تُعرف فترة الفصح في إسرائيل بأنّها “فترة الإجازات”. فالكثير من أماكن العمل (بما فيها أماكن العمل الحكوميّة) لا يعمل لمدّة أسبوع على الأقل، فيستغلّ الشعب الإسرائيلي الوقت للتنزّه والاستجمام. ينتهز إسرائيليّون كثيرون الفرصة، ويسافرون إلى خارج البلاد للترويح عن أنفسهم، فيما يفضّل آخرون كثيرون الاستجمام في إسرائيل نفسِها. ومن أجل إثارة شهيّتكم لعطلةٍ فاخرة ومُدلِّلة، يستعرض “المصدر” خمسة فنادق فاخرة في أرجاء إسرائيل.

والدورف أستوريا القدس

عند الحديث عن الفنادق الفاخرة في القدس، فإنّ الاسم الأوّل الذي يخطر على البال هو فندق الملك داود. استضاف الفندق، ذو التاريخ الطويل والعريق، نخبة الضيوف الذين استضافتهم مدينة القدس، وأبرزهم رؤساء الولايات المتحدة العديدون وونستون تشرتشل. لكن، قريبًا جدًّا، سيواجه الفندق منافِسًا جديرًا بالمنافسة على لقب الفندق الأفخر في المدينة، إذ إنّ “والدورف أستوريا” هو في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة، قُبَيل افتتاحه في الشهر القادم.

تبدأ قصة الفندق الفاخر في عشرينات القرن العشرين، حين أُنشئ في المبنى فندق “بالاس” الفاخر. عمل الفندق سنواتٍ قليلة حتّى قضت عليه منافسة فندق الملك داود، فجرى إغلاقه. مذّاك وحتّى التسعينات، استُخدم كمبنى لمكاتب حكوميّة حتّى جرى هجره، وأصبح خاويًا.

عام 2006، اشترى تجّار عقارات المبنى، وبدأوا بالتعاوُن مع “هيلتون” بترميمه وإنشاء فندق من شبكة “والدورف أستوريا” الفاخرة فيه. وبقيت الواجهة الخارجيّة للفندق شبيهة جدُّا بالفندق الأصلي في العشرينات، بناءً على توصيات برنامج حماية التراث في بلدية القدس، لكنّ وجه الفندق فاخر، ويتجه إلى الأمام إلى القرن الحادي والعِشرين. استمرّ ترميم الفندق ستّ سنوات، واستُثمر فيه مبلغ 150 مليون دولار، فكانت النتيجة عظَمة، بهاءً، ومجدًا لا تنتهي على بُعد خطوة من باب الخليل في المدينة القديمة.

في الفندق الحديث 226 غرفة (بينها 29 جناحًا مزدوجًا)، غرف جلسات فاخرة، قاعة ولائم ومناسبات تتّسع لتسعمائة شخص (الأكبر في القدس)، ومطعم فاخِر. تزيِّن بهو الفندق، الذي يشكّل مركزه (ليست للفندق إطلالة مميّزة على مدينة القدس)، ثريّات بلوريّة بقيمة 1.5 مليون يورو، وهو مُؤثَّث بكنبات بقيمة 8000 – 10000 يورو.

في الغرف نفسها أيضًا أُنفقت مبالغ طائلة، إذ تحتوي كلّ غرفة على تدفئة تحت أرضيّة، شاشات تلفاز في المرايا، آيباد، وغيرها. يكلّف المكوث العاديّ في الفندق بين 490 و1500 دولار للّيلة الواحدة. أمّا الجناح الرئاسي الذي يشمل مطبخًا مع أدواته، جاكوزي، ساونا، وزجاجًا مُضادًّا للرصاص فيكلِّف 5000 دولار للّيلة.

غرفة الطعام في فندق والدورف أستوريا (Flash90)
غرفة الطعام في فندق والدورف أستوريا (Flash90)

بريشيت متسبيه رامون

على جُرن رامون (وادي الرمّان)، الجُرن الطبيعي الأكبر في العالم، بلدة صغيرة تُدعى “متسبيه رامون”، فيها أحد أفخر الفنادق وأكثرها رومانسيّة في إسرائيل. دُشّن فندق “بريشيت” عام 2011 بعد استثمار 180 مليون شاقل (52 مليون دولار)، وهو يعِد الذين يمكثون فيه بتجربة مميَّزة في إسرائيل.

بسبب حجم دولة إسرائيل الصغير نسبيًّا، فإنّ معظم فنادقها موجود في جِوار فنادق أخرى، مدن، أو أراضٍ مستغلّة من قبل الإنسان. لكنّ “بريشيت” هو فندق يقع في لُبّ الصحراء، بعيدًا عن الحضارة، ويعِد الماكثين فيه باختبار “الانقطاع” الحقيقي، كأنهم سافروا خارج إسرائيل.

إنه المكان الذي يمكنكم أن تَروا فيه رجُلًا قرّر تدليل زوجته لمناسبة يوم ميلادها الأربعين، زوجَين يحتفلان بيوبيلهما الفضيّ (25 عامًا على الزواج) أو مجرّد عشّاق يريدون إيقاف الروتين اليوم المنهِك في مركز البلاد والتمتّع ببعض السكينة في الصحراء.

بُني الفندق وأُنشئ بدقّة، وبُذل في إنشائه جهد كبير من أجل دمج مظهره مع المشهد الصحراوي لمتسبيه رامون. الفندق مبنيّ من حجر وخشب، لا سجّادات فيه، نباتات، أو ينابيع، جميع بنيته التحتية تحت الأرض، وهو مبنيّ على مساحة واسعة تحتوي على وعول ترعى في الأرض.

في الفندق 111 غرفة، لـ 39 منها برَك سباحة خاصّة، فضلًا عن 3 بِرَك كبيرة ليستخدمها سائر الضيوف. فضلًا عن ذلك، يمكن للضيوف أن يستفيدوا من قاعة سينما، غرفة لياقة، وأمور جذّابة صحراوية مثل استئجار درّاجة نارية، رحلة جيبات، ركوب الخيل، جولة، وورشات تصوير. يبدو أنّ قرار مالك نادي تشلسي لكرة القدم، رومان أبراموفيتش، القدوم إلى الفندق في الفصح واستئجار غرفه الـ 111، لم يكن عبثًا.

فندق بريشيت ووادي الرمّان (Moshe Shai/FLASH90)
فندق بريشيت ووادي الرمّان (Moshe Shai/FLASH90)

فندق غابات الكرمل غابات الكرمل

إلى الجنوب قليلًا من مدينة حيفا تنتصب غابات الكرمل، وهي في الواقع غابة على الجبل الكبير. في قلب غابات الكرمل، يقع أحد الفنادق الفاخرة في إسرائيل – فندق غابات الكرمل.

بُني فندق غابات الكرمل أواخر ستّينات القرن الماضي كمبنى مُعدّ للنقاهة وعلاج الناجين من المحرقة اليهودية في الحرب العالمية الثانية، وبعد سنوات تمّت خصخصة المكان. في السنوات التي مضت، أضحى المكان رويدًا رويدًا فندقًا فاخرًا يمتدّ على مساحة 75 دونمًا، وهو يُعتبَر اليوم أحد متصدّري الغابات، بسبب موقعه المُميَّز في قلب المدينة والإحساس بالعزلة الذي يمنحه لضيوفه.

يختصّ الفندق في تقديم خدمات “سبا” (spa) لضيوفه، وقد فاز في السنوات الأخيرة سنةً تلو سنة بلقب “فندق السبا” الأفضل في الشرق الأوسط. يمكن للضيوف أيضًا أن يتمتّعوا بعلاجات للجسم، تدليك، وعلاجات جماليّة، وكذلك اجتياز ورشات صحيّة لحياة أفضل. الفندق معروف كمكانٍ من عادة الرجال أخذ رفيقاتهم إليه لعرض الزواج عليهنّ.

عام 2010، اندلع حريق هائل في غابات الكرمل، حصد أرواح 44 شخصًا. بلغ الحريق جوانب الفندق، الذي أُخلي من جميع شاغليه. لكن بفضل المساعي الكبيرة لرجال الإطفاء، التي شملت بين ما شملت اقتلاع أشجار مجاورة للفندق، لم يتضرّر الفندق كثيرًا. بعد الحريق، أُغلق الفندق نحو شهر قبل إعادة افتتاحه. في الفندق 136 غُرفة.

هيرودس إيلات

عند التفكير في الاستجمام في إسرائيل، تخطر على البال فورًا مدينة إيلات. فالمدينة الجنوبيّة الحارّة، التي درجة الحرارة المتوسّطة فيها في عزّ الشتاء هي 21 درجةً مئوية (و40 درجة منتصف تموز)، هي مدينة المنتجَع الإسرائيلية، وهي مجاورة للحدود مع مصر، ولمدينة طابا المصرية. ورغم أنّ نحو 50 ألفًا فقط يقطنون في إيلات، فإنّ فيها ما لا يقلّ عن 50 فندقًا.

بين الفنادق الفاخرة في المدينة ثلاثة فنادق “هيرودس”. تُعتبَر الفنادق ملكيّة وفاخرة، ويقدّم كلّ منها لضيوفه اختبارًا مختلفًا: فهيرودس بالاس يعرض ضيافة بأسلوب فاخر وحصريّ، فيما يعرض هيرودس بوتيك ضيافة في جوّ بوتيكم مُرفِّه، أمّا هيرودس فيتاليس فيقدِّم استجمامًا على نقاوة السبا الحميم.

هيرودس فندق (Facebook)
هيرودس فندق (Facebook)

تمتدّ الفنادق الثلاثة معًا على مساحة 40 دونمًا، وتتّصل واحدها بالآخَر بجُسورٍ فاخرة، بحيث يمكن لكلٍّ من الزبائن التمتّع بمنطقة السبا المميَّزة والمدلِّلة، التي تشمل مركزًا صحيًّا للعناية بالجِسم وأحواض استحمام. فضلًا عن ذلك، يتمتّع الزبائن بثلاث برَك كبيرة، غرفة لياقة جديدة، وردهة أعمال فاخرة ذات إطلالة رائعة.

الغرف في الفندق (454 غرفة) مصمّمة بوحي من الحقبة البيزنطية، والفندق كلّه يدّعي تقديم تجربة مختلفة عن تلك التي تُقدَّم في سائر فنادق إيلات. أمّا واسطة عقد الفندق فمسرحية الأطفال “سندريلا”، التي تُعرَض مرّتين في الأسبوع مجّانًا للزبائن.

يسروتل البحر الميت

أحد أشهَر الأماكن في إسرائيل هو البحر الميت، الذي هو أيضًا أكثر الأماكن انخفاضًا في العالم، إذ يقع على ارتفاع 427 مترًا تحت سطح البحر. ويُعرف “البحر الميت” باسمه هذا، لأنّ لا أسماك فيه بسبب الملوحة المرتفعة لمياهه. المياه مالحة جدًّا، إلى درجة أنه لا يمكن الغوص إلى قاع البُحيرة، ولذلك من الشائع رؤية أشخاصٍ يطفون على البحر، وحتّى يقرأون جريدة أثناء فعل ذلك.

مياه البحر الميت غنيّة بالمعادن، ولها خصائص طبية عديدة، مع الوحل الموجود في البحر الميت. يجذب كلّ هذا سُيّاحًا كثيرين من إسرائيل والعالَم إلى البحر في جميع أيّام السنة، ومع الوقت أُنشئت فنادق عديدة على ضفاف البحر.

أحد هذه الفنادق هو فندق “يسروتل” على ضفاف البحر الميت. والحديث هو عن فندق فاخر بمقاييس عالية جدًّا. الغرف في الفندق، التي لديها شُرفة مع إطلالة على الصحراء والبحر الميت، مؤثثة بطريقة أنيقة. مع الدخول إلى الغرفة، يحصل الضيوف على ثياب خاصّة وأحذية خفيفة، ويُدعَون إلى بدء التمتُّع بالاختبار الفريد.

يقدِّم الفندق لزبائنه بركة كبيرة ودافئة وخدمات سبا، لكنّ في الفندق إمكانية عيش اختبار مميّز: السباحة في بركة كبريت. تصفّي بركة الكبريت وتنظّف الجِسم، وتُعتبَر علاجًا رائعًا للمشاكل الجلديّة. إضافةً إلى ذلك، يجب التذكُّر أنه بعد الاغتسال ببركة الكبريت، تبقى رائحة غير جميلة على الجسم، لكنّ هذه الرائحة تشكّل ذكرى للاختبار الرائع الذي يعيشه ضيوف الفندق.

اقرأوا المزيد: 1162 كلمة
عرض أقل