لأن إسرائيل ليست عضوة في الاتحاد الأوروبي.

نهاية الحرب العالمية الثانية: هجرة اليهود المكثفة من شمال إفريقية

مهاجرون يهود من فرنسا يهبطون في مطار بن غوريون (AFP)
مهاجرون يهود من فرنسا يهبطون في مطار بن غوريون (AFP)

كانت فرنسا الدولة الوحيدة في القارة الأوروبية التي هاجر إليها الكثير من اليهود بعد الحرب العالمية الثانية. استوطن نحو 80.000 نازح من أوروبا الشرقية ومركزها في فرنسا بعد الحرب.

في الخمسينات، وصل نحو ‏19,000‏ يهودي من مصر إلى فرنسا بسبب سوء حالة اليهود فيها. بين عامي ‏1956-1967‏، أدى إنهاء الاستعمار الفرنسي في شمال إفريقية‏‎ ‎‏وكذلك‏‎ ‎‏انتهاء الحرب إلى‏‎ ‎‏هجرة نحو ‏235,000‏ يهودي من تونس، الجزائر، والمغرب إلى فرنسا.‏‎ ‎‏ هكذا أصبح يهود شمال أفريقيا غالبية في الجالية اليهودية في فرنسا.

تعمل عدة منظمات يهودية في فرنسا تحت منظمة ‏‎ ‎‏‏ CRIF ( Conseil représentatif des institutions juives de France) التي تشكل المنظمة الأم التي أقيمت عام ‏1944‏. في عام ‏1949‏ أقيمت منظمة‎ FSJF ‎ التي تعمل في مجالات المجتمَع والثقافة، وقامت مؤسساتها بدور هام في تأقلم اليهود الجدد.‏‎ ‎‏‏‎ ‎‎‎

بدأ المُهاجرون اليهود في فرنسا رويدا رويدا بالانخراط في المجتمَع الفرنسيّ، بالتوازي مع إقامة منظومة واسعة من مؤسّسات يهودية وصهيونية. كانت اللاسامية حاضرة دائما في مكان معين في هامش المجتمَع الفرنسيّ، وكانت تنفجر أحيانا حالات غضب علنية. مقابل اللاسامية الكاثوليكية من قبل اليمين المتطرف التقليدي، ظهرت في فرنسا لاساميّة إسلامية كانت مرتبطة بشكل وثيق غالبا بآراء لاساميّة.

زيادة موجات الهجرة اليهودية من فرنسا إلى إسرائيل

لا يمكن تجاهل الظاهرة التي تجتاح غالبية مدن إسرائيل الكبرى. أشدود، نتانيا وتل أبيب أصبحت ممتلئة بالفرنسيين، الذين يأتون على مدى العام وتحديدا في أشهر الصيف و “يغزون” الأماكن العامة.

إنّ مجيء المهاجرين اليهود من فرنسا إلى إسرائيل ليس ظاهرة جديدة. في السنوات الأربع الأخيرة يأتي ويستقرّ في إسرائيل بين ألف وحتى ألفي شخص كل عام. يأتي بعض يهود فرنسا إلى إسرائيل كل عام كسياح ويقيمون فيها لفترة تستمرّ لبضعة أشهر في فترة الصيف، ويحبّها آخرون فيأتون إليها مرات أخرى والكثير منهم يستقرّون بها أيضًا ويقومون بعملية الهجرة. وفقا للقانون في إسرائيل فهم يستخدمون حقّ العودة الخاص بهم، المقرّر في القانون الإسرائيلي، والذي يمنحهم شهادة مواطنة إسرائيلية كاملة‏‎.‎‏

أزمة اقتصادية وخوف من تزايد معاداة السامية في فرنسا

في فترة الانتفاضة الثانية، في بداية العقد الأول من القرن الـ 21، ولاحقا أثناء الحروب التي خاضها الجيش الإسرائيلي في غزة ولبنان، بدأت هجرة مستمرة بسبب حالات اللاسامية ضد يهود فرنسا تجسدت من خلال تدمير المقابر والكنس إضافة إلى العنف ضد اليهود، لا سيّما من قبل مهاجرين مسلمين.

الشرطة خارج متجر اغذية مطابقة للتعاليم اليهودية شرق باريس (AFP)
الشرطة خارج متجر اغذية مطابقة للتعاليم اليهودية شرق باريس (AFP)

حدثت إحدى أصعب الهجمات بتاريخ 9 كانون الثاني عام 2015 عندما دخل إرهابي مسلم إلى متجر يهودي (‏Hyper Cacher‏) في باريس واحتجز رهائن كثيرين. بعد ساعات من المفاوضات بينه وبين القوى الأمنية الفرنسية اقتحم الشرطيون من وحدة مكافحة الإرهاب المتجر وأطلقت النار على الإرهابي. قُتل في الحادثة 4 يهود. ثمة حادثة خطيرة أخرى هي قتل معلم يهودي وثلاثة طلاب في تولوز من قبل شاب مسلم عام 2012.

أدت هذه الأحداث إلى موجة هجرة يهود فرنسا، فهاجر جزء منهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، كندا، وهاجر جزء آخر برفقة وتشجيع جهات صهيونية موالية لإسرائيل إلى إسرائيل واختاروا العيش غالبا في مراكز المدن الكبرى التي كان يعيش فيها سكان هاجروا من فرنسا سابقا لا سيّما في: نتانيا، أشدود، تل أبيب، ولكن في القدس أيضا لأسببات دينية.

خلافا للهجرات السابقة ليهود فرنسا إلى إسرائيل، التي تضمن المتقاعدين تحديدا، تضمنت موجات الهجرة الأخيرة في عام 2001 وفي إطارها وصل نحو 2.000 مهاجر سنويا، شبانا لديهم قدرات مهنية وعوامل تحفيزية دينية أو قومية معلنة ورغبة في تربية أولادهم في الدولة اليهودية. إضافة إلى الاعتبارات الأيدولوجية القائمة هناك اعتبارات مادية لأن الاقتصاد الفرنسيّ يشهد ركودا منذ فترة ونسب بطالة عالية.

الاستثمار في العقارات

وهناك سبب آخر يقرر من أجله الكثيرون استثمار أموالهم وجهودهم في العثور على منزل في إسرائيل: الاستثمار في العقارات.

قامت في إسرائيل في العقد الأخير أزمة سكن شديدة. الاستثمارات الحكومية في المجال لا تُلائم معدّل النموّ الطبيعي، يشكّل غلاء المعيشة عبئًا على الأسر الإسرائيلية ويمنعها من تحقيق حلمها في شراء شقة سكنية بالإضافة إلى مساحة إسرائيل الصغيرة، أدى جميع ذلك إلى الزيادة المستمرّة في أسعار الشقق السكنية والمشاريع العقارية في إسرائيل.

أدرك يهود فرنسا فرص الاستثمار وبدأوا بضخّ الأموال بكثافة من أجل تطوير مشاريع عقارية وشراء المنازل السكنية. بل إنّ الحكومة الإسرائيلية تعقد كل عام مؤتمرات عقارية واستثمارية في باريس ومدن كبيرة أخرى في فرنسا، والتي تقيم فيها جالية يهودية، وهي بذلك تشجّع الكثيرين منهم للقدوم والاستقرار في إسرائيل.

مهاجرون يهود من فرنسا يهبطون في مطار بن غوريون (Flash90/Hadas Parush)
مهاجرون يهود من فرنسا يهبطون في مطار بن غوريون (Flash90/Hadas Parush)

هناك من يرى في تحركات الحكومة حلا جزئيا للأزمة السكنية وتشجيعا للاستثمار المشاريع العقارية، ويرى الكثير غيرهم في استثمار يهود فرنسا السيف الذي يقوّض لهم حلم شراء الشقة السكنية لأنّ الأسعار تستمر في الارتفاع. تزيد قوة يهود فرنسا الاقتصادية عن قوة الإسرائيليين وتحرّض هذه العملية الكثير من الأزواج الشابة الذين لا يمكنهم تحمّل ذلك.

من هم الفرنسيون الأكثر اهتماما بالهجرة إلى إسرائيل؟

تكشف الدراسات عن يهود فرنسا أنّ الكثير منهم يُكملون إجراءات الهجرة لأسباب أعمق. الغالبية الساحقة ليهود فرنسا اليوم، هم من نسل يهود شمال إفريقيا الذين اختاروا الانتقال إلى فرنسا مع انتهاء السيطرة الفرنسيّة على المغرب، تونس والجزائر. الجزء الأكبر منهم هم أبناء أسر تفرّقت بين فرنسا وإسرائيل في سنوات الخمسينيات والستينيات. وتوجد فكرة الهجرة إلى إسرائيل في عقولهم على مدى سنوات طويلة، إذ تدور في أذهانهم الفكرة أنهم سيأتون في النهاية، ربما في جيل التقاعد. وحقا يأتي جزء منهم بعد أن يصلوا إلى جيل التقاعد.

ويحدّد الباحثون مجموعتين سكّانيّتين ترغبان بالهجرة إلى إسرائيل: المتقاعدون والشباب. المتقاعدون هم أولئك الذين حلموا طوال سنوات طويلة بالهجرة، وهم يعرفون إسرائيل جيّدا من زياراتهم المتكرّرة ولديهم في كثير من الأحيان أصدقاء وأقارب في إسرائيل. إن اعتبارات كسب الرزق في هذه الحالة هامشية، حيث يمكنهم الحصول على معاشاتهم التقاعدية في إسرائيل أيضًا.

الشباب هم الشريحة السكانية الأكثر إثارة للاهتمام، فهم يأتون بعد إنهاء اللقب الأول، وأحيانا يكونون أطفالا صغار عندما تدفعهم فجأة اعتبارات كسب الرزق من فرنسا إلى إسرائيل، وينظرون إلى إسرائيل بصفتها مكان شابّ ومتجدّد. يدفعهم الخوف من المستقبل – من ناحية اقتصادية وأيضا من ناحية الشعور بالأمن – إلى التفكير بالهجرة.

اقرأوا المزيد: 1205 كلمة
عرض أقل
وزبر الدفاع الفرنسي مع جنود في كاتدرائية نوتردام في باريس (AFP)
وزبر الدفاع الفرنسي مع جنود في كاتدرائية نوتردام في باريس (AFP)

توتر في فرنسا ونشر عشرات آلاف قوات الأمن في المدن

بعد مواجهة الهجوم الإرهابي الواسع في فرنسا ستُلغى الاحتفالات العامّة وستُنشر قوات الشرطة في كل مكان. خوف كبير في أوساط الجالية اليهودية من نشطاء داعش محتملين

قررت الحكومة الفرنسية، هذا الأسبوع، تعزيز الحراسة في الدولة بشكل ملحوظ، بعد العملية التي راح ضحيتها كاهن وهو في الكنيسة، كان قد نفذها مناصرو داعش. تتوقع فرنسا نشر ما يزيد عن 23 ألف شرطي وقوات أمن في الدولة، ومن بينهم نشر 10,000 في ضواحي باريس ونحو 4,000 في مدينة باريس ذاتها. يدور الحديث عن القوات الأمنية الأكبر التي تم تعزيزها في فرنسا منذ سنوات، وتحتاج هذه الخطوة إلى تجنيد كبير.

وقرر وزير الداخلية الفرنسي أن الاحتفالات العامة ستُقام فقط في حال كانت تلبي المتطلبات الأمنية الجديدة لإقامة احتفالات كهذه.

هناك قلق في فرنسا كسائر الدول الأخرى في أوروبا من أن الحادثة التي وقعت هذا الأسبوع في الكنيسة ترمز إلى محاولات ارتكبها متطرفون لمهاجمة أهداف مسيحية.

قلق في أوساط أكبر جالية يهودية في أوروبا

“نحن نحث الحكومة على اتخاذ الوسائل الضرورية لتوفير الأمن والحماية للمواطنين”، كتب هذا الأسبوع الحاخام الرئيسي في فرنسا في رسالة إلى الرئيس الفرنسي ووزير الداخلية الفرنسي.

بعد وقوع أحداث أمنية أو إرهابية، يكثر غالبًا مسؤولو الجاليات المسيحية، اليهودية، الإسلامية، والبوذية من الثناء على إدارة الحكومة، ولكن الآن، للمرة الأولى، منذ بضع سنوات، يدعي مسؤولون في مختلف المنظمات أنه يمكن “تحسين الأمن”، وينتقدون إدارة الحكومة وسلطات الأمن.

أصحبت الحراسة في المؤسسات اليهودية في فرنسا منذ الأحداث في المتجر اليهودي “هيبر كاشير” وفي هيئة تحرير صحيفة “شارلي إيبدو” قبل نحو سنة ونصف مشددة أكثر. يحرس كل كنيس، مدرسة أو مؤسسة يهودية جنود، دوريات شرطة، كاميرات أمن وحتى جهات من منظمات الأمن الداخلية التابعة للجالية اليهودية.

في هذه الأثناء، اقترح الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، اعتقال أو وضع أصفاد إلكترونية على المشتبه بهم بالقيام بنشاطات إسلامية متطرفة، حتى وإن لم يرتكبوا جريمة أيًّا كانت. وفق التقديرات هناك أكثر من عشرات آلاف مشتبه بهم. ولكن قال وزير الداخلي الحالي إن هذا العمل مخالف للقانون وليس عمليًّا.

اقرأوا المزيد: 278 كلمة
عرض أقل
يهود قادمون من فرنسا الى إسرائيل (Flash90)
يهود قادمون من فرنسا الى إسرائيل (Flash90)

هل هي نهاية هجرة يهود فرنسا إلى إسرائيل؟

قدم إلى إسرائيل في العام 2016، ما معدله 1923 يهوديًا فرنسيًا، بينما قدوم 3780 قادمًا جديدًا بين شهري كانون الثاني وتموز عام 2015. يعود سبب ذلك التراجع الكبير إلى موجة الإرهاب في إسرائيل

وصل البارحة (الأربعاء) أكثر من 200 يهودي فرنسي إلى إسرائيل برحلة خاصة نظمتها الوكالة اليهودية، بالتعاون مع وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، الوزارة التي تُشجع قدوم يهود العالم إلى إسرائيل للاستقرار فيها وليصبحوا مواطنيها.

هذا هو أكبر عدد من اليهود القادمين من فرنسا الذي يُتوقع وصولهم إلى إسرائيل خلال أشهر الصيف. ولكن، على الرغم من هذا العدد الملفت فإن موجة الهجرة من فرنسا إلى إسرائيل، والتي حظيت باسم “إكسودوس”، آخذة بالتراجع.

قدم في عام 2016، ما معدله 1923 قادمًا جديدًا من يهود فرنسا إلى إسرائيل، هذا بالمقارنة مع عدد القادمين الذين وصلوا بين شهري كانون الثاني وتموز عام 2015 والذي بلغ عددهم 3780 قادمًا، تراجع نسبته 49%.

هنالك عدة تفسيرات لهذه الظاهرة. الأول هو موجة الإرهاب الحالية التي أثارت القلق لدى الكثير من يهود فرنسا من الهجرة من الدولة التي يعصف فيها الإرهاب إلى دولة أخرى تسود فيها ظروف شبيهة. في المقابل، نلاحظ أن العمليات الإرهابية في فرنسا وأوروبا صارت بشكل أقل ضد اليهود وأكثر ضد المُجتمع الفرنسي بشكل عام. إلا أن هناك تفسير آخر وربما التفسير الأوفر حظًا وهو أن هناك يهود فرنسيين كثيرين لم يتم استيعابهم في البلاد بشكل ناجح. يعاود أولئك الهجرة من فرنسا إلى لندن غالبًا، مونتريال أو ميامي.

تُعد الجالية اليهودية في فرنسا أكبر جالية يهودية في أوروبا، ويبلغ تعدادها نحو نصف مليون يهودي. طرأت زيادة كبيرة، منذ بداية عام 2013، على عدد القادمين إلى إسرائيل، وهي الزيادة الأكبر التي حدثت على مر السنين. أطلقت وزارة الهجرة والاستيعاب والوكالة اليهودية، على ضوء الطلب الكبير غير المسبوق، خطة خاصة لتشجيع الهجرة والمساعدة على استيعاب القادمين الجدد في البلاد.

اقرأوا المزيد: 247 كلمة
عرض أقل
ارتفاع عدد المهاجرين من فرنسا إلى إسرائيل بـ 4 أضعاف في 7 سنوات
ارتفاع عدد المهاجرين من فرنسا إلى إسرائيل بـ 4 أضعاف في 7 سنوات

ارتفاع عدد المهاجرين من فرنسا إلى إسرائيل بـ 4 أضعاف في 7 سنوات

هل هذه هي نتيجة أحداث القتل في شارلي إيبدو وباتاكلان؟. في عام 2008 هاجر 1867 يهوديًّا فقط إلى إسرائيل، ولكن في العام 2015 قدم إليها 7469 مهاجرا

ازداد عدد المهاجرين اليهود من فرنسا إلى إسرائيل بأربعة أضعاف في السنوات السبع الماضية، هذا ما ظهر من بيانات وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية. في حين أنّه في عام 2008 هاجر 1867 يهوديا فرنسيا فقط إلى إسرائيل، ففي العام الماضي هاجر إليها 7469 مهاجرا، وفي العام الذي سبقه هاجر إليها 6658.

ويحدث هذا الارتفاع الملحوظ في أعداد المهاجرين الفرنسيين إلى إسرائيل بموازاة الأحداث الإرهابية الفتاكة من قبل تنظيمات إسلاميّة في فرنسا في السنة الماضية: في 7 كانون الثاني قُتل 12 شخصًا أثناء هجوم على هيئة تحرير صحيفة “شارلي إيبدو” بسبب رسوم كاريكاتيرية تمسّ بالنبي محمد والتي نُشرت فيها. بعد يومين من ذلك قتل إرهابي مسلم أربعة يهود في متجر يهودي للمأكولات. وفي 13 تشرين الثاني 2015، نفّذ تنظيم داعش هجوما على عدة أهداف في باريس، قُتل فيه 130 شخصا.

ووفقا لبيانات الوكالة اليهودية، فخلال أشهر الصيف الماضي، حتى ما قبل هجوم داعش، هاجر آلاف الفرنسيين وعائلاتهم إلى إسرائيل. وقال مسؤول في الوكالة اليهودية قبل بضع سنوات إنّ هناك طموح  لأن يهاجر من فرنسا إلى إسرائيل خلال عشر سنوات 100 ألف يهودي.

وقد نُشر مؤخرا استطلاع يُظهر أنّ 80% من الجالية اليهودية في فرنسا والتي يبلغ تعدادها نحو نصف مليون شخص يفكرون في الهجرة إلى إسرائيل.

يتمثّل التحدّي الأكبر في استيعاب يهود فرنسا في إسرائيل بشكل أساسيّ في المجال الاقتصادية. وفقا لكلام مسؤول في الوكالة اليهودية، فالكثير من المهاجرين لا يعمل في مهنٍ محدّدة، مما يصعّب عليهم كسب الرزق في إسرائيل كسبا محترما. في المقابل، يحظى الكثير من اليهود في فرنسا برعاية اجتماعية متقدّمة، وهي رعاية ليست إسرائيل قادرة على توفيرها. لذلك، سيجد الفرنسيون من الطبقة الوسطى والدنيا صعوبة في الهجرة إلى إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 257 كلمة
عرض أقل
أودري أزولاي
أودري أزولاي

تعرفوا على وزيرة الثقافة اليهودية في فرنسا

أودري أزولاي، التي عُينت هذا الأسبوع وزيرة للثقافة الفرنسية، هي ابنة آندري أزولاي، المستشار اليهودي الأقدم لملك المغرب

أرسلت الجالية المغربية في إسرائيل في نهاية الأسبوع الماضي تهانيها وتمنياتها الكثيرة لوزيرة الثقافة الفرنسية الجديدة، أودي أزولاي. والسبب: أزولاي يهودية من أصل مغربي، ابنة آندري أزولاي، أقدم مستشارَي ملوك المغرب حسن الثاني ومحمد السادس.

أزولاي الأب هو يهودي يشغل أعلى المناصب في المغرب، وتشعر الجالية اليهودية من أصول مغربية شعورا من الفخر  الكبير به.  منذ تعيينه في التسعينيات، من قبل حسن الثاني، شاهد الاقتصاد في المغرب نموا، وتطورًا هامًا في مجال السياحة في الدولة.

وُلدت، الابنة، أدوري أزولاي، أيضًا في مدينة الصويرة في المغرب سنة 1972.  في جعبتها ما لا يقل عن خمس درجات ماجستير، وشغلت في السابق منصب مديرة المعهد القومي للسينما، مسؤولة عن ملف الثقافة في مكتب مراقب الدولة ومسؤولة عن القانون لحظر القرصنة في الإنترنت.

في شهر أيلول 2014، عُينت مستشارة الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، للثقافة والاتصال، وبعد تبادل الشخصيات في الحكومة الفرنسية، في أعقاب استقالة وزير الخارجية لوران فابيوس، عُينت أزولاي، كما ذُكر، وزيرة الثقافة الفرنسية.

اقرأوا المزيد: 148 كلمة
عرض أقل
فرنسيون في مواقع الحزن في باريس (AFP)
فرنسيون في مواقع الحزن في باريس (AFP)

صاحب المقهى اليهودي نجا وزوجته المسلمة قتلت

قصة الحب التي تثير المشاعر في فرنسا: جميله هود، مسلمة فرنسية، كانت صاحبة المقهى الفرنسي "لا بل أكيب" (La Belle équipe)، والذي وقعت فيه العملية الإرهابية يوم الجمعة. قُتلت جميلة ولكن نجا زوجها

أنهت العمليات الإرهابية قصة الحب بين غريغوري رايينبرغ وزوجته جميلة هود، الأمر الذي لم تفعله الفروق الدينية. رايينبرغ يهودي فرنسي، وجميلة مسلمة ترعرعت في حي مهاجرين فقير، كانت امرأة أعمال ناجحة وأدارت المقهى الباريسي المعروف “لا بل أكيب”. تزوج الاثنان ولديهما ابنة عمرها 8 سنوات، ولكن وضعت العملية الإرهابية التي وقعت في المقهى الذي يديرانه حدا لكل شيء.

اقتحم نشيطو الدولة الإسلامية يوم الجمعة المنصرم في سلسلة العمليات الإرهابية مقهى الزوجين أيضا وبدأوا بإطلاق النار لكل الاتجاهات. نجا رايينبرغ ، ولكن أُصيبت زوجته جميلة إصابة خطيرة وماتت متأثرة بجراحها بين يدي زوجها في طريقهما إلى المستشفى.

غريغوري رايينبرغ (فيس بوك)
غريغوري رايينبرغ (فيس بوك)

“أمسكتُ بها، ولكن لم أستطع إحياءها. لم نستطع فعل شيء”، قال رايينبرغ في مقابلة لقناة “فرنسا 2” وأضاف أنها استطاعت فقط أن تطلب منه الاعتناء بابنتهما ووعدها بتلبية وصتيها.

قُتل في هذه العملية الإرهابية 11 صديقا جيدا للزوجين والذين وصلوا للاحتفال بعيد ميلاد. كان معظمهم مسلمين من مواليد فرنسا.

قال رايينبرغ في نهاية اجتماع تم يوم أمس لذكرى ضحايا العملية الإرهابية إن ابنته سألته قائلة إذا كان بالإمكان “إلغاء ما حدث لأمي” فأجاب: “قلتُ لها أن تفكر أن أمها بين النجوم في الأعلى، وإنه يمكنها التحدث معها من هنا”.

اقرأوا المزيد: 181 كلمة
عرض أقل
مهاجرون يهود من فرنسا يهبطون في مطار بن غوريون (AFP)
مهاجرون يهود من فرنسا يهبطون في مطار بن غوريون (AFP)

هل تواجه إسرائيل موجة هجرة من فرنسا؟

الكثير من اليهود يخشون من البقاء في فرنسا بعد العمليات الإرهابية في نهاية الأسبوع الماضي. رغم أنّ العمليات الإرهابية لم تكن موجّهة ضدّ اليهود تحديدًا - أجواء الخوف وهذا العام المليء بالعمليات تشجّعهم على المغادرة

تخشى الجالية اليهودية في فرنسا من البقاء في البلاد في أعقاب العمليات الإجرامية في نهاية الأسبوع الماضي. يتحدث اليهود الذين يعيشون هناك عن حراس يقفون أمام مداخل الكُنس وعن خوف كبير. بالنسبة للعديد من الأسر اليهودية التي تردّدت في البقاء بفرنسا شكّلت العمليات الأخيرة الأزمة الأخيرة ولذلك قرّرت مغادرة فرنسا بشكل فوري والهجرة إلى إسرائيل.

وفقا للتقديرات فهناك نصف مليون يهودي يعيشون في فرنسا، ومعظمهم في العاصمة باريس. أصبحت قصص استفزاز ومضايقة اليهود في فرنسا قضية اعتيادية في الأشهر الأخيرة وهذا يعرقل ممارسة نمط حياة سليم في البلاد.

وقد أجرى الموقع الإخباري الإسرائيلي “والاه” مقابلات مع يهود فرنسيين قرروا الهجرة في أعقاب الحالة الأمنية في فرنسا ووصلوا أمس إلى إسرائيل. قال معظمهم إنّ تذكرة الطيران قد تم شراؤها قبل العمليات الأخيرة، بسبب الكوارث السابقة، ولكنهم يقولون إنّه في أعقاب العمليات في نهاية الأسبوع الأخير يخطط أصدقاؤهم لمغادرة فرنسا بأسرع وقت ممكن.

وكان أحد من أجريت معهم مقابلة، هو شاب يهودي اسمه دانيال، وصل إلى إسرائيل مع طفليه البالغين من العمر عام وعامين. قال لموقع والاه: “الوضع في فرنسا حقّا شيء غير طبيعي”. “لم أشاهد منذ وقت طويل أمرا كهذا. الوضع خطير جدا بالنسبة لليهود. كل شيء مغلق، الناس لا يتجولون، وهذا صعب جدا من أجل الأطفال. وأصبح الوضع الآن أكثر خطورة”. هو تحديدا لم يهاجر.

لم تكن العمليات الأخيرة في باريس موجهة ضدّ الجالية اليهودية، وذلك بالمقارنة بعمليات سابقة في فرنسا مثل عملية سوبر ماركت “هايبر كاشير” والتي حدثت في شهر كانون الثاني الماضي. كان يُمكن أن نرى بعد عمليات سابقة في فرنسا موجة هجرة يهود فرنسيين إلى إسرائيل، والآن نرى أنّ العديد من الأسر قد قرّرت المغادرة أيضًا.

اقرأوا المزيد: 264 كلمة
عرض أقل
تظاهرة ليهود فرنسا دعما لاسرائيل و"حقها في الدفاع عن النفس" في باريس في 18 تشرين الاول/اكتوبر 2015  © (اف ب/ارشيف فرنسوا غيوه)
تظاهرة ليهود فرنسا دعما لاسرائيل و"حقها في الدفاع عن النفس" في باريس في 18 تشرين الاول/اكتوبر 2015 © (اف ب/ارشيف فرنسوا غيوه)

مظاهرات ليهود فرنسا دعما لإسرائيل

رئيس اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا: "لإسرائيل الحق بالوجود. عندما لا نعترف لبلد ما بحق الدفاع عن نفسه لمواجهة هجمات بالسكين والبندقية والسيارات الصادمة فذلك يعني أننا لا نعترف بشرعيته"

تجمع آلاف الأشخاص الأحد في باريس بدعوة من اتحاد الطلاب اليهود في فرنسا لدعم إسرائيل و”حقها في الدفاع عن النفس” أمام الهجمات “الإرهابية” الفلسطينية.

وقال رئيس الاتحاد ساشا رينغفيرتس في كلمة أمام المتظاهرين إن “لإسرائيل الحق بالوجود. عندما لا نعترف لبلد ما بحق الدفاع عن نفسه لمواجهة هجمات بالسكين والبندقية والسيارات الصادمة فذلك يعني أننا لا نعترف بشرعيته”.

وأضاف وسط تصفيق حاد “أحب إسرائيل وأريد أن اتمكن من قولها من دون معاملتي كمجرم ومستوطن وقاتل”. وضم التجمع حوالي ثلاثة آلاف شخص حسب الشرطة وخمسة آلاف حسب المنظمين حيث حمل بعضهم لافتات كتب عليها “الدفاع عن النفس حق” و”الإرهاب يطعن السلام” في حين رفع آخرون الأعلام الإسرائيلية ورابطة الدفاع اليهودية.

اقرأوا المزيد: 107 كلمة
عرض أقل
ليئه ورفائيل، تصوير صحيفة "بماحانيه"
ليئه ورفائيل، تصوير صحيفة "بماحانيه"

هي، تطوعت في الجيش الإسرائيلي وابن عمها انضم إلى صفوف داعش

ليئه ورفائيل ترعرعا معًا، ابنا عم، من عائلتين يهوديتين فرنسيتين. ولكن، عندما كبرا، اختارت ليئه الالتحاق بالجيش الإسرائيلي - بينما اختار رفائيل أن يعتنق الإسلام، انضم إلى داعش وقُتل في المعارك

هذه القصة، التي كشفت عنها، مؤخرًا، الصحيفة الإسرائيلية “بماحانيه”، ليست قصة مُتخيلة بل قصة حقيقية تمامًا. قصة محزنة جدًا لابني عم؛ من فرنسا، يهوديان أخذ كل منهما طريقه ووصل إلى أماكن بعيدة جدًا، ليس جسديًا فقط، بل فكريا أيضًا.

كانا يقضيان كل الإجازات الصيفية معًا، كانا يُشاركان عائلتيهما موائد الأعياد اليهودية، ابنا عم، من مواليد فرنسا، مع ميل شديد لليهودية، وكانا أيضًا صديقين مُقربَين جدًا. كتب قصتهما الخاصة الصحفي في صحيفة “بماحانيه”، تساحي دفوش، القصة التي زعزع فيها المفاهيم والمعتقدات العادية التي نعرفها عن الشرق الأوسط والمتعلقة بالصراعات الدينية والقومية.

قررت الرقيب ليئه (اسم مُستعار) أن تذهب إلى إسرائيل وتلتحق بالجيش الإسرائيلي وفي هذه الأيام تُنهي دورة ضباط. رفائيل: ابن لأب يهودي، كان قد قُتل في تشرين أول الأخير خلال قتاله في صفوف داعش. ليئه: تؤدي الخدمة في صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بداية 2014، في الضفة الغربية. رفائيل: طالب بموضوع هندسة الحاسوب، ذهب إلى سوريا ومات هناك.

عناصر من داعش (YouTube)
عناصر من داعش (YouTube)

وقالت ليئه لصحيفة “بماحانيه” أن، في واحدة من ليالي آب، في العام الماضي، رنّ هاتفها. كان رقم الهاتف من فرنسا. “سافر رفائيل إلى سوريا وأصبح عضوًا في داعش”، قال لها أهلها. انفجرت بالضحك. ومن ثم أجهشت مُباشرة بالبُكاء.

“لم أصدق أن ذلك يحدث معنا. سألت نفسي، كيف عليّ مواجهة الأمر؟ كان بالنسبة لي كالأخ الكبير. وقعت بيننا الكثير من المُشاجرات الصُبيانية. كنا نلعب، نضايق بعضنا… كُنتُ أُكن له الاحترام، ولكن، منذ دخل سوريا لم أرغب بالتحدث إليه”، أضافت.

قالت ليئه إن رفائيل لم يقم بإخفاء هويته اليهودية عن مُجنِديه. “كانوا يعرفون أنه من عائلة يهودية، وبالنسبة لهم كان ذلك إنجازًا كبيرًا للإسلام بأنهم جندّوه”.

والد رفائيل، لورن، هو يهودي مُلتزم يعيش في فرنسا. وكانت والدته، ليليان، مسيحية. كانت قد بدأت بإجراءات اعتناق اليهودية، إلا أن الصعوبات المُختلفة المُتعلقة بذلك جعلتها تتخلى عن الفكرة. ترعرع رفائيل بين عالمين: بين اليهودية والمسيحية. بالنسبة لأصدقائه المسيحيين والمُسلمين كان يُعتبر يهوديًا، ولكن الجالية اليهودية كانت ترفض تقبله، كابن لأم مسيحية.

عندما بلغ سن 18 عاما قرر أن يعتنق الإسلام. بدأت ليئه، بالمقابل، بالاستعدادات الأولية لذهابها إلى إسرائيل والتطوع في الجيش.

تقول ليئه إن رفائيل كان يبحث عن دين ينتمي إليه. جذبته مجموعة من الشُبان المُسلمين، الذين التقاهم خلال دراسة هندسة الحاسوب، للذهاب إلى المسجد. رويدًا رويدًا، بدأ يُصلي، خمس مرات في اليوم، في المسجد وأقلع عن أكل الخنزير والتدخين. سافر رفائيل، بعد عام من اعتناقه الإسلام، إلى دُبي لاستكمال دراسته، هناك تعمق بدراسة اللغة العربية والإسلام. وصلت ليئه، في الوقت ذاته، إلى إسرائيل وانقطع الاتصال بينهما.

عاد رفائيل، بعد قضاء عام في دُبي، إلى فرنسا، وبعد مُدة قصيرة أعلن أنه سيُسافر إلى سوريا. أوصله والده إلى المطار، نَزل في برشلونة، ثم سافر إلى تُركيا ووصل إلى سوريا رغبة منه بالالتحاق بتنظيم داعش.

اتصل رفائيل بوالده وأبلغه بأنه سيبقى في سوريا ويخدم في مجال الحاسوب في أحد معسكرات التنظيم. تلقى والداه، بعد ثلاثة أشهر، رسالة، أوصلتها لهم جهات إسلامية، وجاء فيها أنه قُتل مع اثنين من رفاقه بغارة شنها جيش الأسد ودُفن في سوريا.

تقول ليئه، بأسى شديد، إن حياة والديه توقفت منذ ذلك الحين، ولورن؛ والد رفائيل، يعمل اليوم ضمن جمعيات فرنسية تُعنى بمواجهة ظاهرة سفر الشبان للالتحاق بصفوف تنظيم داعش.

اقرأوا المزيد: 483 كلمة
عرض أقل