يقول عضو الكنيست حسون، نائب رئيس الشاباك سابقًا والذي يعمل اليوم كعضو كنيست منتمٍ للمعارضة (كاديما) في محادثة مع موقع “المصدر” أنّه توجه منذ يوم الجمعة، صباح يوم الاختطاف إلى القوات الأمنية واقترح عليها بشكل فوري تنفيذ اعتقالات للأسرى المحرّرين في صفقة شاليط. “توجّهت واقترحت، افحصوا أيّ من المحرّرين انتهكوا الاتفاق واجمعوهم كلّهم”
بموجب النشر، كان ذلك اقتراحًا لعضو الكنيست أوريت ستروك، وقد عملت خلافًا لما هو متبع في يوم السبت وهاتفت وزير الاقتصاد نفتالي بينيت من أجل المسارعة في ذلك.
“ليس لديّ مشكلة في أن يُنسب إلى ستروك الفضل في ذلك. المهم أنّهم نفّذوا ذلك. أنا أنظر إلى الأمور بشكل عقلاني تمامًا. في السنة الماضية، تم إحباط خمسين حالة اختطاف. والحقيقة أنّه وبسبب تصرّفنا، أعني إسرائيل، فقد رأت حماس “بطوننا الرخوة” وعلينا أن نكسر هذه المعادلة. أي أن نكسر الرؤية التي تشكّل خطورة على حياة شعبنا. وإلا فسنتحوّل إلى خِرق”.
“قلت، تعالوا نوضّح لهم أنّ هناك ثمن لأعمالهم وأنّ الثمن سيكسر المعادلة. وإذا كنتم تريدون لعب هذه اللعبة، إذن فافهموا أنكم لن تتحكّموا بقواعدها”.
تعتقد أنّ ذلك فعّال؟ وأنّه سيكسر المعادلة؟
“هذا الأمر، أعني عودة الأسرى المحرّرين في صفقة شاليط، هو قضية ستنشئ ولا شكّ نقاشًا في الشارع الفلسطيني. إنّهم يفهمون أنّهم هم أيضًا معرّضون للخطر. هذه المقولة في الشارع الفلسطيني، والإحباط بسب إعادة الأسرى المحرّرين مجدّدا، أمر لم يحدث حتى اليوم”.
ماذا تقصد بأنّهم معرّضون للخطر نتيجة لاسترجاع الأسرى المحرّرين في الصفقة؟ إنهم بالفعل معرّضون للخطر مسبقًا. ماذا لدى الفلسطينيين كي يخسروا؟
“لقد نفّذوا عملية اختطاف الشبّان لأنّهم فهموا أنّهم سيحتجزون المختطفين، ويجرون مفاوضات وبعد ثلاثة أعوام يتلقّون 500 أسير ولذلك فهناك دعم كبير في الشارع الفلسطيني لعملية الاختطاف. لا يؤيّدها الجميع، ولكن هناك دعم. وفجأة مع الاعتقال مرة أخرى للأسرى المحرّرين في الصفقة، فنحن نغيّر لهم المعادلة. كلّ شيء مفتوح للنقاش. فكّري كيف كنّا نشعر هنا في الجانب الإسرائيلي، إذا أخذ أحدهم فجأة جلعاد شاليط وأعاده إلى سجن حماس، بعد عام ونصف من عودته للوطن. إذن فهكذا هم يشعرون”.
اقترح رئيس حزبك شاؤول موفاز تجنيد الاحتياط، لتقليب كلّ حجر في الضفة الغربية، ولسحق حماس. لقد قال إنّ اللحظة قد حانت لعملية واسعة، مصمّمة ولا هوادة فيها. هل توافق على أقواله؟
“لا أعرف المصطلحات التي يستخدمها. والسؤال ماذا نريد أن نحقّق. لا أعتقد أنّه من الصواب الإضرار بسيادة السلطة الوطنيّة الفلسطينية”.
على ضوء أحداث اليوم (الأحد) في الحدود السورية، هل نعيش تجربة “شوهدت من قبل”؟ موجة الاختطاف وحرب لبنان الثانية، التي بدأت باختطاف شاليط في حدود غزة، هل تتكرران؟
“كلا. الحادثة في الحدود السورية إحصائية. هم يطلقون النار بمدافع الهاون، ولا أعلم إنْ كان ذلك عمدًا، وهو لا يشبه بأي شكل من الأشكال الاختطاف والقتل في الحدود الشمالية في تموز عام 2006. إن مدافع الهاون سلاح غير دقيق، ولقد سقطت هذه المرة بشكل سيّء للغاية”.
قمت في الماضي بإدارة محادثات لإطلاق سراح أسرى إسرائيليين من مصر، وكنت على اتصال مع جهات مثل الإخوان المسلمين والأمر الذي حرّك في نهاية المطاف علاقة غير مباشرة مع رجال حماس. كيف يمكن تفسير الوضع الحالي؟ حيث لا يوجد أحد يتحمل المسؤولية؟
“نحن نواجه واقع هجوم – مساومة. وفي المرحلة الحالية، لا نعلم ما هو حال المختطفين. والمهمّة الرئيسية هي الوصول إليهم. وعلينا بعد ذلك القبض على الخاطفين، وقد تكون الفجوة بين المختطفين والخاطفين بضع سنين، ربما سنتين، ربما ثلاثة. يجب أن يكون الافتراض العملي للقوى الأمنية أنّ المختطفين على قيد الحياة. ولكن بخلاف حوادث اختطاف أخرى، فليس بالضرورة أن يكون الخاطفون والمختطفون في مكان واحد. يستطيع الخاطفون أن يتواجدوا الآن في أي مكان في الكون. ومن ناحيتنا يجب أن تهدف توقعاتنا إلى الوصول قبل ذلك للمختطفين. أنا لست مشاركا في المعلومات، ولكنني أقول ذلك بالاستناد إلى التجربة. في لحظة وقوع حادثة ولا تعلن أي جهة مسؤوليتها، فتلك هي الافتراضات الأساسية”.
هل فعلا ليست هناك معلومات في هذه المرحلة؟
“الافتراض العملي هو أنّ قوات الأمن لا تتفحص طريقها في الظلام تمامًا. وهي تعرف شيئا واحدًا، وذلك أن عليها أن تركز في الوصول إلى المختطفين. في اللحظة التي يتمّ فيها اختطاف شخص ما، ففي غالب الأحوال، ينبغي أن يبثّ الخاطفون شيئًا ما. إنّهم محتجزون لدينا، تعالوا نتفاوض، شيء ما. هذه الحالة لم تحدث هنا. ولذلك فهناك وضع لا يتواجد فيه المختطفون بالضرورة مع الخاطفين. ولذلك فإنّ الوصول إلى الخاطفين لا تربطه صلة من حيث المكان والزمان بالوصول إلى المختطفين. يجب أن يكون حول المختطفين غطاء معين بهدف تغذيتهم، صحّتهم، حراستهم ويجب أن يكون بالإمكان الوصول إليهم من خلال هذا الغطاء”.
إنّ واقع عدم وجود غطاء من هذا القبيل، قد يجعلك تلمّح إلى أنّهم ليسوا أحياء؟
“لا أعلم. أذكّرك أن حازي شاي، الذي وقع في الأسر في حرب لبنان الأولى جلس لعامين ونصف دون أن يتفاوض أحد من أجله. بالنسبة لهذه المسألة فلا يهمّ أنّه قد مرّت سنوات طويلة منذ حادثة حازي شاي”.
إذًا فالعمليات العسكرية في هذه المرحلة غير متعلقة بحادثة الاختطاف؟
“من ناحية استخباراتية، فإنّ علاج الموضوع لم يغب عن الأعين. وفي الواقع لا يعلم أحد ماذا تعمل القوى الأمنية وما هي الاتجاهات التي ستسير نحوها الأمور. وهناك مستوى آخر وهو التعامل مع حماس وهو مكشوف، لأنّ هناك الآن أكثر من 300 معتقل. هذا علاج للبنية التحتية السياسية والذي من الممكن أن يضرّ في نهاية المطاف بالسلطة الفلسطينية وبأبي مازن وأن يقصّر من عمر السلطة. قد يضرّ ذلك بأبي مازن سياسيًّا، وخاصة في حال حدوث المزيد من القتلى في الشارع الفلسطيني.
العملية العسكرية لم تبدأ بالخروج عن المقدار المقبول؟
“تقع الخليل تحت سيطرة حماس، وفيها مؤيّدون، والآلاف منهم هم من رجال حماس. حين يتمّ اعتقال 300 شخص، فأولئك هم القياديون، وبالطبع فهذا ليس تجميعا لكل أولئك الذين صوّتوا لحماس. وفي هذه المرحلة، تجري الأمور بعد التفكير.
ولكن هناك انتقادات عندنا بأنّ العملية تخرج عن أهداف استرجاع المختطفين؟
“من يقول ذلك لا يستطيع إثبات أقواله. هذه مقولة تابعة لوجهة نظر. من الواضح أنّنا حين نحاول الإضرار بالبنية التحتية لحماس، فهذا إضرار مؤقّت. حتى السلطة الفلسطينية التي قامت باعتقال 2800 من رجال حماس لسبعة أشهر، عام 1996، لم تستطع الإضرار بالبنية التحتية لحماس. لن يُقنع أحد رجل حماس بتغيير دينه أو بإيقاف تأييده للحركة. هذا لا يردعهم”. إنّ متوسط العمر المتوقع للعمليات العسكرية من هذا النوع قصير، ربّما لبضعة أشهر. وليس أكثر”.