اعتبرت دمشق الأحد أن مشاركة روسيا في محاربة الجهاديين في سوريا “تقلب الطاولة” فيما نددت الولايات المتحدة بالدور الروسي المتزايد معتبرة أن من شأنه تأجيج النزاع وعرقلة فرص السلام.
وفي هذا الوقت، دخل 75 مقاتلا من فصائل المعارضة شمال البلاد بعدما تلقوا تدريبات عسكرية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية بإشراف أميركي في تركيا.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” السبت، نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية مقتطفات منها الأحد “يوجد شيء جديد يفوق تزويد سوريا بالسلاح وهو مشاركة روسيا في محاربة داعش وجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وهذا شيء أساسي”.
وأضاف “هذا شيء يقلب الطاولة على من تآمر على سوريا ويكشف أن الولايات المتحدة وتحالفها لم يوجد لديهم استراتيجية لمكافحة داعش”.
وتعد روسيا أبرز حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد وهي تقدم له الدعم في مجالات عدة ولا سيما دبلوماسيا في مجلس الأمن، وعززت في الأيام الأخيرة وجودها العسكري في محافظة اللاذقية الساحلية، معقل عائلة الأسد.
وأثارت هذه التعزيزات خشية الولايات المتحدة الأميركية التي تقود منذ أيلول/سبتمبر الماضي ائتلافا دوليا يوجه ضربات جوية لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
ورأى وزير الخارجية السوري أن “موسكو تعمل فى ظل القانون الدولي بالتنسيق مع سوريا لكن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك (…) وما تقوم به غير فعال”، في إشارة إلى الضربات التي يشنها الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن ضد مواقع الجهاديين وتحركاتهم.
ومن برلين، اعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد أن الدعم العسكري الروسي للنظام السوري يهدد بتوجه عدد أكبر من المقاتلين الجهاديين إلى سوريا وبضرب أي فرصة لتسوية النزاع.
وصرح كيري للصحافيين أن وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير “وأنا متوافقان على أن دعم روسيا أو أي بلد اخر المستمر للنظام يهدد باجتذاب مزيد من المتطرفين وبتعزيز موقع (الرئيس السوري بشار) الأسد وبقطع الطريق على حل النزاع”.
في هذا الوقت، دخل 75 مقاتلا من فصائل المعارضة السورية تلقوا تدريبات عسكرية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية باشراف اميركي في تركيا، الى محافظة حلب في شمال سوريا، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان وفصيل مقاتل الأحد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “دخل 75 مقاتلا جديدا إلى محافظة حلب بين ليل الجمعة وصباح السبت بعد أن خضعوا لدورة تدريبية على يد مدربين اميركيين وبريطانيين واتراك داخل معسكر في تركيا”.
وفي واشنطن، رفض متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية التعليق على الموضوع. وقال لوكالة فرانس برس رافضا كشف اسمه “لن ندخل في تفاصيل حول زمان ومكان خوضهم القتال لاسباب ميدانية امنية”.
ورغم تحفظاتها، بدات الولايات المتحدة وروسيا محادثات عسكرية حول النزاع في سوريا الجمعة فيما تزيد موسكو حشدها العسكري في البلد الممزق.
ميدانيا، بدأ ظهر الأحد العمل بوقف لاطلاق النار في مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في شمال غرب سوريا، بعد التوصل الى اتفاق على هدنة لم تُحدد مدتها، وفق ما أعلن المرصد السوري.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تشهد مدينة الزبداني وبلدتا الفوعة وكفريا هدوءا تاما منذ الساعة الثانية عشرة (09,00 تغ) من ظهر الاحد، لم يعكره الا خرق واحد في ساعات بعد الظهر بعد اطلاق رصاص قنص على بلدة الفوعة”.
وتوصلت قوات النظام ومسلحون موالون لها من جهة وفصائل مقاتلة من جهة اخرى إلى اتفاق هدنة هو الثالث في خمسة اسابيع.