كما في كل سنة، تحتفل إسرائيل هذا الأسبوع بأسبوع الكتاب العبري. بهذه المناسبة، أجرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقابلات مع عشرة أدباء يهود مشهورين عالميا، ربما قد قرأتم جزءا من كتبهم دون أن تعرفوا أنهم يهود. سُئل الأدباء حول آرائهم فيما يتعلق بإسرائيل، هويتهم اليهودية، ووضعهم كيهود في الدولة التي يعيشون فيها.
مثلا، قال الأديب الأمريكي المشهور والعريق، باول أوستر للصحيفة إنه قلق إزاء مستقبل إسرائيل. “يتمسك كل جانب من الجانبين بآرائه ولا يحاول النظر بعيدا”. وأردف قائلا: “لو كان عرفات بمثابة غاندي الفلسطينيين كان توجه الفلسطينيون مختلفا، وكانوا سينجحون في إقامة دولة قبل ثلاثين عاما”.
أعرب عاموس عوز، أحد الكتّاب الإسرائيليين الذي تحظى كتبه بنسب الترجمة الأعلى، عن ندمه إزاء تعامل يهود أوروبا مع اليهود الذين قدموا إلى إسرائيل من الدول العربية ومع حضارتهم. “تمتع يهود الشرق بالتسامح الديني نسبيًّا، لا سيّما أنهم جلبوا معهم عادات حسن الجوار مع الأشخاص الذين يختلفون عنهم. التطرف هو لعنة وصلت إلينا من أوروبا لا من الشرق. أشعر بحزن لرؤية نسل القادمين الشرقيين ينجرون حاليا وراء موجة التطرف الأوروبي بدلا من أن يكون الحال مختلفا”.
الروائي الأمريكي المشهور، بول أوستر (AFP)
ولكن يجد عوز أملا في أمور أخرى، مثل اللغة العبريّة. “عندما كنت طفلا، تحدث في العالم أقل من نصف مليون شخص بالعبرية يوميا. ولكن في عهد جدي تحدث المئات بالعبرية فقط. أما اليوم فيتحدث نحو 10 مليون شخص العبرية، بما في ذلك الكثير من الفلسطينيين ويتحدث العبرية مليون شخص على الأقل خارج إسرائيل. هذه الظاهرة ليست سائدة في تاريخ البشرية”.
أ.ب. يشوع، هو كاتب إسرائيلي عريق وقد تنازل تقريبا عن حل الدولتَين كحل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، بعد أن كان يدعمه طيلة سنوات دعما كبيرا. على حد أقواله، “يجب صنع السلام مع الفلسطينيين ومنحهم ما يستحقونه، وإذا لم يكن ممكنا تفكيك المستوطنات والاتفاق على الحدود، يجب منح الفلسطينيين مواطنة داخل دولة إسرائيل. لدينا ما يكفي من القوة والمال لدمجهم كمواطنين ذوي حقوق متساوية في حال ليس في وسعنا تقسيم البلاد حاليا”.
الكاتب الإسرائيلي أ.ب. يشوع (Yossi Zamir/Flash 90)
برنار هنري ليفي هو أحد كبار المفكرين الفرنسيين من الجيل الأخير وهو يهودي أيضا. بما أنه ناشط سياسيًّا جدا وأقواله حاسمة أصبح لديه الكثير من الأعداء. “لدي اليوم ثلاثة أعداء وهم ماري لوبان، داعش، وبوتين”. رغم مكانته المستقرة في فرنسا، لا يستبعد هنري ليفي إمكانية القدوم إلى إسرائيل لاحقا. “أشعر أني أقدم الكثير لأبناء جيلي لا سيّما في فرنسا وأمريكا، ولكن قد يتغير الوضع. إذا شعرت في مرحلة ما بناء على مسؤولتي كأديب، مفكر، وكإنسان فيمكن أن أغادر إلى إسرائيل وسأفكر في هذا”.
جوناثان سافران فوير هو أحد الأدباء الشبان والمشهورين في أمريكا. تطرق في كتابه الأخير إلى العلاقة بين يهود أمريكا وبين يهود إسرائيل واصفا وضعا خياليا تتعرض فيه إسرائيل لخطر وجودي، وحتى الدمار. “حاولت أن أعرف ما مدى اهتمام يهود أمريكا بإسرائيل ولا يمكن معرفة نقطة معينة من دون أن تخاطر بخسارتها”.
الكاتبة الأمريكية نيكول كراوس (AFP / CARL COURT)
نيكول كراوس هي أديبة يهودية أمريكية وامرأة جوناثان سفران فور سابقا، تعيش مع شريك حياتها الإسرائيلي، وتشهد على نفسها أنها لم تشعر ذات مرة أن أمريكا موطنها. مقارنة بنيكول، يكثر الأديب الإسرائيلي، اتجار كرت، من الرحلات الجوية في أنحاء العالم، ولكنه ليس مستعدا لمغادرة إسرائيل.
هناك أدباء آخرون شاركوا في قائمة صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية وهم مئير شيلو، أييلت فلدمان، ومايكل تشابون.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني