خطوة مناصرة للمرأة أو تعصب متعجرف؟ قال وزير الزراعة، والذي يترأس اللجنة الوزارية المسؤولة عن تسوية استيطان البدو في النقب، يائير شمير، اليوم (الأحد) خلال زيارة قام بها إلى الجنوب أنه يدرس سُبلاً لتحديد النسل في المجتمع البدوي.
ووفق كلامه، “علينا أن نخرج كل البدو قليلاً من الصحراء وأن نقوم بتقريبهم إلى المدينة الطبيعية من ناحية التشريع، نمط الحياة، العمل والتعليم. وربما حتى معالجة مسألة تعدد الزوجات لتحديد النسل بهدف رفع مستوى الحياة، وفق ما جاء بأقواله. “لهذا نحن الآن نركز على وضع حلول اقتصادية ضمن عملية التسوية”.
قال الوزير أيضًا إنه “في عام 2035 سيبلغ تعداد السكان البدو نصف مليون شخص. “فقط دولة تود الانتحار لا يمكنها أن تلاحظ مشكلة البدو، وأزمة التعامي مريعة. ننتهج الآن طريقة مختلفة عن تلك التي تم انتهاجها من قبل بلجنة برافر، أنا أتجه نحو طريقة أقل قضائية وأكثر اقتصادية”.
وفي رد له على تصريحات الوزير قال فادي مسامرة، المدير العام للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، “من ناحية مناصرة المرأة أنا مع وقف مسألة تعدد الزوجات ولكن مسألة تحديد النسل هو أمر فيه هذيان. ما من شخص يقول أمرًا كهذا دون أن تكون لديه خلفية أيديولوجية وهو لا يختلف عن الأجندة التي تنتهجها الحكومة – حكومة يمينية ترى بالبدو تهديدًا ديموغرافيًا”. أضاف مسامرة قائلاً “يعتقد شمير أن المشكلة في عدد المواليد ولكن المشكلة تكمن في التمييز الممنهج التي تتبعه الحكومة والاستثمارات القليلة فيما يخص الخدمات المقدمة على مر سنين”. نُشرت أقواله هذه في صحيفة “هآرتس”.
جدير بالذكر أن القانون الإسرائيلي يمنع تعدد الزوجات إنما ذلك الأمر مسموح لمن هم من غير اليهود في حالتين: إذا غاب الزوج من زواج سابق لمدة تزيد عن ست سنوات وهناك قلق من أن يكون قد فارق الحياة، أو أن الزوج من الزواج السابق لا يمكنه قطع علاقة الزواج بسبب مرض نفسي. بالمقابل، يتيح القانون الشرعي تعدد الزواج طالما أن الزوج قادر على توفير احتياجات الزوجة أو في شروط معيّنة.
وتشير معطيات سلطة السكان والهجرة، إلى أنه حتى عام 2013 هناك 361 رجلا مسلمًا ممن مسجلين كمتعددي زوجات، لكن التقديرات تشير إلى أن الحديث هو عن ظاهرة أوسع وأن غالبية الزيجات من زوجة ثانية وأكثر لا يتم تسجيلها وحسب. وحسب سلطات الرفاه ومؤسسات اجتماعية فإن تعدد الزوجات له تأثير سلبي على حياة العائلة حيث أنه في حالات عديدة يؤدي ذلك إلى إهمال الأبناء، العنف ضد النساء والفقر.