لا نشعر بوجودها، فهي تظهر مثل الوشم ويمكن إزالتها في أي وقت – إنها الرقعة الإلكترونية التي ستُساعد في مجال البحث العالمي على فهم البشر فهما أفضل. تأتي هذه الرقعة لتُقدم حلاً إضافيًا للتحدي الذي لم ينجح العلم بعد إلا بتقديم حلول جزئية له وذلك من خلال مسح ورصد المشاعر.
الرقعة مصنعة بشكل بسيط ولكن عبقري، فهي تحتوي على أقطاب كهربائية كربونية تُغطيها طبقة من الـ “نانوتكنولوجي” من أجل تحسين أدائها، ومُسطح دبق يُلصق الأقطاب الكهربائية فيها بالجلد. يكون مُسطح الدبق هذا عادة موجود على رُقَع الوشوم المؤقتة، بحيث لا يُحس المُستخدم بوجود الرقعة اللاصقة على جلده، ولا يشعر بالأداء الذي تقوم به.
كانت هناك حتى الآن مُحاولات لقراءة المشاعر بوسائل أكثر تعقيدًا، مثل البرامج الذكية التي تُصور تعابير الوجوه وتُحاول تحليلها، أو من خلال استطلاعات شخصية موضوعية، ولكن النتائج لا تكون دائمًا دقيقة وتكون العملية مُعقدة وأحيانًا طويلة.
في المُقابل، تستقبل الرقعة اللاصقة إشارات كهربائية مُباشرة من عضلات الوجه، وبفضل شكلها، رغم وجودها غير المحسوس تقيس الرقعة قوة النشاط في العضلات لمدة ساعات وتُسجله، ويُمكن تحليل هذه المعلومات بسهولة كبيرة لفهم ردود فعل الإنسان الحسية.
ولكن قد يُقدم هذا الابتكار، الذي لا يزال قيد التطوير، حلولاً لأسئلة كثيرة في عدة مجالات أبحاث. يُساعد هذا الابتكار حاليًا في الأبحاث الطبية التي تتعلق بضمور الدماغ، وفي المُستقبل يُمكن أن يساعد مبتوري الأطراف على معرفة الأجزاء التي لا تزال ناشطة في الجزء المتبقي من الأطراف المبتورة ومن خلاله يُمكن استخدام الأطراف الاصطناعية وممارسة حياة طبيعية، أو مساعدة جرّاحي الدماغ من خلال تعقب النشاط الدماغي ودرجة اليقظة عند المريض.
يُمكن لهذه الرقعة أيضًا تسهيل العمل على خبراء الدعايات والإعلام من خلال معرفة ردة فعل مُستخدمي المُنتجات الجديدة وبخصوص حالات مُختلفة، رصد سلوكهم ومشاعر الناس هو أمر هام جدًا في هذه الصناعة.
ثمة مجال إضافي يُمكن لهذه الرقعة إنقاذ حياة الأشخاص وهو السياقة – حيث يُمكن أن ترصد مدة يقظة السائق، أوضاع بدنية تُشير إلى قلة اليقظة والتحذير من ذلك – وبهذا يمكن تفادي وقوع حوادث تعرض الحياة للخطر.