عقد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لقاءً خاصا، بين مسؤولين كبيرين، من بلدين لا يقيمان علاقات ديبلوماسية، السعودية وإسرائيل، رغم الحديث عن علاقات سرية بينهما. وجمع المعهد بين المدير السابق للمخابرات السعودية، الأمير تركي الفيصل، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء يعقوب عميدرور، من على منصبة واحدة، لمحادثة مطولة عن الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
واتفق الرجلان على مواضيع كثيرة خاصة بالشرق الأوسط، مثل أهمية النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، رغم الخلاف في وجهة النظر مع الإدارة الحالية في البيت الأبيض. وقال عيمدرور: لا يوجد بديل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وشدّد الأمير السعودي كذلك على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة، رغم الخلافات حول قضايا سياسية معينة.
واختلف الرجلان حول المرحلة القادمة في العلاقات بين إسرائيل والسعودية. فبينما قال عميدرور إن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة تعاون بين دول الشرق الأوسط، وعدم الذهاب مباشرة إلى حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. أكد زميله السعودي أن الطريق نحو التعاون يجب أن تبدأ بحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأوضح عميدرور أنه لا يقصد بأن تهمل السعودية أو الدولة العربية القضية الفلسطينية، إنما بأن تختار مسارا مغايرا من أجل الوصول إلى الحل، وهو أن تتعاون مع إسرائيل بهدف التوصل إلى صيغة متفق عليها وليس فرض الإملاءات على إسرائيل بأن تقبل المبادرة العربية للسلام دون التعاون. وأشار إلى أن الطريق المعاكسة لم تنجح حتى اليوم.
ودعا تركي الفيصل إسرائيل إلى قبول المبادرة العربية للسلام، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، متأملا “ممكن أن نصنع الكثير إذا اجتمع المال اليهودي مع العقل العربي”. وأضاف: “لن يتحقق التطبيع بين السعودية وإسرائيل ما لم يتحقق حل الدولتين لشعبين، وللأسف لا أرى هذا يحصل في حياتي”.
ودعا عميدرور تركي الفيصل إلى زيارة القدس بعدما قال هذا إن حلمه الكبير هو أداء الصلاة في القدس، “لكن هذا لن يحصل قبل التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.
وكان الأمير فيصل قد دعا الجمهور إلى زيارة السعودية في بداية الحديث، فسأله عميدرور إن كانت الدعوة موجهة إليه أيضا، فأجاب الأمير السعودي: “وقعوا على اتفاقية سلام أولا وسنرحب بك أيضا”.